أخبار وتقارير... «حلحلة» إقليمية... والسعودية المحور...إسرائيل تتكتم على نجاح «حزب الله» بتهريب أسلحة وأجهزة مراقبة وتنصت إليها... تركيا تسعى لفتح صفحة جديدة مع عدد من الدول كمصر والسعودية...السعودية وتركيا.. سر الرقم "صفر" والحراك الدبلوماسي... إشادة أميركية بمحادثات إيران "وبعض جيرانها"..«الحرس الثوري»: إسرائيل ستنهار من عملية واحدة...«طالبان» تستولي على ثاني أكبر سد في أفغانستان...روسيا تبقي قوات كبيرة على الحدود مع أوكرانيا...«البنتاغون»: «مرافئ الصين» في إفريقيا تهديدٌ لنا...واشنطن تتجنب المسائل الشائكة في ملف تايوان والصين... الصين تعلق اتفاقية اقتصادية مع أستراليا...نواب جمهوريون يخططون لاستجواب كيري حول تسريب ظريف...

تاريخ الإضافة الجمعة 7 أيار 2021 - 4:53 ص    عدد الزيارات 1587    القسم دولية

        


«حلحلة» إقليمية... والسعودية المحور...

بغداد تؤكد رسمياً استضافة حوارات سعودية – إيرانية....

جاويش أوغلو يستعد لزيارة الرياض بعد اتصال إردوغان بالملك سلمان...

السفير السوري في بيروت: المملكة شقيقة ونرحب باي خطوة بمصلحة العلاقات العربية...

الجريدة.....أصبحت السعودية في الأيام القليلة الماضية محور حراك دبلوماسي واسع بالمنطقة يواكب الدينامية الجديدة التي أتت بها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ومحادثات فيينا النووية، في محاولة لإيجاد ترتيبات إقليمية تساعد على «حلحلة» الخلافات وتهدئة التوترات وتوفير حلول لأزمات عربية لا تزال مستعرة خصوصاً في اليمن وسورية. في هذا السياق، علمت «الجريدة» من مسؤول لبناني رفيع أن وفداً حكومياً سورياً قد يزور السعودية. وكان السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم وصف المملكة بأنها «دولة شقيقة وعزيزة»، مؤكداً أمس الأول أن سورية ترحب بأي خطوة في مصلحة العلاقات العربية ـــ العربية، وذلك في رد على سؤال عن التقارير حول زيارة رئيس المخابرات السعودي الفريق خالد الحميدان لدمشق ولقائه نظيره السوري اللواء علي مملوك. يأتي ذلك غداة استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد في مدينة جدة حيث أجرى الجانبان مباحثات استراتيجية. على خط آخر، أعلن الرئيس العراقي برهم صالح، أمس الأول، أن بغداد استضافت بالفعل عدة جولات من الحوار السعودي ـــ الإيراني، في أرفع تأكيد عراقي رسمي لتقارير إعلامية كشفت عن المحادثات بين الخصمين الإقليميين. وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أمس، إن بلاده لعبت دوراً في المفاوضات السعودية - الإيرانية التي احتضنتها العاصمة بغداد، مضيفاً: «بدأنا السفر إلى العواصم، حيث ذهبتُ إلى طهران عدة مرات، وعقدت اجتماعات مع نظيري الوزير محمد جواد ظريف، بل ومع شخصيات أخرى في قيادتهم أيضاً». وأضاف حسين: «في الرياض التقينا بن سلمان برفقة رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، حيث أبدى الأمير السعودي دعمه للحوار»، مشيراً إلى أن «المحادثات بين طهران والرياض بدأت، ونأمل أن تكون مثمرة، ويرقى مستواها». وبينما من المقرر أن يزور ظريف الإمارات الأسبوع المقبل، أفاد مسؤولون أتراك، أمس، «رويترز» بأن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو سيزور المملكة لإجراء مباحثات تهدف إلى ترميم العلاقات التي تضررت من جراء خلافات بعدة ملفات، الأسبوع المقبل. وجاء الكشف عن الخطوة المرتقبة، التي ستكون أرفع زيارة لمسؤول تركي منذ 2018، غداة اتصال هاتفي أجراه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بحث خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين. وقالت مصادر تركية لـ «بلومبرغ شرق»، المملوكة لسعوديين، إنه من المرجح أن يزور أوغلو الرياض في 11 الجاري، مشيرة إلى أنه تم الاتفاق على تلك الزيارة خلال المكالمة الهاتفية بين إردوغان والملك سلمان. وفي وقت سابق، أشاد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالين، بالمحاكمة التي أجرتها السعودية وقضت العام الماضي بسجن ثمانية متهمين في قضية المواطن السعودي، جمال خاشقجي، موضحاً أن بلاده ستبحث عن سبل لإصلاح العلاقات بأجندة أكثر إيجابية مع المملكة، «ونأمل إنهاء المقاطعة الشعبية السعودية». وستأتي زيارة الوزير التركي المزمعة عقب محادثات تركيا مع مصر، ووسط ضغوط دولية وإقليمية على أنقرة من أجل المساهمة في إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا. إلى ذلك، من المقرر أن يصل رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إلى الرياض اليوم في زيارة تستغرق 3 أيام، أشارت وزارة الخارجية الباكستانية إلى أنها تأتي تلبية لدعوة من بن سلمان لبحث التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة وفرص العمل للقوى العاملة الباكستانية.

إسرائيل تتكتم على نجاح «حزب الله» بتهريب أسلحة وأجهزة مراقبة وتنصت إليها

كتب الخبر الجريدة – القدس... في ظل الأضواء المسلطة حالياً على عمليات تهريب المخدرات من لبنان، والتي يتهم «حزب الله» بالوقوف وراء جزء منها وبالتغطية على جزء آخر، علمت «الجريدة»، من مصادرها، أن الحزب تمكن من اختراق إسرائيل، عبر تهريب كميات من الأسلحة والمواد المتفجرة، فضلاً عن أجهزة تقنية للتنصت وتحديد المواقع إلى داخلها، مبينة أن تل أبيب تتكتم على هذا النجاح اللافت للحزب. وبحسب المعلومات، التي حصلت عليها «الجريدة»، فإن تل أبيب ضبطت أخيراً أسلحة ومتفجرات وأجهزة «جي بي إس» في شحنة مخدرات حاول المهربون تمريرها إلى داخلها عبر الحدود اللبنانية. وكشف المصدر أن عدد العمليات، التي نجحت غير قليل، وقد فرضت إسرائيل سياسة التعتيم الكامل للتغطية، بينما اعتمدت في الآونة الأخيرة إجراءات جديدة لمكافحة التهريب. وبحسب المصدر، فإن السلطات الإسرائيلية تعتقد أن «حزب الله» يستخدم مهربين من عرب 1948، مقابل المهربين اللبنانيين في الجنوب اللبناني، ويسهّل للطرفين عمليات تهريب المخدرات، ومن ثم يطلب منهم تهريب الأسلحة. ويقول المصدر إن الحزب اللبناني الموالي لإيران، والذي تتهمه الولايات المتحدة بالوقوف وراء عمليات ممنهجة وواسعة لتهريب المخدرات في الأميركيتين وأوروبا، يعمل بحرفية عالية في ما يخص تقنيات التهريب، كما أنه يطلب من المهربين إخفاء الأسلحة والأعتدة المهربة في أماكن محددة ومتفق عليها، لكي يستعملها في وقت لاحق، عند الحاجة أو عند إعلان ساعة الصفر، عملاءُ له أو نشطاء أو حتى عناصره إذا نجحوا في التسلل إلى داخل إسرائيل. وتعتقد أوساط خبيرة أن صراع الأدمغة بين إسرائيل والحزب مستمر على عدة مستويات، وأنه في كل مرة تعتقد تل أبيب أنها نجحت في فك شيفرته تكتشف أنه ابتكر طريقة أخرى لمفاجأتها ومباغتتها عند المواجهة القادمة.

تقارب بين أكثر الأطراف خصومة بالشرق الأوسط في "زمن ضبط التحالفات"

الحرة....كريم مجدي – واشنطن.... تركيا تسعى لفتح صفحة جديدة مع عدد من الدول كمصر والسعودية بعد سنوات من الجفاء

تحركات دبلوماسية ومباحثات، شهدتها منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة الأخيرة، حتى بين أكثر الأطراف خصومة في المنطقة. أبرز هذه التحركات تمثلت بالمفاوضات بين السعودية وإيران التي أقيمت في بغداد برعاية عراقية، والتي يتوقع لها أن تستمر، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، التي كشفت عن اجتماع مرتقب بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين، قد يعقد في بغداد هذا الشهر "على مستوى السفراء". وبجانب رعاية العراق للحوار السعودي-الإيراني، فإن بغداد ترعى أيضا محادثات بين واشنطن وطهران، كما تنقل وكالة "بلومبرغ" عن مصادر مطلعة. وتشير بلومبرغ إلى أن حكومة مصطفى الكاظمي أبقت قنوات مفتوحة بين طهران وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي رحبت بدورها بالطريقة المنفصلة للتواصل دبلوماسيا مع إيران. كما سعت السعودية هي الأخرى إلى فتح قناة اتصال مع النظام السوري، حيث قالت تقارير إن وفدا أمنيا سعوديا وصل العاصمة السورية دمشق، للتباحث، بعد سنوات من العزلة السورية عن محيطها العربي بسبب الحرب الأهلية. بالمقابل سعت تركيا إلى فتح علاقات مع دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط، مثل مصر، وإسرائيل، والسعودية، حيث اتفقت الرياض وأنقرة مؤخرا على عقد اجتماعات ثنائية في أقرب وقت. وقبل ذلك تم عقد مباحثات مصرية تركية في القاهرة بعد سنوات من القطيعة بين البلدين. وتدور تساؤلات عن سر هذه التحركات الإقليمية، التي أعقبت سنوات من الصراع على النفوذ أو الحرب بالوكالة في المنطقة.

