أخبار سوريا..واشنطن تطالب بـ«وقف فوري» للهجمات شمال سوريا..وموسكو تلمح إلى تعليق العملية البرية التركية..روسيا الطرف الأكثر تحكّماً بالجنوب السوري رغم «السعي» الإيراني والتصدي الإسرائيلي..ما تداعيات التقارب السوري - التركي على الأكراد؟..«قسد» أعلنت مقتل عشرات المدنيين والعسكريين..تقاطع مصالح تركي ــ روسي ــ إيراني ضدّ «قسد»..محاضر من «أستانا 18»: الحلّ السوري بعيد وتركيا لن تنسحب..الأسد: الغرب ينتهج سياسة شن الحروب حتى يستطيع الاستمرار..أكراد سورية يتخوفون من دفع ثمن تقارب الأسد وإردوغان ..موسكو تعرض التوسط..

تاريخ الإضافة الجمعة 25 تشرين الثاني 2022 - 3:54 ص    عدد الزيارات 676    التعليقات 0    القسم عربية

        


واشنطن تطالب بـ«وقف فوري» للهجمات شمال سوريا... وموسكو تلمح إلى تعليق العملية البرية التركية...

توسع نطاق استهداف «قسد» إلى مواقع قريبة من القوات الأميركية

الشرق الاوسط... أنقرة: سعيد عبد الرازق...وسعّت تركيا نطاق هجماتها الجوية إلى جانب القصف المدفعي، على مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال وشمال شرقي سوريا، إلى مناطق وجود القوات الأميركية والروسية، وسط تحذيرات من واشنطن، وتلميحات من روسية إلى أن أنقرة «قد تتراجع» عن تنفيذ عملية برية هدد بها الرئيس رجب طيب إردوغان. وأعلن الخميس عن مقتل القيادي في «قسد» ريزان كلو واثنين من مرافقيه، في قصف للقوات التركية لسيارة «بيك أب» كانوا فيها بغرض التمويه عند دوار القرموطي في القامشلي، كما قصفت المسيرات التركية «مستشفى الكورونا» في الحزام الغربي لمدينة القامشلي. وسقطت قذيفة أخرى على ما يسمى «طابور جمال» بالقرب من المكان نفسه، إضافة إلى سقوط قذيفتين على حي ميسلون شمال شرقي القامشلي، ليل الأربعاء-الخميس، بحسب ما أكدت وكالة «سبوتنيك» الروسية ومصادر محلية. وتشن تركيا هجمات مكثفة منذ انطلاق العملية الجوية «المخلب – السيف» شمالي سوريا والعراق، منذ فجر الأحد الماضي، ضد قواعد مسلحة لـ«حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب الكردية» التي تعتبر أكبر مكونات «قسد». في الوقت ذاته، قصفت القوات التركية، الخميس، مناطق في قرى: تل الورد ودادا عبدال والربيعات وخربة الشعير، ضمن مناطق نفوذ «قسد» في شمال غربي الحسكة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن المسيرات التركية استهدفت بنى تحتية ومنشآت نفط وغاز، ومواقع ونقاطاً عسكرية وآليات، في 18 هجمة، 17 منها على محافظة الحسكة، وواحدة على ريف عين العرب (كوباني). وتسببت الاستهدافات بسقوط 4 قتلى، و13 مصاباً. في الوقت ذاته، أصيب مدنيان بجروح نتيجة القصف الجوي التركي بطائرة مسيرة على قرية علي آغا التابعة لبلدة الجوادية بريف الحسكة، كما قصفت القوات التركية بقذائف المدفعية الثقيلة صوامع بلدة القحطانية شمال شرقي الحسكة، وقصفت بعدد من القذائف الثقيلة محول كهرباء عامودا بالقرب من قرية هرم شيخو، والطريق العام على مفرق القرية بمحيط القامشلي. كما قصفت القوات التركية المتمركزة في قاعدة كلجبرين بريف أعزاز، بقذائف المدفعية الثقيلة، مناطق انتشار القوات الكردية وقوات النظام في محيط مدينة تل رفعت، وقرية البيلونية في ريف حلب الشمالي. وتسود حالة من القلق بين سكان بريف حلب الشمالي، منذ أن كثفت تركيا ضرباتها الجوية والبرية ضد مناطق شمال شرقي سوريا، وقرى وبلدات بريف حلب الشمالي. وأعلن قائد قوات «قسد»، مظلوم عبدي، ليل الأربعاء، وقف التنسيق مع التحالف الدولي للحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي بقيادة الولايات المتحدة، لانشغال القوات بالهجمات التركية، مشيراً في الوقت ذاته «إلى تأثر تنسيق العمل مع روسيا على الأرض جراء تلك الهجمات». واتهم عبدي، تركيا «باستهداف المدنيين، والسعي إلى احتلال أرضهم»، وطالب القوى «ذات الصلة (أميركا وروسيا) بالقيام بواجبها». وقالت «قسد»، في بيان، إن 25 عنصراً من قوات النظام السوري و11 من مسلحيها قتلوا، منذ بدء القصف التركي على شمال سوريا فجر الأحد الماضي. وكرر عبدي التعبير عن «خيبة أمله تجاه رد الفعل الأميركي والروسي الضعيف»، على تهديدات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشن هجوم بري جديد.

- واشنطن

وبينما بحث رئيس هيئة الأركان التركية يشار غولر في اتصال هاتفي، الخميس، مع نظيره الأميركي مارك ميلي آخر المستجدات الأمنية الإقليمية والدولية والتطورات في سوريا، طالبت واشنطن «بوقف فوري للهجمات التركية». وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، باتريك رايدر، إن العمليات العسكرية التركية «تهدد أمن الجنود الأميركيين في سوريا، حيث إن القوات التركية تستهدف مواقع لقسد تنتشر فيها القوات الأميركية». وعبر عن قلق «البنتاغون» إزاء تصاعد التوتر شمالي سوريا والعراق وفي تركيا، مشيراً إلى «أن التوتر المتصاعد يهدد التقدم الذي يحرزه التحالف الدولي منذ سنوات لإضعاف وهزيمة تنظيم داعش الإرهابي، وأن الغارات الجوية التركية الأخيرة في سوريا تشكل تهديداً مباشراً لأمن الجنود الأميركيين ممن يعملون مع الشركاء المحليين»، وتابع: «سنستمر في التواصل مع تركيا ومع شركائنا المحليين لتأمين استمرار وقف إطلاق النار». ونفذت المسيرات التركية المسلحة هجمات على مدى اليومين الماضيين على مواقع «قسد» في الحسكة قريبة من مقر للجنود الأميركيين في المنطقة. في غضون ذلك، لمح المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، إلى «أن هناك احتمالاً بعدول تركيا عن القيام بعمليتها البرية في شمال سوريا». وقال في تصريحات، الخميس: «لا أحد يريد تصعيد التوتر ليس فقط في منطقة شمال شرقي سوريا، ولكن أيضاً في جميع أنحاء المنطقة، وربما أكثر، في جميع المناطق. لذلك لا يزال هناك أمل في أن تتخلى تركيا عن العملية». وعن إمكانية مراجعة الاتفاقيات والتفاهمات الموقعة مع تركيا بشأن سوريا، قال لافرينتييف إنه «لا توجد حاجة لمراجعة الاتفاقيات مع تركيا بشأن سوريا، فهي تبقى سارية المفعول»، مضيفاً: «جميع الاتفاقات واضحة وصالحة... نحن فقط بحاجة، كما يقولون، لعقد النية على التوصل للنتائج السلمية». وأكد أن روسيا «تبذل كل ما في وسعها للوفاء بالتزاماتها بموجب هذه الاتفاقات، التي تنص على أن الوحدات الكردية يجب ألا تقوم بأي أعمال استفزازية ضد تركيا، وأنه يجب إخراجها جميعاً من المنطقة على بعد 30 كيلومتراً جنوب الحدود التركية». وشدد لافرينتيف على «أن العمل في هذا الاتجاه مستمر، وسيكون من الخطأ القول بأن روسيا في هذه الحالة بالذات لا تفي بالتزاماتها»، (كما صرح بذلك إردوغان)، لافتاً إلى أن «هناك التزامات تقع على عاتق تركيا، وتنطوي على انسحاب الجماعات المسلحة غير الشرعية مثل هيئة تحرير الشام المحظورة في روسيا والجيش الوطني السوري، إلى خلف الطريق السريع حلب - اللاذقية الدولي (إم - 4)... لكن كما نعلم، لم يتمكن الجانب التركي بعد من الوفاء بهذه الالتزامات. نأمل أيضاً في أن تواصل تركيا، من جانبها، بذل قصارى جهدها للوفاء بالتزاماتها». وأشار إلى أن موسكو «مستعدة لتقديم الوساطة لسوريا وتركيا في تنظيم المفاوضات على مستويات مختلفة»، قائلاً: «بالطبع نحن على استعداد لتقديم كل دعم ممكن، ومساعدة الوساطة لتنظيم مثل هذه المفاوضات على مختلف المستويات»، مؤكداً أن روسيا «ترى أن على رؤساء أجهزة الاستخبارات في كل من تركيا وسوريا مواصلة الاتصالات على الرغم من تفاقم الأوضاع».

