ايران تعيد احياء دور قبائل المناذرة العرب..

ايران تعيد احياء دور قبائل المناذرة العرب..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..حسان القطب..

من الملاحظ ان ايران تعمل على احياء ذكرى مقتل قاسم سليماني الثالثة، الذي قتله الاميركيون، في بغداد بغارة جوية.. وتبجيله وتعظيمه في عددٍ من الدول العربية، حيث لها انصار واتباع .. في الوقت الذي يقوم به الشعب الايراني بالتظاهر رفضاً للنظام الديني في ايران، وباحراق صور ومجسمات قاسم سليماني في مدنٍ عدة.. رفضاً لتقديس هذا الشخص كما باقي الاشخاص، واستنكاراً لدوره في تعميم ثقافة القتل والمشاركة والانخراط في الحروب الاهلية والتسبب بمقتل عدد كبير من ابناء الشعب الايراني والافغاني والعراقي والباكستاني واللبناني وغيرهم من اتباع المذهب الجعفري.. والعمل على نشر فكر الجمهورية الاسلامية التي تستند في ثقافتها الى التاريخ الفارسي والثقافة الفارسية..وكانها تقول للايرانيين ان سليماني حاضر خارج ايران اكثر منها داخلها او انها تحاول صناعة رمزية جديدة وشخصية نموذجية يتم تقديسها وتبجيلها لاستنهاض الشباب.. وبناءٍ عليه ونتيجة السياسات الايرانية الفارسية في شكلها ومضمونها التي عمل سليماني على تنفيذها..فقد اعلن احد القادة الايرانيين الى ان ايران عادت من جديد الى شاطيء البحر المتوسط..؟؟

حيث قال آية الله أحمد علم الهدى، عضو مجلس خبراء القيادة الإيرانية وممثل المرشدالأعلى الإيراني علي خامنئي، في محافظة خراسان، (إن "حدود إيران أصبحت بالعراق والشام وسواحل المتوسط". وشدد علم الهدى في خطبة له بصلاة الجمعة بمدينة مشهد (شمال شرق إيران ) أن القوات الإيرانية التي وصفها "بالمدافعة عن حرم أهل البيت" في العراق وسوريا لا تقاتل خارج حدود البلاد، بل أن هذه قوات الإمام الرضا (الإمام الثامن لدى الشيعة والمدفون بمدينة مشهد) والتي ذهبت للعراق وسوريا "من أجل نشر الدين"، بحسب تعبيره..ووفقاً لوكالة "ايسنا" للطلبة الإيرانيين، فقد أكد علم الهدى على أن "بادية العراق والشام وسواحل البحر المتوسط ليست نقاط خارج هذه الدولة، وأن قوات الدفاع عن الحرم (قوات إيران وميليشياتها) تقاتل ضمن جبهة الاسلام"، على حد قوله..)..

لتحقيق هذا الهدف وهو التوسع باتجاه البحر المتوسط، بما يعيد التذكير بتمدد الامبراطورية الفارسية، قبل سقوطها على يد المسلمين العرب، قام النظام الايراني بتجنيد ميليشيات مذهبية في عددٍ من الدول، لخدمة استراتيجيتها والعمل في تنفيذ سياساتها.. (انصار الله في اليمن).. (الحشد الشعبي في العراق).. و(حزب الله في لبنان).. و(جمعية الوفاق في البحرين)..الى جانب مجموعات صغير مختلفة الانتماء والتسميات في دول عدة..واستلهم النظام الايراني الحالي هذه النهج من السياسة التي اعتمدتها الامبراطورية الفارسية قبل سقوطها.. هي تجنيد قبائل عربية في بلاد مما بين النهرين..(العراق).. او المناذرة العرب.. الذين قاتلوا الى جانب الدولة الفارسية ضد اخوانهم العرب وضد الدولة الرومانية..بالنيابة عن الدولة الفارسية.. والان تقاتل دولة ايران شعوب المنطقة العربية بعناصر عربية مهما اختلفت تسمياتها الا انها تشبه في التزامها ودورها قبائل المناذرة العرب..

تعريف بالمناذرة العرب..

يُعرف المناذرة بأنهم سلالة عربية حكمت العراق قبل الإسلام، ويعود نسبهم إلى بني لخم من تنوخ، القبيلة التي هاجرت من مأرب في اليمن، بعد خراب سد مأرب بعد وقوع "السيل العرم"، وقد هاجروا إلى العراق واتخذوا الحيرة عاصمة، وكوّنوا لهم مملكة قوية في العراق، حتى اعتبرت من أقوى الممالك العربية قبل الإسلام، احتل الفرس مملكة المناذرة في مهدها، فكانت شبه مستقلة وتابعة للفرس، لقد كانت الحيرة التي حكمها المناذرة قاعدة عسكرية، ساند فيها الملك المنذر بن قابوس الجيش الفارسي في حربهم ضد الرومان في معركة سمّيت "بكالينيكوم" قريب الرها في تركيا. ويذكر ابن قتيبة هذه الحرب بين المناذرة والغساسنة في "يوم حليمة" بقوله "وما يوم حليمة بسر" على شهرتها...