"ضبط التحالفات"

وترى المحللة السياسية بمركز "نيو لاينز" للاستراتيجيات والسياسات بواشنطن، كارولين روز، أن الشرق الأوسط يعيش الآن، في حالة من "ضبط أشكال" التحالفات. وقالت روز لموقع قناة "الحرة"، "نحن نشهد إعادة ضبط أنظمة التحالف، والتحالفات غير الرسمية في الشرق الأوسط، وذلك بالتزامن مع قيام منافسين سابقين بإعادة تشكيل الشراكات لتحقيق مزايا اقتصادية جديدة، ومواجهة التهديدات الأمنية الناشئة". وأضافت الباحثة الأميركية أن جزءا من إعادة ضبط هذه التحالفات، يتعلق بنسبة كبيرة بمواجهة إيران وتأثيرها من خلال شبكات الوكلاء في بلاد الشام والخليج، بجانب بناء إطار أمني جديد قائم على المصالح المشتركة وتصورات التهديد مع طهران. وترى روز في الوقت ذاته أن "هذه التحالفات الجديدة لن تكون عصية عن التفكك، بالنظر إلى الانقسامات السياسية القائمة والتوترات الطائفية وانعدام الثقة بين حكومات الشرق الأوسط التي غذت هذه الخصومات". وبالتوازي مع النشاط السعودي، تبذل تركيا جهدا دبلوماسيا على عدة جبهات، وذلك من خلال زيارة مقررة إلى السعودية الأسبوع المقبل. كما اجتمع دبلوماسيين أتراك ومصريين في القاهرة، الخميس، لليوم الثاني، من أجل مناقشة إمكانية إصلاح العلاقات المتوترة، وقد انتهت المباحثات بعزم النية على إكمالها من خلال جلسات حوار أخرى. وفيما يخص التقارب التركي مع الإمارات ومصر والسعودية، ترى روز أنه سيكون في إطار محدود، خاصة وأن أنقرة تواصل سعيها للحصول على موارد الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط. وفيما يخص السعودية تقول روز، "كما نرى، الرياض تضغط من أجل نفوذ أكبر خارج شبه الجزيرة العربية، والانخراط في مناطق الصراع، مثل العراق وسوريا، حيث تنشط إيران، وذلك كوسيلة لتحديد المساحات لمواجهة طهران". وتابعت الباحثة الأميركية، "ومع ذلك، لست واثقة من أن السعودية ستنخرط بشكل مكثف أو عسكري في أخطر الفراغات الأمنية في بلاد الشام، نظرا لأن الرياض مشوشة بالفعل مع المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران الذين يعملون في اليمن". وبدلا عن ذلك "تبحث الرياض عن تحالف فضفاض يمكن الاستفادة منه ضد إيران عندما ترى مستويات تهديد أعلى"، وفقا للباحثة الأميركية.

"لإنهاء السنوات المرهقة"

من جانب آخر يرى، نائب رئيس مركز الدفاع عن الديمقراطيات، "FDD" بواشنطن، جوناثان شانزر، أن المنطقة بدأت في استكشاف وسائل أخرى لتفادي الصراع، بعد سنوات مرهقة عانى فيها الشرق الأوسط من أتون الحرب. وقال شانزر في تصريح لموقع قناة "الحرة"،"بعد سنوات من التوتر والصراع، يستكشف عدد من الدول في المنطقة إمكانية تفادي الصراع. لا يمكننا استبعاد المفاجآت في الشرق الأوسط، فهذه المبادرات ليس لديها احتمالية قوية لكسب الزخم". وفسر شانزر مبادرات التقارب الأخيرة بأن دول عربية تعتقد حاليا أن "هناك إمكانية لفصل إيران عن سوريا. وبعض الشخصيات التي لها علاقات وثيقة مع نظام الأسد، تطرح هذا بهدوء في واشنطن وأماكن أخرى". ويضيف "هذا يفسر التواصل الأخير مع دمشق من قبل الدول العربية السنية التي تعارض إيران تقليديا، والتي ترغب في عودة سوريا إلى الحظيرة العربية". وكانت شخصيات مقربة من نظام بشار الأسد في سوريا قد أثارت جدلا قبل ثلاثة أيام، بعد نشرها معلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بزيارة وفد سعودي أمني للعاصمة دمشق، حيث التقى بمسؤولين أمنيين سوريين "رفيعي المستوى"، وهو ما أكدته مصادر عدة لموقع "الحرة". ومن بين الشخصيات التي أثارت القضية، عضو "وفد المصالحة الوطنية"، عمر رحمون، الذي قال عبر "تويتر" الاثنين "وفد سعودي برئاسة رئيس جهاز المخابرات، الفريق خالد الحميدان يزور دمشق ويلتقي الرئيس بشار الأسد واللواء علي مملوك". وعلى الرغم من الزيارة السعودية لدمشق، إلا أن الباحث الأميركي يرى أن تقارب الدول العربية مع دمشق غير مرجح "ما لم تساعد روسيا في إخراج إيران من البلاد (سوريا)". وعن المحادثات السعودية-الإيرانية برعاية العراق، يرى شانزر أن دافعها هو نية الولايات المتحدة في العودة للاتفاق النووي، الأمر الذي جعل السعودية تدرك أن تعاملها مع إيران أصبح "مسألة بقاء"، لكنه يتوقع ألا تكسب هذه المحادثات الزخم، خاصة مع استمرار إيران في دعم الحوثيين. وعن تقارب تركيا الحالي مع مصر وإسرائيل، يرى شانزر أيضا أن أنقرة في "مرمى نيران الرئيس الأميركي، جو بايدن، فبعد سنوات من تحدي السياسة الأميركية، واستفزاز حلفاء الولايات المتحدة علنا في المنطقة، بدأت أنقرة الآن في استكشاف التقارب مع نظام السيسي في مصر، وكذلك مع إسرائيل". ومنذ حملته الانتخابية، وجه الرئيس بايدن انتقادات عدة لإردوغان بخصوص عدد من الملفات، كان من أبرزها ملف حقوق الإنسان التركي. ولكن بشكل عام، توترت العلاقات بين أنقرة وواشنطن خلال السنوات الماضية، بسبب مجموعة من القضايا، بما في ذلك حيازتها لأنظمة الدفاع الروسية، والاختلافات السياسية في سوريا. ورغم ترحيب مصر بتراجع التوتر مع تركيا، فإن الأمر سيعتمد كليا على تركيا، في رأي شانزر، إذ تدعم تركيا جماعة الإخوان المسلمين، وتسمح لعدد من كبار الشخصيات ووسائل الإعلام في الإخوان بالعمل على الأراضي التركية. وتابع شانزر "إذا وصلت هذه السياسة (التركية) إلى نهايتها، فإن تجديد العلاقات أمر محتمل. لكن ميول أردوغان الإسلامية القوية من المرجح أن تمنع حدوث مثل هذه التحركات. وبالمثل، فإن الإسرائيليين متشككون بشدة من تركيا بسبب دعمها المالي والمادي لحركة حماس. لن تصبح الروابط أكثر دفئا حتى يتوقف هذا الدعم".

"تحييد الأزمات"

أحمد الباز، مدير مركز "الإنذار المبكر" للدراسات السياسية والأمنية، بأبو ظبي، يرى أن التجارب المؤلمة من حروب ونزاعات خلال العقد الماضي، دفعت الأطراف في الشرق الأوسط إلى تحييد الأزمات قدر الإمكان، وإيجاد صيغة للحوار. ويرى الباز أن الابتعاد العربي عن سوريا، ساهم خلال العقد الفائت في توفير بابا واسعا لإيران، "استطاعت من خلاله السيطرة بشكل تام على السياسة والمجتمع في سوريا". ووصف الباز لموقع قناة "الحرة"، المقاربة السعودية تجاه سوريا، بأنها "تحول مضاد، مفاده الاقتراب من سوريا وبشار الأسد، كمحاولة لتحريره من النفوذ الإيراني ولو بشكل نسبي، وذلك، في ظل وجود مساعي إيرانية سعودية لفتح مسار للمحادثات رغبة من السعودية في تجفيف ميادين الصراع بينها وبين إيران سواء في اليمن أو سوريا، كتوجه جديد يدعم الدبلوماسية والسياسة وليس الحرب التي انهكت كافة الأطراف". وأضاف الباز، "التحرر من الإنهاك وتحييد الأزمات حاضر أيضا في المساعي المصرية-التركية مؤخرا، فمصر تحتاج إلى تحييد تركيا عن مناكفة مصر في ظل وجود أزمة أعمق مرتبطة بسد النهضة، خصوصا أن أنقرة تملك بين يديها أداة ضارة جدا، وهي الإخوان المسلمين الذين لديهم ثأر مع النظام الحاكم في مصر، وقد يشكلون تهديدا لمسار إدارة أزمة مصر لسد النهضة، بينما تسعى تركيا لإصلاح ما قام الرئيس التركي بتخريبه بسبب سياساته، التي افقدت تركيا الكثير من المزايا الإقليمية وتحولها لطرف إقليمي سئ السمعة". وعلى عكس الباحثين الآخرين، يستبشر الباز بهذا التقارب والحوار بين أطراف الشرق الأوسط قائلا، "نحن أمام تحول جديد في المنطقة، مفادة تحييد الأزمات التي يمكن تحييدها، كلما كان ذلك ممكنا، من أجل التفرغ للأزمات الأكثر تعقيدا. وحيث أن كافة الأطراف منهكة بفعل تحولات العقد الفائت فأنها ستكون مهتمة لإنجاح هذه المبادرات كلما كان ذلك ممكنا".

إشادة أميركية بمحادثات إيران "وبعض جيرانها".. واستعداد لسيناريو عدم العودة

الحرة....ميشال غندور – واشنطن.... توقعات بعودة إيران للاتفاق النووي قبل انتخابات يونيو..... أعرب مسؤول كبير في الخارجية الأميركية عن شعوره بأن الجولات الأخيرة من المحادثات في فيينا بلورت الخيارات الواجب اتخاذها من قبل الولايات المتحدة وإيران، للعودة إلى الالتزام المتبادل بالاتفاق. وقال المسؤول، في تصريحات صحفية، إن "هذه الخيارات واضحة لأننا لا نخترع شيئا جديدا"، قبل أن يضيف "إذا اتخذت إيران قرارا سياسيا بأنها حقيقة تريد العودة المتبادلة إلى الاتفاق النووي فإن هذا الأمر سيحصل بشكل سريع والتطبيق قد يكون سريعا ولكن لا نعرف ما إذا كانت إيران قد اتخذت هذا القرار". وشدد المسؤول على أنه من المحتمل جدا العودة إلى الاتفاق النووي قبل الانتخابات الإيرانية في يونيو المقبل، إذا اتخذت إيران القرار السياسي بأنها لن تطلب أكثر من الولايات المتحدة فيما يتعلق برفع العقوبات، وأن تعمل أقل في ما يتعلق بالتزاماتها النووية، "فإن العودة قد تحصل بشكل سريع نسبيا". وفصل المسؤول الكبير في الخارجية الأميركية هذه المسألة قائلا "هناك سؤال حول ما إذا كانت إيران تدرك بشكل تام بأنه لا يمكننا الوصول إلى وضع حيث الولايات المتحدة تقوم بأكثر مما هو منصوص عليه في الخطة فيما يتعلق برفع العقوبات وأن تقوم إيران بأشياء أقل في ما يتعلق بالتزاماتها النووية. من غير الواضح بالنسبة لنا ما إذا كانت إيران مستعدة للاعتراف بهذه الحقائق". ووصف المحادثات التي جرت في فيينا بأنها "كانت جدية والمزاج كان بناء وعلينا أن نرى ما إذا كانت الجولة المقبلة ستدفع الأمور قدما أو ما زلنا في مرحلة المطالب غير الواقعية لإيران في ما يتعلق بالمطالبة بأكثر ما تنص عليه خطة العمل الشاملة المشتركة فيما يتعلق برفع العقوبات والالتزامات النووية غير الواقعية من قبلهم". وفي المقابل، أكد المسؤول الأميركي أنه "إذا أظهرت إيران أنها غير مستعدة للعودة إلى الاتفاق فإن إدارة بايدن ستتعامل مع الوضع وسنعمل كل ما في وسعنا للتأكد من أن إيران لن تمتلك السلاح النووي ونحن مستعدون لهذا السيناريو كذلك". بيد أنه استطرد قائلا "لكن السيناريو الذي نفضله والذي نعرف أنه في مصلحتنا وفي مصلحة إيران هو العودة إلى الالتزام المتبادل وهذا ما نحاول عمله في فيينا". وتجنب المسؤول التعليق عما إذا كان يتحدث عن خيار عسكري. وأوضح أنه ما زال هناك الكثير من العمل الواجب القيام به فيما يتعلق بالعقوبات وتسلسل وجدول مواعيد تطبيق الخطوات الواجب اتخاذها من قبل الطرفين. وقال "قد يوحي ذلك بأن هناك الكثير من الأمور ولكن إذا كان هناك رؤية واضحة وعملية وواقعية حول ما يعني ذلك فإن الأمر قد يحصل بشكل سريع نسبيا فيما يتعلق بالتوصل إلى تفاهم وتطبيقه. ولكن يجب أن تتسارع الوتيرة بالنسبة لنا في الأسابيع المقبلة لتحقيق ذلك. ولا ضمانات بهذا الشأن".

