هل مصالح ايران تقف خلف حملة محمد رعد على الترسيم ...

تاريخ الإضافة الأربعاء 2 آذار 2022 - 1:16 م    عدد الزيارات 1903    التعليقات 0

        

هل مصالح ايران تقف خلف حملة محمد رعد على الترسيم ...!!!

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

الحرب الروسية على اوكرانيا دفعت الدول الاوروبية الى وقف التعامل الاقتصادي والمالي مع روسيا، كما بدات بالبحث عن مصدر بديل للغاز الروسي الذي يشكل استيراده ما يوازي حوالي 30 % من حاجة اوروبا للغاز خاصةً واننا في في فصل الشتاء حيث يتزايد الطلب على الغاز بغرض التدفئة... الولايات المتحدة قامت بتامين بعض حاجة اوروبا كما ساهمت اليابان ايضاً بتامين جزء من مخزونها كما تم التواصل مع دولة قطر من قبل الولايات المتحدة بهدف زيادة انتاجها لتغطية المزيد من حاجة اوروبا وبالتالي تخفيض نسبة استيراد الغاز الروسي من قبل اوروبا مما يعني انخفاض دخل الدولة الروسية من بيع الغاز كما النفط... ولكن امكانيات دولة قطر وتجيزاتها التقنية لا تستطيع تغطية حاجة اوروبا بشكل تتمكن معه اوروبا من الاستغناء عن الغاز الروسي..

لذا كان التطلع الاوروبي نحو غاز البحر الابيض المتوسط والذي بدات بانتاجه اسرائيل، وهناك امكانية لتطوير الحقول المتوافرة في البحر المتوسط وبالتالي من الممكن خلال الفترة القصيرة المقبلة من الممكن ان يتم الاستغناء عن الغاز الروسي والاستفادة من قدرات مصادر البحر المتوسط اولها اسرائيل وقبرص وممكن دولة مصر لاحقاً بعد مباشرة الانتاج من حقول الغاز الواعدة في حوض النيل الغني جداً بالغاز والذي يجعل من مصر دولة منتجة بكميات كبيرة.. كما ان مصر يوجد لديها معامل تسييل الغاز مما يجعل تصدير الغاز الى اوروبا اسهل بكثر من احواض البحر المتوسط نظرا لقرب المسافة والطقس المعتدل الذي لا يتطلب رعاية وحماية لانابيب الغاز ...

وفي نفس الوقت كانت دولة ايران وهي منتجة اساسية لمادة الغاز تمني النفس بان تكون المصدر البديل عن روسيا في تصدير الغاز الى اوروبا.. ويقال ان ايران اشترطت رفع العقوبات عنها والسماح لها بضخ الغاز الى اوروبا، بحيث تستفيد من عائدات الغاز والنفط من جديد بعد ان حرمت طويلاً منها..

ولكن ظهور العامل الاسرائيلي واستعجال الولايات المتحدة في انهاء ملف الترسيم الحدودي البحري يسن لبنان واسرائيل بهدف تسريع التنقيب وتطوير الانتاج وتجاوب السلطات اللبنانية على مستوى الرئاسة وهذا ما اكده رئيس الجمهورية الذي عاد الى الموافقة على خط الترسيم 23، بعد ان كان التفاوض قد اعيد اطلاقه على اساس ان حدود لبنان البحرية هي عند الخط 29...

الرغبة اللبنانية في تسريع الترسيم اضافة الى الاسرائيلية ومسارعة الموفد الاميركي بالعودة الى المنطقة لمتابعة عملية التفاوض وانجازها باسرع وقتٍ ممكن كما بدا من التصريحات الصادرة عن مختلف الاطراف... اقلقت ايران لان هذا يعني حرمانها من الاستفادة من الظروف الموضوعية للخروج من دائرة الحصار الاقتصادي تحت ضغط الحاجة للغاز والنفط الايراني,...

