أخبار وتقارير.. ثقة تل أبيب ضعيفة بـ«تعهدات» موسكو الأمنية ..تكلفة الحرب ضد الإرهاب قد تصل إلى 6 تريليونات دولار..عقدان على 11 سبتمبر... عودة إلى نقطة البداية..مناورات عسكرية بين روسيا وبيلاروسيا تثير مخاوف الجوار...الاستخبارات البريطانية تعلن إحباط 31 مخططاً إرهابياً في 4 سنوات.. بايدن وشي ناقشا ضرورة تفادي تحوّل المنافسة إلى نزاع..الاتحاد الأوروبي يعمل لوجود دبلوماسي محدود في كابل..المستشارة الألمانية تودع المشهد السياسي بعد 16 عاماً.. مقتل متشددَين أعدّا لهجوم مسلح في داغستان..

تاريخ الإضافة السبت 11 أيلول 2021 - 7:24 ص    عدد الزيارات 1983    القسم دولية

        


ثقة تل أبيب ضعيفة بـ«تعهدات» موسكو الأمنية..

في ظل دعم الروس المطلق لنظام دمشق وتغاضيهم عن الحضور الإيراني..

الشرق الاوسط.. سبق زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد، يائير لبيد، لموسكو، كلام في أوساط روسية حول أن تشكيل الحكومة في إسرائيل خلق واقعاً جديداً في الاتصالات الروسية الإسرائيلية بشأن سوريا. وشمل هذا الكلام القول إن «الحكومة الإسرائيلية الجديدة أبعد بكثير عن الكرملين من حكومة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو»، وهو أمر أكده مصدر دبلوماسي روسي تحدّث إلى «الشرق الأوسط»، إذ قال إن «فتور العلاقات تطوّر بشكل متسارع بسبب سلسلة من الخطوات التي قامت بها إسرائيل». وزاد المصدر أنه «جرت خلال الأسابيع الماضية عدة لقاءات على المستوى الأمني، تخللتها زيارة وفد أمني عسكري إسرائيلي إلى موسكو بشكل سرّي، لكن لم يتم التوصل إلى لغة مشتركة للتعامل مع عدد من الملفات». المصدر الدبلوماسي الروسي لم يوضح تفاصيل عن العناصر الخلافية التي أعاقت تحقيق تقدم في المشاورات، لكن كان لافتاً قوله: «في الوقت الحالي، لا توجد لدى موسكو رغبة في الاستمرار باللقاءات والمشاورات، على خلفية الفشل في محاولات تقريب المواقف، وبسبب شعورها بانعدام تفاعل الجانب الإسرائيلي مع الطروحات التي قدّمها الجانب الروسي». ولذا جاءت زيارة لبيد بعد ذلك، لتشكل محاولة من الجانبين لتقريب وجهات النظر ومحاصرة الخلاف المتصاعد حول الغارات المتكررة. لكن من خلال ما بدا في المؤتمر الصحافي المشترك للوزيرين لبيد وسيرغي لافروف، فإن التطوّرات الأخيرة حول درعا، وتدخّل روسيا الحاسم لمصلحة توسيع حضور النظام وفرض سيطرته في المنطقة، أمور زادت من القلق الإسرائيلي بدلاً من تقليصه. وذلك لأن الحديث يدور هنا، وفق لبيد، عن «السماح لإيران بإنشاء وتعزيز حضور عسكري على مقربة من حدودنا»، وهو أمر شدد على أن إسرائيل «لن تسمح به». وفي هذا الإطار، بدت تطمينات لافروف بأن «أمن إسرائيل من أولوياتنا الأساسية في سوريا» غير كافية، كما أن الحديث عن اتفاق على تواصل مشاورات الطرفين وتعزيز التنسيق، لا يعكس التوصل إلى نتيجة بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية. ومن ثم، فالأكيد أن المرحلة المقبلة سوف تشهد نشاطاً أوسع على صعيد المباحثات الروسية الإسرائيلية، وربما المحادثات الثلاثية أيضاً بمشاركة أميركية. لكن من الواضح حتى الآن أن التطورات في درعا قلبت موازين كانت موسكو تسعى إلى المحافظة عليها، وفتحت الباب أمام تطورات لاحقة قد لا تقتصر في تأثيراتها - كما يقول خبراء روس - على المنطقة الجنوبية في سوريا.

تكلفة الحرب ضد الإرهاب قد تصل إلى 6 تريليونات دولار..

هجمات 11 سبتمبر فرضت إصلاحات في الشكل والمضمون على المؤسسات الفيدرالية الأميركية...

الشرق الاوسط... واشنطن: رنا أبتر... تغيّر وجه العاصمة الأميركية واشنطن جذرياً بعد اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، فشوارعها التي تضم المباني الفيدرالية والمؤسسات الحكومية مثل البيت الأبيض والكونغرس وغيرهما، عاشت يوماً عصيباً في ذلك النهار وهي تحبس أنفاسها ترقباً خشية أن تكون الهدف المقبل للطائرات المخطوفة. وبعد ذلك اليوم، تغيرت ملامح العاصمة قلباً وقالباً. فالبيت الأبيض الذي كان محيطه مفتوحاً أمام الأميركيين والسياح فُرِض طوق واسع حوله، وأغلقت المعابر المؤدية إلى مبنى الكونغرس العريق الذي يقصده الأميركيون من كل حدب وصوب. لكن المعالم والمظاهر لم تكن الوحيدة التي تغيّرت، بل امتد هذا التغيير ليشمل أسس الحكم وينعكس على العلاقة بين البيت الأبيض والكونغرس. فبعد أن انجلى الغبار عن فظاعة الحدث، بدأ أعضاء الكونغرس والإدارة بالنظر في الثغرات التي يمكن أن تسمح بحصول هجمات مماثلة، فعمدوا إلى فرض إصلاحات كبيرة على أسلوب الحكم، مخصصين مبالغ طائلة لمحاربة الإرهاب تراوحت ما بين تريليونين و6 تريليونات دولار، بحسب أرقام مكتب الموازنة في الكونغرس ومؤسسة بروكينغز للأبحاث. ويعود سبب الغموض في تحديد المبلغ الذي تم صرفه إلى أن الكونغرس بدأ بتخصيص مبالغ مكافحة الإرهاب في موازنات خاصة باتت تعرف باسم «موازنة الطوارئ»، وهي ممارسة بدأت بعد الاعتداءات لتسهيل إقرار المبالغ المطلوبة وتسريعها بدلاً من الخوض في النقاشات التشريعية للموازنات التقليدية التي تستغرق وقتاً طويلاً. ولهذا أصبح من الصعب على الكونغرس والخبراء التشريعيين التدقيق بالمبالغ التي صُرفت عبر هذا الإجراء. واليوم وبعد عشرين عاماً من الهجمات، لا يزال الكونغرس يقر موازنات الطوارئ لمكافحة الإرهاب في شكل منفصل. ولعل الثغرة الأساسية والأبرز التي صدمت واشنطن ومؤسساتها كانت غياب التنسيق بين الوكالات الاستخباراتية، ما سهّل من مهمة منفذي الهجمات. ولهذا عمد الكونغرس إلى إعادة هيكلة المؤسسات الحكومية في أوسع عملية إعادة هيكلة منذ الحرب العالمية الثانية. ونجم عنها تأسيس وزارة الأمن القومي عام 2002، وجمعت الوزارة تحتها 22 وكالة فيدرالية، منها وكالات لا تخضع للرقابة الداخلية. وبحسب نص القانون الذي أقر تأسيس الوزارة، فإن مهمتها هي «الحؤول دون حصول اعتداءات إرهابية في الولايات المتحدة والتخفيف من الثغرات التي تعرض الولايات المتحدة للإرهاب». وبعد تأسيس الوزارة بنحو 3 أعوام، أقر الرئيس الأميركي حينها جورج بوش الابن تأسيس مكتب الاستخبارات الوطنية الذي يشرف على وكالات الاستخبارات الأميركية كلها، لتعزيز التنسيق بينها.

