كل شيء على ما يرام!

تاريخ الإضافة الثلاثاء 3 تشرين الثاني 2009 - 9:42 ص    عدد الزيارات 860    التعليقات 0

        

يوسي بيلين

الحمد لله. يمكن الإعلان عن بناء 3000 وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية، مواصلة البناء في شرقي القدس، ضمان "حياة طبيعية" للمستوطنين، الحصول على الموافقة الأميركية من فم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، بأن إسرائيل لم تكن يوما مستعدة لمثل هذا التجميد (وهذا خطأ تاريخي)، أن نكون مقتنعين بأن أبو مازن لن يساوم قبل الانتخابات، ومواصلة "الأعمال كالمعتاد".
نتنياهو راض. لديه ائتلاف منضبط ومستقر، لا توجد أزمة في العلاقات مع الولايات المتحدة، وبشكل أساس ـ استعداده للتلفظ بمبدأ الدولتين حوله إلى رجل "معسكر السلام"، وهو يكرر اقتباسه من خطابه الذي ألقاه في جامعة بار إيلان، كما لو أنه اكتشف بأن العالم ليس مسطحا، كما اعتقد الجميع قبله.
هذا جيد جدا، إلى درجة أنه يصعب تصديق الأمر. فالولايات المتحدة تنازلت عن مطلب تجميد المستوطنات، وتركت أبو مازن مع التجميد كشرط للمفاوضات، في الوقت الذي يطرح نتنياهو أي شرط. فالسيدة كلينتون التقت مع وزير الخارجية ليبرمان، تماما كما لو أنه موشيه شاريت أو أبا إيبان. تبتسم، تصافح، تخرج إلى عدسات التصوير، وتعرف أنه يستطيع الكلام حتى الغد عن الأمور التي سيوصى بها أمام رئيس الحكومة في موضوع الشروط المطلوبة من الفلسطينيين، لجنة غولدستون، وأن نتنياهو سيستمع له باحترام وجدية وسينفجر من الضحك بعد أن يخرج من الغرفة.
إذا العالم كله ضدنا. مؤامرة كبيرة. العالم كان دوما ضدنا، وسيكون دوما ضدنا، حتى لو صنعنا السلام. فبريطانيا تضع الصعوبات أمام دخولنا إلى منظمة الدول المتطورة،(OECD)، وأوروبا غير مستعدة لقبول المنتوجات المنتجة في مناطق الضفة الغربية، ونحن على خلاف مع السويد والنرويج، وفي أزمة عسيرة مع تركيا، والبحرين تسن قانونا يحظر العلاقات مع إسرائيليين. ومع ذلك أين المشكلة؟ سبق ان عشنا أياما أصعب، وتجاوزنا المحنة.
لكن ماذا، لا سمح الله، لو وافق أبو مازن على إجراء المفاوضات من دون شروط مسبقة، أو وافق على تسوية ما في موضوع المستوطنين؟ دع الحساب ليوم الحساب. يمكن بناء سياسة كاملة على أساس الرفض الدائم للطرف الثاني. يمكن أيضا الترحيب بالسياسة التصالحية لأوباما تجاه إيران انطلاقا من التقدير بأن أحمدي نجاد لن يقبل أي اقتراح كما هو. وبشكل عام، إذا وافق أبو مازن على المفاوضات، يمكن دوما القول لا لموضوع القدس، ولا لموضوع اللاجئين، والحصول على إجماع قومي ومحاولة إلقاء التهمة كلها على الطرف الثاني. كل موضوع مرتبط بالدعاية الإعلامية الأفضل. خطاب آخر أمام الأمم المتحدة أو بار إيلان سيحل المشكلة.
وماذا، لا سمح الله، لو اندلع العنف مجددا نتيجة للجمود السياسي؟ العنف هو المادة اللاصقة (الصمغ) القومية الأكثر قوة. فنحن سنقف جميعا في مواجهة العنف، وربما ينضم حزب كديما إلى الحكومة أيضا، من دون اشتراط هذا الانضمام بالمداورة على رئاسة الحكومة. في أقصى الحالات سنضيف طاولة ثالثة في قاعة الكنيست إلى الطاولتين الموجودتين والمخصصتين للحكومة. ثمة من قد ينبح على خلفية التبذير، لكن القافلة ستسمر.
وماذا إذا قادنا استمرار "الأعمال كالمعتاد" إلى أغلبية فلسطينية غربي نهر الأردن، وكفت الدولة اليهودية عن أن تكون دولة يهودية حتى وإن وقف العالم كله على رجليه ليعترف بيهودية إسرائيل؟ هذا لن يحصل أصلا في هذه الولاية.

("يديعوت أحرونوت" 2/11/2009

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,634,256

عدد الزوار: 6,905,404

المتواجدون الآن: 100