يجب ان ندعم المتظاهرين الايرانيين.....بقلم بول وولفوويتز

تاريخ الإضافة الأربعاء 24 حزيران 2009 - 7:06 ص    عدد الزيارات 849    التعليقات 0

        

كان الصمت هو رد باراك اوباما الاول على المظاهرات في ايران. بعد ذلك عبر عن موقف حذر، يكاد يكون محايدا، كان يرمي الى منع التدخل في شؤون ايرانية داخلية. يذكرني هذا برد رونالد ريغان الاولي على أزمة الانتخابات في الفلبين في سنة 1986، وبرد الرئيس بوش الاب المحايد الأولي على محاولة الانقلاب على ميخائيل غورباتشوف في 1991. كانت لريغن ولبوش فرصة اصلاح خطأيهما للتأثير في الأحداث. وما يزال الأمر غير متأخر بالنسبة لأوباما ايضا. في 1986 أعلن رئيس الفلبين فريدنارد ماركوس انتخابات خاطفة، محاولا أن يستغل انشقاق المعارضة وأن يحرز فوزا يمكنه من دفع ضغوط ادارة ريغان لتنفيذ اصلاحات. لكن المعارضة شوشت على خططه عندما توحدت تحت سلطة كورازون اكينو، واستطاعت تزويرات واسعة النطاق فقط تهيئة "فوز" لماركوس.
نشر ريغان مثل أوباما، في البدء اعلانا محايدا. بدل أن يتهم ماركوس بالتزوير، قال إنه ربما حصلت تزويرات "في الجانبين". كنت في تلك الفترة مساعد وزير الخارجية جورج شولتس وكنت شريكا في خيبة أمله من رد ريغان. آخر الأمر، وبتدخل من شولتس فقط غير ريغان موقفه، وفي الاعلان الذي نشره بعد مضي أربعة أيام، اتهم ماركوس مباشرة. أحدث الضغط فعله، وفي غضون عشرة ايام غادر ماركوس بلده.
في الـ 19 من آب 1991، تحت ادارة بوش الأب، شاهدنا ببث مكرور الاحداث في روسيا، عندما حاولت قوات محافظة احداث انقلاب على غورباتشوف ويلتسين. في البدء رفض بوش الرد بحزم. وفي الصباح سمى محاولة الانقلاب "تطور مقلق"، وعبر عن تأييد فاتر فقط لغورباتشوف وبقدر أقل من ذلك ليلتسين.
نجحت رسالة شديدة اللهجة فقط من يلتسين في اقناع بوش بالتخلي من موقفه المحايد ومعارضة الانقلاب. قبيل المساء غير البيت الابيض موقفه وندد بمحاولة الانقلاب. آنذاك اتصل بوش بيلتسين ايضا ووعده بتأييد كامل.
لا يشبه أي حدث حدثا آخر مشابهة تامة بطبيعة الأمر. لكن الاصلاح الذي يطلبه المتظاهرون الايرانيون هو شيء يستحق تأييدا امريكيا. في وضع كهذا ليس للولايات المتحدة خيار أن تقول "لا رد". عندما يأتي الصمت من أميركا يكون في حد ذاته ردا يعني في الحقيقة تأييدا لاولئك الذين يتولون السلطة، في مواجهة اولئك الذين يعارضون الوضع الراهن.
سيكون من السخرية القاسية اذا رجحت الولايات المتحدة في محاولة للامتناع عن فرض الديمقراطية كفة الميزان لمصلحة مستبدين يفرضون ارادتهم على أناس يناضلون دفاعاً عن حريتهم. واذا كنا في غاية السعي الى اجراء تفاوض، الى حد أن نصبح مستعدين للتخلي عمن يؤيدون مبادئنا فاننا نضعف بذلك موقفنا في التفاوض.
ليس معنى هذا أنه يجب علينا أن نأخذ على الفور موقفاً منحازاً من الانتخابات الايرانية لكن اوباما يستطيع ان يرسل رسالة واضحة، تقول انه مستعد أن يجعل هيبة منصبه وراء الدعوة الى السلوك سلوكا نزيها مع المتظاهرين ودعواتهم من نوع التغييرات الديمقراطية الهادئة التي امتدحها في خطبته في القاهرة، بالضبط.
فوجىء أوباما مثل سائر العالم من سعة الاحتجاج في ايران. لا يحتج الايرانيون على تزوير الانتخابات فقط، بل على استغلال نظام استبدادي أخذ يزداد للشعب الايراني. ليس هذا هو الوقت الملائم للرئيس أوباما أن يخندق في موقع محايد. حان وقت تغيير مسار الاحداث.

 

"واشنطن بوست"


(احد رموز تيار "المحافظين الجدد" في عهد الرئيس جورج بوش - عمل نائبا لوزير الدفاع في الولايات المتحدة من 2001 الى 2005. ثم رئيساً للبنك الدولي.)

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,083,777

عدد الزوار: 6,934,123

المتواجدون الآن: 82