لبنان...الجمهورية...الإنتفاضة تُصرّ على حكومة تكنوقراط والإستشارات ابتعدت...نداء الوطن...علاء أبو فخر شهيد الثورة... "عودوا إلى بيوتكم"... تُشعل لبنان....اللواء....خطاب عون يُلهِب مشاعر الحَراك: قطع الطرقات ومخاوف من الإنزلاق إلى العنف!...دعوة عربية - دولية للإسراع بتأليف الحكومة.. وجنبلاط في الشويفات لتطويق حادث خلدة...

تاريخ الإضافة الأربعاء 13 تشرين الثاني 2019 - 5:55 ص    عدد الزيارات 2122    القسم محلية

        


الجمهورية...الإنتفاضة تُصرّ على حكومة تكنوقراط والإستشارات ابتعدت..

قذفت التطورات السياسية والامنية التي برزت ليلاً إستشارات التكليف الحكومي بعيداً، وأعادت الوضع مجدداً الى مزيد من التعقيد، وذلك على رغم ايحاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال مقابلته التلفزيونية انه سيدعو الى تلك الإستشارات غداً او بعد غد الجمعة، وقد تتأخر اياماً في حال لم يتلق "بعض الاجوبة من المعنيين". وتبين انّ رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري لم يحسم موقفه بعد قبولاً بتكليفه او تسمية مرشح آخر غيره لرئاسة الحكومة، حيث انّ نقطة الخلاف المركزية هي طبيعة الحكومة الجديدة، فهو وحلفاؤه يريدونها حكومة تكنوقراط خالية من السياسيين فيما رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري و"التيار الوطني الحر" و"حزب الله" وحركة "أمل" مع حلفائهم يريدونها حكومة "تكنوسياسية"، لأنهم يعتبرون أنّ حكومة التكنوقراط تخالف "اتفاق الطائف". في وقت بّدا انّ هذا الموقف الدولي منقسم ايضاً، فالولايات المتحدة الاميركية تؤيد التكنوقراط فيما روسيا تعارضها وتعتبرها غير واقعية. قالت مصادر مواكبة لحركة الاتصالات "انّ عون لم يقدم في مقابلته التلفزيونية جديداً وكان من الأفضل لو لم يدل بها في هذه الظروف، لأنها جاءت تصعيدية، ولم تشكل مفتاح حلول، إذ جاء تلقفها السلبي وكأنه معدّ سلفاً، بدليل أنّ الحراك كان جاهزاً برده السلبي عليها بالتظاهرات وقطع الطرق ليلاً". ولاحظت هذه المصادر أن استشارات التكليف "إبتعدت أكثر مما اقتربت، وأنّ الأمور عادت الى مربع التعقيد، وباتت بحاجة الى قدرات خارقة لحلها، قد لا تملكها السلطة وقد لا يملكها الحراك، فعون رمى الكرة في ملعب الحريري، وحمى الوزير باسيل بتأكيده أن لا أحد يستطيع أن يمنعه ديموقراطياً من أن يكون موجوداً في الحكومة الجديدة، وأمّن للحراك، في الوقت نفسه وقوداً للتحرك الإضافي". واشارت المصادر الى أنّ "البلد ربما يكون قد دخل في وضع اشتباكي، حيث اشتعل فتيل الإشتباك الذي قد يفتح الوضع على ألوان متعددة من الصدام، بدليل أنه بعد المقابلة مباشرة برزت حركة الإعتراض في مناطق تيار "المستقبل" ما فسّر أنه اعتراض الحريري على مضمون ما قاله عون، والذي تبيّن ليلاً أنّ صداه كان سلبياً في "بيت الوسط"، خصوصاً أنّ القريبين من الحريري قالوا أنّه ليس متردداً أبداً في موضوع تولّي رئاسة الحكومة من عدمها، وأنه يدرس الخيارات المفتوحة على كلّ الإحتمالات". واعتبرت المصادر نفسها "أنّ الصورة بدت غير مطمئنة، وان الوضع بات يتطلّب اتصالات في منتهى الدقة والإلحاح لبلورة مخرج، وبالتالي الكرة في ملعب كل القوى السياسية، خصوصاً أنّ هناك خوفاً من تدخل "الأشباح" لتتلاعب بالحراك". لذلك تعتقد المصادر أنّ "لبنان دخل في مرحلة ما فوق الخطر، لأنّ المواقف التي أعلنها رئيس الجمهورية ربما تكون قطعت خط التواصل بين الحريري والتيار الوطني الحرّ، إذ انّ عون كشف كل الموقف وخلاصته: لا لحكومة تكنوقراط ولا فيتو على توزير أحد، ونأى بنفسه عن مسؤولية الأزمة التي تتحمّلها الطبقة السياسية بكاملها، لكنّ الخشية هي أن يأتي رد الفعل من الحريري على شاكلة إرجاء الكرة الى ملعب رئيس الجمهورية وإعلان عزوفه عن الترشح لرئاسة الحكومة. وكان عون قال خلال المقابلة انّ "الحراك بدأ تحت عنوان المطالب الاقتصادية بسبب الضرائب التي فرضت على المجتمع اللبناني، ثم تحولت المطالب سياسية، ولم أتلق أي جواب عندما دعوت الحراك الى الحوار". وعن موعد استشارات التكليف قال ان تحديد هذا الموعد "يرتكز على بعض الأجوبة التي ننتظرها من المعنيين، وإذا لم تصلنا الإجابات سننتظر أياما قليلة أخرى. وأضاف: "قابلت الحريري ورأيت أنّه متردّد في شأن العودة الى رئاسة الحكومة، ولم يعط أي إجابة حتى الآن". وردّاً على سؤال آخر عما إذا اتفق على أنّ الحريري سيكون رئيساً للحكومة، أجاب عون "قبل ما تمرق الاستشارات ما فيّي قول" وهذا أمر لا أستطيع تحديده، للحريري أسباب شخصية لرفضه العودة الى رئاسة مجلس الوزراء". وردّاً على سؤال عن اعادة توزير باسيل من عدمها في الحكومة الجديدة، قال عون: "باسيل هو من يقرر إذا كان يريد أن يكون موجوداً في الحكومة من عدمه، ولا أحد يستطيع أن يمنعه في النظام الديموقراطي من أن يكون وزيراً خصوصاً انه رئيس أكبر كتلة نيابية". وجزم عون بأنّ "حكومة التكنوقراط لا يمكنها تحديد سياسة البلد" وقال: "إذا لم تكن تكنوسياسية فلن يكون لها أي غطاء، وأفضّل أن لا يكون الوزراء من داخل البرلمان". وردّ عون على مطالبة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بحكومة مستقلين، قائلاً: "من وين بدي فتّش علين من القمر؟". وأضاف "أطمئن الجميع وأقول لهم لا تركضوا الى البنوك و"ما تكبّروا المشكلة"، فالأموال مضمونة وستصل الى الجميع وسنعالج الأزمة". وقال انّ "حاكم مصرف لبنان يعبّر عن نفسه "هوّي عم بيقلّي هيك أنا عم صدّق هيك"، ولقد اجتمعتُ مع المصارف واتخذنا تدابير للأزمة، لكن نحن بحاجة الى مساعدة اللبنانيين". وتوجه اليهم قائلاً: "ما تهجموا على المصارف إذا مش عايزين". وشدّد على أنّ "الدولار غير مفقود من لبنان، إنما تمّ سحبه من المصارف وحفظه في المنازل وهذا الأمر لا يساعد الاقتصاد اللبناني". ولم تحمل ساعات ما قبل المقابلة الرئاسية اي جديد عملي على مستوى السعي لإنجاز الاستحقاق الحكومي، وتبددت آمال علّقت على كلام عن فتح "ثغرة" في جدار الازمة المسدود خلال لقاء انعقد ليل امس الاول بين الحريري والوزير جبران باسيل. وقالت مصادر "القوات اللبنانية" انها "تتمسك بموقفها الداعي الى تأليف حكومة اختصاصيين، وتعتبر ان هذا الطرح هو الوحيد الذي يشكل مخرجاً من الازمة الاقتصادية المالية ويجسّد الارتياح لدى الناس المنتفضين والسائرين في الشارع، وأي خيارات أُخرى ستبقي الازمة قائمة وتحول دون معالجة الحالة الاقتصادية". واعتبرت "أن الأزمة التي وصلت اليها البلاد لا يمكن حلّها بأساليب تقليدية، إنما تتطلب معالجة مختلفة نوعية جوهرية. وبالتالي الحكومات التي هي من الطبيعة نفسها سياسية او تكنوسياسية ستضاعف الازمة القائمة وتسرّع في الانهيار. ولذلك نحن في حاجة الى حكومة مختلفة انطلاقاً من نمط تفكير مختلف، وبالتالي تعتقد "القوات" أنّ رفض هذا النوع من الحكومات، اي حكومة اختصاصيين مستقلين سيعقّد الازمة ويسرّع عقارب الانهيار".

