أخبار لبنان..الدولار «المتوحِّش» يُشعل الأسعار في رمضان..ويدفع الشارع إلى النار..باربرا ليف في بيروت غداً..وهذا ما استشفّه جنبلاط من زيارته للكويت..هل تفرج «خلوة النواب المسيحيين» عن الاستحقاق الرئاسي اللبناني؟..رئيس قبرص يؤكد دعم لبنان داخل الاتحاد الأوروبي..إصابة جنديين إسرائيليين بلغم على الحدود اللبنانية..مظاهر الخراب تتزايد: الدولار خارج السيطرة..تفاصيل مناورة جنبلاطية أسقطها سمير جعجع..

تاريخ الإضافة الأربعاء 22 آذار 2023 - 4:52 ص    عدد الزيارات 717    التعليقات 0    القسم محلية

        


الدولار «المتوحِّش» يُشعل الأسعار في رمضان..ويدفع الشارع إلى النار...

سلامة يُطمئن إلى قدرته على امتصاص الليرة.. والمزايدات المسيحية تحاصر تشريع الضرورة مجدداً

غداً الخميس أول أيام شهر رمضان المبارك في لبنان والبلدان العربية والإسلامية.

اللواء.....وعشية حلول الشهر الكريم، وبعد يوم عاصف بالانهيارات على مستوى سعر صرف الدولار في السوق السوداء الذي كاد يلامس المائة وخمسين الفاً، فاتحاً الطريق امام ارتفاع هستيري بأسعار السلع والخضار، وحتى ربطة الخبز، وتوجهاً لدى محطات المحروقات للإغلاق وتوجه الصيدليات للإقفال، على وقع نيران الدواليب المشتعلة في اكثر من شارع وحي في بيروت والمحافظات، وسط حالات من الارباك طالت كل شيء، قبل ان تهدأ العاصفة الهوجاء، وتحدث سلسلة من «الانفراجات الجزئية» غير المفاجئة، بدءاً من اعلان مصرف لبنان العودة الى نظام صيرفة لكل المواطنين، ورفع سعرها الرسمي الى 90٫000 ألفاً، واعلان جمعية المصارف عن تعليق الاضراب بدءاً من اليوم «لمناسبة بداية شهر رمضان، وتسهيلاً لأمور كافة المواطنين وعلى ضوء الاتصالات مع السلطات لمعالجة الخلل في المرفق القضائي والمرفق التنظيمي..». ومع لجم «الدولار المتوحش» واعادته 35 ألفاً الى الوراء، هدأ الموقف بعد ان أوشك هذا الدولار ان يلتهم التحضيرات المتواضعة لشهر رمضان المبارك، ويدفع الاحتجاجات الى فوهة البركان. في هذا الوقت، بدا اللبنانيون يتامى بكل ما للكلمة من معنى، فانشغالات كبار المسؤولين بدت هامشية، او بلا قيمة، مع مجريات الوضع الذي اقترب من الانفجار الكبير، لولا اجراءات اقتضت نزع الفتيل، بانتظار الفرج الآتي من الانفراجات الاقليمية، لا سيما على جبهة الرياض - طهران، وما يتصل بها، من دون اغفال اعادة تشكيل العالم بعد الحرب الروسية - الاوكرانية. وفي هذا الاطار، وفيما يمضي التيار الوطني الحر الى نزعته المتشددة، ولو على حساب الاستقرار والوحدة الداخلية، قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«اللواء» الانسداد الداخلي سيّد الموقف، والتعويل الآن على ما يمكن ان يحصل في الخارج، مع العلم ان لا مفاعيل سريعة للتقارب السعودي - الايراني.. وفي حين، نقلت مصادر نيابية عن رئيس مجلس النواب قوله ان مرشح الثنائي هو: فرنجية، وفرنجية ثانياً، وثالثاً لغاية ما بالإمكان عدّه، نقل عن مقربين من حزب الله ان خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم سيكون هادئاً.. وفي سياق متصل، تتجه الانظار الى ما سيسفر عنه اجتماع هيئة مكتب المجلس النيابي لجهة عقد جلسة تشريعية، تقر الكابيتال كونترول، والسماح بطبع فئات نقدية جديدة من فئة الـ500 الف والمليون ليرة، مع توفير الاعتمادات لاجراء الانتخابات البلدية والاختيارية. وفي المعلومات فإن تكتل لبنان القوي يتجه للمشاركة في الجلسة، بعد اعلان كتلتي الجمهورية القوية (القوات اللبنانية) وحزب الكتائب الى المقاطعة، مع مخاوف من عودة المزايدات المسيحية لمحاصرة جلسات تشريع الضرورة. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن دعوة الرئيس نبيه بري هيئة مكتب المجلس للأجتماع الأثنين المقبل لتحديد جدول أعمال قد تلقى المصير نفسه أي أن هناك فرضية في الأخفاق في قيام هذه الجلسة ما لم يتأمن لها النصاب والتفاهم. وأوضحت هذه المصادر أنه إذا كانت الكتل النيابية التي أعلنت مقاطعتها أي جلسة غير مخصصة لانتخاب رئيس للبلاد قد قررت تبديل رأيها فهذا حكما يعني التئام المجلس ، لافتة إلى أن هناك إشكالية تتصل بالحاجة إلى التشريع لعدد من القضايا في حال تم رفض انعقادها. وقالت انه من المرتقب أن تتظهر المواقف قبيل جلسة اللجان المشتركة مع العلم أن هناك بنودا ضرورية سيعمل على إدراجها. إلى ذلك افادت هذه المصادر أن الوقائع على الأرض لاسيما مسالة تفلت سعر الصرف تنذر بمضاعفات خطيرة لاسيما ما لم يتم ضبطها بالحد الأدنى. وتأتي إلحاحية الجلسة، في ضوء التقرير الذي سيصدر غداً عن صندوق النقد الدولي، لجهة التحذير من تنامي المخاطر اللبنانية، لا سيما لجهة المخاطر التي تهدد ودائع المواطنين، التي تقلصت امكانيات استردادها وفقاً لبرنامج التعافي الاقتصادي، الذي قدمته الحكومة، ربطاً باصلاحات قانونية تتعلق بالكابيتال كونترول والدمج المصرفي. وتوقعت مصادر سياسية واسعة الاطلاع،بتسارع التحركات الاتصالات والمشاورات في الداخل ومع الدول المهتمة بمساعدة لبنان، لتخطي ازمتة المتفاقمة،وتحديدا المملكة العربية السعودية وفرنسا ،وتشمل ايضا ايران،بعد الاتفاق السعودي الايراني، لتسريع الخطى لإنجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس الجمهورية في وقت قريب، قد لايتعدى اسابيع معدودة. وقالت المصادر ان دوافع هذه التحركات المتسارعة للدول المعنية، هي لتفادي الانهيار الشامل لكل مكونات الدولة اللبنانية، بعدما بلغ تدهور الاوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية، مستوى غير مسبوق،وبات ينذر بالاسوأ، وبتداعيات غير محمودة، اذا تركت الامور تتداعى نحو الانهيار الشامل، اذا لم يتم استيعابها ووضع حد سريع لها،من خلال اول خطوة ضرورية،وهي انتخاب رئيس للجمهورية، والمباشرة بعدها بتشكيل حكومة قادرة، على لملمة الاوضاع المتدهورة، واعادة تفعيل عمل المؤسسات والادارات العامة، وبدء عملية حل الأزمة القائمة. واشارت المصادر إلى انه على عكس الحركة السياسية الخجولة، وعدم ظهور بوادر جدية لانتخاب رئيس الجمهورية، فإنه بعد توقيع الاتفاق السعودي الايراني، بدأت سلسلة إتصالات ديبلوماسية مع المسؤولين والسياسيين اللبنانيين، لبلورة نتائج هذا الاتفاق بما يخص لبنان،وتحديدا لانتخاب رئيس للجمهورية، وتم إبلاغ هؤلاء المسؤولين، بضرورة ردم هوة الخلافات بين مختلف الاطراف السياسيين، والتفاهم على انتخاب شخصية مقبولة من الجميع، لانه لم يعد مجديا،تمسك كل طرف بمرشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية، دون قدرة اي تحالف على ضمان فوز مرشحه،بظل موازين القوى المتقاربة. وتكشف المصادر النقاب عن اولى ضحايا الاتفاق السعودي الايراني، عدم الاتفاق على تأييد ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وقد تم إبلاغ هذا الرفض الى اكثر من مسؤول وسياسي لبناني وفي مقدمتهم الرئيس نبيه بري، باعتبار انه لا يحووز على المواصفات المطلوبة، ان كان استنادا إلى نتائج، لقاء باريس الخماسي، او بالمداولات التي جرت بين الدول المشاركة فيه والعديد من المعنيين بهذه اللقاءات، وطرحت خلالها البدائل لفرنجية،اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون واسم الوزير السابق جهاد ازعور ، باعتبار ان كل مرشح منهما يتمتع بالمواصفات المطلوبة لخوض غمار الترشح للانتخابات الرئاسية. ولدى تذرع هؤلاء المسؤولين،بأن طرح ترشيح قائد الجيش للانتخابات الرئاسية، يستوجب تعديلا دستوريا، اجابه احد السفراء المعنيين قائلا ،وماذا يمنع ان يتم تعديل الدستور،كما حصل خلال انتخاب الرئيس ميشال سليمان. واعربت المصادر عن اعتقادها بأن خارطة مرشحي الرئاسة، رست على اسم قائد الجيش واسم الوزير ازعور في الوقت الحاضر على الاقل. وفي اليوميات المتسارعة، لم يعد من مجال للحاق بالتلاعب بسعر الدولار الاسود طالما انه بات بلا سقف وقارب سعر 143 الف ليرة ليعود وينخفض خلال دقائق 10 الاف ليرة، بلا وازع من ضمير لدى المتلاعبين بالعملة الوطنية وقوت المواطن، وطالما ان الدولة المسؤولة عن رعاياها منشغلة بأمور اخرى وتصفية حسابات بين اركانها، وفي اموروقضايا تحت عناوين «تشريع الضرورة وجلسة الضرورة الحكومية»، وكأن هناك من ضرورة قصوى اكثر من معالجة ما تعانيه البلاد والعباد من انهيار شامل. لكن سرعان ما أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في بيان ظهراً، «إجراء عملية مفتوحة ومستمرة لشراء الاوراق النقدية اللبنانية وبيع الدولار نقدا على سعر صيرفة». وحدد المصرف المركزي، في تعميم، صيرفة بـ90 ألف ليرة لبنانية مقابل كل دولار ابتداء من يوم امس 21 آذار ما ادى الى تراجع سعر الدولار الى نحو 120 الى 110 الاف ليرة، ولكن إجراء المركزي لا يُكلّف في اكثر تبعاته إلّا المواطن نظراً لإنعكاس سعر صيرفة على معظم فواتيره لا سيما الهاتف الخلوي التي تضاعفت اكثر من مرتين خلال اسبوعين. وجاء في تعميم المركزي: يمكن للجمهور ان يسلم الليرة النقدية الى الصرافين من فئة «أ» او الى المصارف العاملة ويتسلم الدولار بعد ثلاثة ايام. وتسجل كل العمليات على منصة صيرفة. ويمكن للمصارف التي تعود عن اضرابها المشاركة في هذه العملية. ان الهدف من هذه العملية هو الحد من ارتفاع سعر صرف الليرة في السوق الموازية والمحافظة على قيمة الودائع بالدولار المحلي. واوضح سلامة الى ان القرار الذي اتخذناه جاء لسحب الليرات اللبنانية من السوق ومصرف لبنان لديه القدرة على ذلك، داعياً المواطنين الى الذهاب الى اقرب مصرف فئة A او الى المصارف التي لم تغلق ابوابها، مؤكداً اصداره على تنفيذ قراره، لمصلحة القدرة الشرائية للمواطنين. ومع فقدان السيطرة على سعر صرف الدولار والتدهور الدراماتيكي لقيمة الليرة، عاد الحديث مُجدداً عن إصدار فئات جديدة من العملة الوطنية، ولاسيما طباعة ورقتي الـ500 ألف ليرة والمليون ليرة. كما انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة لورقة المليون تم تداولها بشكل كبير الا انها مفبركة ونشرت قبل سنتين كنوع من الاحتجاج الساخر على الوضع. وفي هذا الإطار، أكد مصدر في مصرف لبنان انه «لا يمكن طبع ورقة نقدية قيمتها أعلى من 100 ألف ليرة لأن هذا الأمر يحتاج إلى تعديل قانون النقد والتسليف وهو يتم من خلال مجلس النواب». وشدد المصدر على أن «اصدار اي فئة جديدة من الليرة اللبنانية يحتاج الى قانون وعلى ان الورقة النقدية من فئة المليون ليرة ليست مطروحة أصلا»، وأشار إلى «اقتراح قانون تقدّم به بعض النواب لطباعة ورقتي 200 ألف و500 ألف ليرة»، مؤكدا وجود إيجابيات لطباعة هاتين الورقتين. وتُشير المعلومات إلى انه سيتم تطرح مسألة إقرار فئات جديدة من العملة الوطنية والتسريع بطباعة ورقتي الخمسمئة ألف ليرة والمليون ليرة من ضمن جدول اعمال الجلسة التشريعية المرتقبة، وذلك بعدما باشر فعلياً حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الخطوات العملية واللوجستية في هذا الاتجاه.

