حزب الله: دولة ولاية الفقيه مؤجلة ودولة لبنان راهنة الوجوب

تاريخ الإضافة الأحد 19 تشرين الأول 2008 - 9:47 ص    عدد الزيارات 1264    التعليقات 0

        

بقلم أديب طالب
في 14/10/2008 صرّح اللواء عصام أبو جمرة القيادي البارز في تيار الجنرال عون: (ان حزب الله لا يأخذ أوامر من إيران، بل هو يستأنس برأيها فقط). تصريح السيد اللواء مفيد فضلاً عن طرافته، في أي تحليل يتعلق بالعلاقة بين حزب الله وإيران. والجنرالان عون وأبو جمرة (يمونان) على الحزب، وينوبان عنه في شرح علاقته بإيران استناداً لورقة التفاهم (التاريخية) بينهما وبين الحزب. وكل ما نأمله ان تثمر ورقة التفاهم تعزيزاً حقيقياً للبنانية حزب الله. ونرى ان ما يدعمها ويؤكد مصداقيتها تفاهم آخر مسيحي مسيحي قابل للانجاز في الساحة اللبنانية.
إن كل المصالحات الدرزية الدرزية والسنية الشيعية والمسيحية المسيحية عامل مساعد في ترسيخ لبنانية حزب الله واستقلال قراره وحلفاءه عن الآخرين وبالذات وهي الأكثر أهمية والأنسب مثالاً.
إن تمسك حزب الله قولاً وفعلاً بلبنانيته يدحض اتهامه بالتبعية المطلقة لإيران. كما ويدحض الحجة المحلية والاقليمية والدولية لاتخاذ موقف لبناني وعربي ودولي وحتى اسرائيلي موجه ضده.
ورغم استراتيجية العلاقة بين الحزب وإيران فإن أمينه العام السيد حسن نصرالله، كانت له رؤاه الخاصة ببلده لبنان والتي اختلفت أحياناً عن الرؤى الايرانية، وكان هذا من حقه طالما انه الموجود على الأرض وهو الأدرى بشعاب الجبل والساحل والشمال والجنوب ديموغرافياً وجغرافياً وسوسيولوجياً. وهو الأدرى بخصوصية لبنان وخصوصية الحزب الالهي في لبنان، بعيداً عن الايديولوجيا الدينية الرافضة للفصل بين الدين والدنيا.
ولقد ركز السيد حسن نصرالله في آخر تموز 2006 على حل يحفظ الكرامة، كرامة من قاتل من أجل تحرير الجنوب وكرامة كل اللبنانيين والتي تبقى وهماً دون حرية وسيادة واستقلال، ومفيد ان تضيف الى كلام السيد وكلام اللواء كلام القيادي البارز في حزب الله النائب حسين الحاج حسن بداية اكتوبر 2006 »إذا وجد نهج سياسي جديد فحزب الله يده ممدودة والحزب لا يريد إلغاء أحد وان التحالف مع سوريا وإيران لا يقضي فرض سياساتهما على الحزب«.
ان المصالحات اللبنانية اللبنانية »والحزب وأمل« رئيسان فيها ترسم نهجاً سياسياً جديداً، استقلالياً بعيداً عن الآخرين وقريباً وملتصقاً بلبنان واللبنانيين، ولن نقول ان الآخرين هم الجحيم بل نقول دعوا لبنان للبنان.
ان لبنانية حزب الله ليست أمراً طارئاً عابراً أو مؤقتاً، إنما هي قد مدت جذورها في نهاية العقد الأول من عمره 82 ـ 92، وقد انتقل آنذاك من حركة اسلامية تدعو لإسقاط النظام اللبناني الى حزب مشارك في هذا النظام، دون التخلي عن اسلامية مجتمعه الخاص مع ضرورة تأجيل السعي لإقامة دولة ولاية الفقيه فرعاً للأصل الايراني الى الزمن القادم المناسب. ان العقلية الايديولوجية المرنة التي تمتعت بها قيادة الحزب آنذاك والى الآن ساعدت وتساعد كثيراً على ذلك الانتقال.
القضية الفلسطينية فقدت الكثير، ليس من أحقيتها، وإنما من كونها قضية رابحة وذلك بعد ستين عاماً مريرة من الصراع من دون الاقتراب الجدي من تحقيق هدفها المركزي: التحرير والعودة. ولم تعد القضية المذهبية الشيعية قضية ملحة وفق تعقيدات العالم الراهن وقد مر عليها أكثر من أربعة عشرة قروناً. كلا القضيتان لم يعد من السهل اعتبارهما رافعة مجدية لأي حزب منظم وشعبي. وهذه نتائج يدركها حزب الله تماماً، ويدرك أيضاً ان العمل على الوصول لحقه السياسي والاقتصادي في بلده لبنان قضية ملحة وحتى مصيرية. وبقدر أن وجوده الفاعل يحدده ويحميه ذاك الادراك لأهمية تبنيه مع كل اللبنانيين ان لبنان، دولة ووطن، مؤهل للانسجام مع العالم الحديث أكثر من أي دولة مجاورة أو شريكة في الشرق الأوسط.
