اصحاب مولدات الكهرباء، يجففون السيولة النقدية، من جيوب المواطنين والاسواق التجارية..

اصحاب مولدات الكهرباء، يجففون السيولة النقدية، من جيوب المواطنين والاسواق التجارية..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

من الذي يقف خلف اصحاب المولدات الكهربائية..؟؟ ...

سؤال يطرح نفسه بالحاح مع تجاوز بعض اصحاب المولدات مع مطلع كل شهر، التسعيرة التي تطلقها وزارة الطاقة..؟؟ بنسبة عالية..؟؟

الدولة التي تستدعي اعلامي او سياسي لمجرد اطلاقه كلمة او موقف بحق مسؤول او حزب او سياسي خصم، وتحيله على القضاء الجزائي، لا تتصرف بهذه الجدية مع اصحاب المولدات الذين يخالفون التسعيرة الرسمية التي تقدمها وزارة الطاقة لتحصيل كلفة استهلاك الكهرباء من قبل الموزعين بموجبها والتزاماً بها.. رغم ما نسمعه عن محاضر ضبط وسوى ذلك..؟؟

البعض يقولن وهناك الكثير من الاشاعات التي تتحدث عن ان قوى سياسية كبيرة تقف خلف اصحاب المولدات وتقدم لهم الحصانة والحماية مقابل مبالغ مالية..؟؟؟

والبعض الآخر يتحدث عن استثمار بعض الاحزاب والسياسيين واصحاب النفوذ في هذه المولدات مستخدمةً اصحاب المولدات الشكليين كواجهة، لتضليل الراي العام، ولاخفاء حقيقة اصحاب الملكية الحقيقية... ؟؟

اشاعات كثيرة، واخبارات متعددة قد تكون صحيحة وقد لا تكون... وقد يكون فيها شيء من الصحة..!! ولكن هذا نتركه للقضاء للتحقيق والتاكد والمحاسبة في حال ثبوت هذه الاتهامات وتحول الاشاعات الى حقائق..؟؟ وادلة دامغة..؟؟

ولكن ما يعنينا هنا هو التداعيات المالية الخطيرة التي تترتب على فوضى التسعير والجباية وفرض ارقام خيالية على اصحاب العائلات من اصحاب الدخل المحدود وقد تجاوز عددهم مع الازمة المالية والاقتصادية اكثر من 80%.. من المواطنين.. وهي التالية:

• ان الارقام الخيالية والمضخمة التي يفرضها اصحاب المولدات، على المشتركين تقدر قيمتها بمئات المليارات من الليرات اللبنانية.. كل شهر..
• هذه المبالغ تضعف القدرة الشرائية للمواطن اللبناني وخاصةً اصحاب العائلات مما يترك اثراً سلبياً على صحة المواطنين نظراً لسوء التغذية، وعدم القدرة على شراء الحاجيات الاساسية التي يشكل تناولها ضرورة غذائية لحماية صحة الاطفال ونموهم ..
• إن حجم هذه المبالغ التي يتم تحصيلها تخرج من جيوب المشتركين وكذلك من الاسواق التجارية، اذ مع ضعف القدرة الشرائية للمواطن اللبناني، تتراجع حركة الاسواق في مختلف القطاعات وبالتالي يزداد حجم الانهيار الاقتصادي.. لان هذه الاموال لا يعلم احد الى اين تذهب والى جيوب من تدخل وتستقر.. لذا فهي تخرج من معادلة تحريك الدورة المالية للاسواق التجارية بكافة قطاعاتها..
• ضعف القدرة الشرائية لدى المواطن قد يدفع البعض الى ارتكايب اخطاء قاتلة .. نتيجة الحاجة والعوز، والضغط النفسي امام مشهد الاطفال يتضورون جوعاً او على الاقل تأمين الحاجيات الاساسية.. ومنها دفع اقساط التعليم..؟؟؟ وهذا له انعكاس على مستوى شباب المستقبل صحياً وثقافياً واجتماعياً وتربوياً..!!
• ضعف الحركة التجارية ينعكس على المؤسسات سلباً وعجزاً وضعفاً مما يعني اغلاق بعض المؤسسات.. وبالتالي صرف العمال والمستخدمين.. وهذا معناه ارتفاع نسبة البطالة ضمن الطبقة العاملة وزيادة نسبة العائلات التي هي بحاجة لاعانات مالية ومساعدات انسانية..؟؟

الخلاصة.. إن ما يجري خطير جداً على مختلف المستويات وخاصةً تجفيف السيولة وما قد يتركه من اثر سلبي..فالى متى يستمر هذا التجاهل الرسمي على ما يرتكبه اصحاب المولدات بحق المواطنين..؟؟ والى متى يستمر التباطؤ في كشف الاسباب الحقيقية لتردي شبكة الكهرباء وعدم معالجة السبب الحقيقي لعدم توفرها.. والتغطية على دور الميليشيات المسلحة في التعدي على شبكة الكهرباء ومنع الجباية..؟؟

المعالجة الحقيقية للتخلص من مافيا المولدات ومن يقف وراءها، وحماية شبكة الكهرباء ومنع التعدي عليها وتحقيق التوازن بين كلفة الانتاج والجباية لوقف الهدر والسرقة والتلاعب بمصالح المواطنين.. هو بكشف كافة الوقائع وتدخل القضاء بقوة لوقف مأساة حقيقية يعيشها المواطن اللبناني مع اطلالة كل صباح...

المطلوب المعالجة الفورية والجدية ومن اصحاب المولدات الوهميين أو الحقيقيين وقفة ضمير اذا كان بقي لديهم شيء من هذا الوجدان الانساني..؟؟