- «شيك على بياض»

وإضافة إلى تأسيس الوزارات والوكالات المذكورة، تمثل التغيير الأكبر في التشريعات إعطاء الرئيس الأميركي صلاحيات قانونية أكبر للتصدي للهجمات الإرهابية، وصفها البعض بـ«شيك على بياض»، تمثلت في إقرار الكونغرس لقانوني تفويض الحرب للعامين 2001 و2002، وقد تم إقرار القانون الأول بعد أيام قليلة من الاعتداءات في إجماع حزبي نادر «لاستهداف الدول والتنظيمات والأشخاص الذين يعتقد الرئيس الأميركي أنهم خططوا ووافقوا ونفذوا أو ساعدوا على تنفيذ الهجمات الإرهابية». أما التفويض الثاني فقد أقر في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2002 للسماح بالعمليات العسكرية في العراق، لكن الكونغرس سعى إلى إلغائه هذا العام، مبقياً على التفويض الأول. وقد استعمل الرؤساء الأميركيون هذين التفويضين على مدى الأعوام الماضية لشن ضربات عسكرية على «كل من يهدد أمن الولايات المتحدة القومي».

عقدان على 11 سبتمبر... عودة إلى نقطة البداية

الشرق الاوسط.... لندن: كميل الطويل... تحل اليوم الذكرى العشرون لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. تغيّر العالم كثيراً منذ تلك الهجمات التي شنها تنظيم «القاعدة» ضد الولايات المتحدة. حققت «الحرب ضد الإرهاب» التي أطلقها الأميركيون قبل عقدين من الزمن، رداً على «غزوة القاعدة»، نتائج لا يمكن إنكارها. فقد نجحت الولايات المتحدة في منع تكرار 11 سبتمبر جديد على أرضها. قضت على رأس «القاعدة» وقادتها الكبار. لكن ذلك لا ينفي أن الصورة التي تتبادر إلى الأذهان اليوم توحي بأن الأمور عادت إلى نقطة البداية، تماماً كما كانت قبل عقدين من الزمن. فقد انسحب الأميركيون من أفغانستان، مقرين بفشلهم. عادت حركة «طالبان» التي كانت «القاعدة» تعيش في كنفها، إلى سدة الحكم. ولكن هل عادت عقارب الساعة فعلاً 20 سنة إلى الوراء؟...... كانت هجمات 11 سبتمبر بحق حدثاً غيّر العالم. فما بعد تلك الاعتداءات لم يعد كما قبله. في صباح ذلك اليوم، أمطرت السماء طائرات مخطوفة. ضرب بها خاطفوها الانتحاريون برجي مركز التجارة العالمية في نيويورك ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قرب واشنطن، فيما تحطمت واحدة في بنسلفانيا قبل وصولها لضرب مَعْلم من معالم العاصمة الأميركية. قُتل قرابة ثلاثة آلاف شخص في أسوأ اعتداء تتعرض له الولايات المتحدة على أرضها منذ الهجوم الياباني على بيرل هاربر عام 1941. وكما كان الاعتداء الياباني سبباً لدخول الأميركيين الحرب العالمية الثانية، كانت هجمات 11 سبتمبر سبباً لإطلاقهم «حرباً عالمية ضد الإرهاب». رفضت «طالبان»، آنذاك، تسليم ضيوفها من «القاعدة» المتورطين في هجمات 11 سبتمبر، فغزت الولايات المتحدة أفغانستان وسرعان ما أطاحت حكم هذه الحركة مع حلول نهاية 2001. في الواقع، لم يتخلص الأميركيون فقط من حكم «طالبان»، بل قضوا كذلك على معسكرات جماعات كثيرة كانت تستخدم أفغانستان مقراً لتدريب عناصرها قبل إرسالهم إلى بلدانهم الأصلية -أو بلدان أخرى– للقيام بهجمات فيها. خسرت «القاعدة» قاعدة خلفية لطالما وفّرت لها مخبأ خلال تنفيذها هجمات سابقة، كما حصل في تفجير سفارتي أميركا في نيروبي ودار السلام وتفجير المدمرة «كول» في عدن. قُتل الكثير من قادة التنظيم. فرّ آخرون إلى باكستان حيث سقط كثير منهم في أيدي الاستخبارات الباكستانية والأميركية. جزء آخر من قادة «القاعدة» انتقل إلى إيران التي وفّر حرسها الثوري لهم الإقامة والحماية. زعيم «القاعدة»، أسامة بن لادن، كان من بين الناجين. فرّ من جبال تورا بورا الأفغانية إلى داخل باكستان حيث عاش لسنوات مختبئاً إلى أن عثر عليه الأميركيون في مدينة أبوت آباد وقتلوه في عملية كوماندوس في مايو (أيار) 2011. قبل القضاء على بن لادن، كان الأميركيون قد قتلوا أو اعتقلوا عشرات من كبار قادة التنظيم، وفككوا خلاياه حول العالم، بمساعدة عشرات الدول التي انخرطت في «الحرب ضد الإرهاب». لكنّ الأميركيين كانوا أيضاً، بحلول عام 2011، قد وجدوا أنفسهم غارقين أكثر فأكثر في مستنقعات حروب لا تنتهي ضد «الإرهاب». وما زاد الطين بلة، كما يبدو، أن الأميركيين أغرقوا أنفسهم أحياناً في مستنقعات كانت من صنع أيديهم. أخطر مآزق الأميركيين أتى من العراق. ففي عام 2003 شنت الولايات المتحدة «المنتصرة» للتوّ في حربها بأفغانستان، غزوها لهذه الدولة العربية بهدف إطاحة رئيسها صدام حسين. بررت ذلك بزعم امتلاك نظامه أسلحة دمار شامل والارتباط بـ«القاعدة»، وهما تهمتان ثبت لاحقاً زيفهما. كان من نتائج الغزو إسقاط صدام وتسليمه إلى خصومه الحكّام الجدد للعراق الذين لم يتوانوا في إعدامه شنقاً. سهّل سقوط صدام تمدُّد هيمنة إيران على جارتها الغربية من خلال فصائل كانت تتخذ من طهران مقراً لها خلال حرب السنوات الثماني بين العراق وإيران في الثمانينات. لكن سقوط صدام فتح الباب أيضاً أمام سقوط العراق في براثن جماعات متشددة أعلنت ولاءها لـ«القاعدة» ومنها خرج لاحقاً «بعبع داعش». أكمل الأميركيون انسحابهم من العراق في ديسمبر (كانون الأول) 2011. كان البلد آنذاك قد بات كلياً تحت نفوذ إيران من خلال سلسلة من الفصائل والأحزاب المرتبطة بها أو الموالية لها. وتزامن هذا الانسحاب مع موجة من الثورات التي كانت قد عمّت العالم العربي، بدءاً من تونس، مروراً بمصر ثم ليبيا، وصولاً إلى سوريا واليمن. وفي حين أن سقوط نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي جاء إلى حد كبير بفعل ضغط شعبي داخلي ركب موجته الإسلاميون، فإن سقوط نظامي الرئيس حسني مبارك في مصر والعقيد معمر القذافي جاء أيضاً بانخراط أميركي مباشر، خلال حكم باراك أوباما. في حالة مبارك، كان الضغط الأميركي سياسياً، إذ كان أوباما أحد أشد القادة الأجانب تحمساً لتنحي الرئيس المصري (قال له إنه «يجب أن يتنحى أمس قبل اليوم»)، وهو ما تم فعلاً. في حالة القذافي، كان الانخراط الأميركي عسكرياً، إذ قادت الولايات المتحدة –بالتعاون مع الفرنسيين والبريطانيين على وجه الخصوص- حرباً جوية دمّرت جيش القذافي وسمحت لمعارضيه باعتقاله في سرت وإعدامه في أكتوبر (تشرين الأول) 2011. أدت ثورات ما أُطلق عليه «الربيع العربي» إلى إطاحة أنظمة كانت متجذرة لسنوات في سدة الحكم. لكن الفراغ الذي نتج عنها أدى أيضاً إلى منح «القاعدة» قبلة الحياة بعدما كانت قد باتت على شفير الموت، بعد مقتل بن لادن وكبار قادة الصفين الأول والثاني من قادتها. وبما أن «القاعدة»، وغيرها من الجماعات المسلحة، بحاجة إلى مناطق خارجة عن سلطة الحكومة المركزية كي تختبئ بها وتنشط عبرها، فقد شكلت دول كثيرة ساحات مثالية للمتشددين كي يعيدوا بناء أنفسهم، مستفيدين في الوقت ذاته من أن «الربيع» سمح لجماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة «الإخوان» بتصدر المشهد السياسي. لكن عودة «القاعدة» جلبت معها «بعبعاً» بدا أكثر دموية منها، على شكل تنظيم أطلق على نفسه اسم «الدولة الإسلامية في سوريا والعراق» (داعش) والذي كان فيما مضى جزءاً من تحالف تقوده «القاعدة» في العراق. ظهر «داعش» في البداية في المدن السنيّة العراقية التي شعرت بالتهميش من الحكم الجديد في العراق والذي قادته فصائل شيعية مرتبطة بإيران. لكن «داعش» استفاد أيضاً من «الربيع» الذي كان قد وصل إلى سوريا من خلال احتجاجات مليونية سلمية واجهها النظام بقمع غير مسبوق، خصوصاً بعدما ركب متشددون موجة الثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وبحلول العام 2014 كانت أجزاء واسعة من العراق وسوريا قد سقطت في أيدي «داعش» الذي نصّب زعيمه أبو بكر البغدادي «خليفة» على «دولة» مزعومة تمتد من الشام إلى بلاد الرافدين. استدعى «خليفة داعش» والمذابح المقززة التي نفّذها تنظيمه بناء تحالف دولي قادته الولايات المتحدة التي وجدت نفسها مضطرة للعودة إلى العراق بعد سنوات قليلة على انسحابها منه. نجح هذا التحالف في مساعدة العراقيين على طرد «داعش» من المدن الكبرى، كما ساعد فصائل سورية مسلحة (لا سيما من الأكراد) في طرد التنظيم من معاقله الأساسية في سوريا. وبحلول عام 2019 كان «داعش» قد تلاشى في سوريا والعراق باستثناء بعض البؤر في البوادي أو الجبال المنعزلة. وقبل انقضاء السنة، كان الأميركيون قد قطعوا رأس التنظيم بعملية كوماندوس ضد مخبأ البغدادي بإدلب السورية. كان القضاء على «خليفة داعش» ضربة رمزية لهذا التنظيم، لكنه لم يؤدِّ إلى انتهاء خطره. ففروع «داعش» وذئابه المنفردة كانت قد انتشرت حول العالم وباتت هاجساً أمنياً يفوق الهاجس الذي شكّلته «القاعدة» لسنوات طويلة. كانت سوريا آخر نقطة قاتل فيها «داعش» قبل القضاء عليه في 2019. والواقع أن سوريا، بحلول ذلك التاريخ، كانت قد باتت عبارة عن مدن مدمَّرة بعدما استعادها النظام ركاماً، بمساعدة روسية، بدءاً من عام 2015. كما أن نظام الأسد نفسه كان بحلول ذلك التاريخ قد بات من الضعف بحيث إن وجوده في كثير من مناطق سيطرته كان يعتمد إلى حد كبير على ميليشيات إيرانية أو تابعة لإيران، أو على دعم روسي يوفر له حماية داخلية وغطاء خارجياً. ورغم ضعف نظام الأسد، يبدو اليوم أن مسيرة إعادة تأهيله قد بدأت، بعدما اقتنع كثيرون بأن بقاء نظام سيئ ربما يكون أفضل من رحيله لمصلحة فراغ أسوأ. وإذا كان الأميركيون قد غرقوا خلال العقدين الماضيين في مستنقع الحرب ضد الإرهاب، فإن تلك السنوات الطويلة شكّلت كما يبدو فرصة لدول غريمة للولايات المتحدة كي تلتقط أنفاسها وتعود منافساً لا يُستهان به لها. وتبرز في هذا المجال بالطبع روسيا التي عادت في ظل الحكم المديد لرئيسها فلاديمير بوتين، الآتي من أجهزة استخباراتها، كي تصبح رقماً أساسياً في السياسات الدولية بعدما كان هذا الدور قد اضمحل بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 وخلال سنوات حكم الرئيس السابق بوريس يلتسن. وبات الروس اليوم يفرضون أنفسهم منافساً للأميركيين في أكثر من دولة حول العالم، ولو أدى ذلك بهم إلى التدخل بشكل مباشر عسكرياً، كما حصل في سوريا وشبه جزيرة القرم بأوكرانيا، أو بشكل غير مباشر من خلال شركات أمنية روسية، كما يحصل في كثير من الدول الأفريقية. لكن الاقتصاد الروسي يظل نقطة ضعف أساسية تكبح طموحات الكرملين و«قيصره» الجديد. في المقابل، برز «التنين الصيني» في شكل أكثر وضوحاً خلال سنوات غرق الأميركيين في مستنقعات حروب لا تنتهي حول العالم. فقد نجح الصينيون نجاحاً لا نظير له في السنوات الماضية من خلال تحويل بلدهم إلى ما يشبه «مصنع العالم»، بحيث نما اقتصادهم إلى درجة أنه بات اليوم منافساً أساسياً للاقتصاد الأميركي. وقد حقق الصينيون هذا النجاح إلى حد كبير باستخدام القوة الناعمة (القروض والمساعدات للدول الفقيرة)، بينما كان الأميركيون منشغلين بحروب عسكرية استنزفت اقتصادهم. وليس سراً اليوم أن الأميركيين عندما قرروا الانسحاب من أفغانستان كانت أعينهم منصبّة على التحضير لمواجهة خصمهم الصيني على وجه التحديد... ورغم أن الأميركيين يأملون بأن الخروج من مستنقع «مقبرة الإمبراطوريات» سيسمح لهم بالتفرغ لتقليم أظافر التنين الصيني قبل أن يكبر أكثر ويصير صعباً وقفه، فإن خروجهم بالطريقة المذلّة التي خرجوا بها من «سايغون كابل» أعادت بلا شك إحياء تطلعات «جماعات الإرهاب» التي ذهب الأميركيون في بادئ الأمر إلى أفغانستان للقضاء عليها، ليجدوا اليوم أنها على وشك العودة إلى هذا البلد –إن لم تكن قد عادت بالفعل– للعيش في ظل حكم «طالبان»، تماماً كما كان وضعهم قبل 11 سبتمبر 2001. وإن كان الحكام الجدد لأفغانستان يقولون اليوم إنهم لن يسمحوا لضيوفهم بتكرار ما قاموا به قبل عقدين من الزمن.