محادثات عظيمة بين إيران وجيرانها

وردا على سؤال لقناة "الحرة" حول موعد البدء بالحديث مع إيران عن برنامجها الصاروخي ونشاطاتها الخبيثة في المنطقة، قال المسؤول الكبير في الخارجية الأميركية "الأمر ليس وكأن العالم جامد ونحن نتفاوض. الولايات المتحدة تواصل القيام بما يلزم لمواجهة نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار والعمل مع شركائنا وحلفائنا في المنطقة لهذا الهدف". وأضاف "أود الإشارة إلى أنه كان هناك محادثات عظيمة بين إيران وبعض جيرانها وهذا شيئ ترحب به الولايات المتحدة. ولكن في ما يتعلق بالتوصل إلى تفاهمات أوسع فإن رؤية الرئيس بايدن أن خطة العمل المشتركة هي الخطوة الأولى وهي خطوة ضرورية للبدء بالبناء عليها ومن ثم الحديث عن إدخال تحسينات على الاتفاق في ما يتعلق بالأشياء التي لم تدخل في الاتفاق والتي نأمل أن نناقشها والأشياء التي تريد إيران إدخالها على الاتفاق مثل الأمور التي يطالبون بتحقيقها الآن". وأردف قائلا "ونعرف أن إيران تريد رؤية شيء أكبر من الاتفاق ونحن جاهزون للجلوس فورا بعد التوصل إلى تفاهم حول العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة وعودة إيران إلى الالتزام للحديث حول كيفية تقوية الاتفاق لمصلحتنا المشتركة..". وشدد المسؤول الأميركي على ضرورة وجود "محادثات حول الأمور المذكورة فيما يتعلق بخفض التصعيد في المنطقة وتعزيز أمن المنطقة والذي يعني رؤية تغييرات في سياسة إيران ونعتقد أن جزءا من هذه المحادثات يجرى بالفعل. ولكن نعتقد بأن هذا أمر يجب معالجته وجها لوجه في خطة العمل الشاملة في حال العودة إليها أو في أية مناسبة..". وتابع "ولكن كما قلت لا ننتظر العودة إلى الخطة لمحاولة مساعدة حلفائنا وشركائنا في المنطقة، ولكن يجب أن تجري مثل هذه المحادثات في أية ظروف وإذا توصلنا إلى تفاهم بشأن العودة إلى خطة العمل المشتركة الشاملة، ففي تلك المرحلة نتوقع حصول مباحثات بصيغة ما بين إيران وجيرانها لمعالجة سبل تحقيق استقرار أكبر في المنطقة". وعن الأميركيين المحتجزين ظلما في إيران، أكد المسؤول الكبير في الخارجية الأميركية أن إيران تستخدمهم كرهائن في محاولة للحصول على تنازلات من الولايات المتحدة أو غيرها. وقال "لكن إيران تجاوزت هذه القسوة عبر تسريب معلومات عن التوصل إلى اتفاق ويمكننا تصور المعاناة الإضافية التي أصابت أهالي المحتجزين عندما شعروا أن أحباءهم سيعودون إلى ديارهم. فهذه قسوة لا توصف". وكشف عن وجود محادثات غير مباشرة جارية بشأن المعتقلين وبشكل مكثف ومنفصل عن محادثات فيينا المتعلقة بخطة العمل الشاملة المشتركة، لرؤية ما إذا كان يمكن إعادة المعتقلين إلى أهاليهم في أقرب فرصة ممكنة"....

ثغرتان تعرقلان «مفاوضات فيينا»... «الحرس الثوري»: إسرائيل ستنهار من عملية واحدة

الجريدة.... يبدو المشهد قاتماً عشية استئناف الجولة الرابعة من محادثات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق النووي الموقّع في 2015، وسط حديث عن ثغرتين كبيرتين في التفاوض، الأولى لها علاقة بالعقوبات، والثانية بآلية عودة إيران الى التزاماتها النووية. وشدد المتحدث باسم «الخارجية» في الولايات المتحدة، نيد برايس، على ضرورة أن تمتثل إيران بشكل كامل لبنود الاتفاق المقيد لبرنامجها النووي، وذلك على وقع تقارير تحدثت عن خلافات بين واشنطن وطهران حول مصير أجهزة الطرد المركزي المتطورة التي ركّبتها إيران أخيراً والتي تتيح تخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر. وزعمت قناة إيرانية تمولها الحكومة، أمس، أن واشنطن وأوروبا، طلبتا من إيران تدمير أجهزة الطرد المركزي من الجيل الجديد؛ بهدف مواصلة مفاوضات فيينا. ويأتي ذلك بعد اجتماع حاسم للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني تقرر خلاله عدم قبول العرض الأميركي لرفع العقوبات بالتقسيط مقابل عودة ايران الكاملة الى الالتزامات المنصوص عليها بالاتفاق، والتي تخلّت عنها تدريجيا بعد خروج إدارة دونالد ترامب من الاتفاق وفرضها عقوبات قاسية. وبعد سلسلة من الضربات والهجمات المتبادلة ضمن ما بات يطلق عليه «حرب خفية» بين إسرائيل وإيران، تباهى القائد العام لـ «الحرس الثوري» الإيراني اللواء حسين سلامي بانفجارات و»أحداث مدبرة» وقعت في اسرائيل أخيراً، معتبراً أنها «أثبتت هشاشة النظام الأمني الإسرائيلي». وقال سلامي، في كلمة مساء أمس الأول، إن قوة «فيلق القدس»، المسؤولة عن العمليات الخارجية لـ «الحرس الثوري»، شكلت «جبهة حربية واسعة تواجه العدو في أي نقطة، وأدت إلى استنزاف قدرة أميركا في المنطقة». وأضاف: «انفجار مصفاة حيفا وتسرب الأمونياك وتعرّض 80 شركة إسرائيلية لهجمات سيبرانية والانفجار قرب مطار بن غوريون وسقوط صاروخ قرب مفاعل ديمونا، أثبتت هشاشة النظام الأمني ونظام القبة الحديدية في إسرائيل». وأكّد أن «أول ضربة تتعرّض لها إسرائيل ستكون آخر ضربة، وأن أي إجراء تكتيكي ضدها سيؤدي إلى إلحاق هزيمة استراتيجية بها»، مضيفاً «عملية عسكرية واحدة يمكن أن تؤدي إلى انهيار الدولة العبرية». وأشار إلى المواجهة البحرية التي تخوضها طهران مع تل أبيب، قائلا إنه «خلال الشهرين الماضيين ثبت ضعف الملاحة الإسرائيلية في كل نقاط العالم». وأردف: «یمكن تعطيل التجارة البحرية الإسرائيلية بسهولة». وزعم المسؤول الإيراني أن بلاده لم تنقل القدرات العسكرية إلى «حزب الله» اللبناني والفصائل الفلسطينية، لأن ذلك «غير متاح بسبب القيود والحصار»، لكن «فيلق القدس» تمكّن من تطوير قدرات في لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة للاكتفاء الذاتي. من جانب آخر، رأى سلامي أن التحركات التي تشهدها المنطقة تؤشر إلى تآكل القوى الكبرى فيها، مؤكداً أن «واشنطن مضطرة لمغادرة منطقة الشرق الأوسط تدريجياً، وهو ما يحدث في أفغانستان والعراق حالياً تحت الضغط السياسي وضغط الرأي العام، وكذلك ضغط تيارات وفصائل المقاومة». ورأى أن الولايات المتحدة باتت غير قادرة على التدخل بصورة مباشرة أو غير مباشرة بتطورات المنطقة، كما كانت الحال في السابق، وخاصة في سورية والعراق واليمن. واعتبر أن ميزان القوى في اليمن، حيث تدعم طهران حركة «أنصار الله» الحوثية المتمردة، تغييراً ملموساً لمصلحتها على حساب «تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده السعودية. إلى ذلك، كشفت صور حديثة التقطتها الأقمار الاصطناعية تطوير ما يشتبه بأنه قاعدة جديدة لإطلاق الصواريخ بالقرب من منطقة «حاجي آباد» في إيران. وقد يكون الموقع، التابع لـ «الحرس الثوري»، أول موقع إطلاق صواريخ محصن ومخصص للصواريخ الباليستية التي تعمل بالوقود الصلب في إيران، وفقاً لـ «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية». ورغم أن إيران كشفت في السنوات الأخيرة عن عدة مجمعات مخصصة للصواريخ تم إنشاؤها تحت الأرض، فإنها لم تعلن عن منشأة «حاجي آباد» حتى الآن.

