أخبار دول الخليج العربي.. واليمن.. "ناتو الشرق الأوسط".. دوافع ومعوقات..تحالف عسكري في الشرق الأوسط.. هل يمكن تحقيق الفكرة؟..الأردن: العمل جار لتشكيل جبهة عربية تحمي المنطقة..السيسي وتميم يبحثان التعاون والشراكة وتفعيل العمل العربي..الكيانات الموازية... سلاح حوثي يهوي بالدولة ويفكك المجتمع..

تاريخ الإضافة السبت 25 حزيران 2022 - 5:42 ص    عدد الزيارات 782    التعليقات 0    القسم عربية

        


"ناتو الشرق الأوسط".. دوافع ومعوقات...

الحرة / خاص - واشنطن

تحالف عسكري في الشرق الأوسط.. هل يمكن تحقيق الفكرة؟

كثيرا ما روادت فكرة إنشاء تحالف عسكري دول الشرق الأوسط

أعادت الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى الشرق الأوسط، الشهر المقبل، الحياة، لفكرة إنشاء تحالف عسكري في المنطقة، حيث ركز مختصون، ووسائل إعلام، خلال الأيام الأخيرة، على ضرورة التسريع في بلورتها على أرض الواقع. وخلال حديث لقناة "سي إن بي سي" الأميركية، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إنه سيدعم تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي، وكشف أن ذلك يمكن أن يتم مع الدول التي تشاطره الرأي. تعمل المملكة بنشاط مع الناتو وتعتبر نفسها شريكًا في الحلف، بعد أن قاتلت "جنبًا إلى جنب" مع قوات الناتو لعقود، حسبما صرح الملك للقناة الأميركية، الأربعاء. وقال: "أود أن أرى المزيد من البلدان في المنطقة تدخل في هذا المزيج" ثم تابع "سأكون من أوائل الأشخاص الذين يؤيدون إنشاء حلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط". لكنه أضاف أن رؤية مثل هذا التحالف العسكري يجب أن تكون واضحة جدا ودوره يجب أن يكون محددا بشكل جيد "يجب أن يكون بيان المهمة واضحًا جدًا جدًا، وإلا فإنه سيربك الجميع".

معوقات

وضوح الفكرة والخلافات بين دول الشرق الأوسط، من بين أهم المعوقات لنجاح فكرة التحالف، وفق الخبير العسكري والاستراتيجي، الأردني، فايز الدويري. الدويري، أكد لموقع الحرة أن مثل هذا المشروع يحتاج توافقا بين الدول الأعضاء على أكثر من صعيد، ناهيك عن ضرورة وضوح دور كل دولة، وشكل التحالف ومهامه، وهوية الدول الأعضاء. وكشف أن حديث العاهل الأردني "ربما جاء بعد تأكيدات عن نية واشنطن في دعم الفكرة" لكنه أشار إلى أن وجود خلافات بين الكثير من الدول التي من المزمع أن تكون عضوا في هذا التحالف قد يعيق تبلور الفكرة على أرض الواقع. يُشار إلى أن فكرة إنشاء تحالف عسكري في الشرق الأوسط كثيرا ما راودت دول المنطقة بسبب تزايد التهديد الإيراني. إلا أن الدويري لاحظ بأن وجود خلافات عميقة بين بعض دوله المفترضة، مثل قطر والإمارات والسعودية، والعراق، القريب في نظره، من إيران "يمكن أن يعطل الفكرة". واعتبر الدويري أن إعطاء دور ريادي لإسرائيل في هذا المشروع قد يكبح الفكرة في مهدها.