الأميركيون يتذكرون مرارات 11 سبتمبر ويستعدون لـ{تهديدات جديدة}

الشرق الاوسط... نيويورك: علي بردى... يحيي الأميركيون، اليوم السبت، ذكرى 20 سنة على هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية التي قادت الولايات المتحدة إلى خوض أطول حرب في تاريخها بدأت بإسقاط حكم «طالبان» في أفغانستان، ولا تزال ذيولها تثير انقسامات عميقة على الرغم من وفاء الرئيس الأميركي جو بايدن، بوعده سحب قوات بلاده تماماً من هذا البلد قبل أيام فقط من هذه المناسبة المريرة. ويتوقع أن يستخدم الرئيس بايدن، الذي كان سيناتوراً يوم الهجمات، الذكرى السنوية الـ20 كمحاولة لحض مواطنيه على تجاوز هذه الحقبة، ومنها الهجمات التي أدت إلى توحيدهم في المعركة ضد الإرهاب، مع مواصلة قيادة الحملة العسكرية الدولية ضد تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، لا سيما بعدما ترافق الانسحاب من أفغانستان مع سيطرة «طالبان» مجدداً على كل أنحاء هذا البلد تقريباً، بما في ذلك على العاصمة كابل، التي شهدت هجوماً دامياً أدى إلى مقتل أكثر من مائة شخص، بينهم 13 من مشاة البحرية الأميركيين، وتبناه تنظيم «داعش - خراسان» المصنف إرهابياً في لوائح الأمم المتحدة. وكان هذا الهجوم بمثابة تذكير للأميركيين بالهجمات التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي بطائرتين مدنيتين في نيويورك، وأدتا إلى انهيارهما، وصدم مبنى وزارة الدفاع (البنتاغون) في فيرجينيا بطائرة مدنية ثالثة أحدثت فيه ضرراً بالغاً، فضلاً عن إسقاط طائرة مدنية رابعة في بنسلفانيا قبل وصولها إلى واشنطن العاصمة، حيث أشيع أنها كانت ستستهدف مبنى الكابيتول، الذي قيل إن بايدن كان متجهاً بالفعل إليه في 11 سبتمبر 2001، ولكن الشرطة منعته من الدخول بسبب الوضع الخطر في ذلك اليوم.