روسيا الطرف الأكثر تحكّماً بالجنوب السوري رغم «السعي» الإيراني والتصدي الإسرائيلي

(تحليل إخباري).... (الشرق الأوسط)... درعا (جنوب سوريا): رياض الزين.... لم تكد تنطلق الثورة السورية في مارس (آذار) 2011، حتى تم الدفع لتصوير البلاد بوصفها ساحة صراع بالوكالة بين القوى الدولية، إذ بدأ النظام السوري بالإعلان عن «مؤامرة» تقودها جهات دولية هدفها النيل من «مواقفه العربية». ومن هذا الاعتقاد وما تبعه من انزلاق البلاد إلى حرب مفتوحة، أصبحت وجهة النظر السائدة بين جميع الأطراف، هي أن الحل السوري ليس داخلياً، إنما يحتاج إلى تفاهم بين القوى الخارجية صاحبة المصالح في الداخل السوري... وبذلك خرج الأمر من يد السوريين إلى تلك القوى التي تدير الصراع حسب أهدافها وغاياتها. لم يأت التدخل الدولي في سوريا من فراغ، فغياب التوافق السياسي الداخلي، وضعف التماسك المجتمعي وتشظيه منذ بداية الصراع، أدت إلى جعل البلاد بأكملها رهينة المنافسات الدولية، وصولاً إلى سياسات الحرب الباردة بين روسيا والغرب. ولا يعتبر الجنوب استثناء في قاعدة المصالح الدولية، فهذه البقعة من الأرض السورية تحولت مع إطالة أمد الصراع، إلى منطقة تقاتل إقليمية. وتحدثت تقارير صحفية، اعتمدت على تسريبات استخباراتية، عن أن عام 2018، قبيل حملة النظام وروسيا على محافظة درعا في شهر يوليو (تموز)، شهد توقيع كل من الأردن وروسيا والولايات المتحدة وإسرائيل، اتفاقاً ينص على عدم السماح للمقاتلين الأجانب (ويقصد بذلك، إيران و«حزب الله») بالوجود في منطقة تغطي محافظتي درعا والقنيطرة... وابتعاد هذه القوات عن الحدود الأردنية مسافة 80 كيلومتراً شمالاً، مقابل عودة قوات النظام إلى المنطقة الجنوبية، وإدارتها من قبل مجموعات محلية تشارك القوات الحكومية في ضبط أمنها. (ويقصد بذلك هنا، «فصائل التسويات» التي كانت معارضة، وباتت مجموعات ضمن تشكيلات تديرها روسيا أو النظام السوري). وتقول مصادر سياسية مطلعة، إن هذا الاتفاق لم توقع عليه إيران، «لكنها أخذت علماً به»، وكان من المنطقي ألا يعجبها تماماً، وهي التي قدمت الدعم العسكري والمادي والبشري للنظام في الحرب. وبدأت تطبيق سياستها وتطلعاتها بالمنطقة بشكل مضمر، وهو ما دفع ويدفع إسرائيل إلى التعبير «عن مخاوفها» من وجود «حزب الله» على جبهتها الشمالية، وخصوصاً في مناطق هضبة الجولان، إما بإلقاء المنشورات الورقية التحذيرية، وإما بقصف مواقع ونقاط وحتى شخصيات تقول إنها تابعة للحزب. أما الأردن، فيتحدث على لسان مسؤوليه، بين الحين والآخر، عن حالة الانفلات الأمني على حدوده الشمالية، وكمية «المخدرات» التي تحاول الدخول إلى أراضيه وعبرها من جنوب سوريا. وفي وقت سابق كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، قال في تصريح له، إن الأردن «يواجه هجمات تستهدف حدوده من قبل ميليشيات لها علاقة بإيران». ويبدو، حسب تلك المصادر، أن الوجود الإيراني في المنطقة الجنوبية، في درعا والقنيطرة تحديداً، هو نقطة التركيز الأهم، حيث يحاول كل من الأردن وإسرائيل، من خلال روسيا، الوقوف في وجه أي تموضع للقوات الإيرانية، وتلك التي تعمل تحت كنفها في أي نقطة من الجنوب. في حين تهدف إيران إلى إدخال هذه المنطقة الجغرافية في البازار التفاوضي بينها وبين الغرب، وفي الوقت نفسه تضغط من خلالها على دول الجوار بالتهديد بإغراقها بالحبوب المخدرة (الكبتاغون). والتطورات في الجنوب السوري، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتمسك الروسي بإغلاق الطريق أمام أي حل توافقي يرضي جميع الأطراف، وفي الوقت نفسه، دعم تقارب بين عمان ودمشق لمحاولة إحياء العلاقات الاقتصادية بين الطرفين، وفتح المعابر وتسهيل حركة البضائع بعد اتفاق نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا. كل ذلك يلزم روسيا المساعدة في ترسيخ وجود الدولة وضبط الأمن على كامل أراضي مناطق الجنوب السوري، وفق ما تعهدت به بالاتفاق عام 2018... وهذا ما ينعكس من خلال تدخلها وتشكيلها مجموعات تابعة لها في الجنوب، رغم كل أوجه القصور الذي تعتريه كحالة اللاسلم واللاحرب، وشبكات التهريب، وعدم وجود جهة أمنية تسيطر على الوضع... إضافة إلى منع أي تصعيد يرجح كفة أحد الأطراف في درعا تحديداً. وحاصل جمع كل ذلك، في رأي المصادر نفسها، هو أن استمرار الوضع على هذه الحال، أمر مرغوب روسياً، حتى إشعار آخر.

الباحث آرون لوند: مصالح أردوغان والأسد «تتقاطع»

ما تداعيات التقارب السوري - التركي على الأكراد؟

الراي...بيروت - أ ف ب - يخشى أكراد سورية من هجوم بري قد تشنّه تركيا ضدّهم وتتغاضى عنه دمشق التي أبدت موقفاً خجولاً من ضربات جوية تستهدف مناطق نفوذهم، على وقع مؤشرات تقارب بين البلدين إثر قطيعة استمرت نحو 11 عاماً.

