تحذيرات بومبيو عام 2019، تذكرنا بما قاله مورفي عام 1988..

تاريخ الإضافة الجمعة 3 أيار 2019 - 8:32 ص    عدد الزيارات 1294    التعليقات 0

        

تحذيرات بومبيو عام 2019، تذكرنا بما قاله مورفي عام 1988..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث واستشارات...حسان القطب...

المفارقة اليوم ان بعض القيادات السياسية التي تحملت مسؤولية ما جرى عام 1988، لا زالت في السلطة بل اصبحت تملك القرار السياسي والامني وتحدد السياسة الخارجية وترسم تحالفات لبنان.. عام 1988، وضعت الحكومة العسكرية برئاسة الجنرال ميشال عون لبنان في تحالف صدام حسين الذي كان يواجه التحالف الدولي الذي تشكل لاخراج العراق من دولة الكويت عقب احتلالها ...

واليوم الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية وصهره جبران باسيل وزيراً للخارجية ووزير الدفاع احد اهم قيادات التيار الوطني الحر، ...مع غياب دور رئاسة الوزراء فإن هذا الفريق يرسم سياسة لبنان الخارجية والدفاعية ويحدد من هم حلفاء لبنان ومن هم خصومه او من هم الاقل تحالفاُ معهم...ومن الواضح من تصريحات وزير الخارجية جبران باسيل ووزير الدفاع الياس بو صعب.. ان هذا الفريق قد حسم امره وحدد خياراته وبالتالي رسم مستقبل لبنان الذي عليه ان يواجه عقوبات دولية او على الاقل حجب ومنع المساعدات عنه...وتركه يتخبط في ازماته التي تتفاقم..؟؟

فما الذي ينتظر لبنان.... للتذكير والمقاربة والمقارنة فقط ....نسرد ما جرى سابقاً ... وباختصار .. إذ في عام 1988، خرج الرئيس الاسبق امين الجميل من قصر بعبدا تاركاً لبنان دون رئيس جمهورية منتخب، والوطن منقسم بين حكومتين متنازعتين... الاولى مدنية خاضعة للتوجهات السورية بالكامل ..برئاسة الرئيس سليم الحص، والاخرى عسكرية برئاسة قائد الجيش اللبناني آنذاك الجنرال ميشال عون...ولكن قبل خروج الرئيس من قصر بعبدا حينذاك.. وفي "يوم 18 أيلول/سبتمبر عام 1988 وصل ريتشارد مورفي إلى بيروت قادماً من دمشق، فاجتمع بالرئيس الجميل وابلغه الاتفاق مع دمشق على ان يكون النائب مخايل الضاهر مرشح لرئاسة الجمهورية، وكان ديفيد نيوتن مساعد مورفي، مجتمعاً في الوقت نفسه مع العماد عون الذي رفض ما اسماه بـ«التعيين»، ثم اجتمع نيوتن مع جعجع وبقرادوني في منزل القائم بالأعمال الأميركي دانيال سمسون، فأبلغاه رفضهما للضاهر على أساس انه مخالف للمبادرة الأميركية."... "كذلك عقد اجتماع موسع في منزل الرئيس الجميل في بكفيا حضره فريق عمله المؤلف من جوزيف الهاشم وايلي سالم وغسان تويني وسيمون قسيس وجميل نعمة، ورفيق شلالا وجوزيف أبو خليل وسمير جعجع وكريم بقرادوني وداني شمعون ونبيل كرم، ومارون حلو. وتحدث الجميع فرفضوا نتائج محادثات مورفي في دمشق كما يُؤكّد كريم بقرادوني ما عدا جوزيف أبو خليل، الذي اقترح على الحضور التريث في الرفض وان يدرسوا إمكانية القبول بالضاهر.."

بعد هذا الرفض المسيحي لانتخاب مخايل الضاهر رئيساً..أطلق الموفد الأميركي الى لبنان ريتشارد مورفي شعاراً شهيراً هو “مخايل الضاهر أو الفوضى”، وذلك بعد جولات مكوكية بين بيروت ودمشق للبحث في الاستحقاق الرئاسي.

رفض المبادرة الاميركية... ادخل لبنان في حرب التحرير، عام 1989، التي ادت الى سقوط آلاف القتلى والجرحى ومئات ملايين الدولارات من الخسائر، وانتهت حرب التحرير، لتنطلق من بعدها حرب الالغاء التي قادها رئيس الحكومة العسكرية آنذاك الجنرال ميشال عون ضد ميليشيا القوات اللبنانية وادت بل فاقمت من الخسائر البشرية والمادية.. وتعميق الانقسام بين اللبنانيين، وانتهت هذه الحروب العبثية.. باحتلال لبنان من قبل نظام الاسد الذي امعن تخريباً واعتقالاً وتدميراً بالكيان اللبناني... وتهجيراً ونفياً لقيادات لا يرغب بوجودها في لبنان، واعطي للاسد حرية التصرف على الساحة اللبنانية تكريماً له على مشاركته في الحرب الدولية ضد العراق لاخراج الجيش العراقي من الكويت..كما تم السماح للاسد بتطبيق اتفاق الطائف استنسابياً وكما يشاء، في محاولة لتعطيله.. وافشاله...

