للإصغاء الى «حماس»

تاريخ الإضافة الخميس 13 تشرين الثاني 2008 - 9:09 ص    عدد الزيارات 1570    التعليقات 0

        

 

في حديث له أدلى به أمام مسامع عميره هيس (مراسلة الصحيفة في غزة)، حدّد زعيم حماس ورئيس الحكومة المقالة للسلطة الفلسطينية، اسماعيل هنية، أراضي الدولة الفلسطينية «في هذا الوقت» بتلك التي احتلت عام 1967. وبحسب كلامه، حكومة حماس أوضحت في السابق أنها ستكون مستعدة للقبول بـ « دولة ضمن حدود 1967، وأنه في حال اعترفت إسرائيل بحقوقنا كشعب فسنكون مستعدين لهدنة طويلة الأمد». للوهلة الأولى، لا يوجد أي جديد جوهري في كلام هنية، مقارنة بتصريحاته التي أدلى بها قبل عامين. لكن على خلفية الأحداث الأخيرة في القطاع، وتبادل إطلاق النار الذي يهدد التهدئة؛ وفي ضوء نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة وفي أعقاب تصريحات خالد مشعل بأن تنظيمه مستعد لإجراء مفاوضات مع الإدارة الأميركية الجديدة؛ وفي ضوء الجهود المبذولة للمصالحة بين فتح وحماس، واقتراب موعد انتهاء ولاية محمود عباس، يحظى كلام هنية بمغزى ودلالات خاصة.
حكومة إسرائيل لا تزال متمسكة بموقفها القاضي بعدم إجراء مفاوضات سياسية مع حماس. ويأتي هذا الموقف على الرغم من أنها تجري مع الحركة مفاوضات غير مباشرة أفضت الى التهدئة ومن المفترض أن تفضي الى الإفراج عن جلعاد شاليط. حماس من جهتها لا تقترح الاعتراف بإسرائيل أو عقد سلام معها. بل إن الهدنة الطويلة الأمد وإقامة دولة فلسطينية ضمن حدود 1967 في «هذا الوقت» هو أقصى شيء مستعدة الحركة للالتزام به.
للوهلة الاولى فان دولة تتطلع الى اتفاق سياسي شامل مع السلطة الفلسطينية، يؤدي الى نهاية النزاع، لا يمكنها ان تكتفي بالمواقف التي يعرضها هنية. ولكن من السهل جدا رفض اقواله او التمسك بالمواقف القائمة. المفاوضات السياسية المعقدة والبطيئة مع عباس والتسويف الاسرائيلي حتى عندما يدور الحديث عن بادرات انسانية في حدها الادنى تجاه الفلسطينيين، لا يدل بالذات على جدية اسرائيل. الانجاز الاساس لهذه السياسة كان تجنيد الدعم الدولي للموقف الاسرائيلي ضد حماس، دون ان يشكل اساساً عملياً للحل.
وحتى في ظل غياب اتفاق سلام، فان لاسرائيل مصلحة كبيرة في ان تجري الحياة في الجانب الفلسطيني بشكل طبيعي وان يكون ممكناً اجراء حوار عملي وتعاون حقيقي في مجالات الاقتصاد والامن مع القيادة الفلسطينية. وحتى زعماء اليمين، من مثل بنيامين نتنياهو وبني بيغن يتحدثون عن «سلام اقتصادي» بطريقة تتجاوز السلام السياسي. ولكن حتى من أجل الحاجة لتعاون كهذا مطلوب قيادة فلسطينية تمثل كل الشعب الفلسطيني وتتمتع بالشرعية والصلاحيات الواسعة. لهذا الغرض على الفلسطينيين ان يتوصلوا الى مصالحة وطنية، وعلى اسرائيل أن تعترف باي حكومة تقوم باجماع فلسطيني، حتى لو كان اعضاؤها من رجال حماس وفصائل اخرى. الوهم الاسرائيلي في أن يكون بوسع الضفة أن تواصل كونها هادئة بينما تكون غزة تحت الحصار والقصف، مصيره ان يتبدد.
كل هذا ليس بديلاً عن المفاوضات السياسية او عن التنازلات التي ستضطر اسرائيل والفلسطينيين ان يقدموها من أجل الوصول الى حل دائم ومتفق عليه، ولكن من شأن هذا الامر ان يضع اساساً عملياً مستقراً للتعاون، وربما ايضا لبناء ثقة أعمق تؤدي الى تقدم العملية السياسية في المستقبل. لذلك مطلوب من اسرائيل ان تعطي آذانا صاغية للتصريحات التي تأتي من غزة وان تعيد النظر في سياستها.
(افتتاحية «هآرتس» 10/11/2008

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,117,028

عدد الزوار: 6,754,066

المتواجدون الآن: 105