أخبار لبنان... ظلام لبنان.. قد يستمر أياماً.. القضاء الأميركي يحاكم لبنانيين مؤيدين لـ«حزب الله» بتهم تبييض أموال والمتاجرة في المخدرات... مساعدة وزير الخارجية الأميركية في بيروت..رفض سياسي لبناني لبناء محطة كهرباء إيرانية جنوب بيروت..المجتمع الدولي «يقترع» للتغيير في انتخابات لبنان المقبلة.. صراع رئاسي على مفاوضات ترسيم الحدود..

تاريخ الإضافة الأحد 10 تشرين الأول 2021 - 5:56 ص    عدد الزيارات 2263    التعليقات 0    القسم محلية

        


القضاء الأميركي يحاكم لبنانيين مؤيدين لـ«حزب الله» بتهم تبييض أموال والمتاجرة في المخدرات...

الشرق الاوسط... واشنطن: إيلي يوسف... وجهت محكمة أميركية في مدينة ميامي بولاية فلوريدا، الأسبوع الماضي، تهماً بغسل الأموال لرجل أعمال من الولاية من أصل لبناني يدعى إلياس ضاهر، على علاقة بشبكة لتبييض الأموال يديرها محمد نادر فرحات، وهو لبناني آخر كان يقيم في الباراغواي، وسلمته سلطاتها إلى الولايات المتحدة، حيث تجري محاكمته مع شبكته في مدينة نيويورك. وكشفت التحقيقات والملاحقات القضائية الأميركية الجارية في نيويورك بشكل منفصل، عن تعقيدات وحجم عمليات غسل الأموال القائمة على التجارة في منطقة المثلث الحدودي بين البرازيل والأرجنتين وباراغواي، خصوصاً الدور المحتمل لـ«حزب الله» في هذه القضية. وقالت تقارير إنه منذ تسليم فرحات إلى السلطات الأميركية في يونيو (حزيران) 2019، وجه المدعون العامون أيضاً الاتهام إلى ضياء سلامة، زميله الذي يقيم في فلوريدا، والذي اتصل بضاهر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وحسام هاشم، من ديربورن بولاية ميشيغان، كشركاء في قضية فرحات. ومثل ضاهر الأسبوع الماضي أمام المحكمة، بعدما وجهت إليه اتهامات جديدة في 30 سبتمبر (أيلول)، تشير إلى أنه قام بغسل عائدات من أنشطة غير مشروعة واستخدم شركاته في نشاطات غير مرخصة لتحويل الأموال، باستخدام المعاملات التجارية الاحتيالية لنقل مكاسب غير مشروعة. ومن المتوقع أن تجري جلسات المحاكمة لكل من فرحات وضاهر وهاشم وسلامة في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وكشفت أوراق المحكمة أن فرحات كان يدير أعماله تحت غطاء بعض المتاجر الصغيرة في باراغواي. لكن المحققين كشفوا أن حجم الأموال التي يقوم بغسلها أكبر بكثير من حجم محلاته، واصفين إياه بأنه «زعيم منظمة غسل أموال واسعة النطاق». وبعدما اعتقلته سلطات الباراغواي عام 2018، خاضت السلطات الأميركية معركة قضائية لمدة عام أدت في النهاية إلى تسليمه إلى سلطات مدينة ميامي ليواجه تهم غسل الأموال، وتهمتين في قضيتين مماثلتين في مدينة نيويورك. ورغم أن التحقيقات التي يخضع لها فرحات لا علاقة لها رسمياً بتمويل «حزب الله»، لكن المسؤولين الأميركيين أشاروا إليه على أنه «مؤيد لحزب الله». وتصفه وثائق المحكمة بأنه «معروف بغسل الأموال لمنظمات المخدرات وغيرها من المنظمات غير المشروعة». وحسب بيان وزارة العدل الأميركية، فقد شاركت شبكة فرحات في «مخطط دولي لغسل الأموال يعتمد على تعقيدات التجارة العالمية، واستخدام الشركات في نيويورك وفلوريدا، لغسل ملايين الدولارات للمخدرات العابرة للحدود»، لمصلحة «المتاجرين بها وغيرهم من العناصر السيئة». وعثر المحققون خلال اعتقاله على محرك أقراص ثابت يحتوي على تيرابايت من البيانات. وقالت وثائق المحكمة إن مجموعة المعلومات الدفينة فيه، تضمنت مخططاً «يوضح كيفية تنظيم غسل الأموال». واعتبر البعض أن تلك البيانات ستساعد في كشف كيف ينشط «حزب الله» في مجال غسل الأموال في الولايات المتحدة، وتوسيع لائحة الاتهام الأولية لفرحات لتشمل شركاءه المشتبه بهم. وحسب بعض التقارير، فإن مفتاح عمليات «حزب الله» هو عشرات إن لم يكن مئات شركات الاستيراد والتصدير الصغيرة التي تقوم بغسل الأموال تحت غطاء التجارة والمعاملات الاحتيالية والودائع النقدية. ومن أجل نقل الأموال الناتجة عن أنشطة غير مشروعة مثل الاتجار بالمخدرات، تُصدر هذه الشركات فواتير مزيفة لمعاملات غير موجودة، أو أسعار منخفضة أو سلع ذات أسعار زائدة تتاجر بها، وتقوم بعمل إيداعات نقدية متعددة تقل عن 10 آلاف دولار، كي لا تثير شبهات النظام المصرفي الأميركي. وغالباً ما تتضمن التجارة شراكة بين مزودي السلع في الشرق الأقصى، والوسطاء الأميركيين، والشركات القائمة في المثلث الحدودي بين البرازيل والأرجنتين والباراغواي. وهو ما كشفته محاكمة المدعو علي قصير، الذي أدين في فلوريدا عام 2019 بتهم مماثلة، حيث عملت الشركات الأميركية كمرشد للمعاملات التجارية بين أقصى الشرق والمثلث الحدودي نفسه.