- يوم للتأمل

ويكرس الرئيس الأميركي طوال يوم السبت لتكريم الضحايا الـ2977 الذين قضوا في هذه المأساة، والذين يعتقد البعض أنهم ربما أنقذوا حياته شخصياً لو تمكن المهاجمون من ضرب الكابيتول وهو في داخله. وفيما لا تزال السلطات تحاول التعرف على بقايا 1106 أشخاص، يرتقب أن يشدد بايدن على التأمل في أهمية استمرارية الوحدة الاستثنائية التي نشأت عن المصاب بين الأميركيين، والسعي إلى المضي قدماً في تجاوز هذه المرحلة، لا سيما أن التهديدات لا تزال متواصلة في مكان آخر. وكان بايدن أفاد الشهر الماضي بأن «الالتزام الأساسي للرئيس (...) هو الدفاع عن أميركا وحمايتها - ليس ضد تهديدات عام 2001، ولكن ضد تهديدات عام 2021 وما بعده». ومن المقرر أن يزور أولاً نصب «غراوند زيرو» (أي «الأرض صفر») حيث انهار البرجان الشهيران في ضاحية مانهاتن السفلى والبنتاغون. كما سيشارك الرئيسان السابقان جورج بوش الابن وباراك أوباما، مما سيجمع جميع الرؤساء الأميركيين لحقبة ما بعد 11 سبتمبر، باستثناء الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي فضل تمضية هذه المناسبة بالتعليق على مباراة للملاكمة هذه الليلة. ولا يخطط بايدن لاتخاذ مواقف رئيسية في هذه المناسبة، ولا يعتزم إلقاء خطاب موجه للشعب الأميركي. وبدلاً من ذلك، سيقصر نشاطه اليوم على وضع أكاليل الزهور والتأمل بصمت إلى جانب أسلافه وذوي الضحايا ورجال الإسعاف والدفاع المدني. وسيظهر اليوم أيضاً في مقطع فيديو من إنتاج البيت الأبيض وهو يتفكر بالهجمات التي أغرقت أميركا في حروب طويلة. وحتى أثناء تكريمه لضحايا أسوأ هجوم إرهابي على الأراضي الأميركية في العصر الحديث، لا يعتزم بايدن تقديم أي اعتذار عن العثور على خطأ في كيفية تطور السنوات التالية: في الحروب التي استنزفت الأموال والأرواح في البلاد.

- ضحايا «كورونا»

بالنسبة إلى بايدن، هناك حدث كارثي آخر يتمثل بجائحة فيروس «كورونا» الذي أدى إلى مقتل أكثر من 200 ضعف من الذين قضوا في 11 سبتمبر وفتح حقبة أخرى في حياة الأميركيين، بالتركيز على الأقنعة والاختبارات بدلاً من العمليات العسكرية في أفغانستان والعراق وغيرهما، مما استنزفت الكثير من الطاقات الاقتصادية والمالية الطائلة في الولايات المتحدة، من دون تسجيل انتصارات في هذه الحروب. وبالإضافة إلى ذلك، يريد بايدن التركيز أكثر فأكثر على قضايا تغير المناخ والتهديدات الإلكترونية، مع عدم تجاهل المخاوف المتواصلة من تهديدات المتطرفين والإرهابيين الذين يسعون إلى استهداف أميركا. وهو دافع مجدداً عن قراره بإنهاء الحرب في أفغانستان، قائلاً إنه «بينما نطوي صفحة السياسة الخارجية التي وجهت أمتنا خلال العقدين الماضيين، يجب أن نتعلم من أخطائنا». يذكر أن بايدن ليس الرئيس الأول الذي يريد اغتنام ذكرى 11 سبتمبر في محاولة للمضي قدماً. فقبله بعشر سنوات، سعى أوباما إلى إدخال أميركا في عصر جديد من العلاقات الخارجية، قائلاً بعد تكريمه أميركيين قضوا في حروب سابقة إن «قوتنا لا تقاس بقدرتنا على البقاء في هذه الأماكن»، بل من «التزامنا ترك تلك الأراضي لتحرير الشعوب والدول ذات السيادة، ورغبتنا في الانتقال من عقد من الحرب إلى مستقبل سلام». ومع ذلك، لم يستطع أوباما سحب القوات الأميركية من أفغانستان، وانتهى الأمر بإرساله المزيد من القوات إلى العراق لمحاربة إرهابيي «داعش».

مناورات عسكرية بين روسيا وبيلاروسيا تثير مخاوف الجوار...

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين».. باشرت روسيا وبيلاروسيا، اليوم (الجمعة)، مناورات عسكرية ضخمة نددت بها بولندا المجاورة، وسط توتر متواصل بين روسيا والغرب، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وتجري المناورات التي أُطلق عليها اسم «زاباد 2021» (غرب 2021) في تسع قواعد عسكرية روسية وخمس قواعد بيلاروسية وفي بحر البلطيق. وأفادت وزارة الدفاع الروسية التي بثت صوراً لأسطولها في بحر البلطيق بأن «نحو مائتي ألف عسكري وأكثر من ثمانين طائرة ومروحية و760 آلية حربية بينها أكثر من 290 دبابة وما يصل إلى 15 سفينة تشارك في التدريبات الاستراتيجية». ووقعّ الرئيس البولندي أندري دودا في مطلع سبتمبر (أيلول) مرسوماً ينص على فرض حال الطوارئ لثلاثين يوماً على الحدود مع بيلاروسيا تحسباً للمناورات العسكرية وخوفاً من تدفق كبير للمهاجرين. وهي أول مرة تعلَن حال الطوارئ في هذا البلد منذ سقوط النظام الشيوعي عام 1989. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس (الخميس)، لدى استقباله نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، أن التدريبات أمر منطقي في ظل انتشار حلف الأطلسي، الخصم الاستراتيجي لروسيا، في أوروبا الشرقية. من جهته، رأى وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتشاك، في مقابلة نشرتها صحيفة «بولسكا تايمز»، اليوم (الجمعة)، أن التدريبات العسكرية تختبر «النظام المناعي» لوارسو التي عليها أن تعرف «متى وكيف يمكننا الرد»، وأوضح أنها تتيح لموسكو القيام بـ«أنشطة هجينة» مثل «التضليل الإعلامي والاستفزازات والحوادث الحدودية». وفيما تُتهم مينسك بتشجيع عبور المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي انتقاماً من العقوبات الغربية المفروضة عليها، أكد بلاشتشاك أن المناورات العسكرية قد يعقبها «ضغط متزايد» على صعيد الهجرة على بولندا وليتوانيا ولاتفيا.

الاستخبارات البريطانية تعلن إحباط 31 مخططاً إرهابياً في 4 سنوات

لندن: «الشرق الأوسط»... قال كين ماكالوم، رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية الداخلية (إم آي 5) إن الجهاز أحبط 31 مخططا إرهابيا «في مراحلها الأخيرة»، على مدار السنوات الأربع الماضية. وسلط ماكالوم الضوء على المخاطر التي يشكلها نظام طالبان في أفغانستان، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أمس. ومع حلول الذكرى العشرين لأحداث 11 سبتمبر (أيلول) اليوم، صرح ماكالوم، مدير الاستخبارات البريطانية أن تهديد الإرهاب في المملكة المتحدة لا يزال «أمرا حقيقيا ودائما». وسلط ما ذكره ماكالوم الضوء على حجم المشكلة التي لا تزال تواجهها أجهزة الأمن في سعيها لحماية البريطانيين بعد مرور عقدين على هجمات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن. وأضاف ماكالوم: «نواجه صراعا عالميا مستمرا من أجل هزيمة التطرف، والحماية من الإرهاب». ونقلت عنه هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قوله أمس الجمعة: «يؤسفني أن أقول إن التهديد الإرهابي للمملكة المتحدة أمر حقيقي ومستمر». وتابع: «في حين أن المخططات الأخيرة كانت (متطرفة بشكل رئيسي)، هناك أيضاً عدد متزايد من مخططات الهجوم التي دبرها إرهابيون يمينيون متطرفون». أضاف ماكالوم: «حتى خلال فترة الوباء التي كنا نعاني منها جميعا خلال العامين الماضيين، كان علينا إحباط 6 مؤامرات لتنفيذ اعتداءات في مراحل متأخرة. لذا يؤسفني القول إن التهديد الإرهابي ضد المملكة المتحدة أمر حقيقي ودائم». وقال مكالوم إنه رغم أن المزيد من المؤامرات الموجهة من المنظمات الإرهابية تستغرق وقتاً لتنظيمها وتنفيذها، إلا أن التعزيزات النفسية لقضاياها يمكن أن تحدث «بين عشية وضحاها».

