أخبار العراق... قوى وقيادات عراقية تكشف مواقفها من اتفاق الانسحاب الأميركي..«جبهة إيران» منقسمة حول نتائج زيارة الكاظمي لواشنطن.. فصائل مسلحة تنسق مع حلفائها السياسيين لعزل الكاظمي... المخدرات تفتك بشباب الموصل بدعم من «فصائل طهران»... إيران تستخدم العراق سوقاً ومعبراً لها..

تاريخ الإضافة الأربعاء 28 تموز 2021 - 4:48 ص    عدد الزيارات 1178    القسم عربية

        


الكاظمي: العراق يريد أن تحل شركة أميركية محل «إكسون موبيل» عندما تغادر..

الرأي.. قال رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي إنه يريد أن تحل شركة أميركية أخرى محل إكسون موبيل عندما تغادر العراق. وتسعى إكسون، التي بدا في 2019 أنها بصدد المضي في مشروع تكلفته 53 مليار دولار لزيادة إنتاج النفط العراقي، لبيع حصتها البالغة 32.7 في المئة في حقل غرب القرنة1، أحد أكبر حقول النفط العراقية. وقال الكاظمي لمجموعة صغيرة من الصحافيين في واشنطن بعد محادثات مع الرئيس جو بايدن، أمس الاثنين، إن إكسون موبيل تدرس الخروج من العراق لأسباب تتعلق بممارساتها وقراراتها الإدارية الداخلية وليس بسبب الوضع في العراق. وأضاف متحدثا من خلال مترجم أنه عندما تغادر إكسون موبيل فلن يقبل العراق لها بديلا سوى شركة أميركية أخرى. ولم يحدد الكاظمي الشركات الأميركية التي قد تكون مهتمة بالحصة. وتملك شيفرون عمليات في العراق أيضا. كان وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار قد قال في مايو مايو إن العراق يدرس شراء حصة إكسون موبيل في حقل غرب القرنة 1 عن طريق شركة نفط البصرة المملوكة للدولة.

الكاظمي: القوات القتالية الأمريكية ستعود إلى بلادها نهاية العام الحالي..

روسيا اليوم.. أكد رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، اليوم الثلاثاء، أن القوات القتالية الأمريكية ستعود إلى بلادها نهاية العام الحالي. وقال في تصريحات صحفية، إن "الحوار الاستراتيجي هو نتيجة مرحلة طويلة قامت بها الحكومة وهو حوار في مستقبل العلاقات العراقية الأمريكية". وأضاف: "إنجاز في الحوار الاستراتيجي أنه وحد مواقف القوى السياسية العراقية". وأشار الكاظمي إلى أن "العلاقة بين العراق والولايات المتحدة ستتحول إلى مرحلة جديدة". وأكد رئيس الحكومة العراقية، أن "قوات بلاده الأمنية قادرة على حماية أراضي العراق". وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الاثنين أن الولايات المتحدة ستنهي بحلول نهاية العام "مهمتها القتالية" في العراق لتباشر "مرحلة جديدة" من التعاون العسكري مع هذا البلد.

قوى وقيادات عراقية تكشف مواقفها من اتفاق الانسحاب الأميركي..

إيلاف.. أسامة مهدي.. لم تُعلِن المليشيات العراقية الموالية لايران موقفها من قرار الانسحاب الأميركي، فيما صرحت قوى وشخصيات فاعلة أن الاتفاق يعتبَر انجازا سياسيا ودبلوماسيا يُحسب للكاظمي. وفيما تغيبت مواقف المليشيات العراقية الموالية لايران، حتى الان، من الاتفاق على انسحاب القوات القتالية الاميركية من العراق بنهاية العام الحالي، قالت مصادر عراقية لايلاف أنها تعتقد بان المليشيات تنتظر تعليمات من طهران الراعية لها بالموقف الذي عليها اتخاذه . وتقول المصادر انها تعتقد ان الموقف المتوقع من تلك المليشيات سيكون متحفظا ويؤكد على انتظار تنفيذ الاتفاق وتحقيق الانسحاب فعلا.

-الرئيس صالح: وأكد الرئيس العراقي برهم صالح أهمية الاتفاق على انسحاب القوات الاميركية القتالية من العراق بنهاية العام الحالي معتبرا ان نتائج الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة تحقيق للاستقرار وتعزيز للسيادة العراقية. وقال في تغريدة على تويتر إن "نتائج الحوار الستراتيجيّ العراقي - الأميركي مهمة لتحقيق الاستقرار وتعزيز السيادة العراقية". واشار الى انها وأضاف أنها "تأتي ثمرة عمل حثيث من الحكومة برئاسة الأخ الكاظمي، وبدعم القوى الوطنية، وتستند الى مرجعية الدولة". وشدد على ان "مصلحة العراق تستوجب تعزيز مؤسسات الدولة وحماية السيادة والقرار الوطني المستقل". وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن امس الاثنين أن الولايات المتحدة ستنهي بحلول نهاية العام الحالي مهمتها القتالية في العراق وسحب القوات القتالية لتباشر مرحلة جديدة من التعاون العسكري مع هذا البلد.