ما هي مؤشرات التقارب المحتمل وما أسبابه؟ وماذا عن تداعياته على الإدارة الذاتية الكردية في شمال سورية؟

- كيف تطورت العلاقة السورية - التركية خلال النزاع؟

قبل اندلاع النزاع العام 2011، كانت تركيا حليفاً اقتصادياً وسياسياً أساسياً لسورية. وجمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علاقة صداقة بالرئيس السوري بشار الأسد. إلا أنّ العلاقة بين الطرفين انقلبت رأساً على عقب مع بدء الاحتجاجات السلمية ضد النظام. دعت أنقرة بداية حليفتها إلى إجراء إصلاحات سياسية، لكن مع قمع التظاهرات بالقوة وتحولها تدريجاً إلى نزاع دام، دعا أردوغان، الأسد إلى التنحي «منعاً لإراقة الدماء». في مارس 2012، أغلقت تركيا سفارتها في دمشق. بعدها، كرّر أردوغان وصف الأسد بأنه «مجرم وإرهابي»، بينما وصف الأخير نظيره التركي بأنه «لص» وداعم لـ «الإرهابيين». قدّمت تركيا دعماً للمعارضة السياسية. وتحولت أسطنبول مقراً للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أبرز مكونات المعارضة السياسية، قبل أن تبدأ دعم الفصائل المعارضة المسلحة. وإن كانت تركيا شنّت منذ 2016 ثلاثة هجمات ضد المقاتلين الأكراد، مكّنتها من السيطرة على أراض سورية حدودية واسعة، إلا أنها لم تدخل في مواجهة مباشرة مع دمشق إلا في العام 2020، بعد مقتل عدد من عناصرها بنيران قوات النظام في شمال غربي البلاد. وهدأت الأمور بعد وساطة من روسيا. بعد قطيعة استمرت 11 عاماً، برزت في الفترة الأخيرة مؤشرات تقارب بين الطرفين، أبرزها دعوة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في أغسطس إلى مصالحة بين النظام والمعارضة. وفي 23 نوفمبر، وتزامناً مع تهديده بشن هجوم بري ضد الأكراد، قال أردوغان إن احتمال لقاء الأسد «ممكن». وأضاف «لا مجال للنقمة في السياسة. في النهاية، يتم اتخاذ الخطوات في ظل أفضل الظروف». ورجح الكاتب التركي المقرّب من أنقرة عبدالقادر سلفي في مقال نشره الأربعاء، في صحيفة «حرييت» أن يحصل اللقاء بين الأسد وأردوغان قبل الانتخابات التركية في يونيو، وقد يستضيفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتلعب روسيا، وفق محللين، دوراً أساسياً لتحقيق تقارب بين حليفيها اللذين يجمعهما «خصم» مشترك يتمثل بالمقاتلين الأكراد الذين يتلقون دعماً من واشنطن.

- ماذا عن العلاقة بين دمشق والأكراد؟

منذ اندلاع النزاع، لم يدخل الأكراد في مواجهات مباشرة مع دمشق، باستثناء مناوشات محدودة، وحافظوا على علاقة معها. واصطدمت جولات من المحادثات بينهما خلال السنوات الماضية بحائط مسدود. يصرّ الأكراد على الحفاظ على مكتسبات إدارتهم الذاتية التي أسّسوها خلال سنوات النزاع الأولى وتوسّعت تدريجاً. لكن دمشق ترفض ذلك تماماً وتحمل عليهم «نزعتهم الانفصالية» وتلقيهم دعماً من واشنطن. لكن العلاقة المتزعزعة بين الطرفين لم تمنعهما من التوصل إلى اتفاقات بوساطة روسية نشرت بموجبها دمشق قوات محدودة في عدد من مناطقهم للحؤول دون تمدّد القوات التركية إليها. ولطالما نددت دمشق بما تصفه بأنه «احتلال» تركي لأراضيها، لكنها اكتفت منذ بدء القصف الجوي الأخير الذي لم تسلم قواتها منه، بالإعلان عن مقتل «عدد» من عسكرييها، لم تحدده، في وقت أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل أكثر من 20 منهم جراء الضربات التركية. ولم يصدر أي تعليق رسمي من دمشق، إلا على لسان نائب وزير الخارجية أيمن سوسان الأربعاء، على هامش مشاركته في محادثات استانا برعاية تركية - روسية - ايرانية. وقد اعتبر أن «ذرائع الاحتلال التركي لتبرير سياساته في سورية لم تعد تخدع أحداً، وأن أمن الحدود مسؤولية مشتركة». ويحمل الأكراد على دمشق عدم اتخاذها موقفاً حازماً من القصف التركي. وقال القائد العام لـ «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) مظلوم عبدي لـ «وكالة فرانس برس»، الثلاثاء، «حتى الآن موقف حكومة دمشق من الهجمات كان أضعف من مرات سابقة، وهذا يعني أنه قد يكون هناك تأثير للعلاقات (مع تركيا) عليها»، مضيفاً «بحسب معلوماتنا، ثمّة تواصل بين الطرفين». وتسعى تركيا، وفق عبدي، إلى السيطرة على كامل الشريط الحدودي لاستخدامه لاحقاً «ورقة للحفاظ على نفوذها في سورية».

- ما هي تداعيات تقارب سوري - تركي على الأكراد؟

تعارض أنقرة بشكل أساسي الإدارة الذاتية الكردية، وتصنّف «وحدات حماية الشعب الكردية»، العمود الفقري لـ «قسد»، منظمة «إرهابية» وتعتبرها امتداداً لـ «حزب العمال الكردستاني» الذي يشن تمرداً ضدها منذ عقود. ورأى عبدي أن تركيا تسعى إن كان عبر هجماتها العسكرية أو عبر «الاتفاق» مع دمشق إلى «القضاء على تجربة» الإدارة الذاتية الكردية. وتعارض روسيا، الداعم الرئيسي لدمشق، حتى الآن هجوماً برياً تركياً جديداً في سورية، وإن كانت وفق محللين «تضغط على أنقرة ودمشق للجلوس معاً». ويقول الباحث في مركز سنتشري انترناشونال آرون لوند، إن مصالح أردوغان والأسد «تتقاطع»، مضيفاً أن «أي مصالحة جدية بين أنقرة ودمشق سيكون لها وقع كارثي على قوات سورية الديموقراطية، وستتيح للأسد وأردوغان التحرّك بشكل منسّق لحل مشاكلهم الكردية». وإن حصلت المصالحة، «وهي ستحصل عاجلاً أم أجلاً»، وفق لوند، سيبقى لدى الطرفين «الكثير من الخلافات» لحلّها، بما يتجاوز خصومتهما مع «قسد». ومن شأن أي اتفاق أن يعود بالفائدة على الطرفين وفق لوند، إذ يمكن أن «يساعدا بعضهما البعض على قتل أو إسكات خصوم يتواجدون على أراضي الطرف الآخر أو ترتيب عمليات تسليم متبادلة». كذلك، تجمعهما «قضايا مشتركة أو متشابكة كالمياه ومراقبة الحدود وحقوق العبور والتجارة».

