أردوغان يأمل أن يؤدي الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تعزيز القوة الإقليمية لتركيا...

تاريخ الإضافة الإثنين 2 أيار 2022 - 6:55 م    عدد الزيارات 1075    التعليقات 0

        

أردوغان يأمل أن يؤدي الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تعزيز القوة الإقليمية لتركيا...

المصدر | ألكسندر جوزتاف وكوبا ليكليكاز | أوراسيا ريفيو - ترجمة وتحرير الخليج الجديد.... مع استمرار غزوها غير المبرر لأوكرانيا، تجد روسيا نفسها في مواجهة عزلة دولية متزايدة، مع تعرضها لقائمة واسعة من العقوبات. ورغم أن روسيا ليست دولة منبوذة تماما، لكنها تستطيع الآن الاعتماد على عدد قليل من الحلفاء. وظلت الدول الأخرى محايدة بشكل أساسي، بما في ذلك الصين ودول الخليج العربي وتركيا. وأدانت حكومة الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" عدوان روسيا، لكنها لم تنضم إلى الحملة العالمية لفرض عقوبات عليها. وبدلا من ذلك، حاولت تركيا السير في مسار مختلف، حيث قدمت نفسها على أنها صانع سلام محتمل، وعرضت التوسط في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا. وفي الوقت نفسه، انتقدت أنقرة أيضا أعضاء غير محددين في "الناتو"، التحالف العسكري الغربي الذي تنتمي إليه تركيا، لأنها ترى أنهم لا يفعلون شيئا يذكر لتهدئة التوترات. وقد أوضح وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" هذه الرسالة مؤخرا، قائلا: "من أجل إضعاف روسيا، لا تريد بعض دول الناتو السلام، بينما لا يهتمون بأوكرانيا حقا. وهنا أستشهد بجزء من خارطة الطريق الخاصة بنا فيما يتعلق بأوكرانيا؛ حيث يجب أن تنسحب القوات الروسية تدريجيا بالتوازي مع تخفيف العقوبات".