-الصدر: وشدد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على ضرورة وقف العمل العسكري لـ"المقاومة" ضد القوات الأميركية بعد تحقق شروط انسحابها العراق. وقال الصدر في تغريدة على تويتر "الحمد لله الذي أعز جنده ونصر عبده وشكرا للمقاومة العراقية الوطنية فها هو الاحتلال يعلن عن بدء انسحاب قواته القتالية أجمع. لننتظر وإياكم إتمام الانسحاب". وأضاف "شكرا للجهود المبذولة لبلورة هذه الاتفاقية ولا سيما الأخ الكاظمي ..مع العلم إننا قد بينا شروطا فيما سبق ومع تحققها يجب وقف العمل العسكري للمقاومة مطلقا والسعي لدعم القوات الأمنية العراقية من الجيش والشرطة لاستعادة الأمن وبسطه على الأراضي العراقية وإبعاد شبح الإرهاب والعنف والمتطفلين وأدعياء المقاومة". وختم الصدر تغريدته بوسم "#العراق_نحو_الاستقلال، وننتظر (السيادة) و (الهيبة)".

-الحلبوسي: كما اعتبر رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي نتائج الجولة الرابعة من الحوار الستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة نجاحا سياسيا ودبلوماسيا. وقال الحلبوسي في تغريدة على تويتر إن "العراق يخطو واثقاً نحو تحقيق كامل قدراته، واليوم ينجح دبلوماسياً وسياسياً بإنجاز الاتفاق الاستراتيجي العراقي - الأميركي ضمن متطلبات المرحلة الجديدة، ومقتضبات المصلحة الوطنية، وتحقيق السيادة الناجزة، وبناء عراق مقتدر سيد". وأضاف "نبارك إنجاز السيد رئيس مجلس الوزراء وفريقه المفاوض وكل الجهود التي بُذلت لتحقيق هذا النجاح".

-كتائب الامام علي: كما رحب فصيل كتائب الامام علي المنخرط في القوات العراقية والمعارض للمليشيات الموالية لايران بانهاء "الوجود الاجنبي" من العراق.

-تحالف الفتح الشيعي: ومن جهته رحب تحالف الفتح الشيعي بزعامة رجل ايران في العراق هادي العامري بنتائج الحوار الستراتيجي والتي اثمرت عن اتفاق بسحب القوات القتالية الاميركية في 31 كانون الأول ديسمبر2021 واصفاً ذلك بأنه "إنجاز وطني وخطوة إيجابية متقدمة". وقال التحالف الذي يضم فصائل منضوية في الحشد الشعبي في بيان تلقت إنه "يرحب بما حققه المفاوض العراقي من إنجاز وطني بالاتفاق على خروج القوات القتالية بشكل كامل في نهاية هذا العام، ويعدها خطوة إيجابية متقدمة باتجاه تحقيق السيادة الوطنية الكاملة". وقاضاف "نأمل من المسؤولين المعنيين في الدولة العراقية متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشكل عملي، وكل الشكر والتقدير للمفاوض العراقي على هذا الإنجاز الوطني".

-العبادي: اما ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي فقد اعتبر الاتفاق العراقي الاميركي انتصار للعرؤا وسيادته ومصالحه. وشدد الائتلاف في بيان على ضرورة "التضامن الوطني تجاه القضايا الكبرى للدولة، والوقوف صفاً واحداً - حكومةً وشعباً وقوى وطنية- للدفاع عن وجود ومصالح وسيادة العراق، والتمترس خلف الدولة ومؤسساتها تجاه التحديات التي تواجهنا كأمّة وطنية".

-الحكيم: وعد رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم الاتفاق على سحب القوات الاميركية من العراق انجازا دبلوماسيا مشيدا بدور الكاظمي والوفد العراقي المفاوض في واشنطن في تحقيق هذا الانجاز. وقال الحكيم في تغريدة على تويتر "موقف موفق للسيد رئيس مجلس الوزراء و الوفد العراقي المفاوض في واشنطن والذي نجح و بدعم القوى السياسية بإحراز إنجاز دبلوماسي للوطن تمثل بإبرام إتفاق مع الجانب الأميركي يقضي بسحب كامل القوات القتالية بنهاية هذا العام وإبقاء التعاون التدريبي والإستشاري والإستخباري قائما بين البلدين". واشار الى أن "تحقيق هذا الإنجاز نابع من وحدة الموقف العراقي الرافض للوجود العسكري الأجنبي والإستعاضة عنه بعلاقات متبادلة تحفظ المصلحة والسيادة العراقية ومكانة العراق في محيطه الإقليمي، نكرر إعتزازنا وشكرنا لكل الجهود التي بُذلت ونبارك للجميع إنجاز العراق الدبلوماسي". الوفدان العراقي برئاسة الكاظمي والاميركي برئاسة بايدن خلال اجتماعهما في البيت الابيض مساء الاثنين 26 يوليو 2021)

-تحالف سائرون : دعم هيبة الدولة: واكد تحالف سائرون المدعوم بالتيار الصدري رفضه تواجد اي قوات اجنبية على الاراضي العراقية. وقال التحالف الذي يضم الحزب الشيوعي العراقي في بيان "تابعنا باهتمام كبير سير المفاوضات العراقية مع الجانب الاميركي منذ خطواتها الاولى وحتى هذه اللحظة ونحن اذ نثمن الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة العراقية لصياغة رؤية وطنية تساهم في تحقيق السيادة الكاملة للعراق". وشدد التحالف على رفضه لتواجد اية قوات اجنبية على الاراضي العراقية ونؤكد على ضرورة ان يكون هناك توجه وطني من جميع القوى السياسية والفعاليات الدينية والثقافية والنخب الاكاديمية والاعلامية وجميع الشرائح الاجتماعية بدعم سيادة القانون وهيبة الدولة وبسط الامن وبما يخدم تطلعات الشعب العراقي نحو غد افضل وعراق مستقل ينعم فيه جميع العراقيين بمختلف الوانهم بالامن والامان والعدالة والاستقرار".

