أخبار لبنان....البطريرك الماروني يُطْلِقُ «نداء النجدة».... صوّب على «حزب الله» ودعا عون إلى «فكّ الحصار عن الشرعية والقرار الوطني الحرّ»,...«حزب الله»... بين ناريْ قاعدته الشعبية وحلفائه....تفاهم بري ـ باسيل لإنقاذ الحكومة يسحب التغيير الوزاري من التداول.... دياب مطمئن إلى موقف «حزب الله» لإبقائه على رأس الحكومة....السفيرة الأميركية تهدّد دياب...ربع المحال التجارية أقفل نهائياً... "حزب الله" للحلفاء: لا تلعبوا بموازين القوى....

تاريخ الإضافة الإثنين 6 تموز 2020 - 5:40 ص    عدد الزيارات 2352    القسم محلية

        


البطريرك الماروني يُطْلِقُ «نداء النجدة».... صوّب على «حزب الله» ودعا عون إلى «فكّ الحصار عن الشرعية والقرار الوطني الحرّ»,...

الراي.... الكاتب:بيروت - من وسام ابو حرفوش وليندا عازار .... لم يكن أدلّ من «نداء النجدة» الذي وجّهه رأس الكنيسة المارونية البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلى الدول الصديقة للبنان والأمم المتحدة على «المنعطف الوجودي» الذي تمرّ به البلادُ في غمرة «الإعصار» الذي يشتدّ وسط مؤشراتٍ إلى محاولاتٍ لـ «توجيهُ عصْفِه» لإكمال «الاستدارة» إلى ما هو أعمق من تموْضع إقليمي جديد، نحو وجهةٍ بوليتيكو - اقتصادية تشي بـ «لبنان آخَر» وجْهاً ودوراً من بوابة «إلى الشرق دُر» التي تُفتح على وقع جرّ الائتلاف الحاكم بقيادة «حزب الله» بيروت إلى فم الصراع الأميركي - الإيراني ولو على حساب قفْل كل أبواب العالم أمامها.

وبالفم الملآن قالها الراعي في عظة الأحد، قارعاً «ناقوس الخطر»: «المرحلةُ التي بلغناها تحملنا إلى توجيه هذا النداء: نناشد فخامة رئيس الجمهورية (ميشال عون) العمل على فكّ الحصار عن الشرعية والقرار الوطني الحرّ. ونطلب من الدولِ الصديقةِ الإسراعَ إلى نجدة لبنان كما كانت تفعل كلما تعرّضَ لخطر. ونتوجّه إلى منظَّمة الأمم المتّحدة للعمل على إعادةِ تثبيتِ استقلالِ لبنان ووحدتِه، وتطبيق القرارات الدولية، وإعلانِ حياده. فحيادُ لبنان هو ضمانُ وِحدته وتموْضعه التاريخيّ في هذه المرحلةِ المليئةِ بالتغييراتِ الجغرافيّةِ والدستوريّة. حيادُ لبنان هو قوّته وضمانة دوره في استقرار المنطقة والدفاع عن حقوق الدول العربية وقضية السلام، وفي العلاقة السليمة بين بلدان الشرق الأوسط وأوروبا بحكم موقعه على شاطئ المتوسّط». وباغَت هذا الموقف المفصلي لرأس الكنيسة المشهدَ السياسي بعدما بدا مُدَجَّجاً برسائل مباشرة اعتُبرت أقرب لرسْم خريطة طريق للمرحلة المقبلة وتحدياتها الهائلة، بما يعكس الاستشعارَ المتزايد بوجود خطرٍ على الكيان اللبناني لطالما قابلتْه بكركي بـ «عصا» رفْع الصوت. وبعدما كان الراعي حذّر في 26 أبريل الماضي من «مخططٍ لتغيير وجه لبنان» ونظامه الديموقراطي البرلماني الليبرالي، رأت أوساط سياسية أنه رَفَع هذه المرة السقف ليضع الإصبع على مكمن المشكلة أي محاصَرة «الشرعية والقرار الوطني الحرّ»، غامزاً من قناة «حزب الله» وشاهِراً اعتراضه على محاولات جرّه «إلى الشرق» خلافاً لميثاق 1943 (لا للشرق ولا للغرب)، وصولاً إلى مطالبته ضمناً بتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بالسلاح غير الشرعي، وهي القرارات التي ترتفع تباعاً الدعوات لتنفيذها سواء عبر تحركات رمزية في الشارع أو على المنابر ومواقع التواصل الاجتماعي حيث بدأ «جدار الخوف» يسقط. وترافقتْ «صرخة» الراعي الذي سأل بمرارةٍ «مذ متى كان الإذلالُ نمطَ حياةِ اللبنانيّين؟ فيتسوّلون في الشوارع، ويَبكون من العَوز، ويَنتحرون من الجوع؟ أيريدون لهذا الشعبِ أن تُركّعَه لقمةُ الخبز؟ لا، فكما أنّه لم يَركع أمامَ أيِّ احتلال، لن يركع اليوم. ونحن لن نَسكت على ما يجري»، مع كلامٍ على الموجة نفسها لمطران بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس إلياس عودة الذي وجّه انتقادات قاسية للسلطة و«قادة بلادنا المحترمين، فهل تنامون مرتاحين ومَن تسلّمتم مسؤولية رعايتهم يتضورون جوعاً، ويموتون انتحاراً ويغرقون في ظلمة أدخلتموهم فيها بسبب نهجكم العشوائي غير المسؤول»؟ .....واعتبرتْ الأوساطُ السياسيةُ أن هذا المناخَ الذي يجد فيه القادة الروحيون أنفسهم في «واجهة المواجهة»، ولو توجيهاً للبوصلة، يعكس أنه كلما أوغلت الأزمةُ الشاملة التي تقبض على لبنان واستفحلتْ تداعياتُها الكارثية معيشياً وتعمّقتْ محاولاتُ إتمام عملية «الإجهاز» على التوازنات في لبنان وإلحاقه بالمحور الإيراني، فإنها ستستدرج ممانعةً تصاعُدية داخلياً ترتكز على روابط وأبعاد وجودية في علاقة مجموعاتٍ لبنانية ببلدها كما على تصالُح مجموعات أخرى مع لبنانيّتها، وهي ممانعةٌ يصعب تَصَوُّر كيف يمكن أن تتطوّر في ظلّ تقاطُعها مع الضغط الأقصى دولياً وأميركياً خصوصاً على طهران وأذرعها وعلى رأسها «حزب الله». ومن هنا تكتسب إطلالة الأمين العام لـ «حزب الله»، غداً، أهمية خاصة، حيث تشير الأوساط إلى أن إطلالة السيد حسن نصرالله، وإلى جانب ارتدادات مواقف الراعي، ستظلّلها التباينات التي تزداد في علاقاته مع حلفائه ولا سيما «التيار الوطني الحر» والتي خرجت إلى العلن على خلفية دفْع التيار لمساءلة القاضي محمد مازح بعد قراره بمنْع وسائل الإعلام من استضافة السفيرة الأميركية دوروثي شيا في أعقاب انتقاداتها لـ «حزب الله»، ناهيك عن المياه غير الدافئة مع شريكه في الثنائية الشيعية الرئيس نبيه بري الذي يُدوْزن أداءه وتموْضعه الداخلي على إيقاع دورٍ يشكّل أحياناً كثيرة «حائط صدّ» يتفادى الحزب تجاوُزه. في موازاة ذلك، جرى التداول في بيروت بحديث أجراه الرئيس سعد الحريري مع صحيفة «البايس» الاسبانية على وقع فشل عملية «جس نبض» حصلت حول تغيير يعيده إلى رئاسة الوزراء، وهي المحاولة التي انتهت بتأكيد الحريري التمسك بشروطٍ ليس أقلها منْح أي حكومة جديدة مقومات النجاح وإبعادها عن المحاصصة وعن تأثير «حزب الله» ورفض أي دور مباشر أو غير مباشر لرئيس «التيار الحر» جبران باسيل فيها. وأكد الحريري «اننا لا نشارك حزب الله استراتيجيته الإقليمية ولا نعتقد أنها إيجابية لمصلحة لبنان وما يحدث اليوم هو ما كنا نخشاه: وهو ترك البلاد في وضع يركز فيه المجتمع الدولي على لبنان وإيران. وبذلك أصبح لبنان يعاني من تداعيات السياسة الإقليمية»، موضحاً أنه لا يتوقع العودة لمنصب رئيس الوزراء قريباً «على الأقل حتى تتحقق الشروط التي يعرفها الجميع»....