السعودية وتركيا.. سر الرقم "صفر" والحراك الدبلوماسي

الحرة....ضياء عودة – إسطنبول... التوترات بين الرياض وأنقرة احتدمت بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي

ستة أشهر مضت على المقاطعة التجارية -غير الرسمية- للمنتجات التركية التي تستوردها السعودية، وفيها تغيرت الأرقام رأسا على عقب وأصبحت آثارها معكوسة على أرض الواقع، وهو الأمر الذي تؤكده بيانات حديثة صادرة عن "جمعية المصدرين الأتراك". البيانات تشير إلى أن صادرات تركيا إلى السعودية جفّت بالكامل، في أبريل الماضي، حيث عنونت صحيفة "ديلي صباح"، المقربة من الحكومة التركية، بنسختها الإنجليزية، أن "صادرات تركيا إلى السعودية تصل إلى "الصفر" تقريبا في أبريل". كما ظلت الصادرات التركية عند أدنى مستوى تاريخي، لتتراجع بنسبة 94.4 بالمئة على أساس سنوي إلى 11.25 مليون دولار. ووفقا لـ"جمعية المصدرين الأتراك" (TIM) فقد انخفضت الصادرات من حوالي 201 مليون دولار (1.67 مليار ليرة تركية) قبل عام من الآن. ما سبق قد يعكس بجزء كبير منه طبيعة العلاقات السعودية - التركية، والتي لم تخلُ من التوتر وشبه القطيعة منذ عام 2018. وزاد على ذلك الخطوة التي أقدم عليها رجال أعمال سعوديون، العام الماضي، إذ وافقوا على مقاطعة غير رسمية للسلع التركية، ردا على ما وصفوه بـ"عداء أنقرة". هذه المقاطعة، ورغم تنصل الرياض منها، إلا أن مراقبين وخبراء أكدوا أنها كانت بدفع منها ردا على سياسية أنقرة الخارجية. وفي المقابل، كان للأخيرة موقف مشابه، إذ التزمت عدم التصعيد لأهداف قد تصب ضمن إطار "عدم سكب الزيت على النار"، وهو أمر أبقى هذه القضية مثار جدل تصدره رجال أعمال سعوديون من جهة ورجال أعمال شركات تركية متضررة من جهة أخرى.

"حراك دبلوماسي"

من لغة الأرقام والتجارة التي تكشف حجم الهوة بين البلدين إلى لغة السياسة، فالمشهد قد يبدو مختلفا شيئا ما، لاسيما في ظل الحراك الدبلوماسي الذي تدفع به أنقرة، ومنذ أشهر، في سبيل إعادة تطبيع علاقاتها المتأزمة مع الرياض. وما بين يوم 15 أبريل الماضي و5 مايو الحالي، أجرى الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، اتصالين هاتفيين مع الملك، سلمان بن عبد العزيز، وتوجه الأخير بمعلومات رشحت عن نية وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إجراء زيارة إلى السعودية، الأسبوع المقبل. وتقول مصادر مقربة من الحكومة التركية لموقع "الحرة" إن الزيارة مجدولة في يوم 11 من مايو الحالي، "لكنها قد تتغير بناء على الظروف المتغيرة". وتضيف المصادر أن "هبوط نسبة الصادرات التركية إلى السعودية لمستويات غير مسبوقة لن يؤثر بالدرجة الأولى على الجانبين، وأيضا لن يكون له تأثر على التحالفات الجديدة التي يسير الدفع باتجاهها". "الصادرات تلعب دورا اقتصاديا سلبيا لكنه ليس بكبير"، وتتابع المصادر بأن "حجم التبادل التجاري في السابق مهم، إلا أنه لم يتعد خمس مليارات دولار، وهو رقم قليل إذا ما نظرنا إلى حجم التبادل التجاري بين تركيا وألمانيا مثلا (12 مليار دولار على أساس سنوي)". وعلى خلاف الدفع التركي باتجاه مصر، تغيب الأهداف الواضحة التي تريدها أنقرة بشأن إعادة تطبيع علاقاتها مع الرياض، بمعنى أن تفاصيل "خارطة الطريق" للدفع باتجاه إصلاح العلاقات غير محددة حتى الآن. وما يزيد من الغموض أكثر غياب الموقف السعودي الواضح، على الرغم من الإشارات الإيجابية التي تخرج من العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز. الإشارات ما تزال تقابلها سياسية عدائية، لعدم إنهاء المقاطعة التجارية من جهة، وللضغط على تركيا من أجل تقديم تنازلات توصف بـ"الموجعة". تلك السياسة العدائية تعكسها وسائل الإعلام الرسمية للرياض وأخرى تتلقى الدعم منها، ويعكسها أيضا محللون وخبراء سعوديون ورجال أعمال آخرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مستمر ومتواتر.

"ملفان للتباحث"

وزادت حدة التوترات بين الرياض وأنقرة، بعد اغتيال الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية بإسطنبول، يوم 2 أكتوبر 2018، والموقف التركي الحازم المطالب بمحاكمة المسؤولين عن اغتياله. لكن هذا الملف كانت أنقرة قد أبدت انعطافه غير مسبوقة فيه، وفي تغير ملحوظ في لهجتها، رحب المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، ولأول مرة، بالمحاكمة التي أجرتها السعودية، والتي قضت العام الماضي بسجن 8 متهمين بقتل خاشقجي بين 7 سنوات و20 عاما. وأضاف كالين لرويترز، أواخر أبريل الماضي، أن "لديهم محكمة أجرت محاكمات. اتخذوا قرارا، وبالتالي فنحن نحترم ذلك القرار"، كما دعا الرياض في سياق حديثه إلى إنهاء "المقاطعة"، في إشارة حملت نوايا اقتصادية وسياسية، حسب مراقبين. وهناك معلومات تخرج من أنقرة، وكشفت عنها مصادر مقربة من الحكومة التركية، في الأيام الثلاثة الماضية، وتفيد أن زيارة جاويش أوغلو ستتركز أولا على الأوامر السعودية الأخيرة بإغلاق 8 مدارس تركية تعمل في الرياض ومحافظات أخرى، بالتزامن مع نهاية العام الدراسي 2020-2021. وتشمل هذه الأوامر المدارس التركية الدولية في كل من الرياض وجدة وتبوك والدمام والطائف وأبها ومكة والمدينة المنورة، وتم الإعلان عنها منذ سبعة أيام، حسب ما تحدثت وكالة "الأناضول" شبه الرسمية. وإلى جانب الملف المذكور، من المقرر أن يتباحث جاويش أوغلو مع الساسة في السعودية خطوات إعادة تطبيع العلاقات، وجملة من الملفات العالقة، سواء السياسية أو تلك المرتبطة بالمقاطعة السعودية بشأن المنتجات التركية.

ما محل "المقاطعة" من التحرك؟

وهناك أكثر من 200 شركة تركية تعمل في السعودية، كما تعدّ الرياض الدولة الخليجية الثانية بعد قطر والدولة السابعة في العالم على صعيد حجم الأعمال التي ينفذها المقاولون الأتراك فيها. وهوت تركيا إلى المرتبة 67 من حيث الصادرات للمملكة، من المركز 11، في فبراير من العام الماضي، وفقا للبيانات الحديثة التي أظهرت أن الصين مازالت تحتل الصدارة. ويرى المصدرون الأتراك أن الصراع السياسي بين تركيا والسعودية يضر التجارة، وهو الأمر الذي دفع أكبر ثماني مجموعات أعمال في تركيا لإصدار بيان، قالوا فيه إن السلطات السعودية كثفت جهودها لمنع الواردات التركية، محذرين من أن سلاسل التوريد العالمية تتضرر من خطوة الرياض. واستشهدت المجموعات بشكاوى من شركات سعودية، مفادها أن السلطات أجبرتها على توقيع رسائل تلتزم بعدم استيراد سلع تركية، واشتكوا من استبعاد المقاولين الأتراك من المناقصات الكبرى. وسبق وأن ذكرت صحيفة "صباح" التركية، في 19 من أبريل الماضي، أن أنقرة وجهت شكوى إلى منظمة التجارة العالمية، بسبب حملة المقاطعة، وأوضحت أنه تم إبلاغ الأخيرة بالممارسات التي تقوم بها الرياض، والتي تقيّد التجارة بين البلدين. ونقلت الصحيفة عن وزيرة التجارة التركية، روهصار بكجا، قولها إن السعودية، منذ 15 نوفمبر 2020، علقت عددا من الواردات من تركيا، بما فيها منتجات البيض والحليب واللحوم البيضاء وغيرها، فيما أبقت على العديد من المنتجات الأخرى معلقة في الجمارك. والخطوة التركية بالتوجه إلى منظمة التجارة العالمية يرى خبراء اقتصاد أنها لن يكون لها أي تبعات مساءلة بالنسبة للرياض، خاصة وأنها نفت بشكل رسمي وقوفها وراء حملة المقاطعة، وبالتالي جعلت من هذا الملف وسيلة ضغط سياسية لوضعها على الطاولة في المباحثات المقبلة إن تم السير فيها.

"أبعاد اقتصادية"

وفي تصريحات لموقع "الحرة" لم يستبعد الاستشاري الاقتصادي التركي، جلال بكار، أن يكون ملف المقاطعة السعودية ضمن المباحثات المقبلة بين الرياض وأنقرة. ويقول بكار المقيم في إسطنبول إن "هناك أبعاد اقتصادية للتحرك التركي، لكن التبدلات السياسية في المنطقة تكون كل 7 سنوات على الصعيد الخارجي، وهو أمر مرتبط بالإدارة الأميركية، وبحسب سياساتها للشرق الأوسط". ويوضح الاستشاري الاقتصادي أن الصادرات التركية إلى السعودية تقتصر على المواد الغذائية والأثاث المنزلي من سجاد وحرير، بينما تقتصر الصادرات السعودية لتركيا على المواد النفطية، لاسيما أن تركيا بلد منتج واقتصادها يتوقف على المواد الأولية للإنتاج. وبحسب بكار، فإن "المنتج التركي من المهم تصريفه في السوق السعودية، لأنها سوق مستهلك. لكن حجم التبادل التجاري بين الطرفين لا يعكس أن هناك ضررا كبيرا أو هبوط من حساب اقتصاد لآخر". ويرى الاستشاري الاقتصادي في تصريحات لموقع "الحرة" أن حجم التبادلات التجارية بين البلدين لا تتجاوز 5 مليار دولار، وهو رقم ضعيف جدا نسبة لحجم اقتصاد البلدين.

