أخبار سوريا..«الاستشاري الإيراني» يُحذّر الاحتلال الأميركي من استهداف قواته في سوريا..مقتل 14 مقاتلاً موالياً لإيران في سورية بضربات أميركية..بايدن: مستعدون للتحرك «بقوة» لحماية الأميركيين..كيربي: الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران..أوّل قتيل أميركي في سوريا: المقاومة تبدأ الآن..السعودية - سوريا: نهاية قطيعة.. بداية توازن..

تاريخ الإضافة السبت 25 آذار 2023 - 3:46 ص    عدد الزيارات 496    القسم عربية

        


«الاستشاري الإيراني» يُحذّر الاحتلال الأميركي من استهداف قواته في سوريا...

الاخبار...حذّر «المركز الاستشاري الإيراني في سوريا» الاحتلال الأميركي في سوريا من استهداف مراكزه وقواته في سوريا، بعد العدوان الأميركي على أهداف في دير الزور ليل أمس، عقب مقتل متعاقد أميركي وإصابة خمسة جنود أميركيين في استهداف طائرة مُسيّرة «قاعدة ومطار خراب الجير» في ريف منطقة اليعربية في سوريا، وفق «البنتاغون». ونبّه المركز، في بيان، الاحتلال الأميركي في سوريا إلى «أننا نملك اليد الطولى ولدينا القدرة على الرد في حال تم استهداف مراكزنا وقواتنا على الأراضي السورية». وأوضح المركز أن العدوان الأميركي في دير الزور ليل أمس استهدف «نقاطاً مدنية» هي عبارة عن «مخازن تغذية ومراكز خدمات»، لافتاً إلى سقوط «عدد من الشهداء والجرحى الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يقومون على خدمة أهلهم في تلك المنطقة». وقال المركز إن الاحتلال الأميركي في سوريا يحاول من خلال اعتدائه على المنطقة منذ سنوات «فرض معادلة، ولطالما كانت ذريعتهم أنهم يردون على مصادر نيران»، مضيفاً أنه «تبيّن أنهم يسعون بحسب ما يعتقدون ويُشيعون إلى استهداف أسلحة دقيقة وتجهيزات حساسة تنقلها إيران تُشكّل خطراً على ربيبتهم إسرائيل». وأضاف: «نحن ندرك تماماً أن المحتل الأميركي يسعى لتحقيق إصابات في صفوفنا بذرائع واهية لطالما برر فيها عملياته الإجرامية». وأكد المركز أن «لطالما كانت مهمتنا وحضورنا المشروع في سوريا هو لمساعدة الدولة السورية وتحت رعايتها لمواجهة الإرهابيين والمشروع التكفيري وعلى رأسهم داعش». وقبل قليل، تمّ استهداف القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي في ريف دير الزور الشرقي، بعدة قذائف صاروخية.

ردّاً على هجوم بطائرة مسيّرة أسفر عن مقتل متعاقد أميركي

مقتل 14 مقاتلاً موالياً لإيران في سورية بضربات أميركية

الراي... قُتل 14 مقاتلاً موالين لإيران جراء ضربات جوية «دقيقة» أعلن الجيش الأميركي تنفيذها في شرق سوريا ليل الخميس الجمعة ردّاً على هجوم بطائرة مسيّرة أسفر عن مقتل متعاقد أميركي وجرح ستة آخرين. والخميس استهدف هجوم بطائرة مسيّرة، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، «منشأة صيانة في قاعدة لقوات التحالف قرب الحسكة في شمال شرق سوريا»، ما أدّى الى مقتل «متعاقد أميركي، وإصابة خمسة عسكريين أميركيين ومقاول أميركي آخَر». وأعلن البنتاغون أنّ أجهزة الاستخبارات الأميركية تعد الطائرة بدون طيار «إيرانية المنشأ». وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنّه بتوجيهات من الرئيس جو بايدن أذن «لقوات القيادة المركزية الأميركية بشنّ ضربات جوية دقيقة الليلة في شرق سورية ضد منشآت تستخدمها مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني». وطالت الضربات الأميركية، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم، مواقع عدّة في شرق سورية، أبرزها مستودع أسلحة لمجموعات موالية لإيران داخل مدينة دير الزور، ما أدّى الى تدميره بالكامل ومقتل ستة من عناصرها. كذلك استهدف القصف مواقع في بادية مدينة الميادين وريف البوكمال، ما أدى الى مقتل ثمانية مقاتلين موالين لطهران، وفق ما أفاد المرصد في حصيلة جديدة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إنّ «مجموعات موالية لطهران، متمركزة قرب مدينة الميادين، أطلقت ثلاثة صواريخ صباح الجمعة، سقط اثنان منها في حرم حقل العمر، من دون أضرار، فيما سقط الثالث على منزل مدني» قرب الحقل الذي يضم قاعدة للقوات الأميركية التي تقود التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش». وأكد متحدث باسم القيادة العسكرية الأميركية للشرق الأوسط (سينتكوم) الهجوم. وصرح الميجور جون مور لفرانس برس «يمكننا أن نؤكد وقوع هجوم صاروخي على المنطقة الخضراء (التسمية المستخدمة لحقل العمر) في سورية». ولاحقاً، أفادت الكابتن أبيغيل هاموك، وهي متحدثة أخرى باسم القيادة المركزية الأميركية، بأنّ «عشرة صواريخ أطلقت... في نحو الساعة 8،05 صباحاً (06،05 ت غ) في سوريا». وأضافت لفرانس برس أنّ الصاروخ الذي أصاب المنزل سقط على بعد خمسة كيلومترات تقريباً من القاعدة «متسببًا بأضرار جسيمة وبإصابة امرأتين وطفلين بجروح طفيفة».

«البنتاغون»: 10 صواريخ استهدفت قاعدة أميركية بسورية بعد هجوم المسيرة

الراي.. أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، اليوم الجمعة، أن 10 صواريخ استهدفت قاعدة أميركية في سوريا، صباح الجمعة، بعد يوم واحد من هجوم لطائرة مسيرة تابعة لإيران على قاعدة قتلت متعاقدا أميركيا، وأصابت 6 جنود أميركيين آخرين بجروح. وتأتي الصواريخ بعد أن ردت الولايات المتحدة بضربة انتقامية استهدفت منشآت تستخدمها ميلشيات تابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني. وقال «البنتاغون»، في بيان: «في صباح يوم 24 مارس، قرابة الساعة 8:05 بالتوقيت المحلي، استهدفت 10 صواريخ قوات التحالف في القرية الخضراء في شمال شرق سورية». وقاعدة القرية الخضراء تقع في شمال شرق سورية، ويتمركز بها نحو 900 جندي أميركي في سورية. وأضاف البيان أن «الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات بين أفراد القوات الأميركية أو قوات التحالف ولم يلحق أضرار بالمنشآت».