«حزب الله»... بين ناريْ قاعدته الشعبية وحلفائه

الراي.... الكاتب:ايليا ج. مغناير .... يرى أنصار الأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني السيد حسن نصرالله، أنه يتمتع بدعمٍ ضمن بيئته لم يُشهد له مثيل لقائدٍ حيّ في لبنان. إلا أنهم يعتبرون اليوم أنه يجد نفسه في مواجهة لمشروعه من حلفائه وأعدائه السياسيين وبيئته الشعبية الحاضنة، وهو موقف لا يُحسد عليه. مناصرو نصرالله يتحدثون عن تأثيرٍ قوي وكاريزما استثنائية له على بيئته لدرجة أن غالبيتهم يستعيدون كل ما يقوله «السيد» في خطاباته ليصبح «خريطة طريق» يردّدها النائب والوزير والحليف وبيئته الحاضنة إلى حين ظهورٍ جديدٍ له على الشاشة ليقدّم خطاباً جديداً وأفكاراً ترسم خرائط السياسة المقبلة. لكن هذا لا يمنع أن تعبّر هذه البيئة الحاضنة - التي هي جزء لا يتجزأ من التنظيم نفسه - عن طريق مغاير لما يقوله نصرالله وخصوصاً في ما يتعلق بحلفائه السياسيين الذين اتخذوا الليل جملاً وغرّدوا «خارج الصحن». ففي إحدى خطاباته الأخيرة، أكد نصرالله أن مواقع التواصل الاجتماعي منفصلة قليلاً عما يجري في الكواليس والاتفاقات السياسية مع الحلفاء. لكنها طريقته لتخفيف الاحتقان وأخْذ المشكلة الحقيقية إلى زاوية مختلفة لعلمه أن بيئته لن تعارضه وستتبع الاتجاهات التي يرسمها في كل خطاب. لكن لنلقِ نظرة على ما يحدث فعلاً وهذا من باب التوصيف لواقع حقيقي انقسامي يشهده لبنان منذ أشهر، ولكن مستوى الاختلاف قد ارتفع إلى درجة أصبحت لافتة للنظر ويجدر التحدث عنها ومواجهتها. مما لا شك فيه أن لبنان يعيش انقساماً حاداً منذ أن نزل الناس إلى الشارع في أكتوبر من العام الماضي للمطالبة بتحسين ظروف حياتهم وأعربوا عن رفْضهم للسياسيين المسؤولين عن عقود من الفساد وسوء الإدارة، وهذا ما أَرْعَبَ السياسيين جميعاً لإدراكهم أن الشعب اللبناني يثور ضدّ الظلم والفساد. لكن بيئة «حزب الله» ترى أن دخول السفارة الأميركية على خط التظاهرات لركوب الموجة أعطى مساراً آخر وطعْماً مختلفاً للمتظاهرين. ودَخَلَ مناصرو أحزاب تنتمي إلى 14 آذار سابقاً على الخط بإغلاق طريق الجنوب - بيروت وطرق أخرى لدفْع الحزب ليفتح الطريق بالقوة كما كان سيحصل بعد استدعائه «التعبئة» قبل أن يتدخل الجيش لفتْح الطرق بالقوة مع الحفاظ على سلمية المتظاهرين لمَن أراد التعبير من دون شغب. إلا ان التظاهرات كانت بمثابة جرس إنذار للمصارف التي أغلقت أبوابَها ومنعتْ المودعين من تحصيل ودائعهم ما سبّب ذعراً شاملاً دَفَعَ الناسَ لسحب أموالهم من المصارف وفقدان الثقة التامة ليس فقط بالسياسيين ولكن بالنظام المصرفي الأمر الذي أدى إلى انهيار الهيكل على مَن فيه، بمن فيهم الشعب نفسه. وبعد استقالة الرئيس سعد الحريري، وعند اختيار حسان دياب كرئيس للوزراء، تَظَاهَرَ مناصروه أمام منزل دياب وفي الشوارع لأنهم يريدونه أن يعود. وقد بنى الحريري علاقات مميزة مع «حزب الله» لإدراكه أن طريق العودة يمرّ من الضاحية الجنوبية، مقرّ الأمين العام لـ «حزب الله». إلا أن اللعبة أخذت منحى جديداً عبر تدخل رئيس مجلس النواب نبيه بري لحماية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة رافضاً تبديله خشية أن «يصل الدولار إلى 20 ألف ليرة» بعدما كان سعره 1500 ل.ل. وقد وصل الدولار إلى عتبة 10000. ولكن بري، حليف «حزب الله» الأساسي، وقف في وجه الحملة التي نادى بها الحزب حتى أصبح رئيس البرلمان يُصَنَّف من بعض أحزاب 14 آذار، بأنه الحامي وصمام الأمان لهم، وكذلك للرغبة الأميركية التي تقْضي ببقاء سلامة في منصبه. فاستطاع بري جمْع الأضداد كلها بشخصيته، هو الذي هاجمه الحِراك الشعبي مع باقي السياسيين الذين حكموا منذ نحو 30 عاماً. وبَلَعَ «حزب الله» موقف بري، كما يبتلع الضبع المنجل. فهو لا يستطيع إخراجه ولا هضْمه. إلى أن أتت الضربة الثانية من «التيار الوطني الحر» (حزب الرئيس ميشال عون) الذي رَفَضَ دعْم مكافحة الفساد في قرارٍ قُدم لمجلس النواب على أساس أنه فاقِدٌ للميثاقية ويتعارض مع الدستور. ومضتْ الأشهر لتصل البلاد إلى جوّ التهديد بجوعٍ مقبل وعتمة شاملة لنقص الفيول، وأصبحت الليرة في مهبّ الريح لا يريدها أحد لأن الثقة فُقدت تماماً بالنظام والمصارف وبإمكان الخروج من النفق المظلم الذي لم يسبّبه أحد إلا السياسيون أنفسهم الموجودون اليوم في السلطة كما الذين توفوا منهم أو قُتلوا. ولكن الأخطر اليوم هو موقف حليف «حزب الله» الأساسي والمسيحي، «التيار الوطني الحر» الذي صرّح زعيمه الوزير السابق جبران باسيل بأن «اتفاق مار مخايل يصون التوافق» فماذا يحصل إذا لم يعُد اتفاق مار مخايل موجوداً؟ لقد ذهب التيار الحر ليدفع ممثّلته في الحكومة وزيرة العدل ماري - كلود نجم إلى استدعاءٍ لإذلال القاضي محمد مازح لأنه وقف في وجه الإعلام لمنْعه، كما يقول (مازح) من نشْر سموم السفيرة الأميركية التي اعتبرت أن سبب التدهور الاقتصادي «عقود من الفساد» لتتراجع وتتّهم الحزب وتحرّض على نوابه ووزرائه وتطالب بإخراجهم من السلطة والحكومة، وتقول إن رئيسها دياب قد انتهى. ليس هذا فقط، فقد دعا وزير الخارجية ناصيف حتي، المحسوب على «التيار الحر» السفيرة دورثي شيا واستضافها بَدَلَ توبيخها لخرْقها المادة 41 من اتفاق فيينا الذي يَمْنَعُ على السفراء التدخل في الشؤون الداخلية. وهنا قامت القيامة على مواقع التواصل الاجتماعي لينتقل مناصرو «التيار الحر» من المُدافِع عن مواقف وزرائهم وسياستهم التي توّجها اعتذارُ المستشار الرئاسي سليم جريصاتي لممثّلة عدو «حزب الله» اللدود أميركا، السفيرة شيا، إلى انتقاد نصرالله وما رسَمَه في خطاباته الأخيرة. فبدأ النقد لـ «التوجه شرقاً» إلى الصين، ليعلّق إعلاميو التيار الحر أن «الصين خارج محور المقاومة»، وهي لم يقل أحد أبداً عنها كذلك لأنها دولة اقتصادية عظمى لديها علاقات مع الجميع كما يفترض. وأخيراً بدأ الهجوم الاجتماعي حول استلام «حزب الله» رواتب مقاتليه بالدولار الأميركي الذي يعطيهم منذ بضعة أشهر وضعيةً اقتصاديةً مريحةً لم يشْهدوها منذ 1985، يوم أُعلن عن إنشاء الحزب. وهذا بغضّ النظر عن تلميحات حول أن «الدواء الايراني» إذا أتى إلى لبنان مضرّ بالصحة وأن «الغذاء الإيراني» ليس صالحاً إذا أقدمت إيران على تقديم منتجاتها المنخفضة الأثمان بدل أسعار التجار التي ترتفع بارتفاع سعر الدولار لتصل السلع إلى مستويات لم يعد غالبية اللبنانيين يستطيعون شراءها. لقد خاصَمَ باسيل المرشّح للرئاسة اللبنانية سليمان فرنجية والزعيم الدرزي وليد جنبلاط والسني سعد الحريري والشيعي بري. واليوم لم يبقَ له سوى «حزب الله» حليفاً، إلا أنه يتصرّف سياسياًّ ليسلّف أميركا وترضى عنه كي لا ترفع الفيتو بوجهه إذا حان الوقت للوصول إلى كرسي الرئاسة، وهو لا يعلم أن أميركا لديها ذاكرة ضعيفة ولا حلفاء لها بل مصالح فقط. يعتبر مراقبون أن أميركا استطاعت، بجهد ليس بكبير، توجيه الاتهام نحو «حزب الله» لتبعد الاتهامات عن حلفائها. واستطاعت شقّ صف «8 آذار» ليصبح بري صمام الأمان لها ولفريقها «14 آذار». وتوصّلت برضى التيار الحر ليعتذر منها أرفع مسؤولي الدولة على خطئها وخرْقها للاتفاقات والأعراف الديبلوماسية دون مجهود يُذكر. يتبرع هؤلاء، وها هي تتفرّج على بيئة الطرفين الحاضنة تتّهم بعضها البعض بينما هي - واشنطن - تغرق في مستنقع كورونا والاقتصاد الفاشل ورئيس لم يشهد هجوماً داخلياً عليه مثلما يتعرّض له دونالد ترامب. «حزب الله» كما يقول أنصاره بارِعٌ في السير بين الألغام وعدم التسرع بالقرارات، وقلْب الطاولة في الوقت المناسب على رأس أعدائه حتى ولو دَخَلَ لبنان مرحلة اقتصادية حرجة لن يخرج منها لسنوات. إلا أن مستوى الأمن الاقتصادي المتدهور يؤثر على الأمن القومي، والحلفاء عادوا إلى طوائفهم وابتعدوا عن وطنهم ليدخلوا إلى نفق أظلم من النفق الاقتصادي ليصبح العيش المشترك على المحكّ.