-الخنجر: ومن جانبه رحب زعيم تحالف عزم خميس الخنجر بمخرجات الحوار الستراتيجي العراقي الاميركي منوها الى ان ذلك يحسب لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والوفد المفاوض. وأعرب الخنجر في تغريدة له عن دعمه "أي خطوة باتجاه تنظيم العلاقة مع الولايات المتحدة وبما يخدم العراق ويدعم قواتنا بالتدريب والتنسيق الاستخباري الذي نحتاجه في هذه المرحلة". واكد ان "ما تحقق خطوة موفقة تحسب لرئيس الوزراء والوفد المفاوض والقوى السياسية التي اتفقت على هذه المبادئ".

-الكربولي: كما ثمن النائب محمد الكربولي ماو صفه بالنهج السياسي الهادئ والرزين الذي سار عليه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وفريقه التفاوضي مع الولايات المتحدة الأميركية. واشاد الكربولي القيادي بائتلاف متحدون الحركة الوطنية للاصلاح والتنمية في تدوينة على صفحته بفيسبوك "النصر الدبلوماسي المتحقق".. مؤكداً تأييده لنهج الحوار المفضي إلى الحل بدلاً من سياسة المجابهة والتصعيد واختتم الكربولي منشوره بوسم "المهمة أنجزت".

-القوات الاستشارية: وكان الرئيس بايدن قد اكد امس أن الولايات المتحدة ستنهي مهمتها القتالية في العراق مع حلول نهاية العام الحالي مع استمرار عدد من قواتها لتولي مهام تدريب الجيش العراقي وإمداده بالاستشارات العسكرية. وجاء إعلان بايدن بعد محادثات أجراها في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. وخلال مباحثات في البيت الأبيض الاثنين، قال بايدن للكاظمي إن "تعاوننا في مكافحة الإرهاب سوف يستمر حتى مع تحولنا إلى المرحلة الجديدة". ومن جهته اوضح الكاظمي قائلا "اليوم علاقتنا أضحت أقوى من أي وقت مضى. وسوف يمتد التعاون بيننا على مستوى الاقتصاد، والبيئة، والصحة، والتعليم، والثقافة وغيرها الكثير من المجالات". وحاليا توجد قوات أميركية قوامها 2500 جندي في العراق لمساعدة قواته الامنية في مواجهة ما تبقى من عناصر تنظيم داعش فيما يُرجح بقاء عدد من هذه القوات الأميركية في العراق والتي تعارض وجوده في البلاد المليشيات العراقية الموالية لايران وذلك بدفع من طهران لازعاج خصمها في المنطقة واشنطن.

«الاتحادية» العراقية تمنع البرلمان من الهيمنة على المفوضية الحقوقية أفتت باستقلاليتها المالية والإدارية

الشرق الاوسط...بغداد: فاضل النشمي... قضت المحكمة الاتحادية العراقية بعدم دستورية ارتباط المفوضية العليا لحقوق الإنسان بمجلس النواب أو أي سلطة أخرى، وأكدت استقلاليتها الإدارية والقانونية والمالية حفاظاً على استقلاليتها ودعم أعمالها ومهامها، والحفاظ على سمعة العراق دولياً. ويبدو أن الحكم مرتبط بالنقاشات حول بعض المواد المختلف عليها في قانون المفوضية، وبخاصة تلك المتعلقة بما إذا كانت مرتبطة بالجهة التنفيذية ممثلةً بمجلس الوزراء، أو التشريعية ممثلةً بالبرلمان. ويتزامن الحكم مع موعد انتهاء ولاية مجلس المفوضين الحالي المحددة بأربع سنوات. وكان نائب رئيس البرلمان حسن الكعبي، ومن منطلق اعتقاده بارتباط مفوضية الحقوق بالبرلمان، قد وجه، الأحد الماضي، كتاباً إلى مجلس المفوضين وطالبهم بعدم ممارسة مهامهم الإدارية والمالية لانتهاء ولايتهم القانونية. وقال الكعبي في الكتاب إنه ستتم إدارة المفوضية «مؤقتاً من لجنة مشكّلة من مجلس النواب بسبب عدم تمكن مجلس النواب من التصويت على لجنة الخبراء لاختيار أعضاء المفوضية الجديدة وذلك لتسيير الأمور المالية والإدارية اليومية لحين تشكيل مجلس المفوضين الجديد أصولياً». ومع الحكم الجديد الصادر عن المحكمة الاتحادية، فإن تعليمات وكتب البرلمان ستكون غير قابلة للتنفيذ، حسب مطّلعين، ذلك أن مهمته تشكيل لجنة خبراء للبت بتشكيل مجلس المفوضين الجديد وليس تعيين أشخاص لإدارة المفوضية لحين انتحاب أعضاء المجلس الجدد. بدورها، أعربت البعثة الأممية في العراق (يونامي)، أمس، عن أسفها لـ«عدم تمكن مجلس النواب من تشكيل لجنة الخبراء لاختيار أعضاء جدد في المفوضية، وبالتالي تأخير تعيين مجلسٍ جديدٍ للمفوضين». وحثت البعثة (البرلمان) على اتخاذ تدابير فورية لتعيين مجلس المفوضين للمفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق في امتثالٍ تام للمادة 7 من قانون المفوضية العليا لحقوق الإنسان لسنة 2008، وبما يتفق مع «المبادئ الدولية المتعلقة بحالة المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان» (مبادئ باريس). بدوره، يرى عضو مجلس مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي أن «البرلمان هو من يتحمل مسؤولية عدم انتخاب مجلس جديد، وكان يجدر به اتخاذ الخطوات العملية لذلك كي تستمر المفوضية في عملها». ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «طريقة اختيار مجلس الحقوق يشترك فيه ممثلون عن 5 جهات، هي: البرلمان والحكومة والبعثة الأممية والمجتمع المدني ومجلس القضاء». ويعتقد البياتي أن «انتخاب مجلس جديد في هذه الفترة مهمة صعبة جداً إن لم تكن مستحيلة خصوصاً مع انشغال البرلمان وكتله السياسية بالتحضير للانتخابات المقبلة، وكان يجدر بالبرلمان التخطيط لانتخاب مجلس جديد في وقت مبكر». وحول تدخل البرلمان في شؤون المفوضية، ذكر البياتي أن «الدستور واضح في مهام البرلمان التشريعية والرقابية ولم يمنحه صلاحيات إدارة مؤسسات ذات مهام تنفيذية». ويعاني معظم «الهيئات المستقلة» حسب الدستور من التدخلات الحزبية والسياسية، وغالباً ما يختار أشخاصاً منتمين أو مقربين من تلك الجهات لشغل المناصب العليا في تلك الهيئات، ما يعرّض مصداقيتها للتصدع. وذكرت المفوضية وقتذاك، أن «لجنة الاعتماد الدولية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في جنيف قررت بالإجماع، منح المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق تصنيف A كأعلى تصنيف عالمي يُمنح للمؤسسات الوطنية الفاعلة والناشطة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي».