كيربي: الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران

الراي...قال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، اليوم الجمعة، إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، وإنه لا ينبغي لطهران أن تشارك في دعم الهجمات على المنشآت الأميركية. وأضاف كيربي في مقابلة مع شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية أن الضربات الأميركية في سورية تهدف إلى حماية الجنود الأميركيين هناك، حيث لا يزال تنظيم داعش والجماعات المسلحة المدعومة من إيران يشكلون تهديدا.

بايدن: مستعدون للتحرك «بقوة» لحماية الأميركيين

الراي...قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الجمعة، إن الولايات المتحدة مستعدة للتحرك «بقوة» لحماية الأميركيين، في تصريح جاء بعد شن الجيش الأميركي ضربات جوية ضد قوات مدعومة من إيران انتقاما لهجوم أودى بحياة متعاقد أميركي وتسبب في إصابة خمسة جنود أميركيين. وقال بايدن للصحافيين في زيارة رسمية لكندا «لا تسيئوا الفهم... الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران لكن توقعوا أن نتصرف بقوة لحماية شعبنا».

تصعيد بين التحالف الدولي وميليشيات في سوريا

المرصد السوري: قصف صاروخي يستهدف قاعدة حقل العمر التابعة للتحالف الدولي

دبي _ قناة العربية.. قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ميليشيات مسلحة قصفت بثلاث قذائف صاروخية قاعدة حقل العمر النفطي شرقي دير الزور بشرق سوريا، وجاء ذلك بعد تبادل قوات التحالف الدولي وميليشيات القصف يومي الخميس والجمعة مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قاعدة تابعة للتحالف الدولي في حقل كونيكو تعرضت الجمعة لقصف صاروخي من مناطق سيطرة قوات النظام والميليشيات في ديرالزور، مشيرا إلى أن التحالف الدولي رد بقصف مواقع تابعة للميليشيات في حي العمال وهرابش في مدينة دير الزور، حيث سُمع دوي انفجارات عنيفة في المدينة. وبعد الغارات الأميركية الجديدة، حذرت ميليشيات في سوريا، حذرت في بيان من أنها قد ترد على أي ضربات أميركية أخرى. بدوره أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة مستعدة للتصرف بقوة" لحماية الأميركيين، وذلك في معرض في تعليقه على شن الجيش الأميركي لضربات جوية، ضد الميليشيات، انتقاما لهجوم أسفر عن مقتل مقاول أميركي، وإصابة خمسة جنود أميركيين. من جهته قال رئيس لجنة القوات المسلحة بالكونغرس الأميركي مايك روجرز إن بلاده سترد على أي تهديد للقوات الأميركية في سوريا، مؤكدا أن الولايات المتحدة نفذت ضربات في سوريا ضمن جهودها لمكافحة الإرهاب.

أميركا تؤكد حماية قواتها في سوريا بعد هجوم دموي

أفادت مصادر أن هجوماً صاروخياً جديداً استهدف قاعدة أميركية في شمال شرق سوريا، الجمعة

العربية.نت.. قالت الولايات المتحدة، اليوم الجمعة، إنها ستحمي قواتها في سوريا بعد أن شن الجيش الأميركي ضربات جوية على القوات المدعومة من إيران ردا على هجوم أسفر عن مقتل متعاقد أميركي وإصابة 5 جنود أميركيين. وبعد يوم واحد فقط من الهجوم الدامي على قوات أميركية في سوريا، حمّلت واشنطن المسؤولية فيه على طائرة مسيرة إيرانية المنشأ، أفادت مصادر أن هجوما صاروخيا جديدا استهدف قاعدة أميركية في شمال شرق سوريا. وقال مسؤولون أميركيون إنه لم تقع إصابات في صفوف القوات الأميركية في الهجوم الذي وقع اليوم الجمعة. وقد تؤدي أعمال العنف الأخيرة إلى تفاقم حدة العلاقات المتوترة بالفعل بين واشنطن وطهران وسط تعثر جهود إحياء الاتفاق النووي والدعم العسكري الذي تقدمه إيران إلى روسيا في حرب أوكرانيا. وعلق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي لشبكة "سي إن إن" التلفزيونية: "سنعمل على حماية أفرادنا ومنشآتنا بأقصى طاقتنا. إنها بيئة محفوفة بالخطر"، نقلا عن رويترز. وتعرضت قاعدة عسكرية أميركية تقع بالقرب من حقل العمر النفطي في محافظة دير الزور شمال شرق سوريا لقصف صاروخي اليوم الجمعة، وذلك حسب ما نقلت "رويترز" عن مصدر أمني ووسائل إعلام. وفي السياق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، بمقتل 11 مقاتلا في قصف أميركي على دير الزور. وقال المرصد إن الضربات الجوية التي جرى شنها بعد منتصف الليلة الماضية استهدفت مستودعا للأسلحة في حي هرابش بدير الزور ومواقع في بادية البوكمال والأطراف الجنوبية لمدينة الميادين. وأشار إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود مصابين في حالة خطرة. وفي وقت سابق، ذكر المرصد أن قوات أميركية وطائرات وصفها بالمجهولة نفذت القصف على مواقع في بادية البوكمال شرقي دير الزور. من جانبها، قالت القيادة المركزية الأميركية، إنها قامت بالرد على هجوم استهدف قواتها وأسفر عن مقتل متعاقد أميركي وإصابة عدد من أفرادها ومتعاقد أميركي آخر. وأضافت القيادة المركزية في بيان: "سنتخذ دوما جميع الإجراءات الضرورية للدفاع عن أفرادنا وسنرد دوما في الزمان والمكان اللذين نحددهما".

