خطر الحركة الإسلامية وسبل مواجهته

تاريخ الإضافة الأربعاء 28 تشرين الأول 2009 - 12:18 م    عدد الزيارات 901    التعليقات 0

        

موشيه أرنس
(وزير سابق للدفاع عن حزب الليكود)

الاضطرابات الأخيرة التي وقعت في " جبل الهيكل" (الحرم القدسي) جراء التحريض الذي مارسته الحركة الاسلامية، يرغمنا على توجيه الانتباه مجددا إلى الجماعة العربية في إسرائيل. كم مرة يتعين علينا أن نكرر القول بأن التحدي الأكبر القائم أمام إسرائيل يكمن في دمج المواطنين العرب في المجتمع الإسرائيلي؟ وأن إيجاد مناخ يتمتع فيه مواطنو إسرائيل العرب ليس بالحقوق المتساوية فحسب، بل أيضا بالفرص المتساوية وتوزيع متساو للواجبات- بكلمات أُخرى، أن يشعروا بأن إسرائيل بيتهم- يجب أن تتصدر جدول أعمال الحكومة؟ كم مرة سيكون ثمة حاجة إلى التحذير من أن الغربة التي تشعر بها مجموعة أقلية كبيرة تجاه الدولة التي تعيش فيها تشكل خطرا على كل المعنيين بالأمر؟
ثمة سببان للإهمال الطويل الأمد من جانب الحكومات في إسرائيل. الأول يتمثل في القانون غير المكتوب الذي يحكم إدارة السلطة في إسرائيل، وهو أننا ننفذ أولا الأمور الملحة والعاجلة، وبعد ذلك نتهم بتنفيذ الأمور المهمة. فالخطة السياسية لدمج مواطني إسرائيل العرب ربما تكون مهمة، لكن مقارنة بسائر المشاكل التي تواجهها إسرائيل، لا تبدو هذه المشكلة ملحة. ثانيا، ثمة اعتقاد سائد وهو خاطئ، يفيد أنه في اللحظة التي تتوصل فيها إسرائيل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، ستُحل مشكلة مواطني إسرائيل العرب من تلقاء نفسها. لكن هذا الأمر ليس بديهيا، ولا يوجد أي قانون في العلوم السياسية يربط بين هذين الموضعين. على العكس من ذلك، يبدو أنه في حال تم التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، فسيكون دمج مواطني إسرائيل العرب- إذا لم يتحقق هذا الدمج قبل الاتفاق- أصعب بكثير مما هو اليوم.
يقدر كثيرون من مواطني إسرائيل العرب حقيقة أنهم يعيشون في مجتمع ديمقراطي، توجد فيه امكانيات كثيرة لاكتساب التعليم العالي، والذي تسود فيه سلطة القانون والذي تتمتع فيه النسوة بحقوق متساوية. لذلك، من الموجع من ناحيتهم الشعور بأنهم مضطهدون وأنهم لا يتمتعون بالمساواة الحقيقية. ولكن، ثمة ايضا حركة عربية لا تشترك في هذا الشعور؛ حركة لا تتطلع لتحقيق المساواة في الدولة، وهدفها تدميرها. الحركة الاسلامية تؤدي دورا فاعلا في تحريض السكان، وفي بث الكراهية تجاه إسرائيل ومواطنيها اليهود. وفي مرات عديدة تقود عملية إثارة الغرائز هذه إلى اضطرابات، كتلك التي تحدث في القدس بالآونة الأخيرة.
في كل سنة تنظم الحركة احتفالا كبيرا في أم الفحم، تحت شعار " الأقصى في خطر". يحضر هذا الاحتفال عشرات الآلاف؛ وهو يُقام بادعاء كاذب يفيد أن إسرائيل تنوي تدمير الموقع الاسلامي المقدس، وتتم دعوة المسلمين كلهم للتجند ضد تدنيس المقدس. حقيقة أن إسرائيل تحرص جدا على حماية حرية العبادة في جميع المواقع المقدسة الواقعة ضمن اراضيها، لا تغير من الأمر شيئا. فالكذب يتغلغل، وكثيرون يصدقونه.
عند سعيها لدمج المواطنين العرب في المجتمع الإسرائيلي، يتعين على الحكومة أن تميز بين المحافظين على القانون وبين الذين يريدون التأمر على كيان الدولة. فالحركة الاسلامية تحاول تقويض أسس الدولة. وغالبية العرب في إسرائيل الذين شاركوا، أو خططوا للمشاركة في العمليات الارهابية، كانوا أعضاء في الحركة الاسلامية وخريجي مؤسساتها التعليمية. هذه حركة تنشغل في التمرد، تدعو إلى الانتفاضة ضد السلطة، والتمرد نشاط غير قانوني. بناء عليه، يجب إخراج الحركة الاسلامية عن القانون.

(هآرتس 27/10/2009

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,116,842

عدد الزوار: 6,935,498

المتواجدون الآن: 85