ألمانيا: مخاوف من عودة «القاعدة» وزيادة التهديدات في أوروبا

الشرق الاوسط... برلين: راغدة بهنام... بدأت المخاوف في ألمانيا بالظهور من تأثير عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان على التهديدات الأمنية في أوروبا. وقال رئيس المخابرات الداخلية في ولاية هامبورغ إنه «قلق» من إمكانية عودة تنظيم القاعدة إلى أفغانستان ورص صفوفه، مشيراً إلى ضرورة التنبه لمدى إمكانية أن تجذب أفغانستان والمنظمات المتطرفة التي قد تتخذ منها مقراً لها، مقاتلين دوليين قد يسافرون للانضمام لصفوفها قادمين من أوروبا». وقال ثورستن فوس في مقابلة مع صحيفة «تاغس تزايتونغ» إن خطر القاعدة على الغرب في الماضي كان نابعاً من تماشيها مع طالبان مشيراً إلى أن كلا الزعيمين اللذين ترأسا التنظيم، أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، حلفا بالولاء لطالبان، بينما تنظيم داعش، بحسب ثورستن هو معادٍ لطالبان، وهذا ظهر في الاعتداءات الأخيرة قبل بضعة أيام في محيط مطار كابل، وقال: «الاعتداءات هذه تشير إلى أن داعش لن يتعاون مع القاعدة وطالبان ضد الغرب». ورغم أن فوس نفى احتمال استمرار وجود قدرة لدى التنظيمات المتطرفة بشن هجمات منظمة مثل هجمات سبتمبر (أيلول) 2011، فإنه أشار إلى استمرار وجود خطر تهديد عالٍ من «الذئاب المنفردة» المنتشرة في أوروبا، وقال: «الحرب ضد القاعدة ربحناها، والتنظيم فشل بشن هجمات على أوروبا والولايات المتحدة في السنوات الماضية، ولكن التطرف ما زال موجوداً حتى بعد خسارة داعش لأراضيه في العراق وسوريا، ما زال يشكل خطراً كبيراً على ألمانيا لأنه يعيد تنظيم خلاياه في أنحاء العالم ويحاول أن يترك أثره عبر تنفيذ هجمات». وأشار رئيس جهاز المخابرات الداخلية في هامبورغ إلى ضرورة مراقبة كيف سيتطور وجود «داعش» في أفغانستان، علماً بأن المخابرات الأميركية تقدر عدد المقاتلين في التنظيم الآن الموجودين في أفغانستان بقرابة الألفي مقاتل». واعتبر أن وجود طالبان في السلطة يفتح الباب أيضاً أمام تنظيمات إرهابية قد تجد لنفسها «ملاذاً آمناً» هناك. وأشار إلى أن احتمال جذب هذه المنظمات لمقاتلين أجانب «سيزيد من خطورة الوضع بالنسبة إلى ألمانيا في المدى المتوسط والطويل». وتراقب السلطات الأمنية الألمانية عن قرب الساحة المتطرفة داخل البلاد ورد فعلها على عودة طالبان للسلطة. ونقلت صحيفة «دي فيلت» المحافظة تصريحات أدلى بها أستاذ في علم الاجتماع في جامعة بيلفلد كيرستن إيبرت لوكالة الأنباء الإنجيلية، قوله إن «الساحة المتطرفة في ألمانيا تمر في فترة توحد» بعد سيطرة طالبان على الحكم، مشيراً إلى أن الكثير منهم احتفل بعودة طالبان وأن الأمر كان واضحاً من خلال مراقبة منصاتهم التي تحدثت عن «نجاح عسكري بوجه الكفار والحرب ضد الغرب». ورأى أن نجاح طالبان قد «يعيد تنشيط» الساحة المتطرفة في ألمانيا «التي كانت تعاني من ضياع الهدف بعد هزيمة داعش». وأشار إلى أن العديد من المتطرفين في ألمانيا بقوا على تواصل مع مقاتلي داعش ومنهم من ساعد عائلات المقاتلين الأجانب على العودة إلى ألمانيا. وتحاكم المحاكم الألمانية عدداً كبيراً من عائلات العائدين من أراضي داعش السابقة ومن المتهمين بتقديم الدعم لهم. وما زال الادعاء الألماني يحقق في عشرات القضايا المشابهة، ويوم أمس أصدر الادعاء الفيدرالي الذي يحقق في قضايا الإرهاب، مذكرة توقيف بحق ألمانية تدعى دنيز س، بتهم دعم تنظيم داعش». وألقي القبض على المرأة في ولاية بافاريا بتهمة الترويج للتنظيم الإرهابي وتهريب السلاح لمقاتليه. ووجه الادعاء اتهامات لها تتعلق بمساعدة عراقي على جمع وتحويل أموال إلى أعضاء في التنظيم في سوريا. وبحسب الادعاء أيضاً، فإن المتهمة كانت مهمتها التواصل مع أعضاء من النساء في تنظيم داعش وإبلاغهن بجهودها لجمع وتحويل الأموال إلى مقاتلي التنظيم».

ألمانيا: حملة أمنية ضد جنود احتياط للاشتباه في تشكيلهم جماعة يمينية متطرفة

هانوفر: «الشرق الأوسط»... أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة لونبورغ أنه يجري تحقيقات ضد عدد من جنود الاحتياط في الجيش الألماني لتشكيلهم جماعة شبه عسكرية يمينية متطرفة في أعقاب مداهمات لمبانٍ في ثلاث ولايات. وأوضح الادعاء العام بولاية سكسونيا السفلى أن التحقيقات تشمل تسعة مشتبه بهم، من بينهم ستة جنود احتياط في الجيش. وجميع المشتبه بهم رجال تتراوح أعمارهم بين 37 و53 عاماً. وقالت متحدثة باسم الادعاء العام إنه تم العثور على أسلحة وأجزاء من أسلحة وذخائر خلال عمليات التفتيش التي جرت أول من أمس الأربعاء في أماكن مرتبطة بسبعة من المشتبه بهم، من بينهم أربعة جنود احتياط. وأوضحت المتحدثة أنه يتعين أولاً فحص جزء كبير من الأسلحة المصادرة، مشيرة إلى أنها لا يمكنها الآن الإدلاء ببيانات حول طبيعة هذه الأسلحة. وحسب وزارة الداخلية المحلية في ولاية سكسونيا السفلى، فقد جرت عمليات التفتيش في ولايات سكسونيا السفلى وشمال الراين - ويستفاليا وبرلين. ولم تدل السلطات ببيانات أكثر تحديداً عن مواقع التفتيش. وشارك نحو 200 فرد من أفراد الشرطة والقوات الخاصة في المداهمات التي جرت تحت قيادة مكتب الشرطة الجنائية الإقليمي في ولاية سكسونيا السفلى. وتصدرت سلسلة من حالات التطرف اليميني بين أفراد القوات المسلحة عناوين الصحف في السنوات الأخيرة، وألقت بظلالها على الجيش الألماني. وفي العام الماضي تم حل وحدة في القوات الخاصة بالجيش الألماني (كيه إس كيه) بالكامل بسبب أنشطة يمينية متطرفة.