هجمات متبادلة بين القوات الأميركية و«ميليشيات إيران» شرق سوريا

مقتل متعاقد أميركي و14 مسلحاً من فصائل مرتبطة بـ«الحرس الثوري»... وواشنطن تؤكد أنها لا تسعى إلى صراع مع طهران

دمشق - لندن - واشنطن: «الشرق الأوسط»... شهد شرق سوريا تصعيداً كبيراً في الساعات الماضية على خلفية هجوم بطائرة مسيّرة «إيرانية الصنع» تسبب في مقتل «متعاقد أميركي»، وجرح جنود أميركيين، وهو أمر سارعت الولايات المتحدة إلى الرد عليه بقصف جوي على منشآت مرتبطة بميليشيات تابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، ما أسفر عن مقتل 14 مسلحاً، وتدمير مخازن ذخيرة. وهذا التصعيد الأكبر بين الطرفين منذ شهور، وجاء بعد أيام من غارات استهدفت مخازن أسلحة إيرانية قرب مطار حلب، وهو هجوم ألقت دمشق بالمسؤولية فيه على تل أبيب. وقال جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، الجمعة، إن الضربات الأميركية في سوريا تهدف إلى حماية الجنود الأميركيين هناك، حيث لا يزال تنظيم «داعش» والجماعات المسلحة المدعومة من إيران يشكلون تهديداً. وأكد كيربي في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الإخبارية أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، وأنه لا ينبغي لطهران أن تشارك في دعم الهجمات على المنشآت الأميركية. وجاء كلام كيربي بعدما قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الجيش الأميركي نفذ ضربات جوية مساء الخميس في سوريا استهدفت جماعات متحالفة مع إيران، تتهمها الولايات المتحدة بتنفيذ هجوم بطائرة مسيّرة، أسفر عن مقتل متعاقد أميركي، وإصابة آخر، إضافة لإصابة خمسة جنود أميركيين. وأضافت الوزارة أن الهجوم على القوات الأميركية استهدف قاعدة تحالف تقوده الولايات المتحدة قرب الحسكة في شمال شرقي سوريا في نحو الساعة 1:38 ليل الخميس - الجمعة (1038 بتوقيت غرينتش). وقال الجيش إن تقييم المخابرات الأميركية كشف أن الطائرة المسيّرة الهجومية إيرانية الأصل، الأمر الذي قد يؤدي إلى مزيد من التوتر في العلاقات المضطربة بالفعل بين واشنطن وطهران، حسب وكالة «رويترز». وعلى الرغم من أن القوات الأميركية في سوريا تعرضت من قبل للاستهداف بهجمات بطائرات مسيّرة، كان سقوط قتلى في مثل تلك الهجمات أمراً نادراً للغاية. وذكر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن الضربات نفذت بتوجيه من الرئيس جو بايدن، واستهدفت منشآت تستخدمها جماعات متحالفة مع «الحرس الثوري» الإيراني. وأضاف في بيان: «نفذت الضربات رداً على هجوم اليوم، وكذلك سلسلة من الهجمات في الآونة الأخيرة على قوات التحالف في سوريا، نفذتها جماعات متحالفة مع (الحرس الثوري) الإيراني». وتابع: «لا حصانة لأي جماعة تقصف قواتنا». وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الضربات الأميركية تسببت في مقتل 14 مسلحاً متحالفاً مع إيران في سوريا، مشيراً إلى أن القصف طال مواقع عدّة، أبرزها مستودع أسلحة لمجموعات موالية لإيران داخل مدينة دير الزور، ما أدى إلى تدميره بالكامل، ومقتل ستة من عناصرها. كذلك استهدف القصف مواقع في بادية مدينة الميادين وريف البوكمال، ما أدى إلى مقتل خمسة مقاتلين موالين لطهران. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «مجموعات موالية لطهران، متمركزة قرب مدينة الميادين، أطلقت ثلاثة صواريخ صباح الجمعة، سقط اثنان منها في حرم حقل العمر، من دون أضرار، فيما سقط الثالث على منزل مدني» قرب الحقل الذي يضم قاعدة للقوات الأميركية، التي تقود التحالف الدولي ضد تنظيم (داعش)». وذكر تلفزيون «برس تي في» الإيراني الرسمي، من جهته، أن الهجوم الأميركي لم يسفر عن مقتل أي إيرانيين، ونقل عن مصادر محلية نفيها أن الضربات استهدفت موقعاً عسكرياً لجماعة متحالفة مع إيران، لكن تم استهداف مركز تنمية ريفي، ومركز للحبوب قرب مطار عسكري. وأضاف التلفزيون: «قال مصدر عسكري في سوريا لـ(برس تي في) إن جماعات المقاومة تحتفظ بحقها في الرد على الهجوم الأميركي، وسترد بالمثل».

أسطول الطائرات المسيّرة الإيراني

وكان الجيش الأميركي قد قال إن هجوم الطائرة المسيّرة تسبب في إصابات لثلاثة جنود ومتعاقد، استلزمت نقلهم إلى العراق للعلاج، حيث توجد منشآت طبية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ويحارب فلول تنظيم «داعش». وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن المصابيْن الآخريْن جرى علاجهما في القاعدة الموجودة في شمال شرقي سوريا. وقال الجنرال إريك كوريلا قائد القيادة المركزية الذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط إن القوات الأميركية تعرضت لهجوم من جماعات تدعمها إيران، نحو 78 مرة منذ بداية 2021. كما تعرضت قوات أميركية في العراق، الذي تتمتع إيران فيه بنفوذ أيضاً، لهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ في السنوات القليلة الماضية. وحذر كوريلا، خلال إفادة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي أول من أمس الخميس، من خطورة أسطول الطائرات المسيّرة الإيراني. وقال: «النظام الإيراني لديه الآن أكبر قوة من الطائرات المسيرة في المنطقة وأكثرها قدرة». واستهدفت ثلاث طائرات مسيّرة قاعدة أميركية في منطقة التنف السورية في يناير (كانون الثاني). وقال الجيش الأميركي آنذاك إنه أسقط منها طائرتين، بينما قصفت الثالثة القاعدة؛ ما أسفر عن إصابة اثنين من قوات «جيش سوريا الحرة». ويعتقد مسؤولون أميركيون أن الهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ تتم بتوجيه من جماعات مسلحة مدعومة من إيران، في تذكرة بالمشهد الجيوسياسي المعقد في سوريا، حيث يعتمد الرئيس بشار الأسد على دعم إيران وروسيا، ويعد القوات الأميركية محتلة. وجاء الهجوم بعد أسابيع قليلة من زيارة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي لشمال شرقي سوريا؛ لتقييم مهمة قوات بلاده لمواجهة تنظيم «داعش»، والمخاطر التي يتعرض لها الجنود الأميركيون هناك. ولدى سؤاله من الصحافيين الذين رافقوه عما إذا كان يعتقد أن نشر نحو 900 جندي أميركي في سوريا يستحق المخاطرة، ربط ميلي بين مهمة القوات الأميركية في سوريا وأمن الولايات المتحدة وحلفائها، قائلاً: «إذا كنت تعتقد أن هذا الأمر مهم فالإجابة هي نعم... أعتقد أن هذا مهم». والقوات الأميركية في سوريا، التي أوشك الرئيس السابق دونالد ترمب في 2018 على إنهاء وجودها هناك قبل أن يقلص خطط سحب القوات، هي ما تبقى من حرب دولية أوسع نطاقاً ضد الإرهاب، شملت في وقت من الأوقات، الحرب في أفغانستان، ونشر قوات أميركية أكبر بكثير في العراق.

