احتجاجات إيران تصل قم والمعلمون يدعون لإضرابات...

تاريخ الإضافة الثلاثاء 27 أيلول 2022 - 6:19 ص    عدد الزيارات 735    التعليقات 0

        

احتجاجات إيران تصل قم والمعلمون يدعون لإضرابات...

المتظاهرون يعتمدون تكتيكات جديدة وطهران تهدد بالرد على تدخل واشنطن

الجريدة... مع اعتماد المحتجين تكتيكات جديدة، امتدت التظاهرات المتواصلة في إيران منذ 11 يوماً إلى مدينة قم، التي تضم الحوزات العلمية الشيعية الأبرز، في حين دعت نقابة بارزة للمعلمين إلى إضراب. اندلعت اضطرابات في البلدات والمدن الإيرانية من جديد، أمس، وامتدت الاحتجاجات المتواصلة منذ 11 يوما في مناطق رئيسية بالعاصمة طهران وكردستان وأصفهان وتبريز وشيراز وكرج إلى مدينة قم ذات الرمزية الدينية لنظام الجمهورية الإسلامية. وجاء وصول التظاهرات، التي أثارتها وفاة الشابة مهاسا أميني، بعد احتجازها من قبل شرطة الآداب لمخالفتها قواعد الحجاب الإلزامي، إلى قم التي تضم أبرز الحوزات العلمية الشيعية، لتسلط الضوء على تحول الحركة الاحتجاجية، الأبرز والأوسع منذ عقود، إلى انتفاضة مطالبة بالحريات الشخصية ومناهضة لقمع السلطات الإيرانية. ونشرت وكالة تسنيم للأنباء شبه الرسمية، أمس، نحو 20 صورة لمتظاهرين بينهم نساء في شوارع عدة بمدينة قم الواقعة على بعد نحو 150 كيلومترا جنوب العاصمة، مبينة أن المؤسسات العسكرية والأمنية نشرت هذه الصور التي تظهر «مثيري شغب»، وأنها دعت السكان إلى «التعرف عليهم وإبلاغ السلطات». وترافق التحريض الحكومي على الإبلاغ عن المشاركين في الاحتجاجات مع إعلان السلطات الأمنية أنها أوقفت 450 متظاهرا جديدا في مازندران بشمال البلاد، حيث سبق أن أوقف 700 شخص آخر لمشاركتهم في احتجاجات على وفاة أميني، واتهمت السلطات المحتجين بمهاجمة مقار إدارات حكومية، وقالت إنهم ألحقوا أضرارا بممتلكات عامة في بعض مناطق مازندران بـ«توجيه من عملاء أجانب». وكانت السلطات أعلنت السبت الماضي توقيف 739 متظاهرا، بينهم 60 امرأة في محافظة غيلان المجاورة لمازندران.

أساليب جديدة

وفي وقت كثفت السلطات حملتها لقمع المتظاهرين في عموم البلاد، اثر تقييد الوصول إلى «إنستغرام» و«لينكدإن» و«واتساب»، وهي آخر ثلاث وسائل تواصل اجتماعي غربية تعمل في البلاد، بشكل ملحوظ، على قدرة المحتجين على تنظيم المظاهرات ومشاركة المقاطع المصورة الخاصة بهم مع العالم الخارجي. لكن مع تواصل الحركة الشعبية، التي لا يبدو أنها تهدأ، أضاف المتظاهرون أساليب جديدة لاحتجاجاتهم، فإلى جانب احتجاجات الشوارع لجأوا إلى إجراءات مثل التوسع في كتابة الشعارات على الجدران، وترديد الهتافات من النوافذ والأسطح. ودعت نقابة معلمين رئيسية، في بيان، المعلمين والطلاب إلى تنظيم أول إضراب في عموم البلاد، منذ بدء الاضطرابات، أمس وغدا الأربعاء.

