أخبار سوريا..أنقرة ترفض شروط الأسد..وعبداللهيان يرى في «التقارب» مصلحة للمنطقة..تركيا تحذر من الإرهاب في سوريا..عمال القطاع الخاص في جنوب سوريا يعانون الأمرّين..بعد فقدان ملايين السوريين الأمن الغذائي انتشار ظاهرة تسول الطعام والدواء في دمشق..

تاريخ الإضافة الأربعاء 18 كانون الثاني 2023 - 4:54 ص    عدد الزيارات 681    التعليقات 0    القسم عربية

        


أنقرة ترفض شروط الأسد..وعبداللهيان يرى في «التقارب» مصلحة للمنطقة...

تركيا وإيران تدعمان «الحل السياسي والحفاظ على وحدة سوريا»

الشرق الاوسط... أنقرة: سعيد عبد الرازق... أكدت تركيا وإيران دعمهما للحل السياسي للأزمة السورية، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا، وضرورة العمل على حل كثير من المشكلات في إطار «مسار أستانة». وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عقب مباحثاتهما في أنقرة الثلاثاء، إنهما بحثا الملف السوري بشكل موسع، و«أكدنا دعمنا الحل السياسي والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية». وأضاف أنه أكد على «احترام ودعم تركيا الوحدة السياسية للأراضي السورية»، مشيراً إلى أنه «منذ 11 عاماً هناك أزمة أدت إلى كثير من المشكلات، وأنه في إطار مسار أستانة، الذي تشكل تركيا وروسيا وإيران الدول الضامنة له، نرى أنه يجب العمل على حل كثير من المشكلات». وأكد أن التعاون والتنسيق مع إيران «متواصل في إطار مسار أستانة، وأن أنقرة لديها رغبة مشتركة في تفعيل المسار السياسي، وعمل اللجنة الدستورية، وغيرها من الخطوات في سوريا لإرساء الاستقرار». وتابع جاويش أوغلو أن عملية تطبيع بين مؤسسات الاستخبارات في تركيا وسوريا «قد بدأت»، وشدد على أن بلاده «لن تسمح بقيام دولة إرهابية على حدودها الجنوبية»، وأن أحد الموضوعات المشتركة التي تطرقت إليها المباحثات مع نظيره الإيراني «هي محاربة الإرهاب»، مشيراً إلى أن بلاده «تتخذ خطوات ضد حزب العمال الكردستاني في تركيا وخارج الحدود، وهناك وجود للعمال الكردستاني في إيران، وفي سوريا من خلال وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات سوريا الديمقراطية (قسد)». ولفت إلى أن الولايات المتحدة وروسيا «لم تفيا بتعهداتهما بموجب تفاهمات وقّعت عام 2019 لإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية عن الحدود التركية، وبالتالي فإن تركيا من حقها القيام باللازم، ولن نسمح بتشكيل دولة إرهابية على حدودنا». من جانبه، رحّب وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان بخطوات التقارب بين تركيا وسوريا، قائلاً: «نؤمن بأهمية التقارب بين أنقرة ودمشق... نرحب بتطور العلاقات بين تركيا وسوريا، ونرى أن ذلك سيكون لمصلحة المنطقة». وكان الملف السوري ومحادثات تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق على رأس القضايا التي تناولتها المحادثات، فيما ردّت تركيا على تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته فيصل المقداد، التي اشترطا فيها انسحاب تركيا من شمال سوريا، ووقف دعمها للفصائل السورية المعارضة «من أجل التقدم في مسار التطبيع»، وأعلنت أنها «ليست قوة احتلال في سوريا، وأن الخطر الحقيقي هو المنظمات الإرهابية على أراضيها». وزار عبد اللهيان أنقرة، الثلاثاء، بعد زيارته الأحد لدمشق، بدعوة من نظيره التركي. واستقبله الرئيس رجب طيب إردوغان في مقر «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في أنقرة، بحضور جاويش أوغلو.