الصيادلة: فك الاضراب

وفيما عمت الاضرابات والاعتصامات وقطع الطرقات احتجاجاً على الانهيار المعيشي، بعض المؤسسات والادارات الرسمية كمؤسسات المياه وموظفي الدولة في الشمال وقارب سعر صفيحة البنزين مليون و700 الف ليرة، وقارورة الغاز تجاوز المليون ونصف، صدر عن مجلس نقابة صيادلة لبنان بيان دعت الصيدليات في لبنان الى الاقفال ابتداءً من اللحظة، الى ان يعاد تسلّم الادوية الى الصيدلية بالصيغة والالية أيًّا تكن والتي يتّفق عليها المعنيون. لكن نقيب الصيادلة جو سلوم عاد كشف أنه تم توقيع اتفاقية بين نقابة صيادلة لبنان ونقابة مستوردي الادوية، تضمن تسليم الادوية الى الصيدليات بشكل منتظم ضمن آلية محدّدة.ودعا الصيدليات الى فتح ابوابها ابتداءً من اليوم، آملا أن يتم تطبيق بنود الاتفاق للتمكن من الاستمرار في خدمة المرضى.

الأبيض: ممنوع دولرة الدواء

وفي السياق الصحي اصدر وزير الصحة الصحة الدكتورفراس الابيض بيانا اوضح قيه: أما وقد تراجع نسبياً سعر صرف الدولار في السوق السوداء بعد ارتفاعه الكبير في ساعات الظهيرة، يهمنا التوضيح للرأي العام أن وزارة الصحة العامة وتلافياً للانعكاسات السلبية للفروقات الكبيرة والسريعة التي يشهدها سعر الصرف تعمد إلى تحديث مستمر لمؤشر أسعار الدواء. وقال: وأصدرت الوزارة ثلاثة مؤشرات: الأول صباحاً على سعر 122000 ليرة لبنانية ثم ما لبثت أن أصدرت ظهرا مؤشرا محدثا على سعر 140000، لتصدر مؤشراً ثالثًا على سعر 118000 بعد الظهر. اضاف: ويأتي ذلك تفهماً لتداعيات الأوضاع المالية الصعبة على القطاعات كافة، لا سيما الصحية منها، وتتطلع الوزارة في الوقت عينه إلى أن يتحمل الأطراف المعنيون كافة مسؤولياتهم الانسانية والمهنية والوطنية في هذه الظروف البالغة الصعوبة. ولكن الحاصل هو تكرار الدعوات النقابية إلى الإضراب والإقفال والدولرة.

في هذا السياق يجدر التوقف عند مسألتين:

-إن نسبة الجعالة التي يقبضها الصيادلة من بيع الدواء تبلغ ثلاثين في المئة من سعره. وهي جعالة عادلة جدا.ً

كما أن الصيادلة يشترون الدواء من المستوردين بالعملة اللبنانية وليس بالعملة الصعبة (أي عمليا بسعر أقل من سعر السوق السوداء الذي يسجل ارتفاعات مستمرة)

والجدير ذكره أن المادة 88 من قانون مزاولة مهنة الصيدلة تمنع تحت طائلة العقوبة إقفال هذا القطاع الحيوي (الصيدلية أو المستودع أو المصنع أو المستورد أو الوكيل) لأن في ذلك تعريضاً لحياة المرضى للخطر. وقال: وبالنسبة للدولرة، فإن وزير الصحة العامة يجدّد رفضه هذا الأمر الذي سيحول الصيدليات إلى محلات صيرفة، ويجعل من القطاع الصحي في لبنان واحة للأغنياء في صحراء من الفقر. فهل هذا هو المطلوب؟

المحروقات بالدولار

قررت نقابة اصحاب المحطات في لبنان بالاجماع، «مطالبة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ووزيري الطاقة والمياه وليد فياض والاقتصاد والتجارة امين سلام وجميع المعنيين الحريصين على المصلحة العامة، بتسعير صفيحة البنزين بالدولار الاميركي بما اننا ندفع ثمن الصفيحة للشركات المستوردة بالدولار». وقالت النقابة في بيان:سوف يتخذ قرار نهائي غدا الساعة التاسعة صباحا بعد اجتماع مع رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون الشماس و المعنيين بالقطاع لاتخاذ القرار المناسب، وهو البيع والتسعير بالدولار على ان يعلن بشكل واضح سعر الصرف اليومي في المحطات. وقد انخفض سعر المحروقات بعد الظهر بشكل دراماتيكي قرابة 300 الف ليرة، بموجب جدول جديد أصدرته المديرية العامة للنفط في وزارة الطاقة، وجاءت الأسعار على الشكل الآتي:

-البنزين 95 أوكتان: 1990000 بتراجع 344,000 ليرة.