خريطة السيطرة في دير الزور

وأوضح تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، أن السيطرة على محافظة دير الزور في شرق سوريا تتقاسمها فصائل موالية لطهران من جنسيات متعددة من جهة، و«قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة أميركياً من جهة ثانية. وأشار التقرير إلى أن قوات النظام السوري تسيطر على الضفة الغربية لنهر الفرات، التي تُعد أبرز مناطق نفوذ إيران والمجموعات الموالية لها في سوريا. ويقدّر «المرصد السوري» وجود نحو 15 ألف مقاتل من المجموعات العراقية والأفغانية والباكستانية الموالية لإيران في دير الزور، وتحديداً المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال الحدودية مع العراق، ودير الزور مروراً بالميادين. والمجموعات الموالية للنظام تضم «الحرس الثوري الإيراني»، الذي ينشر آلاف المقاتلين والمستشارين العسكريين في سوريا، وفصائل عراقية تقاتل إلى جانب القوات الحكومية السورية بطلب إيراني، وتتخذ من مدينة البوكمال مقراً لها (من أبرزها «كتائب حزب الله» و«كتائب سيد الشهداء» و«كتائب الإمام علي» و«حركة حزب الله النجباء»). كما ينشر «حزب الله» عناصره في سوريا منذ عام 2013. وقد انخفض عدد قواته خلال العامين الماضيين مع تراجع حدة المعارك، واستعادة قوات النظام السيطرة على نحو ثلثي مساحة البلاد. كذلك ينتشر في سوريا لواء «فاطميون» الأفغاني، ولواء «زينبيون» الباكستاني اللذان أسسهما «الحرس الثوري» الإيراني، ويضمان مقاتلين من الأفغان والباكستانيين الشيعة. وتفرض واشنطن منذ عام 2019 عقوبات على الفصيلين. وفي المقابل، تتمركز «قوات سوريا الديمقراطية»، وعلى رأسها «وحدات حماية الشعب» الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، على الضفة الشرقية للفرات. وتمكنت «قوات سوريا الديمقراطية» من السيطرة على كامل تلك المنطقة بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، إثر معارك عنيفة مع تنظيم «داعش»، كان آخرها في عام 2019 في آخر معقل للتنظيم في سوريا في قرية الباغوز الحدودية. وتتولى الإدارة الذاتية الكردية إدارة المنطقة عبر مجالس محلية. وتنتشر قوات التحالف الدولي، وأبرزها القوات الأميركية، في المنطقة، وتوجد في قاعدة في حقل العمر النفطي، أو ما بات يعرف بـ«المنطقة الخضراء»، فضلاً عن حقل كونيكو للغاز. وتنتشر القوات الأميركية في قواعد أخرى في سوريا في محافظة الحسكة (شمال شرق) والرقة (شمال)، فضلاً عن قاعدة التنف جنوباً التي أنشئت في عام 2016، وتقع بالقرب من الحدود الأردنية والعراقية، وتتمتع بأهمية استراتيجية كونها تقع على طريق بغداد – دمشق.

أوّل قتيل أميركي في سوريا: المقاومة تبدأ الآن

الاخبار...تقرير أيهم مرعي ... يبدو أن هناك تنسيقاً روسيّاً - إيرانيّاً غير معلن للتصعيد ضدّ الوجود الأميركي في سوريا

الحسكة | لم يمضِ وقت قصير على إعلان الولايات المتحدة اختراق الطائرات الروسية - أكثر من 20 مرّة - الأجواء فوق «قاعدة التنف»، وتالياً انتهاك اتّفاق غير معلَن بين البلدَين في سوريا، حتى تعرّضت قاعدة «التحالف الدولي» في خراب الجير في ريف الحسكة الشمالي الشرقي، لاستهداف صاروخي، أَوقع خسائر بشرية في صفوف الأميركيين، للمرّة الأولى منذ بدء «المقاومة الشعبية» باستهداف القواعد الأميركية غير الشرعية في البلاد، في حزيران عام 2021. وفيما كانت الطائرات الروسية تواصل عمليّات الرصد والمراقبة في أجواء منطقة الـ55 كلم و«قاعدة التنف»، نجحت إحدى الطائرات المسيّرة التي يُرجّح أنها تابعة لفصائل سورية مدعومة من إيران، في استهداف «قاعدة ومطار خراب الجير» في ريف اليعربية، بعدد من الصواريخ، وهو ما خلّف خسائر بشرية ومادية فيها. ويبدو ممّا تقدَّم، أن هناك تنسيقاً روسيّاً - إيرانيّاً غير معلن للتصعيد ضدّ الوجود الأميركي في سوريا، بهدف الضغط على الولايات المتحدة لإجبارها على اتّخاذ قرار بالانسحاب من القواعد التي تتواجد فيها شمال البلاد وشرقها. والظاهر أيضاً أن الجانب الروسي ركّز اهتمامه على مراقبة وتعقّب تحرّكات الأميركيين في التنف جنوب البلاد، فيما تولّى الجانب الإيراني مهامّ مراقبة واستهداف القواعد الأميركية في محافظتَي الحسكة ودير الزور، في الشمال الشرقي منها. وفي هذا الإطار، أفادت مصادر ميدانية، «الأخبار»، بأن «طائرة مسيّرة تابعة للمقاومة الشعبية السورية المدعومة من إيران، نجحت في اختراق نظام مراقبة خاص نشرتْه الولايات المتحدة في عموم قواعدها في سوريا، واستهدفت بعدّة صواريخ هنغاراً هو عبارة عن غرف منامة، ما أدّى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية»، مشيرة إلى أن «الاستهداف وقع بعد ظهر الخميس، من دون تحديد الوجهة التي انطلقت منها الطائرة المسيّرة». ولفتت المصادر إلى أن «نجاح الطائرات المسيّرة في إسقاط قتلى في صفوف الأميركيين، يُعتبر تطوّراً نوعيّاً في عملها»، متوقعةً أن «تصعّد المقاومة من عمليّاتها حتى الوصول إلى هدفها الرئيس في الضغط على قوات الاحتلال الأميركي، لمغادرة المنطقة نهائيّاً». وبعمليّتها هذه، تكون «المقاومة الشعبية» قد تمكّنت من خرْق نظام مراقبة عالي التقنية، يتضمّن رادارات وكاميرات حراريّة ونظام دفاع جوياً نصبته الولايات المتحدة في جميع قواعدها في سوريا. كما أن استهداف «مطار خراب الجير» خصوصاً، وإنْ لم يكن الأوّل من نوعه، يمثّل نجاحاً إضافيّاً للمقاومة، لكون المنطقة تقع تحت سيطرة «قسد»، منذ أكثر من 10 سنوات، فيما تبعد أقرب نقطة من أماكن وجود المقاومة المفترضة في دير الزور، عنه، أكثر من 200 كلم. ومن هنا، ثمّة ثلاثة احتمالات لنقطة انطلاق المسيّرة، وجميعها كارثيّة بالنسبة إلى الأميركيين: فإمّا أنها نجحت في قطْع أكثر من 200 كلم من مناطق سيطرة الجيش السوري في دير الزور متجاوزةً سلسلة من القواعد الأميركية في الدير والحسكة، أو أنها انطلقت من محيط القاعدة، أو أنها انطلقت من داخل الحدود العراقية الملاصقة للقاعدة، وهو احتمال يبدو ضعيفاً.