- جدول مزدحم

جاءت زيارة الوزير الإيراني لتركيا، قبل زيارة مرتقبة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، قال عنها المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، الأسبوع الماضي، إنه كان مقرراً أن تتم في وقت سابق، لكنها تأجلت بسبب جدول أعمال الرئيس الإيراني، الذي قد يزور سوريا أيضاً، فيما يبدو أنه حراك إيراني يهدف إلى إثبات الحضور في ملف التطبيع بين أنقرة ودمشق، الذي قادت محادثاته روسيا حتى الآن. وقبل يومين من زيارته لأنقرة، زار عبد اللهيان دمشق، وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السوري فيصل المقداد: «عندما علمنا باحتمال شنّ القوات التركية هجوماً على الشمال السوري تدخلنا لمنعه... نحن سعداء بأن الجهود الدبلوماسية لإيران أدت إلى أن يحل الحوار محل الحرب». وفي ردّ على تصريحات الأسد ووزير خارجيته فيصل المقداد، التي اشترطا فيها انسحاب القوات التركية من شمال سوريا ووقف الدعم لما وصفاه بـ«الجماعات الإرهابية»، قال المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية»، عمر تشيليك، إن بلاده «ليست قوة احتلال في سوريا». واعتبر في مؤتمر صحافي في أنقرة، ليل الاثنين - الثلاثاء، عقب اجتماع مجلس الوزراء برئاسة إردوغان، أن «التهديد الأول والحقيقي للجانب السوري هو المنظمات الإرهابية، وليس تركيا». وأكد مجدداً أن تركيا «تحترم، منذ البداية، وحدة وسلامة سوريا». وعن اللقاء المرتقب لوزراء خارجية تركيا وروسيا وسوريا، قال تشيليك إنه «عندما تستكمل التحضيرات اللازمة، سيلتقي وزراء الخارجية لاستئناف المحادثات الدبلوماسية والسياسية». وأكد ضرورة التمسك بالمسار السياسي، موضحاً أن ما يجب القيام به في سوريا «هو المضي قدماً في مسار العملية السياسية، وإنشاء فعلي لآلية العمل المشترك (بين تركيا وسوريا وروسيا) من أجل محاربة المنظمات الإرهابية التي تهدد وحدة الأراضي السورية». وأكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، بدوره، أنه على رغم دعم تركيا العملية السياسية، التي بدأت أواخر شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي بلقاء وزراء دفاع تركيا وروسيا وسوريا في موسكو، وحضور رؤساء أجهزة مخابرات الدول الثلاث، فإن العملية العسكرية البرية التركية ضد مواقع «قسد» في شمال سوريا «ما زالت خياراً مطروحاً»، وقد تنطلق في أي وقت تتعرض فيه حدود تركيا وأمنها للتهديد. ولفت كالين إلى أن روسيا والولايات المتحدة لم تفيا بالوعود التي جرى تقديمها لتركيا عام 2019، والتي تضمنت إبعاد عناصر «قسد» مسافة 30 كيلومتراً عن الحدود مقابل تعليق عملية «نبع السلام» العسكرية التركية في شرق الفرات. وأضاف: «نريد الأمن على حدودنا... ولا نستهدف أبداً مصالح الدولة السورية ولا المدنيين السوريين... هدفنا هو مكافحة الإرهاب وتأمين حدودنا وشعبنا». وقال المتحدث الرئاسي التركي إن وزير الدفاع خلوصي أكار سيلتقي نظيره السوري علي محمود عباس، قبل اجتماع وزراء الخارجية، المتوقع عقده في منتصف فبراير (شباط) المقبل. ورأى مراقبون أن تصريحات كالين بشأن عقد لقاء جديد لوزراء الدفاع، وتجديد الحديث عن العملية العسكرية، تعكس قراءة تركية لموقف دمشق تشير إلى «نوع من التباطؤ وعدم وجود نية لدى النظام السوري للسير بالوتيرة نفسها، وتلبية المتطلبات المتعلقة بمكافحة الإرهاب (التعاون ضد قسد) وتحقيق شروط مناسبة لعودة طوعية وآمنة للاجئين في وقت قريب». ميدانياً، استمرت الاشتباكات العنيفة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة بين قوات النظام من جهة، وفصائل «الجيش الوطني» الموالي لتركيا من جهة أخرى، على محور قرية عمية، بريف تادف، شرق حلب، الثلاثاء، وسط تبادل للقصف المدفعي والصاروخي بين الطرفين، وذلك لليوم الثاني على التوالي. في الوقت ذاته، سيّرت الشرطة العسكرية الروسية والقوات التركية دورية مشتركة في ريف عين العرب (كوباني) الغربي، تعد الدورية رقم 123 منذ اتفاق وقف إطلاق النار في إطار عملية «نبع السلام» العسكرية التركية، في شمال شرقي سوريا، في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، والثالثة منذ مطلع العام الجديد. وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، انطلقت الدورية، المؤلفة من 8 عربات عسكرية روسية وتركية، رفقة مروحيتين روسيتين، من قرية «أشمة»، 20 كيلومتراً غرب عين العرب، وجابت قرى جارقلي فوقاني، قران، ديكمداش، خورخوري، بوبان، جول بك، وصولاً إلى قرية تل شعير 4 كيلومترات غرب المدينة، قبل عودتها إلى نقطة انطلاقها من جديد.