في 3/10/2008 قال قاذد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي غادي ايزنكوت: ان الجيش الاسرائيلي سيزرع الدمار الهائل والشامل في القرى اللبنانية كما فعل سابقاً في الضاحية باعتبارها قواعد عسكرية، في حال فكر حزب الله بإطلاق النار تجاه اسرائيل، ان الخطة قد أعدت بموافقة حكمة أولمرت وان الحرب القادمة سريعة جداً ولن تأخذ بعين الاعتبار الرأي العام العالمي.
من سيحمي حزب الله ولبنان من هكذا مصير؟؟؟
إننا نرى ان الأمور تفعل ذلك:
1 ـ سد الذرائع في وجه العدوانية الاسرائيلية سداً تاماً.
2 ـ انجاز المصالحات الوطنية اللبنانية اللبنانية انجازاً تاماً وعلى قاعدة المصالح العادلة لكل الفرقاء، وضرورة تجنب حرب شديدة القذارة قد تشنها اسرائيل عليهم جميعاً.
3 ـ الحفاظ على القدرة العسكرية لحزب الله ودمجها تدريجياً وببطء وبالتفاهم مع الجيش اللبناني وتوظيف قدراتها الدفاعية والهجومية في حماية الوطن اللبناني من أي عدوان خارجي.
4 ـ البعد عن المحاور الاقليمية والدولية والامتناع عن الانجرار الى أي صراعات لا مصلحة للبنان فيها؛ مهما كانت الذرائع ايديولوجية أو تحررية.
5 ـ حماية السلم الأهلي والسلم الوطني وسلم المنطقة العادل والشامل.
وهنا لا بد من الاشارة الى ايران. هل ترضى ايران هذا المصير لحزب الله وهذا الخراب للبنان والذي يتوعدهما به القائد الاسرائيلي؟؟؟ لا اعتقد جازماً، ولاني كذلك أرى ان على ايران ان تأخذ الخطر الاسرائيلي القادم ـ ليس عليها ـ وانما على حزب الله ولبنان في سلم أولوياتها السياسية والعسكرية اثناء مفاوضاتها تحت الطاولة مع الأميركيين وان تكف عن التصريحات النارية بازالة الدول او رميها في البحر وان تكف عن نبوآتها بزوال الأقطاب والأذناب ورحم الله امرىء عرف حده فوقف عنده.
يقول الأمين العام لحزي الله السيد نصر الله: »نحن لا نطرح فكرة الدولة الاسلامية في لبنان على طريقة الطالبان في افغانستان، ففكرة الدولة الاسلامية في لبنان حاضرة على مستوى الفكر السياسي، أما على مستوى البرنامج السياسي فان خصوصيات الواقع اللبناني لا تساعد على تحقيق هذه الفكرة فالدولة الاسلامية المنشودة ينبغي أن تكون نابعة من ارادة شعبية عارمة ونحن لا نستطيع اقامتها الآن.
اذن... ان ما أوردناه في عنوان هذا القال ليس بعيداً أبداًَ عن قول السيد، ويصلح أن يكون سنداً شرعياً لاقامة دولة لبنان المدنية الديموقراطية النابعة والحامية والراعية من وللتركيبة اللبنانية الوطنية المعروفة. والمصالحات الجارية الآن مدخل رئيسي وممتاز لتصحيح الخلل في كيان الدولة اللبنانية والذس استمر اكثر من ربع قرن.
ويقول السيد ايضاً: امين عام الحزب لبنانييي وكل كوادر الحزب لبنانية ويمارس نشاطه على ارض لبنانية ويدافع ويقدم شهداء في سبيل تحرير الأرض اللبنانية وكل هذه معايير كافية على ان الحزب لبناني ليس ايرانياً.
ان لبنانية حزب الله تترك, بعد التطبيق العملي، لكلام السيد زيادة لمستزيد. وبقاء الحزب اساس لبقاء وبناء لبنان الديموقراطي ودولته الحديثة، وكلاهمام متلازمان متكاملان ونفي أحدهما للآخر. وعلى الآخرين ان يغادروا الملعب اللبناني، لاعبين او مشاهدين ويهتموا بشؤونهم فقط ويدركوا أن محاولاتهم لتخريب المصالحات اللبنانية لن تجديهم نفعاً والسلام.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,081,206

عدد الزوار: 6,751,907

المتواجدون الآن: 95