- البنزين 98 أوكتان: 2,038,000 بتراجع 352,000.

- المازوت: 1,869,000بتراجع 323,000

- الغاز: 1,538,000.

لكن المديرية العامة للنفط في وزارة الطاقة عادت واصدرت تسعيرة جديدة ثالثة زادت فيها الاسعار، واصبحت على الشكل الآتي:

- البنزين 95 أوكتان: 2.080.000 بزيادة 90.000 ليرة.

-البنزين 98 أوكتان: 2.130.000 بزيادة 92000 ليرة.

-المازوت: 1.954.000 بزيادة 85000 ليرة.

ميقاتي في قبرص

وصل الى قبرص امس،رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي للتهنئة بانتخاب رئيسها الجديد نيكوس خريستودوليدس ، الذي استقبل الرئيس ميقاتي بعد الظهر في مقر الرئاسة القبرصية في نيقوسيا، في زيارة تهنئة لمناسبة انتخابه حديثا. وعقد الرئيسان خلوة عرضا فيها العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في المجالات كافة. بعد ذلك عقد الرئيسان إجتماعا موسّعا الى مائدة غداء بمشاركة وفدي البلدين. وضم الوفد اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، وزير الصناعة جورج بوشكيان، وزير السياحة وليد نصار، وزير البيئة ناصر ياسين، ووزير الزراعة عباس الحاج حسن، سفيرة لبنان في قبرص كلود الحجل. أما الوفد القبرصي فضم الناطق باسم الرئاسة قسطنطينس ليتمبيوتيس، سفير قبرص في لبنان بانيابوتيس كرياكو، مديرة الشرق الاوسط والخليج وافريقيا في وزارة الخارجية سيسيليا سالينا شامبوس، مديرة المكتب الديبلوماسي للرئاسة ماريلينا راوونا. في خلال الاجتماع تم التشديد على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث جدد الرئيس القبرصي تأكيد دعم لبنان داخل الاتحاد الاوروبي في المجالات كافة. ونوه بالحضور اللبناني في قبرص وبدور اللبنانيين في المجالات التطويرية واكد دعم الموقف اللبناني لمعالجة مسألة النزوح السوري بما يضمن تحقيق الاستقرار في لبنان». بدوره قال الرئيس ميقاتي «نحن بلدان متقاربان ويجمعنا الكثير من القواسم المشتركة وهناك الكثير من مجالات التعاون السياحي والخدماتي والانمائي». ويعتزم ميقاتي فور عودته اليوم بدء التحضيرات لجلسة اجتماع الحكومة التي تستدعيها الضرورات المعيشية والحياتية بإستكمال البحث بجدول اعمال الجلسة السابقة، وفي مقدمه النظر بانتاجية الموظفين وتصحيح الرواتب والاجور بعد قرار مصرف لبنان الاخير رفع سعر منصة صيرفة الى ما فوق الثمانين الف ليرة. وبحسب المصادر الحكومية، فان ميقاتي لن يسمح بتعطيل مجلس الوزراء كآخر مؤسسة تعمل في ظل الفراغ في سائر المؤسسات لا سيما في رئاسة الجمهورية والمجلس النيابي، والذي تسلل أيضا الى اللجان النيابية، اذ لا يمكن ترك البلد بلا سلطة تسيّر المرافق العامة وتدير شؤون المواطنين وتتخذ بعض القرارات في القضايا الملحة في ظل حالة الانهيار والظروف الكارثية القائمة. لكن الاشكالية القائمة التي تحول دون الانعقاد القريب للحكومة تكمن في وزارة المال التي ابلغت الموظفين بأنها ستوقف العمل، باستثناء يوم الاربعاء، بسبب الظروف المالية والمعيشية وارتفاع كلفة النقل على الموظفين، ما سيؤدي الى تداعيات سلبية على عمل المرفق الذي يؤثر على مختلف مفاصل الدولة وموظفيها، وتاليا على المواطنين اذ كيف ستستطيع وزارة المال احصاء العائدات المالية للفواتير الرسمية التي ستجبى على سعر صيرفة 84 الفا والعائدات الجمركية على 45 الفا وادخالها الى الخزينة لتتمكن الحكومة من لحظ الزيادات على رواتب الموظفين في جلستها المقبلة. فهل تستطيع وزارة المال اجراء كل هذه العمليات الحسابية في يوم عمل واحد في الاسبوع؟

لا اجتماع سياسياً

على الصعيد السياسي، قال مصدرنيابي في «تكتل الجمهورية القوية» لـ«اللواء»: ان التكتل سيشارك في الخلوة التي دعا اليها البطريرك بشارة الراعي في 5 نيسان المقبل « لكن من منطلق ديني – روحي ولن تشارك «القوات اللبنانية» في اي لقاء من منطلق سياسي. واوضح المصدر ان دعوة البطريرك ليست دعوة الى اجتماع سياسي للنواب المسيحيين، بل دعوة للقاء روحاني للتأمل والصلاة والتفكّر، علّه يفتح القلوب للتقارب. لكننا لن نذهب الى الخلوة للبحث في اي موضوع سياسي. اضاف المصدر رداً على سؤال حول فائدة مثل هذا اللقاء إن لم يكن لإيجاد الحلول السياسية: ربما يفكّر البطريرك ان مثل هذا اللقاء قد يُعيد السياسيين الى ضميرهم وينظروا في كيفية إنقاذ البلاد. ولعله يرى ان هذا اللقاء الروحي قد يمهّد الطريق امام لقاءات اخرى لاحقاً ذات طابع سياسي. وحول موقف تكتل «القوات» من دعوة الرئيس نبيه بري الى اجتماع لهيئة مكتب المجلس النيابي للنظر في جدول اعمال الجلسة التشريعية، ولا سيما توفير الاعتمادات لتغطية الانتخابات البلدية؟ قال المصدر: لسنا مع اي جلسة تشريعية تحت اي عنوان، بل مع جلسة انتخاب رئيس للجمهورية طالما ان الرئيس بري اعلن ان لديهم مرشحهم ونحن لدينا مرشحنا ولنذهب جميعاً الى انتخاب الرئيس، اما جلسة التشريع تحت عنوان توفير الاعتمادات للإنتخابات البلدية فنخشى ان يكون وراءها تشريع التمديد للبلديات لاتوفير الاعتمادات، لأن بعض القوى السياسية لا تريد إجراءها. واوضح ان كلفة الانتخابات نحو 9 ملايين دولار، أمّن منها الاتحاد الاوروبي نحو مليونين و200 الف دولار، وباقي قرابة سبعة ملايين يمكن توفيرها من حقوق السحب الخاصة التي وضعها البنك الدولي بتصرف لبنان، فلا داعي لجلسة نيابية لموضوع محلول. وكشف ان وزير الداخلية والبلديات القاضي وسام مولوي سيدعو في 4 نيسان المقبل الهيئات الناخبة الى الانتخاب، لأنه انجز كل التحضيرات للإنتخابات وهو يعلم انه يمكن توفير الإعتمادات لإجرائها، وبالتالي لا لزوم لجلسة تشريع لا للتمديد ولا لفتح الاعتماد. وفي السياق ذاته، عرض رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي امس، موضوع الانتخابات البلدية والاختيارية الى جانب شؤون زارية اخرى.

جلسة مساءلة للحكومة

كشف رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان «أن جميع النواب الذين حضروا جلسة اللجنة امس، تمنوا أن يتم الاتصال برئيس المجلس النيابي، للطلب منه أن تتحول جلسة اللجان المشتركة اليوم لطرح معالجة فورية ومواكبة لما يحصل، ومن أجل ذلك الطلب من رئيس الحكومة وحاكم مصرف لبنان ووزير المالية وجمعية المصارف أن يحضروا إلى المجلس النيابي حتى تسألهم اللجان المشتركة وتطالبهم بالمعالجة الفورية، وقد تم التواصل مع رئيس المجلس الذي كان مؤيدا للطرح. وأعلن عدوان أن جلسة اللجان النيابية ستتحول إلى جلسة مساءلة للحكومة ومصرف لبنان والمصارف، وتبيان ما يفعلون في ظل الانهيار الحاصل؟ ومطالبتهم باتخاذ التدابير الفورية للمعالجة.