«جبهة إيران» منقسمة حول نتائج زيارة الكاظمي لواشنطن

• «تحالف الفتح» وفصائل في «الحشد» يرحبون بخروج «القوات القتالية» الأميركية نهاية العام

• «النجباء» تتعهد بمواصلة الهجمات رغم «تغيير المسمى»

الجريدة.... قوبل إعلان سحب القوات الأميركية القتالية من العراق بترحيب قوى عراقية عدة بينها عدد كبير من حلفاء إيران، إلّا أن فصائل مسلحة هددت بمواصلة الهجمات، معتبرة أن ما جرى مجرد تغيير مسمى القوات من قتالية إلى استشارية. رحّبت بعض المجموعات الموالية لإيران بانتهاء "المهمة القتالية" للولايات المتحدة في العراق، الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي جو بايدن لدى استقباله رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في البيت الأبيض، أمس الأول، لكن بعض الفصائل المسلحة أعلنت أنها ستواصل الهجمات حتى "الانسحاب الكامل". واعتبر "تحالف الفتح"، وهو تحالف سياسي مشارك في البرلمان العراقي يشكّل الواجهة السياسية للفصائل الشيعية المتحالفة مع ايران والمنضوية في الحشد الشعبي، في بيان بالإعلان عن "خروج القوات القتالية بشكل كامل" بأنه "خطوة إيجابية متقدمة باتجاه تحقيق السيادة الوطنية الكاملة". وأمل في أن تتم "متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشكل عملي" من قبل المسؤولين. وأعلن بايدن لدى استقباله الكاظمي أنّ الولايات المتّحدة ستنهي بحلول نهاية العام "مهمّتها القتاليّة" في العراق لتباشر "مرحلة جديدة" من التعاون العسكري مع بغداد. وقال بايدن وبجانيه رئيس الوزراء العراقي "لن نكون مع نهاية العام في مهمّة قتاليّة" في العراق. وأوضح أنّ "دور" العسكريّين الأميركيّين في العراق سيقتصر على "تدريب" القوّات العراقيّة و"مساعدتها" في التصدّي لتنظيم الدولة الإسلاميّة، من دون إعطاء أيّ جدول زمني أو عناصر ملموسة في ما يتعلّق بالعديد. وليس متوقعاً أن يؤدي هذا الإعلان إلى تغيير جذري في الوجود الأميركي في البلاد. وفيما انسحبت معظم القوات الأميركية المُرسلة عام 2014 في إطار التحالف الدولي لمساندة بغداد على هزيمة تنظيم "داعش" خلال عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لا يزال هناك نحو 2500 عسكري أميركي في العراق. وتُرسل الولايات المتحدة أيضاً بشكل متكرّر إلى البلاد قوّات خاصّة لا تُعلن عديدها. ورحّب من جهته فصيل "كتائب الإمام علي"، أحد فصائل الحشد الشعبي المحسوب على المرجعية في النجف، بـ"إنهاء الوجود الأجنبي". في المقابل، أعرب نصر الشمري نائب الأمين العام لـ"حركة النجباء"، أحد فصائل الحشد الأكثر تطرفاً، في مقابلة تلفزيونية عن الرفض التام لـ"أي وجود للقوات الأميركية" في العراق. وهدد الشمري بـ"استمرار استهداف القوات الأميركية في العراق حتى بعد تغيير المسمى". واستهدف نحو خمسين هجوماً منذ مطلع العام المصالح الأميركية في العراق. ولم تتوان الفصائل الموالية لإيران في تكثيف ضغوطها أخيراً على الكاظمي، فيما تواجه الحكومة أزمات تتزايد تعقيداً في البلاد على المستوى المعيشي والاقتصادي. بدوره، رحب من جهته الزعيم الشيعي النافذ مقتدى الصدر بالإعلان، وقال في تغريدة، "شكراً للمقاومة العراقية الوطنية، فهاهو الاحتلال يعلن عن بدء انسحاب قواته القتالية أجمع، لننتظر وإياكم إتمام الانسحاب. وشكراً للجهود المبذولة لبلورة هذه الاتفاقية ولاسيما الأخ الكاظمي". وأضاف "مع العلم أننا قد بينا شروطاً فيما سبق ومع تحققها يجب وقف العمل العسكري للمقاومة مطلقاً... والسعي لدعم القوات الأمنية العراقية من الجيش والشرطة لاستعادة الأمن وبسطه على الأراضي العراقية وإبعاد شبح الإرهاب والعنف والمتطفلين وأدعياء المقاومة". كما رحب الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة بنتائج "الحوار الاستراتيجي" بين واشنطن وبغداد، معتبراً أنها "مهمة لتحقيق الاستقرار وتعزيز السيادة العراقية". فيما أكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، أن العراق نجح دبلوماسياً وسياسياً بانجاز الاتفاق الاستراتيجي العراقي الأميركي. وقال الحلبوسي في تغريدة على "تويتر"، "العراق يخطو واثقاً نحو تحقيق كامل قدراته واليوم ينجح دبلوماسياً وسياسياً بإنجاز الاتفاق الاستراتيجي العراقي الأميركي ضمن متطلبات المرحلة الجديدة ومقتضيات المصلحة الوطنية وتحقيق السيادة الناجزة وبناء عراق مقتدر سيد". ويشكل العراق جزءاً مهماً من الإطار الاستراتيجي للولايات المتحدة التي تقود عمليات التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين في سورية المجاورة. ومن غير الوارد بالنسبة إلى واشنطن أن تتخلّى عن البلد ذي التأثير الإيراني، في خضمّ ارتفاع مستوى التوتر بين إيران والولايات المتحدة، حتى لو كانتا لا تزالان تعتزمان إنقاذ الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني المبرم عام 2015. من ناحيتها أشارت النائبة علية الامارة، العضوة بلجنة العلاقات الخارجية النيابية إلى أهمية الاتفاق بأن يكون "خروج القوات الاميركية بطريقة دبلوماسية مجدولة بما يعني ألا تتحول تلك القوات إلى أعداء بل ينبغي أن تبقى العلاقات مستمرة وفقاً للمصالح العليا". وأضافت الامارة، أن "هناك اختلافاً في وجهات النظر بين الجهات السياسية التي ترغب بخروج القوات الاجنبية بشكل كامل والأخرى التي تريد بقاء تلك القوات، والحديث هنا لا يعني بقاء القوات العسكرية المقاتلة تحديداً بل نتحدث عن ضرورة بقاء التحالف الدولي لأغراض أخرى غير قتالية كالتدريب والاستشارة والتعاون الاستخباري في محاربة داعش استخبارياً على اعتبار أن داعش عسكرياً انتهى لكنه ما زال من فكر وعمليات إرهابية تحصل هنا وهناك من وقت لآخر". وقال المحلل السياسي علي الفيلي، إن "بعض الجهات في العراق لا يحلو لها خروج القوات الاميركية بشكل ودي وتريد تحقيق نصر وهمي وتوظيف هذا الأمر لتحقيق مصالح ومكاسب سياسية". وأضاف الفيلي، أن "الحكومة اليوم هي من تحاورت في واشنطن ومن يقود المفاوضات بشكل مباشر هي شخصيات من المكون الشيعي، بالتالي فلا نجد أي مبرر للازدواجية في الأحاديث وتوجيه التهم إلى الأكراد أو السنة بأنهم الراغبون ببقاء القوات الأجنبية بشكل منعزل عن بقية المكونات"، لافتاً إلى أن "جميع المكونات لا تريد بقاء القوات الاجنبية على الأرض العراقية لكن خروجها ينبغي أن يكون بطريقة تخدم العراق". وكان لافتاً رصد كاميرات وسائل الإعلام ورقة كان يمسكها الرئيس الأميركي، خلال لقائه الكاظمي، كتبت عليها بخط اليد جملتان. وبتكبير الصور تبين أن النقطة الأولى هي "مقترح الولايات المتحدة بشأن الرد على الهجمات"، بينما جاءت في الجملة الثانية "إيران تدرس كبح الهجمات".

