القاعدة تتبنى استراتيجية جديدة من خمسة عناصر

تاريخ الإضافة الإثنين 11 كانون الثاني 2010 - 6:35 ص    عدد الزيارات 812    التعليقات 0

        

 واشنطن بوست

بقلم بروس هوفمان أستاذ دراسات الأمن بجامعة جورج تاون:

في أعقاب المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة ركاب أمريكية يوم عيد الميلاد، ومقتل سبعة من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية بعد سبعة ايام من ذلك في افغانستان، تولد لدى واشنطن - كما حدث بعد هجمات 2001/9/11 - شعور كبير بالقلق لعدم قدرتها على ربط الدلالات والمؤشرات مع بعضها بعضا لمعرفة ما جرى تماما.

فقد كان لدى الحكومة الامريكية ما يكفي من معلومات لكشف المؤامرة واحباط محاولة الهجوم على الطائرات، لكن جهاز استخباراتها فشل في ربط تلك الدلالات وتفسير مضمونها على نحو صحيح.

لكن على الرغم من كل ما قيل في هذا المجال ثمة نقطتان مهمتان يتعين ربطهما معا الأولى تتعلق بعمر الفاروق عبدالمطلب الذي كان سيفجر الطائرة في يوم الميلاد، وترتبط الثانية بهمام خليل أبو مولاي البلوي مُخبر الاستخبارات المركزية الامريكية الموثوق الذي تحول الى ارهابي.

فعلى الرغم من عدم وجود ما يجمع بشكل عام بين طالب الهندسة النيجيري - 23 سنة - وبين الطبيب الاردني - 36 سنة - الذي قتل رجال الاستخبارات، الا انهما يجسدان معا الاستراتيجية الجديدة التي تنتهجها القاعدة بنجاح منذ سنة على الاقل.

أمل واهم

فبينما دأب المسؤولون الامريكيون خلال عامي 2008 و2009 على التنبؤ بموت القاعدة وبشرنا مدير المخابرات المركزية مايكل هايدن بأنها «القاعدة» اقتربت من هزيمة استراتيجية، وبينما احتفل الكثيرون بمقتل اكثر من نصف ما قيل انه من تبقى من اعضاء قيادة القاعدة الكبار، شنت القاعدة الشهر الماضي هجومين منفصلين في اسبوع واحد، الاول فاشل والآخر ناجح، مما أثار في واشنطن اوسع عملية مراجعة في دوائر السياسات الامنية الوطنية منذ عام 2001.

ومن الواضح ان نشاط القاعدة الجديد هذا هو نتيجة لاستراتيجيتها الجديدة التي تحاول من خلالها الاستفادة من شبكة قوتها العاملة وتعويض الضعف الحاصل في عدد افرادها.

فبدلا من الاستمرار في خطتها التي كانت تعتمد فيها قبل 9/11 على توجيه ضربة كبرى للولايات المتحدة، تتبنى قيادة القاعدة الآن استراتيجية جديدة من خمسة عناصر رئيسية:

الأول: زيادة التركيز على عمليات تشتيت الانتباه على نطاق واسع بحيث يُصاب الجانب الآخر بالتعب، ولتحقيق هذا الهدف، تنشر القاعدة فيضا من المعلومات والتهديدات بأمل خداع المسؤولين في الغرب، ودفعهم لتجاهل مؤشرات اساسية كما حدث في حالة فشل الاستخبارات بربط عبدالمطلب بمحاولة تفجير الطائرة الامريكية.

ثانيا: في اعقاب الازمة المالية العالمية ركزت القاعدة في استراتيجيتها على الحرب الاقتصادية، فاذا كان رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي نيكيتا خروتشيف قد وعد الامريكيين قبل 50 سنة قائلا: «سوف ندفنكم»، تهددنا القاعدة اليوم بالقول: «سوف ندفعكم للافلاس»، فقد اصدرت القاعدة على مدى العام الماضي بيانات، اشرطة فيديو، رسائل هاتفية نصية، ورسائل عبر الانترنت توعدت فيها بالقيام بأعمال ضد الانظمة المالية الغربية بل وعزت الفضل لنفسها في حدوث الازمة الاقتصادية العالمية، ويبدو ان حالة عدم الاستقرار الاقتصادي في امريكا والعالم تدفع القاعدة للاعتقاد ان استراتيجيتها في الاستنزاف المالي ستوفر لها مكاسب كبيرة لان الحرب في افغانستان تشكل هدرا ضخما في الموارد الامريكية.

انقسامات

ثالثا: لاتزال القاعدة تحاول اثارة انقسامات داخل التحالف العالمي الذي اصطف ضدها، وذلك من خلال استهداف بعض الشركاء الرئيسيين فيه، فقد كانت الغاية وراء مهاجمة شبكات المواصلات في مدريد عام 2004 وفي لندن 2005 هي لمعاقبة اسبانيا وبريطانيا لمشاركتهما في الحرب بالعراق وفي الحرب التي تقودها امريكا على الارهاب، ولاتزال القاعدة مستمرة في هذا النهج الى اليوم.

رابعا: تسعى القاعدة على نحو حثيث لزعزعة استقرار الدول الفاشلة واستغلال المناطق التي لا يسود فيها حكم القانون، فهي ترى في مثل هذه الدولة: الصومال واليمن وافغانستان فرصة لتوسيع دائرة نشاطها، ومن الملاحظ هنا ان زادت نشاطها العام الماضي في اماكن في باكستان والجزائر والصومال واخيرا اليمن.

وما ان تتمكن القاعدة من تحديد منطقة متسيبة قانونيا حتى توجه اليها حلفاءها والمجموعات الارهابية الاخرى المرتبطة بها ثم تعمل على تعزيز وجودهم فيها محليا واقليميا لتدربهم بعد ذلك على القيام بهجمات ارهابية على المستوى الدولي كما تمثل في محاولة تفجير الطائرة الامريكية اخيرا.

خامسا: تسعى القاعدة بشكل سري لتجنيد متطوعين من بلدان غير اسلامية لنشرهم بسهولة خلال عمليات الهجوم على اهداف في الغرب.

والواقع ان القاعدة تكتسب خبرة متزايدة في استخدام الانترنت لاختيار مثل هؤلاء الاشخاص ومن ثم تعزيز انتمائهم اليها، اذ يشير مسؤولو دوائر الاستخبارات الامريكية والبريطانية الى تخرج اكثر من 100 شخص من مواطني تلك البلدان من معسكرات التدريب الارهاربية في باكستان وتم ارسالهم للغرب للقيام بعمليات ارهابية، وذلك خلال الشهور الـ 18 الماضية.

واليوم بعد اكثر من 8 سنوات على هجمات 9/11 لايزال الغرب لا يفهم تماما ديناميكية وتطور عدوه، فهو يدعي النجاح بينما تنجح القاعدة في اعادة تجميع صفوفها لتشن المزيد من الهجمات، من هنا يتعين القضاء تماما على القاعدة، ولهذا لن يتحقق الهدف بقتل واسر الارهابيين بل بتحطيم دورة التطرف وتجنيد الاتباع التي تمكّن هذه الحركة من الاستمرار.

تعريب نبيل زلف

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,684,835

عدد الزوار: 6,908,429

المتواجدون الآن: 99