نماذج من المواقف التي يطلقها المناذرة الجدد... خدمة لايران او دفاعا عنها وخاصة الاحتفال بذكرى مقتل قاسم سليماني...

"قادة العراق يحيون الذكرى الثالثة لمقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس"

الحوثي اعتبر في كلمة له بمناسبة الذكرى السنويّة لاستشهاد القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، أنّ "الشهادة في إطار القضيّة العادلة هي فوز عظيم"، مبرزاً أنّه "إذا قررت الأمة عدم المواجهة فإنها ستخسر كل شيء".

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.. إن الإدارة الأمريكية درست بشكل جيد عملية الاغتيال العلنية للقائدين سليماني والمهندس، وأن الهدف من الاغتيال هو كسر المقاومة وإرهاب العراقيين وإضعاف أطراف محور المقاومة في سوريا وإيران ولبنان وفلسطين.

أحيت "حركة التوحيد الاسلامي" في طرابلس ذكرى قاسم سليماني، في لقاء علمائي ضم علماء ورجال دين من مختلف الطوائف اللبنانية، في حضور ومشاركة رئيس المكتب السياسي في الحركة صهيب سعيد شعبان، رئيس مكتب الدعوة الشيخ محمد الزعبي، أعضاء مجلس أمناء الحركة وعلماء من مكتب الدعوة. حضر اللقاء مسؤول الشمال في "حزب الله" الشيخ رضا أحمد، عضو المجلس السياسي لـ"حزب الله" محمد صالح، ممثل "المؤتمر الدولي لمدرسة الشهيد سليماني" الشيخ مازن بكري، الشيخ محمد حيدر ممثلا المفتي الجعفري في جبيل وكسروان عبد الامير شمس الدين، ممثل تجمع العلماء المسلمين الشيخ مصطفى ملص، المنسق العام ل "جبهة العمل الإسلامي" الشيخ زهير الجعيد، ممثل "الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة" الشيخ عبد الغني مستو، إمام مسجد بريقع في النبطية الشيخ أحمد مراد، الأب إبراهيم السروج والشيخ أحمد عاصي. واختتم اللقاء الذي أعقبه مأدبة غداء، بتقديم درعين تكريميتين من شعبان الى رئيس المؤتمر وأمينه العام.

شدد منسق عام جبهة العمل الإسلامي في لبنان الشيخ الدكتور زهير الجعيد خلال اللقاء العلمائي الموسع الذي أقامته “حركة التوحيد الإسلامي” في طرابلس، إحياء لذكرى الشهيد قاسم سليماني الثالثة على “أهمية هذا الاجتماع الحاشد والحضور الكريم من علماء وشخصيات في مناسبة هامة جدا في قلب مدينة طرابلس ألا وهي ذكرى الشهيد سليماني الذي جعل همه ونصب عينيه فلسطين حيث قاد لواء القدس لأجل هذه الغاية السامية”.

نظم مركز باحث للدراسات الفلسطينية ولجان العمل في المخيمات لقاء سياسيا بمناسبة الذكرى الثالثة لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، في مركز الامام الخميني للجالية الايرانية طريق المطار. حضر اللقاء سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان مجتبى أماني، رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد..

““جبهة العمل الإسلامي” طالبت الحكومة الفرنسية بالاعتذار من كل المسلمين: ما نشرته صحيفة “شارلي إيبدو” عمل مشؤوم

"تجمع العلماء”: على الحكومة الفرنسية اتخاذ القرار بإغلاق مجلة “شارلي ايبدو”... قال “تجمع العلماء المسلمين” في لبنان في بيان له الاثنين “عودتنا صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية في أكثر من مناسبة، أن توجه إساءات لرموز ومقدسات دينية لا تختص بالإسلام فحسب بل تطال كل ما هو مقدس عند الآخرين، مستغلة شعار حرية الإعلام والرأي”

ندد الامين العام لـ”حركة الأمة” الشيخ عبد الله جبري في بيان له الاثنين “بتصرف مجلة شارلي ايبدو المسيئ للدين والمقدسات والمراجع الإسلامية، مما يظهر حجم الكراهية والحقد التي تتبعهما الصحيفة والدولة الفرنسية”.

الخلاصة..

لذلك يمكن القول ان ايران الحالية هي فارسية في روحيتها القومية وسياساتها التوسعية، وان الدين هو الغطاء الفعلي والرسمي للمشروع القومي الفارسي الجديد الذي تعمل عليه القيادة الحالية .. رغم شكلها الديني ومصطلحاتها الدينية..