ساد التخبط صفوف القوات الأميركية الموجودة في «قاعدة التنف»

وأمام هذه السيناريوات، ساد التخبّط صفوف القوات الأميركية الموجودة في القاعدة، والتي نفّذت، بالتعاون مع «قسد»، سلسلة اعتقالات بحقّ مدنيين في القرى والتجمّعات السكنية المحيطة، بتهمة تسريب معلومات عن تحركات القوات الأميركية ومراكزها في المنطقة. كذلك، شهدت أجواء محافظتَي الحسكة ودير الزور، تحليقاً متواصلاً للطيران الأميركي الحربي والمسيّر، في موازاة استنفار داخل القواعد ونشر دوريات تابعة لـ«قسد» في محيط «العمر» و«كونيكو»، تخوّفاً من وقوع هجمات مشابهة لهجوم «خراب الجير». وبعد مرور 12 ساعة على الاستهداف، وتأكيد وقوع خسائر بشرية في صفوف الأميركيين، نفّذت طائرات حربيّة أميركية، غارات جويّة على عدّة مواقع لقوات محلية سورية مدعومة من إيران في مدينة دير الزور وبادية البوكمال. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية («البنتاغون»)، في بيان، «شَنّ غارات محدودة ودقيقة ضدّ جماعات مدعومة من إيران شرق سوريا، رداً على هجوم طائرة من دون طيار أسفر عن مقتل متعاقد أميركي وإصابة خمسة جنود». وأشار البيان إلى أن «أجهزة الاستخبارات حدَّدت أن المسيّرة من صنع إيراني»، مضيفاً أنه «تمّ تنفيذ الغارات الجوية، رداً على الهجوم الذي وقع الخميس، بالإضافة إلى سلسلة من الهجمات الأخرى ضدّ قوات التحالف الدولي من مجموعات تابعة لإيران». من جهتها، أكدت مصادر ميدانية سورية في دير الزور، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «طائرات تابعة للاحتلال الأميركي اعتدت بعدّة غارات على بناءين عسكريّين توجد فيهما قوات رديفة في منطقة هرابش، بالقرب من مطار دير الزور العسكري، ما أدّى إلى ارتقاء خمسة شهداء وأربعة جرحى»، مضيفاً أن «العدوان طاول أيضاً نقطة عسكرية لقوات رديفة في بادية القورية في ريف الميادين، ما أدّى إلى استشهاد عنصرَين وجرح خمسة أفراد من القوات الرديفة». وعادت «المقاومة الشعبية» للردّ على الاعتداءات الأميركية مجدّداً، باستهداف صاروخي لقاعدة حقل «العمر» النفطية، شمال شرقي دير الزور، بعد ظهر الجمعة، من دون معلومات عن حجم الخسائر، ووسط استمرار حالة التوتّر في عموم المنطقة. في هذا الوقت، حذّر «المركز الاستشاري الإيراني»، في بيان، أمس، الأميركيين من استهداف مراكزه وقواته، قائلاً: «نملك اليد الطولى ولدينا القدرة على الردّ في حال تمّ استهداف مراكزنا وقواتنا على الأراضي السورية». كما أوضح أن العدوان استهدف «نقاطاً مدنية» هي عبارة عن «مخازن تغذية ومراكز خدمات»، لافتاً إلى سقوط «عدد من الشهداء والجرحى الأبرياء الذين لا ذنب لهم». كما أشار البيان إلى أن الاحتلال الأميركي يحاول، من خلال اعتدائه على المنطقة منذ سنوات، «فرْض معادلة، ولطالما كانت ذريعتهم أنهم يردّون على مصادر نيران»، مضيفاً أنه «تبيّن أنهم يسعون، بحسب ما يعتقدون ويُشيعون، إلى استهداف أسلحة دقيقة وتجهيزات حسّاسة تنقلها إيران، وتُشكّل خطراً على ربيبتهم إسرائيل». وفي أعقاب إطلاق التحذير الإيراني، تمّ استهداف القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي في ريف دير الزور الشرقي، بعدة قذائف صاروخية.

السعودية - سوريا: نهاية قطيعة.. بداية توازن

الاخبار...علاء حلبي .. استبعد الأسد عودة سوريا إلى «جامعة الدول العربية» في وضعها الحالي