لبنان: حفلة بلا جمهور ضمن مهرجانات بعلبك في رسالة «صمود»

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين».... أضيئت «مدينة الشمس» بعلبك غناء وفرحاً، مساء اليوم (الأحد)، في حفلة موسيقية ضخمة من دون جمهور هي الوحيدة لهذا العام في إطار المهرجان اللبناني العريق، في حدث يرتدي رمزية كبيرة في ظل أزمة غير مسبوقة تشهدها البلادـ وتزامناً للذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان «الكبير». وعلى مدى ساعة من الوقت، تابع اللبنانيون عبر المحطات التلفزيونية المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي هذه الحفلة التي حملت عنوان «صوت الصمود» وأحيتها الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية اللبنانية بقيادة المايسترو هاروت فازليان. وتوزع أكثر من 150 مشاركاً بين عازفين ومغني كورس على أرجاء باحة معبد باخوس في القلعة الرومانية المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث، محافظين بدرجة كبيرة على مقتضيات التباعد الجسدي الذي فرضه تفشي فيروس «كورونا» المستجد، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وفي سينوغرافيا لافتة من توقيع جان لوي مانغي ومشهدية مسرحية متقنة راعت خصوصية الموقع التاريخي ورمزيته، تحلّق المشاركون داخل المعبد الروماني ضمن حلقة دائرية مع هالة نور بما يشبه شمساً ساطعة بخيوط ذهبية في قلب «مدينة الشمس». كذلك تنقل المشاهدون مع الكاميرا بين زوايا معبد باخوس الذي أضيئت أعمدته بألوان مختلفة طغى عليها الأحمر، مع إخراج تلفزيوني استخدمت فيه أحدث التقنيات البصرية بما يشمل لقطات جوية أظهرت القلعة التاريخية التي وقف على أدراجها كبار الفنانين في لبنان والعالم منذ انطلاق مهرجانات بعلبك قبل أكثر من 6 عقود. وتضمن البرنامج الموسيقي مجموعة منوعة من الأعمال الفنية اجتمعت فيها المقطوعات الكلاسيكية كـ«أو فورتونا» من نصوص كارمينا بورانا و«نشيد الفرح» لبيتهوفن، بالأغنيات اللبنانية من أعمال الأخوين الرحباني إضافة إلى الروك وتحديداً «كشمير» لفريق ليد زيبلين البريطاني. كما عرضت خلال الحفلو على أعمدة المعبد مشاهد تذكّر بأبرز الأسماء التي استضافتها المهرجانات منذ مسرحيات فيروز وحفلات أم كلثوم في الستينات والسبعينات، مروراً بكبار المغنين والمسرحيين وراقصي الباليه في العالم من أمثال إيلا فيتزجيرالد وموريس بيجار ومايلز ديفيس وشارل أزنافور. وقدم خلال السهرة أيضا الممثل اللبناني رفيق علي أحمد مشهداً مسرحياً مقتبساً من قصة «دمعة وابتسامة» للأديب والفيلسوف اللبناني جبران خليل جبران. وقد تفاعل اللبنانيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع هذه الحفلة التي وصفها منظموها بأنها «صرخة أمل» للتأكيد أن «الثقافة في لبنان لن تموت». وأشاد كثر بينهم سياسيون وإعلاميون، بهذا الحدث الذي يقدم مشهداً إيجابياً عن لبنان يتعارض مع الجو السائد بسبب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي تتخبط فيها البلاد. ويشهد لبنان عادة خلال الصيف الكثير من الحفلات والمهرجانات الموسيقية في أنحاء البلاد. وقد استقطبت هذه الأحداث في العقدين الماضيين بعضاً من أشهر الفنانين العالميين بينهم شاكيرا وستينغ وأندريا بوتشيلي وبلاسيدو دومينغو وديب بيربل. غير أن البلاد تمر حالياً بأسوأ انهيار اقتصادي منذ عقود، مع أزمة سيولة وتوقّف المصارف عن تزويد المودعين أموالهم بالدولار فضلا عن ارتفاع معدّل التضخّم ما جعل نحو نصف السكّان تحت خط الفقر. وتضاف إلى ذلك تبعات جائحة «كوفيد - 19» والإغلاق الذي رافقها. ولم يعلن أي من المهرجانات اللبنانية الأخرى عن برامج فنية لهذا العام، غير أن معلومات صحافية تحدثت أخيراً عن التوجه لإقامة حفلات قليلة لفنانين لبنانيين خلال شهري أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) يحضرها جمهور صغير التزاماً بتدابير مكافحة الوباء.

تفاهم بري ـ باسيل لإنقاذ الحكومة يسحب التغيير الوزاري من التداول.... دياب مطمئن إلى موقف «حزب الله» لإبقائه على رأس الحكومة