"خجل واندفاعة"

ما بين المقاطعة وتأزم العلاقات، وحديثا الحراك الدبلوماسي، تبقى نوايا الرياض "خجولة" إزاء الاندفاعة التركية، وهو ما تثبته المواقف التي اتخذتها في الأيام الماضية بإغلاق المدارس، وعكوفها المستمر عن استيراد المنتجات التركية. وقد يصعب ما سبق من التقارب السريع بين البلدين، في المرحلة الحالية، على خلاف تحركات التقارب ما بين أنقرة ومصر، والتي تتصدر مشهد السياسة الخارجية منذ أشهر، وتكللت منذ يومين بزيارة أجراها وفد تركي رفيع المستوى إلى العاصمة المصرية القاهرة. الباحث في الشأن التركي، محمود علوش، يرى أن "إصلاح العلاقات مع السعودية يشكل أولوية في السياسة الخارجية التركية الجديدة. علاقة جيدة لتركيا مع السعودية تفتح لها آفاقا عربية عديدة". ويقول الباحث في تصريحات لموقع "الحرة" إن "أنقرة تسعى إلى إحداث توازن في سياستها الإقليمية وهذا لا يمكن أن يتحقق من دون ترميم العلاقات مع القوى الإقليمية الوازنة كمصر والسعودية على وجه التحديد وهذا ما تحاول فعله الآن". وفي الفترة الأخيرة، شهدنا خطابا إيجابيا متبادلا بين الأتراك والسعوديين، لكن ذلك لا يكفي، بحسب علوش. ويشير إلى أن "إطلاق مسار جديد بحاجة لخطوات عملية على المستوى الثنائي، على غرار ما تفعله أنقرة والقاهرة. أعتقد أن هناك فرصة حقيقية لإطلاق هذا المسار".

"الكرة في ملعب السعوديين"

وكان لأزمة خاشقجي تبعات كبيرة على العلاقة بين قيادات البلدين، ولن يكون تجاوزها بالأمر السهل، ويتابع الباحث بأن "الأتراك قالوا إنهم يحترمون أحكام القضاء السعودي في هذه المسألة ويريدون طي هذه الصفحة. الكرة في ملعب السعوديين الآن". وترغب السعودية في فتح صفحة جديدة مع تركيا، لكنها تتريث بحسب المشهد العام قبل الإقدام على خطوة كبيرة في هذا الخصوص، وتنتظر وضوح التوجهات التركية الجديدة، وما إذا كانت جادة أم مجرد إعادة تموضع في الخطاب. كما أن السعودية ترهن أي تحرك تجاه أنقرة بنتائج المحادثات التركية المصرية. وأي تقدم على المسار التركي المصري سينعكس إيجابا على المسار التركي السعودي والعكس. ويوضح الباحث علوش أن عدة محاولات جرت في السنوات الماضية لإصلاح العلاقة بين الرياض وأنقرة، لكن الظروف لم تكن متهيئة لذلك، ومن شأن تراجع الاستقطاب الإقليمي في المرحلة الحالية أن يساعد في ذلك. وأضاف علوش في سياق حديثه لـ"الحرة" أن "المنطقة تحاول التأقلم مع المتغيرات الدولية التي تفرض على دول الإقليم تبني خطاب خارجي جديدة يتناسب مع المرحلة. مجيء إدارة بايدن والانسداد في أفق الصراعات الإقليمية المتعددة كلها عوامل تدفع هذه الأطراف لتعديل سياساتها وتبني لهجة أكثر ودية تجاه الآخرين".

«طالبان» تستولي على ثاني أكبر سد في أفغانستان

كابل: «الشرق الأوسط أونلاين»... استولت حركة «طالبان» على ثاني أكبر سد في أفغانستان بعد أشهر من القتال العنيف في معقلها السابق بولاية قندهار، وفق ما أفاد به مسؤولون رسميون ومن الحركة المتمردة، اليوم (الخميس)، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وصرح مسؤولون أن سد «دحلة» الذي يوفر مياه الري للمزارعين عبر شبكة قنوات وكذلك مياه الشرب لعاصمة الولاية، أصبح الآن تحت سيطرة «طالبان». وقال المتحدث باسم الحركة قاري يوسف: «استولينا على سد (دحلة) في ارغنداب». وأكد حاجي غلب الدين، حاكم المنطقة المجاورة، أن السد بات «تحت سيطرة» الحركة المتمردة، وقال: «قواتنا الأمنية طلبت تعزيزات، لكنها لم تتمكن من الحصول عليها». وتأتي سيطرة «طالبان» على السد بعد معارك شهدتها ولاية هلمند المجاورة هذا الأسبوع عقب أيام فقط من بدء الجيش الأميركي رسمياً سحب قواته المتبقية في البلاد. وذكر رئيس دائرة المياه في قندهار توريالاي محبوبي أن «طالبان» حذرت موظفي سد «دحلة» مؤخراً من التوجه إلى أعمالهم. وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في قندهار إن المسلحين أقدموا الشهر الماضي على نسف جسر يربط السد بالأحياء المجاورة. وبنت الولايات المتحدة سد «دحلة» قبل نحو 70 عاماً لتوفير مياه الري لأراضي نحو 7 مقاطعات في قندهار. وعام 2019 وافق «بنك التنمية الآسيوي» على تقديم هبة بقيمة 350 مليون دولار إلى أفغانستان لاستخدامها جزئياً في مشاريع توسيع للسد. وشهدت المنطقة المحيطة معارك عنيفة في الأشهر الستة الماضية، لكن مسؤولين أمنيين أعلنوا في أبريل (نيسان) الماضي تطهير المنطقة، وأشاروا حينها إلى أن «طالبان» عمدت قبل انسحابها إلى زرع ألغام في أنحاء المنطقة، بما في ذلك بين مجمعات سكنية. وفي هلمند المجاورة، فر آلاف الأشخاص من منازلهم بعد هجوم واسع لـ«طالبان» ضد القوات الحكومية. وتوفر الطائرات الحربية الأميركية الدعم الجوي للقوات الأفغانية رغم بدء انسحابها، وكان من المقرر أن تكون الولايات المتحدة قد انتهت من سحب جميع القوات في 1 مايو (أيار) الحالي بموجب اتفاقها مع «طالبان» العام الماضي، لكنها أرجأت هذه الخطوة حتى 11 سبتمبر (أيلول) المقبل، مما أثار غضب المتمردين. ويأتي انسحاب القوات الأجنبية وسط تعثر جهود التوصل إلى اتفاق سلام بين الحكومة الأفغانية و«طالبان»...

روسيا تهدد الاتحاد الأوروبي بإجراءات مضادة في حال فرض عقوبات

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»... هددت روسيا الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات مضادة في حال فرَض عقوبات جديدة عليها، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القول، اليوم (الخميس)، خلال زيارة لأرمينيا: «لن نترك هجمات كهذه دون رد». ويأتي تصريح لافروف على خلفية حظر دخول فرضته روسيا على ثمانية من كبار السياسيين والمسؤولين الأوروبيين، الجمعة الماضي، رداً على عقوبات أوروبية سابقة، ورد قادة الاتحاد الأوروبي بالتهديد باتخاذ «الإجراءات المناسبة». ومن بين المشمولين بالعقوبات الروسية الأخيرة رئيس البرلمان الأوروبي دافيد ساسولي ونائبة رئيس المفوضية فيرا غوروفا. وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن العقوبات التي اتخذتها تأتي رداً على عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي على مسؤولين روس على صلة بقضية المعارض أليكسي نافالني الذي نجا من محاولة تسميم بغاز أعصاب ونُقل لتلقي العلاج في ألمانيا، وقد عاد إلى روسيا منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي حيث أوقف على الفور.

واشنطن تدعو روسيا إلى وقف أعمالها «المتهورة والعدائية» في أوكرانيا

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»....حض وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم (الخميس)، روسيا على وقف سلوكها «العدائي» حيال أوكرانيا، مشيراً إلى أن قوات مسلحة روسية بأعداد ضخمة لا تزال منتشرة على الحدود بين البلدين رغم الانسحاب الأخير. وقال بلينكن خلال لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف: «نتطلع نحو روسيا لكي توقف أعمالها المتهورة والعدائية»، لافتاً إلى أنه «لا يزال هناك عدد كبير من القوات» على الحدود الأوكرانية، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. على مدى أسابيع قامت موسكو بنشر عشرات آلاف الجنود على الحدود مع أوكرانيا، قائلة إنها تجري «تدريبات عسكرية»، مما أثار مخاوف لدى الغربيين والأوكرانيين من احتمال اجتياح البلاد. وهذا الانتشار العسكري الكثيف ترافق مع تجدد العنف في النزاع مع المتمردين في شرق أوكرانيا. وبعد تبادل التهديدات، أعلنت موسكو أخيراً في 23 أبريل (نيسان) الماضي سحب قواتها، مما أشاع ارتياحاً رغم أن أوكرانيا والولايات المتحدة وحلف الأطلسي الذي تطمح كييف للانضمام إليه، قالوا إنهم لا يزالون «متيقظين». تأتي زيارة بلينكن أيضاً فيما كثف الرئيس الأميركي جو بايدن الضغط على روسيا مع عقوبات جديدة وطرد دبلوماسيين. كما عرض فكرة عقد قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

روسيا تبقي قوات كبيرة على الحدود مع أوكرانيا

الجريدة..... في زيارة تأتي لتقديم الدعم لكييف في مواجهتها مع موسكو، في ظل التوتر المخيم منذ أسابيع، ولمطالبة هذا البلد ببذل جهود على صعيد مكافحة الفساد، قام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، بزيارة إلى أوكرانيا، التي تشهد حرباً منذ 7 سنوات مع الانفصاليين الموالين لروسيا. وقال بلينكن، أول مسؤول أميركي رفيع المستوى يزور أوكرانيا منذ تسلم الرئيس جو بايدن مهامه في يناير، خلال لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف، أمس، "نتطلع نحو روسيا، لكي توقف أعمالها المتهورة والعدائية"، مؤكداً أن القوات الروسية لا تزال منتشرة بأعداد كبرى على الحدود بين البلدين، رغم إعلان موسكو سحب حشود من القوات قالت إنها أجرت مناورات. وعلى مدى أسابيع في أبريل نشرت روسيا عشرات آلاف الجنود على الحدود مع أوكرانيا، قائلة إنها تجري "تدريبات عسكرية"، ما أثار مخاوف كييف والغرب من هجوم محتمل أو حتى اجتياح. وترافق هذا الانتشار العسكري الكثيف مع تجدد أعمال العنف في النزاع من الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا ومناورات بحرية كبرى في البحر الأسود وفي شبه جزيرة القرم. وأكدت روسيا، آنذاك، أن تحركات قواتها "لا تهدد أحداً"، وأنها تأتي رداً على عمليات "عدائية" قام بها حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية. وكثفت واشنطن وبروكسل وحلف الأطلسي تصريحات الدعم لكييف في هذا الإطار، لكنها لم ترضخ لطلب كييف تسريع عملية انضمامها إلى الحلف، وهو خط أحمر بالنسبة لموسكو. في المقابل، اعتبر الرئيس الأوكراني، أن التهديد العسكري الروسي ضد بلاده لا يزال قائماً، مشيرا بدروه إلى أن روسيا لم تخفض سوى بشكل ضئيل عدد قواتها المتنشرة على الحدود بين البلدين. وكان وزير الخارجية الأميركي قال في مستهل لقائه مع نظيره الأوكراني ديمترو كوليبا: "أنا موجود هنا لسبب بسيط جدا، وهو التأكيد بقوة باسم الرئيس جو بايدن على التزامنا في سبيل سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها واستقلالها". وشدد متوجها إلى نظيره الأوكراني، أيضا على الرغبة الأميركية في المساعدة على "تعزيز ديمقراطيتكم، وبناء مؤسسات، والدفع قدماً بإصلاحاتكم ضد الفساد". وتابع: "نحن شريككم في هذين المجالين، وأعتقد أنه من المهم قول ذلك شخصيا في أقرب وقت ممكن". من جهته، قال الوزير الأوكراني إن "الولايات المتحدة هي الحليف الأول لأوكرانيا في مجال الأمن والدفاع"، مضيفا أنه "يثمن بشدة" المساعدة التي قدمتها واشنطن في هذين المجالين منذ بدء الحرب مع الانفصاليين. ويأتي اللقاء فيما بدأ يتراجع التوتر مع روسيا الذي بلغ ذروته في أبريل. من جانب آخر، اعتبر ليونيد باسيتشنيك أحد قادة المقاتلين الموالين لروسيا، أن زيارة بلينكن "ستؤدي بوضوح إلى تفاقم الوضع"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية (ريا نوفوستي).

