فضيحة استثمارية تؤذي "حزب الله"

تاريخ الإضافة الأربعاء 2 كانون الأول 2009 - 6:03 ص    عدد الزيارات 861    التعليقات 0

        

حتى مناصري الحزب يستجوبونه حول العلاقة التي تربطه بالمموّل المتّهم
 
عليا ابراهيم، The Washington Post، الثلاثاء 1 كانون الأول 2009
\"\"
 

يارون، لبنان - كان أخ سليمان مقاتلاً مع "حزب الله"، قُتل خلال حرب تموز 2006 ودمّرت قذيفة إسرائيلية منزله. وها قد فقد اليوم كلّ الثروة التي جناها في حياته، مثلثما فقدها آلاف اللبنانيين الذين وضعوا ثقتهم بالبليونير الذي تربطه علاقة وثيقة بـ"حزب الله".. هذه الفضيحة المالية التي تم تشبيهها بالنسخة اللبنانية لفضيحة بيرني مادوف تهدّد بتشويه سمعة "حزب الله" الشيعي الذي عمل على إظهار نفسه بصورة المدافع التقي عن الجماهير، وأنه بعيد عن الفساد المستشري في العديد من الأحزاب السياسية اللبنانية.

مع مشاركته في الحكومة الجديدة في لبنان واستعداده للقيام بخطواته في الحياة السياسيّة الصعبة والمتعثّرة في البلاد، يواجه "حزب الله" أسئلةً لم يسبِق أن طُرحت عليه، حتى من مناصريه، متعلّقة باستقامته الأساسيّة.

قال سليمان، الذي رفض الإفصاح عن شهرته، إنه سلّم مبلغ 261,000 دولار أميركي قام بجمعها خلال مدة 22 سنة من العمل ليوسف فاعور، شريك صلاح عز الدين. وأضاف سليمان، البالغ 40 سنة من العمر، أنه "شعر بالارتياح بسبب علاقة عزّ الدين بـ"حزب الله" المعروفة جيداً"، متجاهلاً إشارات التحذير بأن هناك شيئاً مريباً يحصل.

ليس من المعروف بعد ما إذا كانت استثمارات عز الدين احتيالية ومن كان المستفيد منها، هذا إن كُشف الأمر. (عز الدين وفاعور هما الآن قيد الاعتقال وإجراءات محاكمتهما تجري ببطء).

سليمان، وهو أب لخمسة أولاد قال: "إن هذين الشخصين هما محتالان خدعا الناس وسرقا منهم الأموال بقولهما إنّ هذا المال هو مال إلهي يحقّق ربحاً بنسبة 40%".

"حزب الله" نفى من جهته أن تكون له أي علاقة بالممول المذكور. وصرّح أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله خلال خطاب ألقاه في أيلول الماضي، أن "حزب الله" لم يشجع أنصاره على الاستثمار مع عز الدين وقد فتح تحقيقاً حول الموضوع. ولكن "عدداً صغيراً" من مسؤولي الحزب قد استثمروا 4 ملايين دولار مع عز الدين، وهو رقم وصفته وسائل الإعلام اللبنانية بأنه أقلّ بكثير مما هو عليه في الحقيقة. هذا فيما سخر العديد من المراقبين من فكرة أن "حزب الله" ليس له علاقة مع عز الدين، مشيرين الى السجل الحافل والطويل الذي يربط بينهما... إلا أنه في كافة الأحوال، فإنّ سمعة "حزب الله" قد تضرّرت بشكل فعلي.

يُشار إلى أن "حزب الله" وكبار المسؤولين فيه كان يحصلون منذ فترات طويلة على مبالغ كبيرة من المال بفضل الدعم السخي من رجال الأعمال الشيعة في لبنان وايران. وقد حاول "حزب الله" أن يخفي مظاهر الثروة، مركزاً بدلاً من ذلك على صورته كمنظمة مستعدة للوقوف جنباً إلى جنب مع سكان الأحياء الشيعية الفقيرة في جنوب بيروت وقرى جنوب لبنان. فيما الدعاية السياسية لـ"حزب الله" تسوّقه على أنه مجموعة من "الشهداء" المتفانين والذين ينكرون ذواتهم في سبيل تحرير الأرض، وحماية المواطنين من إسرائيل. كما أنه وفي سبيل تعويض النقص في الخدمات الحكومية، عمد الحزب إلى بناء شبكة من المدارس والمستشفيات وحتى المؤسسات المالية.