حياة جديدة

المحلل الإسرائيلي المختص في شؤون الشرق الأوسط في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، زفي بارئيل، قال في مقال رأي نشره الأسبوع الماضي، إن التقارير عن إنشاء تحالف دفاعي إقليمي، والذي سيضم إسرائيل وعدد من دول الشرق الأوسط الأخرى، بعث حياة جديدة في الفكرة المألوفة لتأسيس "حلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط". وقال: "سيكون هذا نوعًا من تحالف الدول العربية، الذي سيقيم مع إسرائيل درعًا دفاعيًا ضد التهديد المشترك المتمثل في إيران". لكنه عاد وقال إن الإحاطات الإعلامية الأخيرة التي قدمها مساعدون ومستشارون للرئيس بايدن، توحي بأنهم قلقون من مناقشة التحالف العسكري، وبدلاً من ذلك يؤكدون على نقطة الحديث المتمثلة في "رفع مستوى اندماج إسرائيل في المنطقة كاستمرار لاتفاقات إبراهيم". وهذا ما يؤكد ما ذهب إليه الدويرري الذي شكك في إمكانية نجاح أي تحالف عسكري في الشرق الأوسط يضم إسرائيل، رغم إقراره بالخطر الذي يشكله النظام الإيراني على المنطقة. وبدأت دول الشرق الأوسط العمل معًا لمواجهة التحديات التي نشأت عن الحرب في أوكرانيا، وفق العاهل الأردني، الذي قال ضمن حديثه لقناة "سي إن بي سي": "كلنا نجتمع للقول كيف يمكننا أن نساعد بعضنا البعض". وبحسب ذات القناة، فإن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يمكن أن يعرقل خطط التعاون في الشرق الأوسط. وقال الملك عبد الله في الصدد: "إذا لم يتحدثوا مع بعضهم البعض، فإن ذلك سيخلق حالة من عدم الأمان وعدم الاستقرار في المنطقة مما سيؤثر على المشاريع الإقليمية".

اندماج إسرائيل

تأمل واشنطن أن يساعد المزيد من التعاون، وخاصة في مجال الأمن، على زيادة اندماج إسرائيل في المنطقة وعزل إيران، على حد تعبير وكالة رويترز. كما أنها قد تمهد لمزيد من صفقات التطبيع مع إسرائيل، بما في ذلك مع المملكة العربية السعودية ذات الوزن الثقيل، بعد إقامة العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين في عام 2020، وفق ذات الوكالة.

واشنطن ودول الخليج؟

كشف الغزو الروسي لأوكرانيا شرخا في العلاقة، كان مستبعدا حتى الأمس القريب، بين الولايات المتحدة من جهة والسعودية والإمارات، حليفيها الرئيسيين في الشرق الأوسط وعملاقي النفط الساعيين لإبراز استقلالية دبلوماسية على الساحة الدولية، من جهة أخرى، وفق وكالة فرانس برس. وامتنعت الإمارات التي تتولى حاليا رئاسة مجلس الأمن الدولي، الشهر الماضي عن التصويت على مشروع قرار أميركي ألباني يدين الغزو الروسي لأوكرانيا. وبينما تسبّبت الحرب على أوكرانيا في ارتفاع تكاليف الطاقة، قاومت دول الخليج حتى الآن الضغوط الغربية لزيادة إنتاج النفط بهدف كبح جماح الأسعار. هذه الخلافات وأخرى، قد تعيق الوصول على المدى القريب إلى أي شكل من أشكال التحالف بين الدول شرق أوسطية بحد ذاتها وفق الخبير الاستراتيجي، الدويري، الذي ذكّر في سياق تعليقه على ما تم تداوله عن فكرة إنشاء التحالف، بأن مشاريع مماثلة فشلت عدة مرات. وقال لموقع الحرة: "كانت هناك فكرة فيلق عربي أطلقها الأردن سابقا وفشلت، وكانت هناك عدة مشاريع لفيالق عسكرية عربية مشتركة في آسيا وأفريقيا، لكنها باءت بالفشل، لعدم توافق تلك الدول". ثم تابع "لكن يمكن أن ينجح المشروع على المدى المتوسط وليس القريب إذا ما تم اعتبار بعض المتغيرات وعلى رأسها إسرائيل".

الأردن: العمل جار لتشكيل جبهة عربية تحمي المنطقة

دبي- العربية.نت.. أكد العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، أن العمل جار من أجل تشكيل جبهة من مجموعة دول عربية لحماية المنطقة، لافتاً إلى أن بلاده ستكون من أوائل الدول التي تدعم تشكيل "ناتو" خاص بالشرق الأوسط. كما أضاف في مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي" الأميركية ستنشر الأسبوع المقبل، أن زيارته إلى مصر وزيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الأردن تهدف إلى بحث أمن المنطقة ومساعدة بعضنا البعض.