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير.... قالت مصادر في الموالاة، إنها تترقب ما سيؤول إليه تفاهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، لإنقاذ الحكومة وإخراجها من دوامة المراوحة التي حالت دون تحقيق ما وعدت به في بيانها الوزاري، وكشفت أن الأخير طرح عليه جملة من الأفكار تراوحت بين إمكانية إدخال تعديل على الحكومة أو تطعيمها، وصولاً للبحث في تغييرها بذريعة أن إنتاجيتها دون المستوى المطلوب وأن الوضع لم يعد يطاق. ولفتت المصادر في المعارضة لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الرئيس بري ارتأى السير بعملية برمجة لإنقاذ الحكومة، مقترحاً البدء فوراً بتحقيق الإصلاحات الإدارية والمالية التي تعهدت بها الحكومة في بيانها الوزاري وبإصلاح قطاع الكهرباء لتأمين الحلول الدائمة لتوليد الطاقة، بدلاً من اعتماد الحلول المؤقتة لتأمينها باستئجار البواخر، خصوصاً أن مقررات مؤتمر «سيدر» لمساعدة لبنان للنهوض من أزماته المالية والاقتصادية، أوصت الحكومة بذلك، إضافة إلى إلحاح صندوق النقد الدولي على الحكومة بتأهيل هذا القطاع لخفض العجز في الموازنة لغياب الحلول الدائمة. وأكدت المصادر نفسها، أن بري نصح بضرورة تفعيل المفاوضات الجارية بين الحكومة وصندوق النقد لدعم خطة التعافي المالي، وقالت إنها ما زالت في المربع الأول ولم تحقق أي تقدم، لأن الخلاف القائم حول التوصُّل إلى مقاربة موحّدة للخسائر المالية، لا يزال يؤخر الوصول إلى تفاهم يدفع باتجاه تزخيم المفاوضات. وتابعت المصادر، أن عدم الإفراج عن التشكيلات القضائية لا يخدم الحكومة في مخاطبتها المجتمع الدولي بأنها جادة في تحقيق الإصلاحات من جهة وفي مكافحة الفساد من جهة ثانية، وأكدت أن ما اتفق عليه بين بري وباسيل سيكون موضع مراقبة وتدقيق للتأكد من مدى استجابة الأخير للسير في هذا التفاهم وعدم الانقلاب عليه. واعتبرت أن جميع الأطراف في لبنان باتت محرجة أكانت في الموالاة أو في المعارضة، وقالت إن اللبنانيين لا يعفون هذا أو ذاك من مسؤوليته حيال تردّي الأوضاع المعيشية التي بلغت ذروتها، من دون أن تبادر الحكومة للقيام ولو بخطوة واحدة لوقف الانهيار. ورأت أن تغيير الحكومة قد سُحب من التداول وعزت السبب إلى أمرين: الأول مبادرة «حزب الله» للتدخل بقوة لقطع الطريق على البحث في استبدال هذه الحكومة رغم أن لديه قناعة بعدم قدرتها على زيادة إنتاجيتها، وأنها باتت تشكّل إحراجاً له أمام محازبيه، والثاني يتعلق بعدم وجود استعداد لدى قوى المعارضة للخوض في مغامرة التغيير الحكومي، في ضوء ما توصّل إليه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في مغامرته التي أدت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، على خلفية التوصُّل معه إلى تسوية أطاح بها باسيل. وقالت إن رئيس الحكومة حسان دياب لم يكن مضطراً للمواقف التي اتخذها أخيراً وكان في غنى عنها، لأنها أدت إلى ارتفاع منسوب الاشتباك السياسي مع المجتمع الدولي وعدد من الدول العربية، فيما تعاملت المعارضة مع مواقفه هذه على أنه تبنّى مجاناً طروحات «حزب الله» خصوصا أن من يدقّق فيها يلحظ أنها جاءت نسخة طبق الأصل عن المواقف الأخيرة للسيد حسن نصر الله. وفي هذا السياق، كشفت مصادر في المعارضة لـ«الشرق الأوسط»، أن جميع الأطراف التي تدور في فلكها أجمعت على رفض الدخول في بازار تشكيل حكومة جديدة، وقالت إن الحريري لم يُدرج عودته إلى «السراي الكبير» على جدول أعماله، وأنه يأخذ وقته حالياً لاسترداد ما خسره في شارعه بسبب التسوية التي أبرمها مع عون وأدت إلى إحداث هوّة بينه وبين جمهوره. وسألت المصادر: كيف يمكن للحريري تكرار المغامرة في ظل وجود عون في سدّة الرئاسة الأولى، وتقع عليه مسؤولية إحباطه للتسوية، لأنه أجاز لباسيل بلا أي رادع إسقاطها من دون أن يتدخّل؟ ....كما سألت باسيل عن الأثمان السياسية التي دفعها من جراء التسوية التي أُبرمت مع الحريري؟ وقالت إنه يتنكّر لإيصال عون إلى الرئاسة وانتخابه هو شخصياً نائباً للمرة الأولى بعد أن رسب في دورتين انتخابيتين؟ لذلك فإن دياب باقٍ على رأس الحكومة بقرار من «حزب الله» الذي تدخّل بقوة لإخراج التغيير الوزاري من التداول.

المقايضة مقابل الطعام... وسيلة صمود اللبنانيين.... الأزمة الاقتصادية فرضت التضامن وتبادل الخدمات

الشرق الاوسط....بيروت: إيناس شري..... منذ نهاية العام الماضي، وفي ظل تدهور الوضع الاقتصادي، وعجز القوى السياسية عن التدخل السريع، يحاول اللبنانيون إيجاد حلول بديلة تقوم على التكافل الاجتماعي، وتساعدهم على الصمود بوجه الأزمات المتلاحقة. وفي هذا الإطار، ظهرت في الآونة الأخيرة مبادرات عمادها دعم الأفراد بعضهم لبعض، منها مبادرات تجمع حصصاً غذائية وتوزعها على العائلات، وأخرى تربط من فقدوا عملهم بأفراد أو شركات تعرض فرص عمل، فضلاً عن كثير من الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تنصح بشراء سلع غذائية من علامة تجارية معينة، رخيصة نسبياً، أو من محال تبيع السلع بسعر أقل من غيرها، ولو بقليل. ولكن مع تسارع الأزمات، وارتفاع سعر صرف الدولار بشكل كبير، وازدياد عدد من فقدوا أعمالهم، باتت حتى مثل هذه المبادرات عصية على الاستمرار، فما كان من بعضهم إلا اللجوء إلى المقايضة أملاً بالصمود، ولو لأسبوع إضافي تحت وطأة «أصعب الأزمات التي يمكن أن يشهدها بلد ما، المتمثلة باجتماع البطالة مع التضخم»، كما يقول أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأميركية في بيروت، جاد شعبان. «لبنان يقايض» هو اسم مجموعة ظهرت أخيراً على «فيسبوك»، تقوم فكرتها على تبادل السلع والخدمات، وقد استطاعت أن تضم أكثر من 13 ألف عضو خلال أسبوع، فضلاً عن زيارة أكثر من 7 آلاف شخص لها بشكل يومي. والأعضاء في هذه الصفحة يعرضون سلعاً موجودة في بيوتهم لا يحتاجون إليها، أو يمكن الاستغناء عنها مقابل أمور أخرى أكثر إلحاحاً. إلا أن اللافت كان عرض كثير من الناس ملابس وأحذية مستعملة مقابل حليب وحفاضات أطفال، أو حتى قنينة زيت، الأمر الذي يمكن أن يترجم حال العوز التي وصل إليها بعض اللبنانيين، كما يقول شعبان أستاذ الاقتصاد الذي عد في حديث مع «الشرق الأوسط» أن الوصول إلى مرحلة المقايضة يعني العودة ألفي سنة إلى الوراء، وهو من علامات الانهيار التام للاقتصاد الوطني، والخرطوشة الأخيرة بالنسبة للناس، كونها وسيلة صمود مرحلي لا يمكن أن تصمد بدورها كثيراً، لأن الناس تقايض مقابل الطعام، ولن تجد ما تقايضه لاحقاً. وفي هذا السياق، أوضح أن المقايضة نتيجة لما وصلنا إليه، وليست بأي شكل من الأشكال هي الحل، كون الحلول عادة ما تكون شاملة، ويجب أن تأتي من المسؤولين الذين لم يضعوا خططاً اقتصادية، وهربوا الأموال إلى خارج البلاد حتى فقدت العملة الوطنية قيمتها، وفقد المجتمع الثقة بها، فضلاً عن خسارة الناس قيمة رواتبهم، أو رواتبهم كاملة بسبب البطالة. ولا يدعي صاحب فكرة صفحة «لبنان يقايض» المسؤول عنها، حسن حسنة، أنه يقدم حلاً اقتصادياً، ولكنه يحاول إيجاد وسيلة متاحة لتخطي الأزمة الاقتصادية، ومساعدة الناس على الصمود قدر الإمكان. وشرح حسنة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه كان يعمل العام الماضي مع مجموعة لدعم الأفراد وجمع التبرعات، ولكن بعد شح المساعدات العينية والنقدية والسيولة لدى الغالبية، كان لا بد من المقايضة، موضحاً أن مبدأ المقايضة عبر الصفحة لا يقتصر على السلع، بل يشمل الخدمات أيضاً، فهناك على سبيل المثال نجار أصلح باب حلاق، مقابل قص هذا الثاني شعر أبناء الأول. وفي حين يشدد حسنة على أن هذه الصفحة ليست صفحة تسول، ولا تبغى الربح، وأنه لا عيب في أن يلجأ أي شخص إلى المقايضة، لم يستبعد أن يصل الأفراد إلى مرحلة لا يملكون فيها ما يقايضونه، لا سيما عندما نرى أن بعضهم بدأ يقايض على أمور يحتاج إليها مقابل أمل الحصول على ما هو أكثر إلحاحاً، أي الطعام.

