شهادة من داخل أماكن الاحتجاز في مصر حول تعامل السلطات مع كورونا....

تاريخ الإضافة السبت 21 آذار 2020 - 6:46 ص    عدد الزيارات 1941    التعليقات 0

        

شهادة من داخل أماكن الاحتجاز في مصر حول تعامل السلطات مع كورونا....

الحرة....مع تزايد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا المستجد في مصر، أطلق الآلاف حملة في مصر تطالب بالإفراج عن المعتقلين الذين تكتظ بهم السجون الرديئة وغير النظيفة، وعلى غرار ما حدث في بعض البلدان. وسجلت مصر حتى الآن سبع وفيات بفيروس كورونا المستجد، بينهم سائح ألماني في الأقصر، المحافظة التي شهدت حالات إصابة عديدة بعدما اكتشفت بؤرة في المنطقة على متن باخرة سياحية في النيل. وتوجد في مصر 256 حالة مؤكدة بالوباء. لكن تقارير ودراسات شككت في التقارير الرسمية ورجحت أن يكون عدد الإصابات بالآلاف وأن عدد المتوفين بالفيروس أكثر من الأرقام المعلنة خاصة وأن الاختبار لا يتواجد إلا في المعامل الحكومية وبشكل نادر. واعتقلت الشرطة المصرية بعض المواطنين الذين شككوا على مواقع التواصل الاجتماعي في تقارير الحكومة بشأن أعداد المصابين بالفيروس، واتهمتهم بنشر أخبار كاذبة، فيما سحبت الترخيص الصحفي من مراسلة صحيفة "الغارديان البريطانية" التي نشرت دراسة كندية قالت إن عدد المصابين في مصر ربما هو أكثر من 19 ألف حالة، في وقت كان العدد الذي تعلنه وزارة الصحة أقل من مئة. وأوقفت مصر الزيارات العائلية للسجناء على الأقل حتى نهاية الشهر الجاري، مستندة في قرارها الى الحفاظ على "الصحة العامة وسلامة النزلاء". وهذا يعني أن الأقارب لا يمكنهم إحضار الأدوية والملابس النظيفة والطعام الطازج بأنفسهم إلى السجناء. ويبلغ إجمالي عدد السجناء في مصر حوالي 106 آلاف، بما في ذلك ستون ألف سجين سياسي، وفقًا للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بدأ المصريون حملات باستخدام هاشتاغ ​LetthePrisonersOut#​ (أطلقوا سراح السجناء) وعرائض تجمع آلاف التوقيعات. لكن الشرطة المصرية اعتقلت الأربعاء أربع معارضات بارزات أثناء وقوفهنّ أمام مقرّ مجلس الوزراء في وسط القاهرة للمطالبة بإجراءات لحماية السجناء من فيروس كورونا المستجد. والموقوفات الأربع هنّ: والدة الناشط السياسي البارز علاء عبد الفتاح، الأستاذة في جامعة القاهرة ليلى سويف، وشقيقته الباحثة منى سيف، وخالته الأديبة المصرية-البريطانية أهداف سويف، والأستاذة في الجامعة الأميركية رباب المهدي. وأحيلت الناشطات إلى نيابة أمن الدولة العليا ثم تم إخلاء سبيلهم على ذمة قضية الجمعة.