بايدن وشي ناقشا ضرورة تفادي تحوّل المنافسة إلى نزاع خلال أول مكالمة هاتفية بين الزعيمين منذ سبعة أشهر

واشنطن: هبة القدسي - بكين: «الشرق الأوسط»... أكد الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ على ضرورة تجنب تحول المنافسة بين أكبر اقتصادين في العالم إلى صراع، وذلك خلال محادثة هاتفية بينهما استمرت 90 دقيقة، والأولى بينهما منذ سبعة أشهر. وتبادل الجانبان خلال الأشهر الماضية الانتقادات بشكل شبه مستمر وكثيراً ما وقع تراشق علني بالكلمات، كما فرض كل طرف عقوبات على مسؤولي الطرف الآخر وتبادلا الانتقادات لعدم احترام الالتزامات الدولية. واتفق بايدن وشي على تناول مجموعتي القضايا «بشكل منفتح ومباشر»، وفقاً لبيان صدر في وقت متأخر من يوم الخميس عن البيت الأبيض. وأوضح بايدن لنظيره الصيني أن الولايات المتحدة ستواصل الجهود «لإدارة المنافسة بمسؤولية» بين بكين وواشنطن. وقال مسؤول كبير في الرئاسة الأميركية لعدد من الصحافيين طالباً عدم نشر اسمه، كما نقلت الصحافة الفرنسية عنه، إنه خلال المكالمة الهاتفية أبلغ بايدن نظيره الصيني أن الولايات المتحدة تريد «أن يظل الزخم تنافسياً وألا نجد أنفسنا في المستقبل في وضع ننحرف فيه إلى نزاع غير مقصود». ووصف البيت الأبيض المحادثة بأنها «محادثة استراتيجية واسعة النطاق»، وقال إن الرئيسين تحدثا عن «مجالات تتلاقى فيها مصالحنا، ومجالات تتباعد فيها مصالحنا وقيمنا ووجهات نظرنا». وأضاف الجانب الأميركي إن «التجربة ستثبت» ما إذا كان من الممكن كسر جمود العلاقات بين القوتين العظميين التي تدهورت إلى أدنى مستوياتها منذ عقود. ونقلت وسائل إعلام رسمية صينية عن شي قوله إن مواجهة بين واشنطن وبكين «ستجلب كوارث على الدولتين والعالم». ونقلت شبكة التلفزيون الحكومية «سي سي تي في» عن بيان رسمي مقتضب أن رئيسي أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم «أجريا محادثات استراتيجية صريحة ومعمقة وواسعة النطاق حول العلاقات الصينية - الأميركية والقضايا ذات الاهتمام المشترك». وقالت إن شي أبلغ بايدن بأن السياسة الأميركية تجاه الصين تضع «صعوبات حقيقية» أمام العلاقات، لكنه أضاف أن الجانبين اتفقا على الحفاظ على الاتصالات المتكررة بل وزيادتها. وأضاف البيت الأبيض أن «الرئيس بايدن أكد اهتمام الولايات المتحدة الدائم بالسلام والاستقرار والازدهار في منطقة المحيطين الهندي والهادي والعالم». ولم تسفر اللقاءات غير الرسمية رفيعة المستوى التي عقدها الجانبان منذ أول اتصال بين شي وبايدن في فبراير (شباط) عن إحراز تقدم يذكر في عدد كبير من القضايا ابتداءً من حقوق الإنسان حتى الشفافية بشأن نشأة (كوفيد - 19). وتعتبر هذه المحادثة الهاتفية الثانية بين الرئيسين منذ تولى بايدن منصبه في يناير (كانون الثاني). وبدأت حرب تجارية بفرض كلا الجانبين رسوماً جمركية في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب. كما يوجد توتر مستمر بشأن حقوق الإنسان، وقمع المعارضة الديمقراطية في هونغ كونغ، وتعامل الصين مع أقلية الأويغور المسلمة في شمال غربي الصين، ومطالبات الصين الإقليمية في بحر الصين الجنوبي، والتهديدات الصينية ضد تايوان. ووصلت العلاقات إلى أدنى مستوياتها منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1979. ورغم دفاعها عن التعددية ودعوتها لإنهاء سياسة ترمب التي ارتكزت على مبدأ «أميركا أولاً»، أبقت إدارة بايدن على الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الجمهورية السابقة على البضائع الصينية واعتمدت سياسة صارمة بشأن نقاط الخلاف الأخرى بين البلدين. ويبدو أن بايدن بصدد مواصلة نهج ترمب المتشدد ضد بكين. وأقر مسؤول كبير في البيت الأبيض بأن حالة الجمود الدبلوماسي بين البلدين لا يمكن أن تستمر، محذراً من أن بقاء الحال على ما هو عليه بين واشنطن وبكين ينطوي على مخاطر. وقال: «نحن مع منافسة شرسة، لكننا لا نريد أن تتحول هذه المنافسة إلى نزاع». وأضاف أن الغرض من المحادثة الهاتفية هو إرساء قواعد أمان تضمن أن «تدار العلاقة بمسؤولية» حتى «نصل فعلاً إلى وضع مستقر بين الولايات المتحدة والصين». وقال شي لبايدن وفقاً للمصدر نفسه إن «بلدينا والعالم بأسره سيعاني في حال حدوث مواجهة صينية - أميركية». وأضاف أن «مستقبل العالم ومصيره يعتمدان على قدرة الصين والولايات المتحدة على إدارة علاقاتهما بشكل صحيح. هذا هو سؤال القرن الذي يتعين على البلدين الإجابة عنه». وكانت محادثات جرت بين البلدين على مستوى أدنى لم تسر على ما يرام، ولا سيما تلك التي استضافتها مدينة أنكوريج بولاية آلاسكا في مارس (آذار) وسادها توتر شديد بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وعدد من كبار المسؤولين الصينيين. وقال المسؤول الكبير في البيت الأبيض للصحافيين: «لم نكن مسرورين كثيراً بسلوك محاورينا». وأضاف أنه في مواجهة هذا المأزق «أدرك الرئيس بايدن أهمية التحدث إلى الرئيس شي مباشرة». وشدد المسؤول الأميركي على أن المكالمة الهاتفية بين بايدن وشي هدفت إلى «إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة». وتقدم قمة زعماء مجموعة العشرين في روما، التي تعقد في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، فرصة للزعيمين للاجتماع، بشكل شخصي، رغم أنه لم يتم الإعلان بعد عما إذا كان شي سيحضر شخصياً أم أنه سيختار الحضور عن بعد، وسط جائحة فيروس «كورونا».