«قسد» أعلنت مقتل عشرات المدنيين والعسكريين

مسيّرات تركية تستهدف للمرة الأولى منشآت نفطية في شمال سورية

- البنتاغون: الضربات تهدّد سلامة الجنود الأميركيين

الراي..عمان، موسكو، واشنطن - رويترز، أ ف ب - استهدفت طائرات مسيرة تركية، منشآت نفطية رئيسية تديرها «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) في شمال شرقي سورية، ما أدى إلى مقتل العشرات من بينهم 11 مقاتلاً، في الضربات الأولى التي تستهدف فيها أنقرة منهجياً، حقول النفط في المنطقة. وبدأ سلاح الجو التركي شن ضربات على قواعد «وحدات حماية الشعب الكردية» في شمال سورية مطلع الأسبوع، ما أدى إلى ضربات انتقامية على طول الحدود السورية. ووعد الرئيس رجب طيب أردوغان بتوسيع العملية، وقال إن أنقرة ستتوغل برياً في الوقت الذي تراه مناسباً. وأكدت «قسد»، أن تركيا ضربت الأراضي السورية بشكل أعمق ما فعلته في عملياتها السابقة، ما أسفر عن مقتل 15 مدنياً و25 جندياً من القوات السورية، بالإضافة إلى 11 من مقاتليها. وتابعت في بيان أن «العدو يستهدف توجيه ضربات كبيرة لقواتنا الدفاعية وخاصة قادتنا ومراكز قيادتنا... وبهذه الطريقة يمهد لهجوم بري». وقالت مصادر ثلاثة في مدينتي القامشلي والحسكة السوريتين، إن المسيرات التركية قصفت منشآت نفطية، ليل الأربعاء، قرب القامشلي، وأيضا في منطقة الرميلان الغنية بالنفط التي يوجد بالقرب منها قوات أميركية. وأضافت المصادر، التي على اتصال بشخصيات من «قسد»، أن أنقرة كثفت أيضاً ضربات المسيرات في قلب المناطق الحضرية، مستهدفة كبار المسؤولين العسكريين من «وحدات حماية الشعب». من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أن الضربات الجوية التركية، تهدد سلامة العسكريين الأميركيين وأن الوضع المتصاعد يعصف بالتقدم على مدى سنوات ضد تنظيم «داعش» في المنطقة. وحض الناطق باسم وزارة الخارجية نيد برايس، «على وقف فوري للتصعيد في شمال سورية». وقال ليل الأربعاء «نشعر بقلق بالغ إزاء الأعمال العسكرية الأخيرة التي تزعزع استقرار المنطقة... وتعرّض المدنيين والأفراد الأميركيين للخطر». وتابع «نتفهّم أن لدى تركيا مخاوف أمنية مشروعة في ما يتعلّق بالإرهاب. لكننا في الوقت ذاته عبرنا باستمرار عن مخاوفنا الجديّة إزاء تأثير التصعيد في سورية» على مواجهة «تنظيم داعش وعلى المدنيين على جانبي الحدود». وللولايات المتحدة نحو 900 جندي في سورية يعملون أساساً مع «قسد» في الشمال الشرقي. وفي أنقرة، قال مصدر في وزارة الدفاع رداً على سؤال عن تعليق البنتاغون، إن أنقرة «تختار الأهداف بحذر»، وإنها على اتصال وثيق بنظرائها الأميركيين. وأكد أن «حقول النفط ليست من بين أهداف أنقرة». وفي موسكو، نقلت «وكالة تاس للأنباء»، أمس، عن وزارة الدفاع الروسية، أن وزير الدفاع سيرغي شويغو ناقش الوضع في سورية واتفاق حبوب البحر الأسود في اتصال هاتفي مع نظيره التركي خلوصي أكار. وذكرت وزارة الدفاع التركية في بيان، أن أكار أبلغ شويغو أن «أولوية تركيا هي درء التهديدات الإرهابية (من شمال سورية) بشكل دائم»، مشيرة إلى ضرورة الالتزام بالاتفاقات السابقة.

محاضر من «أستانا 18»: الحلّ السوري بعيد وتركيا لن تنسحب | تقاطع مصالح تركي ــ روسي ــ إيراني ضدّ «قسد»

الاخبار.. حسين الأمين ... موقفا الدولتين يبدوان اليوم أقلّ حدّة، وهو ما يمكن أن يُعزى إلى أسباب مختلفة خاصّة بكلّ من الدولتَين

تُظهر المواقف الإيرانية والروسية من التهديد التركي المتجدّد بعملية عسكرية برّية في سوريا، نوعاً من الليونة التي يمكن تفسيرها بجملة ظروف مستجدّة، جعلت الأطراف الثلاثة الضامنة لـ«مسار أستانا» متقاطِعةً عند العداء للقوّات الكردية في الشمال السوري. ليونةٌ لم تكن إلى ما قبل أشهر حاضِرة كما اليوم، وفق ما تُظهره وثائق سرّية عائدة إلى الجولة ما قبل الأخيرة من اجتماعات «أستانا»، اطّلعت عليها «الأخبار»، يسجّل فيها الروس والإيرانيون حزماً حيال أيّ عملية تركية من النوع المذكور، لم تَعُد مستبعدة، في ظلّ شبه تقبّل موسكو وطهران للمحاججات التركية، ودخول الاتصالات مرحلة الحديث عن حدود التوغّل والأثمان السياسية المطلوبة لقاءه..... تحت سطح الهدوء الذي عاشه الميدان السوري طوال الشهور السابقة، كانت تعتمل عوامل ضاغطة عديدة على أكثر من طرف فاعل في الملفّ، يبدو أن بعضها وصل اليوم إلى لحظة الانفجار. هذا ما ينطبق مثلاً على الهجمات الجوّية التي تنفّذها تركيا ضدّ «قوات سوريا الديمقراطية» في شمال سوريا تحت عنوان عملية «المخلب - السيف»، والتلويح باقتراب لحظة وقوع العملية البرّية، والتي سيسيطر خلالها الجيش التركي على مزيد من الأراضي السورية الحدودية. ولطالما كانت هذه الخطوة محطّ تداول طوال الفترة الماضية، خصوصاً في جولة محادثات أستانا التي عُقدت في حزيران الماضي، وتالِيَتها التي التأمت قبل يومَين على وقْع القصف التركي على مواقع «قسد»، على مسمع ومرأى من القوات الروسية والأميركية المنتشرة في المنطقة. وبينما لا تزال روسيا على موقفها المعلَن الرافض للتحرّك البرّي التركي ـــ مع بروز تبدّلات ملحوظة في الميدان لناحية السماح للطائرات التركية باختراق «المجال الجوّي الروسي» في سوريا ـــ تُبدي إيران هذه الأيام تفهّماً أكبر لهذا التحرّك. في وثائق سرّية حصلت عليها «الأخبار»، تتكشّف المواقف غير المعلَنة وبعض خلفيّاتها، للدول الفاعلة في الملفّ السوري، وذلك على ألسنة مسؤولي هذا الملفّ في كلّ منها، في محادثات ثنائية خاصة، من أيّ عملية عسكرية تركية جديدة في سوريا. ففي حزيران الماضي، انعقدت في العاصمة الكازاخية نور سلطان الجولة الـ18 من «مسار أستانا» التفاوضي، عندما كان الميدان يعيش هدوءاً نسبياً، باستثناء بعض التوتّر بين تركيا والفصائل المسلّحة الموالية لها من جهة، و«قسد» من جهة أخرى، وفي وقت كانت فيه أنقرة تلوّح بنيّتها شنّ عملية عسكرية في ريف حلب الشمالي، وتحديداً على محور عين العرب - منبج - تل رفعت. ممثّل تركيا في «أستانا» حينها، ومسؤول الشؤون السورية في الخارجية التركية، سلجوق أونال، أشار إلى أن «بعض الدول تُعارض العملية، لكنّ هذه الدول في الوقت عينه تتفهّم المخاوف الأمنية لتركيا»، مُدافِعاً بأنه يتوجّب «على تركيا أن تقوم بهذه العملية بسبب مخاطر الإرهاب والانفصاليين، وهذا ما لا تحتمله». وانتقد أونال موقف موسكو، معتبراً أن «ما يقوله الروس بأن العملية ستزعزع استقرار سوريا غير صحيح، لأن لا استقرار أصلاً في سوريا، كما ليس هنالك من ستاتيكو حقيقي ستزعزعه هذه العملية. لا بل إن العملية ستمنع زعزعة الاستقرار بسبب الأجندة الإرهابية والانفصالية لـ»PKK» (حزب العمال الكردستاني)». واستعرض أونال، في حديث خاصّ مع دبلوماسيين، مسار الهجمات العسكرية التي نفّذتها تركيا سابقاً في سوريا، حيث إن «شركاءنا (روسيا وإيران) اعترضوا سابقاً على عملية نبع السلام، ثمّ ما لبثوا أن رفعوا العوائق من أمام تركيا»، في إشارة إلى قبولهم الوقائع التي فرضتْها تلك الهجمات. وافترض أن «الروس ربّما يَعتبرون أن طرد القوات الكردية (من المناطق الحدودية) سيدفعها باتجاه المناطق السورية الداخلية، وهذا قد يجدّد النزاع»، مبيّناً أنه «في هذه الحالة، هُم (الأكراد) سيهاجمون الجيش السوري وليس تركيا». وختم المسؤول التركي حديثه بالتأكيد أن «المسار السياسي بطيء (...) أستانا يبقى المسار الوحيد الذي لا يزال على قيد الحياة»، مشيراً إلى أنه «سبق أن أنشئت المجموعة المصغّرة حول سوريا وانتهت، وكذلك انتهى مسار جنيف».

