أوزبكستان على عتبة مرحلة جديدة

تاريخ الإضافة الجمعة 9 أيلول 2016 - 8:14 ص    عدد الزيارات 1397    التعليقات 0

        

 

أوزبكستان على عتبة مرحلة جديدة
الحياة...طشقند – باسل الحاج جاسم 
تعتبر أوزبكستان الدولة ذات الثقل الأكبر ديموغرافياً وتاريخياً في آسيا الوسطى، ويشكل العرق الأوزبكي غالبية سكانها (يتجاوز 30 مليون نسمة)، فيما يدين أكثر من 88 في المئة من الشعب بالإسلام
ونوقشت بين الحين والآخر قبل وفاة الرئيس إسلام كريموف مسألة مَنْ سيكون الخليفة. لأن انتقال السلطة في أوزبكستان لن يكون سلساً على غرار الجارة تركمانستان، فهي جمهورية متقلّبة للغاية، والدليل هو الأحداث التي وقعت فيها في العقدين الماضيين، ففي شباط (فبراير) 1999، حدثت تفجيرات في العاصمة طشقند، أدت الى مقتل عشرات الأشخاص وإصابة المئات، وحصلت هجمات لحركة أوزبكستان الإسلامية بين عامي 1999- 2000، وجرت في أيار (مايو) 2005 انتفاضة شعبية في مدينة انديجان قتل خلالها وفق السلطات الأوزبكية 169 شخصاً، ووفق المعارضة 745، كما حدثت سلسلة من التفجيرات والهجمات المسلحة في ربيع وصيف 2009.
في الساحة الأوزبكية اليوم، أنصار الحكومة القوية، والإسلاميون المتطرفون، وممثلو هياكل السلطة، والعشائر الإقليمية. تفتقر الساحة السياسية إلى العوامل التي هي الأهم لتنفيذ «ثورة برتقالية» أو انقلاب عسكري، خصوصاً أن الوضع على الحدود مع أفغانستان معقد، حتى في زمن الاتحاد السوفياتي، حاول المتطرفون التسلل إلى أوزبكستان وفصل وادي فرغانة عن الدولة.
حكم كريموف أوزبكستان منذ عام 1989، عندما عيّن سكرتيراً أول للحزب الشيوعي خلال الحقبة السوفياتية، وبعد استقلال أوزبكستان انتخب رئيساً عام 1991.
من بين الخلفاء المحتملين: لولا كريموفا، الابنة الصغرى للرئيس، الممثل الدائم لأوزبكستان لدى اليونسكو، ورئيس الوزراء شوكت ميرزاييف الذي يقود اليوم المرحلة الانتقالية، ونائب رئيس الوزراء وزير المالية رستم عظيموف، ورئيس جهاز الأمن القومي رستم اينوياتوف، ورئيس مجلس الشيوخ في الجمهورية نيغماتولا يولداشيف، ويتصف عظيموف باعتباره الأكثر ارتباطاً بالمؤسسات المالية الدولية، وبالتالي لديه فرصة أفضل لتحويل سياسة أوزبكستان نحو واشنطن. بينما ينظر الى ميرزاييف على أنه حاكم مستقبلي موالٍ لموسكو.
وسيطرت مجموعة ميرزاييف في السنوات الأخيرة على النشاطات الاقتصادية في البلاد، وفي شكل خاص على الأسواق الاستهلاكية، وبرأي المحللين شكل هذا التوسع التجاري منافسة لمجموعة رستم عظيموف نائب رئيس الوزراء الذي تسيطر مجموعته على البنوك الكبرى في أوزبكستان، والتي يتم من خلالها دفع ثمن البضائع المتداولة في الأسواق.
وقد وضعت طشقند نفسها في مأزق من خلال اختيار سياسة اقتصادية انعزالية في فضاء ما بعد الاتحاد السوفياتي، وتتخلف أوزبكستان في المجالات الاجتماعية والاقتصادية عن روسيا وجارتها كازاخستان، الأمر الذي يدركه المواطنون بألم، وحقيقة أن غالبية العمال المهاجرين في روسيا من أوزبكستان، تبرز مدى الحرمان الاجتماعي في هذا البلد.