مع إعلان السعودية اتفاقها مع سوريا على عودة الخدمات القنصلية المتبادلة في كليهما، تفتتح الرياض مرحلة جديدة في مسار انفتاحها على دمشق، يُتوقَّع أن تتقوّى خلال الفترة المقبلة مع زيارة منتظَرة لوزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إلى العاصمة السورية في الأسابيع الآتية. وإذ سيكون من شأن الخطوات السعودية المتلاحقة هذه، أن تمنح زخماً كبيراً لعملية كسْر العزلة الجارية عن الحكومة السورية، بدفع روسي، فهي ستسهم، في المقابل، في تعزيز الحافزية الأميركية إلى بذل مزيد من الجهد على طريق عرقلة هذا الانفتاح، وهو ما أعلنه بصراحة أنتوني بلينكن، كاشفاً أنه راسَل العواصم المعنيّة بضرورة فرملة ما تقوم به حيال دمشق..... أعلنت السعودية، رسمياً، العمل على إعادة علاقتها مع سوريا عن طريق تفعيل الخدمات القنصلية، وهو ما يُتوقّع أن يَدخل حيّز التنفيذ مع حلول عيد الفطر في شهر نيسان المقبل، ليُطوى بذلك أكثر من عقْد من القطيعة بين البلدَين اللذَين لطالما فرضت علاقتهما توازناً إقليمياً انعكس في مراحل عديدة على دول أخرى، أبرزها لبنان الذي يعيش في الوقت الحالي فراغاً رئاسياً. وعلى الرغم من حصْر الإعلان السعودي عن استعادة العلاقات بالخدمات القنصلية، فهو يأتي بعد جولات عديدة من المباحثات، سواء الأمنية المباشرة بين البلدَين، أو السياسية التي بدأت عام 2019 عبر مبادرة روسية انضمت إليها لاحقاً سلطنة عمان والإمارات، بينما زاد زخمَها التوافق السعودي - الإيراني، والذي وصفه الرئيس السوري، بشار الأسد، خلال لقاء مصوَّر أثناء زيارته لموسكو، قبل نحو عشرة أيام، بأنه «مفاجأة سارّة». على أن الأسد الذي نوّه إلى أن السعودية ابتعدت منذ سنوات عن التدخّل في الشؤون الداخلية السورية و«لم تدعم أيّاً من الفصائل»، وفق تعبيره، استبعد عودة سوريا إلى «جامعة الدول العربية» في وضعها الحالي، في إشارة إلى ما يتردّد عن دعوة سعودية منتظَرة لدمشق للمشاركة في قمّة الرياض المقبلة، معتبراً أن العلاقات الثنائية أكثر أهمّية بالنسبة إلى بلاده. ولا يُعتبر الموقف السعودي، على رغم تأخّره، مفاجئاً؛ إذ أبدت الرياض مرونة متزايدة تجاه دمشق خلال العامَين الماضيَين، تَعزّزت خلال الأسابيع الفائتة مع إعلان المملكة وجود توافُق عربي على ضرورة التواصل مع سوريا. وعبّر عن ذلك وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، الذي يُتوقّع أن يزور دمشق خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بالقول: «الإجماع يتزايد في العالم العربي على أن عزل سوريا لا يجدي، وأن الحوار مع دمشق ضروري، وخاصة لمعالجة الوضع الإنساني هناك (...) هناك توافق في الآراء في العالم العربي، الوضع الراهن لا يمكن أن يستمرّ. وهذا يعني أنه يتعيّن علينا إيجاد سبيل لتجاوزه». ويأتي توقيت إعادة تفعيل الخدمات القنصلية في البلدَين، ليفتح الباب أمام ملفّ الحج الشائك، والذي استعملته السعودية خلال السنوات الماضية كأداة ضغط سياسية، بعد تسليمها إيّاه لـ«الائتلاف السوري» المُعارض، الأمر الذي حرم آلاف السوريين من الحج، وأجبر كثيرين على السفر إلى العراق أو تركيا أو لبنان بحثاً عن طريق لأداء الفريضة. وكان «الائتلاف»، الذي ينشط من تركيا، أعلن أن المملكة حدّدت حصة سوريا هذا العام بـ22500 حاج، واضعاً عبر «لجنة الحج» التي قام بتأسيسها بعد تسليمه الملفّ، آلية لتسجيل الطلبات، علماً أن الحج يُعتبر أحد أبرز مصادر دخْل التشكيل المُعارض، حيث تتجاوز تكاليفه لكلّ شخص 8 آلاف دولار، على الرغم من حديث «الائتلاف» عن أن متوسّط تكاليفه بلغ العام الماضي حوالي 4500 دولار. وأيّاً يكن، فإن مسألة الحج تبدو اليوم مفتوحة على ثلاثة احتمالات: إمّا سحْبها من يد المعارضة وإعادتها إلى وضعها الطبيعي عبر وزارة الأوقاف السورية؛ أو تأجيل هذه الخطوة إلى العام المقبل منعاً لحدوث التباسات؛ أو إيجاد آلية تَفتح باب أداء الفريضة أمام السوريين الآتين من دمشق جزئياً في العام الجاري، على أن تتمّ إعادة كامل الملفّ إلى دمشق العام المقبل.

تُعتبر الالتفاتة السعودية خطوة جديدة في كسْر حالة الجمود العربي مع دمشق

وفي المجمل، تُعتبر الالتفاتة السعودية خطوة جديدة على طريق كسْر حالة الجمود العربي حيال سوريا، لتنضمّ الرياض بذلك إلى ركْب العواصم التي استعادت علاقاتها مع دمشق، ومن بينها: أبو ظبي ومسقط والجزائر وتونس وبغداد والمنامة وعمّان والقاهرة. وفي المقابل، تتابع الولايات المتحدة حملة التصعيد السياسي ضدّ الحكومة السورية، في محاولة لإعاقة هذا الانفتاح عبر جميع الوسائل المتاحة، وهو ما عبّر عنه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال جلسة استماع في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب أوّل من أمس، حيث أكد أنه بعث بشكل شخصي برسائل عبر الأقنية الرسمية إلى الدول التي تعمل للتطبيع مع سوريا، وتحديداً الإمارات والبحرين والجزائر وعمان ومصر، من أجل إبلاغها الموقف الأميركي الرافض لذلك. وجاء إعلان بلينكن في وقت طالب فيه أربعة مسؤولين عن العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي، عبر رسالتَين تمّ توجيههما إلى وزيرَي الخارجية والخزانة الأميركيَّين، بالتشدّد في تطبيق «قانون قيصر»، الذي يتيح فرْض عقوبات على أيّ كيانات تتواصل مع دمشق. بالتوازي مع ذلك، استضافت العاصمة الأردنية عمّان اجتماعاً ضمّ ممثّلين عن 12 دولة عربية وغربية، أبرزها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والسعودية وقطر والعراق والأردن والإمارات وتركيا، بالإضافة إلى ممثّلين عن «الجامعة العربية» والمفوضية الأوروبية والأمم المتحدة، لمناقشة الملفّ السوري. ويتبنّى الأردن مبادرة لحلّ الأزمة السورية منذ ثلاث سنوات، تقوم على ضرورة تغيير استراتيجية الحلّ السياسي في ظلّ استعصاء الأزمة، وفشل محاولات إسقاط نظام الحُكم في سوريا، الأمر الذي يجعل التواصل مع دمشق أمراً لا بدّ منه. وتدعو المبادرة إلى خطوات دقيقة، تُقابلها إجراءات سياسية تحاول عمّان استخلاصها وتحديدها، وهو ما أعلنت دمشق دعمها له، غير أن هذا الاجتماع لم يَخرج بأيّ جديد، بل تضمّن بيانه الختامي كلمات فضفاضة ومكرَّرة عن اجتماعات سابقة مشابهة، من بينها «تجديد الدعوة إلى وقف إطلاق نار على مستوى البلاد، وإلى وصول المساعدات الإنسانية بصورة مستمرّة ومن دون عراقيل إلى جميع السوريين من خلال كلّ السبل، بما في ذلك عبر الحدود وعبر الخطوط»، و«دعم قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2254». أمّا المستجدّ الوحيد الذي يمكن تسجيله في الاجتماع، فهو مناقشة آثار الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا، حيث رحّب المشاركون بموافقة دمشق على فتح معبرَين إضافيَّيْن عبر الحدود (باب السلامة والراعي) لإيصال المساعدات إلى الشمال السوري، ودعوا المجتمع الدولي إلى توفير المساعدات الإنسانية، بما في ذلك من خلال الاستجابة الطارئة ومشاريع التعافي المبكر لكلّ السوريين المحتاجين. كما رحّبوا بالنتائج التي حقّقها «مؤتمر المانحين» الذي عُقد في بروكسل الأسبوع الماضي لجمع التبرّعات لتركيا وسوريا، والذي استهجنت دمشق لأْمه من دون أيّ تمثيل حكومي سوري، واستبعاد المنظّمات التي تعمل في مناطق سيطرة الحكومة السورية وعلى رأسها «الهلال الأحمر السوري» منه. والجدير ذكره، هنا، أنه من المقرّر أن يتمّ استكمال النقاش في الشقّ الإنساني خلال مؤتمر بروكسل السنوي السابع، والذي سيُعقد في الخامس عشر من شهر حزيران المقبل.