فصائل مسلحة تنسق مع حلفائها السياسيين لعزل الكاظمي... رداً على نتائج لقاء الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء العراقي

بغداد: «الشرق الأوسط»... كشفت مصادر عراقية أن عدداً من الفصائل المسلحة الموالية لإيران وحلفاء سياسيين، اتخذوا قراراً بسحب الثقة عن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، من خلال تأجيل الانتخابات المقبلة إلى إشعار آخر. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن نتائج لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن والكاظمي، أول من أمس، لم تكن مرضية لفصائل تريد استمرار المواجهة مع الحكومة والمصالح الأميركية، وإنها مصرة على التصعيد. وأفضى اجتماع الكاظمي ببايدن في البيت الأبيض إلى اتفاق على «إنهاء المهام القتالية نهاية العام الحالي»، دون أن يتضمن أي إشارة على إنهاء الوجود الأميركي في البلد، وهو المطلب الأساسي للفصائل المسلحة، بتأييد وضغط متواتر من طهران. وظهر أكرم الكعبي، أمين حركة «النجباء»، إحدى الفصائل الشيعية المسلحة، في مقابلة تلفزيونية، مشدداً على أن «المقاومة ستواصل هجماتها ضد الأميركيين، وأنها لا تفرق بين مسمياتهم»، قتالية أو تدريبية. وقال مسؤول سياسي في فصيل مسلح، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن «جميع اتفاقات التهدئة مع الحكومة والأميركيين قيد المراجعة الآن (...) لا نعرف إن كان موعد الاقتراع الحالي بمعزل عن التغييرات المقبلة». ويتناقض هدفا تأجيل الانتخابات وحجب الثقة عن الحكومة، لأن الفصائل كانت تريد إنهاء ولاية الكاظمي هذا الخريف، ومنعه من الاستمرار على رأس السلطة التنفيذية، لكن يبدو أن المتغيرات الأخيرة أجبرت الفصائل على التخلص منه عبر التلاعب بموعد الانتخابات، ذلك أن الأخير واحد من مهمتين أساسيتين للحكومة، إلى جانب مواجهة جائحة «كورونا». لكن مخرجات الحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد، لا سيما تحديد نهاية العام الحالي موعداً لإيقاف المهام القتالية للقوات الأميركية، قد يكلف الفصائل ثمناً باهظاً بخسارة واحد من أكبر استثماراتها السياسية في البلاد. وأوضحت المصادر أن «قادة تلك الفصائل بدأوا تفاهمات عاجلة مع الفعاليات السياسية الحليفة، من السنة والشيعة، للاتفاق على آليات سحب الثقة عن الكاظمي». ونفى مستشار سياسي رفيع، لـ«الشرق الأوسط»، «وجود اتفاق بين قادة الأحزاب الكبار على حجب الثقة عن الكاظمي، لكن الانتخابات وموعد إجرائها أمر منفصل تماماً ويخضع لمتغيرات كثيرة (...) مع ذلك، الجميع يتعاطى مع الموعد المعلن للانتخابات في أكتوبر (تشرين الأول)، حتى الآن». غير أن قيادياً حزبياً رفيعاً، أبلغ «الشرق الأوسط»، أن «آليات حجب الثقة عن الكاظمي تعتمد على إحراجه بتأجيل الانتخابات (...) إنهم يريدونه ضعيفاً لتوجيه الضربة الأخيرة». وتتقاطع هذه التحركات مع مزاج سياسي يميل كثيراً إلى التهدئة بين الفرقاء السياسيين، لكن عدداً من الفصائل تحاول إبقاء صراعها ضد الأميركيين على قيد الحياة أطول فترة ممكنة. ورحبت غالبية الكتل الشيعية بنتائج الجولة الأخيرة من الحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد، أبرزها التيار الصدري التابع لرجل الدين مقتدى الصدر، الذي قرر مؤخراً مقاطعة الانتخابات، ومنظمة «بدر»، التابعة لهادي العامري الذي يحتفظ بعلاقة استراتيجية مع إيران، فضلاً عن «كتائب الإمام علي»، أحد أبرز الفصائل المسلحة في العراق. وعلى ما يبدو، فإن التقاطعات داخل المنظومة الشيعية تتجه إلى فرز سياسي حاد تتحكم به حسابات القوة والنفوذ، ولن تكون الانتخابات المقبلة بمعزل عنها.