إيران تؤكد على إمكانية الوصول لاتفاق نووي.. تركيا تحذر من الإرهاب في سوريا

أنقرة تشدد على عدم السماح بقيام دولة إرهابية على حدودها

العربية.نت.. أعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، اليوم الثلاثاء، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو في أنقرة، أن "الوصول إلى اتفاق نووي لايزال أمرا ممكنا"، فيما أكد أوغلو أن "المجموعات الإرهابية في شمال سوريا تمارس نشاطها". وقال أوغلو إن بلاده "لن تسمح بقيام دولة إرهابية على حدودها". وزار عبد اللهيان، تركيا، الثلاثاء، والتقى عدداً من كبار المسؤولين لمناقشة الوضع في سوريا، وكذلك المفاوضات الأخيرة بين وزراء الدفاع لكل من روسيا وسوريا وتركيا. وقالت مصادر إن زيارة عبداللهيان تأتي استكمالا لما بدأه في دمشق بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته فيصل المقداد. زيارة عبداللهيان إلى أنقرة تسبق زيارة مرتقبة لنظيره التركي جاويش أوغلو إلى واشنطن، حيث يُطلع خلالها المسؤولين الأميركيين على مسار التقارب بين دمشق وأنقرة، في ظل رفض أميركي لهذا التقارب. وكان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قال، السبت، إنه سيتعين على تركيا إنهاء وجودها العسكري في بلاده لتحقيق تقارب كامل. وقال المقداد بعد لقائه مع نظيره الإيراني في دمشق: "لا يمكن الحديث عن إعادة العلاقات الطبيعية مع تركيا من دون إزالة الاحتلال". وأضاف المقداد أن أي اجتماع بين الرئيس بشار الأسد والقيادة التركية يعتمد على "إزالة أسباب النزاع". يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الخارجية الروسية تأجيل المحادثات التي كانت مزمعة اليوم الثلاثاء بين وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وقالت الخارجية في بيانها: "تقرر تأجيل المحادثات بين وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ووزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، التي كان من المقرر إجراؤها في 17 يناير حتى موعد لاحق بعد اتفاق الطرفين على ذلك"، بحسب ما نقلت وسائل الإعلام الروسية.