منظومة إقليميّة للتكيُّف مع «عالم فوكا»

الاخبار... وليد شرارة ... المصالحات التي يشهدها الإقليم، وآخرها تلك التي تمّت بين إيران والسعودية، أو المتوقّعة بين هذه الأخيرة وسوريا، هي نتاج لسياسات تكيُّف اعتمدتها معظم دوله للتعامل مع تحدّيات ومخاطر دخول النظام الدولي في مرحلة انتقالية صعبة. فانحدار هيمنة الولايات المتحدة التي تربّعت على رأس هرم هذا النظام لعقود طويلة، واحتدام المواجهة الاستراتيجية بينها وبين روسيا والصين، وما استتبعه ذلك من تراجع لأولوية الشرق الأوسط على جدول أعمالها هي التحوّلات البنيويّة المركزيّة التي تُفسّر، إلى جانب عوامل أخرى ظرفيّة، سياسات التكيُّف المشار إليها. وقد تعاظمت، خلال هذه المرحلة، السمات التي طبعت الوضع الدولي منذ بداية التسعينيات، والمتأتّية عن جملة تحوّلات متفاعلة تكنولوجية واقتصادية واجتماعية وفكرية. والسمات المذكورة هي: التقلّب الشديد (Volatile)، واللايقين (Uncertainty)، والتعقيد (Complexity)، والغموض (Ambiguity)، أو باختصار «عالم فوكا» (VUCA WOLRD)، وهي كلمة مؤلّفة من الأحرف الأولى للمفاهيم المذكورة. وعلى الرغم من أن مفهوم «عالم فوكا» استخدمه للمرّة الأولى الاقتصاديان وارن بنيس وبيرت نانوس، في كتابهما «استراتيجيات للقيادة»، الصادر في عام 1985، والمخصّص لبحث التحدّيات التي تفرضها العوامل الخارجية المتعدّدة والمتفاعلة على مسؤولي الشركات وعملية إدارتها، فإن الجيش الأميركي «استعار» المفهوم المذكور مع بداية التسعينيات. فمع انهيار الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي وما عناه ذلك من «اختفاء» للعدو الواضح، وحلول مفهوم مبهم وغائم كـ«التهديد»في مكانه، باتت المهمّة الموكلة لهذا الجيش هي بلورة استراتيجيات وخطط للتعامل مع «تهديدات» في ظروف عالمية يسود فيها التقلّب الشديد واللايقين والتعقيد والغموض. كانت واشنطن في موقع القطب الأحادي آنذاك، وارتبط التسليم بدورها من قِبَل حلفائها، بالتزامها برعاية أمنهم ومصالحهم والحدّ من المفاعيل السلبية لـ«عالم فوكا». انحسار نفوذ واشنطن في الإقليم، وبشكل خاص بعد أكثر من عقدَين من النزاعات التي تسبّبت بها عندما غزت العراق ضمن مشروع لإعادة صياغة المنطقة برمّتها، يدفع بعض دوله إلى محاولة السعي لبناء «شبكات أمان» موازية للشبكات الأميركية، أو إحياء تلك التي كانت موجودة وتعطّلت بفعل هذا الغزو. المصالحة السعودية مع سوريا ومع إيران هي ترجمة لهذه التوجّهات المستجدّة.

انحسار نفوذ واشنطن في الإقليم يدفع بعض دوله إلى محاولة السعي لبناء «شبكات أمان» موازية لتلك الأميركية