السلطات تتعامل بحذر مع عرض النفط والغاز الإيراني

مساعدة وزير الخارجية الأميركية في بيروت بعد أسبوع على زيارة عبد اللهيان

الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا... تتعامل السلطات اللبنانية بحذر مع العروض التي قدمها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، لتزويد لبنان بالنفط والغاز ومساعدته في مجالات النقل وتوفير الأدوية، من خلال اتفاقات اقتصادية وتجارية بين البلدين، وسط انقسام سياسي بين مؤيد ورافض لتلك العروض، وذلك قُبيل زيارة مساعدة وزير الخارجية ​فيكتوريا نولاند، إلى بيروت، المزمعة يوم الجمعة المقبل. وأعلنت ​وزارة الخارجية الأميركية، أمس، أن نولاند​ ستتوجه إلى ​موسكو​ يوم الاثنين المقبل، ثم تنتقل بعدها إلى ​بيروت​، حيث من المقرر أن تصل لبنان الجمعة المقبل، ومن ثم إلى لندن. وأوضحت الخارجية الأميركية، في بيان، أن نولاند ستلتقي في بيروت مع ممثلين عن ​المجتمع المدني​ وسلطات البلاد، لمناقشة الإصلاحات الاقتصادية والانتخابات العام المقبل. بعد ذلك، ستسافر إلى لندن لبحث عدد من القضايا العالمية مع الحكومة البريطانية. وتأتي زيارة نولاند بعد أسبوع على زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إلى بيروت، التي اختتمها أول من أمس الجمعة، وقدم خلالها عروضاً للتعاون الاقتصادي مع الجانب اللبناني، واقترح على المسؤولين اللبنانيين مطالبة واشنطن باستثناءات من العقوبات الأميركية للتعاون الاقتصادي مع طهران، وهو ما لم يحسمه لبنان. وقالت مصادر وزارية قريبة من شخصيات رسمية لبنانية ستلتقي بها نولاند لـ«الشرق الأوسط»، إن نقاط البحث بين نولاند والمسؤولين اللبنانيين «لم تتحدد بعد»، مشيرة إلى أن لبنان «ينتظر ما ستطرحه المسؤولة في الخارجية الأميركية بالنظر إلى أن الضيف هو عادة من يحدد أجندته». وأكدت المصادر أنه «في حال تطرقت نولاند للموضوع، سنجيب»، مضيفة أنه من السابق لأوانه الحديث ما إذا كان المسؤولون اللبنانيون سيفاتحون المسؤولة الأميركية بالعرض الإيراني لجهة الاستثناءات من عدمه «لأنه أمر متروك للأجندة التي تحملها». والواضح أن لبنان يتعامل بحذر مع العرض الإيراني للتعاون الاقتصادي، بالنظر إلى أن أي خطوة من هذا النوع «تحتاج إلى دراسة لجهة ارتداداتها السياسية وجوانبها القانونية» على ضوء العقوبات المفروضة على إيران والمتعاونين معها، في وقت «لا يزال عرض الوزير الإيراني عبارة عن موقف سياسي، لم يترجم باقتراحات عملية أو آليات تنفيذية، كي يتم تحديد موقف لبنان الرسمي منه»، حسب ما قالت المصادر التي أكدت أن العروض جاءت في معرض محادثات عبد اللهيان مع الجانب اللبناني. وقالت المصادر: «ستتم دراسة الموقف عندما يسلك الاقتراح مساراً عملياً وتنفيذياً ويتم تقديم صيغ واقتراحات»، مشددة على أن «الموقف اللبناني الرسمي يتحدد على ضوء المعطيات التي تأخذ بالاعتبار كل ما يحيط بالعروض من النواحي القانونية والسياسية». كان عبد اللهيان أعلن في ختام زيارته إلى لبنان عن عروض إيرانية للتعاون الاقتصادي في مجال الطاقة، واقترح بناء طهران معملي كهرباء في البلاد، وبناء شبكة مترو أنفاق في لبنان، كما أعرب عن استعداد بلاده «للوقوف إلى جانب لبنان في اتفاقية تعاون في المواد الغذائية أو الأدوية الطبية أو أي سلع أخرى». وفي مقابل العروض الإيرانية، تمضي وزارة الطاقة اللبنانية في خطة استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن عبر سوريا، بتسهيل أميركي، ووضع وزير الطاقة والمياه وليد فياض، بعد ظهر الجمعة، سفيرة الولايات المتحدة في لبنان دوروثي شيا، في أجواء نتائج الزيارات الأخيرة التي قام بها لكل من مصر والأردن. وشاركت السفيرة الوزير فياض بالأجواء الإيجابية الهادفة للإسراع في إنجاز الاتفاق مع مصر والأردن من أجل استجرار الغاز والكهرباء إلى لبنان، وإمكانية تسريع تأمين التمويل اللازم لإبرام الاتفاق، حسب ما ورد في بيان صادر عن وزارة الطاقة. وانقسم اللبنانيون، أمس، بين مؤيد ورافض للعروض الإيرانية. ووقف حزب «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» في صدارة الرافضين، إذ رأى عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور، في تصريح، أن «زيارة وزير خارجية إيران إلى لبنان هي لإظهار تمدد النفوذ السياسي الإيراني، ولن تجلب الترياق لمشكلاتنا الاقتصادية والاجتماعية، بل ستزيد من صعوبة مهمات الحكومة الإنقاذية، وستضفي المزيد من التعقيدات على علاقات لبنان العربية والدولية»، فيما رأى النائب أكرم شهيب، «إننا نحتاج إلى قاطرة عربية ودولية لتخرجنا من عصر العتمة»، مضيفاً أن عبد اللهيان «يلهي اللبنانيين بالمترو». من جانبه، سخر رئيس جهاز العلاقات الخارجية في «القوات اللبنانية» الوزير السابق ريشار قيومجيان، من العرض الإيراني، قائلاً: «عرضك مردود ولو أنك ستجد من يقبل باغتصاب سيادة بلده وكرامته». وفي المقابل، نوه تكتل نواب بعلبك الهرمل الذي يضم نواباً يمثلون «حزب الله» و«حركة أمل» بعروض التعاون الإيرانية، ودعا الحكومة إلى «التعاطي بمسؤولية مع هذه العروض ودرسها»، كما دعا الأفرقاء كافة إلى «التعاطي مع هذا العرض الكريم بكل إيجابية وحسن نية، بعيداً من منطق النكايات السياسية».

