واشنطن تستعين بالخبراء الإيرانيين لتتبع طهران معلوماتيًا

تاريخ الإضافة الجمعة 30 تشرين الأول 2009 - 4:35 م    عدد الزيارات 874    التعليقات 0

        

أشرف أبو جلالة

حول طبيعة السياسة المعلوماتية التي بدأت تنتهجها الإدارة الأميركية مؤخرًا لمعرفة كل ما تريده عن إيران، تنشر مجلة وورلد بوليتكس ريفيو الأميركية تقريرًا مثيرًا تكشف من خلاله عدة نقاط تبرز حقيقة التحول الذي طرأ على واجهة التعامل والوجه الآخر للتقارب الأميركي مع إيران، بعد انقطاع العلاقات بين العاصمتين منذ نحو ثلاثين عامًا، وتحديدًا منذ حادثة الاستيلاء على السفارة الأميركية بطهران عام 1979. ففي تقرير لها اليوم تكشف المجلة النقاب عن أن واشنطن عملت على ملء الفراغ المعلوماتي الذي نتج عن فقدانها لأهم مصدر كانت تستمد منه معلومات عن نظام الجمهورية الإسلامية وهو ( سفارتها في طهران )، ببدئها الاستعانة الآن بعلماء وخبراء من داخل الإدارة وخارجها لتزويدها بنظرة ثاقبة عن سياسات الدولة الفارسية.


لفتت مجلة وورلد بوليتيكس ريفيو الأميركية في تقرير لها اليوم بعنوان " داخل متجر أوباما الخاص بالسياسة الإيرانية"، إلى أن سياسة التقارب التي تنتهجها الإدارة الأميركية حاليًا مع إيران تقوم بتشكيلها على نحو حاسم مجموعة واسعة من الخبراء الإيرانيين. وتشير في السياق ذاته كذلك إلى حالة الاستعداد التي سبق وأن أبداها باراك أوباما عندما كان مرشحًا للانتخابات الرئاسية بالتقارب مع إيران من دون شروط مسبقة كجزء من حملته الانتخابية. وتعرض المجلة أيضًا لخطوط الاتصال التي فتحها البيت الأبيض بشكل يومي مع تريتا بارسي، رئيس المجلس الوطني الإيراني الأميركي، للمساعدة على اجتياز المرحلة الصعبة التي مرت بها البلاد مؤخرًا، على خلفية الزوبعة التي أحاطت بانتخابات الرئاسة الإيرانية عقب إعادة انتخاب الرئيس أحمدي نجاد.

وفي حديث لها مع المجلة، قالت بارسي :" نحن مؤيدون لموقف التقارب الذي أبدته الإدارة تجاه إيران، كما أننا المنظمة الإيرانية – الأميركية الوحيدة التي تتواجد بها شبكة مكونة من الآلاف". وتمضي المجلة لتقول إنه في الوقت الذي مالت فيه إدارة الرئيس بوش إلى تجريح بارسي ومنظمتها باعتبارهم من المدافعين عن النظام الإيراني، وجدت إدارة أوباما أن العلاقات الوطيدة التي تربط المنظمة بالشعب الإيراني تعد مصدرًا قيمًا للمعلومات.

وتلفت المجلة كذلك إلى أن عددًا آخر من العلماء ذوي الأصول الإيرانية سبق لهم وأن أجروا محادثات مع الإدارة الأميركية في هذا الشأن، وكان من بينهم كريم سادجادبور من مؤسسة كارنيغي، وأفشين مولافي من مؤسسة أميركا الجديدة، وهالة اسفندياري من مدرسة وودرو ويلسون، وجميعهم من الليبراليين الواقعيين الذين سبق لهم وأن تصدوا لمحاولات إدارة الرئيس بوش التي كانت تهدف إلى الاعتداء على إيران، في الوقت الذي أبدوا فيه اعتراضًا بالقدر نفسه على النظام الإسلامي. وتضرب المجلة في هذا الإطار المثل بالواقعة التي تعرضت فيها اسفندياري للاحتجاز عام 2007 في إيران لمدة ستة أشهر لارتكابها "جرائم مزعومة ضد الأمن القومي".

ثم انتقلت المجلة لتشير إلى أن كثيرين آخرين من الخبراء ذوي الأصول الإيرانية اتجهوا للعمل بشكل مباشر مع الإدارة الأميركية، من بينهم ، فالي نصر، الأستاذ في جامعة تافتس، والذي كان واحدًا من أبرز مستشاري السفير ريتشارد هولبروك. وكذلك راي تاكيه، الذي يعمل الآن في مجلس العلاقات الخارجية وسبق له أن كان واحدًا من أكبر المستشارين المتخصصين في الشأن الإيراني. وفيما تقول المجلة إن كليهما أبديا تأييدًا لسياسة التقارب مع إيران، تقوم بالكشف أيضًا عن أن تاكيه تحديدًا عمل على توفير صلة حاسمة بين المجتمع السياسي والإدارة الأميركية، وعلى مدار سنوات عمله كخبير محنك في الشأن الإيراني بالأوساط الأكاديمية والبحثية، عمل تاكيه لفترة وجيزة برفقة دينيس روس، إلى أن غادر الأخير منصبه في وزارة الخارجية والتحق بمجلس الأمن القومي.

ثم تنتقل المجلة إلى محور آخر يتحدث عن عدم وضوح الرؤية إلى الآن بشأن الدور أو التأثير الذي تحظى به وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون فيما يتعلق بملف السياسة الإيرانية - وقد عزت ذلك جزئيًا إلى أن غرائزها أشد تطرفًا على الدوام من غرائز أوباما. كما تشير المجلة إلى وجود مسؤولين آخرين بداخل الإدارة الحالية يعملون مع أوباما بشأن الملف الإيراني، من بينهم وكيل وزارة الخارجية وليام بيرنز، ونائب مستشار الأمن القومي توم دونيلون، ومسؤول الأمن القومي بونيت تالوار، ورئيس مجلس الأمن القومي دينيس ماكدونو، والخبير المتخصص في أسلحة الدمار الشامل غاري سامور، ومدير مكتب إيران في وزارة الخارجية تود سكوارتز، ومستشار بايدن للأمن القومي توني بلينكين. وتختم المجلة حديثها بما قاله الدبلوماسي السابق آرون ديفيد ميلر، الذي سبق له العمل مع دينيس روس، بتأكيده على أهمية النصيحة التي يتم تقديمها لأوباما بشأن إيران أيًا كان مصدرها، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الرئيس هو الوحيد الذي بيده خيار اتخاذ القرارات في نهاية الأمر، كما أن نجاح إدارته أو فشلها بشأن ملف السياسة الإيرانية أمر يقع على عاتقه.
 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,062,733

عدد الزوار: 6,750,817

المتواجدون الآن: 101