تراجع الدور الروسي في سوريا

إلى ذلك، حذر من أن تراجع دور روسيا في سوريا، يزيد المخاطر الأمنية، لافتاً إلى أن تنظيم داعش عاد للظهور مجدداً. كما نبه الملك الأردني إلى أن الميليشيات الشيعية في سوريا زادت من عمليات تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود. ولفت إلى أن عمان "تنظر إلى الوجود الروسي على الأراضي السورية كعنصر إيجابي، حيث كان مصدر استقرار خلال السنوات الماضية". وتابع قائلا "من وجهة نظر أردنية، لقد شكل الوجود الروسي عامل تهدئة. أما عن الصراع الروسي الأوكراني ، فرأى أنه على الرغم من أنه بعيد بعض الشيء عن الأردن، إلا أن استمراره يزيد من عدم الاستقرار عامة لاسيما في ما يتعلق بتبادل السلع". لكنه اعتبر أن "الأثر الإيجابي لتلك التحديات، هو الدفع نحو التحاور بين الدول العربية لإيجاد الحلول كما تفعل مختلف الدول الآن".

مشاريع إقليمية

إلى ذلك، أشار إلى أن المشاريع الإقليمية بين الدول العربية، توفر الفرص للجميع، لكنه أضاف "إذا كانت إحدى الدول تواجه التحديات، فإن ذلك سيعطّل تلك المشاريع". وأعرب عن أمله بأن يظهر خلال هذا العام توجه جديد في المنطقة، نحو التواصل والعمل المشترك. يشار إلى أن الملك عبد الله الثاني كان زار أمس الخميس الإمارات. فيما زار ولي العهد السعودي عمان قبل يومين، حيث التقى العاهل الأردني، ضمن جولة إقليمية شملت مصر وتركيا أيضاً. وناقش الطرفان العديد من الملفات الإقليمية، من ضمنها إقامة مشاريع واتفاقيات مشتركة، تعزز التعاون بين الأردن والسعودية.