رفض سياسي لبناني لبناء محطة كهرباء إيرانية جنوب بيروت

بيروت: «الشرق الأوسط»... أثار اقتراح إيران إنشاء معمل لإنتاج الكهرباء في نادي الغولف في جنوب بيروت، موجة اعتراضات واسعة، تقدمها رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الذي رفض إنشاء معمل للكهرباء في واحد من آخر المواقع الخضراء في محيط العاصمة اللبنانية. وعرض وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إنشاء معملين لإنتاج الطاقة الكهربائية في جنوب لبنان وفي العاصمة بيروت، لإنتاج ألف ميغاوات من الكهرباء، تعادل ثلث الحاجة اللبنانية للطاقة. وسرعان ما تلقف الطرح رئيس بلدية الغبيري معن الخليل، المؤيد لـ«حزب الله»، وعرض بناء المعمل في مكان نادي الغولف. والغبيري هي واحدة من أكبر البلدات المحيطة بالعاصمة وتملك بلديتها موارد مالية كبيرة. وقال الخليل في منشور له في حسابه في فيسبوك: «نادي الغولف لا يدفع الرسوم البلدية من أربع سنوات ويدعون أنهم يخسرون رغم أن الاشتراكات تقبض بالدولار، وفي المقابل يتم استئجار العقار من الدولة اللبنانية بمبلغ 75 مليون ليرة (4000 دولار أي المتر بأقل من سنت واحد)». وأضاف «بناءً عليه، ‏نرحب بالهبة الإيرانية لتقديم محطة توليد كهرباء بقوة ألف ميغاوات ضمن عقار نادي الغولف في الغبيري لإنارة الضاحية الجنوبية وجبل لبنان وبيروت». وتابع: «العقار مساحته 410 آلاف متر مربع ونصفه أملاك للدولة اللبنانية ويتميز بقربه من الشاطئ». وقال جنبلاط: «في إيران يحترمون الطبيعة والحدائق الخضراء ويحتفلون منذ آلاف السنين بعيد الربيع النيروز في 21 مارس (آذار)». وأضاف «أما وأن الممانعة تصر على تزويدنا بمحطة إنتاج كهرباء فهل من الضروري مصادرة نادي الغولف لبنائها وهو مساحة خضراء مميزة في غابة الباطون لمدينة بيروت وضواحيها؟». وفي السياق نفسه، قال عضو «تكتل الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائب عماد واكيم، إن «نادي الغولف في بيروت معلم من المعالم الثقافية الرياضية التاريخية في لبنان، ومن غير المسموح به التفكير بإلغائه تحت أي حجة أكانت معمل كهرباء أو معمل صواريخ». وأضاف «فليقلع حزب الله عن هذا الطرح في هذا الوقت العصيب. نحن نعلم أن خلفية الطرح هي موقع الملعب قرب السفارة الإيرانية». والملعب الواقع شمال غربي مطار رفيق الحريري في بيروت، هو الملعب الوحيد لرياضة الغولف في لبنان، ويعتبر المساحة الخضراء الوحيدة الباقية جنوب العاصمة بعد تمدد الأبنية في الضاحية الجنوبية.