قصف وضغط

وفي وقت جددت مدفعية ومسيرات «الحرس الثوري» الإيراني قصف مواقع لما تصفه بـ«مقرات جماعات إرهابية تدعم الاضطرابات داخل إيران» بنواحي إقليم كردستان العراق، أفاد ريبين رحماني، عضو مجلس إدارة «شبكة كردستان» لحقوق الإنسان ومقرها باريس، بأن المدن في المناطق الكردية حيث تنحدر أميني، أصبحت بمنزلة «ثكنات عسكرية» من قبل قوات الأمن. وقال رحماني، في تصريحات، إن مدن كرمانشاه وكامياران وسنندج وسقز وديواندره وأشنویه‌ «تخضع لسيطرة أمنية مشددة»، مضيفا أن أشنویه‌، وهي مدينة حدودية مع إقليم كردستان العراق، أغلقت لمدة 3 أيام بعد «حادثة مروعة قتل فيها عدة أشخاص ليلة الأربعاء». ونفى تقارير سابقة عن قيام المتظاهرين بإلحاق الهزيمة بقوات الأمن في المدينة، متابعا: «لم نتلق أي مقاطع فيديو جديدة نظرا لانقطاع الإنترنت. من الصعب جدا الحصول على أي أخبار». وتتهم إيران معارضين مسلحين من الأكراد الإيرانيين بالتورط في الاضطرابات المستمرة في البلاد، لا سيما في الشمال الغربي حيث يعيش معظم الأكراد الإيرانيين البالغ عددهم عشرة ملايين نسمة. في غضون ذلك، زعم عرفان مرتضعي، ابن عم الشابة مهاسا أميني، أن أسرتها تتعرض لضغوط من قبل السلطات الأمنية لحجب المعلومات عن وسائل الإعلام. وقال مرتضعي، لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية، إن أميني أصبحت «صوت غضب الشعب الإيراني». مضيفا: «حاولت إيران دفنها سرا في الليل دون أن يعلم أحد. ولحسن الحظ، منع سكان بلدة سقز التي عاشت فيها هذه المؤامرة ولم يسمحوا بذلك».

اتهام وتهديد

في هذه الأثناء، اتهمت إيران الولايات المتحدة، أمس، باستغلال الاحتجاجات لمحاولة زعزعة استقرار البلاد، وحذرت من أن ذلك لن يمر دون رد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني: «تحاول واشنطن دائما زعزعة استقرار إيران وأمنها على الرغم من أنها لم تنجح في ذلك». واتهم كنعاني قادة الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية باستغلال حادث مأساوي لدعم «مثيري الشغب وتجاهل وجود الملايين في شوارع البلاد وساحاتها لدعم النظام».

استدعاء ألماني

في المقابل، استدعت الخارجية الألمانية السفير الإيراني في برلين بسبب قمع الاحتجاجات. وردا على سؤال حول احتمال فرض مزيد من العقوبات على طهران بسبب الاضطرابات، قال متحدث باسم الخارجية الألمانية: «سننظر في جميع الخيارات مع دول الاتحاد الأوروبي». والأسبوع الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شرطة الآداب الإيرانية، بسبب مزاعم الإساءة للنساء الإيرانيات، قائلة إنها تحملها المسؤولية عن وفاة مهاسا أميني البالغة 22 عاما في الحجز.

تباعد نووي

على صعيد آخر، يبدو أن اجتماعات نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الأيام الأخيرة، وتبادل الرسائل بين إيران والولايات المتحدة، لم يحدثا اختراقا في المفاوضات النووية المتعثرة مع إيران، فالطرفان ما زالا يمارسان لعبة رمي الكرة إلى الطرف الآخر ولومه، مع تمسّك طهران بمواقفها من دون تنازل، وتأكيد واشنطن أنه «لا توقعات بإحياء الاتفاق النووي على المدى القصير». ومازال الجانب الإيراني يكرر مطالبه بشأن الضمانات التي يطلبها من الجانب الأميركي، وإغلاق التحقيقات الأممية حول أنشطة نووية غير معلنة. وأمس، أكد مستشار الوفد الإيراني المفاوض محمد مرندي أن الأميركيين والأوروبيين «ليسوا في موقع يسمح لهم بزيادة الضغط على إيران»، متهما المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي بأنه ينفذ ما تمليه عليه الإدارة الأميركية. وعلى الضفة الأميركية، لا أمل بحصول الاتفاق، أقله قريباً، والتشاؤم يزداد يوماً بعد يوم، مع اتهام طهران بعرقلة الوصول إليه، إذ أكد وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن، أمس، أنه لا يرى أي توقعات في المدى القريب بخصوص إحياء الاتفاق النووي.