فرنسا ترسل زورقَي دورية لجزيرة جيرزي في نزاع على الصيد مع بريطانيا

باريس: «الشرق الأوسط أونلاين».. أرسلت فرنسا زورقَي دورية إلى المياه قبالة جزيرة جيرزي في القنال الإنجليزي اليوم (الخميس) بعدما نشرت لندن سفينتَي بحرية في خلاف متصاعد بشأن حقوق الصيد بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وغضبت الحكومة الفرنسية عندما أصدرت جيرزي تصاريح صيد ترى باريس أنها تفرض قيوداً غير منصفة على دخول سفن الصيد الفرنسية إلى مناطق الصيد بالجزيرة الواقعة في القنال الإنجليزي، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وهدد وزير فرنسي بقطع الكهرباء عن جيرزي إذا لم ترفع قيود الصيد؛ الأمر الذي دفع بالحكومة البريطانية للتعبير عن «دعمها الثابت» لجيرزي وإرسال السفينتين البحريتين. وقالت البحرية الفرنسية اليوم الخميس إنه جرى نشر زورقَي الدورية بأوامر من السلطات المدنية الفرنسية. ولم تذكر تفاصيل بشأن مهمتهما قبالة سواحل الجزيرة. وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية إن نشر الزورقين «يعبر عن قلقنا وإحباطنا، وهو نداء من أجل التطبيق الصحيح للاتفاقيات» التي أبرمت حينما غادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي. وفي وقت سابق اليوم الخميس أبحر أسطول صغير من سفن الصيد الفرنسية إلى ميناء سانت هيلير في جيرزي احتجاجاً على قيود حقوق الصيد. وقال مسؤولون في جيرزي إن قيود الصيد الجديدة تتفق مع الترتيبات التجارية لما بعد انفصال بريطانيا عن الاتحاد، وأضافوا أنهم سيجتمعون مع ممثلين للمحتجين لمناقشة مخاوفهم.

«البنتاغون»: «مرافئ الصين» في إفريقيا تهديدٌ لنا

بلينكن يدعو الغرب إلى توخّي الحذر الشديد بشأن الاستثمارات الاقتصادية الصينية

الجريدة.... وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)....حذرت وزارة الدفاع الأميركية من مخططات للصين للاستحواذ على موانئ في إفريقيا، معتبرة ذلك تهديداً مباشراً لأميركا، بينما دعا وزير الخارجية الأميركية إلى التفكير أكثر من مرة قبل أي استثمار اقتصادي صيني. في وقت تحوّل وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" تركيزها من منطقة الشرق الأوسط وحروب مكافحة الإرهاب، خلال العقدين الماضيين، إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ووسط حديث عن "حرب مرافئ" عالمية، حذّر قائد القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم)، الجنرال ستيفن تاونسند، من أن التهديد المتزايد للصين قد لا يأتي فقط من مياه المحيط الهادئ، ولكن من المحيط الأطلسي أيضاً. وبينما تنظر إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى النفوذ الاقتصادي المتنامي للصين وقوتها العسكرية على أنهما التحدي الأمني الرئيسي لأميركا على المدى الطويل، قال تاونسند، في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، إن بكين تتطلع إلى إنشاء ميناء بحري كبير قادر على استضافة غواصات أو حاملات طائرات على الساحل الغربي لإفريقيا، مشيراً إلى أن الصين تواصلت مع دول تمتد من موريتانيا إلى جنوب ناميبيا، بهدف إنشائه. وفي حال تحقق ذلك، فإن هذا الاحتمال سيمكن الصين من تمركز سفن حربية ضمن أسطولها البحري المتوسع في المحيط الأطلسي وكذلك المحيط الهادئ. وقال: "إنهم يبحثون عن مكان يمكنهم فيه إعادة تسليح وإصلاح سفنهم الحربية. سيشكل ذلك أهمية عسكرية في الصراع. لقد قطعوا شوطاً طويلاً نحو تحقيق ذلك في جيبوتي. وهم الآن يوجهون أنظارهم تلقاء ساحل المحيط الأطلسي ويريدون الحصول إلى قاعدة مماثلة هناك". وأضاف تاونسند: "إن الصينيين يتفوّقون على الولايات المتحدة في بلدان بعينها في إفريقيا. ستؤدي مشاريع الموانئ والمساعي الاقتصادية والبنية التحتية واتفاقياتهم وعقودهم إلى وصول أكبر في المستقبل. إنهم يتحوطون ويضعون رهانات كبيرة على إفريقيا". ويحذر القادة العسكريون الأميركيون في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك العديد من القادة الذين قد يفتقدون القوات والموارد لتعزيز النمو في المحيط الهادي، من أن النفوذ المتزايد للصين يواجه صعوبات في آسيا. ويؤكدون أن بكين تستخدم نفوذها الاقتصادي في دول في إفريقيا وأميركا الجنوبية والشرق الأوسط للحصول على قواعد ومواطئ قدم هناك.

عدم الاستقرار

من ناحيته، حذّر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارك ميلي، من أن العالم قد يدخل في حقبة من عدم الاستقرار، على الصعيد الدولي، مع تنامي قوة الصين، وظهور تقنيات تخريبية كالذكاء الاصطناعي والروبوتات، التي قد تكون حاسمة في الحروب. وقارن ميلي الحقبة الحالية بالتحوّلات الجيوسياسية الرئيسية الأخرى، التي حدثت في تاريخ العالم، بما في ذلك سقوط روما وانهيار الاتحاد السوفياتي. وشدّد ميلي في خطاب ألقاه بجامعة هاوارد، على أن "تنامي قوة الصين يحدث تغييراً في الوضع الراهن بعد عقود كانت فيها الولايات المتحدة بشكل أساسي القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية العالمية بلا منازع". وحذر من أن "التغير الجيوسياسي بات مصحوبا بالابتكار التكنولوجي في أجهزة الروبوت والأسلحة التي تفوق سرعة الصوت والذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات"، مضيفا أنها تقنيات "تخريبية على نحو غير اعتيادي وقد تكون حاسمة في إدارة الحروب". وتأتي تصريحات ميلي بعد أيام من تحذير وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من أن الولايات المتحدة بحاجة للاستعداد لصراع محتمل في المستقبل يختلف كثيرا عن "الحروب القديمة"، التي استنزفت وزارة الدفاع لفترة طويلة. وكذلك من تحذير لوزير الخارجية الاميركي السابق التسعيني هنري كيسنجر من أن الصراع بين بكين وواشنطن ممكن ان يدمر العالم، مشيرا خصوصا الى ريادة الدولتين في التكنولوجيا والقطاع النووي.

الاستثمارات الصينية

بدوره، حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، من الاستثمارات الصينية في الاقتصادات الغربية، ولاسيما خلال تراجع أسهم الشركات في ظل أزمة فيروس "كورونا". وخلال مقابلة مع قناة BBC، قال الوزير الأميركي: "أعتقد أنه يتعين علينا توخّي الحذر الشديد بشأن طبيعة هذا الاستثمار". وجاء التصريح في وقت كشف الاتحاد الأوروبي النقاب عن خطة لخفض الاعتماد على المورّدين من الصين وغيرها من الدول في 6 قطاعات إستراتيجية، مثل المواد الخام، ومكونات العقاقير، وأشباه الموصلات، بعد ركود اقتصادي بسبب الجائحة. ويسعى الاتحاد الأوروبي بواسطة الخطة لتعزيز قدرته على كبح توغل الشركات الصينية في الاقتصاد الأوروبي بقانون يعطيها صلاحية التحقيق مع الشركات الأجنبية المدعومة حكومياً. إلى ذلك، دانت الصين بـ"شدة"، أمس، بيانا صدر عن مجموعة الدول السبع G7 اتّهمها بارتكاب انتهاكات حقوقية في شينجيانغ والتيبت وهونغ كونغ، في ظل اتساع الهوة بين ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم والديمقراطيات الغربية. وحضّ وزراء خارجية بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان، الصين على الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي والوطني في أول لقاء مباشر بينهم منذ عامين جرى في لندن. وأعربت المجموعة عن "قلقها العميق" حيال الاتهامات بانتهاك حقوق الإنسان بحق أقلية الأويغور المسلمة في إقليم شينجيانغ الصيني (غرب) والتيبت، ودعت إلى وضع حد لاستهداف المتظاهرين في هونغ كونغ. وسارعت بكين بالرد، إذ نددت بدول المجموعة لتوجيهها "اتهامات لا أساس لها ضد الصين والتدخل علنا في شؤون الصين الداخلية"، وفق ما أفاد الناطق باسم الخارجية وانغ وينبين. وأفاد بأن المجموعة منخرطة في "تدمير طائش لمعايير العلاقات الدولية"، مشددا على موقف بكين بأن هذه شؤونها الداخلية. كما أشار بيان مجموعة السبع إلى أنها تدعم مشاركة تايوان في منتديات منظمة الصحة العالمية وجمعية الصحة العالمية، مما دفع الصين للرد بأنه يجب أن يتم التعامل مع مشاركة الجزيرة بما يتماشى مع مبدأ "الصين الواحدة". وأضاف وانغ وينبين أن على مجموعة السبع بذل مزيد من الجهود لدعم تعافي الاقتصاد العالمي بدلا من التسبب بـ"تناقضات وخلافات" في المجتمع الدولي. وتابع: "نحضّ الدول المعنية على مواجهة مشكلاتها... والتوقف عن تعميم مبدأ الأمن القومي وغير ذلك من الممارسات الخاطئة". بكين تدعو دول G7 إلى مواجهة مشاكلها بدل التدخل في شؤون الآخرين ...