بربارة ليف في بيروت

في اطار جولتها على عدد من دول منطقة الشرق الاوسط تشمل مصر والاردن وتونس، تحط مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بربرا ليف في لبنان بعد غد الجمعة، في زيارة تستمر ليومين تعقد في خلالها لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين. وتأتي زيارة ليف الى بيروت في اعقاب تطورات متسارعة على مستوى المنطقة فرضها الاتفاق السعودي- الايراني والحركة بين عدد من الدول العربية، لا سيما زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى الامارات ودعوة رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني لزيارة السعودية، فيما تسير الاوضاع في اليمن نحو ارساء التهدئة والتسوية بين الحكومة والحوثيين. وتقول مصادر معنية بالزيارة ان المسؤولة الاميركية ستبحث مع من تلتقيهم في بيروت في ثلاث ملفات. ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية يناسب طبيعة المرحلة وتحولاتها، لاطلاق قطار الانقاذ قبل ان يدخل الوضع دائرة الاستعصاء. تنفيذ الاصلاحات المطلوبة دوليا لمساعدة لبنان وابرام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لوقف الانهيار الاقتصادي والمالي الحاصل.

باربرا ليف في بيروت غداً... وهذا ما استشفّه جنبلاط من زيارته للكويت

«جنون الدولار» ألهب لبنان... صعود هستيري ثم هبوط سوريالي

قطع طريق بالإطارات المُشتعلة احتجاجاً على تردي الوضع الاقتصادي والصعود المتفلت للدولار في لبنان

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- مصرف لبنان أعلن «عملية مفتوحة» عبر «صيرفة» وعيْنه على تجفيف السوق من الليرة

- قطع طرق في مناطق واسعة... وحشدٌ لاحتجاجات اليوم في وسط بيروت

- إرباكات واسعة في الأسواق... قطاع المحروقات كاد يقفل والصيدليات أعلنت إضراباً وتعود عنه اليوم

... هو يومُ «جنون» الدولار، صعوداً هستيرياً ثم هبوطاً سوريالياً تحت ستارِ دخانٍ أسود من قطْع طرق وإرباكاتٍ كبرى في الأسواق و«حبْسِ أنفاسِ» فَرَضه ما بدا «إعصاراً» من الفوضى الشاملة طَرَقَ أبواب لبنان الذي يتقلّب على جَمْرِ الانهيار الكبير. هكذا كان المشهد أمس في بيروت بعدما «تحسس الجميع رؤوسَهم» على وقع أعتى موجة ارتفاعٍ لـ «الدولار الأسود» الذي قَفَزَ في أقلّ من 24 ساعة بأكثر من 30 ألف ليرة ملامساً 145 ألفاً لكل دولار، ليعود في «دقائق» إلى حدود 110 آلاف بفعل «هندسة» جديدة لمصرف لبنان المركزي الذي أطلق «عمليةً مفتوحة ومستمرة لشراء الأوراق النقدية اللبنانية وبيع الدولار نقداً على سعر صيرفة»، معلناً أنه «يمكن للجمهور أن يسلّم الليرة النقدية الى الصرافين من فئة«أ»او الى المصارف العاملة ويتسلّم الدولار بعد ثلاثة أيام». وإذ رَفَعَ «المركزي» مجدّداً سعرَ دولار «صيرفة» وهذه المَرّة إلى 90 ألف ليرة، مؤكداً أنه «يمكن للمَصارف (مستمرة في إضراب مفتوح جزئي) التي تعود عن إضرابها المُشارَكة في هذه العملية»، فإن الساعاتِ العصيبةً التي عاشتْها «بلاد الأرز» أمس بدت بمثابة «بروفة» لكابوس تَفَلُّتِ الانهيار، - الذي حام شبحُه فوق «الوطن المنكوب» - من أي مكابح ودخول السقوط الحرّ آخِر مراحل ما قبل الارتطام المميت وتشظياته المعيشية والأمنية الكارثية، فيما لبنان عالق في قلب أزمة سياسية يختزلها استحقاقُ الانتخابات الرئاسية الذي يدور في حلقةٍ من مُراوَحَةٍ قاتلة ومُراوَغَةٍ لا تقلّ فتْكاً تمارسها الأطرافُ المحلية الوازنةُ عبر الإمعان في استرهان هذا الملف لحساباتِ الصراع على الأوزان في الداخل والاقليم. وكاد «احتراق» العملة الوطنية التي تدحرجتْ بسرعة قياسية من نحو 81 ألف ليرة (في 9 الجاري) إلى 145 ألفاً أن ينقل البلاد إلى ضفةٍ أخرى تماماً، لم يتوانَ البعض عن ربْطها:

إما بلعبة مضارباتٍ استظلّت مضي القطاع المصرفي في إضرابه ما جعل منصة «صيرفة» واقعياً «خارج العمل» (كانت حددت سقف مليار ليرة شهرياً للأفراد و10 مليارات للشركات وفق سعر المنصة) قبل أن «يحررها» المركزي من قيود الجهاز المصرفي.

وإما بـ «كبسة زرّ» سياسية لمحاولةِ جرّ الجميع إلى خيارٍ رئاسي (سليمان فرنجية المدعوم من حزب الله والرئيس نبيه بري) على وهج فوضى الدولار وارتجاجاته على الأرض، وبـ «توقيتٍ» يستبق دخول تفاهم بكين بين المملكة العربية السعودية وإيران حيّز «التسييل» بعد مرور «الفترة التجريبية».