خلاف دولي

في غضون ذلك تبيّن انه يكمن خلف المشهد الخلافي الداخلي حول الاستحقاق الحكومي مشهد خلافي خارجي، حيث ان الولايات المتحدة الاميركية تضغط في الاتصالات التي تجريها عبر أقنيتها الخاصة والمباشرة مع حلفائها والقوى المؤيدة لسياستها في اتجاه فرض تأليف حكومة من التكنوقراط خالية من تمثيل القوى السياسية وعلى رأسها "حزب الله"، الامر الذي تبيّن انّ عواصم دولية أخرى تعارضه وتشتبك سياسياً مع واشنطن عليه، ومنها موسكو التي اعتبرت ان حكومة التكنوقراط في لبنان امر غير واقعي. واعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تأييد موسكو لمحاولات الحريري تشكيل الحكومة، "لكن فكرة تشكيل حكومة تكنوقرط هي أمر غير واقعي". وقال خلال "منتدى السلام" في باريس: "بالنسبة الى لبنان، ندعم محاولات الحريري تشكيل الحكومة، وحسبما أفهم، فإنّ الفكرة تتمحور في تشكيل حكومة تكنوقراط، أعتقد أن هذا أمر غير واقعي في لبنان"... واللافت في هذا الصدد انه بعد ساعات على وصول الموفد الفرنسي كريستوف فارنو الى لبنان انطلقت تظاهرة الى مقر السفارة الفرنسية في بيروت تحت عنوان رفض التدخلات الخارجية في الازمة اللبنانية. وعلمت "الجمهورية" انّ فارنو التقى فور وصوله رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجمّيل، ثم التقى مجموعة من ممثلي الإنتفاضة. وينتظر ان يلتقي اليوم الرؤساء عون ونبيه بري والحريري والوزير باسيل وقائد الجيش العماد جوزف عون. كذلك سيلتقي رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

مجموعة الدعم

وكان البارز أمس اجتماع عون مع المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان والسفراء الذين يمثلون أعضاء مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان، حيث اطلعهم على الوضع السياسي والاقتصادي الحالي في لبنان واسبابه الجذرية. وحدّد الطريق المتوخى للمضي قدماً، خصوصا في ما يتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة قريباً، وطلب دعم المجتمع الدولي في التعامل مع الوضع الاقتصادي والإصلاحات بالإضافة الى عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم. وفي بيان وزّعه مكتبه الاعلامي، دعا كوبيش "القيادة اللبنانية الى تكليف رئيس مجلس الوزراء بصورة عاجلة والبدء بعملية الاستشارات النيابية الملزمة، والاسراع الى أقصى حد في عملية تشكيل حكومة جديدة من شخصيات معروفة بكفايتها ونزاهتها وتحظى بثقة الناس. تلك الحكومة التي ستتشكل تماشياً مع تطلعات الشعب وبدعم من أوسع مجموعة من القوى السياسية من خلال التصويت على الثقة في مجلس النواب، ستكون ايضاً بوضع أفضل لطلب الدعم من شركاء لبنان الدوليين". وأشار الى "ضرورة أن تعطي السلطات الأولوية لتدابير عاجلة للحفاظ على الاستقرار النقدي والمالي والاقتصادي للبلد، وكذلك وضع الإصلاحات الضرورية والحكم الرشيد وإنهاء الفساد والمساءلة دون الإفلات من العقاب على المسار الصحيح والسريع بطريقة شفافة". وقال: "إنّ الوضع المالي والاقتصادي حرج ولا يمكن للحكومة والسلطات الأخرى الانتظار لفترة أطول لبدء معالجته، بدءاً من الإجراءات التي ستمنح الناس الثقة وتضمن أن مدّخراتهم المشروعة لمدى الحياة آمنة وبحيث يمكنهم مواصلة حياتهم الطبيعية". واكد ان الأمم المتحدة مستعدة لتقديم الدعم العاجل والخطوات والإجراءات الطويلة الأمد التي تساهم في مكافحة ومنع الفساد وتعزيز الحكم الرشيد والمحاسبة، وتساهم في النمو الشامل وخلق فرص عمل للتوصّل الى النمو المستدام والاستقرار في لبنان الذي يعطي الأولوية لحاجات الناس وهمومهم ولسكانه الشباب ولنسائه".

المصارف مغلقة

ويستمر الوضع المالي موضع قلق مع استمرار إغلاق المصارف ابوابها، بسبب الاضراب المفتوح الذي اعلنه موظفو القطاع المصرفي، يوم الاثنين الفائت، بالتزامن مع المؤتمر الصحافي الذي عقده حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وقد طالب الموظفون امس مجلس ادارة جمعية المصارف، بإجراءات تضمن مناخاً ملائماً للعمل ليتمكنوا من العودة عن الاضراب. وطالبوا "بضمان الامن في كل فروع المصارف حفاظاً على سلامة المودعين والمستخدمين". وأبدى رئيس وأعضاء مجلس ادارة جمعية المصارف كل استعداد للتعاون وإجراء ما يلزم من اتصالات لتأمين أجواء آمنة وطبيعية للعاملين في القطاع المصرفي، واستمرار العمل على إيجاد آلية تُتبع في هذه الظروف الاستثنائية من شأنها إزالة التشنجات المتزايدة لدى المودعين بهدف تفادي أي صدامات في المصارف بين االمستخدمين والمودعين. وأوحى هذا الوضع بأنّ فترة إغلاق المصارف قد تطول. وقد لمّح النائب ميشال ضاهر الى وجود تفاهم ضمني بين ادارات المصارف والموظفين لمواصلة الاغلاق. واعتبر انّ "إقفال المصارف هو ضرب للاقتصاد وللنظام المصرفي. واذا كان من داعٍ لـ"الكابيتل كونترول" (القيود على الرساميل)، فليتمّ الإعلان عنه من دون مواربة"، حفاظاً على ما تبقى من ثقة. وفي هذا الكلام تلميح واضح الى وجود قرار غير معلن لدى المصارف بالاستمرار في الاقفال.

تداعيات اقتصادية

الى ذلك، بدأت الأزمة المالية ترخي بثقلها على كل القطاعات الاقتصادية في البلد. وبعد صرخات القطاعات التجارية والسياحية، أطلق الصناعيون امس ما يشبه صرخة الاستغاثة بسبب تعذر فتح اعتمادات لاستيراد المواد الاولية الضرورية لاستمرار التصنيع. وحذّرت جمعية الصناعيين اللبنانيين من "أننا نقترب من دائرة الخطر، وانّ التأخّر في المعالجة سيؤدي الى الانهيار الشامل". وإذ رحّبت بالاجراءات التي حدّدها حاكم مصرف لبنان أمس الأول، طالبت الجمعية المصارف "بوضعها موضع التنفيذ منعاً لإقفال المصانع بما يرتّب أزمة اجتماعية حادة". الى ذلك، علمت "الجمهورية" انّ وفداً من جمعية تجار بيروت أعد ورقة مطالب حملها الى حاكم مصرف لبنان، وحذرت من أنّ استمرار الوضع على ما هو عليه سيؤدي الى توقف الاعمال نهائياً في عدد كبير من المؤسسات، والى بدء صرف الموظفين والعمال تدريجاً، بما يُنذر بكارثة اقتصادية واجتماعية في آن.

تظاهرات وإقفال طرق

وإثر انتهاء مقابلة عون التلفزيونية، توافد عدد كبير من المتظاهرين إلى الساحات التي كانت رئيسية في بيروت والمناطق خلال بداية الحراك وأقفلوا كثيراً من الطرق والأوتوسترادات، من بينها جسر الرينغ في وسط بيروت، حيث افترشه المتظاهرون. كذلك أغلقوا أوتوستراد نهر الكلب وزوق مصبح، وعند المدخل الجنوبي لمدينة طرابلس، وبرجا على الطريق الساحلية الى الجنوب، وقبّ الياس ـ شتورة بقاعاً ومناطق أُخرى.

