في حال تشكيل الحكومة ... هل سيتضمن البيان الوزاري المرتقب التأكيد على  تسليم سليم عياش للعدالة الدولية....؟؟؟

في حال تشكيل الحكومة ... هل سيتضمن البيان الوزاري المرتقب التأكيد على  تسليم سليم عياش للعدالة الدولية....؟؟؟

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.... حسان القطب...

خطابين ولغتين ومنهجين ومنطقين ونهجين متناقضين... هذا هو النهج المزدوج الذي يقوده الثنائي الحاكم بقوة سلاح الميليشيا والصواريخ الدقيقة والبيئة الحاضنة المستنفرة باستمرار.. ونماذج متعددة عن هذا المنطق نقدمها للقاريء:

خلال شهر آب/ اغسطس....لفت عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله في رسالة إلى اللبنانيين، عبر قناة «الميادين»، إلى أن «لا خيار أمامنا إلا التعاون والتحاور والتلاقي، فاللبنانيّون محكومون بالتعاون والشراكة، ونحن في حزب الله نمد يدنا إلى كل من يمد يده للتلاقي»....

نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب....أكد، أن “اللبنانيين محكومون بالتوافق والحوار والتلاقي والتعاطي بروح المسؤولية الوطنية في حل الأزمات ومعالجة التدهور الإقتصادي والمعيشي”، منوها “بدور الرئيس بري الوطني في الجمع بين اللبنانيين على مختلف الجهات”، داعيا “السياسيين الى أن يلبوا دعوة الرئيس نبيه بري الى طاولة الحوار من منطلق أن الأزمات الداخلية لا تحل إلا بتشاور اللبنانيين وحوارهم، ليكون الحل مصنوعا في لبنان”.

بحسب جريدة "الأخبار" فقد عرض عون أن تكون وزارة المالية من حصّة الرئيس، بينما جدّد رعد موقف الحزب ‏‏"بأن التمسك بوزارة المالية قرار لا عودة عنه ولا داعي لأن يراجعنا أحد‎".....

‏في ردٍ على البطريرك الراعي ....المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان أكد أن "الحكومة ليست ملكاً لشخص والبلد ليس حكراً على أحد، والنظام ‏السياسي حتماً فاشل، والتطوير حتماً ضروري، وزمن العشرين انتهى، وما نطالب به سببه صيغتكم الطائفية التي ‏أسس لها من مضى بصيغته الطائفية، والتي ما زلتم مصرين عليها‎".

الدعوة للحوار تكون بين فريقين مؤمنين بالوطن والكيان والدستور وسيادة القانون... والعيش المشترك والنهج الوطني الواحد... فكيف يعتبر نائب رئيس المجلس الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب ان اللبنانيين محكومون بالتوافق والتلاقي..الخ... في حين ان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، يعتبر ان النظام السياسي فاشل، وزمن العشرين اي الاسس التي قام عليها الكيان اللبناني قد انتهت...؟؟ ومنطق الشيخ قبلان يتطابق مع مضمون خطاب جبران باسيل عن الدستور النتن والعفن..؟؟؟؟

فكيف يكون التحاور ممكناً بين قوى متناقضة في فهمها للوطن والكيان ولنظام الحكم فيه..؟؟؟ او بالاحرى بين فريق سياسي مؤمن بالوطن والكيان وفريق يرى ان سلاحه قد انهى معادلة سيادة الدولة ومنطق القانون وقوة الدستور في تنظيم الحياة السياسية والوطنية..؟؟؟

وكيف يعلن نائب حزب الله محمد رعد ان قرار حزب الله بالتمسك بوزارة المالية لا رجعة عنه رغم فشل من تم تسميتهم وزراء للمالية من قبل الثنائي الحاكم على مدى سنوات في ادارة المال العام، كما رغم معرفة الثنائي الحاكم ان المجتمع الدولي والعربي لن يدعم لبنان مالياً اذا ما كانت وزارة المالية ووزارات اخرى بيد منظومة قادة سلاح الميليشيات...؟؟ وفي نفس الوقت يحدثنا نائب اخر من حزب الله حسن فضل الله...قائلاً.... «لا خيار أمامنا إلا التعاون والتحاور والتلاقي، فاللبنانيّون محكومون بالتعاون والشراكة، ونحن في حزب الله نمد يدنا إلى كل من يمد يده للتلاقي»...

ازدواجية الخطاب تكشف سوء النوايا والاهداف وخبث المشروع وخطورته... وطريقة لكل مقامٍ مقال، ولكل مناسبة خطاب، سلوك ونهج غير مجدي ولا ينفع ولا يؤسس لاستقرار وبناء وطن عادل ومتكافيء ومتوازن ومزدهر ومنتج ومثمر...

واذا ما افترضنا حسن النوايا وان هذا الفريق في طور اعادة النظر في سياسة الاستقرار وتهدئة النفوس وتنفيس الاحتقان وتجنب الفتنة والابتعاد عن منطق الحرب والتهويل بالصراع، خاصةً بعد انغماس الثنائي الحاكم في مفاوضات ترسيم الحدود مع الكيان الغاصب والعمل على ترسيخ التعاون الاقتصادي متمثلاً في الاستثمار المشترك او بالتراضي على الاقل مع العدو المفترض في ثروات المنطقة الاقتصادية البحرية المتنازع عليها والتي هي موضع تسوية الان خلال هذه المفاوضات...وهذا ما اشار اليه الرئيس بري في مؤتمره الصحافي حين قال ان ثروات البلوك تسعة كافية لسداد ديون لبنان..؟؟؟؟ ولا يمكن الاستثمار والانتاج الا بالتوافق والتفاهم..؟؟؟

لذا نتمنى على الرئيس الحريري اذا ما تم تشكيل الحكومة العتيدة، استناداً وبناءً على الرغبة التي ابداها النائب فضل الله ونائب رئيس الجلس الشيعي، في التلاقي والتعاون مع باقي المكونات اللبنانية...!! بان يبادر الى الاستفادة من هذا التوجه ويقوم بتضمين البيان الوزاري مطلباً واضحاً وصريحاً بتسليم سليم عياش باسمه وباسم كافة اللبنانيين المتضررين من الجرائم الارهابية التي اتهم بارتكابها.......؟؟؟ ومن يستطيع التفاهم والحوار مع العدو الصهيوني من الاسهل عليه بان يتفاهم مع الشركاء في الوطن ويرسم معهم حدود العلاقة السياسية...؟؟

خاصةً واننا لم نسمع حتى الان اية مطالبة رسمية او حتى عائلية او حزبية بتسليم المتهم للعدالة الدولية ....!!!!