لبنان الذي نجهد لنسيانه

تاريخ الإضافة الإثنين 13 تموز 2009 - 7:20 ص    عدد الزيارات 898    التعليقات 0

        

ثمة حربان يجهدون عندنا كثيرا لنسيانهما في مطلع شهر حزيران ومطلع شهر تموز. فقد مر علينا أسبوع حار جدا في مطلع حزيران 1982، أما الاسبوع الأول من تموز 2006 فقد حصل فيه انفجار فعلا. لكن في إسرائيل 2009 يبذلون الجهد كي لا يتذكرون.
الذكرى السنوية لحرب لبنان الثانية تحولت هذا الاسبوع إلى يوم النسيان: إيهود أولمرت نسي أن يأتي، كذلك فعل رئيس الأركان السابق دان حالوتس، أما وزير الدفاع الذي وعد بأن نصرالله لن ينسى اسمه، فلم يكلف نفسه عناء المجيء. يوم لبنان. كما قبل شهر، لم يتذكر أحد يوم لبنان الأول (إشارة إلى ذكرى الاجتياح الإسرائيلي للبنان في حزيران 82).
هكذا ينضم "لبنان الثاني" إلى "لبنان الأول". ففي حزيران 1982 أرسلت الحكومة الجيش الإسرائيلي إلى حرب دار حولها لاحقا نقاش حاد وقاس ـ هل كانت حرب خيار أم حرب اللاخيار. فبعد إطلاق النار على السفير الإسرائيلي في لندن، أرغوف، من قبل منظمة تخريبية، أُرسل الجيش الإسرائيلي لاحتلال جنوب لبنان، وصولا إلى بيروت. وسابقا، قال وزير دفاع تلك الحرب، أرييل شارون، أن حرب الأيام الستة كانت أيضا حرب خيار. هذا القول اثار ضده انتقادات مفادها أنه من أجل تسويغ الحرب التي كان مسؤولاً عنها، شطب بضربة واحدة مقولة حرب اللاخيار، والتي واجهت فيها إسرائيل جيوش ثلاث دول عربية.
بناء عليه، توضع الآن حرب لبنان الثانية أمام قادة تلك الحرب. أكثر من 150 قتيلا، من بينهم عشرات المواطنين، عشرات الجنود في الاحتياط وعشرات الجنود النظاميين. إذا كان الردع قد تحقق فعلا، كما يتساجل في هذه الأيام المحللون العسكريون، فلماذا يختبئ رئيس الأركان، وزير الدفاع ورئيس الحكومة الذين كانوا مسؤولين عن حرب لبنان الثانية؟ وإذا كنا نعيش فقط في فترة هدوء ما قبل الجولة القادمة، فلماذا لا نتذكر التصريحات الحماسية والانفعالية التي صدرت عشية الحرب والأهداف التي وضعتها حينها القيادة أمام من كانوا على وشك التضحية بحياتهم: الوعود بإزالة خطر الصواريخ وإعادة الأسرى؟
يوم لبنان يفرض علينا النظر في عيون المقاتلين الذين علقوا في مارون الرأس وهم يبحثون عن جثة زميلهم يونتان فلسيوك؛ أن ننظر في عيون أولئك الذين قاتلوا في بنت جبيل عندما كانت هذه المدينة تُمثل عمليا رمزا نفسيا مقابل نصرالله وخطاب بيت العنكبوت الذي ألقاه؛ وفي عيني سكان الشمال الذين بقوا شهرا بكامله في الملاجئ وصمدوا في وجه دولتين- لبنان وإسرائيل. لبنان الذي قصف، وإسرائيل التي تجاهلت ضائقتهم؛ أن ننظر في عيون كل هؤلاء وأن نقول إننا لن نخرج إلى الحروب القادمة، في لبنان أيضا، إلا إذا لم يكن أمامنا من خيار آخر.
يتعين بحث مسألة الخيار قبل الحرب، ليس خلالها ولا بعدها. ذلك أنه إذا كان الأمر يتعلق بحرب اللاخيار، فلا شك في أن الجمهمور والمقاتلين سيشعرون بضرورتها. فالخروج إلى الحرب لا يتم انطلاقا من الضغط الذي تمارسه القيادة، ولا بسبب الكرامة الشخصية أو القومية، ولا بذريعة "حتى هنا"، وليس من أجل فرض تبادل للأسرى ولا خشية من قيام منظمة ارهابية بإخضاع إسرائيل إذا لم ترد على استفزازات أو اعتداء محلي.

إيتي لندسبورغ
("يديعوت أحرونوت" 12/7/2009)

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,783,150

عدد الزوار: 6,914,762

المتواجدون الآن: 113