الحوار والمصالحة هما الخيار ... إلا إذا ..؟؟؟

تاريخ الإضافة الخميس 9 تشرين الأول 2008 - 11:23 ص    عدد الزيارات 1524    التعليقات 0

        

مدير المركز - حسان القطب

عقب الأحداث المؤلمة التي وقعت في السابع من آيار والتي أدت الى ازدياد وتفاقم الاصطفاف المذهبي والطائفي بين ابناء الوطن الواحد والدين الواحد...أدرك المتورطون والمرتكبون والمتشجنون والمختلفون جميعاً أن ما آلت اليه الأمور قد اصبح خطيراً ويتجاوز قدرة الجميع دون استثناء على ضبط الأمور ووقف الاصطفاف ومنع الفلتان، ومن ثم الانجراف نحو صراع لا تضبطه قواعد... ولا يؤدي الا الى إراقة دماء الابرياء بهدف تحقيق أهداف سياسية أو تحسين شروط تفاوضية، ومواقع معينة لن تلبث أن تسقط أو تتهاوى عند أول تغيير في ميزان القوى يصيب المنطقة ويضعف قوىً معينة إقليمية أو دولية...
كما أدرك البعض ولو متأخراً أن الرهان على عواصم ممانعة أو مقاومة ما هو الا سراب سقط في امتحان المفاوضات غير المباشرة وفي الاستقبالات الحارة والحالمة لكل الوفود القادمة من دول طالما كانت أو وصفت بأنها معادية وعدوة...
كما ادرك البعض من القوى السياسية ان سياسية تفتيت وتشتيت وإضعاف المحاور الأخرى والطوائف الشريكة في الوطن والمواطنية، واستمرار استعمال لغة التخوين والاتهام والتشكيك لم ولن تؤدي الا الى تعزيز روح الانقسام وشحن النفوس بكل ما من شأنه زيادة الانقسام والفرقة..
من هنا رأينا تلك الاندفاعة المفاجئة من كافة القوى دون استثناء تسعى حثيثاً وبشكل دؤوب ومتسارع لتحقيق المصالحات وعلى كافة المستويات وبسرعة قياسية وكأنها تسابق حدثاً معيناً متوقعاً... أو أنها تؤدي واجباً طلب اليها تنفيذه بإلحاح وبأسرع وقت من مرجعياتها التي هدأت واستكانت فجأة ....في انتظار حدثاً ما...
كما أدرك الجميع ان نهاية هذا الأمر ستكون على طاولة حوار تجمع كافة الاطراف دون استثناء للتوصل الى حل يقود البلد الى شاطئ الأمان والاستقرار ...فلما يكون جميعهم سباقا الى سلوك طريق التهدئة والتفاهم...
وقد لمس الجميع في لبنان من أحزاب وطوائف وسياسيين ومواطنين ان مجرد اللقاء بين هذه القوى قد أثمر ايجابا وانعكس خيراً على واقع اللبنانيين في حياتهم اليومية والإجتماعية والسياسية والاقتصادية... خاصة خلال الصيف المنصرم وخلال شهر رمضان المبارك وفترة الاعياد التي عاشها اللبنانيون والضيوف العرب في هدوء واستقرار لولا الحادثة الاليمة التي اصابت عاصمة الشمال قبل يوم واحد من عيد الفطر...
ولكن يبدو ان البعض لم يرتح لهذه الاجواء لأسباب قد تكون مجهولة من قبلنا لكنها ولا شك معروفة من قبل من يمارسها فأندفع البعض كالسيد نبيه بري وتبعه بعد ذلك السيد ميشال عون بإطلاق جملة اتهامات وافتراءات استهدفت موقع رئاسة الوزراء وشخص رئيس الوزراء دولة الرئيس السنيورة بالاتهام بعبارات لا تليق بمن يطلقها فكيف بمن استهدفته...واستكملت الحملة باستهداف كافة المؤسسات التابعة لرئاسة الوزراء وكأن المطلوب العودة بالوطن الى اجواء الصراع والتشرذم وإرهاب فريق معين وطائفة معينة  لتحقيق اهداف سياسية عجز السلاح والمسلحون عن تحقيقها في غزوة ايار المشؤومة.....
كما طالعتنا بعض الوسائل الاعلامية بحملة على الشمال وأهل الشمال واحزاب الشمال بالاتهام بالتسيلح والتدريب وبايواء مجموعات تكفيرية وارهابية...رغم ان الشمال كان السباق الى نبذ العنف حين اعلن رفضه لكل ما جرى في بيروت في السابع من ايار كما واعلنت حينها كافة قيادات الشمال من علمانية ودينية وسلفية وسياسية وروحية التزامها بتحقيق مشروع الدولة على كافة ارجاء الوطن وبتمسكها بالقوى الشرعية راعياً وضامناً للسلم الاهلي والعيش المشترك رغم ما شاهده اللبنانييون والعالم على شااشات التلفزة من تجاوز المسلحين المدججين بكافة مقومات الظلم والقهر لقوى الامن من جيش وامن داخلي في شوارع بيروت وسائر المناطق الاخرى التي قدر لهم التحرك فيها بحرية ودون مراجعة من قيادي أمني او سياسي... ورغم هذا الجرح العميق والاليم الذي أصابنا حينها لم نطلق على هذه المجموعات القاب ارهابية واجرامية بل عضضنا على الجرح واعتبرنا ان ما جرى هو تجاوز لمنطق الاخوة والروح الوطنية الجامعة وانطلقنا لنواسى الجرحى واهالي الشهداء من ضحايا الفوضى المسلحة ....
والبعض الاخر من المشككين يحلو له الانتقال من ملف الشمال الى ملف المخيمات الفلسطينية وكأنه لا يكفي الاخوة الفلسطينييون ما يعانوه من قهر وتهجير وظلم وحرمان فيسعى البعض لاستعمال الورقة الفلسطينية لتبرير احتفاظه بالسلاح... والبعض الاخر لارهاب جمهوره من الحضور الفلسطيني طمعا في الاحتفاظ بمكانته المهتزة على الساحة السياسية...
من هنا نرى ان على الجميع ان يعيد النظر في سياساته المعلنة وغير المعلنة وفي تهدأة إعلامه المتفلت من كل ضوابط ومتعمداً  الاستمرار في الشحن والتحريض والدس والافتراء... وإلا فأننا سنشهد واقعا متردياً لا ينفع معها حينئذ زيارات التهدئة والاعتذارات غير المعلنة...!!!!!! 
 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,157,029

عدد الزوار: 6,757,766

المتواجدون الآن: 114