مقتل 76 شخصاً في احتجاجات إيران مع اشتداد حملة القمع

لندن: «الشرق الأوسط»... قُتل أكثر من 76 شخصاً في الحملة الأمنية التي تنفّذها السلطات الإيرانية ضد المتظاهرين في أعقاب وفاة مهسا أميني في الاعتقال، وفق ما أعلنت (الاثنين) منظمة حقوقية غير حكومية. لكن بحسب أحدث حصيلة أعلنتها السلطات قُتل 41 شخصاً بينهم متظاهرون وعناصر أمن. وأوقفت السلطات الإيرانية أكثر من 1200 متظاهر، وفق ما أعلن مسؤولون (الاثنين)، خلال حملة القمع الدامية للتظاهرات التي تواصلت لليلة العاشرة احتجاجاً على وفاة الشابة مهسا أميني أثناء توقيفها لدى «شرطة الأخلاق». وليل الاثنين، نظّمت تظاهرات جديدة في طهران وغيرها من المدن، وفق ما أفاد شهود وكالة الصحافة الفرنسية. وأطلق محتجون في طهران شعارات مناهضة للمرشد الإيراني علي خامنئي (83 عاماً) وهتفوا «الموت للدكتاتور». وأظهر تسجيل فيديو من أحد الطوابق العليا يُعتقد أنه التقط في مدينة تبريز، أشخاصاً يتظاهرون على وقع إطلاق قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، وفق مشاهد نشرتها منظمة «حقوق الإنسان في إيران»، ومقرها أوسلو. وأعلنت المنظمة غير الحكومية أن 76 شخصاً قُتلوا في حملة القمع، وكانت حصيلتها السابقة تشير إلى مقتل 57 شخصاً. وقالت منظمة «هنكاو» الكردية الحقوقية ومقرها النرويج، إن عدداً من النساء في مدينة سنندج لوّحن بحجابهن فوق رؤسهن متحدّين السلطات فيما أطلق سائقون أبواق سياراتهم تضامناً. وارتفع مستوى التوتر بين إيران والدول الغربية، إذ أعربت باريس (الاثنين) عن «إدانتها بأشدّ العبارات القمع العنيف الذي يمارسه الجهاز الأمني الإيراني ضدّ التظاهرات» المستمرّة في إيران، فيما استدعت ألمانيا السفير الإيراني، غداة تنديد الاتحاد الأوروبي بالاستخدام «غير المتكافئ والمعمم» للقوة واستدعاء طهران السفيرين البريطاني والنرويجي. وقال مدير منظمة «حقوق الإنسان في إيران» محمود أميري مقدّم «ندعو المجتمع الدولي إلى اتّخاذ خطوات عملية بشكل حاسم وموحد لوقف قتل وتعذيب المتظاهرين»، مضيفاً أن التسجيلات المصورة وشهادات الوفاة التي حصلت عليها المجموعة تظهر بأن «الذخيرة الحية تطلق مباشرة على المتظاهرين». وعمد عناصر شرطة مكافحة الشغب الذين كانوا يحملون دروعاً بضرب المتظاهرين بالهراوات، ومزّق طلاب صوراً كبيرة لخامنئي وسلفه الخميني، وفق ما أظهرت مشاهد بثّتها وكالة الصحافة الفرنسية مؤخراً. وعمد متظاهرون إلى رشق الشرطيين بالحجارة وإحراق سيارات الشرطة والمباني الحكومية. وأفادت السلطات بأن نحو 450 شخصاً تم توقيفهم في محافظة مازندران الشمالية و700 شخص في محافظة غيلان المجاورة والعشرات في مناطق أخرى. وبحسب «لجنة حماية الصحافيين» تم توقيف 20 صحافياً. وقال رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إجئي إن شرطة طهران تنتشر «24 ساعة في اليوم»، شاكراً العناصر المنهكين وقائد شرطة العاصمة أثناء زيارة إلى مقرها (الأحد). وكان قد شدّد إجئي في وقت سابق على «ضرورة التعامل بدون أي تساهل» مع المحرضين على «أعمال الشغب». ورغم القيود الصارمة على الإنترنت بما في ذلك حجب «إنستغرام» و«واتساب»، أظهرت مقاطع فيديو جديدة تم تداولها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي احتجاجات، ليل (الأحد)، في طهران ومدن أخرى. وانتقد الاتحاد الأوروبي إيران وقال إن «الاستخدام غير المتكافئ للقوة في حق المتظاهرين مرفوض وغير مبرر»، على ما جاء في بيان لمسؤول السياسة الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل. وقال بوريل إن الاتحاد الأوروبي «سيواصل درس كل الخيارات المتاحة قبل الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية إزاء وفاة مهسا أميني والطريقة التي ترد فيها القوى الأمنية الإيرانية على التظاهرات التي تلت»، في البلد الذي فرضت عليه عقوبات على خلفية برنامجه النووي. وحيّا الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي المتظاهرين وأكد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «التضامن مع نساء إيران الشجاعات اللواتي يتظاهرن من أجل ضمان حقوقهن الأساسية».

