جولة تميم الأوروبية.. الغاز وإيران ومآرب أخرى...

تاريخ الإضافة الأربعاء 18 أيار 2022 - 9:08 م    عدد الزيارات 1383    التعليقات 0

        

جولة تميم الأوروبية.. الغاز وإيران ومآرب أخرى...

المصدر | الخليج الجديد...

جولة أوروبية موسعة يقوم بها أمير قطر، الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، الأسبوع الجاري، في توقيت حساس وصعب تمر به القارة العجوز جراء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

وتحظى الجولة باهتمام أوروبي كبير، وشغف لما يمكن أن تقدمه الدوحة للشركاء الأوروبيين في ملف الغاز والطاقة الذي يواجه تقلبات خطيرة في السوق العالمية.

وتفرض الأجندة الاقتصادية نفسها على الجولة، التي تشمل سلوفينيا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، إضافة إلى حضور المنتدى الاقتصادي العالمي الذي سيعقد في دافوس بسويسرا في الفترة الممتدة من 22 إلى 26 مايو/أيار الجاري.

ومن المقرر، وفق بيان صادر عن الديوان الأميري، أن تتضمن الجولة الأوروبية لأمير قطر، نقاشات ومباحثات لتعزيز العلاقات الثنائية وأوجه التعاون بين قطر والدول الأوروبية ونقاشات حول المستجدات الإقليمية والدولية.

ملف الغاز

يمكن القول، إن أمير قطر يحمل في جعبته الكثير، لتسييل لعاب الأوروبيين، نحو شراكات اقتصادية واعدة، واتفاقات مهمة مع الدوحة، التي باتت لاعبا رئيسيا في سوق الغاز العالمية.

وتعد قطر أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم، وهي تنتج الغاز المسال بأقل تكلفة وبفارق كبير عن منافسيها عالميا.

وبلغت صادرات قطر من الغاز المسال إلى جميع أنحاء العالم، يناير/كانون الثاني الماضي، نحو 7.2 مليون طن، بحصة إجمالية تبلغ 21% من تجارة السوق العالمية للغاز.

وتنفذ الحكومة القطرية خطط توسعات سترفع إنتاجيتها من طاقة الغاز المسال بحلول 2027 إلى 126 مليون طن سنويا.

ووفق مصادر حكومية إسبانية، فإن مدريد تبحث من خلال زيارة أمير قطر، عن تأمين وتنويع مصادر التزود بالغاز، للحد من التبعية إلى روسيا، وهو ما سيترجم إلى اتفاقات تتعلق بالطاقة.

كذلك يعود حرص إسبانيا على تنويع مصادرها من الغاز، إلى توتر علاقاتها مع الجزائر، بعد إعلان مدريد تغيير موقفها من قضية الصحراء المغربية، ودعمها مقترح الحكم الذاتي الذي تطالب به المغرب، وهو ما ردت عليه الجزائر بالتهديد بفسخ عقود إمداد البلد الأوروبي بالغاز.

وتعد قطر خامس مزود لإسبانيا بالغاز الطبيعي، بعد الولايات المتحدة والجزائر ونيجيريا ومصر، ويمثل الغاز المتأتي منها 4.4% من مجموع واردات إسبانيا خلال شهر أبريل/نيسان الماضي بحسب إدارة شبكة الغاز الإسبانية.

وفي رسالة طمأنة للأسبان، قال سفير قطر لدى مدريد "عبدالله الحمر"، إن بلاده تعمل بشكل موسع مع نظيراتها من الدول الأوروبية كي تزودها بالغاز الطبيعي المسال على مدى طويل، بحسب ما نقلته صحيفة "20مينوتس" الإسبانية.

لاعب مؤثر

على نفس المسار الإسباني، تسير أيضا سلوفينيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا بحثا عن استيراد الغاز الطبيعي المسال من قطر؛ لخفض اعتمادها على الغاز الطبيعي الروسي.

وتراهن فرنسا، والتي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حاليا، على الغاز القطري؛ للتخلص من التبعية للغاز الروسي بشكل كامل ونهائي بحلول العام 2030، بحسب صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية.

وتواجه دول الاتحاد الأوروبي أزمة في مجال الطاقة، بالنظر إلى اعتمادها بشكل كبير على الغاز الروسي بنسبة 40%، في الوقت الذي تفرض فيه عقوبات قاسية على موسكو بعد غزوها أوكرانيا.

ويعزز قدرة قطر كلاعب مؤثر على الساحة الأوروبية، تأكيد هيمنتها كأكبر مورد للغاز المسال في العالم، بحسب "تشونج جي شين" المدير لدى شركة الأبحاث "آي إتش إس ماركت".