يَظهر أن مصلحة الدول الثلاث الضامنة لـ«مسار أستانا» تلتقي عند العداء للقوات الكردية في الشمال السوري

وفي وثيقة أخرى، تحدّث سفير تركيا لدى روسيا، محمد سامسار، في اجتماع خاص داخل مكتبه عُقد في تموز الفائت، حول العملية العسكرية المرتقبة، قائلاً إنه «بالنسبة إلى تركيا، فإنه لا أطماع لديها في سوريا، وهدف أنقرة كان ولا يزال إبعاد المنظمات الإرهابية الكردية عن حدودها لمسافة 30 كم على الأقل، وهو الأمر الذي كان الأميركيون قد وافقوا عليه، وأيضاً الروس، الذين كانوا قد تعهّدوا بالمساعدة على تحقيقه منذ عام 2019، دون أن ينجحوا حتى الآن، ما دفع القيادة التركية أخيراً للإعلان عن عملية عسكرية قد تكون قريبة لتحقيق الهدف المذكور، بالرغم من معارضة موسكو وواشنطن، التي تقوم بحماية بعض الفصائل الإرهابية شرق الفرات». من جهة أخرى، استبعد سامسار «إمكانية التوصّل إلى حلول في المدى المنظور، خاصة في ظلّ توتر العلاقات بين موسكو من جهة، وواشنطن والغرب من جهة أخرى»، لافتاً إلى أن «الوضع السوري في غاية التعقيد، مع وجود دول كثيرة تتصارع على الأرض السورية لحفظ مصالحها المتعارضة في كثير من الأحيان»، مُهاجِماً «الدور الإيراني الطامح إلى بقاء طويل الأمد في سوريا، ومحاولة إحداث تغيير ديمغرافي في بعض المناطق السورية، ومنها دمشق العاصمة، وذلك خدمة لأهداف بعيدة المدى تؤذي الشعب السوري بلا شكّ، وتهدّد بشدّة وحدة البلاد واستقرارها على المدى البعيد». بدوره، رأى المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، أنه «سيكون من الخطير إن أقامت تركيا منطقة عازلة، وهذه ستخلق تهديدات جديدة»، لافتاً إلى «(أننا) نصحنا العراقيين وجيران سوريا، أن يتواصلوا مع إيران والدول العربية لمطالبة تركيا بشكل جماعي بعدم تنفيذ عمليّتها». وأشار لافرنتييف إلى أن «تركيا دائماً تؤكّد أنها لا تريد تقسيم سوريا، وأنها مع المحافظة على وحدة وسيادة سوريا، لكنهم يضيفون أنهم سيتركون سوريا عندما تسمح لهم الظروف بذلك، وهذا لا يبدو لنا مشجّعاً. إذا دخلَت لن تنسحب»، مشدّداً على أنه «من الضروري أن نعمل معاً، وأن لا نترك ذلك يحدث (...) (تركيا تريد) احتلال أراضي سوريا، وتشكيل حكومة موالية لها». ولدى سؤاله عن الانتشار الميداني الروسي في سوريا، مع احتدام الحرب في أوكرانيا، أكد «(أننا) لن ننسحب من سوريا. أجرينا إعادة انتشار لقوّاتنا، بسبب بعض الصعوبات اللوجستية المتأتّية من تركيا». وختم حديثه بالقول إن «علينا أن نعيش مع نزاع طويل الأمد» في سوريا. من جهته، رأى مساعد وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر حاجي، أن «كلّ ما يحدث متأثّر بالحرب الأوكرانية، التي تُضاعف من خطورة الحالة في الشرق الأوسط»، معتبراً أن «ما تقوم به روسيا في أوكرانيا، تحاول تركيا مقابلته في سوريا»، في إشارة إلى المخاوف الأمنية الروسية في أوكرانيا، والتي دفعتْ موسكو إلى تنفيذ عمليتها العسكرية هناك. وأضاف حاجي: «نقول لأصدقائنا الأتراك إن مخاوفكم الأمنية لا يمكن حلّها بالوسائل العسكرية، وإلّا لكانت حُلّت مُسبقاً. نقول لهم، ساعدوا الجيش السوري للانتشار على الحدود تطبيقاً للاتفاقيات بينكما». أما ممثّل الأمم المتحدة في محادثات أستانا، مدير مكتب المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، روبرت دان، فرأى أن «كلّ الأطراف حقّقت أكثر ما تستطيعه»، متابعاً أن «اليوم هنالك تركيا، ينبغي انتظار ردّة فعل الأطراف الباقين على عمليّتها العسكرية، وما سينشأ عنها». وعلى رغم الحزم الذي تتّسم به المواقف الإيرانية والروسية حيال العملية العسكرية التركية في سوريا، وفق ما تُظهره الوثائق، إلّا أن هذه المواقف تبدو اليوم أقلّ حدّة، وهو ما يمكن أن يُعزى إلى أسباب مختلفة خاصّة بكلّ من الدولتَين. بالنسبة إلى روسيا، فإن التعاون الروسي - التركي بلغ أوْجه خلال الأشهر الأخيرة مع احتدام الحرب في أوكرانيا، في ظلّ موقف أنقرة الذي حافظ على حياده نوعاً ما. وإذ تُدرك روسيا أن تركيا اليوم هي أحد معابرها الأساسية إلى العالم في ظلّ الحصار الغربي المستمرّ على الأولى، فإن الدولتَين تُظهران تعاوناً واسعاً في منطقة القوقاز، أسفر حتى اليوم عن تجنُّب أزمات كبرى، وربّما معارك متجدّدة، وخصوصاً بين أرمينيا وأذربيجان. والأهمّ من كلّ ما سبق، سياقان مغايران للتعاون: الأوّل متعلّق باتفاقية تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية عبر البحر الأسود إلى تركيا ثمّ البحر الأبيض المتوسط؛ والثاني متّصل بتصدير الغاز الروسي، حيث اتفق الرئيسان الروسي والتركي، الشهر الماضي، على البدء بإنشاء مركز لتوزيع الغاز الروسي من تركيا إلى دول جنوب وشرق أوروبا، عبر أنابيب ناقلة تمرّ من البحر الأسود وعبر الأراضي التركية. وانطلاقاً ممّا سبق، تبدو مفهومةً المرونة التي طرأت على موقف موسكو، والتي تُعزّزها أيضاً المُحاججة التركية بأن الظروف التي دفعت روسيا إلى تنفيذ عملية عسكرية في أوكرانيا، تنطبق إلى حدّ بعيد على تلك القائمة عند الحدود السورية - التركية، وبالتالي فإن ما شرّعته روسيا لنفسها، لا بدّ أن تشرّعه لشريكتها تركيا. أمّا بالنسبة إلى إيران، التي تعاني اليوم اضطرابات داخلية، فهي تتّهم الأحزاب الكردية - الإيرانية المعارِضة المتمركزة في إقليم كردستان شمالي العراق، بالمسؤولية عن إرسال وتدريب وتجهيز مجموعات مسلّحة لتنفيذ أعمال «إرهابية» على أراضيها. وهي استجابت سريعاً لهذا التهديد باستهداف مواقع تلك الأحزاب، ملوّحةً أيضاً بإمكانية شنّ عملية عسكرية برّية لإبعادها عن الحدود. ومن هنا، يُحاجج «الديبلوماسيون الأتراك، أمام نظرائهم الإيرانيين، وكذلك أمام نظرائهم في دول المنطقة، بسياق تشكُّل الموقف الإيراني المستجدّ تجاه الأحزاب الكردية المسلّحة، ويقارنونه بالموقف التركي السابق والحالي، للقول إن عمليات بلادهم العسكرية السابقة والمرتقَبة في سوريا شرعيّة ومبرّرة، ولا يجب الاعتراض عليها، خصوصاً من قِبَل الإيرانيين»، بحسب ما تَكشفه مصادر ديبلوماسية إقليمية. وفي مقابل هذه المحاججة، يُبدي المسؤولون الإيرانيون تفهّماً للمخاوف الأمنية التركية، إلّا أنهم «يحثّون نظراءهم الأتراك على التعاون مع الحكومة السورية، لضمان انتشار الجيش السوري على الحدود بين البلدين، ومنْع وقوع عمليات أمنية أو عسكرية داخل الأراضي التركية، كما ذلك الذي تسعى إليه طهران مع بغداد»، والذي تجلّت أولى ثماره في إعلان الحكومة العراقية نشْر قوّاتها على الحدود بين إيران وإقليم كردستان. هكذا، يَظهر أن مصلحة الدول الثلاث الضامنة لـ«مسار أستانا» تلتقي عند العداء للقوات الكردية في الشمال السوري. فهذه الأخيرة وضعت كامل بيضها في السلّة الأميركية، ما يزعج الروس إلى حدّ بعيد، واشتبكت مع تركيا التي تحافظ على موقفها العدائي منها، وفشلت في إنجاح أيّ محاولة حوارية مع دمشق، وذهبت إلى حدّ الاشتباك مع القوات السورية غير مرّة، كما تناقض بتحالفها الوثيق مع الأميركيين الموقف الإيراني المُساند لدمشق، فضلاً عن كوْن نظرائها في أربيل باتوا يشكّلون تهديداً متزايداً للأمن القومي الإيراني. لكن كلّ ما سبق لا يعني أن هذه الأطراف اتّفقت تماماً على السماح بتنفيذ عملية عسكرية تركية جديدة في سوريا، بل يبدو أن ما جرى حتى الآن هو إبداء تفهّم متزايد للمخاوف التركية، في وقت تتسارع فيه الاتصالات البينيّة لرسم حدود الطموح التركي، والتوافق على التفاصيل الميدانية والأثمان السياسية.

