الاسد يخشى أن يلقى مصير علي عبد الله صالح..

تاريخ الإضافة الخميس 18 أيار 2023 - 5:33 ص    عدد الزيارات 1035    التعليقات 0

        

الاسد يخشى أن يلقى مصير علي عبد الله صالح..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..حسان القطب..

اندفاعة الاسد نحو العالم العربي، لها ما يبررها، ولها دوافع لا بد من اخذها بعين الاعتبار والوقوف عندها بتمعن، لدرجة ان قال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد..( إن الكلمات الترحيبية بعودة سورية إلى جامعة الدول العربية تظهر مدى الاشتياق لسورية «كعودة الحبيب لحبيبته»..)...

وهنا لا بد من العودة بالذاكرة لمراجعة ما جرى في اليمن، ومدى التشابه والتطابق بين المشهد السوري، والواقع اليمني..

مع انطلاق ثورات العالم العربي، في عام 2011، وانتشارها في معظم الدول العربية ومنها اليمن.. حاول الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، الحفاظ على سلطته، والبقاء على راس السلطة في صنعاء، ولكن مع تفاقم المعارضةن وتطور حركتهان وعدم انجرارها لصراعٍ مسلح، حاول اللعب على التناقضات، لتغيير واقع الصراع، لذا عمل على التحالف مع الحوثيين الذين قاتلهم لسنوات وخاض معهم حروب متعددة.. هذا التحالف كان الهدف منه:

  • ادخال اليمن في اتون صراعٍ مسلح، عقائدي بالدرجة الاولى..مذهبي وطائفي..لان الحوثي اعتنق المذهب الجعفري ويروج له..
  • ، وقبلي بالدرجة الثانية، باعتبار ان المجتمع اليمني، يقوم على توازن العلاقات بين القبائل اليمينة التي لا تزال تحترم دور وحضور القبائل وتحافظ على التوازن في العلاقات فيما بينها..
  • وبالتالي يمكن ان يستخدم علي عبد الله صالح ورقة الحوثيين للضغط على المجتمع العربي، والدولي، وخاصة المملكة العربية السعودية، الدولة المجاورة لدولة اليمن، ان تقدم له المساعدة.. وتعمل على اعادة ترسيخ سلطته باعتباره اخف ضرراً من هيمنة وسيطرة الحوثي.. او حالة الفوضى المسلحة التي يمكن ان يتعرض لها اليمن في حالة اندلاع صراع داخلي..

ولكن بما ان حركة الحوثي، حركة عقائدة دينية، ويحظى بدعم مالي وعسكري وفكري من دولة ايران وميليشياتها في المنطقة العربية وخاصةً ميليشيا حزب الله اللبنانية..استطاع ترسيخ حضوره، واستيعاب الجيش اليمني، تسليحاً وتمويلاً وبالتالي قيادةً.. مما سمح له ببسط هيمنته وسيطرته قبل ان يتم التدخل من قبل التحالف العربي، لاستيعاب التداعيات ومنع ايران وميليشياتها من السيطرة على اليمن، وتهديد امن المملكة، ودول الخليج والاشراف على مضيق باب المندب.. المدخل الطبيعي للبحر الاحمر، وقناة السويس..

بعد ان سيطرت حركة الحوثي على الواقع اليمني واستوعبت قدرات واتباع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، لم تعد بحاجة اليه، فهي لم تعد بحاجة لحليف سبق ان اعطاها الفرصة للسيطرة على اليمن ومقدراته وجيش اليمن وامكاناته.. فقد اصبحت قادرة بحكم الدعم الايراني المتواصل وغير المحدود من ادارة شؤون اليمن، وتسويق وادارة سياساتها وترسيخ استراتيجيتها.. وبالتالي وجد الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، انه خارج المعادلة وانه اصبح غير ذي جدوى، وان مشروعه باستخدام الحوثي بهدف استعادة السلطة قد جاءت بنتيجة عكسية فقد استطااع الحوثي الامساك بالسلطة واصبح علي عبد الله صالح.. خارجها تماما..

لذا وفي مطلع شهر كانون اول/ ديسمبر عام 2017.. قتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح في العاصمة اليمينة صنعاء، حسبما أعلن الحوثيون وقيادات في حزب المؤتمر الشعبي. وأظهر مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي ما يبدو أنه جثمان الرئيس السابق وبه اصابات بالغة في رأسه أثناء نقله. وأكد قياديون في حزب المؤتمر الشعبي مقتل صالح على يد الحوثيين، وقالت الأمينة العامة المساعدة لحزب صالح فائقة السيد باعلوي إن صالح "قتل دفاعا عن الجمهورية"...