قتيل في خلدة

وخلال التجمعات في خلدة سقط قتيل متأثراً بجروحه تبين لاحقاً انه احد المسؤولين في الحزب التقدمي الاشتراكي في المنطقة. وأعلنت صحيفة "الأنباء" الالكترونية التابعة للحزب "استشهاد الشاب علاء أبو فخر، أمين سر وكالة داخلية الشويفات في الحزب" خلال التحرك أمس عند مثلث خلدة، ونقل فوراً إلى مستشفى كمال جنبلاط. على الأثر، صدر عن قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه بيان أوضحت فيه أنّه "أثناء مرور آلية عسكرية تابعة للجيش في محلة خلدة، صادفت مجموعة من المتظاهرين تقوم بقطع الطريق فحصل تلاسن وتدافع مع العسكريين ما اضطرّ أحد العناصر إلى إطلاق النار لتفريقهم ما أدى إلى إصابة أحد الأشخاص. وقد باشرت قيادة الجيش تحقيقاً بالموضوع بإشارة القضاء المختص". ومن جهته، قال رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط من مستشفى كمال جنبلاط: "رغم خسارتنا الكبيرة اليوم الملجأ الوحيد هو الدولة. إتصلتُ بقائد الجيش ورئيس الاركان وسيتم التحقيق في الحادث". وأضاف: "إتخذت القرار بالانضمام رسمياً الى الحراك الشعبي".

اللواء....خطاب عون يُلهِب مشاعر الحَراك: قطع الطرقات ومخاوف من الإنزلاق إلى العنف!...

دعوة عربية - دولية للإسراع بتأليف الحكومة.. وجنبلاط في الشويفات لتطويق حادث خلدة...

بدا المشهد بالغ الإكفهرار ليلاً، غداة انتهاء، الحوار التلفزيوني مع الرئيس ميشال عون، الذي هدّد «بالسلبية مقابل سلبية الحراك الشعبي في الساحات والشوارع».. المتظاهرون تحركوا باتجاه الطرقات: قطعوا طريق ضهر البيدر، طريق بيروت، الجنوب عند الجية وجسر الرينغ، ونهر الكلب والمدينة الرياضية.

المتظاهرون سجلوا مآخذ خطيرة على ما جاء في حوار الرئيس، فهو:

1- لم يقدم تصوراً للخروج من المأزق..

2- تأخير بدء الاستشارات النيابية لتسمية رئيس للحكومة..

3- تحذير المتظاهرين من قمعهم إذا استمر الوضع.

4- عدم حسم الوضع بالنسبة للوزير جبران باسيل، الذي هو الذي يتخذ القرار المناسب كرئيس لأكبر كتلة نيابية..

5- وأكثر ما أثار غضب المتظاهرين، والحراكيين قول الرئيس انه:

«اذا لا يريدون تصديق كلامي فأنا لن أصدقهم، «هيدا مبدأ المعاملة بالمثل». لا يمكن وضعي ضامنا لكل ما سيحصل، نحن نريد العمل حتى نخلص أنفسنا، أما «كوني فكانت» فليبحثوا عنها في مكان آخر»، مشددًا على ان «العهد فيه مجلس نواب وحكومة وليس أنا وحسب، اذا خسرنا التنسيق بين القوى الموجودة، فلن تكون الحكومة منتجة وسنواجه من لا يريد أن يعمل». وأوضح أن «هناك خروجًا عن العهد الدولي بإغلاق الطرقات لأنهم ضربوا حقوق 4 ملايين ونصف بحرية التنقل، مع العلم أنه كان يمكن استخدام العنف إلا أننا حافظنا على الهدوء، الا أن الصدام بدأ بين المواطنين. لدي ثقة بالمؤسسة الأمنية وحتى الآن لم يحدثني أحد بالوساطة الفرنسية، ننتظر أن نرى اذا كانت المبادرة الفرنسية تسهيلًا أو تهديدًا». وطلب من «اللبنانيين أن لا يتصرفوا سلبيا خصوصا في الحراك لأن السلبية تؤدي الى سلبية معاكسة وهذا سيوصل الى صدام لبناني-لبناني، الجميع دعم مطالب الحراك ولكن اذا استمريتم بما تقومون به ستضربون البلاد ومصالحكم ومصالحنا. اذا استمروا سيكون هناك نكبة، والبلد سيموت حتى لو أردنا البناء والمكافحة». وردًا على سؤال عن أن الاستشارات النيابية ستكون الخميس والجمعة، اوضح الرئيس عون أن «هذا يعتمد على الاجابات من المعنيين، فهناك صعوبات كثيرة ذُللت وتبقى النقاط الأخيرة، إذ لا بد من الخروج بحكومة منسجمة وليست متفرقة»، مشيراً إلى أنه «الآن بات الجميع يعرف أين ملفات الفساد، والتشكيلة التي كانت قائمة قضائياً معتادة على نمط قديم بالعمل، الآن وضعنا أشخاصاً موثوقين وجدد». وأردف أن «الحكومة اذا لم تكن تكنوسياسية لا يمكن أن يكون لديها غطاء لأنه يجب أن يكون لديها الصفة التمثيلية الشعبية، وهنا يجب العودة الى وزراء يمكن أن يكونوا في الحكومة السابقة أم لا. لدي مبدأ وهو أفضل أن لا يكونوا من داخل البرلمان. أنا لا أقرر شكل الحكومة ولكن هذه رغبتي. فحكومة الصدمة لا يمكن إنجازها، من يدير السياسة؟ حكومة تكنوقراط صرف لا يمكنها إدارة سياسة البلد». وكشف عن أن «الحريري لديه أسباب شخصية تمنعه من أن يكون رئيسا للحكومة، لا أحد يتنكر له وأنا لا يمكنني أن أحدد إذا كان الحريري سيكون رئيساً للحكومة قبل أن تتم الاستشارات. الحريري متردد في رئاسة الحكومة ولا أعرف اذا لا يزال مترددا لأنه لم يعطني جوابا واذا كان هناك أسباب خارجية يعرفها أصحاب العلاقة». وحول العقوبات الأميركية على حزب الله وإمكان فقدان أموال سيدر، ذكّر الرئيس عون بأن «حزب الله ملتزم بالقرار 1701 ولا يتدخل في أي موضوع على الأرض اللبنانية، وما فرض على الحزب ماليا فرض على كل اللبنانيين، اصطدام اللبنانيين في الداخل وحصول حرب أهلية لن يحصل في عهدي». واعتبرت مصادر سياسية مراقبة ان مقابلة الرئيس عون المتلفزة تضمنت أربعة عناوين أساسية، الأول الاصرار على تشكيل حكومة مختلطة على شاكلة الحكومة السابقة والتشبث باستمرار الوزير جبران باسيل فيها، بما يشكل رسالة ابتزاز واضحة للرئيس سعد الحريري الذي يصر على تشكيل حكومة جديدة تختلف بتركيبتها ونوعية الوزراء فيها عن الحكومة المستقيلة وتأخذ بعين الاعتبار المتغيرات في المشهد السياسي والحراك الشعبي المتواصل وتحدث صدمة ايجابية حقيقة لدى المواطنين، للانطلاق قدما في المهمات الصعبة المنوطة بها لاسيما معالجة الوضع الاقتصادي والمالي المتردي. والعنوان الثاني الاشتراط بانسحاب المتظاهرين من الشارع قبل مناقشة لشروطهم مع التقليل من اهمية الحراك الشعبي والتعاطي معه بفوقية نافرة، والعنوان الثالث التملص كليا من الوعد الذي قطعه رئيس الجمهورية في بداية عهده، لوضع الاستراتيجية الدفاعية بخصوص سلاح حزب الله والتذرع بحجج واهية للتهرب من تنفيذ هذا الالتزام والعنوان الرابع تعميق الخلاف مع الدول الخليجية في خصوص الاوضاع الاقتصادية الداخلية في ظل انكفاء هذه الدول عن تطبيع علاقاتها مع لبنان بسبب تدخلات حزب الله في شؤونها الداخلية وعدم ادانة هذه التدخلات وأخيرا اسقاط سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية لا سيما وان المقابلة التلفزيونية اجرتها قناة الميادين الإيرانية وكان المحاور الثاني من جريدة الاخبار الايرانية أيضا.