مصالح أنقرة الاقتصادية

وقال الخبير السياسي "إيفان بريوبرازينسكي": "لقد حددت أنقرة موقعا يحقق لها أقصى فائدة، في محاولة لاستغلال الصراع قدر الإمكان لمصلحتها". وحدت العلاقات السابقة التي تمتعت بها روسيا وأوكرانيا بشكل كبير من قدرة تركيا على لعب دور أكبر في السياسة في هذا الجزء من أوراسيا، وهو ما كانت ترغب كثيرا في فعله. وفي الماضي، مارست تركيا نفوذها على جنوب أوكرانيا بأكمله. ويتذكر الأتراك هذا جيدا. علاوة على ذلك، في ظل حكم "أردوغان"، يدرك الأتراك هذا الدور السابق أكثر فأكثر، لأن الحكومة في السياسة الداخلية تدفع أيديولوجيا نحو مزيج مثير للاهتمام بالقومية التركية والإسلاموية". وتعد المصالح التجارية، بالطبع، جزءا من المعادلة. وبالنسبة لتركيا، يعتبر السياح الروس مساهما رئيسيا في خزائن الدولة. وتوفر روسيا أيضا سوقا ضخمة للخضروات والفواكه التركية. كما وقع البلدان مؤخرا العديد من الاتفاقيات التجارية. وبالنظر إلى هذه الاعتبارات الاقتصادية، ربما ليس من المستغرب أن تقرر أنقرة عدم إرسال أسلحة تعود إلى الحقبة السوفييتية إلى أوكرانيا، بالرغم من إلحاح حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بالإضافة إلى بروز أوكرانيا المتزايد كشريك تجاري لتركيا. وفي العام الماضي، استثمرت تركيا نحو 4.5 مليار دولار في أوكرانيا، ما يجعلها أكبر مستثمر أجنبي في البلاد. وفي 3 فبراير/شباط، قبل أسابيع فقط من بدء روسيا غزوها، وقع "أردوغان" والرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" اتفاقية في كييف تهدف إلى زيادة التجارة السنوية إلى 10 مليارات دولار. وبينما امتنعت أنقرة عن توفير أسلحة تعود إلى الحقبة السوفييتية لأوكرانيا، فإنها زودت كييف منذ فترة طويلة بأسلحة أخرى، لا سيما طائراتها بدون طيار "بيرقدار" الشهيرة. كما توصل "أردوغان" و"زيلينسكي" إلى اتفاق بشأن تسليم مستقبلي للسفن ومحركات الطائرات وأجزاء أخرى. لكن بالرغم من الإلحاحات التي وردت من حلف "الناتو"، رفضت تركيا تسليم أي من أنظمة الدفاع الجوي الروسية لديها إلى أوكرانيا. وقال "بريوبرازينسكي": "تمتلك أنقرة أيضا أنظمة دفاع جوي روسية من طراز إس-400، تسبب شراؤها قبل بضعة أعوام في حدوث خلاف كبير مع شركائها في الناتو، ولا سيما الولايات المتحدة". وأضاف: "بسبب ذلك، فقدت تركيا فرصة إنتاج طائرات مقاتلة أمريكية حديثة جزئيا على أراضيها، وتدهورت العلاقات مع واشنطن بشكل أساسي بسبب هذا الأمر. وهكذا، بعد نحو أسبوعين من الغزو الروسي لأوكرانيا، حث الناتو أردوغان على إرسال منظومة إس-400 الروسية إلى كييف مقابل الحصول على أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية من طراز باتريوت، كما فعلت سلوفاكيا. لكن أردوغان لم يفعل ذلك، وأعتقد لم يفعل لأنه لا يثق تماما بشركائه في الناتو". وقال "بريوبرازينسكي"، إنه في حين أنها ربما تحث على وقف تصعيد الحرب الروسية على أوكرانيا، فإن تركيا قادرة على استغلال الصراع لإبراز صورتها الإقليمية. وأصبحت تركيا بشكل عام زعيمة إقليمية حقيقية. وهي تحاول التمسك بالمبدأ القديم "فرق تسد" في علاقاتها مع كل من روسيا وأوكرانيا. وكلما زاد الصراع في فضاء ما بعد الاتحاد السوفييتي بأكمله، زاد النفوذ التركي. وأوضح المحلل الروسي أن هذا لا ينطبق فقط على روسيا وأوكرانيا، ولكن على جنوب وشمال القوقاز بأسره وفي جميع أنحاء آسيا الوسطى. وبالرغم من إحجامها عن إمداد أوكرانيا بأنظمة معينة، تعمل أنقرة على زيادة التعاون الدفاعي مع كييف. وفي 3 فبراير/شباط، أعلن وزير الدفاع الأوكراني "أوليكسي ريزنيكوف" أن تركيا وأوكرانيا اتفقتا على إنتاج مشترك لطائرات "بيرقدار" بدون طيار في موقع إنتاج في أوكرانيا. وفي عام 2019، فازت شركة "بايكار ماكينا"، وهي شركة تركية خاصة لتصنيع الطائرات بدون طيار، بعقد لبيع 6 طائرات بدون طيار من طراز "بيرقدار تي بي 2" إلى أوكرانيا. وتضمن العقد البالغة قيمته 69 مليون دولار أيضا بيع ذخيرة للنسخة المسلحة من الطائرة. وفي سبتمبر/أيلول 2021، أعلنت الحكومة الأوكرانية أنها تخطط لشراء 24 طائرة مقاتلة تركية أخرى بدون طيار في الأشهر المقبلة. وأثار استخدام القوات الأوكرانية الطائرات التركية بدون طيار ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا غضب موسكو. وبالإضافة إلى أوكرانيا، لعبت الطائرات بدون طيار التركية أيضا دورا رئيسيا لأذربيجان في صراعها القصير عام 2020 مع أرمينيا حول "ناغورني قره باغ". وبالنسبة لـ"أردوغان"، قد تساعد محاولة لعب دور صانع السلام بين كييف وموسكو أيضا في رأب الصدع مع الغرب. وقال "بريوبرازينسكي": "ربما يريد الرئيس التركي المساعدة في إنهاء هذه الحرب من أجل الحصول على مكافآت جيوسياسية ودبلوماسية كبيرة".