هولندا تعتقل لاجئاً سورياً كان مسؤولاً أمنياً في «داعش»

المتهم طلب اللجوء إلى هولندا في 2019

لاهاي: «الشرق الأوسط».. أعلن المكتب الوطني للادعاء العام اليوم (الثلاثاء)، اعتقال لاجئ سوري يبلغ من العمر 37 عاماً، ومتهم بارتكاب جرائم حرب بصفته مسؤولا أمنيا في تنظيم «داعش». وقال المكتب في بيان إن الرجل طلب اللجوء إلى هولندا في 2019. وتلقى فريق هولندي مختص بجرائم الحرب معلومات تفيد بأن المشتبه به، الذي لم تحدد هويته، ضلع في دور قيادي في الخدمة الأمنية لتنظيم «داعش» بين عامي 2015 و2018. وأضاف المكتب أن الرجل تقلد الدور نفسه سابقا في «جبهة النصرة» المعروفة فيما سبق باسم جناح تنظيم «القاعدة» في سوريا. وبحسب السلطات الهولندية، عمل الرجل في يرموك وما حولها، في ضواحي جنوب دمشق، وهو موقع مخيم ضخم للاجئين الفلسطينيين. وسيمثل المشتبه به أمام المحكمة في لاهاي يوم الجمعة. وبموجب القانون الهولندي، من الممكن محاكمة شخص على الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة على أرض أجنبية بموجب سلطة قضائية عالمية شاملة إن كان المشتبه به يمكث في هولندا.