السيسي وتميم يبحثان التعاون والشراكة وتفعيل العمل العربي

أمير قطر يزور مصر لتعزيز العلاقات وبحث القضايا الإقليمية والدولية

الشرق الاوسط... القاهرة: وليد عبد الرحمن... وصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى القاهرة، مساء أمس، في زيارة رسمية للعاصمة المصرية، حيث يجري محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتناول ملفات تعزيز التعاون والشراكة بين البلدين وتفعيل العمل العربي المشترك ومناقشة المستجدات الإقليمية والدولية. ووصل أمير قطر إلى القاهرة قادماً من مدينة كيغالي برواندا، بعد مشاركته في اجتماع رؤساء حكومات الكومنولث. وتعد زيارة الشيخ تميم هي الأولى إلى مصر منذ 7 سنوات، حين حضر «القمة العربية» في مدينة شرم الشيخ عام 2015، وتنامت العلاقات بين القاهرة والدوحة، منذ توقيع «اتفاق العُلا»، والذي اتفقت فيه المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والبحرين، في يناير (كانون الثاني) 2021 على إنهاء مقاطعتها لقطر، التي بدأت منذ عام 2017». وعلى مدار الأشهر الماضية، دخلت العلاقات بين مصر وقطر مرحلة متقدمة من المصالحة، عبرت عنها زيارات متبادلة متكررة على كل المستويات، شهدت توقيع العديد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم في مجالات سياسية واقتصادية». وكان الرئيس المصري قد وجه الدعوة إلى الشيخ تميم لزيارة مصر، مشدداً على «أهمية مواصلة التشاور والعمل من أجل دفع العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المقبلة». دعوة السيسي لأمير قطر، سلمها في يونيو (حزيران) 2021 وزير الخارجية المصري سامح شكري، وأكد فيها السيسي «تطلعه لاستمرار الخطوات المتبادلة بين البلدين، بهدف استئناف مختلف آليات التعاون الثنائي، اتساقاً مع ما يشهده مسار العلاقات المصرية - القطرية من تقدم ملموس». وكان وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قد نقل دعوة، في مايو (أيار) من نفس العام، من تميم إلى السيسي لزيارة الدوحة. وأخيراً عقد وزير المالية المصري محمد معيط لقاءً ثنائياً مع نظيره القطري على بن أحمد الكواري، على هامش مشاركتهما في منتدى قطر الاقتصادي. ووفق بيان لـ«مجلس الوزراء المصري» فإن الجانبين أكدا «أهمية تعزيز التعاون الثنائي، وتنمية العلاقات وتحفيز الاستثمارات بالبلدين، وتطوير آليات العمل المشترك؛ على نحو يساعد في تنسيق الرؤى والمواقف والسياسات المالية على المستوى الثنائي، وفي المحافل الدولية». وأشار البيان المصري حينها إلى «التقدم الملموس» في مسار العلاقات المصرية - القطرية، لافتاً إلى أنه يستهدف «خدمة أهداف ومصالح الدولتين والشعبين؛ في ظل التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة، التي تتطلب تضافر كل الجهود؛ لاحتواء التداعيات السلبية للحرب في أوروبا، والتي أثرت بشدة على اقتصادات كل دول العالم». ونقل البيان المصري، عن وزير المالية القطري، قوله إن «علاقتنا مع مصر، أخوية وتاريخية»، موضحاً أن «قطر تعتبر مستثمراً رئيسياً بمصر في جميع القطاعات، وسوف تستمر استثماراتنا في مصر كما استمرت روابطنا التاريخية». وسبق أن أعلنت مصر وقطر عن اتفاق بين الجانبين على مجموعة من الاستثمارات والشراكات في مصر بإجمالي 5 مليارات دولار، على هامش زيارة وزير خارجية قطر، إلى القاهرة أخيراً، بصحبة عدد من المسؤولين القطرين. والشهر الجاري، بحثت وزيرة التجارة والصناعة المصرية نيفين جامع، مع وزير الدولة القطري للمناطق الحرة أحمد بن محمد السيد، في العاصمة القطرية الدوحة، مقومات وإمكانات المناطق الحرة بالبلدين والفرص الاستثمارية والمزايا الاستثنائية المتاحة بها، وسبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين. وقالت الوزيرة جامع إن «اللقاء أكد الدعم السياسي غير المسبوق لدفع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين لمستويات متميزة». وأعلنت جامع حينها أنها اتفقت مع نظيرها القطري محمد بن حمد بن جاسم آل ثاني على «إعادة تشكيل مجلس الأعمال المصري القطري المشترك بجانبيه». وبحسب مصدر مصري مطلع أمس فإن «الزيارة سوف تشهد توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية، وعقد شراكات في مجالات الاستثمار والتجارة بين البلدين». وفي مارس (آذار) الماضي، ثمن الرئيس السيسي ما اعتبره «التقدم الملموس» في مسار العلاقات المصرية - القطرية، الذي من شأنه أن «يخدم أهداف ومصالح الدولتين والشعبين، ويعزز جهود الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية»، وذلك خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، فيما نقل بيان رئاسي مصري عن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني «حرص أمير قطر على توطيد العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين بما يعزز الأمن والاستقرار للمنطقة، وكذا تقديره لجهود الرئيس السيسي لدفع العمل العربي المشترك والحفاظ على السلم والأمن على المستوى الإقليمي خلال المرحلة الدقيقة الحالية التي تتعاظم فيها التحديات». يشار إلى أنه منذ إتمام المصالحة التقى السيسي بأمير قطر، في أكثر من مناسبة، آخرها في فبراير (شباط) الماضي، على هامش حضورهما افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين. كما التقى الرئيس المصري، أمير قطر في بغداد، في أغسطس (آب) الماضي، والتقاه أيضاً على هامش قمة «تغيّر المناخ» في غلاسكو. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قدم سفير مصر في الدوحة عمرو الشربيني أوراق اعتماده إلى الشيخ تميم. وأفاد بيان لوزارة الخارجية المصرية، حينها، بأن سفير مصر «نقل خلال اللقاء تحيات الرئيس السيسي إلى أمير قطر». وأشار إلى «ما تمثله المرحلة الراهنة من مرحلة جديدة في علاقات البلدين، وما تعبر عنه من رغبة مشتركة للمُضي قُدماً بتلك العلاقات نحو مزيد من التعاون المشترك، على أساس المصالح المتبادلة». وقال بيان «الخارجية» المصرية وقتها إن أمير قطر «طلب نقل تحياته إلى الرئيس السيسي»، مثمناً «التطور الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين». كما أكد «اهتمام قطر بتفعيل التعاون مع مصر في المجالات كافة، والارتقاء بالعلاقات بين البلدين». وكان الرئيس المصري قد تسلم أوراق اعتماد السفير القطري في القاهرة، سالم مبارك آل شافي، في سبتمبر (أيلول) الماضي».

