نتنياهو الحقيقي ؟

تاريخ الإضافة الجمعة 30 كانون الثاني 2009 - 5:04 م    عدد الزيارات 1345    التعليقات 0

        

في الاسابيع الاخيرة يتلعثم مكتب نتنياهو برسائل تسمى "مهدئة" للخواطر، والتي للحقيقة يوجد فيها ما يدعو الى القلق. في لقاء سفراء اجانب، كما عُلِم، وعد نتنياهو الا يقيم حكومة "يمين متطرف". وعلل ذلك بنيته "اقامة حكومة واسعة، يشارك فيها كاديما، العمل وشاس". كما تعهد بأن يعمل على اجراء مفاوضات اقتصادية حثيثة مع الفلسطينيين، تشكل "بنية تحتية للاتصالات السياسية". بل اضاف يقول ان "معظم الشعب في اسرائيل، وانا منهم غير معنيين بأن يحكموا شعبا آخر".
هذه الاقوال تضاف الى حقيقة أن نتنياهو، مثل مسؤولين كبار آخرين في الليكود، يرفضون التعهد بانهم سيعارضون اقامة دولة فلسطينية. وكذا للاصوات التي تطرح خطوطا حمراء فقط على تقسيم القدس وتسليم الكتل الاستيطانية والتلال المشرفة على مطار بن غوريون. خطوط تخصص للدولة الفلسطينية كل ما تبقى – كريات اربع، بيت ايل وكدوميم، غور الاردن: تاج الوجود الاخلاقي والقيمي لنا في البلاد وشهادة الضمان من الصواريخ والارهاب.
وبشكل عام، فان شتم اليمين الايديولوجي واخراجه الى ما وراء الجدار مقلق للغاية. فهل سيرتبط نتنياهو بباراك وليفني، ويتخلى عن الاتحاد الوطني؟ بمعنى انه سيفضل بالذات من اوقع علينا كل المصائب منذ 15 سنة ماضية، على من حذر، وأبدى قدرة على الصمود وكان محقا؟
ومع من بالضبط يعتزم نتنياهو حث مفاوضات سياسية سريعة؟ مع الفلسطينيين أنفسهم الذين شخصهم بوغي يعلون في كتابه كمن يريدون فقط تصفيتنا؟ واين بالضبط يعتزم الا يحكم شعبا آخر، ربما ايضا في وادي عارة؟
مفضل دوما انتخاب حزب ايديولوجي، والذي حتى لو لم يكن تاج الكمال، فانه على الاقل لن يقودنا في الاتجاه المعاكس لما صوتنا له في صندوق الاقتراع. هذه المرة مهم على نحو خاص التأكد من أنه ستطبق نظرية مضادة لخط الحكم الحالي، نظرية مضادة لاوسلو ولفك الارتباط، نظرية مضادة لما أعده اولمرت وليفني مع ابو مازن والاميركيين.
التصريحات الاخيرة، الى جانب تاريخ نتنياهو كرئيس وزراء، من اتفاق الخليل وحتى اتفاق واي، تفترض بنا التصرف تجاهه مع أخذ جانب الحذر. غير أنه هذه المرة، خلافا للماضي، توجد معضلة حقيقية لمن نصوت. الليكود يطرح اسماء مثيرة للانطباع ذات تماسك ايديولوجي واستقامة وامانة شخصية: من جدعون ساعر حتى روبي ريفلين اللذين صمدا امام اغراء شارون، من بني بيغن وحتى بوغي يعلون، ممن مذهبهم واستقامتهم الشخصية غير موضع شك.
قائمة الليكود الحالية تختلف جوهريا عن عصبة الانتهازيين التي سمحت لشارون بسرقة الحكم ومع الايام فرت الى كاديما. هذه قائمة من الصعب ان نرى كيف ستسمح لنتنياهو بان يتذبذب وان ينثني. ومع ذلك، فقد حان الوقت لان يوضح نتنياهو بصوت جلي ما هو الفارق بينه وبين ليفني وباراك، ولماذا ينبغي لنا أن نفضله على اوري ارئيل وآريه الداد.
فبعد كل شيء، يحاول نتنياهو الغمز للاميركيين وللسفراء الاجانب بان شيئا جوهريا لن يتغير في اعقاب انتخابه. اما نحن فنتوقع بالضبط النقيض التام: ان نسمع بأن الاتجاه الذي ستسير فيه الدولة سيتغير من الاساس، حتى وان كانت هناك لهذا الغرض حاجة للصدام مع الادارة الاميركية وكذا مع الصحافة الاسرائيلية".

"معاريف"
ترجمة "المصدر" - رام الله
نداف هعتسني     

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,092,956

عدد الزوار: 6,752,326

المتواجدون الآن: 106