مركل تملك بوصلة الرأي العام لكن مؤشرات الإرهاب الأوروبية صارت مذهلة

تاريخ الإضافة الجمعة 13 كانون الثاني 2017 - 7:50 ص    عدد الزيارات 1179    التعليقات 0

        

 

مركل تملك بوصلة الرأي العام لكن مؤشرات الإرهاب الأوروبية صارت مذهلة
الحياة..محمد خلف .. أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «برتلسمان» الألمانية البحثية» أن 57 في المئة من الألمان يعتبرون الإسلام تهديداً، فيما رأى 61 في المئة منهم «أن الإسلام لا يتلاءم مع العالم الغربي». وأعرب 45 في المئة عن شعورهم بكونهم غرباء في بلدهم نتيجة وجود المسلمين». أعاد هجوم برلين الإرهابي الذي نفذه التونسي انيس العامري النقاش حول ترحيل المهاجرين واللاجئين الذين رفضت طلبات لجوئهم الى بلدانهم بخاصة القادمين من بلدان شمال أفريقيا. وتواجه برلين مصاعب في تحقيق برامجها وخططها الخاصة بالترحيل ناجمة عن عدم تعاون حكومات هذه الدول واستجابتها للمطالب التي طرحها وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير في جولته التي شملت المغرب وتونس والجزائر. وعزت الخبيرة في معهد الدراسات الأمنية والاستراتيجية ببرلين إيزابيل فيرينفلس الصعوبات التي تواجه ترحيل المغاربيين الى «غياب إرادة سياسية كافية من طرف حكومات دولهم». وتشير بيانات رسمية الى» أن ألمانيا رحلت لغاية نهاية تشرين ثاني (نوفمبر) الماضي 23 ألفاً و750 شخصاً غالبيتهم من ولاية الراين وستفاليا». وتحدثت وسائل إعلام ألمانية عن خطط وبرامج لترحيل أكثر من 500 ألف لاجئ ومهاجر لا يمتلكون شروط الحصول على الإقامة واللجوء والهجرة خلال الأعوام القليلة المقبلة». تراقب دائرة حماية الدستور الاتحادية (الامن العام) محاولات تنظيم «داعش» تجنيد لاجئين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بعد وقوع العديد من اللاجئين في مكامن «داعش» وقيامهم بعمليات إرهابية، وكشف الخبير الأمني الألماني بينو كوبفر عن»رصد 300 محاولة لكسب اللاجئين خلال العام 2016، منها 40 محاولة في ولاية بادن فورتمبيرغ التي لم تحصل فيها أي عملية إرهابية حتى الآن». وأشار الى «أن الدائرة تلقت 400 بلاغ حول متطرفين تسللوا بين اللاجئين». وقال» أن التحريات والتحقيقات في 60 حالة على المستوى الفيديرالي منذ العام 2015 أدت الى فتح ملفات للمتورطين». وذكر رئيس دائرة حماية الدستور الفيديرالية هانس جورج ماسن أن «دائرته أحبطت 12 عملية إرهابية في الفترة الأخيرة من مجموع 15 عملية كانت تسعى ذئاب منفردة لتنفيذها، كما فككت عدة شبكات لخلايا نائمة مصغرة للإرهاب شكلها أعضاء في داعش تسللوا الى ألمانيا مع اللاجئين».
حرب «داعشية» هجينة
يستخدم «داعش» وسائل التواصل الاجتماعي في نشاطاته وفق ما ذكره ماسن وقال: «تطلق في غرف الدردشة على الانترنت دعوات لتنفيذ هجمات منفردة يستطيع منفذها أن ينفذ بجلده دون أن يكتشفه أحد». وذكر رئيس شرطة الجنايات الفيديرالية هولغر مونش «أن داعش استغل موجات اللاجئين التي تدفقت على أوروبا في الأعوام الماضية لدس مقاتليه المدربين على الإرهاب». وأقر وزير داخلية الراين الشمالي ويستفاليا بأن «الوضع في ألمانيا لا يزال في منتهى الخطر». وأشار رئيس نقابة الشرطة الألمانية راينر فيندت الى «أن 80 في المئة من طالبي اللجوء الذين دخلوا الى ألمانيا لا يحملون أوراقاً ثبوتية، وهذا يشكل مصدر خطر كبير». تجمعت معلومات وأدلة لدى دائرة منسق مكافحة الإرهاب الأوروبي جيل دي كريشوف تشير الى تراجع أعداد المتوجهين من مواطني البلدان الأوروبية العرب والمسلمين الى سورية والعراق للقتال في صفوف تنظيم «داعش» وجبهة «النصرة» (فتح الشام) من 1500 و2000 متطوع في الشهر الى 200 فقط. ونقلت صحيفة «دي فيليت» الألمانية عن مصادر حكومية قولها «أن تنظيم داعش يفقد جاذبيته في نظر المتطرفين الألمان». وغادر ألمانيا الى سورية والعراق وفق