المخدرات تفتك بشباب الموصل بدعم من «فصائل طهران»... إيران تستخدم العراق سوقاً ومعبراً لها

أربيل: «الشرق الأوسط»... «كل شيء في هذه المدينة انتهى... لم يبقَ ما يستدعي بقاءنا فيها بعد ما سُميت عملية تحريرنا من (داعش)... فقدنا كل شيء بعد أن أصبح حامي المدينة حراميها يستبيح كل شيء حتى الاتجار بالمخدرات ونشرها بين الأهالي»، عبارات قالها بشار وهو يتلفت يميناً ويساراً خوفاً من المراقبة، رغم هروبه من محافظة نينوى بأكملها. بشار (وهو اسم مستعار خوفاً من الملاحقة) شاب في الثلاثين من عمره منتمٍ لأحد الفصائل المسلحة في منطقة سهل نينوى، ترك عمله وغادر المحافظة بعد أن اكتشف تورط فصيله في تجارة المخدرات القادمة من إيران والتي تدخل إلى الموصل عبر منطقة سهل نينوى. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لم أتوقع أن يصل الانحدار الأخلاقي لهذا المستوى... الاتجار والترويج للمخدرات بين شباب المدينة ممّن يدّعون أنهم قدّموا التضحيات لحماية أرواح الناس وأعراضهم من تنظيم (داعش)». وتابع متنهداً: «بالصدفة اكتشفت تورطهم عندما كنت في إحدى نقاط التفتيش بمنطقة قرقوش في سهل نينوى، وشاهدت بعيني السيارات المحملة بمادة الكريستال المخدرة تدخل من نقطة التفتيش بتسهيل من قائد نقطة التفتيش الذي هو قيادي في الفصيل». ويشير تقرير للأمم المتحدة نُشر مؤخراً إلى أن ثلاثة أشخاص من بين كل عشرة تتراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة في العراق يدمنون المخدرات. وأكد التقرير أن واحداً من بين كل ثلاثة منتسبين في القوات الأمنية يتعاطى مادة مخدرة. ويُرجع التقرير أسباب انتشار هذه الظاهرة إلى قلة الرقابة والمتابعة وتورط شخصيات متنفذة في الدولة بدعم تجار المخدرات وتقديم التسهيلات لهم. وخلص التقرير إلى أن السنوات العشر القادمة ستفتك بالشباب العراقي في حال بقي الوضع على ما هو عليه. ولا توجد إحصائية رسمية لكميات المخدرات التي تدخل العراق عبر دول الجوار حسب مسؤول الإعلام في المديرية العامة لمكافحة المخدرات في العراق العميد الدكتور زياد محارب القيسي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «كميات المخدرات والمؤثرات العقلية التي تم ضبطها من العناصر الأمنية خلال سنة ونصف من تاريخ 1-1-2020 حتى 1-6-2021 تقدّر بـ628 كيلوغراماً من المخدرات (هيروين، وكوكائين، وحشيش، وكريستال، و17 مليون حبة مخدرة من المؤثرات العقلية)، وتم إلقاء القبض على 11061 شخصاً بتهمة المخدرات منهم 4750 متاجراً والباقي متعاطون ومروجون». القيسي أكد أن «انتشار المخدرات في الموصل يعد ضعيفاً نسبياً مقارنةً بباقي مناطق العراق، إلا أن انتشار المؤثرات العقلية (الحبوب المخدرة) منها الكبتاكون يروّج في الموصل بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة»، مبيناً أن «المؤثرات العقلية تدخل إلى الموصل بطريقتين: الأولى رسمية حيث تدخل كعلاج، والطريقة الأخرى من خلال التهريب الذي يقوم به تجار متخصصون». وقال قاضي متخصص في قضايا المخدرات لـ«الشرق الأوسط» إن «كمية المخدرات والمؤثرات العقلية التي يتم ضبطها تعد جزءاً طفيفاً جداً من الكميات التي تدخل العراق عبر الحدود». القاضي، الذي رفض الكشف عن اسمه، أضاف: «اللافت للنظر تزايد نسبة التعاطي من النساء».