عمال القطاع الخاص في جنوب سوريا يعانون الأمرّين

تسلط أصحاب العمل وغياب القانون

الشرق الاوسط... درعا (جنوب سوريا): رياض الزين... لا تبتعد «مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل» في السويداء سوى القليل عن المكان الذي يعمل فيه ضياء (26 عاماً)، ورغم ذلك تبدو حاله كمن تًرك ليلقى مصيره من دون حماية أو دعم من جهة مهمتها متابعة ظروفه الوظيفية والعمل على تحسينها. ويقول ضياء «أعمل في هذا المكان منذ ثمانية أشهر، ولمدة تزيد على 14 ساعة يومياً بدءاً من التاسعة صباحاً وحتى الساعة 11 ليلاً، وأحصل على راتب مقطوع مقداره 200 ألف ليرة سورية، إضافة إلى الإكراميات التي يمنحها لي الزبائن». والأوضاع التي يعمل ضمنها غير إنسانية بالمرة. ومكان نومه «غير صالح للحياة البشرية»، بحسب تعبيره. ويتابع قوله «أنا منهك جداً، العمل يكاد يستنزفني. والراتب لا يكفي لتأمين أي مقومات للمعيشة فلو أردت استئجار بيت للسكن لدفعته كاملاً، وصاحب العمل يرفض تأمين مسكن لي». أما سعيد، وهو يعمل في مطعم لبيع الشاورما والمأكولات الجاهزة في دمشق، فيقول «أقف على قدمَيّ مدة تزيد على 10 ساعات يومياً مع استثناءات بالجلوس عند غياب صاحب المطعم»، ويتابع ضاحكاً من نفسه «لقد صرت أسرق دقائق الاستراحة لأن قدمَي لم تعودا تحملاني». يتقاضى سعيد، حسب تصريحه، راتباً مقطوعاً مقداره 600 ألف ليرة سورية، وهو لا يكفي أبداً، حتى لمعيشة في أدنى مستوياتها «لكنني مجبر على العمل؛ لأنني لو تركته فلن أجد مكاناً آخر. أنت ولا شك تدرك مأساة هذه البلاد وحال العمل فيها». وحال محمود من درعا ليس أقل كارثية. ويعكس الحال الذي وصل إليه، مدى الاستهتار الذي يسم أرباب العمل أمام حقوق عمالهم. ويقول «قبل انتقالي إلى هذا المقهى كنت أعمل في مركز لبيع الجملة (عتالاً) أحمل أكياساً وكراتين وأرصفها في القبو، ثم أعيد تحميلها إلى سيارات التوزيع. أُصبت على أثر هذا العمل بفتق نواة لبية (ديسك)؛ ونتيجة لذلك احتجت إلى زيارات متعددة للطبيب إضافة إلى صور أشعة وعلاج». وعن دور صاحب عمله في علاجه، أجاب «لم يدفع صاحب المحل أي ليرة في علاجي، وكان يقول لي دائماً، ألا يكفي أنني أسكت عن غيابك المتكرر». وعن نهاية الأمر بينهما، أجاب «واجهته بأن العمل هو من سبّب لي هذا المرض، ليجيب بكل برودة: إذن اتركه إن كان هو السبب، فهناك عشرات غيرك يبحثون عن عمل مكانك». وتقول سيدة عاملة في مشغل خياطة منذ خمس سنوات «ليست ظروف العمل الصعبة والعمل لمدة تسع ساعات يومياً هي همي الوحيد، وإنما إمكانية فقدان وظيفتي في أي لحظة». وضمن ظروف عمل صعبة ومجحفة في قبو دائم الرطوبة، وأجر شهري لا يتجاوز 150 ألف ليرة سورية، تقول السيدة «هذه الورشة غير مرخصة، والتفتيش الحكومي يأتي ليأخذ المعلوم (أي مبلغ مالي كرشوة) ثم يغادر، فأقصى أمنية لنا هي أخذ إجازة تمتد ليومين أو ثلاثة من دون خصم هذه الأيام من أجورنا الشهرية». وتتشابه حال الكثيرين من العاملين في القطاع الخاص بسوريا، حيث تغيب الضوابط والقوانين ويسجل الظلم حضوره في كل مكان. ومع قصور القوانين وغياب الرقابة، يكون لأرباب العمل اليد العليا في وضع قوانينهم الخاصة التي تصب دوماً في مصلحتهم، وتصل أحياناً إلى حالات الطرد التعسفي من دون النظر إلى سنوات الخدمة الطويلة، ومن دون تعويض مادي لائق أو راتب تقاعدي، وفق القوانين المنصوص عليها. وتبدو ردود الجهات الرسمية صاحبة الشأن وكأنها إقرار مبطن بالعجز عن أي فعل. ويقول مصدر حكومي من المعنيين بالموضوع «يعمد أرباب العمل في درعا إلى تهريب العمال عند قيام أحد مفتشي التأمينات الاجتماعية بجولة في المنشآت التجارية، وفي حال تسجيل أحد العمال لدينا، استكمالاً لأوراق الترخيص، يقوم صاحب العمل بتسجيل راتب أدنى كثيراً من المتفق عليه؛ خوفاً من الالتزامات المالية التي تترتب عليه في حال تسريح العامل أو إصابته». وأضاف «يفرض أرباب العمل في حال تسجيل أحد عمالهم في التأمينات، على توقيع طلب الاستقالة مسبقاً من أجل جعل العامل تحت رحمتهم دوماً». وقال محامي قانوني في دمشق لـ«الشرق الأوسط»، إن «الظروف الحالية لسوريا، والتردي الاقتصادي، وضعف استقطاب سوق العمل، تساعد في تغول أصحاب المصالح الاقتصادية على موظفيهم وعمالهم من دون خوف من رادع أو قانون قد يحاسبهم. فالحكومة ووزاراتها المعنية ونقابات العمال الكثيرة بصمتها وتساهلها وقبول إسكاتها بالرشى والمحسوبيات، والشللية كلها تتضافر لتزيد من الطين بلة. وتجعل الظلم في القطاع الخاص، سواء بالأجور الزهيدة وساعات العمل الطويلة جداً والمرهقة، وعدم الحماية أو التأمين الصحي ضد الأضرار الجسدية، أمراً واقعاً تقف الدولة أمامه متفرجة ومتهاونة». وأضاف، أن «سياسة الإهمال لقضايا عمال القطاع الخاص، والذي تتحمله الحكومة شجع أصحاب العمل على التمادي في الاستغلال، حتى يبدو أحدهم وكأنه يمنّ على العامل لقاء قبول تشغيله، وإعطائه راتباً هزيلاً، وتهديده برميه في الشارع في حال تذمره أو تقصيره أو مطالبته بأدنى حقوقه... يضاف إلى كل ذلك، رقابة حكومية مغمورة بالفساد».