الانتخابات في دائرة الشمال الثالثة تمهد لمعركة الرئاسة

الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح... تكتسب الانتخابات النيابية المرتقبة نهاية شهر مارس (آذار) المقبل في دائرة الشمال الثالثة (تضم أقضية زغرتا، بشري، الكورة والبترون) أهمية استثنائية بعدما بات كثيرون يصورونها معركة على الزعامة المارونية ستنسحب تلقائياً على الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد نحو عام. ويعتبر قضاء زغرتا معقل تيار «المردة» الذي يرأسه النائب السابق سليمان فرنجية أحد أبرز المرشحين لرئاسة الجمهورية خاصة إذا قرر «حزب الله» دعمه كما دعم حليفه الرئيس الحالي العماد ميشال عون. ومن المفترض أن يترأس كما الانتخابات السابقة نجله النائب طوني فرنجية لائحة «المردة» التي حصدت في العام 2018 أكبر عدد من أصوات الناخبين ما أدى لحصولها على 4 مقاعد نيابية في الدائرة من أصل 10 مقاعد. أما قضاء بشري، فهو معقل «القوات اللبنانية» التي يرأسها سمير جعجع الذي كان مرشحاً للرئاسة عام 2016 ومن المفترض أن يجدد ترشيحه عام 2022. وخاض حزب «القوات» في الاستحقاق النيابي الماضي المعركة بلائحة ترأستها زوجة جعجع، النائبة ستريدا جعجع، علماً بأن لائحتها حصدت 3 مقاعد نيابية من أصل 10. ويخوض رئيس التيار «الوطني الحر» النائب جبران باسيل الانتخابات المقبلة مرة جديدة من مسقط رأسه، مدينة البترون، علماً بأنه حصد أكبر عدد من أصوات الناخبين في عام 2018، وفازت لائحته بـ3 مقاعد نيابية. لكن بعد فك النائب ميشال معوض الذي يعتبر أيضاً أحد المرشحين للرئاسة تحالفه مع «الوطني الحر»، سيؤثر ذلك بشكل كبير على عدد الأصوات التي سيحصدها العونيون، باعتبار أن معوض حصل على أكثر من 8500 صوت في الانتخابات الأخيرة. وفيما يعتبر الخبير في الإحصاءات الانتخابية ربيع الهبر أن الانتخابات النيابية المقبلة في دائرة الشمال الثالثة هي «نيابية بامتياز باعتبار أن رئيس الجمهورية في لبنان يصنع إلى حد كبير في الخارج»، يرى الناشط السياسي والأستاذ الجامعي الدكتور ميشال دويهي أن «هناك توجهاً بأن المرشحين الرئاسيين الأساسيين الثلاثة يجب أن يحققوا أفضل النتائج في الانتخابات النيابية كي يعززوا حظوظهم الرئاسية وتحديداً فرنجية وباسيل اللذين ينتميان لمحور الممانعة، على أن يحصل ذلك من ضمن ضوابط منظومة الحكم ولاعبيها». ويستبعد الهبر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن يترشح سمير جعجع للانتخابات النيابية، معتبرا أنه ليس بحاجة لمقعد نيابي، فالوضع اليوم يختلف عن عام 2005 حين عاد العماد عون من باريس وخاض الاستحقاق النيابي شخصياً. ويضيف: «أما جبران باسيل فمحسوم أمر ترشحه للنيابة في البترون فإما يذهب إلى ربح أو خسارة باعتبار أن تحالفاته ستحسم حصول لائحته على حاصل انتخابي»، مرجحاً فوز «القوات» بـ3 مقاعد، و«المردة» بـ3، و«الوطني الحر» بمقعد وميشال معوض بمقعد، على أن يبقى هناك مقعدان غير محسومين من دون استبعاد خرق لقوى التغيير والمعارضة. ويشير دويهي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى «خيارات سياسية جديدة في دائرة الشمال الثالثة بدأت تتبلور لم تعرفها الأقضية الأربعة التي تضمها هذه الدائرة ولو لمرة واحدة في تاريخها، حيث إن الناخبين فيها اعتادوا السير وراء الأقوى في القضاء سواء من خلال الأحزاب التقليدية أو العائلات السياسية». ويوضح أن العمل الجاري حالياً هو لـ«تشكيل رأي آخر ونمط عمل بالشأن العام مختلف عما اعتاده الناخبون في هذه الأقضية»، مضيفاً: «التحدي الحالي هو بخروج الائتلاف الذي يضم قوى المعارضة والمجموعات المرتبطة بـ17 تشرين الأول 2019، بورقة سياسية واضحة تقارب هموم الناس، وتشخص المشكلة الأساسية وتعرض الحلول المناسبة»، مشيراً إلى أن «تحقيق هذه المجموعات خرقا بأكثر من مقعد نيابي أمر وارد نتيجة التجاوب الاستثنائي من قبل الناس مع الخيارات السياسية الجديدة».

الأزمة في لبنان تتمدد إلى غاز المنازل بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار

بيروت: «الشرق الأوسط»... تمددت الأزمة المالية في لبنان مع ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل العملة المحلية، إلى غاز المنازل، حيث بدأت أزمة الغاز المنزلي إثر توقف شركات التعبئة عن تزويد المواطنين والوكلاء بمادة الغاز، بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار من 17 ألفاً إلى 19500 للدولار الواحد. وأقفلت شركات تعبئة الغاز أبوابها بعد ظهر الجمعة، وتوقفت عن تسليم قوارير الغاز إلى الموزعين، ما عطّل عملية توزيع الغاز المنزلي بعدما تم تسعير الغاز بالدولار الأميركي أو على سعر صرف السوق السوداء، مع رفع الدعم عن المادة الحيوية التي تستخدم في جميع المنازل للطهي، كما تستخدم بشكل أساسي للتدفئة في الشتاء. وقال نقيب موزعي قوارير الغاز عبد الهادي كمال العبيدي إنه «رغم تحرير سعر الصرف ورفع الدعم، لا يمكن الطلب من المواطن والوكيل تسديد ثمن الغاز بالدولار الأميركي وإضافة أعباء إضافية على كاهله، كون هذه المادة سيادية وأساسية، وهي سلعة غير كمالية، ولأن دخل المواطن والوكيل ليس بالدولار ولا يتقاضى الدولار، ومن الأساس لا يتم استيفاء المبلغ بالدولار، فمن أين يستطيع تأمين الدولار ليشتري سلعة أساسية تتعلق بقوته وقوت عائلته؟». وحذر العبيدي من أن «تداعيات حجب مادة الغاز لها تأثير مباشر على دورة الاقتصاد، وأن عدم الإسراع بإيجاد حل يعد تقصيراً وتدخلاً ضمن مخطط رفع سعر الدولار وضرب الاقتصاد الوطني وإيجاد أزمة جديدة وطوابير ذل. ودعا وزارة الطاقة إلى «إيجاد سعر موحد من الوزارة يُلزم به الجميع، ويؤخذ في الاعتبار ويدخل حيز التنفيذ بمؤازرة وزارة الاقتصاد، لإصدار جدول للسعر مرتين أسبوعياً». وحددت وزارة الطاقة سعر قارورة الغاز على سعر الصرف بقيمة 17000 ليرة قبل أن يرتفع سعر صرف الدولار إلى 19500 ليرة، أمس.

يدعم الحراك المدني بقوة استعداداً لـ «الاستحقاق المفصلي»

المجتمع الدولي «يقترع» للتغيير في انتخابات لبنان المقبلة

بيروت – «الراي»:..... «الراي» تضيء على ما يقوله زوار لبنان من ديبلوماسيين وسياسيين حول «مفتاح التغيير الحقيقي».... يستعيد المجتمع الدولي دخولَه على خط الانتخابات في لبنان كما حصل عام 2005 إثر إغتيال الرئيس رفيق الحريري، وعلى نحو أكثر وضوحاً مما حصل مع الانتخابات الرئاسية لمرتين عام 2008 و2016. قد يكون تفجير مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020، أعاد لبنان إلى الخريطة الدولية والاهتمام الخارجي، سواء إعلامياً أو من خلال مبادرة الرئيس الفرنسي إيماونويل ماكرون، أو عن طريق استنفار الدول العربية والغربية لتقديم مساعدات إغاثية وإعانات عاجلة لمنع الإنهيار الشامل، لكن مقاربة الوضع اللبناني لم تتجل في هذه الحدة، منذ 16 عاماً، راسمة خطاً فاصلاً بين ما قبل الإنتخابات النيابية وما بعدها. الصراعُ اليوم كما يظهر تدريجاً منذ المرحلة التي سبقت تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، إنبثق من قرار المجتمع الدولي بضرورة إجراء الانتخابات في لبنان في موعدها. والمجتمع الدولي يعني أولاً الولايات المتحدة وثانياً كل العواصم التي تهتم عادة بلبنان كدول أوروبا، إضافة إلى الدول العربية وفي مقدمها السعودية، وكلها تتعاطى مع الإنتخابات على أساس انها إستحقاق مصيري. وقد رشح من دوائر ديبلوماسية فرنسية ان المحادثات بين باريس والرياض عبر زيارة وزير الخارجية جان - ايف لودريان والإتصالات المشتركة وصلت إلى نقطة محورية وحيدة تتعلق بموقف الرياض من لبنان ومساعدتها له «نتحدث بعد الإنتخابات، إذا كنتم تعتبرون انها مفصلية». في المرحلة الأولى لم يكن الاهتمام الدولي بالانتخابات واضحاً إلى هذا القدر، وخصوصاً قبل تشكيل الحكومة. وكان الرأي الغالب أن لبنان يتجه إلى تمديد ولاية