عمليات التنقيب التركية قد تحول قبرص إلى بؤرة لـ"صراع الغاز"..

تاريخ الإضافة الإثنين 27 كانون الثاني 2020 - 8:04 م    عدد الزيارات 828    التعليقات 0

        

عمليات التنقيب التركية قد تحول قبرص إلى بؤرة لـ"صراع الغاز"..

إلينا سوبونينا: التحالف الروسي مع تركيا لن يكون على حساب دول الخليج..

اندبندنت... عربية...كفاية أولير صحافية .... اشتعلت مجدداً التوترات القائمة بين تركيا وقبرص والمندلعة منذ عقود، إثر إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بدء أعمال التنقيب عن الغاز الطبيعي قبالة سواحل الجزيرة المتنازع عليها، حيث نشرت أنقرة سفينة الحفر "Yavuz"، أمام السواحل القبرصية، ما أثار غضب الحكومة القبرصية اليونانية، التي اتهمت تركيا بالتحول إلى دولة قرصنة وأكدت عدم قانونية عمليات الحفر. قرار التنقيب أثار حفيظة الاتحاد الأوروبي، الذي أعلن على لسان جوزيب بوريل، مفوض الشؤون الخارجية للاتحاد، اعتزام الكتلة الأوروبية فرض عقوبات على الأفراد والشركات التركية المسؤولة عن التنقيب "غير القانوني"، وإدراج أسمائهم على اللائحة السوداء للاتحاد. وباعتبارها مستهلكاً كبيراً للغاز الطبيعي، فإن تركيا مهتمة بزيادة إمداداتها من الإنتاج بدلاً عن الاستيراد، حيث تعتمد في الوقت الحالي بالكامل تقريباً على واردات الغاز، ومعظمها يأتي من روسيا وإيران وأذربيجان، كما تشتري الغاز المسال أيضاً من عشرات المصدرين. وشهد استهلاك العام الماضي ما بين 44 و44.5 مليار متر مكعب، بانخفاض عن عام 2018، بسبب الطقس الدافئ على نحو غير عادي، ولكن لا يزال معدل الاستهلاك كبيراً بما يكفي لتحفيز الجهود لتأمين الإمدادات الخاصة. وبالنسبة إلى تركيا، لا تقتصر المسألة فقط على تأمين إمدادات الغاز الطبيعي لأسباب اقتصادية، بل توجد دوافع جيوسياسية محكومة بطموحات التوسع الجغرافي لأنقرة في شرق البحر المتوسط.

قبرص بؤرة للتوتر الجيوسياسي

قبرص المستعمرة بالبريطانية السابقة، التي لا تزال تحتضن قاعدة سلاح الجو الملكي، التي تستخدمها أيضاً الوحدات الأميركية قد تتحول إلى بؤرة للتوتر الجيوسياسي، والمصارف القبرصية كانت ملاذاً للأموال الروسية، حيث قدَّم بوتين المساعدات للجزيرة خلال الأزمة المالية العالمية في 2007 و2008. ومن المقرر أن يزور سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، قبرص في مارس (آذار) المقبل، كما يعتزم مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي هو الآخر زيارة الجزيرة في الربيع المقبل، مما يؤكد أن قبرص تسير في طريق التحول إلى بؤرة للتوتر الجيوسياسي، ناهيك عن أن الجزيرة لا تزال مقسومة بمنطقة الحزام المعروفة باسم "الخط الأخضر" بعد انهيار مباحثات إعادة توحيد الجنوب الناطق باللغة اليونانية والمعترف به دولياً، والشمال التركي في عام 2017، ولا تزال المنطقة خاضعة لدوريات الأمم المتحدة.