ورغم أن الإجراء الذي أعلنه «المركزي» لا يعدو كونه، كما نسخه السابقة، خطوةً «تخديرية» سرعان ما ستتبدّد مفاعيلها وسط رصْدٍ لقدرة مصرف لبنان على تحقيق هدف «سحب كل الليرات من السوق ولدينا القدرة على ذلك» كما أعلن الحاكم رياض سلامة بالتوازي مع مؤشرات لعودة بعض المصارف عن الإضراب للمشاركة في عمليات صيرفة، فإن أوساطاً سياسية ترى أن «ركْلَ الزجاجة» مجدداً عبر معاودة تفعيل سياسة «شراء الوقت»، عكس استشعاراً بمَخاطر الانزلاق إلى الانهيار «الفوضوي غير المنظّم» بتداعياته المروّعة عشية رمضان المبارك والتي لاحَ بعض سيناريواتها أمس مع احتجاجاتٍ واسعة وعمليات قطع طرق نهاراً (بينها لطرق حيوية) شملتْ العاصمة والضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق عدة في الشمال والجنوب والبقاع مع تسجيل إطلاق نار في الهواء بأكثر من بقعة ومحاولاتٍ لقفل محال بالقوة. وجاء هذا الصخب عشية دَعواتٍ وجّهها نوابٌ تغييريون وقطاعاتٍ عدة ومتقاعدون لتظاهراتٍ اليوم في وسط بيروت ولاقتْها مطالباتٌ نقابية بانتفاضة شاملة وإضراب عام (يعمل عليه الاتحاد العمالي العام) بوجه «المجاعة» التي بدأتْ ورَفْضاً لترْك الواقع المالي والمعيشي يُطْبِق على أعناق اللبنانيين الذين يواجهون اختناقاتٍ متزايدةً في مختلف نواحي حياتهم التي باتت واقعةً بين «فكّيْ كمّاشة» دولار السوق الذي تُحتسب على أساسه «فورياً» أسعار السلع والمواد الغذائية في السوبرماركت، ودولار صيرفة الذي يُعتمد لتقاضي رسوم وفواتير مثل الهاتف والكهرباء (تسعيرة مؤسسة كهرباء لبنان هي دولار صيرفة زائد 20 في المئة أي أن السعر بات يوازي حالياً السوق السوداء) وغيرها والذي لا ينفكّ يتحرّك صعوداً. وكانت حمى الدولار استجرّتْ، قبل تدخّل المركزي في «عمليّته المفتوحة»، ارتجاجاتٍ خطيرةً في الأسواق حيث سادت بلبلة غير مسبوقة مع قفل عدد كبير من محطات المحروقات أبوابها ورفع خراطيمها لعدم قدرتها على مجاراة الوثبات الخيالية للدولار وما ترتّبه من خسائر على أصحابها، وسط تلويح بأن تتوقف عن العمل سرعان ما عادت عنه لمصلحة إعطاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مهلة حتى صباح اليوم لإيجاد حل بين حدّيْن: الأول صدور جدول التسعير عن وزارة الطاقة بالدولار بحيث يدفع المستهلك بالعملة الخضراء أو بالليرة على سعر السوق، وإما اعتماد آلية أكثر مرونة تتيح اللحاق بتقلبات الدولار الحادة. وإذ استدعتْ أيضاً «عاصفة الدولار» في ذروتها امتناعَ عدد من المحال التجارية عن البيع في محاولة للحدّ من الأضرار، في موازاةِ مسارعة مؤسسات تجارية (ألبسة وأحذية) كانت مازالت تعتمد التسعير بالليرة (وإن ارتكازاً على سعر ثابت للمنتَج بالدولار) إلى «الهجرة» نحو إعلان الأسعار بالعملة الخضراء تفادياً لخسائر متوالية، لجأت نقابة صيادلة لبنان إلى الخيار المُرّ مؤكدة أنه «إزاء الانهيار الحاصل من دون أي مبالاة لدى المسؤولين، وبعد توقّف الشركات والمستودعات عن تسليم الادوية للصيدلية بشكل شبه كلّي منذ أكثر من اسبوعين، وبعد إفراغ الصيدليات من الأدوية، يدعو مجلس النقابة الصيدليات في لبنان الى الاقفال ابتداءً من اللحظة»، قبل أن تعود لتؤكد عصراً فتْح أبوابها مجدداً اليوم. وأتى «التمرين» على «الدمار الشامل» المالي - المعيشي وسط تحويل هذا «الفتيل» عاملاً ضاغطاً على القوى السياسية لاستدراجِ عقْد جلسة تشريعية للبرلمان الأسبوع المقبل (ترفضها غالبية القوى المسيحية باعتبار مجلس النواب هئية ناخبة يتعين عليها أولاً انتخاب رئيس للجمهورية) يُرجح أن يُطرح فيها تعديل قانون النقد والتسليف بما يتيح طبع ورقة نقدية قيمتها أعلى من 100 ألف ليرة (500 ألف أو مليون) وتمويل الانتخابات البلدية والاختيارية، وأيضاً لتوجيه دعوة جديدة لجلسة حكومية لبحث أمور معيشية ومساعدات للقطاع العام والعاملين فيه. وفيما لم يكن ممكناً الجزم بمآل المحاولة الجديدة لفكّ أسْر الجلسات التشريعية للبرلمان في كنف الشغور الرئاسي، تحط مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بربرا ليف في بيروت غداً حيث ستلتقي كبار المسؤولين وشخصيات سياسية على مدى يومين وتبحث معهم في الواقع اللبناني من مختلف جوانبه وفي مقدمه الاستحقاق الرئاسي. وكان لافتاً أمس ما أعلنه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لجهة أن المطلوب من بعض «كبار القادة» في لبنان أن يفهموا المتغيرات في العالم والسير إلى الحد الأدنى من تسوية مقبولة، وعدم المراهنة على الفراغ الذي يعيد هاجس التقسيم، معتبراً عبر جريدة «الأخبار» أن سليمان فرنجية قد يكون مرشح تحدّ، كما أن ميشال معوّض مرشح تحدٍّ (تطرحه غالبية المعارضة) «وآن الأوان أن نخرج إلى صيغة توافقية»، واصفاً المقايضة بين الرئاستين (الجمهورية والحكومة) بأنها «بدعة». واذ اعتبر أن المصالحة السعودية ـ الايرانية «تطور استراتيجي كبير جداً»، قال رداً على سؤال حول زيارته الأخيرة للكويت وهل طلب مساعدات: «زرت الكويت لحضور حفل بدعوة من مركز سرطان الأطفال (سان جود). لكنها كانت فرصة لتجديد العلاقة مع الكويت، لكن لا أعتقد أن دول الخليج ستعود إلى ما كانت عليه في الماضي بإعطاء المال من دون شروط. بالنسبة للبنان، هناك اليوم دفتر شروط وضعه صندوق النقد الدولي لم يُنفّذ منه شيء حتى الآن».

هل تفرج «خلوة النواب المسيحيين» عن الاستحقاق الرئاسي اللبناني؟

الشرق الاوسط...بيروت: كارولين عاكوم.. تتجه الأنظار إلى ما ستكون عليه نتائج «الخلوة» التي دعا لها البطريرك الماروني بشارة الراعي النواب المسيحيين لـ«الصلاة من أجل لبنان» في 5 أبريل (نيسان) المقبل، بعد اكتمال نصابها مع إعلان حزب «القوات اللبنانية» توجهه للمشاركة على غرار الكتل النيابية المسيحية الأخرى ومعظم النواب المسيحيين، وذلك بعدما كان قد رفض دعوة بكركي السابقة للحوار. وبينما لم تحمل دعوة الراعي عنواناً سياسياً، بل كانت دعوة لـ«رياضة روحية»؛ يكاد يدرك الجميع أن أزمة انتخاب رئيس الجمهورية ستكون حاضرة بشكل مباشر أو غير مباشر في الخلوة، لا سيما أنها تأتي بعد جولتين قام بهما المطران أنطوان أبو نجم، مكلفاً من الراعي، على القيادات المسيحية؛ إذ تسلّم من الكتل أسماء مرشحين للرئاسة، لكن النتيجة كانت غير إيجابية لجهة التباعد وعدم وجود أسماء مشتركة بين الأفرقاء، وبالتالي صعوبة التوافق. من هنا، وبينما تعتبر مصادر «القوات» أن الخلوة لن تلامس القضايا السياسية مباشرة، إنما من زوايا لها علاقة بدور المسيحيين وأهمية التواصل فيما بينهم وعدم القطيعة، وبالتالي البحث فقط عن مخارج ممكنة للأزمة؛ يعتبر عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، المقرب من بكركي، أنه لا بد أن تكون السياسة حاضرة في اجتماعات كهذه، واصفاً إياها بالمحاولة الأخيرة للبطريرك الماروني بشارة الراعي للمّ الشمل وحثّ المجتمعين للتشاور والحوار والتوصل إلى نتيجة في الانتخابات الرئاسية. وتقول مصادر «القوات» لـ«الشرق الأوسط»: «اعترضنا سابقاً على اللقاء الرباعي (الذي كان يفترض أن يجمع القيادات المسيحية)، وشددنا على أن لقاء الـ64 نائباً إذا حصل، لا بد أن يكون وفق آلية معينة تفضي إلى مرشح واحد منعاً لتحميل المسيحيين مسؤولية الفراغ»، وتضيف: «اليوم مع دعوة الخلوة تغيّر الوضع ولم يعد حواراً مسيحياً – مسيحياً، كما أنه ليس له علاقة بالاستحقاقات الدستورية، بل هو لقاء يحمل أبعاداً مرتبطة برسالة لبنان والدور المسيحي والشراكة والتعايش»، معتبرة أنه حتى لو طرح الاستحقاق الرئاسي فستكون المناقشة على ضفافه؛ بمعنى الثوابت وأهمية إنجازه. لكن في المقابل، ومع تأكيده على أن الاستحقاق الرئاسي سيكون حاضراً في اجتماع الـ64 نائباً مسيحياً، يشدد الخازن على أن البطريرك بشارة الراعي، لن يدخل في الأسماء. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «جولة المطران أبو نجم على القيادات المسيحية التي تركزت على البحث في الملف الرئاسي، لم تصل إلى النتيجة المرجوة، لكن البطريرك الراعي لم يفقد الأمل، وهو سيحاول مجدداً في دعوته النواب المسيحيين لإعادة تصويب المسار وحث الكتل المسيحية، لا سيما الكبرى منها التي لها تأثير في الاستحقاق، للاتفاق». وبينما يلفت الخازن إلى أن المطران أبو نجم حمل 13 اسماً مرشحاً من قبل الكتل النيابية المسيحية التي التقاها، يشير إلى أن المشكلة تكمن في عدم وجود أي أسماء مشتركة فيما بينها، وهو ما عكس صعوبة في مهمته، «من هنا أتت دعوة الراعي إلى حاريصا علّهم النواب يستلهمون من السيدة العذراء، وينجحون في الاتفاق على رئيس الجمهورية». ويعتبر الخازن أنه قد يتم طرح الأسماء التي جمعها المطران أبو نجم، كما طرح أسماء أخرى، ويقول في رد على سؤال عما إذا كان اتفاق المسيحيين، إذا حصل، سيؤدي إلى اتفاق وطني شامل حول رئيس الجمهورية: «لطالما نادى رئيس البرلمان نبيه بري إلى الحوار والتشاور، ولا سيما لجمع المسيحيين، وبالتالي إذا اتفق هؤلاء سنكون وصلنا إلى مرحلة متقدمة، وستسهّل المهمة التالية».