«انتفاضة المرأة» ترهق القوات الأمنية... ودعوات ألمانية ـ كندية لمعاقبة الشرطة الإيرانية

القضاء يقر باعتقالات واسعة ويتوعد الفنانين والرياضيين وسط إضرابات في جامعات طهران

لندن - طهران: الشرق الأوسط... تتمدد الاحتجاجات الإيرانية مع توسع التنديد العالمي على مدار الساعة، في وقت تسابق السلطات الزمن لإخماد الاحتجاجات المنددة بوفاة مهسا أميني (22 عاماً) في ظروف غامضة، أثناء احتجازها لدى الشرطة، الأمر الذي فجر إدانات دولية. وسار عدد كبير من طلاب جامعات طهران وتبريز في باحة جامعاتهم تلبية لنداء اللجنة التنسيقية لنقابات المعلمين ومناشدات أساتذة الجامعات لتعليق الدراسة تضامناً مع الطلاب المعتقلين. وعلى بعد أمتار من جامعة طهران، ردد طلاب جامعة «مدرس» التي تخرج منها مسؤولون كبار، شعار «كيانكم في مهب الريح»؛ في إشارة إلى المؤسسة الحاكمة. وقال أحد أساتذة جامعة «شريف» الصناعية، على تويتر: «ما لم يتم إطلاق سراح جميع الطلاب، لن نشارك في أي حصة دراسية». وبموازاة ذلك، كتب عدد من طلاب جامعة «علم وصنعت» في طهران، إن «مسؤولي الجامعات يتعاونون مع الأجهزة الأمنية وتحولوا على جزء من هيكل القمع». وتحدى المحتجون مساء الأحد انتشار وحدات من القوات الخاصة «نوبو» والقوات الخاصة بمكافحة الشغب بالإضافة إلى قوات الباسيج، وبقوا في شوارع عدة أحياء من العاصمة طهران، مرددين هتافات: «الموت للديكتاتور»؛ في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، كما رددوا هتافات منددة بنجله مجتبى الذي ترددت أنباء عن احتمال توريثه السلطة.