اذا ما قاربنا الواقع السوري، مع المشهد اليمني، نرى تطابقاً كاملاً، بين المشهدين، بشار الاسد، بعد ان فشل في استيعاب الانتفاضة الشعبية السورية ضد سلطته، ورفض الشعب السوري ممارساته وديكتاتوريته، وبما ان العالم العربي والرسمي لم يقف الى جانبه داعماً للبقاء في السلطة، لجأ الى دولة ايران اولاً، التي استعانت بميليشياتها، لضرب الشعب السوري، وتهجيره واضعاف ثورته، ودخلت روسيا ايضا الى جانب ايران، داعماً ومشاركاً، لابقاء الاسد اطول مدة ممكنة، وللحصول على مكاسب سياسية وامنية وتركيز قواعد عسكرية وتثبيت مصالح اقتصادية في في سوريا..

الان تمر سوريا بفترة هدوء قلق، فهي غير مستقرة سياسياً بشكل كامل، ولكن الحرب الداخلية غير ملتهبة، وكذلك تعاني من ازمة اقتصادية خانقة، قد تؤدي الى انهيار سلطة بشار مع غياب العالم العربي، عن الساحة السورية.. وعجز ايران وروسيا عن مد يد العون المالي والمادي، لانقاذ الاسد من ازمته..

والصراع الايراني – الروسي على الامساك بالورقة السياسية السورية، بدا يتطور، خاصةً مع ارتخاء قبضة موسكو المنشغلة بالحرب الاوكرانية.. وبالتالي بما ان الوضع شبه مستقر، لم تعد طهران بحاجة لحليف في دمشق بل هي بحاجة لتابع بخضع لشروطها وينفذ مطالبها..

  • تسديد الدين الهائل الذي ترزح تحته دمشق..والذي بدات ايران تطالب به علناً
  • الالتزام بالنهج السياسي الايراني والانخراط في خدمة استراتيجيتها السياسية..
  • الابقاء على سوريا ساحة صراع مفتوحة.. مع اسرائيل كما مع العالم العربي، كورقة ضغط تستخدم عند الحاجة..
  • نظرية وحدة الساحات التي اعلنتها ايران ويشرف حزب الله على تنفيذها بدات ملامحها بالظهر مع عودة الفصائل الفلسطينية الى دمشق ومصالحة الاسد..
  • حصول ايران على مكاسب اقتصادية والاستثمار في الثروات السورية، كما اعتبار ان سوريا ساحة تسويق للمنتوجات الايرانية، مما يساعدها على خرق الحصار الاميركي والدولي عليها..
  • الابقاء على سوريا معبراً الزامياً لميليشياتها.. وسلاحها لحماية مصالحها ووجودهها في لبنان والمنطقة..
  • نشر التشيع وترسيخ التغيير الديموغرافي اذا استطاعت، مع طرد ما يمكنها من الشعب السوري من اراضيه نحو دول الجوار والعالم الغربي..
  • استنخدام المخدرات ورقة ضغط، كما عامل تمويل بديل لمواجهة العقوبات المالية التي تتعرض لها ميليشياتها كما ايران نفسها..

الخلاصة...

من هنا فإن ما يخشاه الاسد اليوم، هو ان تتكرر تجربة علي عبد الله صالح، معه شخصياً.. حيث ان ضعفه المالي وعجزه عن ادارة شؤون سوريا، دون الدعم الايراني ولو كان متواضعاً في الفترة الاخيرة.. سوف يسمح لايران بالتغلغل ضمن المؤسسة العسكرية السورية او ما بقي منها.. ومع غياب الدور الروسي المؤثر.. يصبح بإمكان ايران الاستفراد بالورقة السورية.. والتعامل مع الاسد على انه اداة وليس حليف موثوق.. كما ان نشر الميليشيات الشيعية المرتبطة بالمرجعية الايرانية.. ومع الشعارات الولائية، اصبحت هذه الميليشيات ادوات ايرانية خاضعة لقرار ايران وقياداتها وليس للقيادة السورية.. وتجنباً لوجود مركزي قرار في سوريا، واحتمال الصدام بين القوتين التابعة للاسد وتلك التابعة للمرجعية الايرانية.. يصبح لزاماً على ايران ان تعمل على توحيد الرؤية والقيادة والادارة.. وتسليم السلطة لحليف موثوق، كما جرى في صنعاء، وبالتالي التخليص من حليف سابق، كان يهدف بتحالفه الاستفادة من الدعم الايراني للبقاء في السلطة وليس للانخراط في الاتراتيجية الايرانية وتحت قيادة مرجعيتها...

نحن اليوم امام خيارين..إما انتفاضة بشار على حليفته السابقة ايران، ولذلك يقدم اوراق اعتماده للعرب في قمة جدة.. او تسبقه ايران بخطوة بعملية تغيير أمنية وعسكرية فجائية، تطيح بالاسد كما اطاحت من قبله علي عبد الله صالح.. وبالتالي قد يدخل هذا سوريا في صراعٍ متجدد..

ولكن في كل الاحوال لن يبق الاسد...فالجميع قد فقد الثقة به وبدوره وفهم طبيعة تقلباته والهدف منها..؟؟؟؟؟

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,178,731

عدد الزوار: 6,759,194

المتواجدون الآن: 128