الأسد: الغرب ينتهج سياسة شن الحروب حتى يستطيع الاستمرار

الجريدة... DPA... أكد الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الخميس، أن «بيلاروس مستهدفةٌ بسبب موقعها الاستراتيجي في قلب أوروبا واستقلالية قرارها وسياساتها»، مشيراً إلى أنّ «الغرب ينتهج سياسة شن الحروب حتى يستطيع الاستمرار لأنّه إذا توقفت هذه الحروب فسوف تتفكك منظومة الهيمنة». ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن الأسد قوله، خلال استقباله اليوم رئيس وزراء بيلاروس رومان غولوفتشينكو، الذي يزور دمشق حالياً «الغرب فشل في تحقيق أهدافه في العديد من الدول كسورية وروسيا وبيلاروس فانتقل إلى الحروب الاقتصادية، لذلك فإنّ توحيد الجهود بين هذه الدول مهمٌ من أجل مواجهة هذه الحروب، إضافة إلى إقامة شبكة علاقات اقتصادية مع الدول التي تمتلك نفس المبادئ والقيم وعندها الغرب سيصبح معزولاً». واعتبر الأسد أن «هذه الزيارة مهمةٌ ليس لجهة الاتفاقيات الثنائية التي تمّ توقيعها بين البلدين فقط، وإنما أيضاً من أجل البحث في مجالاتٍ محددةٍ للتعاون والانطلاق بها بشكلٍ عملي وتحقيق خرقٍ فيها، والتحرك إلى الأمام بالعلاقات وإقامة مشاريع استثماريةٍ مشتركةٍ تعود بالنفع على الطرفين». وشكر الأسد بيلاروس على وقوفها إلى جانب سورية في مواجهة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها من خلال مواقفها الثابتة تجاه وحدة الأراضي السورية وسيادتها، ودعمها لصمود الشعب السوري. ووفق «سانا»، تسلّم الأسد رسالة من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو حول علاقات الصداقة التي تربط بين سورية وبيلاروس وآفاق تطوير التعاون الثنائي. وأكّد رئيس وزراء بيلاروس أنّ مجالات التعاون مع سورية غير محدودة، منوهاً إلى أنّ المؤسسات في بيلاروس انتهت من تجهيز ملفاتٍ تتعلق بإقامة عدد من المشاريع الثنائية وتبادل المنتجات التي تلبي حاجات الشعبين، معرباً عن تطلّع بلاده لاستمرار اللقاءات بين المؤسسات في كلا البلدين من أجل توسيع قطاعات العمل وإعادة تفعيل المشاريع المشتركة. واعتبر أنّ العالم في هذه الأيام يشهد أكبر تحولاتٍ منذ الحرب العالمية الثانية حيث تتشكل اتحادات وأحلاف جديدة بين الدول التي تنتهج سياسات مستقلة عن الغرب، مشيراً إلى أنّ الحملة الغربية التي تعرضت لها بيلاروس خلال العامين الماضيين كان هدفها تدهور الظروف المعيشية وإيقاف المنشآت الاقتصادية، هذا عدا عن الحرب النفسية والدعاية الإعلامية للتأثير على الناس، معرباً عن تقديره لوقوف دمشق إلى جانب مينسك في تلك الفترة الصعبة، ومؤكداً أنّ المعركة التي يخوضها البلدان هي معركة واحدة.

وقائع لقاء شامل للأسد مع باحثين وإعلاميين: سوريا تنتظر أفعال الآخرين لا أقوالهم فقط

الاخبار... دمشق | التقى الرئيس السوري بشار الأسد، الأسبوع الفائت، مجموعة من الصحافيين والباحثين السوريين، في قصر الرئاسة في دمشق، بعيداً من الإعلام. وامتدّ اللقاء الذي تناول مختلف «الهموم» السورية، على نحو 3 ساعات، أجاب خلالها الأسد على مجموعة من الأسئلة التي طرحها الحاضرون. ولَئن تركّز معظم حديث الرئيس على الشؤون السورية الداخلية، وآثار الحرب على المجتمع والاقتصاد في البلاد، وكذلك الصعوبات الاقتصادية والمعيشية التي يعانيها السوريون بفعل العقوبات والحصار الغربي، إلا أنه أفرَد مساحة خاصة للتعليق على بعض القضايا السياسية الراهنة، المتعلّقة بالعلاقة مع الدول المجاورة لسوريا، أو تلك الفاعلة في الملفّ، على ضفّتَي الحلفاء والأعداء. وعُلم من متابعين أن الأسد ركّز على الآتي:

