الإسلام السياسي في خدمة التوسع الإمبريالي

تاريخ الإضافة الإثنين 26 كانون الثاني 2009 - 1:36 م    عدد الزيارات 1306    التعليقات 0

        

سمير أمين
ترجمة : انتصار العزيزي
مراجعة : نزار نيوف

تنادي التيارات التي تتبنى الإسلام السياسي ، كلها ، بـ"خصوصية الإسلام". وبحسب هذه التيارات فإن الإسلام لا يفصل بين الدين والسياسة، الأمر الذي يفترض تميزه عن الديانة المسيحية. ولن يضيرنا تذكير هؤلاء، كما فعلت أنا شخصيا ، بأن ملاحظاتهم منسوخة ، كلمة كلمة تقريباً، عن ردود الفعل التي شهدتها أوربا في بدايات القرن التاسع عشر (حالة  "بونالد" و "دو ميستير" ، مثلا ) في سياق إدانتها التمزق الذي أنتجته الثورة الفرنسية و " الأنوار"  في تاريخ "الغرب المسيحي" (1 ).

 وعلى أساس هذا الموقف، فإن كل تيار من تيارات الإسلام السياسي يختار إدارة صراعه  على أرضية الثقافة . هذا ولو أن " الثقافة" تقلصت في  الواقع الفعلي إلى مجرد توكيد مبتذل على الانتماء إلى دين معين. وفي الحقيقة، فإن مناضلي الإسلام السياسي ليسوا معنيين في الواقع بمناقشة العقائد التي تشكل الدين. وتقتصر طقوس تأكيد العضوية في المجتمع على حصرية انشغالهم. ولا تعتبر مثل هذه الرؤية حول واقع العالم الحديث محبطة بسبب الفراغ الهائل في التفكير بأنها مخفية، بل أيضاً لانها تبرر الإستراتيجية الإمبريالية في إحلال ما يسمى بصراع الحضارات بين المراكز الإمبريالية وبلدان الأطراف الخاضعة لهيمنتها. وسمح التركيز الحصري على الثقافة للإسلام السياسي بالتخلص من كافة مناحي الحياة الإجتماعية الحقيقية التي تؤدي إلى المواجهات بين الطبقات الشعبية والنظام الرأسمالي العالمي الذي يضطهدها ويستغلها. ولا يملك مجاهدو الإسلام السياسي أي حضور حقيقي في المجالات التي تأخذ فيها الصراعات الإجتماعية مكانا لها، حيث يكرر قادتهم أن مثل هذه الصراعات غير مهمة. ويحضر الإسلاميون في هذه المناحي فقط لافتتاح مدارس ومراكز صحية  لا تمثل في واقع الحال سوى عمل خيري أو تعليمي ، وهي ليست وسائل دعم للطبقات الشعبية الكادحة في مواجهة النظام المسؤول عن فقرهم.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,135,321

عدد الزوار: 6,755,913

المتواجدون الآن: 109