السفيرة الأميركية تهدّد دياب

الأخبار .... لا تكفّ سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا عن ممارسة الوقاحة. تصرّ على التصرف كما لو أنها حاكمة البلاد العليا. وبعد تصريحاتها العلنية التي حددت فيها مواصفات الحكومة اللبنانية التي ترضى عنها وخياراتها السياسية (حكومة اختصاصيين بلا حزب الله)، قررت شيا توجيه تهديدات إلى رئيس الحكومة حسان دياب، للضغط عليه بهدف تنفيذ ما تريده السفارة وحكومتها. وعلمت «الأخبار» أن شيا أرسلت إلى دياب، عبرَ أصدقاء مشتركين، رسائل قاسية اللهجة تتهمه بها بأنه ينفّذ أجندة حزب الله في الحكومة. وتقول مصادر مطّلعة إن «هذه الرسائل ازدادت وتيرتها، وخاصة بعد المعلومات عن إمكان انفتاح لبنان اقتصادياً على التعاون مع العراق، وعلى القبول باستثمارات صينية». وبحسب المصادر، أن السفيرة لمست جدية رئيس الحكومة في فتح أبواب تساعد على تخفيف الضغط عن لبنان في ظل الحصار الأميركي، مؤكدة أن «دياب يتجاهل رسائل شيا ولا يجيب عليها». وقد عبّر أمام من يلتقيهم عن غضبه من تصرفاتها وتدخّلها السافر في شؤون البلاد، مشيراً إلى أنها، كما بلادها، لا يريدون مساعدة لبنان ولا يريدون من لبنان أن يعمل وفق مصلحته. إلى ذلك، أكد وزير الطاقة ريمون غجر أن زيارة الوفد العراقي كانت إيجابية، وقد بدأت الوزارة بمتابعة ما اتفق عليه. حيث تعكف حالياً على تحضير رسالة تتضمن ما تحتاج إليه من فيول، كماً ونوعاً. على أن ترسل إلى الجانب العراقي، ليصار بعدها إلى الاتفاق على التفاصيل اللاحقة، لوجستية ومالية. ونفى غجر أن يكون هنالك أي نقاش في عودة العمل بأنابيب النفط القديمة، مشيراً إلى أنها غير صالحة، وخاصة أن محطات الضغط في سوريا والعراق تعرضت للتدمير. وقال إنه جرى الاتفاق على استيراد الفيول، وسيتم ذلك عبر البصرة، مؤكداً في الوقت نفسه جودة الفيول العراقي.

وزارة الطاقة تحضّر رسالة تتضمن ما تحتاج إليه من فيول لإرسالها إلى العراق

في المقابل، أكدت مصادر عراقية أن الوفد العراقي متحمّسٌ لتوقيع مذكرة التفاهم الاقتصادي بين بغداد وبيروت. وأكد أن إمكانيّة نضوجها وتطويرها كبيرةٌ جدّاً، والعمل على ذلك جديٌّ وبدرجةٍ كبيرة. أضافت المصادر: هناك خياران، الأوّل النفط مقابل المنتجات الزراعية وبعض الخدمات. أما الثاني فالنفط مقابل الدفع بصيغةٍ لا تُرهق الدولة اللبنانية وبعد عامين من الآن. وأشارت إلى أن العراق قادرٌ على تلبية حاجات السوق اللبنانيّة من النفط، وخصوصاً أن إنتاجه ضخم وحجم التصريف لا يتناسب مع ضخامة الإنتاج. من جهة أخرى، يعود ملف التدقيق في حسابات مصرف لبنان، بعدما نزع فتيل الخلاف على اسم الشركة، في اللقاء الذي جمع الرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل الأسبوع الماضي. اسم شركة «كرول» لم يعد له أثر في الاقتراح. وحلّ محلها طلب وزير المالية من مجلس الوزراء الموافقة على الصيغة النهائية للعقود المنوي توقيعها مع كل من شركة KPMG وشركةOliver Wyman، للقيام بالتدقيق المحاسبي. ولفتت مصادر وزارية إلى إمكان أن يقترح رئيس الحكومة، من خارج جدول الأعمال، اسم شركة للتدقيق الجنائي، بهدف تكليفها التحقيق في حسابات مصرف لبنان.

ربع المحال التجارية أقفل نهائياً.... إقفالات «مؤقتة» تهدّد قطاع البيع بالتجزئة

الاخبار.... إيلده الغصين .... تبعات الصرف والبطالة تطال عدداً كبيراً من نحو 400 ألف يعملون في هذا القطاع .....

ربع المحال التجارية في بيروت والمناطق أقفلت أبوابها منذ بداية السنة الجارية. وحتى نهاية 2020 يتوقع أن يبقى ثلث هذه المحال فقط مفتوحاً بسبب أزمة سعر صرف الليرة وشح الدولار وتراجع القدرة الشرائية للبنانيين والمقيمين..... أعلن عدد من محال البيع بالتجزئة في لبنان، أخيراً، الإقفال «المؤقّت» إلى حين ضبط الأوضاع، ولا سيّما سعر صرف الدولار، وهو ما قد يجعل الإقفال «دائماً»، لعدم توفّر مؤشّرات حيال «الضبط» المرجوّ. من بين الشركات التي توقّفت عن البيع، شركة «مايك سبورت» التي أعلنت رفضها «الانخراط في لعبة البيع والشراء غير الرسميّة لعملة الدولار وتحديد أسعار البضائع والسلع لدينا على هذا الأساس، ما يقتضي إغلاق فروعنا كافة مؤقتاً». كذلك فعلت شركات أخرى، منها «ماري فرانس» التي توقّفت عن البيع في فروعها كافة إلى حين «تحسّن الوضع»، ورفضاً «لتسعير بضائعنا وفق السعر المتداول في السوق». في المقابل حدّدت شركات عديدة، اليوم، موعداً لإقفال متاجرها وفروعها، بالتضامن في ما بينها، لأنها «فرصتنا الأخيرة للبقاء»، بينما أجّلت شركات أخرى الموعد الى نهاية العام الجاري، مثل «أديداس» التي أعلنت «تعليق الإدارة المباشرة لمتاجرها في لبنان وإغلاق مكاتبها اعتباراً من نهاية 2020، بسبب التحدّيات الاقتصاديّة»..... هذه الإقفالات ليست بعيدة عن الأزمة العالميّة التي ألمّت بقطاع البيع بالتجزئة في ظل الإقفال بسبب فيروس كورونا، وقد تراجعت مبيعاته بشكل ملحوظ في بريطانيا والولايات المتحدة مثلاً. لكن في لبنان، إلى جانب الإقفال على مدى ثلاثة أشهر، شهدت القدرة الشرائيّة لدى المستهلكين تراجعاً كبيراً، بالتزامن مع هبوط سعر صرف الليرة أمام الدولار. «منذ نهاية عام 2011 حتى تشرين الأول 2019 انخفضت المبيعات بنسبة وسطيّة هي 40%... وبين تشرين الأول الماضي وآذار 2020، ناهزت نسبة انخفاض المبيعات 70%»، كما يقول رئيس جمعية تجار بيروت، نقولا شماس، لـ«الأخبار». في النصف الأول من السنة الجارية «بلغت نسبة الإقفالات النهائيّة 25% في بيروت والمناطق»، بحسب شماس، في حين «تشير التوقّعات إلى أنه حتى آخر 2020 فإن ثلث المحال فقط سيبقى مفتوحاً». أما خلال التعبئة العامة، فإن «نسبة تراجع المبيعات وصلت إلى مئة في المئة، إذا استثنينا المأكولات والمشروبات والمعقّمات وأدوات التنظيف». يعزو شماس أسباب «احتضار القطاع التجاري وتراجعه إلى الحضيض»، إلى مشكلات في الطلب، «إذ انخفضت القدرة الشرائيّة لدى اللبنانيين»، وفي العرض «بسبب عدم قدرة التجار على تحويل الأموال إلى الموردين في الخارج في ظل الظروف المالية والمصرفية». ويختصر الموقف بأن «القطاع التجاري في أسوأ أوضاعه، سواء كانت المحال مغلقة أم مفتوحة، وهو قطاع لا يريد أن يموت، لكنّه لا يستطيع أن يعيش، ولا سيّما أن التجار أمام خيارين أحلاهما مرّ: الاستمرار مع نزيف دائم عبر خسارة رساميلهم بسبب ارتفاع سعر الصرف، أو الإقفال النهائي، وهو ما يؤدي إلى خسارة أموالهم وموظّفيهم وتبعات الإخلاء التجاري... لكنهم اختاروا خطاً وسطياً عبر إقفالات مؤقتة تؤدّي إلى تجميد نشاطهم إلى أجلٍ غير محدّد!»...... الإقفالات لا بدّ أن تنعكس على الموظّفين والعمال والمؤجِّرين وأصحاب المولات، وغيرهم من المستفيدين من قطاع البيع بالتجزئة. وفي هذا السياق، أوضح رئيس مجلس إدارة شركة «أدميك»، المدير العام لـ«سيتي مول» ميشال أبشي، لـ«الأخبار»، أن «ارتفاع سعر صرف الدولار وتراجع كميّته في السوق التي تسمح لمحال البيع بالتجزئة بشراء بضاعتها من الخارج، أدّيا إلى تقلّص البضائع مع اقتراب انتهاء الموسم الصيفي وعدم قدرتها على الاستيراد للموسم الشتوي والأشهر المقبلة... فلا سيولة لشراء بضاعة بديلة، في حين لا هامش محدّداً لتعديل أسعار البضائع المعروضة بالتوازن مع سعر سوق الدولار المختلف من يوم إلى آخر، ولا قدرة للمستهلكين على تحمّل هذا الفارق».