الخط الذي إنتهجه "حزب الله" قد فصله عن الأحزاب السياسية الأخرى في لبنان وعن منظمة "فتح" الفلسطينية، المعروفة بالفساد السياسي. وقد أشار السيد حسن نصر الله إلى أنه يعرف مدى خطورة فضائح الفساد على حزبه. في حين ذُكر أنه خلال اجتماع عقد مؤخراً مع الهيئات النسائية في "حزب الله"، هاجم نصر الله ما دعاه بـ"ثقافة الـENVOY"، في إشارة الى ماركة سيارات الدفع الرباعي التي تتمتع بشعبية بين أعضاء الحزب والتي أصبحت رمزاً للثراء بينهم.

من الأمور التي ساهمت في تدهور سمعة الحزب ورود أنباء تتحدث عن تورطه في تجارة المخدرات، ما دفع نصر الله، في خطاب ألقاه مؤخراً، إلى إثارة هذه القضية، متحدثًا عن محاولة "لتدمير ثقافة المقاومة". إلا أنّ البعض تساءل ما إذا كانت تصريحاته كافية في هذا الخصوص.

وبحسب ما كتب الصحافي ساطع نور الدين في صحيفة " السفير" الموالية لـ"حزب الله": "ليس حزب الله الحركة الثورية الأولى التي أفسدها المال، ولن تكون الأخيرة".

بدأ هذا التغيير في السلوك مع نهاية حرب تموز عام 2006 ضد إسرائيل، عندما قدمت الحكومة تعويضات غمرت الاحياء الشيعية الفقيرة بالمال بعد أن دمّرتها الاعتداءات الاسرائيلية.

تم توظيف بعض هذه الاموال في مشاريع إعادة الإعمار، ولكن كثيراً منها انتهى في جيوب عز الدين. حتى أن بعض مؤيدي "حزب الله" باعوا أراضيهم ومنازلهم ليتمكّنوا من إستثمار أموال إضافية مع عز الدين، الذي وعدهم بعوائد تفوق خيالهم، إذ إنه استغلّ التعلّق الديني لزبائنه من خلال إقناعهم بأن استراتيجياته الاستثمارية متوافقة مع مبادئ العمل المصرفي الإسلامي، والتي تحظر عموما التعامل بالفائدة.

نتيجة ذلك فقد أطلقت إستثمارات عز الدين طفرة إقتصادية تجلت بإنتشار ظاهرة السيارات، والمطاعم والمقاهي الحديثة.

وكتب ابراهيم الأمين، رئيس تحرير جريدة  "الأخبار" الموالية أيضًا لـ"حزب الله" أنّ "معالم المنطق والعقل اختفت فجأة، جارفة معها بساطة العيش ومتطلباته".

الآن، وللمرة الأولى، أصبحت أخلاقيات مسؤولي "حزب الله" موضع تساؤل من قبل أنصاره الذين يعانون من الحالة الاقتصادية المتردية للبلاد، على حدّ تعبير أستاذة علوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية منى فياض التي تابعت تقول: "لقد بدأ الناس بطرح الأسئلة عن مصدر الأموال. حتى الآن، كانوا يتجنبون الحديث عنها بصوت عال، لأنهم يتعرضون للترهيب".

فياض قالت إنه على المدى البعيد، يبدو أنّ الضرر الذي لحق بـ"حزب الله" أمر لا مفر منه لأن نجاحه إعتمد إلى حد كبير على صورته المتفوقة التي يعكسها كوادره والتي اختفت الآن، مشيرة في هذا السياق إلى أنّ "السيد نصر الله كان يستخدم عبارة أشرف الناس لمخاطبة أنصاره، وجعلهم بمرتبة تفوق كل البشر الآخرين... إلا أنّ ما حصل قد بيّن أنهم فاسدون كأي شخص آخر".

\"\"

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,055,218

عدد الزوار: 6,750,297

المتواجدون الآن: 114