مجلس النواب، وان بعض القوى السياسية ومنها حزب رئيس الجمهورية ميشال عون («التيار الوطني الحر») لن ترى سبباً مانعاً لتأجيل الإنتخابات، في ظل التراجع الشعبي الذي سجّله التيار، الذي يترأسه الوريث السياسي لعون، النائب جبران باسيل، في المرحلة التي تلت إنتفاضة 17 أكتوبر 2019. لكن التيار لا يُظْهِر اليوم حماستَه كثيراً لتأجيل الإنتخابات، بعدما إستعاد أنفاسه عقب تشكيل الحكومة، متريثاً في إستشكاف ما تذهب إليه تداعيات تأليفها وإنعكاس تجاوبه مع واشنطن في تخفيف حدة الشروط عليه. المرحلة الثانية تزامنت مع إعطاء واشنطن الضوء الأخضر لتشكيل الحكومة، مُحاوِلَةً تطويق الآثار السلبية الناجمة عن الإنهيار الإقتصادي، وتخفيف حدته. وكانت واشنطن واضحة في فرض معادلة الحكومة مع الإنتخابات النيابية. وهذه المعادلة غير قابلة لأن تكون منفصلة، ما يعني ان المجتمع الدولي سيكون من الآن وصاعداً أكثر حضوراً وضغطاً في سبيل إجراء الإنتخابات في موعدها، بعدما سلكت التسوية الحكومية طريقها. ويشدد زوار لبنان من ديبلوماسيين وسياسيين، كما في العواصم المعنية، على أن مفتاح التغيير الحقيقي هو الإنتخابات النيابية، كما حصل في دورتي 2005 و2009، حين ظهرت سلوكيات انتخابية جعلت الأكثرية في يد قوى «14 مارس». ورغم أن التسويات لاحقاً، عطّلت مفاعيل فوز هذه القوى، إلا انه يُحسب لها انها سجلت إنتصاراً مدوياً في مقابل الرهانات الخاسرة التي كانت معقودة على فوز قوى «8 مارس» بقيادة «حزب الله». لكن هذا التغيير يتطلب شروطاً تحرص عليها الجهات الداعمة. ولذا لم يعد سراً أن هناك حملات دعْمٍ خارجية للقوى التي تتجمع من أجل خوض الإنتخابات في مواجهة عون و«حزب الله». وهذا يشمل في حيثياته قوى المجتمع المدني التي ظهرت بقوة بعد إحتجاجات 17 أكتوبر، ودخلت إلى ساحة القوى السياسية. والشروط السابقة الذكر تتعلق بمدى إستعداد كل القوى المُعارِضة لأن تنخرط جدياً في مشاريع تغييرية، لأن الرهان هذه المرة لا يتعلق بقوى سياسية كانت أكثر حضوراً في السلطة كما كانت الحال سابقاً. وهذا يضع تحدياً كبيراً على المجتمع الدولي كما على الأحزاب التي سترى في جمعيات المجتمع المدني مُنافِساً لها، وخصوصاً ان شعارات إنتفاضة 17 أكتوبر ساوت بين القوى السياسية كافة، المعارضة والموالاة على السواء. لكن ما يَظْهر في الأيام الأخيرة أن ثمة إصراراً من عواصم معنية على أن تكون الانتخابات المحك الأساسي للمرحلة المقبلة التي ترتسم فيها معالم الكباش الحقيقي، بين محورين اقليمي ودولي في التعامل مع لبنان. وإذا كانت زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان تُعتبر مؤشراً إيرانياً بالغ الدلالة على إستعداد حلفاء إيران في لبنان للتعاطي مع المرحلة الجديدة التي تلت تشكيل الحكومة، عبر ملفات إقتصادية وسيادية في موازاة الإنتخابات، فان القوى المعارضة للحزب، تضع من الآن الإنتخابات وحدها كخط أساسي يمكن من خلاله العبور إلى معاودة رسْم التوازنات في السلطة في لبنان. وهي بذلك تستند إلى معايير وملامح ثبات في المواقف الغربية تجاه حتمية إجراء الإنتخابات ومد المساعدة لهم مالياً. وهنا بدأ الكلام عن ضخ مساعدات إلى بعض القوى السياسية والمجتمع المدني من أجل القيام بترتيبات عاجلة للبدء في معركة الإنتخابات، ذلك أن الوقت لم يعد سانحاً بعدما بدا ان قرار تقريب الموعد شهرين (من مايو الى 27 مارس المقبل) إتُخذ من اجل تطويق حركة المعارضة. والتحدي الآن يكمن في نقطتين، مدى قدرة القوى المُعارِضة على التكيف مع خلافاتها الداخلية لتجميع صفوفها بدل الدخول إلى المعركة مشرذَمة، وبين ثبات المجتمع الدولي على موقفه فلا يكون متأرجحاً، على قاعدة الدخول في مساومات طويلة الأمد إقليمياً ودولياً، فتخسر المعارضة مرة جديدة رهانها الانتخابي.