رسائل ديبلوماسية إلى بعبدا

دبلوماسياً، سجّل أمس دخول دولي وعربي على خط الأزمة الحكومية، تمثل بداية بدعوة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش خلال لقائه مع سفراء مجموعة الدعم الدولية الرئيس عون، لاختيار رئيس الوزراء القادم على وجه السرعة وتشكيل حكومة جديدة سريعا تضم شخصيات معروفة بالكفاءة والنزاهة، ومن اصحاب الايادي البيضاء والنظيفة. بالتوازي، التقى عون وفداً من السفراء العرب وسفير جامعة الدول العربية وطالب بـ «مساعدة الدول العربية للنهوض بالاقتصاد اللبناني مجددا». وعلمت «اللواء» من مصادر مطلعة أن السفراء العرب أبلغوا عون موقفاً عربياً موحداً مفاده «ضرورة تشكيل حكومة سريعاً، وضرورة الخروج من الأزمة الراهنة واستيعاب حركة الشارع من خلال الاستجابة لمطالب الناس». كذلك، أبلغ السفراء العرب عون أنهم «يعولون على حكمته لاستيعاب مطالب الشارع». وقالت المصادر لـ «اللواء» إن القاهرة أبلغت عون «ضرورة الاستجابة لمطالب الشعب، وأنها تتابع المواقف على خط تشكيل الحكومة، وتحديداً موقف الرئيس الحريري من ذلك»، وأنه تمّ إبلاغ من يعنيه الأمر بـ «التحفّظ على فرض شروط على الحريري (في حال تمت تسميته)، وحق الرئيس المكلف بتشكيل حكومته كفريق عمل منسجم». أضافت المصادر إن «الكلام العربي والمصري تحديداً في بعبدا هو رسائل دعم للحريري من القاهرة ودول عربية أخرى للإسراع بإخراج لبنان من أزمته الحالية». وفي السياق ايضاً، كشف مصدر دبلوماسي لـ«اللواء» ان لقاء الرئيس عون امس مع سفراء مجموعة الدعم الدولية والسفراء العرب اتى بناء على طلبه، وقال: انه فور الأتصال بهم لبوا الدعوة للحضور دون أي تأخير وكشفت هنا ان المجموعة وكذلك السفراء العرب أبدوا اهتماما بمعرفة وجهة نظر رئيس الجمهورية من التطورات الحاصلة في لبنان. واضاف: انه قدم للسفراء العرب والأجانب سردا عن تسلسل الأحداث بالنسبة الى الحراك الشعبي وكيف انه دعاهم اكثر من مرة للحوار متحدثا عن معارضته قيام شارع بوجه شارع اخر. ولفتت الى انه اشار الى الأقتراحات الأصلاحية التي تقدم بها وتبنتها الحكومة وهي تلتقي مع.مطالب الحراك. واكدت ان رئيس الجمهورية تحدث عن نيته الدعوة الى اجراء الأستشارات النيابية لتكليف رئيس حكومة جديد قريبا. وعلم انه شرح للحاضرين الأضرار التي لحقت بالأقتصاد اللبناني جراء عدم حل ازمة النازحين السوريين وان الأحداث التي حصلت مؤخرا ادت الى تراجع الوضع الأقتصادي متمنيا عليهم مساعدة لبنان في الظرف الدقيق الذي يمر به لبنان. وحذر من الشائعات التي تطلق وتهدف الى استهداف المناخ العام ومؤسسات الدولة والوحدة في لبنان ونبه من خطورة المساس بالأقتصاد. بدورهم اكد السفراء انهم سينقلون ما سمعوه الى دولهم كما نقلوا وجهة نظر بلادهم واشاروا الى ان تشكيل الحكومة يساعد على الحد من تفاقم الأزمة دون الخوض في تفاصيل نوعها مبدين استعداد بلادهم للمساعدة في ما يطلبه لبنان. اما عميد السلك الديلوماسي العربي السفير الكويتي اكد وقوف الدول العربية الى جانب لبنان ولاسيما على الصعيد الأقتصادي. إلى ذلك، وصل الموفد الفرنسي مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا كريستوف فارنو الى بيروت امس، للقاء كبار المسؤولين في الدولة وعدد من الشخصيات السياسية للوقوف على ارائهم حول الازمة التي تعصف بلبنان على اكثر من مستوى، وتقديم «المشورة والنصح لتجاوزها»، فيما الجو لا يزال ضبابياً حول التكليف وتأليف الحكومة والاحتمالات مفتوحة: على معالجة قريبة تفضي الى تحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة، في ضوء الاتصالات الكثيفة بين الكتل النيابية بشأن تشكيل الحكومة الجديدة والتي تقول اوساط متابعة انها بلغت مرحلة متقدمّة. وعلى تشدد في المواقف بين مطالب بحكومة تكنوقراط صرفة وحكومة تكنو- سياسية تواجه المرحلة الصعبة التي يمر بها البلد. فيما استمر الحراك الشعبي لليوم السابع والعشرين على التوالي بعد انضمام طلاب المدارس والجامعات في مختلف المناطق، وتخلله نهارا قطع طرقات لبعض الوقت وتجمعات واعتصامات امام عدد كبير من المرافق والادارات والمؤسسات العامة. وفي حين تشير بعض المعلومات الى تمسّك الرئيس سعد الحريري وحزب «القوات اللبنانية» والحزب «التقدمي الاشتراكي»، بحكومة تكنوقراط مراعاة للوضع الشعبي المطالب بحكومة من خارج الطقم السياسي التقليدي، لا زالت قوى اخرى ك «حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة امل» تتمسك بحكومة مختلطة تراعي التوازنات السياسية التي افرزتها الانتخابات النيابية ويتمثل فيها الحراك الشعبي، برئاسة الرئيس الحريري. وترى مصادر سياسية متابعة للموضوع ان مطلب تشكيل حكومة تكنوقراط ليس هدفه مراعاة الشارع او تشكيل حكومة انقاذ من اختصاصيين مستقلين، بل هدفه الاستجابة للضغط الخارجي ولا سيما الاميركي لاستبعاد «حزب الله» عن اي تشكيلة حكومية وبالتالي استبعاده عن مركز القرار السياسي. وهو الامر الذي يدفع الحزب الى التمسك اكثر بتشكيل حكومة تضم سياسيين ولو من غير الحزبيين لكنها تمثل القوى السياسية الاساسية لمواجهة متطلبات المرحلة الصعبة التي تمر بها المنطقة، والتي لا يمكن لحكومة تكنوقراط مواجهتها. وكشفت أن الصيغة هي حصيلة جهود مشتركة بين الثنائي الشيعي وتيّار المستقبل والتيّار الوطني الحرّ وهي تلاقي تطلعات الناس لا تضع شروطاً ولا فيتوات وتقطع الطريق على كلّ من يراهن على توتّر شيعي - سنّي.

تدهور خطير

وليلاً، انحدر الوضع الأمني إلى العنف، وسقط شاب يدعى علاء أبو فخر، هو عضو في بلدية الشويفات، وينتمي إلى الحزب التقدمي الاشتراكي في اشكال على طريق عام خلدة- الجنوب- بيروت الأمر الذي حمل النائب السابق وليد جنبلاط ونجله النائب تيمور جنبلاط إلى النزول إلى الأرض، والتوجه إلى مستشفى كمال جنبلاط في الشويفات للتهدئة.. وتجري مديرية المخابرات في الجيش تحقيقات مع العنصر في المخابرات الذي أطلق النار. ووزعت قيادة الجيش اللبناني بياناً حول الحادثة جاء فيه، «أثناء مرور آلية عسكرية تابعة للجيش في محلة خلدة، صادفت مجموعة من المتظاهرين تقوم بقطع الطريق فحصل تلاسن وتدافع مع العسكريين مما اضطر أحد العناصر إلى إطلاق النار لتفريقهم ما أدى إلى إصابة أحد الأشخاص. وقد باشرت قيادة الجيش تحقيقاً بالموضوع باشارة القضاء المختص». وقال جنبلاط من المستشفى بعيد منتصف الليل: نتيجة خبرة طويلة، في نفس الوقت ما عنا ملجأ إلا الدولة. اضاف: اتصلت بقائد الجيش ورئيس الأركان، وراح يعملوا تحقيق. وأكد انه إذا فقدنا الأمل بالدولة ندخل في الفوضى. وحدث تطوّر خطير على جسر الرينغ، حيث وقع تضارب بين شبان متظاهرين وآخرين، يحملون أسلحة، ويزعمون انهم من «أمن الدولة». أما الطرقات التي تم قطعها فهي على الشكل الآتي:

- اقفال الطريق الدولية عند مستديرة عاليه بالاتجاهين حيث ركن المواطنون السيارات وسط الطريق.