ثلث المحال التجارية فقط سيبقى مفتوحاً حتى آخر 2020

وفي الوقت عينه، فإن «إلغاء تمويل المصارف لهذا القطاع، بعدما كانت تمنح التجار دفعات مسبقة، حرم القطاع من القدرة على الحصول على العملة الأجنبيّة». ولا ينفي أن إقفال محال البيع بالتجزئة «يضرّ بالمولات، خصوصاً أنها تشكّل عامل جذب للسياح والوافدين»، لكنّه يربطه أيضاً بقطاع المطاعم والمقاهي... وبضرر لاحق بالخزينة بسبب «انعكاس إقفال المحال على الضرائب التي كانت تدفعها، مثل الضريبة على القيمة المُضافة والرسوم الجمركيّة والضرائب على الأملاك المبنية، واشتراكات الضمان الاجتماعي لموظّفيها، ولا سيّما أن المحال الموجودة في المولات ملزمة بالتصريح عن مبيعاتها وموظّفيها». وينذر من «تبعات الصرف والبطالة في هذه القطاعات التي تضمّ نحو 400 ألف موظّف». الأزمة برأي أبشي مترتبّة عن قرارات الحكومة السابقة، وأخطاء التقدير عبر حصر الدعم بأنواع محدّدة من السلع والقطاعات، في حين أن «ذلك ألحق الضرر بقطاعات أخرى غاب عنها الدعم، ولا سيّما خلال التعبئة العامة، غير أننا اضطررنا كقطاع خاص إلى دعم أنفسنا، إذ عمدنا مثلاً إلى إعفاء المحال المستأجرة في المول من دفع الإيجارات طوال فترة الإقفال، ومساعدة ماليّة عبر الدفع فقط بحسب نسبة المبيع حتى آب المقبل». لكن ارتفاع سعر الصرف بهذا الشكل بعد إعادة افتتاح البلد «أدّى إلى انخفاض المبيعات بنسبة تراوح بين 30 و40% خلال الشهر الأول للافتتاح مقارنة بالعام الماضي»، بينما يشهد قطاع البيع بالتجزئة «انحداراً كلياً منذ 2015، ما سينعكس على التوظيف». وبشأن الإقفالات المؤقتة وكيفية تعاطي المؤجّر مع المحل المقفل، يرى أنه «سيتمّ التعاطي وفق كل حالة، بينما لا يوجد إقفال بالمعنى المؤقت، إذ تربط الشركات المقفِلة عودتها بتحسّن الوضع، وهو أمر شبيه بانتظار أعجوبة... فلا مؤشرات لهذا التحسّن أو لانخفاض سعر الصرف أو لدعم القطاع من قبل الدولة، كما رشح عن الاجتماعات المتواصلة التي نعقدها»، فلا تجاوب مع مطالبنا بـ«حسم الضرائب خلال فترة الإقفال، وإلزام المصارف بإقراضنا بفوائد منخفضة».

وقاحة غير مسبوقة لوزير الطاقة: اقتراح المجلس الملّي لكهرباء لبنان!

الاخبار... لم يسبق أن وصلت الوقاحة إلى هذا المستوى. الكل يعرف أن التعيينات تجرى على أساس المحاصصة الطائفية، لكن أن تُسجّل هذه المحاصصة في مستندات رسمية، فتلك خطوة متقدّمة تُسجّل لوزير الطاقة ريمون غجر، في اقتراحه تعيين أعضاء مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان. قبل ذلك، حكي الكثير عن آلية شفافة تعتمدها الوزارة لاختيار المرشحين، تضمنت الإعلان عن الترشيحات على موقعها الإلكتروني، مع تكليف لجنة من الاختصاصيين لتسلّم السيَر الذاتية وتحليلها واختيار المرشحين المقبولين لإجراء المقابلات معهم، ووضع علامات لكل مرشح وفق معايير تسمح بالمفاضلة بينهم. لكن، لم يقل أحد قبلاً إن من بين المعايير «مقتضيات الوفاق الوطني»، بوصفه المعيار الأول. تلك عبارة منمّقة تعني ببساطة مراعاة التوازن الطائفي والسياسي في اختيار المرشحين، على أن يليها معايير: «التوزيع في الاختصاصات»، «عدم تضارب المصالح» و«الوجود الدائم في لبنان». الأسوأ أن غجر يُقرّ بأنه بسبب التزامه برفع ثلاثة أسماء وفق مقتضيات الوفاق الوطني، «قمنا بإضافة بعض الأسماء التي وردتنا بشكل مباشر بعد إجراء التقييم وفق الأصول». هذا تصريح بأن مقتضيات الوفاق الوطني تنسف أي آلية للتقييم، مهما كانت شفافة أو علمية. غجر لم يترك لأي من الوزراء أن «يحزر» الهوية الطائفية للأسماء. لماذا تغطية الواقع بشكليات؟ ولذلك، عمد إلى رسم جدول مؤلف من ست خانات يعلو كل منها طائفة المرشحين: سني، شيعي، درزي، أرثوذكسي، كاثوليكي، ماروني، وفي كل خانة وضع ثلاثة أسماء يفترض أن يختار مجلس الوزراء واحداً منها. لكن لماذا، بدلاً من آلية وضعها وزير الطاقة، لم يؤخذ بالآلية التي أقرّها مجلس النواب بقانون؟ يؤكد غجر أن الآلية لا تشمل أعضاء مجلس إدارة كهرباء لبنان، لأن هؤلاء ليسوا موظفين، بل يتقاضون بدلاً رمزياً عن كل جلسة يشاركون فيها (100 ألف ليرة). ويوضح أن الأمر مختلف بالنسبة إلى رئيس مجلس الإدارة المدير العام للمؤسسة، الذي يكون موظفاً، وسيخضع تعيينه للآلية الجديدة.

