إيران تتمسك ببرنامجها النووي وترصد تأثيرات التغيرات الدولية

تاريخ الإضافة الجمعة 30 تشرين الأول 2009 - 6:42 ص    عدد الزيارات 901    التعليقات 0

        

طهران – فاطمة الصمادي

بدأ عدد من مراكز الدراسات الإيرانية رصد «علامات التغيير في السياسة الروسية تجاه إيران». وكان الحديث عن تقارب روسي- أميركي على الدوام مبعث قلق إيراني بوصفه يعني بشكل من أشكاله تشديد الضغط الدولي على طهران.

ويرى الكثير من الباحثين في العلاقات بين البلدين أنه وعلى رغم أن القلق الإيراني لم يجد صدقية له على أرض الواقع طوال فترة حكم الرئيس الأميركي جورج بوش وذلك بسبب سياساته المتشددة تجاه موسكو، الا أنه بدأ يجد ما يبرره بفعل التغييرات التي حدثت في البيت الأبيض وما تبعها من مبادرات لإعادة بناء العلاقات الروسية - الأميركية والذي أدى إلى نتائج عديدة كان أهمها ســــماح موسكو للبنتاغون باستخدام الأراضي الروسية في عمليات نقل المعدات والجنود إلى أفغانستان، والموافقة الضمنية على توسع النفوذ الأميركي في آسيا الوسطى، وقرار اوباما تعليق مشروع الدرع الصاروخي في اوروبا الشرقية.

قلق في طهران

ويشير الباحث علي رضا نوري ، من مركز دراسات «ايران وأوراسيا» الى أن التفاعلات الأخيرة في العلاقات بين الدولتين تدفع طهران إلى القلق من تأثيرات هذا التقارب وتداعياته على الموقف الروسي من إيران بخاصة في ما يتعلق بملفها النووي. ويضيف أن الخطوة الأميركية بتعليق مشروع الدرع الصاروخية كانت كفيلة بجعل الكرملين يجري مراجعة جدية للعلاقات مع البيت الأبيض. وعلى رغم التأكيدات المتكررة من المسؤولين الأميركيين وفي مقدمهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس، والتي تنفي وجود علاقة بين القرار الأميركي وموضوع العلاقة مع روسيا، وتشكيك مسؤولين روس بصدق النيات الأميركية وتحذيرهم من برنامج بديل وأكثر خطورة ينصب بشكل متحرك على السفن الحربية، إلا أن مجريات الأحداث تشير إلى تقارب قد يترك تأثيرات عميقة على مستقبل العلاقات وفي المحصلة على إدارة الملف الإيراني بالكامل.

ويلاحظ نوري أن خطاب اوباما في الأمم المتحدة وإن خاطب جميع الدول إلا أنه كان موجهاً أساساً إلى روسيا. وعلى هذا الصعيد، ليس جزافاً القول أن أي تطور على سير العلاقات الأميركية -الروسية سواء كان يقوي العلاقات أو يضعفها، سيؤدي في النتيجة إلى تأثير محسوس على السياسة الروسية تجاه إيران... ومن الواضح أن مثلث العلاقات (الإيرانية- الروسية- الأميركية) لا يتوقف عن تبادل التأثير، إذ أن أي تغيير في الضلعين يؤدي بالنتيجة إلى تأثير واضح على الضلع الثالث... وسيكون الضلع الإيراني هو الأكثر تأثراً خصوصاً إذا رافقه توتر في علاقات طهران مع الدول الغربية.

لكن الدكتور مهدي سنائي الأستاذ في جامعة طهران، يرى أن السياسة الخارجية لأوباما تختلف عن سياسة سابقه، ومن وجهة نظره، فإن قرار تعليق الدرع الصاروخية لم يكن مفاجئاً، لأن اوباما اعترف ولديه قناعة بأن أميركا وحدها لا تستطيع ادارة العالم وحل مشكلاته.

وكانت روسيا تطالب بدليل عملي على صحة هذا التوجه وهو ما قدمه اوباما لها. ويوضح سنائي أن مشروع الدرع الصاروخية أصبح من الماضي، والحديث عن بديل له لن يكون بجدية الطرح السابق، ويفسر ذلك أن المشروع كان يستهدف الصين وروسيا وبشكل احتمالي إيران وكوريا الشمالية، وبتوقفه يمكن طرح سيناريوات جديدة عدة، ومنها انتقال مكانه ليصبح في اسرائيل وتركيا أو أذربيجان بتعاون روسيا وموافقتها، وهذه كلها توقعات لا يوجد ما يدعمها.