- قطع طريق عام حاصبيا محلة سوق الخان.

- قطع الطريق محلة شارع فردان.

- إقفال اوتوستراد جل الديب بالاتجاهين.

- طريق جسر الرينغ تقاطع برج الغزال مقطوعة بالإطارات المشتعلة.

-محتجون أقفلوا طريق المدينة الرياضية.

- قطع طريق اوتستراد البالما.

- قطع الاوتوستراد الدولي بين طرابلس وعكار في مدينة البداوي بالشاحنات.

- قطع طريق نهر الكلب.

- قطع السير على اوتوستراد الناعمة بالاتجاهين.

- قطع اوتوستراد الجية بالاتجاهين محلة مفرق برجا.

- قطع الاوتوستراد الدولي العبدة -المنية من قبل محتجين كما وضعت الاتربة والعوائق عند مستديرة العبدة ومتفرعاتها وكذلك عند جسر النهر البارد في بلدة المحمرة.

- طريق ​قب الياس عند مفرق جديتا مقطوعة بالإطارات المشتعلة بالإتجاهين.

- طرق المصنع، سعدنايل- تعلبايا، برالياس مفرق المرج مقطوعة بالإتجاهين.

- قطع طريق شتورا بالاتجاهين.

- اقفال طريق غزة كامد اللوز المرج بالاطارات المشتعلة.

- إقفال اوتوستراد الزلقا مقابل حلويات الدويهي بالاطارات المشتعلة.

- قطع اوتوستراد زحلة بالاتجاهين بالاطارات المشتعلة.

- المعتصمون أقفلوا دوار كفررمان بالسيارات والحواجز البشرية بحضور الجيش والقوى الأمنية.

- قطع اوتوستراد رياق بعلبك محلة دورس دوار الجبلي بالاتجاهين.

- قطع طريق جب جنين والمرج والرفيد والمصنع وراشيا.

- قطع الطريق عند ساحة ساسين الأشرفية

- قطع طريق غزير- كسروان

- قطع الطريق على كورنيش المزرعة بالاتجاهين

- قطع طريق نهر الموت - المتن السريع

كما افادت الوكالة الوطنية عن توافد المحتجين الى مستديرة زحلة وقاموا باقفال اوتوستراد زحلة بالإتجاهين. وفي عكار أفيد عن قطع طريق العبدة. كما افادت الوكالة الوطنية الاعلام عن قطع الاوتوستراد الدولي بين طرابلس وعكار في مدينة البداوي بالشاحنات. وفي الجنوب، تم قطع الطريق من المعتصمين عند دوار كفررمان بالسيارات والحواجز البشرية بحضور الجيش والقوى الامنية. وكان متظاهرون حاولوا امس، وبالتزامن مع إغلاق المصارف والمدارس أبوابها، منع موظفين من الدخول إلى مؤسسات عامة تلبية لإضراب عام دعوا إليه ضمن حراكهم الشعبي غير المسبوق واحتجاجاً على مماطلة السلطات التي لم تحرك ساكناً منذ استقالة الحكومة قبل أسبوعين. ومنذ ساعات الصباح الأولى، بدأ المتظاهرون بالتوافد إلى شوارع مناطق عدة، بينهم طلاب الثانويات الذي انضموا الأسبوع الماضي بقوة إلى الحراك الشعبي المستمر منذ نحو شهر. وحاول المتظاهرون إغلاق مؤسسات عامة فتحت أبوابها، مثل قصر العدل في بيروت وسرايا حكومية عدة ومكاتب مؤسسة الاتصالات «أوجيرو» في مدن عدة. وفي بيروت، افترش عشرات المتظاهرين الأرض لمنع القضاة والمحامين من دخول قصر العدل، كما تظاهر عشرات الطلاب امام مبنى وزارة التربية. وفي طرابلس شمالاً، أغلقت المؤسسات العامة أبوابها تزامناً مع إغلاق متظاهرين لطرق عدة في المدينة بحاويات النفايات فضلاً عن الطريق الدولي المؤدي إلى بيروت. كما أغلقت طرقاً عدة في منطقة عكار شمال طرابلس. وفي صور جنوباً وعاليه (شرق بيروت) وبعلبك (شرق)، أغلق المتظاهرون مكاتب مؤسسة الاتصالات. وأغلقت غالبية المدارس والجامعات أبوابها في كافة المناطق اللبنانية. وبناء عليه، أعلن اتحاد نقابات موظفي المصارف الإثنين الإضراب العام «حتى عودة الهدوء إلى الأوضاع العامة التي يشهدها القطاع المصرفي». وبالنتيجة، لم تفتح المصارف الثلاثاء أيضاً أبوابها بعد ثلاثة أيام من الإغلاق لمناسبة عطلة رسمية وعطلة نهاية الأسبوع. ويأتي الإضراب غداة محاولة حاكم مصرف لبنان طمأنة مخاوف اللبنانيين، إذ أكد أن الأولوية هي الحفاظ على استقرار الليرة اللبنانية وحماية أموال المودعين في المصارف. وقال إنه طلب من كافة المصارف أن تعيد النظر باجراءاتها المتشددة. ولا يزال الوضع السياسي ضبابياً. وليلاً قرّر وزير التربية والتعليم العالي تعطيل المدارس والجامعات اليوم الأربعاء.

نداء الوطن...علاء أبو فخر شهيد الثورة... "عودوا إلى بيوتكم"... تُشعل لبنان..

