نجاح «طالبان» أفغانستان يعطي زخماً لنظيرتها في باكستان...

تاريخ الإضافة الإثنين 15 تشرين الثاني 2021 - 6:11 م    عدد الزيارات 431    التعليقات 0

        

نجاح «طالبان» أفغانستان يعطي زخماً لنظيرتها في باكستان...

كابل: «الشرق الأوسط أونلاين»... أعطت سيطرة حركة «طالبان» على الحكم في أفغانستان زخماً إضافياً لنظيرتها الباكستانية «طالبان باكستان» التي برزت من جديد منذ عام، ما أرغم إسلام آباد على التفاوض معها لتجنّب العودة إلى الوقت الذي كانت ترعب فيه البلاد، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وشنّت «طالبان باكستان»، وهي حركة منفصلة عن «طالبان» الأفغانية لكن تحرّكها الآيديولوجية نفسها وتاريخ مشترك طويل، هجمات دامية لا تُحصى هزّت باكستان بين إنشائها في 2007 و2014. لكن بعد ذلك أضعفتها عمليات مكثّفة شنّها الجيش وأُرغمت على الانسحاب إلى الجهة الأخرى من الحدود في الشرق الأفغاني وتقليص هجماتها على الأراضي الباكستانية. إلا أنها استعادت قوّتها منذ أكثر من عام بفضل قيادة جديدة، لا سيما بعد عودة «طالبان» إلى الحكم في أفغانستان في أغسطس (آب). ويقول مصدر من حركة «طالبان باكستان»: «منذ سقوط كابل، بات بإمكان مقاتلينا التحرك بحرية أكبر من الجانب الأفغاني. لم يعد لديهم خوف من طائرات مسيرة أميركية، وبات باستطاعتهم عقد لقاءات والتواصل بسهولة». وظهرت استعادة الثقة هذه أواخر أكتوبر (تشرين الأول) من خلال نشر صور زعيم «طالبان باكستان» المفتي نور ولي محسود يتنقل علناً في أفغانستان ويصافح السكان ويتحدث على الملأ، هذا الأمر كان مستحيلاً في ظل الحكومة الأفغانية السابقة الموالية للدول الغربية. وتبنت حركة «طالبان باكستان» 32 هجوماً في أغسطس (آب) و37 في سبتمبر (أيلول)، وهو أعلى عدد هجمات تتبناها الحركة خلال شهر منذ «خمسة أو ستة أعوام»، بحسب ما أعلن الباحثان أميرة جدعون وعبد السيد في مقال نُشر مؤخراً. كما أعلنت الحركة مسؤوليتها عن 149 هجوماً عام 2020، أي أكثر بثلاث مرّات من تلك التي نفّذتها عام 2019. ويشير الباحث في جامعة بيشاور سيد عرفان أشرف، إلى أن الحركة تريد استنساخ إنجاز «طالبان» الأفغانية. وأُنشئت «طالبان باكستان» على أيدي متطرفين باكستانيين ينتمون إلى تنظيم «القاعدة»، كانوا قد قاتلوا في صفوف «طالبان» بأفغانستان في التسعينات، قبل أن يعترضوا على الدعم الذي قدّمته إسلام آباد للأميركيين بعد غزوهم أفغانستان عام 2001. وينتمي أعضاؤها بشكل أساسي إلى البشتون على غرار عناصر «طالبان» الأفغانيين الذين لطالما دعمتهم باكستان بشكل سرّي لتحافظ على نفوذها في أفغانستان وتضع حداً لتأثير عدوّتها الهند. ونشأت حركة «طالبان باكستان» في المناطق القبلية في شمال غربي باكستان على الحدود مع أفغانستان، وقتلت في أقلّ من عقد، عشرات آلاف الباكستانيين من مدنيين وعناصر قوات الأمن. وسمحت العملية التي أطلقها الجيش الباكستاني عام 2014، بطرد الحركة من المناطق القبلية، بعدما ضعُفت جراء هجمات مسيرّات أميركية وانقسامات داخلية وانضمام عدد من عناصرها إلى الفرع الإقليمي لتنظيم «داعش». وبدءاً من عام 2015، تراجعت الحركة كثيراً، لكن بعد مقتل قائدها الملا فضل الله بطائرة مسيّرة أميركية، استجمعت قواها. واستُبدل فضل الله بنور ولي محسود، وهو من عشيرة محسود التي تثير الرعب والمتحدرة من جنوب وزيرستان التي يتحدّر منها أيضاً مؤسس الحركة بيت الله محسود. وتحت قيادتها الجديدة، التحمت الحركة بدءاً من صيف 2020 عبر ضمّ نحو 10 فصائل مقرّبة من «القاعدة» أو مجموعات سابقة في الحركة تركتها لفترة. وفي الوقت نفسه، ضعُف «تنظيم داعش - ولاية خراسان» بسبب تخبطه بين الجيش الأفغاني الذي كان مدعوماً من الولايات المتحدة وحركة «طالبان» التي كانت آنذاك متمردة. وفي محاولة لتحسين صورة حركته والتميّز عن تطرّف «تنظيم ولاية خراسان»، طلب نور ولي أن تركز هجمات حركته على قوات الأمن وليس على المدنيين. وجدّد تأكيده على دعم حركة «طالبان» الأفغانية التي تقاتل حالياً تنظيم «ولاية خراسان»، خصمها الرئيسي الذي كثّف هجماته الدامية في العاصمة كابل وخارجها. وتضمّ حركة «طالبان باكستان» بين 2500 وستة آلاف مقاتل بحسب الأمم المتحدة، وعادت لتثير الرعب مجدداً في مناطق القبائل، رغم أنها لم تعد تسيطر عليها جزئياً كما كانت في العقد الماضي. ويروي أحد شيوخ عشيرة محسود أن عناصر الحركة لا يظهرون علناً في منطقة القبائل كما كانوا يفعلون من قبل، «لكن الناس يشعرون بوجودهم» خصوصاً خلال ساعات الليل. ويقول إن في منطقته جنوب وزيرستان التقليدية جداً والمتشدّدة دينياً، «معظم الناس يحبّون (طالبان) الأفغانية، لأن ما تفعله هو باسم الإسلام». وتحظى حركة «طالبان باكستان» بتقدير البعض، لكن الناس يخشون خصوصاً أن تدشّن عودتهم حقبة عنف جديدة. وفي أكتوبر (تشرين الأول)، أعلنت الحكومة الباكستانية التي لا تُخفي قلقها، أنها بدأت مفاوضات سلام مع الحركة للمرة الأولى منذ عام 2014. وأعلن الطرفان مطلع الأسبوع، أنهما توصلا إلى وقف إطلاق نار لمدة شهر قد يتمّ تجديدها في فترة المفاوضات. وطرحت الحركة الإفراج عن نحو مائة من عناصرها كشرط مسبق لهذه الهدنة، بحسب مصدر في الحركة، لكن السلطات لم تؤكد موافقتها على هذا الطلب. وتتقدم إسلام آباد ببطء في هذه المفاوضات، إذ إن اتفاقات سابقة بقيت حبراً على ورق. وأفادت إذاعة «مشعل» بأن هذه المفاوضات يرعاها وزير الداخلية الأفغاني سراج الدين حقاني، وهو زعيم «شبكة حقاني» التي تصنّفها واشنطن إرهابية والمعروفة منذ زمن بأنها مقرّبة جداً من الجيش الباكستاني.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,593,922

عدد الزوار: 6,903,035

المتواجدون الآن: 94