- ساحة حرب

وأبانت تغريدات على «تويتر» سيطرة المحتجين على مناطق ستارخان وآريا شهر (صادقيه) في غرب العاصمة. وتعكس الفيديوهات تحول المنطقة إلى ساحة حرب مفتوحة بين قوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع، والصواعق الكهربائية. وأشعل المحتجون النار في لوحة إعلانية عملاقة تحمل صورة الجنرال قاسم سليماني. ونزل المحتجون في أحياء شمالية من العاصمة. كما عادت المسيرات الاحتجاجية إلى مناطق شرق طهران، بعدما وردت أنباء عن سيطرة قوات الباسيج على تلك المناطق في الأيام الماضية. وعلى غرار الليالي السابقة، أظهرت تسجيلات فيديو استخدام الذخائر الحية من القوات الأمنية الذين أطلقوا النار بكثافة في عدة مناطق من العاصمة طهران على المحتجين. وفي المقابل، أشعل المحتجون النار في حاويات للنفايات، محاولة لتقليل آثار الغاز المسيل للدموع. ويسمع من أحد الفيديوهات عدد كبير من المحتجين يرددون هتافات منددة بالشرطة لاستخدام الليزر الأخضر. وكان ناشطون قد حذروا في الأيام الماضية من تواجد أشخاص بملابس مدنية في صفوف المحتجين، لتوجيه قوات الأمن على المحتجين عبر استخدام الليزر. وكانت مفاجأة الليلة التاسعة، توسع نطاق الاحتجاجات في محافظات وسط البلاد وخاصة أصفهان ويزد، وشيراز، حسبما أظهرت تسجيلات الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، وترددت أنباء عن مدينة الأحواز في جنوبي غرب البلاد. وتخطى وسم مهسا أميني باللغتين الفارسية والإنجليزية، 100 مليون تغريدة على «تويتر»، تاركاً رقماً قياسياً على صعيد القضايا المتعلقة بإيران في «تويتر». وتواصل المرأة دورها البارز في قيادة الاحتجاجات، ولوح بعضهن بالحجاب وأقدمت أخريات على حرقه، لكن شعارات الاحتجاجات باتت تشير إلى نطاق أوسع من مطالب الإيرانيين. وفي مقطع فيديو جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، قامت شقيقة جواد حيدري، الذي قتل بمدينة قزوين بنيران قوات الأمن، بقص شعرها على قبره، على غرار قص الشعر الذي أصبح رمزاً لانتفاضة المرأة في إيران. ونقلت «رويترز» عن وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» الاثنين أن حوالي عشرين صورة لمتظاهرين بينهم نساء في شوارع عدة في مدينة قم الواقعة على بعد حوالي 150 كيلومتراً جنوب العاصمة.

- اعتقال أبرياء

واعتقلت السلطات أكثر من 1800 شخص في محافظات كردستان ومازنداران وجيلان بحسب أرقام أعلنها مسؤولون ومنظمات حقوق إنسان. ولم تصدر بيانات بشأن المعتقلين في غالبية المحافظات الـ31 التي اجتاحتها المسيرات المنددة بالنظام. وقتل 41 شخصاً على الأقل وأوقف أكثر من ألف، وفق مسؤولين، في الاحتجاجات، لكن تسجيلات الفيديو ومنظمات حقوقية تشير إلى أعداد أكبر من القتلى. وناشدت منظمة العفو الدولية الإيرانيين بإرسال معلومات عن سقوط ضحايا والجرحى والمعتقلين. وقال المحامي سعيد دهقان إن السلطات اعتقلت أربعة من زملائه محامين أعلنوا تضامنهم مع الاحتجاجات. وأضاف على تويتر أن «الجمهورية الإسلامية لم تفهم حكم القانون أبداً وابتعدت عن التظاهر بالعمل وفق القانون لكي تتحول إلى عصابة إجرامية بشكل كامل». وأقر رئيس القضاء الإيراني غلام حسين محسني إجئي بحملة الاعتقالات التي طالت عددا كبيرا من المحتجين. وأضاف: «هناك إمكانية لاعتقال أبرياء أكثر في الاضطرابات وأعمال الشغب، لقد وجهنا أوامر بإطلاق سراح الأبرياء أو حتى الذين ذنوبهم منخفضة». ونشرت وكالة «ميزان» التابعة للقضاء الإيراني أمس تسجيل فيديو من مكالمة أجراها إجئي مع ضباط الشرطة. ويقول في الفيديو إن «هذه القوات تعاني من الأرق والتعب»، وقال: «لم يناموا ليلة أمس فحسب، بل لم يناموا في الليالي السابقة». ويضيف: «القوات الخاصة لم تنم منذ ثلاث ليال». وتداول مقطع فيديو مساء الأحد من قائد الشرطة الإيرانية حسين اشتري يقول لعدد من عناصر قوات الخاصة: «لا تشكوا ذرة واحدة، طريقنا صحيح، لو كان قاسم سليماني لقال لكم أحسنتم عملاً».