عذراً فخامة الرئيس، لم تكن بحاجة إلى إطلالة إعلامية، جديدة في الشكل ولا تتضمن أي جديد في المضمون. لا أنت حملت أجوبة تشفي غليل الناس وتحاكي هواجسهم ومتطلباتهم، ولا أنت أساساً في موقع "المونة" على الثائرين لتطلب منهم العودة إلى بيوتهم. بل على نقيض ما رمت إليه، أتت عبارة "عودوا إلى بيوتكم" التي توجّه بها رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الناس المنتفضين على الطبقة الحاكمة بنتائج عكسية بالمعنى الحرفي للكلمة، فمن كان منهم في بيته نزل إلى الشارع ليلاً ليعبّر عن حجم الاستفزاز الذي شعر به جراء هذه العبارة وسواها من العبارات الانفعالية التي استخدمها عون في معرض مخاطبته المواطنين، وأبرزها وأكثرها استغراباً عبارة فسّرتها وسائل التواصل الاجتماعي على أنّ من لا يعجبه أحد من السلطة عليه أن يهاجر من البلد! باختصار أجّجت مضامين مقابلة رئيس الجمهورية الشارع بدل أن تساهم في إخماد نيرانه، ففي الميدان سُجّل سقوط أول شهيد للثورة المواطن علاء أبو فخر (أمين سر وكالة داخلية الشويفات في الحزب التقدمي الاشتراكي) إثر تعرضه لإطلاق نار من احد العسكريين عند مثلث خلدة، أصيب بنتيجته بإصابة قاتلة نقل على إثرها إلى مستشفى كمال جنبلاط ليلاً. وعلى الأثر، انتقل رئيس "الحزب" وليد جنبلاط إلى المستشفى حيث خاطب المتجمهرين الغاضبين طالباً منهم الاحتكام للدولة، لأنه "برغم ما جرى هذه الليلة لا ملجأ لنا إلا الدولة" منعاً للوقوع في الفوضى، ومؤكداً أنه اتصل بقائد الجيش العماد جوزيف عون وسيُجرى تحقيق عسكري في قضية استشهاد أبو فخر. وتزامناً، أصدرت قيادة الجيش بياناً أوضحت فيه أنه "أثناء مرور آلية عسكرية تابعة للجيش في محلة خلدة، صادفت مجموعة من المتظاهرين تقوم بقطع الطريق فحصل تلاسن وتدافع مع العسكريين، مما اضطر أحد العناصر إلى إطلاق النار لتفريقهم ما أدى إلى إصابة أحد الأشخاص، وقد باشرت قيادة الجيش تحقيقاً بالموضوع بعد توقيف العسكري مطلق النار بإشارة القضاء المختص". وفي السياسة، حتى مسألة الاستشارات النيابية الملزمة التي من المفترض أنّ عون ممسك بمفتاح الحل والربط في تحديد موعدها، لم يكن حاسماً في الإجابة عنها تاركاً احتمال إرجائها مفتوحاً في حال عدم الوصول إلى توافق على التأليف قبل التكليف، وإن لم يستبعد الدعوة إليها نهاية الأسبوع الجاري، مع إصراره في الوقت عينه على وجوب أن تكون حكومة "تكنوسياسية" مناصفة بين التكنوقراط والقوى السياسية، وإلا فإنّ كل من يطالب بحكومة اختصاصيين بحتة يكون "يعيش في عالم آخر". وإذ بدأ مقابلته المتلفزة في سياق هادئ منوهاً بإيجابيات الحراك الشعبي الذي اعتبره يجسد في مطالبه أجندة بعبدا الإصلاحية، مبرراً عدم قدرته على تطبيقها بكونه "مكبلاً بالتناقضات في الحكم والمجتمع وبالخلايا الفاسدة"، لكنّ عون سرعان ما انجرف بانفعال نحو جادة التهويل على المنتفضين وتحميلهم مسؤولية "نكبة البلد"، فضلاً عن تحميله الإعلام مسؤولية تهييج الناس والشارع، آخذاً على الثورة الشعبية أنها لا تملك "Leader"، وإذا استمروا على المنوال نفسه فإنهم يكونون بذلك يقضون على لبنان متحدثاً عن المنتفضين بالقول: "يجب أن نرجع إلى الحياة الطبيعية وإذا ما بدهم يصدقونا نحنا كمان ما منصدقهم، عم يطعنوا الوطن بالخنجر". وكما للمنتفضين، كان لرئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري حيّز من رسائل رئيس الجمهورية الذي وضع تردّد الحريري في قبول مهمة تكليفه تشكيل حكومة تضم سياسيين في خانة "الأسباب الشخصية"، مبدياً في المقابل تصميمه على ضمان ورقة التأليف قبل إطلاق سراح ورقة التكليف، لأنّه بخلاف ذلك "يذهب الرئيس المكلف إلى بيته وينام"، مقابل تأكيد عون أنه لا يستطيع أحد أن يضع "فيتو" على توزير رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ولا أن يمنع تمثيل "حزب الله" الذي يمثل ثلث اللبنانيين. أما عن مطالبة رئيس حزب "القوات اللبنانية" بحكومة تكنوقراط مستقلين، فأجاب عون متهكماً: "من وين بجيبهم من القمر؟". إذاً، وبانتظار ما سيؤول إليه المشهد الدراماتيكي الدموي الذي عكسته إطلالة رئيس الجمهورية ليلاً في الشارع، فمن الواضح أنّ التعثر الحكومي مستمر فصولاً، وفشل السلطة في الخروج من مأزقها السياسي والاقتصادي والمالي أضحى عنوان المرحلة حتى إشعار آخر، وسط تسجيل دخول فرنسي خجول على خط الأزمة، مع المحادثات الاستطلاعية المرتقبة لمدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو في بيروت اليوم. وعلى المستوى الدولي أيضاً، برز موقف روسي "فاقع" في مناهضته مطالب ثورة الشعب اللبناني عبّر عنه وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي اعتبر خلال منتدى السلام المنعقد في باريس أنّ "فكرة تشكيل حكومة تكنوقرط هي أمر غير واقعي في لبنان". في حين شدّد سفراء مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، من قصر بعبدا، أهمية تشكيل حكومة جديدة "بصورة عاجلة" لمواكبة التطورات، بينما طالب عون أمام السفراء العرب المعتمدين في لبنان أمس بمساعدة الدول العربية للنهوض بالاقتصاد اللبناني مجدداً.

الاخبار...السلطة تكابر وتفاوض بالشارع والغرب يريد التدخل: فوضى ودماء بمشاركة الجيش!...

تدحرجت كرة النار مساء أمس، بالتزامن مع المقابلة التي أجراها الرئيس ميشال عون مع الزميلين نقولا ناصيف وسامي كليب. أغلقت عشرات الطرقات وشلّت الحركة في البلد، إما نتيجة قطع الطرقات وحرق الإطارات المطاطية أو نتيجة القلق من التوترات المتنقلة.

أما آن الاوان؟

ابراهيم الأمين .. أما آن لهذا البلد ان يخرج فيه مَن يرفع الصوت في وجه هذا السلوك المشبوه للسلطات العسكرية والأمنية التي تنفق ثلث وارداتنا بحجة حماية البلاد؟

أما آن لأحد ان يصرخ في وجه من يتولّى أمن البلاد ويقول له: أنت مسؤول عسكري لا مرشح لرئاسة الجمهورية؟

أما آن لأحد أن يصرخ في وجه كل القوى الامنية والعسكرية بأن دماء الناس أغلى من أي شيء آخر؟

هل نحن أمام مؤسسة عسكرية تمثّل اعلى درجات الانضباط، ولو في لحظات الفلتان، ام أمام ميليشيا تلبس البدلة المرقّطة وتتصرف كأن لا حرمة دم لأحد؟

ماذا سيقول السياسيون للناس عندما تجري استباحة الدماء من قبل عسكري مرافق لضابط يعمل خادماً عند زعيم يستخدمه ضد منافسه في الزعامة على زاوية؟

ما الذي ينتظره الناس حتى تزال هذه الغشاوة عمن لا ينظر بعينين كاملتين الى المشهد القائم في البلاد اليوم؟

كيف يحصل ان تنطلق حملة منظّمة رداً على حديث رئيس الجمهورية بعد ثوان قليلة من انتهاء المقابلة؟ من هو العبقري الذي عرف ما سيقوله الرئيس حتى قرر رفع شعارات وخطوات لا هدف منها سوى الفوضى بنسخة رديئة مما شهدناه ولا نزال في العواصم والمدن العربية؟

اما آن الأوان لمبادرة واقعية عاقلة تخرج الجميع من المأزق، فتكسر السلطة مكابرتها وتتخلى عن عنادها المجبول بالحقد على الناس، وان نطرد لصوص الهيكل من الشارع بكل عناوينهم الخيرية والمدنية، ومعهم كل فوقيتهم الاخلاقية والطبقية؟

هل يراد للفقراء ان يموتوا قتلاً بعدما جاعوا ومرضوا وتشردوا في كل البلاد وخارجها، وان نعود بالبلاد الى دوامة عنف جديدة تحفظ زعامات الطوائف وحسابات القناصل واموال السارقين؟

اما آن الاوان ليستفيق إعلام الفتنة، ويعود خطوة الى الخلف، بدل الغرق في لعبة تحريض لن تبقي له مشاهداً ولا متابعاً، ام ان كذبة محاربة الفساد قابلة لأن تطول وتأتي معها المؤن المحمّلة على دماء الناس؟

«حبْسُ أنفاس» في لبنان... إما حكومة وإما فراغُ مديد...