الاتحاد الأوروبي يعمل لوجود دبلوماسي محدود في كابل

كابل - موسكو: «الشرق الأوسط».. يدرك الاتحاد الأوروبي أن عودة أي مسؤول للعمل الإنساني أو الدبلوماسي إلى العاصمة الأفغانية ستعني ضمناً الاعتراف بحكومة طالبان، ورغم ذلك فقد أكدت مذكرة داخلية أن التكتل الأوروبي سيواصل العمل على إرسال عدد محدود من الأفراد إلى كابل، لا سيما للتعامل مع عمليات الإجلاء وتوصيل معونات إنسانية. كما يعمل الاتحاد على توفير الأمن لوجود دبلوماسي محدود للتكتل في كابل، الأمر الذي رحبت به حركة طالبان خلال اجتماعات عقدها مبعوث التكتل لدى أفغانستان في قطر، حسب مذكرة داخلية للاتحاد الأوروبي. وتقول المذكرة، التي اطلعت عليها بلومبرغ إن حماية المنشآت والقوافل، هي القضية الأكثر تعقيداً، التي يجب تسويتها وتم إطلاع سفراء الاتحاد الأوروبي الأربعاء عما دار في الاجتماعات مع طالبان بعد زيارة المبعوث. وحض سفير أفغانستان لدى الأمم المتحدة، المعين من الحكومة المدعومة من الغرب والتي انهارت الشهر الماضي، المجتمع الدولي على فرض عقوبات على طالبان التي اتهمها بارتكاب جرائم حرب محتملة. ولا يزال غلام إسحاقزي، المسؤول السابق في حكومة الرئيس السابق أشرف غني، ممثل أفغانستان لدى الهيئة الدولية رغم إعلان طالبان عن تشكيلتها الحكومية الثلاثاء. وانضم السفير إلى النداء الذي أطلقه مسؤولو الأمم المتحدة لإرسال مساعدات إنسانية إلى أفغانستان التي ترزح تحت أزمة اقتصادية يفاقمها شح في السيولة النقدية وتضخم حاد، مع تلاشي التمويلات الأجنبية واقتراب فصل الشتاء. وفي كلمة أمام مجلس الأمن خلال جلسة مخصصة لأفغانستان، حض إسحاقزي دول العالم على عدم الاعتراف بحكومة طالبان وتطبيق عقوبات دولية معلنة على قياديين في الحكومة الموقتة، ومن بينها قيود على تنقلاتهم الدولية. وقال إسحاقزي إن التجمعات الاحتجاجية الأخيرة التي فرقها مسلحون إسلاميون قبل أن تحظر الحركة التظاهرات برمتها، تمثل «رسالة قوية لطالبان بأن الأفغان من جميع الأطياف والمعتقدات لن يقبلوا بنظام استبدادي يُفرض عليهم». وأضاف، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية «لذا أطلب منكم الامتناع عن الاعتراف بأي حكومة في أفغانستان ما لم تكن حقيقة جامعة، وتُشكَّل على أساس الإرادة الحرة للناس». وأكد أن أي تخفيف لحظر السفر «سيساء استخدامه لغرض كسب اعتراف دولي لحكومتهم الجديدة غير الجامعة». واتهم طالبان بارتكاب «فظاعات على نطاق واسع» في وادي بانشير، آخر جيوب المقاومة في أعقاب السيطرة الخاطفة للمتمردين على أفغانستان مع انسحاب القوات الأميركية. وقال إسحاقزي إن «طالبان استمرت في ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وربما جرائم حرب، ما فاقم الوضع». أضاف «نفذوا إعدامات محددة الهدف وقطعوا خطوط الاتصال وفرضوا حصاراً إنسانياً يمنع وصول السلع الغذائية». وقال إن حركة طالبان تتلقى الدعم من «مقاتلين إرهابيين أجانب واستخبارات أجنبية» في إشارة محتملة لباكستان التي دعم نظام طالبان السابق بين 1996 و2001. قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أمس الجمعة إن تعامل حركة طالبان مع المسيرات السلمية في أفغانستان أصبح متزايد العنف، إذ تستخدم الذخيرة الحية والهراوات والسياط وهو ما أسفر عن مقتل أربعة محتجين على الأقل. وذكرت رافينا شامداساني المتحدثة باسم المكتب في إفادة في جنيف أن المكتب تلقى تقارير عن عمليات تفتيش للمنازل بحثاً عن المشاركين في الاحتجاجات. وأضافت أن الصحافيين يواجهون ترهيباً أيضاً، وأن أحد من تعرضوا للضرب أثناء احتجازه تلقى تهديداً لفظياً بقطع رأسه. ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء أن روسيا ستزود قاعدتها العسكرية في طاجيكستان، المجاورة لأفغانستان، بثلاثين دبابة حديثة بحلول نهاية العام. وأجرت موسكو تدريبات عسكرية في طاجيكستان وزادت من العتاد في قاعدتها العسكرية هناك، وهي الأكبر خارج روسيا، منذ سحب الولايات المتحدة لقواتها من أفغانستان واستيلاء طالبان الخاطف على السلطة هناك. وتتخوف روسيا من احتمالات وجود تبعات لذلك على المنطقة الأوسع نطاقاً واحتمال تسلل متشددين لوسط آسيا وهي منطقة تعتبرها موسكو مصداً دفاعياً جنوب أراضيها. وتمتد الحدود بين طاجيكستان وأفغانستان لمسافة 1344 كيلومتراً وأغلبها مناطق جبلية يصعب مراقبتها. وحذر كين مكالوم رئيس جهاز المخابرات الداخلية البريطاني (إم آي 5) أمس الجمعة إن استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان سيعطي «دفعة معنوية» للمتطرفين الذين يتآمرون لتنفيذ هجمات في مناطق أخرى وقد تعطيهم قاعدة للعمل كما كان في الفترة التي سبقت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وقال مكالوم لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «التهديد الإرهابي الذي تواجهه بريطانيا حقيقي ومستمر». وقال مكالوم: «بين عشية وضحاها، يمكنك أن تحصل على دفعة نفسية، دفعة معنوية للتطرف الموجود هنا بالفعل أو في دول أخرى وبالتالي نحتاج لأن نكون حذرين... ليس هناك شك في أن الأحداث الأخيرة في أفغانستان شجعت وجرأت بعض هؤلاء المتطرفين». وأضاف «وبجانب التأثير الملهم الفوري، هناك خطر من أن يعود الإرهابيون ويحيكون مرة أخرى مؤامرات معقدة ومتطورة التخطيط مثل التي رأيناها في 11 سبتمبر والسنوات التي تلت ذلك».

المستشارة الألمانية تودع المشهد السياسي بعد 16 عاماً

شكّلت مع ماكرون ثقلاً ثنائياً خاصاً... وأوروبا تستعد لمرحلة ما بعد ميركل

الشرق الاوسط... برلين: راغدة بهنام... منذ أسابيع، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تقوم بـ«جولات وداع» لعواصم عدة في العالم، قبل أن تنتهي ولايتها في 26 من الشهر الجاري بعد 16 عاماً أمضتها في حكم ألمانيا. قبل ثلاثة أسابيع كانت في روسيا لوداع الرئيس فلاديمير بوتين الذي تجمعها به علاقة ودّ وعداء في الوقت نفسه. وكلاهما يتحدث لغة الآخر بطلاقة. هي كبرت في ألمانيا الشرقية أيام حكم السوفيات وقبل الوحدة الألمانية وتعلمت الروسية، وهو خدم في المخابرات الروسية في ألمانيا الشرقية في الفترة نفسها وتعلم الألمانية كذلك. وفي زيارتها الأخيرة إلى موسكو كمستشارة لألمانيا، استقبلها بوتين بباقة زهور بيضاء وزهرية اللون، بعد أن كان يلعب لعبة «الترهيب» معها بإدخال كلبه إلى اجتماعهما، وهو يعلم أنها تخاف الكلاب. توجهت بعد ذلك إلى أوكرانيا لتقديم رسائل تطمين لرئيسها بأن برلين لن تسمح لموسكو بأن تفرض أجندتها السياسية عليها بعد إكمال خط أنابيب «نورد ستريم 2» الذي سينقل الغاز الطبيعي مباشرة من روسيا إلى ألمانيا متجاوزاً خطوط المرور في أوكرانيا. المشروع الذي عرّض ألمانيا لعقوبات أميركية، يثير أيضاً مخاوف أوكرانيا من ضياع الملايين من عائدات النفط لها، ولكن أيضاً من زيادة التأثير الروسي على القرار الأوروبي والتخلي بالتالي عن أوكرانيا ما يعرّض أمنها للخطر. ورغم مخاوف أوكرانيا التي حاولت ميركل تهدئتها، ومعارضة واشنطن، فقد اكتمل العمل بالمشروع، بحسب ما أعلنت موسكو، أمس. جولات ميركل أخذتها أيضاً قبل ذلك إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن الذي ستكون قد عملت معه لشهور قليلة فقط قبل مغادرتها رغم أنها تعرفه معرفة جيدة منذ سنوات مضت، خاصة أيام عمله كنائب للرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما. هناك أيضاً كان حاضراً مشروع «نورد ستريم 2» الذي اعترف بايدن بأن الطرفين مختلفان حوله ليضيف أنه ستكون هناك صيغة تسمح بإتمامه مقابلة تعهدات بالحفاظ على أمن أوكرانيا وعدم زيادة التأثير الروسي. والأسبوع المقبل، ستتوجه ميركل إلى باريس لوداع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي عملت معه عن قرب في السنوات الماضية منذ توليه الرئاسة الفرنسية، رغم الخلافات بينهما خاصة حول مستقبل أوروبا. ولكن باريس التي تشكل إلى جانب برلين، الثنائي الأوروبي الأقوى والأكثر تأثيراً داخل الكتلة الأوروبية الموحدة، بدأت تستعد لمرحلة ما بعد ميركل. وقد استقبل ماكرون، قبل أيام، في قصر الإليزيه المرشحين الرئيسيين لخلافة ميركل، بدءاً بمرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتز ثم أرمين لاشيت مرشح الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليه ميركل. وترجم البعض استقبال ماكرون لشولتز قبل لاشيت وعلى مدى يومين، نوعاً من التأييد للمرشح الاشتراكي الذي يشغل حالياً منصب وزير المالية ونائب المستشارة، والمتقدم في استطلاعات الرأي. ويقدم المرشحان نفسيهما على أنهما سيشكلان استمرارية لميركل وإرثها، رغم أن شولتز ينتمي لحزب يساري ولكنه يخدم في حكومة ميركل ويشغل منصب نائبها. ويرى محللون أن سبب تقديم المرشحين لنفسيهما على أنهما سيشكلان استمرارية لحكم ميركل، هي الشعبية الكبيرة التي ما زالت تتمتع بها السيدة الأولى التي شغلت منصب المستشار في ألمانيا، والتي تغادر منصبها بإرادتها وبشعبية لا تضاهى. والواقع أن ميركل تتمتع بـ«شعبية» أبعد من الداخل الألماني. فهي تحوّلت خلال سنوات حكمها الـ16 إلى أشبه بـ«مرجع» داخل الاتحاد الأوروبي وأبعد لحل الأزمات التي تطرق باب القارة العجوز. ورغم أن الكثيرين ينتقدون أسلوبها في الحكم وطريقة إدارتها للأزمات، فهي مع ذلك تحوّلت إلى رمز للاستقرار الأوروبي طوال السنوات الماضية. ويقول منتقدوها إن أسلوب حكمها يعتمد على الإبقاء على واقع الحال لأطول فترة ممكنة، وتجنب اتخاذ قرارات مصيرية إلا عندما تضطر. ويعطون أمثلة تتعلق بإدارتها لملف الأزمات المالية في أوروبا وتجنبها اتخاذ قرار حتى اللحظات الأخيرة، وأيضاً تجاهلها لملف الهجرة بعيد الحرب السورية وعدم الرد إلا بعد أن بدأت أفواج ضخمة من اللاجئين بدخول أوروبا، ما دفعها حينها لفتح أبواب ألمانيا أمامهم. ولكن رغم كل ذلك، فإن مستقبل ألمانيا من دون ميركل التي تعرف في ألمانيا بـ«موتي» أو «الوالدة» هو بالنسبة للألمان على الأقل، مستقبل أقل أمناً. وهو ما دفع بالمرشحين لخلافتها إلى تسويق نفسيهما على أنهما سيكونان نسخة منها. والمستقبل من دون ميركل بالنسبة لأوروبا سيكون من دون شك مستقبلاً مختلفاً بسبب شبكة العلاقات التي بنتها طوال السنوات الماضية وتحكمها ومعرفتها بتفاصيل الملفات عن قرب، خاصة الملف الروسي الأوكراني الذي قد لا يجد مستشاراً ألمانياً آخر يوليه الاهتمام نفسه الذي أولته له ميركل. وبالنسبة إلى ميركل، فإن المستقبل خارج حدود مقر المستشارية، ما زال غير واضح بعد. قبل يومين سُئلت عن مشاريعها بعد التقاعد، فردت بالقول: «عقدت العزم على ألا أفعل شيئاً في الوقت الحالي، وأن أنتظر وأرى ما سيحدث». على أي حال، هي قد تضطر للبقاء على رأس الحكومة الانتقالية لأشهر بعد الانتخابات في حال تأخرت مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة، والتي على الأرجح ستكون معقدة وتشمل 3 أحزاب تتفاوض لدخول الحكومة.