- سهل نينوى معبراً للمخدرات

أكثر من 300 تاجر مخدرات يديرون تجارة وترويج المخدرات في الموصل، بدعم من عناصر متنفذة في فصائل الحشد لشعبي، حسب مصادر مطلعة في المدينة، أكدوا أن «المخدرات من نوع (كريستال، والحشيش، والأفيون) تدخل إلى الموصل عبر الحدود العراقية الإيرانية في محافظة ديالى مروراً بمنطقة سهل نينوى بتسهيل من فصائل الحشد الشعبي المتمركزة في المنطقة، ليتم ترويج جزء منها في المدينة وعبور الباقي إلى سوريا ومناطق الخليج». وهذا ما أكده بشار قائلاً: «كنت في فترة خفارة ليلية بنقطة التفتيش الواقع بين نمرود وقرقوش والتي تخضع لمناطق نفوذ فصيلنا، عندما وصل رتل مكون من سبع سيارات حمل نوع كيا، فاستوقفتهم للاستفسار عن وجهتهم وحمولة سياراتهم وفتحت الخيام التي كانت تغطيها لأكتشف فيها أكياساً محملة بمادة بيضاء تشبه السكر، وفي هذه الأثناء خرج قائد السيطرة وهو قيادي في الفصيل وأمرني بالابتعاد عن المكان والذهاب للنوم، بعد أن أمر عنصراً آخر من الفصيل بأخذ مكاني ليتولى هو الحوار مع من كان في السيارات». بشار أكد أنه في اليوم الثاني استفسر من زميله الذي أخذ مكانه في الخفارة عن سبب ما حدث تلك اللية فقال له: «ألا تعرف أنه موعد عبور شحنات الكريستال التابعة للفصيل»، مؤكداً له أنها «من أهم مصادر تمويل الفصيل»، مضيفاً: «نحن جميعاً نستفيد منها، الخير يعمّ على الجميع كلٌّ حسب رتبته». وهذا ما أكده أحد عناصر القوات الأمنية لـ«الشرق الأوسط» قائلاً إن «الأجهزة الأمنية لديها معلومات مفصلة عن كيفية دخول المخدرات إلى نينوى ومَن هو المتورط فيها، ولكننا لا نستطيع فعل شيء أمام قوة ونفوذ الفصائل، وكل فصيل لديه مناطق نفوذه يستخدمها في إدخال المخدرات والسلاح وكل ما هو غير مشروع دون أن يتمكن أي من الأجهزة الأمنية من الاقتراب من هذه المناطق خصوصاً المناطق التي تربط بين نينوى وكركوك». وأضاف المصدر، الذي رفض ذكر اسمه خوفاً من الملاحقة، أن «صراع الهيمنة على هذه المناطق بين الفصائل وقوات الجيش والأجهزة الأمنية هدفه الرئيسي تأمين طريق دخول وترويج المخدرات وكل ما هو ممنوع»، مبيناً أن «ضابطاً برتبة ملازم أول في أحد الأجهزة الأمنية كشف في إحدى النقاط المشتركة التي تربط بين مناطق القيارة وسنجار عبور كميات كبيرة من المخدرات واستوقفها رغم اعتراضات عناصر الحشد الموجودين فيها، فقام قائد فصيل الحشد بتهديده بشكل مباشر، وبالفعل بعد أقل من أسبوع تم اعتقال هذا الضابط بتهمة الانتماء لتنظيم (داعش) ولا نعرف ما حلّ به بعد ذلك». خالد فيصل، 41 عاماً، عمل سابقاً عنصر أمن في أحد المعابر الحدودية الإيرانية – العراقية، قال لـ«الشرق الأوسط» من برلين عبر اتصال هاتفي، إن «المعابر الحدودية العراقية - الإيرانية تدخل منها بشكل مستمر أطنان من المواد المخدرة بمختلف أنواعها (كريستال وحشيش وأفيون) إلى العراق بدعم وتسهيل من قياديين بارزين في الحشد الشعبي معروفين للجميع، دون أن تجرؤ الأجهزة الأمنية حتى على متابعتهم»، مبيناً أنه في مرات عديدة كان هو «شخصياً شاهداً على دخول كميات كبيرة من المواد المخدرة بسيارات نقل صغيرة يقودها أشخاص يحملون بطاقات تعريف الحشد الشعبي». وكان العراق معبراً للمخدرات دون أن يتحول إلى سوق استهلاك لها حتى عام 2003، حيث تشير الدراسات والمسوحات الميدانية إلى أن العراق أصبح مستهلكاً إضافةً إلى كونه معبراً نشطاً للمخدرات، وحسب آخر إحصائية للهيئة الوطنية العليا لمكافحة المخدرات، هناك أكثر من 7000 حالة إدمان في العراق.