تَخاطُب بـ «لبن العصفور» بين بري والحريري عَكس المراوحة في الحفرة

الراي....الكاتب:بيروت - من ليندا عازار,بيروت - من وسام أبو حرفوش

لافروف: حكومة التكنوقراط أمر غير واقعي في لبنان

دَخَلَ لبنان أمس، مرحلةً من «حبْسِ الأنفاسِ» يفترض أن تُفْضي في اليوميْن المقبليْن إلى «انقشاعِ الرؤية» حيال آفاقِ الواقع الداخلي الذي تَتَجاذبه «ثورةُ 17 أكتوبر» المستمرّة على تَوَهُّجِها، والأزمةُ الحكومية التي أكملتْ أسبوعها الثاني، وسط ارتسام أوسع مواكبةٍ دولية للوضع اللبناني بعد انكفاءٍ ساد منذ اندلاع الانتفاضة قبل 28 يوماً، الأمر الذي عَكَس أن البلاد باتت في «المنطقة الحمراء» في ظلّ تَشابُك المأزق السياسي مع خطر انهيارٍ مالي - اقتصادي بدأت «طلائعُه». وبدت بيروت في الساعات الماضية أسيرة سيناريويْن يتدافعان في ممرّ ضيق «مزنّر بالأشواك»، الأول مفاده بأن رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري بات أقرب ما يكون إلى حسْم خياره بالعزوف عن تأليف الحكومة الجديدة لإصراره على تشكيلة من اختصاصيين مستقلّين بعيداً عن المحاصصة السياسية والحزبية بما يُلاقي مطلباً رئيسياً للشارع ويسهّل السير بالإصلاحات «المؤهِلة» للفوز بمخصصات مؤتمر «سيدر». والسيناريو الثاني أن الباب لم يُقفل بعد أمام إمكان بلوغ تفاهُم «ربع الساعة الأخير» على صيغة توفّق بين حسابات القوى السياسية وبين مراعاة مطلب الانتفاضة وتُجَنِّب لبنان خياراتٍ تبدأ بتشكيل حكومةٍ لا تحظى بثقة المتظاهرين ولا الخارج ولا تنتهي بإبقاء الوضع الداخلي مُعلَّقاً على فراغٍ مديد. ورسمت أوساطٌ سياسية شكوكاً كبيرة بإزاء فرص نجاح اتصالات «الفرصة الأخيرة» بالوصول إلى تشكيلة برئاسة الحريري، باعتبار أن ذلك سيعني واحداً من أمريْن، إما أن الأخير سيتراجع عن شروطه وهذا ما لا رغبة حتى الآن ولا قدرة للحريري على القيام به وخصوصاً أنه سيكون في أي حكومة تكنو - سياسية «رهينةَ» الآخَرين وتحديداً تحالف فريق رئيس الجمهورية ميشال عون و«حزب الله» بعدما اختار حليفاه، «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«القوات اللبنانية»، دعم حكومة التكنوقراط المستقلة. وإما أن «حزب الله» ومعه فريق عون سيوافقان على تشكيلةٍ خارج الـ تكنو - سياسية أي من مستقلّين لا صبغة سياسية أو حزبية لهم، وهو ما يصعب تصوُّره بعدما اعتبر هذا التحالف أن مثل هذه الشروط تشكل قفزاً فوق نتائج الانتخابات النيابية (فازا فيها بالأكثرية مع حلفائهما) وتُلاقي ضغوطاً وحتى «أجندات» خارجية تريد الاقتصاص من الحزب وحلفائه. وجاء التخاطب بـ«لبن العصفور» بين رئيس البرلمان نبيه بري (شريك «حزب الله» في الثنائية الشيعية) والحريري أمس، ليعطي إشارةً عززتْ موقف غير المتفائلين بإمكان التوصل لتفاهم مع زعيم «تيار المستقبل» على شراكة في الحكومة الجديدة. فبعدما نقلت صحيفة «النهار» عن بري أنه «قدّم لبن العصفور الى الرئيس الحريري» وأنه «سيكون على عداء معه الى ‏الأبد إذا رفض تشكيل الحكومة»، نَقَل أحد زوار بيت الوسط عن الحريري «الرئيس بري أخ كبير، وقلبو الكبير ما بيتحمّل يكون على عداء ‏معي الى الأبد. وأنا بشكرو فعلاً على لبن العصفور مع العلم انني متوقّف عن تناول الألبان ‏والأجبان، وحالة البلد بدها ريجيم سياسي»، مضيفاً: «صداقة الرئيس بري ومحبتو واحترامو بتتقدم عندي ‏على أي اعتبارات وما في شي بالدني بيحطنا بخانة العداوة».‏ وعلى وقع هذا «السباق المحموم» وتكثُّف الاتصالات، وكان بينها لقاءٌ بين الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، استبق عون إطلالته التلفزيونية ليل أمس التي تطرق فيها إلى مجمل الوضع، بحركة لقاءات غير عادية شملتْ سفراء دول مجموعة الدعم الدولية ومعهم المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيش، ثم السفراء العرب المقيمين في بيروت وبينهم سفير الكويت عبدالعال القناعي، حيث أكد أمامهم أن الحكومة ستولد قريباً جداً، شارحاً الملابسات التي رافقت استقالة الحكومة ومتناولاً المطالب التي رفعها الحراك الشعبي وموقفه منها، طالباً مساعدة الدول العربية للنهوض بالاقتصاد اللبناني مجدداً. وفي الوقت الذي بدأ الموفد الفرنسي كريستوف فارنو زيارته أمس لبيروت بلقاء رؤساء الأحزاب على أن يجتمع اليوم بعون وبري والحريري وقائد الجيش وحاكم مصرف لبنان وسط عدم تلبية الحِراك الشعبي مطلبه للاجتماع بممثلين عنه (صدرت دعوات لتظاهرة أمام السفارة الفرنسية رفضاً للتدخل الاجنبي في الشؤون اللبنانية)، ربطتْ بعض الأوساط بين مآل محادثات فارنو وبين «الخطوة التالية» في الملف الحكومي وتحديداً إمكان الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيسٍ للحكومة، إذ يفترض أن تكون مباحثاته كشفت ما إذا كانت باريس تجمل مبادرة أو ضمانات كفيلة بتغليب صيغة حكومية على أخرى. ورغم تعاطي البعض مع حرص فرنسا على إيفاد فارنو على أنه «اعترافٌ» بالانتفاضة، فإن ملامح تجاذب دولي ارتسمت حول الأزمة اللبنانية بما يطرح علامات استفهام إزاء آفاقها. فبعدما كان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عبّر عن دعم الثورة في لبنان كما العراق بوجه النفوذ الإيراني، برز أمس إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال منتدى السلام في باريس دعم بلاده محاولات الحريري تشكيل الحكومة، متداركاً «بحسب ما أفهم، فإن الفكرة تتمحور حول تشكيل حكومة تكنوقراط، وأعتقد أن هذا أمر غير واقعي في لبنان». في المقابل، أعطى المنسق الخاص للأمم المتحدة ما يشبه «بروفايل» الحكومة التي يتطلع إليها المجتمع الدولي، إذ دعا في بيان له (حول نتائج لقائه مع سفراء مجموعة الدعم الدولي، الرئيس عون) «القيادة اللبنانية إلى تكليف رئيس مجلس الوزراء بصورة عاجلة والإسراع الى أقصى حد بتشكيل حكومة من شخصيات معروفة بكفاءتها ونزاهتها وتحظى بثقة الناس. وتلك الحكومة، التي ستتشكل تماشياً مع تطلعات الشعب وبدعمٍ من أوسع مجموعة من القوى السياسية من خلال التصويت على الثقة في البرلمان ستكون ايضاً بوضعٍ أفضل لطلب الدعم من شركاء لبنان الدوليين»، مطالباً بحماية المدنيين الذين يتظاهرون سلمياً. وفي غمرة هذه الحماوة السياسية مضتْ الانتفاضة في يومها الـ27 بقوةٍ في الشارع وسط إضرابٍ عام وسلسلة اعتصامات في الساحات في مختلف المناطق وأمام «أهداف منتقاة» بينها قصر العدل في بيروت، مع قطْع بعض الطرق الدولية، فيما بقي القطاع المصرفي متوقفاً عن العمل بفعل الإضراب الذي أعلنتْه نقابة موظفي المصارف وسيستمرّ إلى حين توفير آلية لتفادي أي صِدامات في البنوك بين المستخدمين والمودعين (على غرار ما حصل يوم الجمعة الماضي) وإعادة النظر في التدابير الاستثنائية التي اتخذتها أخيراً إدارات المصارف وقيّدت بموجبها عمليات سحب الدولار خصوصاً كما تحويله إلى الخارج وغيرها من إجراءاتٍ أثارت هلع المودعين.

مسؤول أممي: الوضع المالي والاقتصادي بلبنان حرج .. والحكومة لا يمكن أن تنتظر أكثر من ذلك لمعالجته..

الراي...الكاتب:(رويترز) .. دعا مسؤول كبير بالأمم المتحدة في لبنان إلى تشكيل حكومة جديدة سريعا تضم شخصيات معروفة بالكفاءة والنزاهة، مبينا انها ستكون في وضع أفضل لطلب المساعدات الدولية. وقال إن الوضع المالي والاقتصادي بلبنان حرج، والحكومة لا يمكن أن تنتظر أكثر من ذلك لمعالجته.