واشنطن تتجنب المسائل الشائكة في ملف تايوان والصين

كتب الخبر فوراين أفيرز... الجريدة....الجدل الناشئ حول السياسة الأميركية تجاه الصين لا يعترف إلا بنصف المنطق الكامن وراء نظرية تراجع القوة الصينية، حيث يدرك المسؤولون والمحللون أن الصين ستطرح تحديات متزايدة على الالتزامات الأميركية في ظل تراجع قدراتها، مما يعني تصاعد احتمال الحرب، لكن ينسى هؤلاء الجزء الثاني من المعادلة: بالنسبة إلى أي قوة متراجعة، يقضي أفضل خيار تقليص نطاق التزاماتها. في الملف الصيني، توصّل صانعو السياسة الأميركية إلى إجماع شبه كامل: تطرح الصين اليوم تهديداً يفوق مخاطرها منذ عشر سنوات، لذا يجب التعامل معها الآن بناءً على سياسات تنافسية متزايدة، ويُركّز النقاش المحدود حتى الآن على مسائل مرتبطة بطريقة تعزيز المصداقية الأميركية، والدور الذي يُفترض أن يؤديه حلفاء واشنطن للتصدي للصين، وإمكانية كبح أسلوب الإكراه الاقتصادي الصيني، لكن هذه المقاربة تغفل عن أهم سؤال في هذا المجال: هل يجب أن تُضعِف الولايات المتحدة التزاماتها في شرق آسيا لتخفيض احتمال خوض الحرب مع الصين؟..... تبرز الحاجة إلى التناقش حول الالتزامات التي يجب أن يتمسك بها البلد وتلك التي يحتاج إلى التخلي عنها كلما حصلت تحولات كبرى في ميزان القوى العالمي. قد تتمكن أي قوة صاعدة من تحقيق أهداف كانت مستحيلة سابقاً أو ربما تُحدد أهدافاً جديدة أيضاً، أما القوة المتراجعة فقد تستنتج في نهاية المطاف أن التزاماتها القائمة باتت تترافق مع تكاليف ومخاطر كبرى لدرجة أن تعجز عن التمسك بها إلى ما لا نهاية. لكنّ الجدل الناشئ حول السياسة الأميركية تجاه الصين لا يعترف إلا بنصف المنطق الكامن وراء نظرية تراجع القوة الصينية، حيث يدرك المسؤولون والمحللون أن الصين ستطرح تحديات متزايدة على الالتزامات الأميركية في ظل تراجع قدراتها، مما يعني تصاعد احتمال الحرب، لكن ينسى هؤلاء الجزء الثاني من المعادلة: بالنسبة إلى أي قوة متراجعة، يقضي أفضل خيار بتقليص نطاق التزاماتها، ففي شرق آسيا، يعني ذلك توسيع هامش المناورة لمصلحة بكين في بحر الصين الجنوبي، والتخلي عن تايوان، وتقبّل فقدان الولايات المتحدة قوتها الطاغية في المنطقة. إنها خيارات صعبة، لكنّ الحفاظ على الوضع الراهن هو خيار محتمل آخر مع أنه يزداد خطورة مع مرور الوقت. لا داعي للقلق على الأرجح من نتائج سيطرة الصين على تايوان وتأثيرها على الإمكانات التي تسمح لها بمحاربة الولايات المتحدة، فحتى لو أصبحت الغواصات الصينية المسلّحة نووياً قادرة على الوصول إلى المحيط الهادئ حديثاً، فلن تتراجع القدرات الأميركية الانتقامية، بل سيبقى نظام ردعها فاعلاً جداً، ومن الصعب تقييم حجم التهديد العسكري التقليدي، لكن تثبت الأدلة المتاحة أن التهديد الذي تطرحه الغواصات الصينية قد يكون أكبر حجماً، لكن ليس بدرجة مفرطة. لا داعي للهلع إذاً حتى لو زادت القدرات الصينية التقليدية بسبب سيطرة بكين على تايوان، وبما أن الولايات المتحدة لن تبقى ملتزمة بحماية تايوان، فإن احتمال اندلاع حرب شاملة مع الصين سيتراجع سريعاً. بعد تايوان، تهتم الولايات المتحدة ببحر الصين الجنوبي في منطقة شرق آسيا، ففي هذه المساحة المائية، يظن بعض المحللين أن واشنطن تريد منع الصين من وقف تدفق التجارة، فقد التزمت الولايات المتحدة منذ وقت طويل بالحفاظ على حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، وعقدت التزامات مبهمة لحماية مطالب الفلبين البحرية، وانتقدت الصين لأنها بَنَت قواعد عسكرية في جزر «سبراتلي». مجدداً، قد تكون مخاطر إنهاء هذا الالتزام مبالغاً فيها على الأرجح، ففي زمن السلم، تهتم جميع الدول طبعاً بإبقاء تلك الممرات البحرية مفتوحة، لكن حتى لو اندلعت الحرب، فقد تبدأ عمليات الشحن التي تمر ببحر الصين الجنوبي في العادة بعد مضيق ملقا بتجاوز ذلك البحر، فتصل إلى اليابان وكوريا الجنوبية عبر مياه الأرخبيل في إندونيسيا والفلبين، وفي المقابل قد تواجه الصين وضعاً أكثر صعوبة، حيث ستضطر السلع القادمة من أهم موانئها أو المتجهة إليها للعبور ببحر الصين الجنوبي، وحتى لو نجحت الصين بطريقةٍ ما في حل هذه المشكلة، فإن معظم العمليات التجارية الصينية ستضطر للعبور بالمحيط الهندي الذي يبقى تحت سيطرة القوات البحرية الأميركية. لا تُعتبر جميع المصالح متساوية بطبيعتها ولن تكون التهديدات المطروحة عليها متكافئة أيضاً، فما الذي يدفع الولايات المتحدة إذاً إلى التعامل مع مصالحها المتنوعة في شرق آسيا بالطريقة نفسها؟ تُعتبر التحالفات مع اليابان وكوريا الجنوبية مهمة وقليلة المخاطر نسبياً، لذا يُفترض أن تتابع واشنطن حمايتها، لكن في ما يخص التزاماتها تجاه تايوان وبحر الصين الجنوبي، لا يسهل الدفاع عن المنطق الكامن وراء السياسة الراهنة، حيث تكثر الحجج التي تدعو الأميركيين إلى إضعاف تلك الالتزامات.

صفقة كبرى

قد تتخذ التنازلات المطلوبة بشأن هذه المصالح أشكالاً متنوعة، أبرزها عقد صفقة كبرى وحاسمة حيث توافق الولايات المتحدة على إنهاء التزامها تجاه تايوان مقابل موافقة الصين على حل النزاعات مع الأطراف الأخرى في بحر الصين الجنوبي، لكن لم تعد الظروف مناسبة لفرض هذا النوع من التسويات الجيوسياسية، فقد زادت الصين مواقفها الصارمة إزاء بحر الصين الجنوبي والدور الأميركي في شرق آسيا. نتيجةً لذلك، تبقى الولايات المتحدة أمام خيار أقل جاذبية: تخفيض الالتزامات الأميركية بطريقة أحادية الجانب، فقد يتخذ هذا الخيار شكل الاسترضاء، مما يعني تقديم تنازلات معينة من دون توقّع شيء في المقابل، وتهدف هذه المقاربة إلى تحقيق مصالح الصين التي تطبّق سياسة توسعية، لكن الاسترضاء سيكون رهاناً سيئاً في الوقت الراهن لأن بكين تطالب بانسحاب أميركي كامل من شرق آسيا، ويقضي رهان أفضل بتخفيض التكاليف المتوقعة، إذ تستطيع الولايات المتحدة أن تنهي التزامها تجاه تايوان وتُخفف معارضتها للسياسات الصينية الصارمة لتجنب الصراع بكل بساطة، وستحاول واشنطن بهذه الطريقة أن تحصد منفعة واضحة: تخفيض احتمال اندلاع الأزمات أو خوض الحرب بسبب مصالح من الدرجة الثانية أو الثالثة، لكن لن يتوقف نجاح تخفيض التكاليف على تراجع نطاق الأهداف الصينية أو اتفاق الصين والولايات المتحدة على الأهداف المنتظرة من هذه التنازلات. ما تفاصيل هذه السياسة عملياً؟ من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة موقفها بعد تعديله، مما يُمهّد لتحديد الركيزة المطلوبة لتخفيف الضغوط التي تمارسها النُخَب الناشطة في أوساط السياسة الخارجية والرأي العام لحث واشنطن على التدخل في حال هاجمت الصين تايوان، كذلك يجب أن توضح الولايات المتحدة أن إقدام الصين على استعمال القوة لغزو تايوان ينتهك المعايير الدولية، حتى أنها تستطيع متابعة بيع الأسلحة إلى تايوان لتصعيب مسار الغزو الصيني، لكن تخفيض التكاليف لا يعني بالضرورة تراجع ميزانية الدفاع، بل تستطيع واشنطن أن تزيد الإنفاق للتمسك بقدرتها على الدفاع عن اليابان وكوريا الجنوبية أو تقويتها، وستكون هذه الاستثمارات كفيلة بتوجيه رسالة واضحة إلى الصين وحلفاء واشنطن: تُصِرّ الولايات المتحدة على حماية الالتزامات التي تتمسك بها.