- تهديد المشاهير

وجه إجئي تهديداً صريحاً للشخصيات الشهيرة التي أعلنت عن تضامنها مع الاحتجاجات، وقال: «من اشتهروا بدعم هذا النظام... وضموا صوتهم للأعداء... يجب أن يعلموا جميعاً، عليهم أن يدفعوا ثمن الخسائر المادية والمعنوية للبلاد والشعب»، وذهب أبعد من ذلك قائلاً: «سيتم تحديدهم بمساعدة الناس والأجهزة الأمنية وسيعاقبون على أعمالهم». وهاجم بدوره رئيس تحرير صحيفة «كيهان»، حسين شريعتمداري الشخصيات الشهيرة قائلاً إن «الفنان الذي أكل من هيئة الإذاعة والتلفزيون لسنوات والآن يتصرف بشكل مقلوب، أو الرياضي الذي حصل على مليارات تحت إبط هذه البلاد ويساوي منزله المليارات، يجب تعويض خسائر البلد من هذه المليارات». جاء ذلك بعدما نشرت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» صورة من تعميم إيران نشرة حمراء عبر الإنتربول لتوقيف علي كريمي، لاعب المنتخب الإيراني لكرة القدم سابقاً. وأثار كريمي الذي يعد بين الرياضيين الأكثر شعبية في بلاده، سخط السلطات الإيرانية بسبب تغريداته التي دعا فيها إلى توسيع الاحتجاجات ودعا فيها المحتجين إلى الوحدة. ودعا النائب السابق، المتشدد المحافظ حميد رسايي إلى توقيف أموال كريمي. وكان كريمي واحداً من عشرات المشاهير في الداخل الإيراني الذين اتخذوا مواقف غير مسبوقة لإدانة قمع الاحتجاجات في إيران. وتتزامن هذه المواقف مع مواقف مماثلة من المشاهير الإيرانيين في الخارج، وشخصيات عالمية في مجالات الفن والسياسة. ورفض لاعب المنتخب الإيراني السابق، كريم باقري التهديدات بملاحقة كريمي، وقال: «علي كريمي ليس خائناً للوطن، إنما هو وطني شريف». ووجه خطابه إلى «الرجل ماسح الجوخ الذي أراد تحويل البيت الأبيض إلى حسينية». وأضاف: «بهذه الأدبيات السخيفة تسيئ لكل شرائح المجتمع، كل يوم تزداد وقاحة، كلنا نزلنا للشارع ليذهب أمثالك». ونظمت الدولة تجمعات ومسيرات مضادة للاحتجاجات. وهو الأسلوب الذي اتبعته السلطات في الاحتجاجات التي انطلقت بعد حراك الموجة الخضراء في 2009، قبل أن توسع عملياتها الأمنية. ورغم أن المظاهرات بسبب وفاة أميني تمثل تحدياً كبيراً للحكومة، لا يرى المحللون أي تهديد مباشر لقادة البلاد لأن قوات الأمن تمكنت في السابق من إخماد احتجاجات بحسب «رويترز».