توافق على استخدام فيول «احتياط الضرورات القصوى»... «طوارئ» في لبنان لـ «النجاة» من العتمة الشاملة

بيروت – «الراي»:... بـ «صعقة» العتمة الشاملة أصيب لبنان، اليوم السبت، مع انفصال شبكة الكهرباء بشكل كامل بعد توقف معمليْ الزهراني ودير عمار نتيجة نفاد المازوت وتدنى انتاج الطاقة الى ما دون 200 ميغاواط لا تكفي لربط الشبكة الكهربائية ببعضها. ورغم أن هذه ليست المرة الأولى يحصل فيها «انهيار الشبكة» وانفصالها، إلا أن ما حصل اليوم اكتسب أبعاداً صادمة لأنه ترافق مع تمادي «دومينو» إطفاء المعامل في ظل عدم توافر مخزون كافٍ من المحروقات على أنواعها، وسط تقارير تحدثت عن أن لبنان سيبقى في «قبضة» العتمة الشاملة لأكثر من أسبوع ما لم تتم الاستعانة بالمازوت من منشآت الزهراني لمعاودة تشغيل المعملين اللذين خرجا من الخدمة. وتحت وطأة هذا «الكابوس» الذي يُسابِق وصول شحنة جديدة من الفيول العراقي المستبدَل، الذي لم ينجح لبنان في توفير آلية مستدامة للاستفادة منه بما يوفّر ثباتاً في استثماره على الشبكة ولو بالحدود الدنيا، اشتعلت الكواليس باتصالات لإنقاذ البلاد من عتمةٍ كانت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وضعت التصدي لها ولو بهدفٍ متواضع هو رفع التغذية الى 8 ساعات في الـ 24 ساعية لضمان استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سورية. وسرعان ما كشفت معلومات عن ان الاتصالات أفضت الى توافق على تزويد محطات الانتاج بالفيول من الاحتياط المتوافر للضرورات القصوى، وأن التيار الكهربائي سيُعاد تدريجً خلال الساعات المُقبلة. ومعلوم أن مؤسسة كهرباء لبنان كانت أعلنت قبل أسبوع «أنه وبالاضافة الى المعامل المتوقفة قسرياً عن انتاج الطاقة، توقف قسراً أيضاً معمل الذوق الحراري عن انتاج الطاقة، نتيجة نفاد خزينه من مادة الفيول أويل( Grade A) الأمر الذي أدى الى انخفاض القدرة الانتاجية الاجمالية الى ما دون 500 ميغاواط، واضطرارها من جرائه الى تشغيل معملي دير عمار والزهراني بالتتالي بطاقتهما القصوى لفترة وجيزة فقط لرفع الانتاج قليلاً وتثبيت الشبكة قدر المستطاع، موضحةً أن هذا الامر عجل في وتيرة استهلاكهما لمخزونهما من مادة الغاز أول، لتعود وتخفضهما الى نصف طاقتهما الانتاجية لإطالة فترة تشغيلهما أكثر ما يمكن». وقالت: «بات من شبه المستحيل المحافظة على ثبات واستقرار الشبكة الكهربائية في ظل هذه الظروف التشغيلية الصعبة جدا، مما ينذر بانهيارها الشامل في اي لحظة وعدم امكانية بنائها مجدداً، سيما جراء القدرة الانتاجية المتدنية من جهة، واستمرار وجود محطات تحويل رئيسية خارجة عن سيطرتنا من جهة أخرى، حيث تجري قوى أمر الواقع داخلها مناورات كهربائية تنعكس سلباً وتقوّض أي امكانيات تأمين حد أدنى من التغذية الكهربائية بصورة عادلة على جميع المناطق اللبنانية».

ظلام لبنان.. قد يستمر أياماً

الراي.. قال مسؤول لـ «رويترز»، اليوم السبت، إن البلاد دخلت في ظلام تام بعد خروج أكبر محطتي كهرباء من الخدمة بسبب نقص الوقود. وقال المصدر إن «شبكة كهرباء لبنان توقفت تماما عن العمل عند ظهر اليوم، ومن المستبعد أن تعمل حتى نهار الاثنين القادم أو لأيام عدة». وأكدت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان صحافي توقف محطتي دير عمار والزهراني لتوليد الكهرباء عن العمل «ما انعكس مباشرة على ثبات واستقرار الشبكة وأدى إلى هبوطها بشكل كامل دون إمكانية إعادة بنائها مجددا في الوقت الراهن في ظل هذه الظروف التشغيلية الصعبة والقدرة المتدنية من جهة واستمرار وجود محطات تحويل رئيسية خارجة عن سيطرة المؤسسة من جهة أخرى». وفي وقت لاحق مساء اليوم، نقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن مؤسسة كهرباء لبنان قولها إنه جرى الاتفاق مع قيادة الجيش اللبناني على حصول المؤسسة على كمية ستة آلاف كيلولتر من زيت الغاز من مخزون الجيش لتوزيعها مناصفة على محطتي الزهراني ودير عمار وهو ما سيوفر طاقة إضافية قدرها نحو 300 ميجاوات تكفى لفترة ثلاثة أيام. ويعتمد معظم اللبنانيين على مولدات الكهرباء الخاصة التي تعمل بالديزل بالرغم من نقص المعروض. ونتجت أزمة الوقود عن انهيار مالي يعصف بالاقتصاد اللبناني منذ 2019، حيث فقدت العملة نحو 90 في المئة من قيمتها وانزلق أكثر من ثلاثة أرباع السكان إلى براثن الفقر.

لبنان: صراع رئاسي على مفاوضات ترسيم الحدود... عون وميقاتي يُجريان مفاوضات منفصلة مع واشنطن وشركات نفط