«إعلاميون من أجل الحرية»: حملات تخوين تطال ناشطين في الثورة اللبنانية

حذرت في بيان من أي أذى يطالهم بعد مقال «ترهيبي» ضد مكرم رباح.. حذرت «إعلاميون من أجل الحرية» من تعرض الناشطين في الثورة اللبنانية لحملات تخوين، وذلك على خلفية مقال «ترهيبي» نشر في إحدى الصحف ضد الناشط الدكتور مكرم رباح. وذكرت «إعلاميون من أجل الحرية» في بيان: «يتعرض ناشطون في الثورة اللبنانية لحملات تشويه وتخوين كان آخرها اليوم ما نشرته صحيفة الأخبار وتناولت فيه الناشط الدكتور مكرم رباح رباح بمقال يهدف لإيصال رسائل ترهيبية لوقف انخراطه في الثورة». وأضاف البين «إن هذا المقال يحمل صحيفة الأخبار أي أذى قد يلحق بالدكتور رباح، كما أننا نعتبر أي دعوة للحد من حرية عمل وسائل الإعلام العربية والدولية، والتحريض عليها، فعلاً جرمياً يطاله القانون».

في شوارع بيروت.. أبناء اللبنانيات يناضلون للحصول على جنسية أمهاتهم

الراي....الكاتب:(أ ف ب) ... منذ ثلاثة أسابيع، تشارك دانا يومياً في التظاهرات غير المسبوقة ضد الطبقة السياسية في لبنان، مسقط رأس والدتها المحرومة بسبب زواجها من أجنبي من منح الجنسية لأولادها. ودانا (22 عاماً) مولودة من أب سوري، وهي واحدة من آلاف الأشخاص الذين لا يحق لهم الحصول على الجنسية اللبنانية، لأن المواطن اللبناني، بحسب القانون، هو فقط من يولد من أب لبناني. ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية في 17 تشرين الأول/أكتوبر، يشكل مطلب إعطاء اللبنانيات حق نقل الجنسية الى أولادهن، مطلبا أساسيا للمتظاهرين. وتقول الشابة بينما تضع العلم اللبناني على كتفيها "أنا مولودة في بيروت، والدي سوري الجنسية وانفصل عن والدتي قبل أن أولد. ترعرت وكبرت هنا مع أمي". وتوضح دانا التي تواظب يومياً على التوجّه إلى ساحة رياض الصلح، مركز التظاهر الرئيسي في بيروت، "أعتبر نفسي لبنانية لكنهم لا يريدون الاعتراف بهويتي"، في إشارة إلى المسؤولين الذين تصفهم بـ"ذكوريين" و"عنصريين". وتضيف "هذا الأمر أثّر كثيراً على نفسيّتي وعلى بناء هويّتي الشخصية". وتدافع اللبنانيات منذ سنوات عن حقهنّ في منح الجنسية لأولادهن. على غرار دانا، انضمّ عمر أيضاً إلى التحركات، يقوده الأمل بتحقيق "التغيير" في بلد لا تزال الطبقة الحاكمة هي نفسها منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990). ويقول عمر (17 عاماً) "نزلت إلى الشارع ضد الفساد المستشري في الدولة". ويروي الشاب المولود أيضاً من أم لبنانية وأب سوري، "ذهبت مرة واحدة في حياتي إلى سورية حين كنت طفلاً". ورغم أنه أمضى حياته في لبنان، يقوم عمر سنوياً بتجديد إقامته. ويضيف الشاب ذو البينة القوية رافعاً العلم اللبناني، بانفعال "يعاملوننا في الأمن العام كأننا أجانب. يجعلوننا نشعر بالذلّ". ويقول رافضو منح الأم حق إعطاء الجنسية لأولادها إن تجنيس سوريين وفلسطينيين (وهم من المسلمين بمعظمهم) من شأنه أن يزعزع "التوازن الطائفي" في بلد صغير متعدد الطوائف ويقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية. ويقول سامر (33 عاماً) المولود لأب فلسطيني وأم لبنانية خلال مشاركته في تظاهرة في بيروت "لا نطالب بتوطين الفلسطينيين وإنما بإعطاء الجنسية للمولودين من أم لبنانية فقط. هذا حق طبيعي". ويضيف الوالد لثلاثة أطفال "نحتاج الى الجنسية للعمل ولتسجيل أطفالنا في المدارس والاستفادة من الضمان الاجتماعي". وفي العام 2018، اقترح وزير الخارجية في الحكومة المستقيلة جبران باسيل مشروع قانون يخوّل المرأة اللبنانية حق منح الجنسية لأطفالها، إذا كانت متزوجة من أجنبي على ألا يكون سورياً أو فلسطينياً. وتعلّق رندة قباني، منسّقة حملة "جنسيتي كرامتي" التي تمّ إطلاقها عام 2011، بالقول "إنها عنصرية". وتوجد في سجلات الحملة طلبات لنحو عشرة آلاف عائلة يريد أفرادها الحصول على الجنسية اللبنانية، ستون في المئة منهم سوريون، وعشرة في المئة مصريون وسبعة في المئة فلسطينيون، فضلاً عن أردنيين وعراقيين وأميركيين وأوروبيين. وتوضح قباني أن "نحو ثمانين في المئة منهم مسلمون مقابل عشرين في المئة من الطوائف المسيحية". وعادت المطالب بإعطاء الأم حق منح الجنسية إلى الواجهة خلال التظاهرات الشعبية التي شارك فيها مئات آلاف اللبنانيين. وتقول قباني "قبل الحراك، كانت الأمهات يشعرنّ بالخجل لدى الكلام عن الموضوع. اليوم يطالبن بصوت عالٍ بأن يحصلن على هذا الحق". وحمل متظاهرون خلال الأسابيع الماضية لافتات كثيرة حول هذا الموضوع بينها "ما فيي إحمل جنسية إمي، بس فيي دافع عن ثورتها". وتشارك سحر أيوب، وهي أم لفتيين في الـ14 و16 من العمر يحملان الجنسية السورية، في الحراك الشعبي منذ انطلاقته في بيروت. وتقول "سأبقى سنوات في الشارع حتى يصل صوتي وأحصل على حقي المكتسب لي ولأولادي ولكل إمرأة لبنانية".

موظفو المصارف في لبنان يستجيبون لدعوة الإضراب

الراي...الكاتب:(رويترز) .. قال رئيس نقابة موظفي المصارف في لبنان إن موظفي البنوك استجابوا لدعوة الإضراب، لافتا الى ان البنوك مغلقة في بيروت ومناطق أخرى. وأضاف رئيس نقابة موظفي المصارف إن ماكينات الصرف الآلي ستزود بالنقد.

 

 

 



السابق

أخبار وتقارير.....لافروف يكشف أسرار تفاهم روسي-أمريكي بشأن سوريا...إسرائيل تستهدف قياديين للجهاد في غزة ودمشق...إسرائيل تغتال قيادياً بـ"الجهاد الإسلامي" في غزة....«منتدى باريس للسلام» يبحث قضايا العالم الساخنة اليوم...ترمب يستقبل إردوغان غداً وضغوط لتخلي أنقرة عن «إس 400»...«التحالف الدولي» يناقش «داعش» ما بعد البغدادي...فراغ في بوليفيا بعد استقالة موراليس...الرئيس شي يعتبر اليونان «حليفاً طبيعياً» لتطوير التجارة العالمية....اليمين المتطرف «الفائز» الفعلي في الانتخابات الإسبانية..."السدود مدافع".. المياه سلاح تركيا الآخر ضد الأكراد..تقرير أممي يتهم الأردن والإمارات وتركيا والسودان بانتهاك عقوبات ليبيا...

التالي

العراق..خطف ناشطات العراق: بعد صبا المهداوي.. اختفاء ماري...هل تدخل سليماني لإبقاء الهاشمي مديرا لمكتب رئيس الوزراء العراقي؟...بغداد.. إصابات بعد تطويق الأمن ساحة الخلاني...عبدالمهدي: لا نريد لحراك العراق إلا أن يخرج منتصراً...تصريحات السيستاني للمبعوثة الأممية تلهب حماس العراقيين وموجة احتجاجات طلابية جديدة....الصراع الأميركي ـ الإيراني على خط احتجاجات العراق...الصدر يهاجم واشنطن من طهران.... أوامر توقيف بشبهة الفساد بحق مسؤولين حاليين وسابقين...فتش عن الفساد.. ماذا فعلت "الميزانية" بالعراقيين؟...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,160,623

عدد الزوار: 6,758,007

المتواجدون الآن: 140