- عزلة دولية

وارتفع مستوى التوتر بين طهران والدول الغربية إثر استدعاء ألمانيا السفير الإيراني، غداة تنديد الاتحاد الأوروبي بالاستخدام «غير المتكافئ والمعمم» للقوة واستدعاء طهران السفيرين البريطاني والنروجي. واتهمت إيران الولايات المتحدة باستغلال الاحتجاجات التي أثارتها قضية مهسا أميني. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني لموقع «نور نيوز» منصة لمجلس الأعلى للأمن القومي: «تحاول واشنطن دائماً زعزعة استقرار إيران وأمنها رغم أنها لم تنجح في ذلك». واتهم كنعاني، عبر صفحته على «إنستغرام»، قادة الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية باستغلال حادث مأساوي لدعم «مثيري الشغب» وتجاهل «وجود الملايين في شوارع البلاد وساحاتها لدعم النظام». واستدعت إيران سفيري بريطانيا والنرويج الأحد بسبب ما وصفته بأنه «تدخل وتغطية إعلامية معادية». وفي الأسبوع الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شرطة الأخلاق في إيران بسبب مزاعم الإساءة للنساء الإيرانيات، قائلة إنها تحمل الوحدة مسؤولية مقتل أميني. قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أمس إن كندا ستفرض عقوبات على المسؤولين عن وفاة مهسا أميني (22 عاماً)، مشيراً إلى أن العقوبات ستشمل ما تسمى بشرطة الأخلاق الإيرانية وقيادتها. وأضاف ترودو للصحافيين في أوتاوا: «لقد رأينا إيران وهي تتجاهل حقوق الإنسان مرارا وتكرارا، والآن نراها (وهي مسؤولة عن) موت مهسا أميني وقمع الاحتجاجات». وقال ترودو بعد لحظات من تصريحات مماثلة لوزيرة خارجيته ميلاني جولي خلال خطابها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: «اليوم، أعلن أننا سننفذ عقوبات على عشرات الأفراد والكيانات، بما في ذلك ما تسمى شرطة الأخلاق الإيرانية». في برلين، طالبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بفرض عقوبات جديدة على البلاد. وقالت لوكالة الأنباء الألمانية: «في دائرة الاتحاد الأوروبي سيتعين علينا الآن التحدث على نحو عاجل للغاية عن مزيد من العواقب، التي تشمل بالنسبة لي أيضاً عقوبات ضد مسؤولين... محاولة قمع الاحتجاجات السلمية بعنف أكثر فتكاً يجب ألا تمر دون رد». وأضافت بيربوك: «حقوق المرأة هي مؤشر على حالة المجتمع... إذا لم تكن النساء آمنات في بلد ما، فلن يكون أحد آمناً»، مضيفة أنه تم استدعاء السفير الإيراني إلى وزارة الخارجية بعد ظهر الاثنين. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن ألمانيا استدعت السفير الإيراني بسبب حملة القمع. ورداً على سؤال حول احتمال فرض مزيد من العقوبات على طهران رداً على الاضطرابات، قال المتحدث: «سننظر في جميع الخيارات» مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.

واشنطن تدعم مظاهرات إيران... ومشرعون يتهمون بايدن بالتقاعس

توم كوتن انتقد «هوس الإدارة الأعمى بالاتفاق النووي الخرافي»