وهناك سيناريو آخر يقول بأن أحلافاً ومنظمات مثل الناتو ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي لم يعد هناك مبرر لوجودها وأنها ترتبط بحقبة الحرب الباردة للوقوف في وجه حلف وارسو، وهو أمر أصبح من الماضي ما يقتضي ترتيبات أمنية جديدة لأوروبا تكون عابرة للقارات وتشارك فيها دول غير اوروبا وأميركا، وهو ما من شأنه أن يعزز النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط. وهو ما يشير سنائي إلى أنه سيحمل سعياً أميركياً لتعويض الفشل في افغانستان من خلال حضور غير مباشر في العراق يضمن تقوية نفوذها في المنطقة ويوفر لها أرضية لمواجهة إيران.

ويرفض سنائي وجود تغيير في التوجهات الروسية نحو طهران بل يرى أن العلاقات تشهد تطوراً ويدافع عن رأيه بالقول أن موسكو أعلنت بوضوح أنها ضد أي عمل عسكري يستهدف ايران، وأكدت حق طهران في التكنولوجيا النووية السلمية وفي هذا السياق تعاونت تعاوناً جيداً، ويرجع تلكؤها في تجهيز مفاعل بوشهر وتعاونها مع الغرب في وضع ثلاثة قرارات للعقوبات بأنه يكشف عن موضوعين تأخذهما موسكو في الإعتبار فهي ترى في مصالحها مع إيران أنها مصالح على المدى الطويل وتسعى لتأمينها لكنها في الوقت ذاته لا تملك هامشاً واسعاً لمواجهة الضغوط الأميركية والغربية وهو ما أوصلته للمسؤولين الإيرانيين.

ومع وصف العلاقات بأنها مصالح على المدى الطويل فإن سنائي يشير إلى قضيتين ربما تحملان تأثيراً على العلاقات أولهما قضية الهولوكوست وما قاله الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بشأنها في الأمم المتحدة وهو ما عبرت روسيا صراحة عن رفضها له، وثانيهما ضغوط تمارسها مجموعة من الدول العربية على روسيا.

ويؤكد سنائي أن ما تحتاجه طهران هو دورة جديدة من السياسة الخارجية تتبنى ديبلوماسية نزع فتيل الأزمات لتتمكن من تخفيف حدة الضغط والتهديد من كافة الأطراف.

وبدأ الكثير من التحليلات في الصحف الإيرانية يصف ســـياسة موسكو بأنها مزدوجة ومتعددة الأوجه، وتقارن هذه التحليلات بين الصلابة والرفض التي أبداها المحافظون الروس تجاه المطالب الأميركية في ما يتعلق بإيران في عهد الرئيس بوش، ومرونتها في عهد اوباما على رغم أن ســياسة واشنطن تجاه إيران لم تتغير بشكل واقعي فكلا العهدين لديه هدف بتغيير نظام الحكم في إيران، ويواصل اوباما سعي بوش للحيلولة دون أن تصبح إيران قوة في الشرق الأوسط ويحارب برنامج طهران النووي. ومن الواضح أن روسيا لن تكون قادرة على الإستمرار في سياستها هذه ما سيجعلها مجبرة على الإختيار بين علاقاتها مع واشنطن أو مصالحها مع إيران.

ونبّه مركز دراسات «اوراسيا» في طهران في ملف موسع أعده حول القضية، إلى ضرورة اعتماد طهران ديبلوماسية حذرة ومتيقظة تأخذ في الإعتبار جميع الإحتمالات ومنها إمكان وجود اتفاقات سرية بين أوباما وميدفيديف بشأن إيران تترك من دون أدنى شك تأثيراً كبيراً على أمن الجمهورية الإسلامية ومصالحها، ودعاها إلى تدابير تنزع فتيل التوتر غير المبرر مع الدول الغربية، ما يضعف أثر الضغوطات الروسية المحتملة.
 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,029,207

عدد الزوار: 6,931,276

المتواجدون الآن: 95