رئيس قبرص يؤكد دعم لبنان داخل الاتحاد الأوروبي

بيروت: «الشرق الأوسط».. جدد الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، خلال لقاء مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، تأكيده على دعم لبنان داخل الاتحاد الأوروبي في كافة المجالات. وجاءت هذه المواقف خلال زيارة التهنئة التي قام بها ميقاتي إلى الرئيس القبرصي بمناسبة انتخابه حديثاً، والتقاه أمس في مقر الرئاسة القبرصية في نيقوسيا، وعقدا خلوة عرضا فيها العلاقات الثنائية، وسبل تطويرها في كافة المجالات، وأكدا عمق العلاقات الثنائية بين البلدين. وذكرت رئاسة الحكومة اللبنانية أنه «تم التشديد خلال الاجتماع على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث جدد الرئيس القبرصي تأكيد دعم لبنان داخل الاتحاد الأوروبي في كافة المجالات، ونوه بالحضور اللبناني في قبرص، وبدور اللبنانيين في المجالات التطويري»، مشيراً إلى دعم الموقف اللبناني لمعالجة مسألة النزوح السوري، بما يضمن تحقيق الاستقرار في لبنان. ومن جهته، أكد ميقاتي على التقارب بين البلدين قائلاً: «نحن بلدان متقاربان، ويجمعنا الكثير من القواسم المشتركة، وهناك الكثير من مجالات التعاون السياحي والخدماتي والإنمائي».

إصابة جنديين إسرائيليين بلغم على الحدود اللبنانية

بيروت - تل أبيب: «الشرق الأوسط»... أصيب جنديان إسرائيليان، أحدهما بُترت ساقه، عند حدود بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان، إثر انفجار لغم أرضي بآلية كانت تقوم بأعمال تجريف. وذكرت قناة «المنار» اللبنانية الناطقة باسم «حزب الله» عبر موقعها الإلكتروني، أن الانفجار وقع خلف الخط الأزرق، أي خارج نطاق الأراضي اللبنانية، لافتة إلى أن اللغم إسرائيلي كان قد زرعه الجيش الإسرائيلي في وقت سابق. ويقوم الجيش الإسرائيلي منذ أسابيع بعمليات جرف على الحدود اللبنانية، حيث تحضر الجرافات إلى جانب آليات عسكرية. وتوتر الوضع قبل أسبوعين بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي، حين حاول جنود الاقتراب من نقطة حدودية، ما استدعى تدخل قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) للتهدئة. وخلال القيام بأشغال هندسية عند حدود بلدة عيتا الشعب الحدودية في جنوب لبنان أمس، انفجر لغم أرضي بالجنود الإسرائيليين، وفق ما ذكرت قناة «المنار»، متحدثة عن إصابة ثلاثة. وقالت: «سُمع صراخ أحد الجنود الإسرائيليين بعد بتر ساقه بانفجار اللغم الأرضي»، مشيرة إلى «نقله من المكان على متن دبابة (ميركافا)، كما لفتت نقل الجرحى إلى موقع الراهب العسكري». وأشارت إلى انسحاب آليات وجرافات الجيش الإسرائيلي، وإيقاف الأشغال الهندسية عند حدود عيتا الشعب بعد انفجار اللغم. وأوضحت أن «اللغم الذي انفجر بجنود العدو خلف الخط الأزرق عند حدود عيتا الشعب هو من الألغام التي زرعها العدو سابقا»، في إشارة إلى الجنود الإسرائيليين. وفي تل أبيب، أكد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن الانفجار الذي وقع (الثلاثاء) على الحدود مع لبنان، وفيه أصيب اثنان من جنوده، بجراح «خطيرة» و«طفيفة»، وقع إثر انفجار لغم قديم في مركبة عسكرية تابعة له، وأنه لا توجد لـ «حزب الله» علاقة به. وقال الناطق، في بيان مقتضب، إن «جندياً أصيب بجراح متوسطة نتيجة انفجار لغم خلال نشاط هندسي روتيني في منطقة شمال إسرائيل، ما أسفر عن إصابة جندي آخر بجروح طفيفة». وأضاف أنه «يجري التحقيق في الحادث، لكنه على الغالب ناجم من انفجار لغم قديم من تلك الألغام التي زرعها الجيش الإسرائيلي في المنطقة منذ عدة عقود». وقد جاء هذا التوضيح بعد أن انتشرت أنباء تقول إن «حزب الله» يلمس وجود ضعف في إسرائيل من جراء مظاهرات الاحتجاج الضخمة، وإعلان جنود وضباط رفضهم التطوع للخدمة الاحتياطية، ولذلك أرسل متسللاً لبنانياً من أصل فلسطيني قام بتفجير عبوة ناسفة في الأسبوع الماضي، ونفذ عملية تفجير ثانية على الحدود. وطلب الناطق الإسرائيلي الفصل بين الحادثين، وقال: «الشاب الذي تسلل من لبنان سلك طريقاً استثنائية، إذ إنه استخدم سلّماً طويلاً بشكل خاص على الجدار، وتجاوز الكاميرات وأجهزة الاستشعار المنصوبة فوقه، وتمكن من دخول إسرائيل، واستقل سيارة نقلته إلى مجيدو، حيث قام بتفجير عبوة ناسفة نوعية». وأكدت مصادر عسكرية في تل أبيب أن التحقيقات حول تسلل الشاب، في الأسبوع الماضي، من لبنان تشير على الغالب إلى أن «حزب الله» هو الذي أرسله. وقالت: «تتزايد التقديرات في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن (حزب الله) يقف وراء إرسال منفذ العملية، بعد أن زوده بالمعلومات المتعلقة بالمسار وطريقة اجتياز الحدود». وأضافت أن التحقيقات التي يجريها الجيش تبين أن الشاب المذكور، استخدم سلّماً عالياً تسلقه بغية القفز بعيداً عن السياج الحدودي المزود بأجهزة استشعار وكاميرات متطورة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، وهو ما مكّنه من الإفلات دون أن يتم رصده وهو يجتاز الحدود بين لبنان وإسرائيل. يشار إلى أن الأجهزة الأمنية في إسرائيل اتخذت قراراً بادئ الأمر بالتعتيم على عملية مجيدو في محاولة لجمع الأدلة دون تشويش، ثم تم الكشف عن طبيعة الانفجار، الذي تضرر جراءه شاب عربي من فلسطينيي 48 يسكن في قرية سالم القريبة. وأفيد في وقت لاحق بأن العملية ذات طابع أمني، وأن المنفذ تسلل من لبنان وهو من أصول فلسطينية، وصل على الأغلب من أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينية في جنوب لبنان، بعد أن تلقى تدريبات مكثفة مكّنته من اجتياز الحدود من دون أن يراه أحد. وقيل أيضاً إن الجهاز الأمني يجري تحقيقاته للتأكد من مدى ضلوع «حماس» بفرعه اللبناني بالعملية. كما جرت الإشارة إلى أن العبوة الناسفة التي انفجرت تشبه عبوة «كليمغور» التي استخدمها «حزب الله» خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني، وبعد الانفجار الذي وقع الساعة 6:00 صباحاً، أوقف الشاب سائقاً لنقله من مرج ابن عامر إلى المنطقة الحدودية، وتوقفت السيارة بعد مطاردة لقوات الشرطة والمخابرات نحو الساعة الـ17:00، وقتلوه وهو في السيارة قرب بلدة أدميت على مسافة عدة كيلومترات من الحدود.