- الموصل سوقاً لاستهلاك المخدرات

تشير دراسة ميدانية أجرها الباحث صباح حسن، المتخصص بعلم الاجتماع، إلى ارتفاع نسبة تعاطي المخدرات في مدينة الموصل بشكل ملحوظ منذ عام 2017 وبوتيرة متزايدة تجاوزت خمسة أضعاف حتى عام 2021. وعن أسباب ذلك، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «غياب سلطة القانون وقوة الردع يعدان من أبرز أسباب تزايد ارتفاع نسبة تعاطي المخدرات في الموصل»، مبيناً أن «مؤشرات الدراسة الميدانية التي أجراها أكدت سهولة حصول الشباب على المخدرات بسبب انتشار أوكار محمية تروّج للمخدرات بشكل شبه علني دون خوف من المحاسبة». مصدر أمني في محافظة نينوى قال لـ«الشرق الأوسط» إن «مديرية مكافحة المخدرات في نينوى سجلت وجود أكثر من 460 وكراً لتجارة المخدرات في محافظة نينوى منها قرابة 300 وكر موجود داخل مدينة الموصل، تقوم بترويج المخدرات بين فئة الشباب بدعم من فصائل مسلحة متغلغلة في مفاصل السلطة في نينوى»، مبيناً «تورط شخصيات بارزة من الفصائل المسلحة في تجارة المخدرات في الموصل، ما يصعّب التعامل مع هذا الملف من الأجهزة الأمنية». المحامي أحمد محيي الدين قال إن «معظم الأشخاص الذين يتم القبض عليهم بتهمة الاتجار بالمخدرات في الموصل يطلَق سراحهم بعد فترة قصيرة من خلال شخصيات متنفذة تابعة للفصائل المسلحة تستخدم سلطتها، لتغير وقائع الدعوى أو تحولها إلى من الاتجار إلى التعاطي». محيي الدين أكد أن «التهاون في تطبيق القانون وغياب الردع بعد تشريع قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم (50) لسنة 2017 سبب رئيسي في انتشار ورواج المخدرات»، مبيناً أن «القانون الجديد خفّف أحكام حيازة المخدرات بقصد التعاطي وفق أحكام المادة (32) من الإعدام سابقاً إلى الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ثلاث سنوات، وغرامة مالية لا تقل عن خمسة ملايين دينار ولا تزيد على عشرة ملايين»، مضيفاً أن «حكم المتعاطي المدمن وفق أحكام المادة (39) من القانون الجديد أصبحت الإيداع في إحدى المؤسسات الصحية التي تنشأ لهذا الغرض». إلى ذلك، أكد مسؤول إعلام المديرية العامة لمكافحة المخدرات في العراق العميد الدكتور زياد محارب القيسي، أن «صدور القانون رقم 50 والمديريات التي تم تأسيسها بموجبها إضافة إلى وجود محاكم وقضاة مختصين، كل ذلك أسهم بشكل ملحوظ في انخفاض انتشار وترويج المخدرات في العراق بشكل عام». أما الناشط المدني حسام مال الله فيرى أن سطوة الفصائل المسلحة وتورطها في تجارة المخدرات هي السبب الرئيسي في رواجها بالموصل، وقال إن «الفصائل المسلحة التي باتت تهيمن على الحياة في الموصل تعمل وفق استراتيجية تخريب منظمة لتحطيم مدينة الموصل، أحد مفاصل استراتيجيتهم ترويج تعاطي المخدرات بين فئة الشباب»، مبيناً أن «المقاهي والكافيهات التي ينتشر فيها تعاطي الشباب للمخدرات تعود إلى عناصر من الفصائل المسلحة أو مسنودة منهم بشكل غير مباشر ويسهمون في نشرها حتى داخل السجون»، مضيفاً أن «الفصائل المسلحة تستخدم كل الطرق لاستدراج الشباب لتعاطي المخدرات، منها استخدام الفتيات وشبكات الدعارة التي يتحكمون بها في الموصل بهدف تحطيم شباب المدينة أو دفعهم للهجرة». هذا ما قرره بشار بعد كشف تورط فصيله في تجارة المخدرات، ترك العمل وقرر الهجرة إلى خارج العراق بعد أن هاجر من مدينته، وقال متحسراً: «لم يبقَ لنا في هذا البلد، كيف أمان حياتي وعائلتي وأطفالي في بلد يتحكم به تجار المخدرات وقطاع الطرق واللصوص؟»....

 

 

 

 



السابق

أخبار سوريا.... موسكو تؤكد مواصلة دعم دمشق وتدعو إلى «رفع فوري للعقوبات».. توتّر متجدّد بين «قسد» ودمشق: أنقرة تمهّد لعمل عسكري شمالاً.. محادثات سورية ـ أردنية لفتح الحدود...تبادل إطلاق نار غداة «اتفاق التسوية» الجديد في درعا البلد..

التالي

أخبار دول الخليج العربي.. واليمن.. «التحالف» يدمر مُسيرتين مفخختين و3 صواريخ باليستية...«مسام» السعودي يطهّر «أكبر حقل ألغام في العالم»..مشاورات سعودية - باكستانية لتعزيز العلاقات...السعودية تعاقب من زار دولاً «محظورة» بمنع السفر 3 سنوات... الكويت تفتح معظم الأنشطة وتسمح بالسفر إلى المغرب والمالديف... المخابرات الأردنية تحبط مخططا لـ(داعش)....

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,761,836

عدد الزوار: 6,913,579

المتواجدون الآن: 89