حكومة «الإجتماعات والخبريات» باقية.. فهل تعيينات الكهرباء غداً ترفع العتمة؟

الراعي يطالب عون بفك الحصار عن الشرعية.. ورهان رسمي على النفط العراقي

اللواء.... مع اختبار طريقة جديدة لمصرف لبنان، في ضخ الدولار إلى المصارف، لتسهيل الاستيراد، لا سيما المواد الضرورية، كالمحروقات والفيول، والسلع المدعومة، يختلط الحابل بالنابل، في البلد المتعب، ويُحكم الحصار، بكل الأسلحة المتاحة، من شح الدولار، إلى قطع الكهرباء، وفقدان مقومات الحياة، وفقدان الوظائف، ما خلا عنتريات التيارات الحاكمة، و«كميات قاتلة» من النصائح، والدعوات إلى «الصمود» تارة، وأخذ «بطولات هؤلاء» بعين الاعتبار. في وقت تزعج طائرة الاستطلاع الاسرائيلي MK اسماع اللبنانيين من الجنوب إلى البقاع، ويتحرك «أصدقاء ترامب» في محيط السفارة الأميركية في عوكر دعماً ومطالبة بتطبيق القرار 1559، فيما صرف النظر عن التغيير الحكومي، واطمأنت حكومة «الاجتماعات والخبريات»، على حد تعبير مراقب سياسي، إلى دورها، الميؤوس منه، في نظر هذا المراقب. وتمضي الحكومة في عملها، وفقاً لنائبة رئيس مجلس الوزراء زينة عكر، وإن تبين أنها لن تقدر على عمل ما جاءت من أجله. وكشفت ان المفاوضات مع صندوق النقد الدولي قائمة ولم تتوقف. وقالت الوزيرة عكر ان الاجتماع مع الوفد العراقي كان جيداً، وأن البحث تناول استيراد النفط من العراق، مقابل الغذاء والصحة. ولفتت عكر الى أنه «يتم العمل على إلغاء أو دمج المجالس والهيئات والصناديق والمباني المستأجرة من أجل تحقيق وفر للدولة»، مشيرة الى أن «إطلاق مناقصة الخلوي ووضع دفتر الشروط على طاولة مجلس الوزراء خلال الأسبوعين المقبلين». وأوضحت أن «تعيين مجلس ادارة كهرباء والهيئة الناظمة على جدول اعمال مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل». وقالت: «هناك شركتان للتدقيق في حسابات مصرف لبنان وشركة للتدقيق الجنائي على جدول اعمال مجلس الوزراء». واعتبرت أن «أموال الدولة هي أموال الناس والمنهجية التي كانت متبعة سابقًا يجب أن تتوقف». وأشارت الى أن «الاجتماع مع الوفد العراقي كان جيداً جداً والبحث تناول موضوع النفط وسيكون هناك تبادل للمواد الغذائية والصحة والسياحة». وشددت على أن «لن نصل إلى مرحلة يجوع فيها الشعب اللبناني وتنقطع فيها الكهرباء»، مشيرة الى أن «هناك علاقات تجارية كبيرة للبنان مع الصين ونحن منفتحون على الغرب والشرق». وعليه، فإن قرار القوى السياسية الحاضنة للحكومة بتفعيل عملها سيوضع موضع التنفيذ إعتباراً من هذا الاسبوع، بعد طي صفحة استقالتها او تغيير بعض وزرائها، حيث يجري في جلسة مجلس الوزراء المقررة غدا الثلاثاء في القصر الجمهوري تعيين اعضاء مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان وربما الهيئة الناظمة للكهرباء، وتعيين مديرعام جديد لوزارة المالية خلفاً للمدير العام المستقيل آلان بيفاني، الى جانب معالجة بعض المشكلات الحياتية الطارئة، مثل ازمة المحروقات لا سيما الفيول اويل لزوم معامل انتاج الكهرباء. واتخاذ القرار النهائي بشان تسعيرة ربطة الخبز. وحسب المصار الرسمية، من شأن مباشرة الحكومة التعيينات الادارية في المراكز الحساسة ان يفعّل العمل في كثير من المؤسسات المتهالكة، الى جانب استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بمدير عام جديد لديه الخبرة اللازمة بالاوضاع المالية. وافادت مصادر موثوقة انه تم الاتفاق على اسماء رئيس واعضاء مجلس دارة مؤسسة كهرباء لبنان والهيئة الناظمة للكهرباء، وان جزءاً من الاتفاق تم على ما يبدو في اللقاء الذي جمع الاسبوع الماضي الرئيس نبيه بري برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وتركز البحث فيه على تفعيل عمل الحكومة وانجاز كل الامور العالقة وتنفيذ المشاريع والقوانين النافذة. وعلمت «اللواء» ان وزير الطاقة ريمون غجرشكّل لجنة من رؤساء و نواب رؤساء الجامعات وعمداء كليات الهندسة، وقابلوا عدداً كبيراً من المرشحين، واقترحوا ٣ اسماء عن كل مقعد تُرفع الى مجلس الوزراء ليختار بينها حسب السيرة الذاتية والخبرة. وكما سيبت مجلس الوزراء بإستقالة المدير العام للمالية آلان بيفاني، على ان الاسم المتداول للتعيين مكانه كارول ابي خليل، وهي موظفة في الوزارة دون معرفة ما اذا كان المجلس سيصدر هذا التعيين في اليوم نفسه ام لا. خصوصا أن هناك ملاحظات لدى الوزراء تتعلق بألية التعيين وضرورة رفع الأسماء الى المجلس مع السير الذاتية. كما يصار الاتفاق على شركة تدقيق جديدة لاجراء التدقيق التشريحي بدلا من شركة كرول المتهمة بالتعامل مع اسرائيل. ولن تغيب الاوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد عن الجلسة الحكومية بما في ذلك موضوع الدولار . وتراهن مصادر مقربة من الحكم على ان هذا التعيين من شأنه ان يخلق اجواء مريحة في ما خص ملف الاصلاحات الذي يشكل ضرورة لدى صندوق النقد الدولي على ان الأهمية تكمن في متابعته مع ملف الفساد. وقالت كلما قدمت الحكومة دليلا على حسن نيتها في العمل كلما كسبت ثقة داخلية وخارجية. حكومياً، لم ينف مصدر سياسي الاخبار التي ترددت مؤخرا عن حصول مشاورات رفيعة المستوى لبحث موضوع التغيير الحكومي او التعديل المحدود لبعض الوزراء المتقاعصين عن القيام بالمهمات المنوطة بهم والتي انعكست ضررا وسلبا على الاطراف السياسيين الداعمين لحكومة الرئيس حسان دياب. وقال المصدر: ان مناقشة التغيير الحكومي برمته طرح الاسبوع الماضي بعد التدهور السريع في سعر صرف الليرة وزيادة اسعار السلع بشكل جنوني بالتزامن مع تفاعل ازمة الكهرباء والانقطاع شبه الشامل للتيار عن معظم المناطق وفقدان مادة المازوت بفعل الاداء السيئ والفشل لوزير الطاقة. وقد اصطدمت مسألة التغيير الحكومي التي طرحها النائب جبران باسيل في لقائه مع الرئيس نبيه بري مؤخرا باسم الشخصية التي يمكن ان تتولى رئاسة الحكومة المقبلة ومدى قدرتها على مقاربة الازمة الحالية، ولما تعذر العثور على مثل هذه الشخصية في ظل استمرار رفض الرئيس سعد الحريري تولي هذه المهمة، عندها طرحت مسألة التعديل الوزاري المحدود ليشمل الوزراء الكسالى والفاشلين، ولكن يبدو ان كلا الطرحين سقطا بفعل عدم قبول اي شخصية سنية وازنة توحي بالثقة لتشكيل الحكومة الجديدة من جهة وعدم موافقة حزب الله على فكرة التغيير اوالتعديل الجزئي من جهة ثانية، وقد برر الحزب موقفه بحجج واهية لا تمت الى الواقع بصلة في حين ان امكانية تعذر مشاركة الحزب بالحكومة الجديدة بضغط من الولايات المتحدة الأميركية يبقى هو السبب الاساس الذي يمنع حصول مثل هذا التغيير ولو ازدادت وتيرة التدهور الاقتصادي نحو الأسوأ. والملف الحكومي، سيكون نقطة من بين نقاط، سيتناولها مساء غدا، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في إطلالة للحديث، عن الوضع العام، بما في ذلك التطورات المتعلقة بما طرح عن حكومة جديدة، والارتفاع الخطير في سعر صرف الدولار، والكلام عن حرب بين إسرائيل وحزب الله.