ارتفاع خطير لوفيات «الكوليرا» شمال سوريا وتحذيرات من كارثة

(الشرق الأوسط).. إدلب: فراس كرم... دقت منظمات محلية وجهات صحية ناقوس الخطر، بعد ارتفاع عدد الوفيات بمرض «الكوليرا» في مناطق شمال غربي سوريا، على نحو غير مسبوق خلال الأيام الأخيرة الماضية، وارتفاع لافت في أعداد الإصابات، وسط مخاوف وتحذيرات من انتشار الوباء في أوساط النازحين الذين يعيشون في مخيمات عشوائية. ويتخوف أكثر من نصف مليون نازح يعيشون في أطمة، التي تضم عشرات المخيمات للنازحين السوريين بالقرب من الحدود السورية التركية، من خطر انتشار «الكوليرا» بينهم، نظراً لانعدام الخدمات الصحية فيها. ويقول أحمد العلي، مدير أحد تلك المخيمات، إن «النازحين يعيشون حالة من الخوف والقلق البالغين، بعد تسجيل 6 وفيات بمرض الكوليرا، والاشتباه بأكثر من 50 حالة مصابة بالمرض ذاته قبل أيام». ويضيف، أن «الجهود التي تبذلها الفرق الصحية والدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، في توعية النازحين، واتخاذ التدابير والحذر، والانتباه الشديد لمصادر مياه الشرب وغليها قبل شربها، أو تعقيمها بمادة الكلور الخاص بتعقيم المياه، وطهي الطعام بشكل جيد، وغسل الخضراوات قبل تناولها، والالتزام بإجراءات الوقاية، كلها لن تجدي نفعاً، عندما تكون الحمامات مشتركة، والاكتظاظ في الخيام كبيراً، عدا عن مجاري الصرف الصحي المكشوفة... والحل الوحيد لتلافي وقوع كارثة إنسانية رهيبة، هو توفير اللقاحات بالدرجة الأولى وبالسرعة القصوى، وتوفير مياه نظيفة ومعقمة كافية للعائلات، وتوفير المنظفات، كما توفير مراكز طبية لعلاج المصابين». وقالت منظمة «الدفاع المدني السوري»، في شمال غربي سوريا، إنه «بلغت حصيلة الوفيات بمرض الكوليرا مؤخراً في مناطق شمال غربي سوريا (إدلب وريف حلب)، 20 حالة، في حين وصل عدد الإصابات إلى 555 إصابة». ومع استمرار تفشي المرض في المنطقة، تواصل فرقها أعمال الاستجابة الطارئة والإصحاح ونقل المصابين والمشتبه بإصابتهم إلى المراكز الصحية المتخصصة، والتوعية للحد من انتشار الكوليرا بين المدنيين. من جانبه، قال فريق «منسقو استجابة سوريا»، المهتم بتغطية الجانب الإنساني، شمال غربي سوريا، إنه «بلغ عدد الإصابات المشتبهة بمرض الكوليرا داخل مخيمات النازحين أكثر من 6.893 حالة، مع وجود أكثر من تسع وفيات مرتبطة بالمرض. والأكثر تضرراً هم الأطفال وصغار السن». ويضيف: «لوحظ خلال الأسبوعين الأخيرين تزايد عدد الحالات المسجلة بالمرض، بخاصة في مناطق عفرين والدانا وحارم، التي تضم أعداداً كبيرة من النازحين على عكس باقي المناطق السورية التي شهدت انخفاضاً ملحوظاً في أعداد الإصابات، تحديداً مناطق سيطرة النظام، بسبب توريد ملايين الجرعات من اللقاحات، حيث أظهرت التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية (WHO) اكتمال عمليات التلقيح فيها وفي مناطق (قوات سوريا الديمقراطية) (قسد)، خصوصاً الحسكة والرقة ودير الزور وحلب، في حين ما زالت مناطق شمال غربي سوريا تنتظر اللقاحات رغم وصول عدد الحالات المشتبهة بالكوليرا إلى 37.738 حالة، لتحتل المنطقة بذلك المرتبة الأولى في أعداد الحالات في سوريا». وأكدت «مديرية صحة إدلب»، في بيان لها الثلاثاء، أنه «ستدخل إلى الشمال السوري خلال اليومين المقبلين، دفعة من لقاحات الكوليرا مقدمة من منظمة اليونيسيف والتحالف العالمي للقاحات (GAVI)، وتتكون الدفعة من 1.702.000 جرعة لقاح فموي من نوع (إيفيكول)، وهو لقاح آمن وفعال ويستخدم في معظم دول العالم، وذلك تمهيداً لإطلاق حملة تطعيم جوالة ضد المرض، تستهدف الأشخاص من عمر سنة فما فوق، في مناطق سرمدا والدانا وأطمة ومعرة مصرين بريف إدلب، وناحية أعزاز بريف حلب، كون هذه المناطق مكتظة بالمخيمات». وأشارت إلى أن «منطقة شمال غربي سوريا سجلت لغاية 14 يناير (كانون الثاني) 2023 أكثر من 37500 إصابة بالكوليرا، منها حوالي 6000 خلال الشهر الحالي فقط، كما وصل عدد الوفيات إلى 20 حالة وفاة، ما يعني أن الوباء لا يزال في حالة تفشٍ كبيرة في المنطقة، الأمر الذي يتطلب من الأهالي جدية أكبر في التزام الإجراءات الوقائية، وهي النظافة الشخصية، والاهتمام بنظافة الطعام ومياه الشرب، والمسارعة لأخذ اللقاح حال توفره». وأوضح أحمد الحسن، وهو أحد العاملين في القطاع الطبي في إدلب، أن «مديرية صحة إدلب» ومنظمات إنسانية أخرى افتتحت 7 مراكز لعلاج المصابين في كل من مدينة إدلب وسرمدا وجسر الشغور والدانا وأطمة وأريحا ودركوش، ويخضع الآن للعلاج في هذه المراكز، ما يقارب 430 مصاباً بينهم عشرات الأطفال.