في المقام الأوّل، تحدّث حول العلاقة مع تركيا، والتي يبدو أنها تتّخذ منحىً إيجابياً إلى حدّ ما هذه الأيام، حيث أشار إلى أن التواصل مع أنقرة الآن ذو طابع «استخباراتي فقط»، لكن «سيتبعه رفْع لمستوى اللقاءات»، كاشفاً أن «تركيا أبدت استعداداً لتلبية مطالب دمشق». واستدرك بأن «سوريا تنتظر من تركيا أفعالاً لا أقوالاً فقط»، مضيفاً أنه «ربّما تكون أنقرة أصدق من بعض العرب في توجّهاتها، لكن لا يمكن الحكم على الموقف التركي إن كان جدّياً أو مجرّد مناورة سياسية». واعتبر أنه «من الخطأ أن يقيس الإعلاميون والباحثون تغيير سياسة أيّ دولة بناء على تغيير الأشخاص»، داعياً إلى «الابتعاد عن الترويج لمجرّد صدور تصريحات»، في إشارة إلى التصريحات التركية الرسمية الإيجابية تجاه سوريا، مشدّداً على أن «ذلك يجب أن يكون مقروناً بالأفعال». وفي المقابل، لفت الأسد إلى وجود «اتّصالات مع القوى الكردية حول المشكلات والمنغّصات اليومية في بعض الخدمات والقضايا الحياتية، ويتمّ حلّ هذه المشكلات بـ»المَوْنات»»، واصفاً العلاقة مع «قسد» بأنها «أشْبَه بالقَبَليّة»، مؤكداً أن «الحوار مع القوى الكردية مستمرّ، لكن من دون مستجدّات». أمّا بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، فأكّد أن «لا تَواصل مع الأميركيين، ونعوّل على تصعيد المقاومة الشعبية للضغط على الأميركيين للخروج من الأراضي التي يحتلّونها». وعلى صعيد العلاقة مع حلفاء دمشق، قال الرئيس السوري إن «إيران دعمت سوريا بشكل فاعل، ولا تزال تدعمها اقتصادياً وعسكرياً»، معتبراً أن «وصْف موقف إيران بالمقصّر غير دقيق». أمّا بالنسبة إلى روسيا، فهي «قدّمت الكثير من المساعدات»، لكن «الواقع اليوم مختلف بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والضغوطات الاقتصادية والعسكرية عليهم». وبالنسبة إلى العلاقة مع «حزب الله»، أكّد الأسد (أننا) «دعَمنا حزب الله، وما زلنا ندعمه، وسنبقى ندعمه لأنه حليف استراتيجيّ لنا»، معرباً عن «خشيةٍ على لبنان ومستقبله في ظلّ الواقع الحالي، لكونه خاصرة سوريا الأساسية، والاستقرار فيه مهمّ جداً لسوريا». أمّا العراق، فـ«العلاقة معه هي علاقة صداقة، ونحن نعوّل معهم على السياسة العامّة لا على مواقف الأشخاص». وعند سؤاله عن إعادة العلاقات مع حركة «حماس» الفلسطينية، قال الأسد إن «حماس قدّمت اعتذاراً علنياً، وهو ضمنياً اعتذارٌ لكلّ الشعب السوري، كان ذلك خلال زيارة خليل الحيّة الأخيرة، وتصريحاته العلنية حول ذلك». وبخصوص الدول العربية، أشار الرئيس السوري إلى (أننا) «كنّا ننتظر موقفاً مصرياً يتناسب مع وزن مصر العربي، ويجب أن يكون الموقف المصري من دمشق غير كلّ العرب. لكن المصريين يراوغون، فهم يوصِلون رسائل أنهم مع عودة دمشق إلى الجامعة العربية، لكن عندما تمّت مناقشة ذلك رسمياً، كانت القاهرة ضدّ عودة دمشق». أمّا خليجياً، فوصَف الأسد موقف سلطنة عمان بأنه «الأكثر عقلانية وصدقاً»، مضيفاً أن الموقف الإماراتي يأتي بعد الموقف العٌماني مباشرة. وبالنسبة للسعودية والبحرين، فإن «(ولي العهد السعودي محمد) بن سلمان لم يكن موقفه سلبياً، لكنه تعرّض لضغوط لعدم التعاون مع الحكومة السورية»، و«على رغم صغر مساحة البحرين، إلا أنها كانت أكثر جرأة من خلال قرار إعادة افتتاح السفارة في دمشق». وختم الأسد حديثه في هذا السياق بالتأكيد أنه «ليست لدينا مشكلة في استعادة العلاقات الطبيعية مع أيّ دولة كما كان الوضع قبل الحرب، شريطة تغيير سلوكها تجاهنا»، جازماً (أننا) «منفتحون على أيّ مبادرة لرفع مستوى العلاقات، شريطة ألّا يُطلب منا تقديم تنازلات».

أكراد سورية يتخوفون من دفع ثمن تقارب الأسد وإردوغان موسكو تعرض التوسط لعقد لقاء بينهما لتفادي هجوم بري تركي جديد