الراعي يتهم

من الديمان، اتهم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في قدّاس الأحد السياسيين بالسعي إلى «اخفاء مسؤوليتهم عن إفراغ خزينة الدولة».. وتوافقوا على «نهج المحاصصة وتوزيع المكاسب على حساب المال العام.. ووصف انتحار المواطن علي الهق بأنه «وصمة عار».. وتساءل: منذ متى كان الاذلال نمط حياة اللبنانيين. وسأل الراعي: منذ متى كان الإذلال نمط حياة اللبنانيين؟ فيتسولون في الشوارع، ويبكون من العوز، وينتحرون من الجوع؟ أوتدركون أيها المسؤولون السياسيون الجرم المقترف: فلبنان جامعة الشرق ومدرسته تغلق جامعاته ومدارسه وتنحط عزيمتها، ولبنان مستشفى الشرق تقفل مستشفياته ويتعثر تطورها؟ ولبنان السياحة والبحبوحة والازدهار تعاني فنادقه من الفراغ وتحتجز أموال الشعب في المصارف؟ هل لبنان الفكر والنبوغ والنهضة يحجم ويحول إلى ملكية خاصة تصادره طبقة سياسية وتتصرف به على حساب المصلحة العامة؟ أيريدون لهذا الشعب أن تركعه لقمة الخبز؟ لا، فكما أنه لم يركع أمام أي احتلال، لن يركع اليوم. ونحن لن نسكت على ما يجري. هذا الوطن هو ملك بنيه وهم مصدر سلطاته (مقدمة الدستور، و)». ودعا لحماية الشعب لا إلى قمعه. وناشد الرئيس ميشال عون العمل على «فك الحصار عن الشرعية والقرار الوطني الحر. ونطلب من الدول الصديقة الإسراع إلى نجدة لبنان، كما كانت تفعل كلما تعرض لخطر، وإلى الأمم المتحدة للعمل على إعادة تثبيت استقلال لبنان ووحدته». وفي تحرك نادر من نوعه، غادر وزير الخارجية ناصيف حتي إلى روما، بدعوة من الكرسي الرسولي يعقد حتي مع المسؤولين فيه اجتماعين بارزين الثلثاء المقبل، محورهما انقاذ لبنان كدولة فريدة في الشرق الاوسط بحسب ما تقول اوساط ديبلوماسية في دولة الفاتيكان. ويبحث مع وزير الخارجية الايطالي لويجي دي مايو  ووزير الدفاع لورنزو غوريني أوجه التعاون الوثيق بين لبنان وايطاليا والمتمثل بمشاركة وازنة لايطاليا في قوات اليونيفل على ان يعود الى بيروت بعد غد الأربعاء. حياتياً، وإزاء الغموض، الذي يكتنف وضع الكهرباء، يتهافت المواطنون على بدائل الطاقة، من أيام زمان حيث تسجل مرجعيون تهافتاً على مادة الكاز، حيث وصل سعر التنكة أي الـ20 ليترا الى 100,000 ل.ل.، وهو غير متوافر في كل المحطات، خوفا من انقطاع التيار الكهربائي بالكامل وتقنين ساعات مولدات الاشتراك. ولجأ المواطنون الى تنظيف القناديل القديمة ومسح الغبار عنها لاستعمالها للانارة، خاصة بعدما وصل ثمن كيلو الشمع الى 24000 ل.ل، ان وجد في السوبرماركات والمحال التي لم تغلق أبوابها بعد بسبب الازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد. من جهته، حذّر رئيس تجمّع اصحاب المولدات في لبنان عبدو سعادة، من إطفاء المولّدات اليوم إذا لم تتأمّن مادة المازوت. كما ناشد المسؤولين إيجاد آليّة لتأمين المادة... وكان وزير الطاقة ريمون غجر اعلن مساء أمس الأول انه ‏تم فض استدراج العروض لمناقصة المازوت لصالح منشآت النفط وقد شاركت في المناقصة 9 شركات عالمية، على ان يتم الانتهاء من التقييم السبت الماضي والاعلان عن الرابح وتبليغه بالنتيجة».

1873

صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 18 اصابة  كورونا جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1873.

تعيينات بلا آلية غداً... وبديل بيفاني بين بري وباسيل..... "حزب الله" للحلفاء: لا تلعبوا بموازين القوى

نداء الوطن... ضبط "حزب الله" إيقاع حلفائه وأعاد رصّ الصفوف في حكومة حسان دياب، مؤكداً لكل من يعنيه الأمر داخل التركيبة الحكومية أنّها "باقية وغير مسموح التلاعب بموازين القوى راهناً"، حسبما نقلت مصادر وزارية لـ"نداء الوطن"، كاشفةً أنّ "الحزب شدد على "وجوب الإقلاع عن نغمة المطالبة بتغيير الحكومة لأنّ المطلوب في هذه المرحلة تكاتف جميع أفرقائها لدفعها نحو تحقيق بعض الخطوات التي تساعد على تغيير النظرة إليها أمام الرأي العام، وعليه تم الاتفاق في هذا السياق على سلسلة من الخطوات تتبلور معالمها ابتداءً من (غد) الثلاثاء في جلسة مجلس الوزراء". إذاً، نجح "حزب الله" مرحلياً في تحصين بيته الحكومي بشكل أراح دياب وأعطاه جرعة دعم مستحقة من الحزب بعدما أدى فروض المبايعة على أكمل وجه لتوجهاته "شرقاً" عبر تفعيل قنوات الاتصال مع الصين والعراق وإيران، و"غرباً" عبر هجومه المباغت على البعثات الديبلوماسية الغربية والعربية امتثالاُ لمتطلبات أجندة المواجهة التي يخوضها محور الممانعة، فكانت مكافأته بأن حظي برعاية "حزب الله" وحفظه ليتمكن من استعادة توازنه والتقاط أنفاسه بزخم متجدد سيتجلى بسلسلة قرارات يتم تظهيرها ضمن قالب إصلاحي يحاكي تصدي الحكومة لمتطلبات المرحلة. وفي هذا المجال تفيد مصادر رفيعة مواكبة للقرارات المزمع اتخاذها بأنّ "الخطوة الأولى التي تم الاتفاق عليها بين أفرقاء مجلس الوزراء هي إقرار التعيينات المتعلقة بقطاع الكهرباء"، موضحةً لـ"نداء الوطن" أنّ جلسة الغد ستبت سلة التعيينات المتعلقة بمجلس إدارة الكهرباء بموجب الاتفاق الذي حصل على كل الأسماء المنوي تعيينهم فيه، بينما لا تزال الهيئة الناظمة تحتاج إلى مزيد من المشاورات بين مكونات الحكومة خلال الساعات المقبلة لتأمين التوافق اللازم لإقرارها". وفي حين سيكون الغائب الأبرز عن جلسة التعيينات هو "الآلية القانونية" المعتمدة في التعيين، تؤكد أوساط معارضة لـ"نداء الوطن" أنّ "المحاصصة بين "التيار الوطني الحر" والثنائي الشيعي ستكون المعيار الوحيد المتبع في سلة تعيينات الكهرباء، وقد كانت محور التواصل الأخير الذي جرى بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار جبران باسيل"، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ "مسألة تعيين بديل لمدير عام وزارة المالية المستقيل ألان بيفاني كانت سبباً رئيساً وراء زيارة باسيل الأخيرة إلى عين التينة، وسط تسليم بأنّ من سيخلف بيفاني سيكون من حصة "التيار الوطني" على أن يحظى بموافقة "حركة أمل" و"حزب الله"، ومن هذا المنطلق لا يزال الاسم الذي سيصار إلى تعيينه في هذا الموقع غير محسوم نهائياً حتى الساعة". ورداً على سؤال، تجيب المصادر: "مديرة الموازنة في وزارة المالية كارول أبي خليل التي تم التداول باسمها باعتبار حظوظ تعيينها هي الأكبر انطلاقاً من انتمائها إلى خط "التيار الوطني" وقرابتها من وزير الطاقة العوني السابق سيزار أبي خليل، لم تحظ بعد بموافقة نهائية في ظل ما يتردد عن اعتراض "حركة أمل" على توليها موقع مدير وزارة المالية"، وأشارت في المقابل إلى أنّ "باسيل سيسعى جاهداً إلى بلورة اتفاق مع بري خلال الساعات المقبلة حول مسألة تعيين خليفة بيفاني، نظراً لكونه حريصاً على عدم إبقاء الأخير في موقعه لتصريف الأعمال، على أن يتضح مسار الأمور اليوم عشية جلسة مجلس الوزراء ليتم في ضوء ذلك تحديد هل سيصار إلى قبول استقالة بيفاني وتعيين بديل عنه في الجلسة، وإلا فإنّ الموضوع سيؤجل إلى جلسة لاحقة ريثما يتوافق بري وباسيل على اسم المدير العام الجديد لوزارة المالية".



السابق

أخبار وتقارير....موسكو تحذر "طالبان" من إغراء الاستيلاء على السلطة بالقوة....إنكلترا تُخفّف العزل العام في «يوم السبت العظيم»..منظمة الصحة تسجل زيادة يومية قياسية في إصابات «كورونا»...ردا على مناورات صينية.. واشنطن ترسل حاملتي طائرات إلى بحر الصين الجنوبي..

التالي

أخبار سوريا....نظام الأسد يواصل اعتقال أكثر من 110 نساء فلسطينيات.....هجمات توقع عشرات القتلى والجرحى للأسد وإيران في حمص....بالأسماء.. مجلة ألمانية تكشف هوية الجهة التي تقف وراء شحنة مخدرات ضبطتها إيطاليا قادمة من سوريا....بينهم نساء.. كيف تجنّد ميليشيا "حزب الله" مئات العملاء لها جنوب سوريا؟...السكر والأرز في «قائمة التقشف» لدى السوريين بعد «تخبط» الحكومة....

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,718,993

عدد الزوار: 6,910,170

المتواجدون الآن: 98