لماذا تريد واشنطن الاستيلاء على المساجد؟

تاريخ الإضافة الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2009 - 8:22 ص    عدد الزيارات 821    التعليقات 0

        

 

الـ : تايم

بقلم: ثيو إيمري : في خطوة رفعت مستوى التوتر لدرجة اعلى، وجهت ادارة اوباما هذا الاسبوع ضربة قانونية جريئة لطهران يمكن ان يكون لها عواقب سلبية بدرجات متفاوتة في العالم الاسلامي.

ففي ما يبدو انه تحرك غير مسبوق من قبل، ابلغت وزارة العدل الامريكية المحكمة الفيدرالية في نيويورك يوم الخميس الماضي ان الحكومة تعتزم وضع اليد على اصول مؤسسة لها اتصالات مع الحكومة الايرانية، وان هذا الاجراء سوف يشمل مساجد اخرى عدة في البلاد. وبذا يكون اجراء وزارة العدل هذا ضد مؤسسة علوي في محكمة منطقة مانهاتن قد وسع عملية المصادرة التي كانت قد بدأت في ديسمبر الماضي ضد شركة «آسا» التي تمتلك جزءا من ناطحة سحاب من 36 طابقا في الجادة الخامسة.

لكن ما يبدو انه شيء جديد هو سعي الحكومة لأول مرة للاستيلاء على ممتلكات عقارية اضافية في نيويورك، ميريلاند، تكساس، فرجينيا وكاليفورنيا. وتضم بعض هذه الممتلكات مساجد ومراكز اسلامية ومدارس.

ولا شك ان لجوء الادارة الامريكية لاستخدام الوسائل الاقتصادية يبعث رسالة واضحة لطهران مفادها ان اوباما لن يتسامح مع ما يصفه بريت بهارارا، مدعي عام المنطقة الجنوبية من نيويورك، الواجهة الامريكية المؤثرة لحكومة ايران. اذ تقول واشنطن ان المؤسسة المذكورة تعيد الاموال بعد غسلها الى بنك «ملي» الرسمي في ايران، وتدعم سرا نشاطات ايران غير القانونية في سياق هذه العملية.

جدير بالذكر ان هذه المؤسسة - علوي - يديرها منذ عقود مسؤولون ايرانيون منهم سفراء ايران في الامم المتحدة مما يخالف القوانين الامريكية، طبقا لما ذكره بهارارا في بيان حول هذه المسألة.. بل وهناك ايضا اتهامات جنائية فيدرالية وشيكة ضد الرئيس السابق للمؤسسة لاعاقته سير العدالة. بيد ان مكتب بهارارا اوضح فيما بعد عدم وجود ما يشير الى ارتكاب مستأجري وساكني تلك الممتلكات لاية مخالفات قانونية.

مؤسسة علوي انكرت من جانبها ان يكون لها اية اتصالات مع الحكومة الايرانية، لكن محامي المؤسسة لم يرد على نداءات هذه المجلة الـ «تايم» الالكترونية التي سعت للحصول منه على تعليق باستثناء القول ان المؤسسة سوف تتعاون مع السلطات الفيدرالية، وانها سوف تكسب القضية في المحكمة.

من الواضح، على أي حال، ان الاجراء الامريكي الاخير هذا هو الاحدث في الصراع الجيوبوليتيكي الدائر الآن بين الرئيس اوباما ونظيره الايراني محمود احمدي نجاد، لكن اصداء هذا الاجراء وردود الافعال المتولدة عنه سوف تعتمد على نوعية الاطراف المعنية به.

فهو ربما يسعد بعض المنشقين الايرانيين الذين كانوا قد حثوا الرئيس اوباما على اتخاذ موقف بجانبهم خلال التظاهرات المناوئة لاحتفال الحكومة الايرانية بالذكرى السنوية الثلاثين للاستيلاء على السفارة الامريكية في طهران، كما يمكن ان يلقى الاجراء الامريكي ترحيبا لدى بعض الدول الاسلامية المناوئة لنظام طهران، لكن يمكن ان يؤثر ايضا في نظرة مسلمي العالم وموقفهم من اوباما بسبب ما يتضمنه - الاجراء - من استيلاء على اربعة مساجد في نيويورك، ميريلاند، كاليفورنيا وتكساس.

فقد حذر مجلس العلاقات الامريكية - الاسلامية الذي هو مجموعة تتخذ من واشنطن مقرا لها وتقدم النصح والمشورة للمسلمين الامريكيين، والذي غالبا ما يكون هو ايضا هدفا لانتقاد المحافظين الامريكيين، حذر بأن ذلك الاجراء يمكن ان يؤثر على الدين ويوجه رسالة سلبية جدا، ليس فقط للمسلمين الامريكيين، بل وللمسلمين في العالم كله لا سيما «اننا نشهد الآن الكثير من عناوين صحف العالم الاسلامي تقول ان حكومة الولايات المتحدة تصادر المساجد الامريكية».

وتقول روث ويرغود مديرة برنامج المنظمات والقانون الدولي في كلية الدراسات المتقدمة بجامعة جونز هوبكينز انها لم تسمع من قبل ان الحكومة اتخذت اجراءات مباشرة للاستيلاء على المساجد، واضافت ان القاضي سوف يدرس بدقة على الارجح هذه الخطوة لأنها تمس دور العبادة.

ولم تستبعد ويرغود ان يكون قرار ايران رفض اعادة تخصيب اليورانيوم بالخارج قد لعب دورا في توقيت الاجراء الامريكي الاخير. ولاحظت ان هناك احتمالاً لأن يولد العمل الامريكي هذا رد فعل سلبياً في العالم الاسلامي مما يتعين على الرئيس توضيح موقفه ازاء هذه المسألة وانه لم يقصد بها أي اساءة للدين أو للعبادة.



تعريب: نبيل زلف

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,603,649

عدد الزوار: 6,903,567

المتواجدون الآن: 82