خيارات صعبة

في ظل الاستراتيجية الراهنة للحفاظ على الالتزامات الأميركية في شرق آسيا، يبقى احتمال اندلاع الحرب مع الصين صغيراً (ولو أنه يتصاعد مع مرور الوقت)، لكن يجب أن يتعامل المعنيون بجدّية مع الأحداث غير المتوقعة لأنها قد تترافق مع عواقب هائلة، وستكون تكاليف أي حرب أميركية صينية ضخمة أو حتى كارثية إذا اتخذت طابعاً نووياً، ومع ذلك لا يبدي صانعو السياسة اهتماماً كبيراً بتقليص الالتزامات التي تزيد فرص اندلاع هذا النوع من الحروب. قد لا يكون النقاش حول تخفيض التكاليف كافياً اليوم لأنه يصطدم بالنظرة التي تحملها الولايات المتحدة عن نفسها باعتبارها قوة عظمى ومؤثرة في العالم، فبنظر المعسكر الذي يعتبر الولايات المتحدة الفائزة في الحرب الباردة، وزعيمة النظام الدولي الليبرالي ومؤسِّسته، وحامية العوامل التي تستحق الحماية، تُعتبر مقاربة تخفيض التكاليف مريعة بكل بساطة. إنها ردة فعل خطيرة، وقد يتحول هذا الإصرار على هوية معينة إلى عائق أمام مراجعة السياسة المعتمدة، مما يدفع الولايات المتحدة إلى الحفاظ على الوضع الراهن مع أن مصالحها المادية تشير إلى ضرورة اتخاذ اتجاه معاكس، يجب ألا يكون تنامي النفوذ الصيني سبباً لتغيير القيم الأميركية، بما في ذلك احترام الديمقراطيات، لكن يُفترض أن يدفعها هذا الوضع إلى تحديث صورتها الذاتية وتقبّل خسارتها لجزءٍ من مكانتها السابقة. يبدو أن معظم المراقبين مقتنعون بأن الولايات المتحدة تطبّق سياسة حذرة: في النهاية، تهدف هذه السياسة برأيهم إلى الحفاظ على الالتزامات القائمة، لكن يسهل أن تتبنى أي قوة مُهدَّدة ومُصمِّمة على التمسك بالوضع الراهن سلوكيات محفوفة بالمخاطر، فهذا ما تفعله الولايات المتحدة اليوم، ومن الواضح أن المسؤولين الأميركيين يتقبلون مخاطر مفرطة، حتى لو لم يعترفوا بذلك، فيتمسكون بالالتزامات القديمة في ظل تبدّل ميزان القوى في منطقة شرق آسيا. يُفترض أن تُلقى أعباء متابعة السياسة الراهنة على مؤيدي هذه المقاربة، ويجب أن يعترف هذا المعسكر بالمخاطر المطروحة ويوضح مبررات الاستراتيجية التي يدعمها، ومن دون خوض هذا النقاش، ستُصِرّ الولايات المتحدة على التمسك بالتزاماتها في المنطقة تلقائياً، مع أن الظروف القائمة منذ فترة تفرض عليها أن تغيّر مسارها.

كولومبيا: أسبوع ثانٍ من الاحتجاجات

الجريدة....التظاهرات المناهضة للحكومة اليمينية برئاسة الرئيس إيفان دوكي.... دخلت كولومبيا أسبوعها الثاني من التظاهرات المناهضة للحكومة اليمينية برئاسة الرئيس إيفان دوكي، الذي ندّد بـ "التخريب العنيف" وبدأ حوارًا لكن من دون ممثّلين عن الحراك. وشهدت كولومبيا، أمس، يوم تعبئة جديدًا ضدّ الحكومة. وقامت نقابات عمّالية وأفراد من قطاعات أخرى وطلاب بتعبئة في كثير من المدن الكبرى في البلاد ضدّ السياسات الصحّية والتعليمية والأمنية، ومن أجل إدانة الانتهاكات التي ترتكبها الشرطة.

انفجارات في مدن رئيسية في ميانمار مع استمرار الاحتجاجات على الانقلاب

الراي.... استمرار الاحتجاجات على الانقلاب في ميانمار.... قال الجيش في ميانمار، اليوم الخميس، إن ممارسا شهيرا للفنون القتالية المختلطة ممن انضموا لصفوف المحتجين المناهضين له في البلاد أصيب بقنبلة محلية الصنع ثم اعتقل. ووقعت انفجارات في ثلاث مدن على الأقل مع سعي المجلس العسكري لإحكام قبضته على البلاد. وذكرت قناة ماياوادي التلفزيونية التابعة للجيش أن المعتقل كان من بين أربعة أشخاص آخرين اعتقلوا لاتهامهم بالتآمر لارتكاب أعمال عنف. وأصبح وقوع انفجارات صغيرة أمرا متكررا في بلدات ومدن في ميانمار بعضها يقع في مبان حكومية أو عسكرية. ويقول المجلس العسكري إن تلك الانفجارات تعد دليلا على أن ما يقوم به أنصار حكومة الزعيمة المنتخبة أونغ سان سو تشي المخلوعة هو تمرد ينتهج العنف. وتقول حكومة وحدة وطنية مؤلفة من سياسيين سابقين وجماعات مطالبة بالديموقراطية وأقليات عرقية إن تلك الانفجارات يدبرها الجيش سعيا منه للتمسك بالسلطة بالقضاء على أعدائه. وذكرت محطة «إم.آر.تي.في» أن انفجارات وقعت أمس الأربعاء في محطة للحافلات في ماندالاي وفي بنك وشركة اتصالات يملكها الجيش في العاصمة نايبيداو مما دفع قائد المجلس العسكري الحاكم مين أونج هلاينج للدعوة إلى «تحرك فعال» ضد مرتكبيها. ونقلت عنه المحطة قوله «إنهم يدمرون البلاد». وأضافت المحطة أن مذكرات اعتقال يتم إعدادها بحق 40 من العاملين في القطاع الصحي والمعلمين لاتهامهم بالترويج لحملة عصيان مدني. وقالت جمعية مساعدة السجناء السياسيين، وهي جماعة رقابية حظرها الجيش، إن 769 شخصا على الأقل قتلوا واعتقل ما يقرب من 3700 على يد جيش ميانمار منذ الانقلاب في الأول من فبراير فبراير.

وسط توتر عميق... الصين تعلق اتفاقية اقتصادية مع أستراليا

بكين: «الشرق الأوسط أونلاين»... أعلنت الصين اليوم (الخميس) تعليق جزء من تعاونها الاقتصادي مع أستراليا وسط توتر عميق مع كانبيرا التي وصفت قرار بكين بـ«المخيب للآمال»، وكانت أعلنت الشهر الماضي أنها تريد إلغاء اتفاق بشأن مشروع «طرق الحرير» الصيني، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وقالت وكالة التخطيط الصينية النافذة في بيان، إن هذا الموقف الأسترالي «يهدف إلى تعطيل التبادلات الطبيعية والتعاون مع الصين، في عقلية حرب باردة وتمييز عقائدي». وقررت بكين تعليق «الحوار الاقتصادي الاستراتيجي الصيني الأسترالي» و«جميع الأنشطة» المتعلقة به إلى أجل غير مسمى، وفق البيان. وقال وزير التجارة الأسترالي دان تيهان إن قرار بكين «مخيب للآمال»، مؤكداً في الوقت نفسه أن كانبيرا تبقى منفتحة على الحوار رغم الخلافات. وأضاف تيهان أن الحوار الاقتصادي الاستراتيجي بين الصين وأستراليا الذي تم تجميده كان «منتدى مهماً» للدولتين للعمل على مختلف القضايا. لكنه أوضح أنه لم تجر مثل هذه المناقشات منذ 2017. ويتواصل تصاعد التوتر بين البلدين منذ 2018 بسبب خلافات حول عدد متزايد من المواضيع، بدءاً بتكنولوجيا شبكة الجيل الخامس «5 جي» مروراً باتهامات بالتجسس، وصولاً إلى ملف هونغ كونغ ومنشأ فيروس «كورونا». وفي هذا السياق المتوتر، أعلنت الحكومة الفيدرالية الأسترالية الشهر الماضي أنها بصدد إنهاء اتفاقية وقعتها ولاية فيكتوريا (جنوب شرقي أستراليا) للانضمام إلى «طرق الحرير الجديدة». وتم إطلاق هذا المشروع في عام 2013 بمبادرة من الرئيس الصيني شي جينبينغ، ويهدف إلى تحسين الروابط التجارية بين آسيا وأوروبا وأفريقيا وحتى خارجها من خلال بناء موانئ وسكك حديد ومطارات ومجمعات صناعية.

نواب جمهوريون يخططون لاستجواب كيري حول تسريب ظريف

أشار ظريف في التسريب إلى ما كشفه له كيري عن معلومات عسكرية إسرائيلية في سوريا

دبي - قناة العربية.... أفادت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية أن نوابا جمهوريين يخططون لاستجواب جون كيري، مبعوث المناخ في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، حول التسجيل المسرب لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف. وأشار ظريف في التسريب إلى ما كشفه له كيري عن معلومات عسكرية إسرائيلية في سوريا. وصرح النائب الجمهوري كين باك أنه ينوي استجواب كيري تحت القسم خلال جلسة في الكونغرس، الأربعاء، حول خطوات مكافحة تغير المناخ، والظهور الأول لكيري بعد التسجيل المسرب. ودافعت الخارجية الأميركية خلال الأيام الماضية عن كيري، وقال الوزير أنتوني بلينكن إن ما قاله كيري كان معروفا ومتداولا، مشيرا إلى أن التحقيق معه سيكون "هراء". وكشفت ترجمة حرفية لقسم من التسجيل المسرب أن ظريف لم يكن على علم بالضربات العسكرية الإسرائيلية السرية على سوريا، قبل أن يزوده بها وزير الخارجية الأميركي السابق كيري. وذكر ظريف في التسريب إن كيري أخبره أن إسرائيل شنت 200 غارة جوية ضد المصالح الإيرانية في سوريا، دون مزيد من التفاصيل. واعتبر السيناتور الجمهوري تيد كروز أن ما فعله كيري "تهور هدد سلامة الأميركيين وحلفائنا". ودعا النائب جيم بانكس، عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب إلى استقالة الوزير السابق كيري من منصبه الحالي، قائلاً: "يجب أن يستقيل كيري على الفور، ويكون التحقيق معه بأثر رجعي". كما أرسل أعضاء في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، مطالبات إلى المفتش العام بوزارة الخارجية، لإجراء تحقيق مع كيري.

 

 



السابق

أخبار مصر وإفريقيا.... مصر وتركيا تختتمان مباحثات "معمقة" في القاهرة..مصر تشدد إجراءات «إدارة» موارد المياه تزامناً مع «أزمة السد»...السودان يؤكد على رفض تحويل سد النهضة إلى أداة للهيمنة والسيطرة...جريح بإطلاق نار من ليبيا على قوارب صيد إيطالية... ألمانيا تتسلم من السنغال مشتبهاً بانتمائه إلى «جبهة النصرة».. منظمة إثيوبية: شرطة إقليم أوروميا تحتجز أطفالاً في «ظروف رهيبة»...الحكومة الجزائرية توجه «تحذيراً» للعمال المضربين... المغرب يستدعي سفيرته في ألمانيا بسبب قضية الصحراء الغربية...

التالي

أخبار لبنان... تحضيرات أوروبية «لقانون لبنان» العقابي.. والحكومة بين محورين!....الراعي يستعجل المؤتمر الأممي: تأخيره يشكّل خطراً على لبنان...استنفار عال للمقاومة بمستويات متنوعة لمواكبة مناورات العدو.... لو دريان: لم أجد هنا إلا كراهيّات مدمّرة...لودريان يتجاهل الطبقة السياسية...بعد "الرمان" و"المكدوس".. ضبط مخدرات بمطار بيروت مخبأة بطريقة مبتكرة... نصرالله يرحب بالحوار الإيراني-السعودي ..أسباب فشل المبادرة الفرنسية في لبنان... ورهانات المستقبل... بعد اللحوم... الدجاج والبيض للميسورين فقط في لبنان...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,137,601

عدد الزوار: 6,756,225

المتواجدون الآن: 122