دراسة مصنفة على انها سرية تسربت تفاصيلها الى وسائل الإعلام الألمانية أكثر من 850 متطرفاً خلال الأعوام الماضية، عاد منهم حتى الآن حوالى 174»، وقال مونش «أن 25 في المئة منهم يتعاون مع السلطات، مقابل 48 في المئة ما زالوا ملتزمين بولائهم لتنظيماتهم الإرهابية». وكانت دائرة حماية الدستور أعلنت في تقرير أصدرته العام 2015 « أن 100 ألماني كانوا يلتحقون شهرياً بداعش في العام 2014»، إلا أن هذا العدد انخفض في العام 2016 الى 49 ملتحقاً فقط»، وبينت «أن ثلث الألمان الذين التحقوا بداعش ما زالوا في مناطق القتال». تتعدد وسائل انجذاب المهاجرين واللاجئين الى الجماعات الجهادية في مناطق النزاعات في الشرق الأوسط، وحددت الدراسة المذكورة عوامل وأسباب ذلك في: دور الأصدقاء المحيطين (54 في المئة)، والتردد على مساجد المتطرفين (48 في المئة) وتأثير دعاة الكراهية والتطرف الإسلامي (27 في المئة)، والتأثر بالدعاية للإرهاب والتجنيد على الانترنت (44 في المئة). ويشكل المولودون في ألمانيا 61 في المئة من الملتحقين بالقتال في صفوف «داعش» في سورية والعراق، والنسبة المتبقية هي لألمان من أصول تركية وسورية ولبنانية، ويحمل 27 في المئة منهم الجنسية المزدوجة وهم من أصول تركية ومغربية وتونسية». ورصدت «ارتفاعاً في عدد النساء الملتحقات بالتنظيم الى 21 في المئة، فيما تمثل نسبة القاصرين الملتحقين بالتنظيم 7 في المئة».
ابتكارات وتكتيكات «داعشية»
يبتكر «داعش» أساليب ملتوية واستراتيجيات جديدة في غرس جذور الإرهاب في أوروبا لدرجة أصبحت تتحدى قدرات أجهزة مكافحة الإرهاب الأوروبية، وتجعل المواطنين مضطرين للتكيف مع الحالة الجديدة التي قد تتحول الى حقيقة راسخة من حقائق الحياة اليومية، وليست استثناء عابراً. ويكشف تغيير التكتيكات والأساليب الإرهابية عن نجاحات أحرزتها وكالات الأمن والاستخبارات في منع وقوع هجمات إرهابية كبيرة، ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن نائب مدير مركز جنيف للسياسات الأمنية محمد محمود ولد محمدو قوله «نحن نرى كيف أن شبكات الإرهاب بدأت تجد صعوبات بالغة في التخطيط لتنفيذ العمليات الكبيرة». المعلومات الجديدة التي كشفت عنها السلطات الألمانية عن حركة تنقلات الإرهابي التونسي العامري بين ثلاث دول أوروبية بعد تنفيذه جريمته من دون أن يكشف أمره أحد على الرغم من كونه أكثر المطلوبين في أوروبا وضعت منظومة شنغن على المحك. وكانت بعض الدول الأوروبية أغلقت حدودها بصورة موقتة العام الماضي بسبب موجات الهجرة والإرهاب، ثم سرعان ما عادت وفتحتها بسبب الضرورات التجارية والاقتصادية واللوجستية الملحة. وكشف المسؤول الأمني الأوروبي جوليان كينغ عن مجموعة من التدابير الأمنية الرامية الى إحباط تمويل الإرهاب وتحركات الإرهابيين، وقال»لا يمكننا تجاهل الأخطار الماثلة» واعترف بمرارة «لن نصل مرة أخرى الى الحد الصفري من الأخطار والتهديدات بعد الآن». ورصدت السلطات الأمنية الألمانية ارتفاعاً غير مسبوق في عدد العناصر الخطيرة التي تشكل تهديداً جدياً للأمن القومي، وقال وزير الداخلية دي ميزيير «أن العدد الآن يزيد على 520 شخصاً»، الا ان الأجهزة الأمنية صنفت 549 شخصاً كعناصر خطيرة مهددة للأمن». ويفيد تقرير لجهاز الاستخبارات الألماني بأن هناك مجموعتين إضافيتين تجندان أشخاصاً لم يتمكنوا من الالتحاق بـ «داعش»، تعملان في أوساط اللاجئين». وبرأي الخبير في معهد بحوث السلام والسياسة الأمنية في جامعة هامبورغ مارتن كال «ان تجنيد الأعضاء الجدد يتم بنجاح». الا ان تقريراً لدائرة حماية الدستور نشرت بعض تفاصيله على موقع «دويتشة فيلله» الالكتروني تضمن معلومات تناقض ما ورد على لسان دي ميزيير، اذ تشير الى» وجود 44 الف إسلامي متطرف في ألمانيا» ولكنهم وفق تقييمات خبراء الأمن» لا يشكلون جميعهم كتلة متجانسة» ويشترك جميعهم في مجموعات تقوم كما يؤكد التقرير «استغلال الدين الإسلامي لتحقيق أهداف سياسية وأغراض إسلاموية». ووفقاً لما ذكره جهاز الاستخبارات الداخلية فإن «عدد السلفيين في ألمانيا ازداد خلال السنوات الأخيرة الى نحو 8350 شخصاً، بعد أن كان 3800 شخص العام 2011»، وعزا ذلك الى»الحرب الدائرة في سورية وظهور تنظيم داعش».