شهادة من داخل الحجز

وكتبت والدته ليلى سويف الأستاذة بجامعة القاهرة شهادتها عما رأته من استهتار بمكافحة الفيروس داخل أماكن الاحتجاز وعربات الترحيلات. وقالت سويف في منشور على صفحتها إن "انتقالنا من قسم قصر النيل إلى محكمة عابدين والعودة إلى القسم كانوا في عربية ترحيلات في منتهى القذارة، وكذلك العربية التي انتقلنا فيها إلى نيابة أمن الدولة كانت قذرة وإن كانت أقل قذارة من التي قبلها"، معتبر أن هذا دليل على عدم وجود عمليات تطهير تتم في عربيات الترحيلات. وأضافت "عندما عدنا من محكمة عابدين ليل الأربعاء، نزلونا الحجز نبات فيه، لم يكن هناك أي إجراء من أي نوع تم عمله لنا للتأكد من خلونا نحن الأربعة من الفيروس، ثم وضعونا في غرفة مساحتها 2 متر في 4 متر بكامل متعلقاتنا إلى جانب ستة سيدات كانت متواجدة في هذه الغرفة"، مشيرة إلى أن ذلك يعني إن كان أحد منهن حاملة للمرض فإنها ستقوم بنشر العدوى إلى المحتجزات الأخريات في الغرفة. وتابعت أن كل عمليات التطهير والتنظيف التي رأتها في الحجز ده كان يتم بالجهد الذاتي للسيدات المحتجزات، "هم اللي بيبعتوا يشتروا المطهرات على حسابهم، وهم اللي بينضفوا بمجهودهم". وأشارت إلى وجود شاب كان مريضا في غرفة مجاورة وكانوا يسمعون صوت سعاله "التعامل مع حالته كان مثالا للعشوائية". وتوضح "بدأ الأمر بالاستهتار، ثم انقلب بعد فترة إلى ذعر مع تواصل سعال الشاب، ثم بعد فحص حالته والتأكد أنه الحمد لله عنده برد مش كورونا رجع الاستهتار مرة أخرى". وأضافت أن "سوء الاستجابة لم يكن مقصورا على قسم الشرطة، لإن القسم طلب له بالفعل إسعاف لكنه لم يأت أحد، ثم طلب شئ اسمه الطب الوقائي ولمدة ٣ ساعات لم يأتوا أيضا "ولا أعرف إن كانوا في النهاية جاءوا أم أن القسم ذهب به إليهم أن مسرح الأحداث بعد ثلاث ساعات كان قد انتقل بعيدا عن غرف الحجز". كانت نجلة ليلى سويف وشقيقة الناشط علاء عبد الفتاح منى سيف قد كتبت قبل اعتقالها بيوم إن "الوسيلة الوحيدة لتجنّب تحوّل السجون إلى بؤر لنشر الفيروس ومن أن تشكل خطرا على كل الناس هو الإفراج عن أكبر قدر ممكن من السجناء". وبعد أن تم إخلاء سبيلها كتبت الجمعة "أنا أخشى على علاء أخويا حبيبي، ومن حق كل شخص أن يتوفر له أفضل ظروف ممكنة للوقاية من المرض، او مقاومته في حال أصيبوا به". وأضافت "مقتنعة بما حاولت أن أقوله للضابط أمس: اللحظة دي مش فارق فيها رأي كل واحد فينا في التاني، ولا موقعه فين من السلطة، وباء الكورونا يا هننجو كلنا منه مع بعض يا هتطربق على نافوخنا كلنا. نبذل كل جهدنا للخروج من الكارثة دي بأقل خسائر- بشرية بالأساس - ممكنة، وبعدين كل واحد يرجع يشوف رأيه ايه في التاني".