  • هنا كان لا بد من ان يتدخل الذراع المسلح الذي طالما قال امينه العام (نكون حيث يجب ان نكون) وهذا ما حدث... حيث فجأة انطلقت التصريحات العالية النبرة والمضمون والوضوح على لسان قادة في حزب الله... ( وموقف حزب الله التصعيدي جاء على لسان اعضاء كتلة نواب حزب الله.. اذ قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد: «الوسيط الأميركي جاء إلى لبنان في الأيام الماضية للعب دور الثعلب في قسمة الجبنة بين المتخاصمين، لكي نتمكن من التنقيب في مياهنا الإقليمية لاستخراج الغاز ونسدد بثمنه ديوننا، يقول لك أنت ستحفر في الماء ومن الممكن أن يكون حقل الغاز مشتركاً بينك وبين الإسرائيلي». وتابع رعد: «نحن نقول إننا سنبقي غازنا مدفونا في مياهنا إلى أن نستطيع منع الإسرائيلي من أن يمد يده على قطرة ماء من مياهنا. لسنا قاصرين، وليعلم العدو ومن يتواصل معه، وسيطا وغير وسيط، أن الإسرائيلي لن يتمكن من التنقيب عن الغاز في جوارنا ما لم ننقب نحن عن الغاز ونستثمره كما نريد». وصعّد من لهجته بالقول: «ليبلطوا البحر». وأضاف رعد ملوحاً بالقوة: «لن نسمح للإسرائيلي أن ينقب عن الغاز من دون أن نستطيع أن ننقب عنه في مياهنا. إذا لم تكن قوياً من أجل أن تنقذ حقك فلن ينفعك الدعم من كل الدول». وفي موقف أكثر وضوحاً، قال زميله النائب حسين الحاج حسن إن «صندوق النقد الدولي إذا وافق على منحنا الأموال قد نحصل على 3 أو 4 مليارات دولار، بينما لدينا في البحر ثروة من الغاز والنفط بمئات مليارات الدولارات، ممنوع على اللبنانيين استخراجها، تحت الضغط الأميركي ومع دفتر الشروط السياسية». وتوجه إلى الولايات المتحدة بالقول: «لسنا ضعافاً على الإطلاق، وإن دفتر الشروط السياسية الذي ترفقه مع ضغطك لمنعنا من استخراج النفط والغاز مرفوض، وهو دفتر شروط سياسية عدواني على لبنان، وهو الذي يجوع ويفقر اللبنانيين ولا يزال».)...

ملاحظات يجب التوقف عندها...

  • فجأة اكتشف نائب حزب الله حسين الحج حسن.. ان الغاز الموجود في باطن البحر ومن الممكن ان يساعد على سد العجز المالي اللبناني وانقاذ لبنان من ازمته المالية والاقتصادية.. والتخلي عن الحصول على 3 او 4 مليارات دولار من المساعدات...؟؟ اذا لماذا كان هذا الصمت والصبر والسكوت عن التنقيب والانتاج طوال سنوات ماضية...؟؟
  • لماذا وافق حزب الله على التفاوض مع صندوق النقد الدولي.. طالما اننا نملك المال في باطن البحر..
  • لماذا يطالب حزب الله الدول العربية بدعم لبنان ويتهمها بالتخلي عن لبنان والشعب اللبناني.. طالما اننا اكثر غنى وثروة من الدول العربية نتيجة وجود النفط والغاز في بحرنا المعطاء..؟؟
  • لماذا وافق حزب الله على استيراد الغاز المصري عبر الاردن وهو غاز تستورده مصر من اسرائيل كما قالت وزيرة الطاقة الاسرائيلية في مؤتمر القاهرة...ونحن نملك كميات وافرة من الغاز ونعيش بدون كهرباء..؟؟

الخلاصة:

يبدو ان المطلوب هو عدم الانتاج بالكامل لان الغاز اللبناني سوف ينافس الايراني في التصدير الى اوروبا، نتيجة قرب المسافة وقلة كلفة النقل عكس القطري والايراني.. وكذلك فإن التهديدات العالية النبرة تهدف لاقلاق شركات التنقيب والانتاج سواء الطامحة للعمل في لبنان او تلك التي تعمل في دول اخرى ومنها اسرائيل...وهذا ما اوضحه محمد رعد حين قال.. (وليعلم العدو ومن يتواصل معه، وسيطا وغير وسيط، أن الإسرائيلي لن يتمكن من التنقيب عن الغاز في جوارنا ما لم ننقب نحن عن الغاز ونستثمره كما نريد». وصعّد من لهجته بالقول: «ليبلطوا البحر». وأضاف رعد ملوحاً بالقوة: «لن نسمح للإسرائيلي أن ينقب عن الغاز من دون أن نستطيع أن ننقب عنه في مياهنا. إذا لم تكن قوياً من أجل أن تنقذ حقك فلن ينفعك الدعم من كل الدول».

اذا نحن امام مشهد تصعيدي جديد برز فجأة ودون مقدمات الا اذا اطمأنت ايران الى ان غازها ونفطها سوف يتوجه الى اوروبا بعد رفع العقوبات ... والعبارة الاجمل في تصريح محمد رعد (نستثمره كما نريد)... اي ان لا يشكل ضررا على مصالح ايران التي تعني حزب الله كثيراً....

فهل نكون امام حرب التنقيب وانتاج عن الغاز في البحر المتوسط.... ام ان التسوية قادمة ..؟؟؟ ويعود التجاهل سيد الموقف..؟؟ وهل بالفعل مصلحة ايران تقف خلف حملة التصعيد.. ام لا..؟؟

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,668,203

عدد الزوار: 6,907,694

المتواجدون الآن: 97