مظاهر الخراب تتزايد: الدولار خارج السيطرة

الاخبار... الاهتمام بالملف الرئاسي لدى أركان الطبقة السياسية، ليس هو السبب الوحيد لعدم اكتراثهم بالوضع المعيشي الذي يشهد موجة غير مسبوقة من التدهور. بل صار واضحاً للبنانيين أن الطبقة الحاكمة مستمرة في تغطية الأخطاء الهائلة التي ارتكبت خلال سنوات طويلة وأدت إلى الانهيار الحاصل. وهي مستمرة في إهمالها لأي معالجة ممكنة. فيما يواصل حاكم مصرف لبنان ألعابه غير المجدية، من خلال تعاميم وقرارات لا تلجم الدولار الأميركي ولا تمنع المسار نحو دولرة شاملة في كل نواحي الاقتصاد الوطني. ما عدا رواتب موظفي القطاع العام الذين لم يبقَ لهم من قدرة شرائية لتوفير أي من مستلزمات البقاء على قيد الحياة. وأمس، شهدت بيروت والمناطق عودة للاحتجاجات الفوضوية على الواقع المعيشي، وقطعت الطرقات في أكثر من منطقة، وسط الإقفال القائم لدى المصارف من جهة، وتوقف محال تجارية عن العمل لعدم قدرتها على مواكبة التغيير الكبير في سعر صرف العملة، وهو ما لاحظه الناس في محطات الوقود التي باتت هي الأخرى تطالب بأن تعتمد التسعير بالدولار. فيما تتكشف يوماً بعد يوم، فشل محاولات إقناع الناس بأن صغار المضاربين هم وراء الانهيار، مع العلم أن القضاء أخلى أمس سبيل عشرين صرافاً كانت القوى الأمنية أوقفتهم على خلفية اتهامهم بالمضاربة وإضعاف العملة الوطنية. وتتزايَد مظاهر الخراب في لبنان الذي يترنّح وسطَ ريح الدولار الذي حلّق على حافة الـ 140 ألف ليرة. وكان لافتاً الارتفاع الصاروخي للدولار بما تجاوز 10 آلاف ليرة في يوم واحد قبلَ أن يسجّل تراجعاً طفيفاً من دون استبعاد أن يعود ليسجّل مستويات أكثر إيلاماً في الأيام المقبلة. وعلى إثر هذه الخضّة، أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إجراء «عملية مفتوحة ومستمرة لشراء الأوراق النقدية اللبنانية وبيع الدولار نقداً على سعر صيرفة»، محدّداً سعر صيرفة بـ 90 ألف ليرة مقابل كل دولار ابتداءً من 21 آذار 2023. وقال، في بيان، إنّه «يمكن للجمهور أن يسلّم الليرة النقدية إلى الصرافين من فئة «أ» أو إلى المصارف العاملة ويتسلّم الدولار بعد ثلاثة أيام»، مشيراً إلى أنّ كلّ العمليات تُسجّل على منصة صيرفة، و«يمكن للمصارف التي تعود عن إضرابها المشاركة في هذه العملية». وأشار إلى أنّ «الهدف من هذه العملية هو الحدّ من ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية والمحافظة على قيمة الودائع بالدولار المحلي». ومع إعلان مصرف لبنان عن إمكان الجمهور إجراء عملية مفتوحة ومستمرة في هذا الإطار، أبدت المصارف رغبتها في المشاركة في عمليات الشراء واستعدادها لفتح أبوابها أمام الزبائن لإجراء عمليات «صيرفة» بدءاً من اليوم.

شيا تكرّر: سنتعامل مع فرنجية رئيساً

الاخبار..ابراهيم الأمين .. مساعي بكركي لم تجمع القوات والتيار على أي اسم... تفاصيل مناورة جنبلاطية أسقطها سمير جعجع

ليس صحيحاً أن الجمود يكتنف مساعي انتخاب رئيس جديد للجمهورية. الأدقّ القول إن هذه المساعي لا تزال تصطدم بعوائق جدية تمنع أياً من الفريقين المتنازعَين من ضمان وصول من يرشحون. وإذا كان الفيتو سلاحاً رئيسياً لدى خصوم ثنائي أمل وحزب الله، فإن الفشل، في المقابل، هو حصيلة سعي هؤلاء إلى مرشح واحد في وجه مرشح الثنائي. خارجياً، لا تزال المساعي الفرنسية مع السعودية تصطدم بجدار من السلبية، خصوصاً لجهة تسويق فكرة المقايضة بين رئاستي الجمهورية والحكومة. لكن الفرنسيين، لمسوا من الجانب السعودي هذه المرة، لا حاسمة لكل من نجيب ميقاتي ونواف سلام، وأن الموقف الرافض لفرنجية ليس حاسماً بالقدر نفسه. ويميل المطّلعون على بعض تفاصيل الاجتماعات إلى أن السعودية التي لم تفتح أي باب للتواصل مع رئيس تيار المردة، غير مضطرة الآن لإعلان موقف نهائي منه. فيما ليس لدى أصدقائها في لبنان موقف موحد بعد. إذ سمع بعض النواب السنة نصيحة سعودية بعدم قطع التواصل مع الرجل، فيما قيل لمجموعة أخرى من هؤلاء بألا يبحثوا في فكرة ترشيحه. ويقول مسؤول التقى معنيين بالملف اللبناني في العاصمة الفرنسية قبل ثلاثة أسابيع، إنه سمع منهم أن تسويق فرنجية أمر صعب للغاية. لكنه يتحدث عن تبدل مفاجئ في الموقف الفرنسي الذي يدعم فكرة المقايضة بين فرنجية وسلام. وبحسب المسؤول نفسه، فإن الأمر قد يكون متصلاً بمستجدات لدى الجانب الأميركي الذي يتحكم بالحركة الفرنسية. إذ إن الأميركيين أبلغوا جهات لبنانية عدة بأن واشنطن تنتظر حصول انتخابات رئاسية في أسرع وقت، وأنها رغم تفضيلها مرشحين على آخرين، إلا أنها ملتزمة التعامل مع أي رئيس منتخب. علماً أن السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا أجابت ثلاثة مسؤولين لبنانيين قبل أسابيع، لدى سؤالها عن سليمان فرنجية، بالعبارة نفسها: «إذا تم انتخابه سنتعامل معه كرئيس شرعي للجمهورية اللبنانية». وبحسب المسؤول نفسه، فإن الاتفاق الإيراني - السعودي استفز الأميركيين والأوروبيين، وربما يحمل التبدل في الموقف من فرنجية في طياته رسالة إلى السعودية، باعتبار أن الغربيين يعتقدون أنه في حال ساعدت إيران السعودية في إقفال ملف الحرب في اليمن، فهي مستعدة لدفع الثمن في لبنان وسوريا وأماكن أخرى إن اقتضى الأمر. إلا أن كل هذه المداولات لا تعني شيئاً جازماً، بل تعكس صورة اللقاءات والاجتماعات الجارية بين عواصم خارجية. وبحسب معنيين فإن الاتصالات الداخلية تأخذ في الاعتبار مواقف القوى الخارجية الأساسية. كما أن في لبنان قوى كثيرة تعتقد أنه يجب الوقوف على خاطر السعودية في الملف الرئاسي، وأن أي اتفاق مع الأميركيين والفرنسيين من دون رضا السعودية قد يبقي الوضع في لبنان أسير المزاحمات القائمة. وهو موقف يتردد بقوة لدى الفريق الداعم لفرنجية من زاوية أن توفير الأصوات الكافية لإيصاله إلى قصر بعبدا ليس أمراً مستحيلاً مهما كانت الصعوبات. لكن المهم، هو أن يصل مع توافق يسمح بتخفيف الضغوط الاقتصادية عن لبنان، وإلا فإن أي رئيس ينتخب من دون غطاء خارجي، سعودي على وجه الخصوص، سيكون امتداداً للسنوات الأخيرة من عهد الرئيس ميشال عون.

لائحة مرشحي بكركي

وسط هذه الأجواء، كان البحث الداخلي ينطلق من فكرة أن تفاهماً يمكن توفيره بين القوى الممثلة نيابياً للمسلمين، . وأن مواقف حزب الله وحركة أمل الداعمة لفرنجية قد تجد من يلاقيها في الأوساط السنية التي تتأثر بمزاج تيار المستقبل، وأن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، قد لا يكون بعيداً في حال توافرت عناصر التسوية. وبالتالي، فإن المقصود بهذا التوصيف القول إن المشكلة موجودة الآن لدى القوى الممثلة نيابياً للمسيحيين. وهي قوى منقسمة على نفسها بصورة غير مسبوقة، حتى في المناخات التي رافقت الفوضى الكبرى في العام 1988، ما استنفر البطريركية المارونية لتولي مهمة قد تكون صعبة. ومع معرفة البطريرك بشارة الراعي بصعوبة الأمر، ونوبة الإحباط التي أصابته جراء رفض القوى البارزة دعوته إلى حوار ثنائي أو ثلاثي أو جماعي في بكركي، إضافة إلى خشيته من تقديم مرشحين لا يؤخذ بهم داخلياً أو خارجياً، فإن الراعي يجد نفسه مضطراً للقيام بدور خاص. وهو وجد الأنسب تكليف راعي أبرشية إنطلياس المطران أنطوان بو نجم التنقل بين مكاتب القيادات المسيحية لاستمزاج الرأي حول كل تفاصيل الملف الرئاسي. وقد تبين لبو نجم أن النقاشات العامة لن تقود إلى تفاهم سريع. إذ كان الحديث ينتقل سريعاً إلى البحث ليس في المواصفات التي سبق لكل طرف أن تحدث عنها، بل إلى البحث في الأسماء التي تعكس هذه المواصفات، وهو ما جعل الموفد البطريركي يحمل ورقة تسجل الملاحظات، قبل أن تتحول إلى ورقة تضم أسماء مرشحين تفضلهم بكركي أو يطرحهم الآخرون. وانتهى به الأمر إلى لائحة غير قصيرة تشمل كل المرشحين الذين يدورون في فلك القوى المعنية.