أزمة مركل الأصعب
تواجه المستشارة انجيلا مركل التي نجحت في تجاوز أزمتين، الأولى إمكان انهيار اليورو التي كانت تحولت برأي المحللة في صحيفة «نيويورك تايمز» أليسون سمال الى «ما يشبه مفترقاً حقيقياً أمام الاتحاد الأوروبي» والثانية «اغتصاب روســـيا للقرم» التي تعاملت معها أيضاً بشدة لا تختلف عن الأولى، تجربة عصيبة ثالثة هي الأصعب في ولاياتها الثلاث في الحكم بعد الهـــجوم الذي ضرب برلين في أعياد الميلاد «، وتسببه في فيضان الانتقادات الحادة لسياستها الخاصة باللاجئين من حلفائها وشركائها في السلطة، ومن خصومها من الأحزاب اليمينية المتشددة والشعبوية على حد سواء، ما يقلل من فرصها بالفوز في الانتخابات العام الحالي. فقد أظهرت استطلاعات الرأي تراجعاً في أسهم حزبها بدرجة كبيرة. ووفق كاتبة سيرة مركل الذاتية جاكولين بويسين» الإرهاب مخيف ومرعب، بيد أن مستقبلنا السياسي يبدو في مهب الريح، فبعد فوز ترامب لم نعد نعرف ما سيجرى في أميركا وأوروبا وألمانيا تحديداً». في مانشيت عريض حاولت صحيفة «بيلد» توصيف الوضع الألماني الراهن بكلمة واحدة (إنغست) وتعني الخوف. يرى الباحث في مركز كارنيغي الأميركي مارك بيريني «أن الأوروبيين يتجهون ببطء نحو تقبل فكرة أن الإرهاب هو الواقع الطبيعي الجديد». وكتب المعلق السياسي نيكولاس بلوميناليزد قائلاً «أن الأمر يعتمد على الساسة، وتحديداً مركل، وقدرتهم على تحجيم الإرهاب» وحذر من أنها» لا تستطيع أن تعتمد على الثقة والمصداقية التي طالما تمتعت بها والتي لم تعد مؤكدة الآن كما كانت قبل عامين فقط». وقالت سمال «مع ارتفاع أسهم اليمين الشعبوي في كل دول الاتحاد الأوروبي، تبقى مركل الحصن الوحيد أمام الديموقراطية غير الليبرالية». ومركل تعي هذه الحقيقة ولهذا فإنها أعربت عشية ترشحها لولاية رابعة عن «بغضها لخوض ولاية رئاسية جديدة، لكن إحساسها بالمسؤولية، ليس تجاه حزبها، ولا حتى بلادها فقط، بل تجاه أوروبا بكل ما فيها من قوى شعبوية يدفعها الى المغامرة». تدرك مركل هذه الصعوبات والتعقيدات التي صدعت شعبيتها أكثر من غيرها، كما تعي جيداً أن الفترة المقبلة تمثل أقسى اختبار لها، فخلال مؤتمر الحزب وجدت نفسها وجهاً لوجه مع أعضاء الحزب الذين عبروا عن عدم رضاهم عن قرارها السماح بدخول أكثر من مليون لاجئ غالبيتهم مسلمون» فكان ردها المفاجئ انها «تود لو أن عقارب الساعة تعود الى الوراء لسنوات كثيرة لتعيد صياغة قوانين الهجرة والأمن المتعلقة بحدود أوروبا الخارجية». وتقول بويسن» أنها لم تكن يوماً الشخص الذي ينجرف وراء استطلاعات الرأي على الرغم من أهميتها، لكنها أيضاً براغماتية، فمع الهجمات التي تعرضت لها مؤخراً باتت لديها مهمة جديدة مطلوب منها التصرف حيالها بذكاء. وتوقع الباحث في «المعهد الأميركي للدراسات الألمانية المعاصرة» في نيويورك جاكسون جينس» أن يكون العام 2017 أصعب أعوام مركل على خلفية التوترات العالمية، والتعارضات والتصدعات في جدران الاتحاد الأوروبي والتي ستتسبب في التأثير في خيارات ساسة ألمانيا والناخبين الألمان». ورأى المحلل الألماني في مركز»ريال إنستيتيوت إلكانو» ومقره مدريد» أن مركل سوف تتعامل مع الوضع الناشئ ببساطة في عالم يصعب التكهن بمتغيراته واتجاهاته ومساراته الشائكة»، وأعرب عن اعتقاده الجازم بأنها «تمتلك البوصلة التي تساعدها على تحديد المنطقة الوسطى التي يتعين عليها الوقوف عندها».

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,361,810

عدد الزوار: 6,888,635

المتواجدون الآن: 87