الكيانات الموازية... سلاح حوثي يهوي بالدولة ويفكك المجتمع

عودة إلى ما قبل الجمهورية... وبناء اقتصاد «طفيلي»

الشرق الاوسط... عدن: وضاح الجليل... (تقرير اخباري).... رغم سيطرتها التامة على مؤسسات الدولة بالكامل في العاصمة صنعاء ومناطق نفوذها؛ فإن الجماعة الحوثية تستحدث باستمرار كيانات وهيئات موازية تنافس هذه المؤسسات وتحل محلها، حتى باتت تهوي بالدولة وتفكك المجتمع بممارسات تجويع وبطش وقمع. الأسبوع الماضي أصدر مهدي المشاط، رئيس ما يعرف بالمجلس السياسي الأعلى، قراراً بإنشاء «المؤسسة العامة للصناعات الكهربائية والطاقة المتجددة»، وعيَّن عبد الغني محمد حسين المداني رئيساً لها، بعد أن كان نائباً لوزير الكهرباء في حكومة الميليشيات، رغم تعرضه خلال الفترة الماضية لاتهامات من داخل الميليشيا الحوثية نفسها بممارسة الفساد داخل الوزارة. ويدير المداني نحو 200 محطة توليد كهرباء تجارية في صنعاء والحديدة، تعود إيراداتها إلى حسابات خاصة بالميليشيات، إضافةً إلى إدارة عدد من المحطات التابعة للمؤسسة العامة للكهرباء. يقول مصدر في وزارة الكهرباء في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الخطوة تأتي ضمن مخطط استراتيجي لتحويل مؤسسة الكهرباء وأصولها وشبكتها إلى قطاع تجاري استثماري يدرّ الأموال على الميليشيات، بعد إعادة تشغيلها إثر توقفها ثلاثة أعوام منذ اندلاع الحرب. وتوقفت الكهرباء عن العمل في عام 2015 بسبب الحرب، واستعاض عنها المواطنون بمعدات الطاقة الشمسية باهظة الكلفة وقليلة الفائدة. وأفاد المصدر بأن النصيب الأكبر من تجارة الطاقة الشمسية يعود لتجار موالين للميليشيات التي استفادت من توقف محطات الكهرباء، للاستثمار في هذا الجانب. وحسب المصدر؛ فإنه، وعند تراجع مبيعات الطاقة الشمسية بسبب تشبُّع السوق بعد ثلاث سنوات؛ عادت الميليشيات لتشغيل محطات الكهرباء في مناطق سيطرتها، وبيع الطاقة للمواطنين بعشرين ضعف أسعارها قبل اندلاع الحرب، إضافةً إلى إنشائها محطات تابعة لرجال أعمال موالين لها.