الجريدة... وضعت روسيا ثقلها لإقناع تركيا بعدم شن هجوم بري على سورية، عارضة التوسط للقاء بين الرئيسين التركي والسوري لتسوية خلافاتهما، في حين تعهّد العراق بنشر الجيش على الحدود مع تركيا وإيران. على وقع مؤشرات تدل على تقارب وشيك بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والسوري بشار الأسد بعد قطيعة استمرت 11 عاماً، يتخوف أكراد سورية من أن يتم ذلك على حسابهم. وقالت روسيا أمس، إنها مستعدة لإيجاد منصة للقاء بين الرئيسين، في حين تبذل مساعي حثيثة لإقناع تركيا بعدم شن عملية عسكرية برية ضد المسلحين الأكراد داخل الأراضي السورية من شأنها تعقيد الموقف وزعزعة الاستقرار، حسب تحذير موسكو. ورجح الكاتب التركي عبدالقادر سلفي، أن يحصل اللقاء بين الأسد وإردوغان قبل الانتخابات التركية في يونيو، وقد يستضيفه بوتين، الذي يلعب دوراً أساسياً لتحقيق تقارب بين «حليفيه» اللذين يجمعهما «خصم» مشترك يتمثل في المقاتلين الأكراد وشركائهم الأميركيين. ويقول الباحث في مركز «سنتشري» آرون لوند، إن «مصالح إردوغان والأسد تتقاطع وأي مصالحة جدية سيكون لها وقع كارثي على قوات سورية الديموقراطية (قسد)؛ لأنها ستتيح لهما التحرّك بشكل منسّق لحل مشاكلهم الكردية». وإن حصلت المصالحة، «وستحصل عاجلاً أم أجلاً»، وفق لوند، سيبقى لدى الطرفين «الكثير من الخلافات» لحلّها، بما يتجاوز خصومتهما مع «قسد». ويرى لوند أنه من شأن أي اتفاق أن يعود بالفائدة على الطرفين، إذ يمكن أن «يساعد كل منهما الآخر على قتل أو إسكات خصوم على أراضي الطرف الآخر، أو ترتيب عمليات تسليم متبادلة»، كذلك، تجمعهما «قضايا متشابكة كالمياه ومراقبة الحدود وحقوق العبور والتجارة». ومنذ اندلاع النزاع، لم يدخل الأكراد في مواجهات مباشرة مع دمشق، باستثناء عمليات محدودة، وحافظوا على علاقة معها، واصطدمت جولات المحادثات بينهما خلال السنوات الماضية بحائط مسدود، مع إصرار الأكراد على الحفاظ على مكتسبات إدارتهم الذاتية التي أسّسوها خلال سنوات النزاع الأولى وتوسّعت تدريجياً، ورفض دمشق ذلك تماماً، مع تحميلهم مسؤولية «نزعتهم الانفصالية» وتلقيهم دعماً من واشنطن. لكن العلاقة المتزعزعة بين الطرفين لم تمنعهما من التوصل إلى اتفاقات بوساطة روسية، نشرت بموجبها دمشق قوات محدودة في عدد من مناطقهم للحيلولة دون تمدّد القوات التركية إليها. وكثيراً ما نددت دمشق «بالاحتلال التركي»، لكنها اكتفت منذ بدء القصف الجوي الأخير، بإعلان مقتل عدد من عسكرييها. ومن مآخذ الأكراد على دمشق عدم اتخاذها موقفاً حازماً من القصف التركي، وقال قائد «قسد» مظلوم عبدي: «حتى الآن موقف دمشق أضعف من مرات سابقة، وهذا يعني أنه قد يكون هناك تأثير للعلاقات (مع تركيا) عليها»، مضيفاً «بحسب معلوماتنا، ثمّة تواصل بين الطرفين». وتسعى تركيا، وفق عبدي، الذي أعلن وقف التنسيق مع واشنطن بسبب موقفها غير الحاسم ضد تركيا، إلى السيطرة على الشريط الحدودي لاستخدامه لاحقاً «ورقة للحفاظ على نفوذها بسورية». وفي تفاصيل الخبر: ألقت روسيا، اللاعب الدولي الأقوى في سورية، بثقلها لإقناع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من شن هجوم بري داخل الأراضي السورية لاستهداف المسلحين الأكراد، وعرضت التوسط لعقد لقاء بين إردوغان ونظيره السوري بشار الأسد. ورغم توسع القصف التركي بالمدفعية والطائرات المسيرة والمقاتلات لمناطق كردية داخل سورية ليشمل مناطق المالكية والقامشلي بالحسكة، فضلاً عن محافظتي الرقة وحلب، أشار مبعوث الرئيس الروسي ألكسندر لافرينتييف، أمس، في تصريحات لـ «سبوتينك» إلى أن أنقرة «قد تتراجع» عن القيام بعمليتها البرية، مبيناً أن «وزارة الدفاع الروسية تتواصل بشكل وثيق جداً مع نظيرتها التركية لإقناعها بضرورة الامتناع عن هذه الخطوات ولا يزال هناك أمل في أن تتخلى عن العملية». العراق يحذر قآني من تصادم مع الولايات المتحدة وتابع لافرينتييف، الذي كان يرأس الوفد الروسي في محادثات أستانة بين موسكو وأنقرة وطهران: «ناقشنا موضوع العملية البرية وطبعاً لم نتلق تأكيدات بأنها لن تنفذ، لكن هناك احتمالية بأن يعدلوا عنها». وأضاف: «أعتقد أن موسكو ستكون مستعدة لتوفير منصة للقاء الرئيسين إردوغان والأسد، إذ كانت هناك رغبة مشتركة بين الجانبين. أنا لا أشك في ذلك»، مضيفاً: «هذا الاجتماع مهم جداً، ويجب التحضير له بشكل صحيح، وتهيئة ظروف معينة له لترسل نتائجه الإشارة الصحيحة» إلى جميع أطراف النزاع، لتسوية الأزمة السورية. ووفق المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، فإنه لا يوجد حالياً اتفاق للقاء أردوغان والأسد في روسيا، لكن ذلك ممكن من الناحية النظرية. واشنطن والغرب وفي اتهام لواشنطن، لم يستبعد لافرنتيف، أن يكون هناك «قائد متمرس» وراء تنشيط أكراد سورية ضد تركيا والعراق ضد إيران، وقال: «تفاقم الوضع لا يحدث ببساطة». وأوضح أن الغرب يعتبر سورية جبهة إضافية ضد روسية ودون أي لبس الولايات المتحدة وراء ذلك لأنها تدعم أيضاً الأكراد الإيرانيين، وتحرضهم على الاحتجاج ضد طهران، مشيراً إلى أن تركيا اتهمتها مباشرة بدعم الذين يقفون وراء الهجمات الأخيرة عليها، لأن الأكراد لم يكونوا ليشنوا مثل هذه الهجمات المدوية دون موافقة واشنطن. وفي دليل على عمق التنسيق بين البلدين، ناقش وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مع نظيره التركي خلوصي أكار، في محادثة تليفونية، أمس، الوضع في الشمال السوري وبعض القضايا المتعلقة بصفقة الحبوب. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا، إن إطلاق القوات التركية لعملية عسكرية برية سيزيد التوتر في المنطقة وسيؤدي أيضاً إلى زيادة نشاط المسلحين، مؤكدة أن هناك «اتصالاً وثيقاً مع الجانب التركي وتفهم لمخاوفه من تهديد أمنه القومي». «قسد» و«البنتاغون» وبسبب موقفها غير الحاسم ضد تركيا، أعلن قائد «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) مظلوم عبدي أمس الأول وقف التنسيق مع الجيش الأميركي، قائلاً: «عملنا ضد داعش مع التحالف الدولي قد توقف، لأننا منشغلون بالهجمات التركية»، مشيراً إلى تأثر التنسيق أيضاً مع روسيا. في هذه الأثناء، حذرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من أن الضربات التركية هددت سلامة جنودها وأن تصاعد الموقف يهدد سنوات من التقدم في حرب «داعش». وقال المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر، في بيان قوي، «الضربات الأخيرة هددت بشكل مباشر سلامة الأميركيين العاملين في سورية مع شركاء محليين وتأمين أماكن احتجاز أكثر من عشرة آلاف من معتقلي داعش»، مشدداً على أن «التهدئة الفورية ضرورية من أجل الحفاظ على التركيز على مهمة هزيمة داعش وضمان سلامة وأمن الأفراد على الأرض». وكانت مسيرة تركية قصفت قبل أيام قاعدة أميركية كردية. أكراد العراق وفي تطور مواز، قررت الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني إعادة نشر الجيش لمسك الخط الصفري على طول الحدود مع إيران وتركيا لوقف القصف المتكرر الذي نفذته جارتاه واستهدف مناطق بإقليم كردستان خاضعة لسيطرة قوات البشمركة الكردية. وقالت الحكومة بعد اجتماع للمجلس الوزاري للأمن الوطني شارك فيه رئيس أركان البشمركة إن هذه الخطة ستوضع «بالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان ووزارة البشمركة». وأكد الناطق باسم حكومة كردستان لاوك غفوري أن «حكومة الإقليم سترسل تعزيزات من البشمركة إلى الحدود». وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قال أمس الأول، إن بغداد تعهدت بنزع سلاح المجموعات الكردية الإيرانية المعارضة التي تقيم في أراضي إقليم كردستان العراق وإبعادها عن الحدود. وكان مصدر أبلغ «الجريدة» أن قائد «فيلق القدس» اللواء إسماعيل قآني أخطر القيادة الإيرانية بعد عودته من زيارة إلى بغداد، أن الحكومة العراقية أبلغته بأن بعض الفصائل الكردية تحت الحماية الأميركية وأن الحكومة العراقية غير قادرة على حسم أمرها بمفردها وأن أي محاولة لحسم الأمر عسكرياً قد يؤدي إلى تصادم مع القوات الأميركية.



السابق

أخبار لبنان..الرئيس الفرنسي في واشنطن يوم 29 الحالي والملف اللبناني في جعبته..الانشطار يرفع منسوب الرتابة الرئاسية..وباسيل يُمهِّد لفراغ طويل!..فرنسا تروّج لقائد الجيش..تمويل أميركي للجيش لمواجهة نفوذ المقاومة.. "حزب الله" يسترجع "الأفندي": "ورقة بيضاء"..بالزائد!..مفاجأة لـ «الدستوري» والتواصل بين بكركي و«حزب الله» يتقدم..أداء الاقتصاد الكلي في لبنان أسوأ من زيمبابوي واليمن وفنزويلا والصومال..البنك الدولي يستبعد تعافي اقتصاد لبنان إذا استمر الشلل السياسي..موجودات لبنان من الذهب مطابقة للقيود والسجلات..سياسيون وتجار ومصرفيون استفادوا من الانهيار المالي في لبنان..

التالي

أخبار العراق..نجاة قيادي في «تحالف سني» من محاولة اغتيال وسط بغداد..ماذا يعني نشر العراق قواته على الحدود مع تركيا وإيران؟..ترحيب كردي بقرار بغداد إعادة انتشار قواتها على الحدود مع تركيا وإيران..رسائل القصف الإيراني تخترق مفاوضات بغداد وأربيل..إيران - كردستان: مغامرة بارزاني الثانية..ضربات «الحرس» متواصِلة: إصرارٌ على اجتثاث المُعارِضين..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,055,191

عدد الزوار: 6,750,296

المتواجدون الآن: 116