لبنان اليوم يعيش ازمة وجودية متمثلة في ازمته الاقتصادية والمالية التي تهدد استقراره ونموه وتطوره، كما يواجه ازمة سياسية وامنية وتهديدات متلاحقة بالحرب من قبل الكيان الصهيوني، نتيجة سياسات حزب الله المرتبطة بايران ومحورها ودورها في المنطقة كما في سياساتها العدوانية ضد الامة العربية والاسلامية.. ولكن القيادة اللبنانية الحالية لم تتعلم من اخطاء القيادة التي سبق ان وقفت الى جانب صدام حسين عام 1989، في مواجهة المجتمع الدولي فكان ان خسرت رهانها وخسر لبنان استقراره ودخل في الفوضى كما تم ابلغنا الموفد الاميركي ريتشارد مورفي آنذاك...

... والان يبدو ان هذه القيادة تكرر اخطاء المرحلة الماضية فهي اختارت عام 2019، ان تقف الى جانب محور الاحتلال والارهاب الايراني.. في مواجهة المجتمع العربي والدولي...حتى ان روسيا التي زارها رئيس الجمهورية ووزير خارجيته جبران باسيل تتجاهل الغارات الاسرائيلية على دمشق وحلب وسائر انحار سوريا وتعلن للملآ ان امن اسرائيل اولوية لدى القيادة الروسية . حتى ان روسيا تناست وغفرت لاسرائيل التسبب باسقاط طائرة عسكرية روسية فوق البحر المتوسط خلال غارة على سوريا ومقتل حينها 15 خبيراً روسياً كانوا على متنها...

..وهنا ايضا نتوقف باختصار عند زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة الى لبنان والتصريحات التي صدرت خاصةً تصريح وزيرخارجية لبنان والعهد جبران باسيل... الذي شدد وامام وزير خارجية الولايات المتحدة ....."على أن حزب الله "حزب لبناني غير إرهابي"، مؤكّدا أن تصنيفه في القوائم الأميركية إرهابياً "لا يعنينا"...

بعد ثلاثة عقود وفي 22 آذار /مارس عام 2019، وصل مايك بومبيو، وزير خارجية الولايات المتحدة الى لبنان ... بومبيو قال أنه "خلال زيارتي الأخيرة لبيروت أوضحت للمسؤولين في بيروت ومن بينهم رئيس مجلس النواب نبيه بري أننا لن نتحمل استمرار صعود "حزب الله" في لبنان وعليهم أن يواجهوا هذا الحزب الذي يعمل مع إيران وهو ليس حركة سياسية بل جماعة مسلحة". وردا على سؤال حول فرض عقوبات على بري، لفت إلى "أننا أوضحنا أننا سنقيّم العقوبات على كل أولئك المرتبطين بحزب الله". ولفت بومبيو إلى "أننا سنعامل الحرس الثوري الإيراني مثل ميليشيات حماس وحزب الله وحركة الجهاد"، مؤكداً أن "الحرس الثوري الإيراني مسؤول عن عمليات اغتيال وقتل في العالم"، مشيراً إلى أن "الحرس الثوري يدعم الإرهاب في العراق ولبنان ويدعم النظام في سوريا". وخيّر بومبيو شعب لبنان بين "المضي قدماً أو أن يسمحوا لطموحات إيران وحزب الله بأن تهيمن"، مشيراً إلى أن "الضغط الذي نمارسه يهدف لقطع التمويل عن إيران". لكن باسيل استبق تصريحات بومبيو بالقول إن حزب الله "حزب لبناني منتخب وليس إرهابياً"، مشدداً على مسمع ضيفه أن مقاومة الاحتلال حق مشروع. في المقابل، وشدد باسيل على أن حزب الله "حزب لبناني غير إرهابي"، مؤكّدا أن تصنيفه في القوائم الأميركية إرهابياً "لا يعنينا"...

لبنان لا يتحمل اية عقوبات اقتصادية وهو الذي يعاني من ازمة مالية خانقة.. كما ان نظام الحكم برمته والقيادة السياسية بكافة تشكيلاتها متهمة بالفساد وسوء الادارة.. والمجتمع الدولي والدول المانحة والراعية لاستقرار ودعم لبنان تتردد في دعم الاقتصاد اللبناني ومساعدة لبنان قبل اجراءاية اصلاحات اقتصادية وسياسة وادارية حقيقية.. وقبل كل هذا لا بد من حسم موضوع الامن والاستقرار الامني في ان يكون في يد سلطة شرعية متمثلة في الجيش اللبناني والقوى الامنية بكافة مسمياتها ...

كلام بومبيو واضح... ويجب ان ندرك ان التردد في اجراء الاصلاحات اللازمة والالتزام بالمعاهدات الدولية والاتفاقات المالية والامنية امر لا يمكن تجاهله بعد اليوم .. واذا استمر اصحاب القرار السياسي والامني في ممارسة سياسة غوغائية لا منهجية .. ومناهضة ومناقضة لتوجهات المجتمع الدولي فإن لبنان سوف يعاني كثيراً وكان الله في عون الشعب اللبناني ..

 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,167,381

عدد الزوار: 6,758,487

المتواجدون الآن: 120