هل تبدل الموقف الفرنسي – الأميركي «نكاية» باتفاق بن سلمان مع إيران؟

وبحسب متابعين، فإن اللائحة المفتوحة أقفلت على 11 اسماً، جرى التداول ببعضهم مرات كثيرة خلال الفترة الماضية، وتضم: قائد الجيش العماد جوزيف عون، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، رئيس تيار الاستقلال ميشال معوض، مدير المخابرات السابق العميد جورج خوري، السفير في الفاتيكان النائب السابق فريد الياس الخازن، رئيس لجنة المال النيابية إبراهيم كنعان، وزير الداخلية السابق زياد بارود، وزير المالية السابق جهاد أزعور، النائب نعمة افرام، النائب السابق صلاح حنين ووزير الدولة في أولى حكومات الطائف المسؤول القواتي السابق روجيه ديب. وإذا كانت مهمة وضع الأسماء في لائحة واحدة ليست بالأمر العسير، فإن محاولة احتساب الأصوات التي تنالها تحتاج إلى جهد كبير. لكن، ولأسباب غير معلومة، كتب المعنيون بالاستطلاع آراء كل القوى بجميع المرشحين، وتمثّلت الخلاصة التي يعتد بها في مقارنة مواقف القوتين الأبرز عند المسيحيين من أسماء هذه اللائحة. ويشير مصدر متابع تسنى له الاطلاع على لائحة الأسماء أن الجوجلة النهائية أظهرت أن رئيسي حزب القوات سمير جعجع والتيار الوطني الحر جبران باسيل توافقا فقط على رفض المرشحين سليمان فرنجية وجورج خوري. لكن التباين كان واضحاً بينهما بالنسبة للأسماء التسعة الباقية. إذ أعلن جعجع تأييده لأربعة أسماء هي: جوزيف عون، ميشال معوض، نعمت افرام وصلاح حنين. بينما أيد باسيل خمسة أسماء هي: إبراهيم كنعان، فريد الخازن، جهاد أزعور، زياد بارود وروجيه ديب (انظر الجدول المرفق). وفي انتظار ما سوف تؤول إليه الخلوة الروحية التي دعا الراعي النواب المسيحيين إليها، فإن المناخات المحبطة تسكن بكركي، لكنها تعتبر أنه لا يمكن لها أن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يجري، وسط تعاظم خشيتها من تفاقم الخلاف المسيحي – المسيحي حول الملف الرئاسي والخشية من توسعه إلى ملفات أخرى.

مناورة فاشلة

ومع كل هذه المناخات السلبية، فإن المساعي الجارية بعيداً من الإعلام تواصلت من قبل أطراف من خارج النادي المسيحي. وإذا كان ثنائي أمل وحزب الله يعلن تمسكه بترشيح فرنجية، ويبدي الاستعداد للنقاش مع الآخرين حوله، فإن التمثيل السياسي السني في حالته الراهنة يجعل أصوات غالبية سنية وازنة في جيب السعودية، والأخيرة طرف لا يمكنه إدارة تسوية مع كل الأطراف المسيحية. ما يعني عملياً أنه لم يبق غير جنبلاط من يمكنه المحاولة والسير بين حقول الألغام. وعلم أن مبادرة لم تعش طويلاً، ناقشها مساعدون لجنبلاط مع قوى بارزة في الوسط المسيحي انطلاقاً من خلاصة مواقف القوات والتيار من اللائحة المنسوبة إلى المطران بو نجم. وبحسب المعنيين، فإن الفكرة انطلقت من كون جنبلاط يتعامل مع فرنجية كمرشح تحد. وإنه لن يدعمه في حال ظلت المواقف الداخلية والخارجية رافضة لأي توافق حوله. وهو لذلك بادر إلى طرح حوار يقود إلى خيار توافقي، معتبراً أنه يمكن طرح أسماء قد لا تحظى بموافقة كاملة من ثنائي أمل وحزب الله، لكنها لا تشكل استفزازاً لهما أو لأطراف خارجية. ولم يحتج النقاش إلى وقت طويل، حتى يختصر جنبلاط لائحة بو نجم باسمين فقط: جهاد أزعور وصلاح حنين. لكن جنبلاط انطلق من الفيتو القائم من جانب التيار على حنين، ليضع اسمه جانباً، وليحاول إقناع «القوات» السير بأزعور، باعتبار أن الأخير هو أحد مرشحي جنبلاط، ويحظى بدعم التيار، ويملك علاقات قوية مع الرئيس نبيه بري، ولديه عدم ممانعة من السعودية، ولا يظهر أن لديه مشكلة جدية مع الأطراف الغربية من أميركا إلى فرنسا. وبحسب المعنيين، فإن فكرة جنبلاط، كانت تستهدف تفاهماً غير معلن بين قوى بارزة، تضم من صوتوا لميشال معوض، إضافة إلى أصوات التيار والنواب الأرمن، والنواب السنة الذين تمون عليهم السعودية وقسم غير قليل من أصوات كتلة التغييريين، ما يكفي لإيصال أزعور في الدورة الثانية، في حال التزم الجميع بتأمين النصاب وعدم تعطيل الجلسة. عند هذا الحد، كان جنبلاط والمتحمسون لفكرته يعتبرون أن نجاح الخطة يقضي بحصول موافقة من القوات اللبنانية، أي تعديل موقف القوات الرافض لأزعور، لأسباب مختلفة، بينها الخلاف المرتبط بمواقف خاله النائب الراحل جان عبيد الذي كان على صدام مع القوات، واعتبار القوات أن عائلة أزعور تقف إلى جانب التيار الوطني الحر، وأنه لم يسع إلى بناء علاقة مع القوات، وأن لديه مواقف «ملتبسة» من حركة 14 آذار. مع ذلك، فإن المصادر تشير إلى أن جعجع وافق على مبدأ البحث، لكنه بعد اجتماعات ومشاورات داخل القوات ومع المؤثرين من حولها، أبلغ جنبلاط رفضه التام ترشيح أزعور عارضاً العودة إلى ترشيح صلاح حنين كحل وسطي. ويبدو أن القوات قطعت الطريق على أي محاولة لثنيها عن موقفها، بأن أبلغت من يهمه الأم أن موقفها الرافض لأزعور حاسم ولن يتأثر بأي تطور أو تغيير في مواقف أي جهة داخلية أو عربية أو دولية. على أن النتيجة العملية كانت في تعطيل هذه المحاولة - المناورة، والتي يعتقد البعض أن جنبلاط لم يكن ليفكر فيها من دون التواصل أو التشاور مع جهات مؤثرة داخلياً وخارجياً. وهو ما دفعه إلى الإعراب عن إحباطه وخشيته من الفراغ، محذراً من أي رهانات على تغييرات في العالم الذي يسير نحو مواجهات قد لا تبقي على شيء.



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..لافروف: واشنطن وبروكسل تسعيان «لفصل» روسيا عن القوقاز الجنوبي..أوكرانيا: انفجار يدمر صواريخ كروز روسية..شي وبوتين يجددان «الشراكة بلا حدود»..بعد شتاء الكرملين..الربيع يحمل بشائر إضافية لأوكرانيا..البيت الأبيض: تزويد الصين روسيا بالأسلحة يناقض "مبادرة السلام".. الاتحاد الأوروبي يقر خطة "المليون قذيفة"..في أول رسالة "منشورة".. رئيس "فاغنر" يحذر وزير الدفاع الروسي..واشنطن: على الرئيس الصيني التحدث مع أوكرانيا أيضاً..واشنطن تتهم إثيوبيا بـ«جرائم ضد الإنسانية» وروسيا بـ«جرائم حرب» والصين بـ«إبادة»..رئيس تايوان السابق يقوم بزيارة غير مسبوقة للصين..واشنطن تبحث مع بكين إمكانية قيام وزيرتين أميركيتين بزيارة للصين..تأهب أمني تحسباً لـ«إدانة ترمب»..

التالي

أخبار سوريا..بأربعة صواريخ..قصف إسرائيلي يستهدف مطار حلب الدولي..الصفدي: مبادرة أردنية للحل في سوريا..مقتل 81 من قوات النظام السوري في منطقة «خفض التصعيد» منذ مطلع العام..الغلاء والفقر يغيبان استعدادات رمضان عن أشهر الأسواق الدمشقية..بلا طعام ولا فرح..يستقبل النازحون شهر رمضان في شمال غربي سوريا..آلاف يشيعون 4 أكراد قتلهم موالون لأنقرة أثناء احتفالهم بـ«النوروز» في شمال سوريا..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,531,532

عدد الزوار: 6,899,319

المتواجدون الآن: 86