ويقول المدير في مركز تأثير الطاقة التابع لمجموعة بوسطن الاستشارية "أليكس ديوار" لـ"الجزيرة"، إن سعر التعادل لشحنة متجهة من قطر إلى شمال شرقي آسيا، أكبر الأسواق، يقدر بنحو 4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية، مقارنة مع ما بين 5 و8 دولارات للمليون وحدة حرارية من روسيا والولايات المتحدة.

ويؤكد مورد منافس في حديثه لـ"رويترز"، إنه من الصعب منافسة القطريين بهذه الأسعار، لذا فإن ما قد يتمكن البائعون الآخرون من المنافسة عليه، هو توفير مزيد من المرونة.

ومن المتوقع أيضا أن تزيد كميات الغاز القطري المتجهة إلى شمال غربي أوروبا، بعد أن اتفقت قطر في 2020 على حجز سعة تخزينية في مرفأين للغاز في "آيل أوف جرين" ببريطانيا و"مونتوار" في فرنسا.

وسيط إقليمي

إلى جانب ورقة الغاز، تطرح الدوحة نفسها كوسيط إقليمي فاعل؛ لحلحلة الخلاف بين إيران وأوروبا والولايات المتحدة، بشأن البرنامج النووي الإيراني، والتعثر القائم في مفاوضات فيينا منذ شهور.

وتأتي زيارة "تميم" لعدد من عواصم اوروبا بعد أيام من زيارة مماثلة قام بها لطهران بالتزامن مع وجود المنسق الأوروبي في العاصمة الإيرانية لدفع مفاوضات فيينا التي توقفت في مارس/آذار الماضي.

وتحاول الدوحة تقريب وجهات النظر بين أطراف الاتفاق النووي الإيراني بعدما وصلت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران لإحياء الاتفاق إلى طريق مسدود.

وتتبنى الدوحة مقترحا جديدا يقضي بتوقيع اتفاقية أمنية بين مختلف الأطراف، لاستعادة الاستقرار في المنطقة والخليج بشكل خاص، لاسيما أن للدوحة سوابق في تهدئة التوترات في عدة مناطق بالعالم.

كذلك تحاول قطر، انتزاع ضمانات بألا تقوم أي إدارة أمريكية في المستقبل بالتخلي بشكل أحادي الجانب عن الاتفاق، مثلما فعل الرئيس الأمريكي السابق، "دونالد ترامب"، في العام 2018، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز".

ووفق مصدر مطلع، سيكون التركيز الرئيسي للمحادثات التي سيجريها "آل ثاني" خلال جولته الأوروبية، عن كيفية رأب الصدع في المحادثات النووية الإيرانية، ودفع الأطراف في الاتفاق النووي الإيراني إلى أرضية مشتركة جديدة، بحسب "رويترز".

وخلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الإيراني، "إبراهيم رئيسي"، قال أمير قطر، الخميس الماضي: "في ما يتعلق بالمفاوضات التي تحدث في فيينا، قطر دائما تنظر لها بإيجابية لأن الحل الوحيد لأي خلاف نراه هو بالطرق السلمية وبالحوار"، مضيفا: "نحن ندفع إن شاء الله للأمام جميع الأطراف بهدف التوصل الى تفاهم يكون عادلا للجميع".

ويعزز موقف الوسيط القطري، تمتعه بثقة الأطراف المعنية، وتميز علاقاته مع طهران وواشنطن، والدول الخمس الأخرى المعنية بالملف وهي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين.

إلى جانب نفوذ الغاز، ودبلوماسية الوساطة، يقف وراء تمدد النفوذ القطري أوروبيا، خطط جهاز قطر للاستثمار (صندوق الثروة السيادي القطري) الذي تبلغ أصوله 300 مليار دولار للاستثمار في مشروعات تمولها صناديق الاتحاد الأوروبي، ورغبة عواصم أوروبا في نيل حصة من كعكة الاستثمارات القطرية.

وسيضخ صندوق الثروة السيادي القطري، وفق المعلن، 5 مليارات دولار كاستثمارات في مشروعات إسبانية تتركز على مشروعات الاستدامة والتحول إلى التكنولوجيا الرقمية، من المقرر أن تنفذ خلال عامين أو 3 أعوام.

ومن المتوقع إبرام اتفاقات استثمار وتعاون اقتصادي وطاقي مع الدول الخمس التي تشملها الجولة الأوروبية، ما يرجح عودة أمير قطر بجملة من المكاسب السياسية والاقتصادية التي ستعزز بالتأكيد نفوذ الدوحة إقليميا ودوليا.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,105,883

عدد الزوار: 6,753,021

المتواجدون الآن: 100