مطالبات بإفراج مشروط

وتقول الكاتبة المصرية البارزة إكرام يوسف، والدة عضو مجلس النواب السابق زياد العليمي الموجو في السجن، والذي تتدهور صحته ببطء، لوكالة فرانس برس "ابني مصاب بالسكري وارتفاع ضغط الدم والقرحة، كما يعاني من مرض تنفسي"، مشيرة الى أنها قلقة من احتمال تعرضه لخطر الإصابة بمرض كوفيد-19. وتضيف "لا توجد مكالمات هاتفية، لذا يجب أن أخمن الأدوية التي تنفذ منه". وكان للمحامي العليمي (40 عاما) دورا رئيسيا في المشاركة في ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق الراحل حسني مبارك. بعد الثورة، نجح العليمي في انتخابات البرلمان وأصبح نائبا لمدة عام. في يونيو 2019، تم توقيفه بتهمة "التخطيط لإسقاط الدولة" مع ثماني شخصيات عامة أخرى. ولا يزال رهن الحبس الاحتياطي المؤقت الذي قد يستمر لمدة عامين دون توجيه اتهامات رسمية إليه. وصدر بحقه الأسبوع الماضي حكم بالسجن لمدة عام في قضية أخرى بتهمة "نشر أخبار كاذبة" بسبب تصريحات أدلى بها في تلك الحقبة في مقابلة مع "بي بي سي". وتتساءل يوسف "ما هي أولوياتنا؟ هل يجب أن ننتقم من الناس أم نحافظ على سلامتهم؟". واقترحت يوسف إفراجا مشروطا عن سجناء الرأي وأولئك الذين لا يشكلون تهديدًا للمجتمع، وهو الاقتراح نفسه الذي تقدمت به منظمات حقوقية مثل "هيومن رايتس ووتش".

"بؤر لنشر الفيروس"

ويصف السجناء ظروفا مروعة خلف القضبان، من نقص البطانيات في ظل برد قارس في الشتاء، والنوم على الأرض، إلى مراحيض قذرة وكميات محدودة من الدواء. في يونيو الماضي، توفي الرئيس السابق محمد مرسي الذي أطاح به الجيش عام 2013 عقب احتجاجات شعبية ضده. وقد سقط أثناء مثوله أمام محكمة في مجمع سجون طرة جنوب القاهرة. وطرحت منظمات دولية عدة بعد موته تساؤلات بشأن الإهمال الطبي في السجون المصرية. ووصفت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالإعدامات العشوائية والقتل خارج نطاق القانون أنييس كالامارد وفاته بأنها "قتل تعسفي مدعوم من الدولة".

"اليأس والعجز"

وتروي المصرية جهاد خالد المقيمة في بروكسل أن والدتها المحامية المعروفة هدى عبد المنعم (61 عاما)، موجودة في الحبس الانفرادي منذ نوفمبر، وتعاني من ارتفاع ضغط الدم ومن جلطة في ساقها اليسرى. وتقول إن والدتها حرمت سابقا من العلاج لأكثر من ثلاثة أشهر، مضيفة "لا يوجد أطباء متخصصون يمكنهم تلبية احتياجاتها الطبية في مستشفى السجن البدائي" في سجن القناطر للنساء شمال القاهرة. وتتابع خالد أن "السجن بأكمله قد يصاب بالعدوى حتى لو كانت هناك حالة واحدة قادمة من الخارج.. ويمكن أن يكون أي شخص يعمل في السجن". ومع وقف السلطات لجلسات التقاضي كجزء من الإجراءات الوقائية على المستوى المحلي لوقف انتشار الفيروس في مصر، تم تمديد فترة بقاء عبد المنعم في السجن. وتعلّق خالد بالقول "مع فرض الحجر الصحي، لا توجد وسيلة لها (والدتها) للخروج من زنزانتها من أجل بعض الشمس والهواء". وتعبر الفرنسية سيلين ليبرون عن الألم نفسه. إذ إن زوجها الناشط السياسي رامي شعث موقوف على الرغم من أنه يعاني أمراضا مختلفة مثل قرحة المعدة وارتفاع الكولسترول. وقد تم ترحيل ليبرون إلى فرنسا ليلة اعتقال زوجها في تموز/يوليو. وشعث (48 عاما) هو نجل رئيس الوزراء الفلسطيني السابق والمفاوض من اجل السلام في أوسلو نبيل شعث. وتقول ليبرون إن زوجها يمكث في زنزانة مساحتها 25 مترا مربعا (270 قدما مربعا) مع 18 رجلا آخرين، و"الظروف الصحية بائسة حتى باعتراف الحكومة". وتضيف من باريس "أشعر باليأس والعجز لأن صحة زوجي في أيدي سجّانيه".

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,054,499

عدد الزوار: 6,750,239

المتواجدون الآن: 111