- اقتصاد ميليشاوي

لا يُعرف عدد الكيانات الموازية التي أنشأها الحوثيون، فحسب مصدر في وكالة «سبأ» للأنباء التي يسيطرون عليها؛ لا تصل إلى الوكالة جميع القرارات الصادرة عن المجلس الذي يرأسه المشاط أو من رئاسة الحكومة، إلا أن العاملين في الوكالة يفاجأون أحياناً بورود أخبار إليهم لنشرها، عن أنشطة كيانات لم يسمعوا بها من قبل. يذكر الباحث الاقتصادي وفيق صالح لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين بدأوا منذ سيطرتهم على مؤسسات الدولة في 21 سبتمبر (أيلول) 2014، بتنفيذ خطة منظمة للاستحواذ على مختلف المؤسسات الإيرادية والقطاعات الحيوية، لإنشاء اقتصاد طفيلي، على حساب القطاع الخاص المنظم والذي يعمل منذ عقود. ويتابع صالح: «لم يكتفوا بتحصيل موارد مؤسسات الدولة، بل أسسوا هيئات إيرادية مستحدثة من أجل مضاعفة الإيرادات، وضمان استمرار تدفق الموارد اللازمة لتمويل الحرب، وإضافةً إلى هدفهم في مضاعفة الموارد والإيرادات من الهيئات المستحدثة؛ فإن للحوثيين أهدافاً أخرى». ويسرد صالح من تلك الأهداف: «القضاء على مؤسسات الدولة التي كانت عنواناً للنظام الجمهوري، واستبدال مسميات أخرى بها، لطمس تاريخ اليمن الجمهوري بتدمير مؤسساته، وإنشاء اقتصاد طفيلي، يقتصر على النخبة الحاكمة المنتمية إلى سلالة تسيطر على صنعاء والمحافظات المجاورة، وتسخيرها لتحقيق أهداف ذات أبعاد طائفية ومذهبية وتشطيرية، في سياق ممنهج لتقويض مفهوم الدولة اليمنية وأنظمتها القانونية والإدارية». ويوضح أن إنشاء الهيئة العامة للأوقاف جاء لتمكينها من الإشراف على العقارات الوقفية والاستثمارات، وفصلها عن إشراف وزارة الأوقاف والإرشاد، فجرى إصدار قرار بتعديل مسمى الوزارة إلى وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، في حين أنشأت الهيئة الجديدة قطاعاً يسمى قطاع الاستثمار وتنمية الموارد. ويشير إلى أن الغرض من هذا القطاع هو دراسة الوضع الاستثماري لكل العقارات الخاصة بالأوقاف في كل المحافظات وحجز أي أراضٍ استثمارية لصالح الهيئة مهما كان وضعها، وإنهاء عقود المتعاقدين معها.