مشروع إعادة صياغة الشرق الأوسط عنى في ما عنى، إضافة إلى تفكيك بعض دول المنطقة وإعادة بنائها على أسس طائفية وعرقية، تدمير النظام الإقليمي العربي الذي كان قائماً قبل عام 2003، وما ترتّب عليه من علاقات تعاون بين بلدانه، وقطْع علاقات هذه البلدان بإيران، لتشرف واشنطن بعد هذا «الهدم»، على عملية «بناء» طبقاً لمخطّطاتها. أيّ مراجعة لتسلسل الأحداث لا تدع مجالاً للالتباس: غزت الولايات المتحدة العراق في 2003، وبدأ بعد ذلك مسار تدهور علاقات معظم الدول الخليجية مع سوريا، وصولاً إلى القطيعة الكاملة معها في 2005، ومع إيران، التي انقطعت العلاقات معها في مرحلة لاحقة. ما نراه حالياً من تطبيع للعلاقات بين جميع هذه الأطراف يتّصل بهزيمة المشاريع الأميركية في المنطقة وفشلها في إضعاف محور المقاومة، واتّضاح عقم رهان البعض على حماية واشنطن، وكذلك بقرار الأخيرة التفرّغ لأولوية المجابهة مع روسيا والصين. غير أنّ اعتباراً آخر حَكم قرار التطبيع المشار إليه، وهو حاجة جميع دول الإقليم إلى استعادة قدْر معيّن من الاستقرار، والتعاون في ما بينها، للتفرّغ بنجاح أكبر لتحدّياتها الداخلية الاقتصادية والاجتماعية، مع الاختلاف في درجة خطورة تلك التحدّيات من ساحة إلى أخرى. مشاريع التحديث الاقتصادية والتكنولوجية في السعودية تحتاج إلى استقرار لجذب المستثمرين، والأمر نفسه ينطبق على الإمارات. إيران تحتاج إلى الاستقرار لمواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الداخلية لسنين طويلة من الحصار والضغوط الأميركية المختلفة. والأمر بطبيعة الحال ينطبق بقوّة أكبر على سوريا لإعادة إعمار ما دمّرته الحرب التي تعرّضت لها. ولا شكّ في أن تأمين شروط استقرار مستدام، لا ينهار بفعل هزّات أمنية أو تطوّرات خارجية سرعان ما تنعكس في الإقليم، كالمفاعيل المحتملة لتفاقم أزمة الغذاء العالمية على الأوضاع الداخلية في أكثر من دولة في المنطقة، يقتضي السعي إلى بناء منظومة إقليمية للأمن والتعاون توثّق أواصر التعاضد بين دوله، وتنمّي شبكة مصالح مشتركة في ما بينها. لقد تراجعت العقبة الرئيسة التي منعت التعاون بين شعوب المنطقة ودولها، وهي الهيمنة الأميركية على الإقليم، واتّسعت آفاق الممكن أمامها. ومع استعار الصراع بين الولايات المتحدة والعملاقَين الروسي والصيني، وانغماس الأولى المتزايد فيه، تتاح فرص تاريخية لا توجد مبرّرات لعدم التقاطها.

دمشق تعلن قتل 11 من «تحرير الشام» غرب حلب

«داعش» يذبح 15 شخصاً في بادية حماة و«مصير مجهول» لـ 40 آخرين

دمشق ـ لندن: «الشرق الأوسط»... شهد ريف حلب الغربي بشمال سوريا مواجهات عنيفة بين قوات النظام و«هيئة تحرير الشام»، التي أعلنت شن هجوم وصفته بـ«الانغماسي» على موقع للقوات الحكومية بمناسبة بدء شهر رمضان الكريم. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) الرسمية عن بيان لوزارة الدفاع أن وحدات من القوات المسلحة «تصدت لهجوم إرهابي كبير» شنته مساء الخميس مجموعة من تنظيم «جبهة النصرة» (هيئة تحرير الشام) «على مواقعنا في منطقة كفر عمة شرق الأتارب في ريف حلب الغربي مستغلة وقت الإفطار». وأوضح البيان أن وحدات الجيش «كبدت الإرهابيين خسائر فادحة في الأفراد والعتاد»، وقتلت 11 من المهاجمين بينهم زعيمهم و«أصابت أعدادا كبيرة منهم». وأشار إلى سحب خمس جثث من قتلى المهاجمين وبعضهم من «جنسيات أجنبية». من جهته، أوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن المواجهات أسفرت عن مقتل 5 وإصابة 10 من «هيئة تحرير الشام»، و5 قتلى و6 جرحى من قوات النظام، مشيراً إلى أن «تحرير الشام» حاولت تنفيذ عملية تسلل على محور الفوج 46 بريف حلب الغربي. وتحدث عن إصابة 10 مدنيين أيضاً نتيجة قصف قوات النظام على مناطق غرب حلب. وكانت حسابات مرتبطة بـ«هيئة تحرير الشام» أعلنت مقتل عناصر من لواء «عمر بن الخطاب» التابع لها جراء «عملية انغماسية» ضد مواقع قوات النظام بمناسبة حلول الشهر الفضيل. على صعيد آخر، أفاد «المرصد السوري» بمقتل ما لا يقل عن 15 شخصاً جراء «المجزرة المروعة» التي ارتكبها عناصر تنظيم «داعش» في ريف سلمية ببادية حماة الشرقية أول من أمس، مشيراً إلى أن القتلى هم 7 من المدنيين و8 من المسلحين العشائريين العاملين مع ميليشيا محلية، «قضوا جميعاً ذبحاً بالسكاكين على أيدي عناصر التنظيم في المنطقة الواقعة بين جرف مارينا وحريبة شرق آثريا، بريف سلمية ضمن بادية حماة الشرقية». وأضاف أن «أكثر من 40 شخصاً آخر يواجهون مصيراً مجهولاً، حيث لا يزالون في عداد المفقودين منذ وقوع الجريمة» يوم الخميس. ولفت إلى أن قوات النظام أرسلت تعزيزات عسكرية إلى مكان حدوث الجريمة التي وقعت أثناء جمع الضحايا فطر «الكمأة» التي تُعد مصدر رزق للمواطنين، حيث تباع بسعر يصل لنحو 75 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد، بينما يتم بيع الكيلو الواحد في دمشق بقرابة 180 ألف ليرة سورية. وأضاف «المرصد» أن «داعش» يستغل حاجة المواطنين، مدنيين وعسكريين على حد سواء، للإيقاع بهم في «فخ الكمأة» التي تنمو في البادية السورية والمناطق الصحراوية.



السابق

أخبار لبنان..ليف تبحث عن موقع لبنان بربطه بصندوق النقد ولا فيتو على فرنجية..باسيل يهاجم تغيير الساعة ويتوعد الحاكم والمنظومة.. واحتواء التوتر بين المصارف والمودعين.."حزب الله" يهاجم الموفدة الأميركية: أتَت لتُعكّر تقاربات المنطقة..حزب الله «يستأنس» و«يفحص» مرشحيْن..المعارضة تسعى لتأمين «الثلث الضامن» بحثاً عن تسوية رئاسية..تحذير أميركي: وضع لبنان لا يمكن أن يستمر كما هو..شبهات «بعدم شفافية» تلاحق مشروع إنشاء مبنى في مطار بيروت..الجيش اللبناني يوقف نجل أحد المطلوبين بتهمة الاتجار بالمخدرات..

التالي

أخبار العراق..القوات الجوية العراقية تقصف أهدافاً لـ«داعش» في ديالى..الرئيس العراقي يبحث مع الأمين العام للأمم المتحدة أزمة المياه..

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,208,446

عدد الزوار: 6,940,513

المتواجدون الآن: 136