ولادة تحالف تركي روسي

ويسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى إعادة إحياء نفوذ بلاده السابق في شرق البحر الأبيض المتوسط بحليف جديد قوي هو فلاديمير بوتين. وكان أردوغان استضاف الرئيس الروسي، في إسطنبول يوم 8 يناير الحالي، لافتتاح خط أنابيب "ترك ستريم"، الذي سينقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا عبر تركيا. وموسكو لن تخسر شيئاً بتمثيل أنقرة لمصالحها في المتوسط، كما أن العقوبات المفروضة على تركيا ستجعلها أقرب إلى روسيا والتي ذاقت ولا تزال مرارة العقوبات الأميركية والأوروبية. ما يحدث في ليبيا اليوم على سبيل المثال، هو ولادة تحالف روسي تركي، يفضي إلى إنشاء كتلتين متجاورتين شاسعتين من شرق البحر المتوسط، من الساحل التركي في الشمال إلى ليبيا في الجنوب، مع حدود بحرية مشتركة بين الاثنتين. يشمل الجزء الشمالي، الذي تطالب به تركيا، بعض الجزر اليونانية وأجزاء من المنطقة الاقتصادية الخالصة في قبرص (EEZ)... ولعل أبرز ملامح هذا التحالف هو قيام الرئيس التركي، بشراء نظام صواريخ روسي من طراز S-400، رغم احتجاجات الولايات المتحدة وحلف الناتو. وهناك روابط قوية بين الدولتين في مجال الطاقة مع ليبيا تودان توسيعها. الآن هناك احتمال أن تضع الشركات الروسية والتركية احتياطيات طرابلس من النفط والغاز نصب أعينها. وروسيا كانت قد صرحت في الماضي أنها مهتمة بالعمل مع تركيا في استكشاف الطاقة وتطويرها. في هذا الصدد قالت إلينا سوبونينا، مستشارة في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية في تصريحات لـ"اندبندنت عربية"، "هناك تعاون استراتيجي بين روسيا وتركيا، وهو مهم ولكن في نفس الوقت روسيا لن تغير مبادئها الأساسية القائمة على التعاون مع جميع القوى في منطقة البحر المتوسط، ومن ثم أستبعد أن تبني روسيا علاقات مع تركيا على حساب دول الخليج التي ترتبط معها بعلاقات قوية. روسيا حريصة على أن تكون لها علاقات متوازنة مع دول العالم".

موسكو... علاقات قوية مع الخليج

وترى أن "هناك مبالغة في الطرح من قبل الرئيس التركي أردوغان عند الحديث عن ولادة تحالف روسي تركي، فهو أقرب إلى كونه تعاونا استراتيجيا" على حد وصفها. وأشارت إلى أن هناك هدفاً مشتركاً لمضاعفة التبادل التجاري بين روسيا وتركيا ليصل إلى 100 مليار دولار سنوياً، ورغم اهتمام موسكو الكبير بتعزيز علاقاتها مع أنقرة، فإنها لن تضحي بعلاقاتها القوية مع دول الخليج، وأستبعد أن يحصل ذلك خاصة في ظل التقارب الروسي الكبير مع السعودية والإمارات، وهناك أيضا علاقات روسية ممتازة مع مصر، إلى جانب العلاقات القوية مع دول أخرى تطل على البحر المتوسط، على رأسها قبرص، فموسكو حريصة على خلق علاقات متوازنة مع جميع الدول. وكان الرئيس أردوغان أعلن في وقت سابق من هذا الشهر، عن اتفاق تعاون مع الحكومة الليبية يشهد افتتاح ممر بحري بين البلدين عبر شرق المتوسط، وتضمنت الصفقة نصوصاً حول التنقيب المشترك عن النفط والغاز، إلا أن تعليق الرئيس التركي الأخير الذي دعا فيه إلى وجوب استشارة تركيا وليبيا بشأن أي نشاط استكشاف أو إنشاء خط أنابيب في المناطق بين البلدين، التي تمثل فعلياً شرق البحر المتوسط بأكمله، سيكون له تداعيات على عمالقة الطاقة، بما في ذلك "إيني سبا" الإيطالية.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,162,057

عدد الزوار: 6,758,107

المتواجدون الآن: 122