- حجج «الحق» المزعوم

يرى الباحث فؤاد المقطري في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن استحداث بعض هذه الكيانات جزء من صراع الأجنحة الحوثية، فيتم تأسيس كيان جديد موازٍ لمؤسسة حكومية تحت سيطرة أحد الأجنحة، ليتمكن جناح آخر من المنافسة في الحصول على الإيرادات وتعزيز النفوذ، ومثال ذلك هيئة الأوقاف التي نشأت بسبب صراع جناحَي أحمد حامد ومحمد علي الحوثي حول إيرادات وأنشطة وزارة الأوقاف. وإلى جانب كون هذه الهيئة أُنشئت بسبب التنافس بين الجناحين؛ فثمة مخطط خطير من ورائها، وهو استرداد أراضٍ وعقارات يُزعم أن ملكيتها تعود إلى الأسر الحاكمة خلال فترة الحكم الإمامي قبل ثورة سبتمبر 1962. وينبه المقطري إلى أن هناك خطة استراتيجية لحصر هذه العقارات والبدء في إجراءات السيطرة عليها من الهيئة المستحدثة؛ إضافةً إلى طرد مستخدمي أراضي وعقارات الدولة وتمكين قادة الميليشيات منها. ويؤكد أن من الأهداف الأخرى للحوثيين في إنشاء الكيانات الموازية؛ تدمير وتفريخ مؤسسات الدولة، وخصخصتها لصالح الميليشيات، وضمان أن تعمل بطاقم وظيفي مكون من أتباعهم، وعدم تسريب أو كشف ما يدور فيها للرأي العام أو المجتمع. ويحذّر من أن إنشاء هذه الكيانات يمثل كارثة مستقبلية في حال استمرار سيطرة الحوثيين، فهو يحقق لهم تأسيس دولة داخل الدولة، وإلحاق أنصارهم بها لضمان السيطرة التامة عليها، ومن ثم لاحقاً الاستغناء عن موظفي الدولة، وإحالتهم إلى البطالة، إضافةً إلى عدم مسؤولية هذه الكيانات عن حقوق المواطنين ومصالحهم. وبالعودة إلى الباحث وفيق صالح الذي يكشف عن بعض الأمثلة على استحداث ميليشيا الحوثي سلطات خارج القانون، كالهيئة العامة للزكاة لتحصيل المساهمة الخيرية الإلزامية، والاستحواذ على ما تبقى من موارد اليمنيين، وهيئة إدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعافي من الكوارث «النمشا»، وربطها بشكل غير رسمي مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي الخاضعة للميليشيا... ينوه إلى أنه، وقبل إنشاء الهيئة العامة للأوقاف؛ تم تأسيس المنظومة العدلية، وهي كيان يسعى للسيطرة على المحاكم والقضاة وأمناء السر وموثِّقي عقود البيع والشراء، بهدف السيطرة على قطاع العقارات، الذي يدر عائدات سنوية ضخمة. وكانت ما تعرف باللجان الثورية هي النواة الأولى لإنشاء وتأسيس هذه الكيانات الموازية، فعند سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء أواخر عام 2014 بدأت هذه اللجان بالإشراف على أنشطة ومهام مختلف الدوائر الحكومية ومؤسسات الدولة المدنية والأمنية والعسكرية بزعم مكافحة الفساد، وبشكل تدريجي أحكمت سيطرتها عليها. وأعقب ذلك تعيين مشرفين على هذه المؤسسات من خارجها، ومنحهم صلاحيات غير قانونية، ومن خلالهم جرى تغيير كبير في الهيكل الإداري للمؤسسات، وتعديل في مهامها، وتجيير أنشطتها ومواردها لخدمة الميليشيات وتعزيز نفوذها. ومن الكيانات الموازية التي أنشأها الحوثيون، المؤسسة العامة للصناعات الكهربائية والطاقة المتجددة، واللجنة التأسيسية للشبكة الوطنية للتكافل الاجتماعي، والهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية ومواجهة الكوارث، والمجلس الاقتصادي الأعلى، وهي كيانات ذات طابع اقتصادي بغرض الجباية، وهناك كيانات أخرى ذات طابع أمني وتجسسي على المواطنين مثل المركز الوطني لبناء القدرات ودعم اتخاذ القرار، والمركز الوطني للتحكيم والتسوية في المنازعات الناشئة عن تطبيق أحكام القوانين الخاصة، وهيئة رفع المظالم، والهيئة العامة لشؤون القبائل، إضافةً إلى جهازي الأمن والمخابرات، والأمن الوقائي.



السابق

أخبار العراق.. من يقف وراء الهجمات الأخيرة ضد إقليم كردستان العراق؟ .. هجوم صاروخي ثان في يومين.. "وزير الصدر" يحذر من "الفكرة الخبيثة" ويهدد برد "غير متوقع".. مقاعد الصدر ترجح كفة خصومه أمام الشريكين الكردي والسني..مؤتمر في بغداد للمطالبة بحرية ناشط مختطف منذ نحو سنتين..

التالي

أخبار مصر وإفريقيا..أمير قطر يصل القاهرة.. والسيسي في استقباله.. تقديرات مصرية تشير لارتفاع منسوب بحيرة السد الإثيوبي.. نذر أزمة حادة بين شرق السودان والسلطة الحاكمة في الخرطوم..اعتقال رئيس الحكومة التونسية الأسبق..الدبيبة يحتوي احتجاجات طرابلس.. الجزائر: اعتقال 11 بشبهة دعم التنظيمات المتطرفة..حزب مغربي يدعو إلى حوار حول «التحولات السياسية المطلوبة»..أزمة أوروبا والغاز الروسي تعيد "خط الصحراء" إلى الواجهة.. إصابة 8 عناصر من قوة حفظ السلام في مالي..الرئيس النيجيري يعتبر الهجمات الأخيرة على الكنائس دوافعها سياسية...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,164,829

عدد الزوار: 6,758,310

المتواجدون الآن: 127