الشرق الاوسط... واشنطن: رنا أبتر... تراوحت ردود أفعال المشرعين على الاحتجاجات في إيران ما بين الدعم الشرس للمحتجين، والانتقاد المباشر لسياسة الإدارة الأميركية حيال طهران. فمع استمرار الاحتجاجات بعد وفاة مهسا أميني، تتزايد تصريحات الدعم والتغريدات من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء. وقالت السيناتورة الجمهورية مارشا بلاكبيرن، «أقف مع نساء إيران الشجاعات في تصديهن لحكومتهن القمعية». وتدعم النائبة الديمقراطية كايتي بورتر، هذا الموقف قائلة: «شرطة الأخلاق قتلت مهسا أميني الأسبوع الماضي، والآن يقمع النظام بعنف مواطنيه الذين يتظاهرون من أجل حريتهم. أنا أعرب عن دعمي للنساء الشجاعات اللواتي يدافعن عن حقوقهن». من جهته، اعتبر السيناتور الديمقراطي بوب مننديز، أن «جهود النظام لتحويل الانتباه من خلال الاعتداء على كردستان العراق وتنظيم مظاهرات مضادة لن تنجح». وأضاف مننديز، وهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الشيوخ: «نحن نرى نساء إيران ورجالها الشجعان يتدفقون إلى الشوارع للتظاهر رغم قطع الإنترنت والقمع العنيف من قبل القوى الأمنية». وفيما أعرب الجمهوريون بدورهم عن دعمهم للمحتجين، إلا أن أغلبيتهم استغلت الموقف لمهاجمة الإدارة الأميركية وسعيها المستمر للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، وقال السيناتور الجمهوري توم كوتون، في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، الأحد، «إذا أراد الرئيس بايدن فعلياً دعم المتظاهرين الشجعان في إيران، لكان تخلى عن جهوده لإعادة إحياء الاتفاق النووي الذي سيوفر مليارات الدولارات لنظام ديكتاتوري لا يزال حكامه يهتفون: الموت لأميركا». واتهم كوتون، إدارة بايدن، بالتقاعس عن دعم المتظاهرين الإيرانيين «للسبب نفسه الذي اعتمده باراك أوباما عندما خان متظاهري (الثورة الخضراء) في عام 2009: هوس أعمى باتفاق نووي رهيب». وردت الإدارة الأميركية على هذه الاتهامات في اليوم نفسه، فنفى مستشار الأمن القومي جايك سوليفان، أن تشكل المفاوضات مع إيران أي عائق أمام الولايات المتحدة للإعراب عن دعمها للمتظاهرين. وقال سوليفان في مقابلة مع شبكة «سي بي إس»، «إن المفاوضات مع إيران على برنامجها النووي لا تؤثر بأي شكل من الأشكال على نيتنا وإصرارنا على انتقاد ما يجري في شوارع طهران. ونحن اتخذنا خطوات ملموسة لمعاقبة شرطة الأخلاق التي تسببت بوفاة مهسا أميني، كما اتخذنا خطوات لمساعدة الإيرانيين على الحصول على الإنترنت وتقنيات التواصل التي تسمح لهم بالحديث مع بعضهم البعض ومع العالم. إذن من جهتنا، سوف نقوم بما يلزم لحماية الإيرانيين الشجعان». واعتبر سوليفان أن هدف المفاوضات هو منع إيران من الحصول على سلاح نووي، مشدداً على أن الولايات المتحدة «مصرة على النجاح في سعيها هذا»، ورفض سوليفان الاتهامات التي تقول إن الإعفاءات من العقوبات جراء أي اتفاق نووي سوف تقوي من النظام. لكن هذا النفي غير كافٍ للمنتقدين، إذ حرص هؤلاء على تقييد يدي الإدارة في موضوع رفع العقوبات بكل طريقة ممكنة، آخرها طرح من قبل جمهوريين لمشروع قانون يمنع الإدارة من رفع العقوبات عن إيران إلى أن يقدم وزير الخارجية الأميركي ضمانات إلى الكونغرس بأن إيران «لم تدعم أي محاولات أو أنشطة لقتل مواطنين أو مسؤولين أميركيين حاليين أو سابقين أو أي إيرانيين يعيشون في الولايات المتحدة». وقالت السيناتورة الجمهورية جوني أرنست، في بيان لدى طرح مشروع القانون يوم الأربعاء الماضي، «من الصعب أن نتخيل أن إدارة بايدن تستمر في التودد لإيران في أملها للعودة إلى الاتفاق الإيراني الخرافي، على الرغم من الاعتداءات المستمرة على الأميركيين والمخططات لاغتيال مسؤولين أميركيين».

ألمانيا تستدعي سفير إيران على خلفية قمع الاحتجاجات

برلين: «الشرق الأوسط»... استدعت الحكومة الألمانية سفير إيران في برلين بعد ظهر اليوم (الاثنين) لإجراء «مباحثات» بشأن قمع الاحتجاجات على مقتل شابة أثناء توقيفها لدى الشرطة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية كريستيان فاغنر في مؤتمر صحافي دوري: «استدعينا السفير الإيراني، وستجرى المباحثات بعد ظهر اليوم» اليوم (الاثنين). وأضاف «ندرس بشكل رسمي كل الخيارات» ردا على القمع. وبدأت الاحتجاجات في 16 سبتمبر (أيلول) يوم وفاة مهسا أميني التي أوقفت قبل ذلك بثلاثة أيام في طهران بتهمة «ارتداء ملابس غير لائقة» في انتهاك لقوانين لباس المرأة الصارمة والتي تشمل خصوصا وضع الحجاب. وامتدت حركة الاحتجاج إلى عدة مدن في أنحاء البلاد، حيث ردد المتظاهرون شعارات مناهضة للحكومة، وفق وسائل إعلام محلية. وتقمع السلطات الاحتجاجات التي قتل فيها 41 شخصاً خلال عشرة أيام، وفق حصيلة رسمية تشمل متظاهرين وعناصر شرطة. لكن الحصيلة قد تكون أكبر، إذ أكدت منظمة «هيومن رايتس إيران» غير الحكومية ومقرها في أوسلو مقتل 57 شخصا على الأقل. وخرجت نهاية الأسبوع مظاهرات دعم للمحتجين الإيرانيين في عدة مدن أوروبية من بينها باريس ولندن.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,783,531

عدد الزوار: 6,914,781

المتواجدون الآن: 109