مقتل متشددَين أعدّا لهجوم مسلح في داغستان

موسكو: «الشرق الأوسط»... أعلنت هيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي الروسي أن مسلحَين اثنين قُتلا خلال عملية أمنية في منطقة الغابات في جمهورية داغستان ذاتية الحكم. وأفاد بيان أمني بأن قوات الأمن حصلت على معطيات حول وجود إرهابيين في منطقة مليئة بالغابات قرب بلدة بويانسك الواقعة في الجمهورية القوقازية، وفرضت القوات طوقاً أمنياً حول المنطقة، ودعت المسلحين إلى تسليم أنفسهم لكنهم فتحوا نيراناً على عناصر الأمن ما أسفر عن تبادل لإطلاق النار انتهى بمقتل اثنين من المتشددين. ونشرت الهيئة الأمنية شريط فيديو على موقعها الإلكتروني يُظهر جانباً من العملية. وأفاد بيان الجهاز الأمني بأن المتشددين كانا يستعدان لتنفيذ هجوم مسلح في منطقة قريبة، وزاد أن تفتيش المنطقة أسفر عن العثور على أسلحة آلية وذخائر وعبوات ناسفة كانت موضوعة في سيارة استخدمها المتشددان. وفي وقت سابق أمس، ذكرت شبكة «سبوتنيك» أن جهاز الأمن الفيدرالي أحبط هجوماً إرهابياً آخر في منطقة تفير (شمال موسكو)، وزاد أن مشتبهاً به قُتل خلال عملية دهم نفّذتها القوات الأمنية على مكان تحصنه. وكانت روسيا قد شهدت خلال الفترة الأخيرة تصعيداً واسعاً في حجم العمليات الإرهابية التي أُعلن عن إحباطها. وأفاد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي الشهر الماضي، بأن عناصره نجحوا في إحباط سلسلة هجمات إرهابية في موسكو واستراخان وكباردينو – بلقاريا، وقفت وراءها عدة خلايا تابعة لتنظيم «داعش». وأوضحت الاستخبارات الروسية أن حصيلة الملاحقات الأمنية خلال أغسطس (آب) الماضي بلغت ستة مسلحين من «داعش» قُتلوا واعتُقل اثنان آخران. كما أعلنت الاستخبارات الروسية إحباط محاولات جديدة لشن عمليات تفجير الأسبوع الماضي، من دون أن تحدد هويات المتشددين الذين تم اعتقالهم. وتصاعد الخطر الإرهابي بشكل حاد منذ بداية العام في روسيا وفقاً للبيانات الأمنية، وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد أعلن خلال اجتماع مع قادة جهاز الأمن الفيدرالي مطلع العام، أن «حماية المواطنين الروس على رأس أولويات قيادة البلاد. وأشار إلى أن الإرهاب تحول إلى أبرز التحديات التي تواجه العالم حالياً. وأشاد بنجاحات الأجهزة الأمنية في إحباط خطط الإرهابيين لتنفيذ هجمات في روسيا.

أسرته: «طالبان» أعدمت شقيق نائب الرئيس الأفغاني السابق

كابل: «الشرق الأوسط أونلاين»... أعدمت حركة «طالبان» الأخ الشقيق لأمر الله صالح نائب الرئيس الأفغاني السابق الذي أصبح واحداً من قادة قوات المعارضة المناهضة لـ«طالبان» في وادي بنجشير، وذلك وفقاً لما ذكره ابن أخيه، اليوم الجمعة. وجاءت أنباء مقتل روح الله عزيزي شقيق صالح بعد أيام من سيطرة مسلحي «طالبان» على مركز إقليم بنجشير، وهو آخر إقليم صامد ضد الحركة في البلاد. وفي رسالة نصية إلى وكالة «رويترز» للأنباء، كتب عباد الله صالح «أعدموا عمي... قتلوه بالأمس ولا يسمحون لنا بدفنه... ظلوا يقولون إن جسده يجب أن يتعفن». وقال الجهاز الإعلامي التابع لـ«طالبان» والناطق باللغة الأردية، إنه «وفقاً للتقارير»، فإن روح الله لقي مصرعه خلال القتال في بنجشير. وأمر الله صالح، وهو قائد سابق للمديرية الوطنية للأمن، وهي جهاز مخابرات الحكومة الأفغانية التي كانت مدعومة من الغرب وانهارت الشهر الماضي، طليق، رغم أن مكانه الدقيق لا يزال غير واضح. كانت جبهة المقاومة الوطنية في أفغانستان، التي تضم قوات من المعارضة موالية للزعيم المحلي في الإقليم أحمد مسعود، قد تعهدت بمواصلة مناوأة «طالبان» حتى بعد سقوط بازاراك عاصمة الإقليم.

 



السابق

أخبار مصر وإفريقيا... القاهرة تلمح لإمكانية استئناف العلاقات الدبلوماسية مع أنقرة العام الحالي...«النواب» المصري والبرلمان العربي يدعوان لمكافحة الإرهاب في «الساحل الأفريقي»..السودان يسعى لإطلاق «عدالة انتقالية شاملة»..مصرف ليبيا المركزي لتعزيز إنهاء الانقسام..بوريل يبحث مع سعيّد تطورات الوضع السياسي في تونس.. الاتحاد الأفريقي يعلن تعليق عضوية غينيا بعد الانقلاب..مقتل أكثر من 1200 مدني هذا العام في شرق الكونغو الديمقراطية.. العاهل المغربي يكلّف أخنوش تشكيل الحكومة الجديدة...

التالي

أخبار لبنان.. مصر: ضخ الغاز للبنان.. خلال أسابيع أو أشهر... نائب في كتلة ميقاتي: باسيل اختار وزراء الرئيس.. حكومة ميقاتي الثالثة... بين فرص النجاح وتوقعات الفشل.. الحكومة اللبنانية وُلدتْ بإسنادٍ فرنسي - إيراني .. هل «افتدت» الحكومة مصيرَ عون و... سنته الأخيرة ؟... حكومة لبنان «تبصر النور» على متن... السفن الإيرانية!...حكومة جديدة تعيد إلى لبنان.. حس الفكاهة..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,067,305

عدد الزوار: 6,751,138

المتواجدون الآن: 102