معاناة الاقتصاد

وكلما طال الغزو الروسي لأوكرانيا، زاد تأثيره على الاقتصاد العالمي، بما في ذلك الاقتصاد التركي. وقد أعربت العديد من الدول الإسلامية بالفعل عن قلقها من أن الحرب الروسية الأوكرانية ربما تؤدي إلى اضطرابات جماعية واضطراب اجتماعي مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية في أعقاب دورة الانتفاضات التي بلغت ذروتها في الربيع العربي في المنطقة. وخلال الأعوام الأخيرة، أصبحت تركيا تعتمد بشكل كبير على المنتجات الزراعية من كل من روسيا وأوكرانيا. وفي عام 2021، تلقت تركيا 65% من إجمالي القمح المستورد من روسيا وأكثر من 13% من أوكرانيا. وأدى الارتفاع الحاد الأخير في أسعار القمح، إلى حد كبير بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى إجبار أنقرة على خفض مشترياتها من الخارج بنحو 30%. ولا تقل أهمية ناقلات الطاقة الروسية بالنسبة للاقتصاد التركي. وفي الفترة التي سبقت بدء الهجوم، زودت روسيا تركيا بأكثر من 50% من الغاز المستورد، و17% من النفط، ونحو 40% من البنزين. ووقعت موسكو وأنقرة عددا من الصفقات التجارية والاقتصادية في الأعوام الأخيرة. أهمها محطة "أكويو" التركية للطاقة النووية، التي يتم بناؤها بمساعدة شركة الطاقة الروسية الحكومية "روساتوم"، والتي من المفترض أن تغطي 10% من احتياجات تركيا من الطاقة. وكان "أردوغان" قد صرح مرارا أنه حريص على استكمال هذا المشروع الذي تبلغ قيمته 20 مليار دولار، بأي ثمن. وتعد روسيا أيضا سوقا كبيرة للفواكه والخضروات التركية. وفي العام الماضي، صدرت تركيا رقما قياسيا يقارب 1.5 مليون طن متري من الفاكهة والخضروات الطازجة إلى روسيا. وتعد تركيا أيضا وجهة رئيسية للسياح الروس. وزار نحو 4.5 مليون روسي تركيا في عام 2021. وفي الأسبوع الماضي، أنشأت الحكومة التركية وعدد من الشركات الخاصة شركة طيران جديدة خاصة تسمى "ساوث وايند"، والتي ستنقل الروس فقط إلى المنتجعات الشاطئية التركية. وستتمركز شركة النقل الجوي الجديدة في أنطاليا بتركيا، ومن المقرر أن تبدأ الرحلات الأولى لها في نهاية شهر مايو/أيار. وقال وزير المالية "نورالدين النبطي" في 27 أبريل/نيسان إن البنوك التركية تعمل أيضا على توسيع شبكة نظام الدفع الروسي "مير" للمساعدة في جذب السياح إلى البلاد، وتوقع أن تحطم البلاد رقما قياسيا في دخل السياحة هذا العام. وهناك حاجة ماسة إلى هذه الأموال لأن الاقتصاد التركي، الذي تضرر بالفعل من جائحة "كوفيد-19"، يواجه أوقاتا أكثر صعوبة وسط الغزو الروسي. وبالنسبة لـ"أردوغان"، فإن حكومته على أرضية متزعزعة وسط التوترات الاجتماعية والسياسية المستعرة في جميع أنحاء البلاد. وقد اقترب التضخم السنوي في تركيا من أعلى مستوى له في 20 عاما في بداية عام 2022، بينما وصل معدل البطالة إلى 15 إلى 20%. وارتفعت أسعار السلع والخدمات الأساسية بنسبة 30 إلى 50%، حيث شهدت قيمة الليرة التركية انخفاضا كبيرا في قيمتها. ومن المقرر أن تجري تركيا انتخابات برلمانية في عام 2023. ومع الأخبار الاقتصادية القاتمة، تبدو الآفاق ضعيفة بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة "أردوغان"، وسط انخفاض أرقامه في الاستطلاعات. وبالنظر إلى مشاكله الداخلية، يرغب "أردوغان" في بعض الأخبار الجيدة لاستخدامها. وكما قال المحلل "بريوبرازينسكي"، يمكن لأوكرانيا أن تقدم بعض هذه الأخبار الجيدة من خلال تعزيز دور تركيا كوسيط محتمل.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,680,073

عدد الزوار: 6,908,209

المتواجدون الآن: 110