الجريدة... كتب الخبر منير الربيع.... بدأت عوامل الانقسام في الحكومة اللبنانية تظهر في أكثر من ملف أساسي، بعدما خَفُت وهج الأجواء الإيجابية التي رافقت تشكيلها، وتضاءل منسوب التفاؤل بـ «تسوية كبرى» محلية وخارجية ستنعكس سريعاً على مسارات التفاوض مع الجهات المانحة أو الصناديق الدولية للحصول على المساعدات، للبدء بمعالجة أسوأ أزمة اقتصادية عرفتها البلاد. وتتركز الانقسامات على التوجهات المتعارضة جذرياً بين كل من رئيسَي الجمهورية ميشال عون والحكومة نجيب ميقاتي، فيما يخص خطة الكهرباء، والبطاقة التمويلية، وآلية التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وتشكيل لجنة التفاوض مع الصندوق التي أصرّ عون على ضمّ مستشاريه إليها، وهو أمر كان يرفضه ميقاتي، لكنّه عاد وخضع له. هذه الخلافات ستكون لها انعكاسات أوسع في المرحلة المقبلة، خصوصاً في ظل الاختلاف في التوجهات بين أعضاء لجنة التفاوض مع صندوق النقد، حول آلية وضع البرنامج التفاوضي وصيغة توحيد أرقام الخسائر أو تحديد من يتحمّل مسؤوليتها، ولن يكون ذلك مؤشرا إيجابيا بالنسبة إلى الموقف اللبناني. في الأثناء، تشير مصادر حكومية إلى وجود خلاف كبير في التوجهات بين عون وميقاتي حول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وهو ملف استراتيجي حساس. ويريد ميقاتي العودة إلى خطة التفاوض التي أطلقها سابقاً خلال ترؤسه الحكومة عام 2011، والتي استند إلى خبراء تقنيين في الجيش اللبناني لوضعها. في المقابل، يريد عون أن يكون هذا الملف من صلاحياته، وبالتالي يرفض خطة ميقاتي السابقة. وفي ظل هذا التجاذب، من الواضح أن الوفد العسكري المفاوض برئاسة العميد بسام ياسين هو من يدفع الثمن. وكان الوفد العسكري المفاوض قد أبرز وثائق تشير إلى أن حق لبنان في المساحة البحرية يصل إلى حدود 2290 كلم مربع، وهو ما أبدى عون حماسة له في البداية، وأراد توقيع مرسوم يعدّل فيه المرسوم الذي أودعته حكومة ميقاتي سنة 2011 لدى الأمم المتحدة، وينص على أن مساحة لبنان هي 860 كلم مربع. لكنّ عون تراجع بعد رفض أميركي وتلويح بأن تلك الخطوة ستؤدي إلى مزيد من الضغوط على لبنان، وستعرقل مسار التفاوض. وفي الوقت الذي كان الوفد العسكري يصر على حماية حقوق لبنان بالبحر من خلال توقيع المرسوم الجديد، وهو ما يرفضه عون وميقاتي، برز تطور جديد وهو إحالة رئيس الوفد العميد بسام ياسين الى التقاعد، فيما كان قائد الجيش يريد التمديد له لاستكمال مهمته، مع تمسّكه برفض ترؤس الوفد من قبل شخصية مدنية. لذلك دخل الرئيسان عون وميقاتي، كل من جهته الخاصة، في مفاوضات منفصلة مع الأميركيين حول ما يمكن التوصل إليه من حلول، وايضاً في مشاورات مع شركات نفط دولية للوصول إلى تسوية ترضي الجميع. في المقابل، قررت الإدارة الأميركية تعيين السفير السابق آموس هوكشتاين، وهو من أصول إسرائيلية، رئيساً للوفد الأميركي الراعي للمفاوضات خلفاً للسفير السابق جون ديروشيه. وكان هوكشتاين قد تولى المفاوضات بين لبنان وإسرائيل سابقاً، خلفاً للسفير فريدريك هوف، وكان اقتراحه بأنه لا داعي للاستمرار بالخلاف، إذ يمكن منح لبنان مساحة نسبتها 55 بالمئة من أصل 860 كلم، فيما تعتبر المساحة المتبقية متنازعا عليها، وبحال كان فيها كميات نفطية يمكن تأسيس صندوق سيادي وتوزيع عائدته إلى حين الاتفاق النهائي، لكن لبنان رفض قطعياً هذا الاقتراح. ويفترض أن يزور هوكشتاين لبنان في المرحلة المقبلة، للقاء المسؤولين والبحث في إمكانية تفعيل المفاوضات. بينما يفكر لبنان في إمكانية استشارة شركات دولية متخصصة في أعمال المساحة البحرية، لتحديد حدوده وحصته وحقوقه، ولكن طالما استمرت الخلافات بين القوى السياسية التي تتسابق لإنجاز الملف بنفسها قد يؤدي إلى إضاعة حقوق لبنان المهدورة منذ 10 سنوات، في حين باشرت إسرائيل أعمال التنقيب، وأصبحت على مشارف الاستخراج. وقبل زيارة هوكشتاين، تزور مساعدة وزير الخارجية الأميركي، فيكتوريا نولاند، لبنان الاسبوع المقبل، وستبحث ملف ترسيم الحدود الى جانب ملفات أخرى.



السابق

أخبار وتقارير... صفقة "مخابراتية" فرنسية روسية سورية تعيد رفعت الأسد لدمشق...عشرات القتلى بتفجير انتحاري في مسجد بأفغانستان... «داعش خراسان»: وكالات الاستخبارات الإقليمية تتعهد مطاردة الجماعة الإرهابية.. ماكرون يجدد رفضه الاعتذار عن الاستعمار الفرنسي لأفريقيا..تصريحات لماكرون عن الاستعمار في الجزائر تفجّر أزمة بين تركيا وفرنسا..بولندا تتهم قوات بيلاروسيا بإطلاق النار على جنودها عند الحدود.. «ناتو» يدرس خيارات لدعم القوة المتعددة الجنسية في الساحل.. عبداللهيان وعد بتلبية مطلب روسي بتشكيل وفد لمفاوضات فيينا..مشاورات سياسية بين تركيا وإيران: ما علاقتها بأذربيجان؟.. وزارة العدل الروسية تصنّف صحافيين وشركات إعلامية كـ«وكلاء أجانب»..

التالي

أخبار سوريا... عبداللهيان يبحث بدمشق «كعكة الإعمار» و«التطبيع العربي»... الأسد يبحث مع عبد اللهيان سبل «إنهاء الوجود الأجنبي»..«الخريطة الروسية» تصل إلى حدود الأردن.. الضربة الإسرائيلية وسط سوريا أسفرت عن قتيلين... بطء شديد في عمليات التلقيح بسوريا..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,118,568

عدد الزوار: 6,754,241

المتواجدون الآن: 118