وفي إشارة واضحة إلى نجاح كريموف في إنشاء نظام من الضوابط والتوازنات، طوال فترة حكمه الذي استمر أكثر من 26 عاماً، لم يتعرض كريموف لأي محاولة انقلاب من العشائر أو من محيطه.
وبالمقارنة بالجارة تركمانستان، كان هناك زعيم مطلق «سابار مراد نيازوف»، وبعد وفاته المفاجئة، تحرّك رجال السلطة وجهاز الردع في البلاد، ونجحوا في ضمان نقل السلطة إلى أحد رجالهم من دون حوادث، والنجاح كان بسبب السيطرة الكاملة على المعلومات والجيش والحدود، وكل هذه العوامل متوافرة الآن في أوزبكستان، كما لا توجد في البلد أي منظمات غير حكومية مستقلة، مثل تلك التي ساعدت مرتين «الثورات الملونة» في قيرغيزستان.
اتبع كريموف سياسة خارجية مستقلة، ولم يصبح موالياً لأميركا أو ورقة بيدها، حتى أنه طرد القاعدة العسكرية الأميركية من أراضي بلاده، وفي الوقت ذاته، فضّل البقاء خارج التجمعات التي ضمت جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، إذ انسحبت أوزبكستان من منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ولم تنضم إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
بالنسبة إلى روسيا، الإنجاز الأساسي لكريموف، يكمن في أن أوزبكستان ظلت دولة صديقة، ونظم كريموف في العام 1991 حملة لحض مواطنيه على التصويت في استفتاء من أجل الحفاظ على الاتحاد السوفياتي، ومن المسلم به أن أي رئيس قادم، سيحافظ على علاقات جيدة مع روسيا، فالملايين من الأوزبك يعملون في روسيا، وهذا يعني أن الضمانات الاجتماعية للمواطنين، لا توفرها أوزبكستان، بل توفّرها روسيا، كما أن هناك علاقات تجارية ممتازة ومشاريع مشتركة بين البلدين.
في بدايات الألفية الجديدة، كان التأثير السائد في آسيا الوسطى، هو تأثير روسيا، حينها بدأت أوزبكستان بالانجراف نحو مزيد من التعاون مع أميركا، وعندما ازداد نفوذ واشنطن في شكل كبير، وقامت الثورة في قيرغيزستان عام 2005، قررت أوزبكستان التخلص من القواعد العسكرية الأميركية وبدأت التركيز أكثر على روسيا.
والصين تدافع بقوة شديدة عن مصالحها الخاصة، فهي تعتبر أكبر شريك تجاري لطشقند، وتحتاجها كحليف في إطار منظمة شنغهاي للتعاون، ومحاربة التطرف والانفصالية.
والعالم الإسلامي لطالما كان ينظر إليه من السلطات مصدراً للتهديدات، وهذا الأمر كان دائماً مفهوماً من كريموف، بالنظر إلى الكثير من الحوادث التي وقعت والاتهامات التي وجهت لمنظمات إسلامية عربية بشقيها الخيري والدعوي، على هذه الخلفية، تبقى روسيا الشريك الأكثر جاذبية.
وفي النهاية، أوزبكستان مكبّلة بقيود خطيرة على سياستها الخارجية، فهي لا تمتلك أي منفذ بحري والمنتجات الأوزبكية يجب أن تمر ببلدين للوصول إلى أي محيط،
ويرى مدير الشؤون الآسيوية في المجموعة الدولية للأزمات روبرت تيبملي، أن الساحة السياسية في أوزبكستان حافلة بالغموض والتناقضات، وعدم اهتمام الناس بمستقبل بلدهم يعكس مدى الخوف واليأس.
 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,705,926

عدد الزوار: 6,909,543

المتواجدون الآن: 111