انتشار ظاهرة تسول الطعام والدواء في دمشق

بعد فقدان ملايين السوريين الأمن الغذائي

دمشق: «الشرق الأوسط»... «سعر كيلو الموز 12 ألف ليرة سورية». تلقى همام، الأب لثلاثة أطفال «الخبر» بكثير من التسليم ولم يناقش السعر مع البائع، فقد اعتاد كغيره من السوريين على ارتفاع الأسعار، وتخلى عن شراء غالبية الحاجيات ما عدا بعض الضروريات... وكان من الضروري شراء موز لأطفاله، فهو ضرورة صحية غذائية كما أبلغه الطبيب. لكن وبينما كان يجري حسابات سريعة ليتمكن من أخذ قرار بالكمية التي يمكن أن يشتريها بما معه من أموال، باغتته سيدة في العقد الثالث مع العمر تحمل رضيعاً على يدها وتجرّ ولداً آخر في يدها بطلب «الله يوفقك ويخلي عافيتك، اشتري لي كيلو موز للأطفال» رد عليها «أنا غير قادر على الشراء لأطفالي». مشهد تسول الأغذية يتكرر يومياً عشرات المرات في أسواق دمشق... أمام البقاليات ومحال بيع الخضراوات والفواكه والأفران والمعجنات. وكلما اشترى أحد ما شيئاً، واجهه أشخاص يطلبون منه أن يشتري لهم مثله، أو يمنحهم شيئاً مما اشتراه. تقول هنادي «الوضع لم يعد يطاق. فالابتزاز الإنساني الذي يرافق كل خطوة في الشارع، بات ضاغطاً إلى حد منهك» وتوضح «أحياناً أضطر إلى شراء خبز من الأفران الخاصة لعدم كفايتنا من الخبز الحكومي، وكلما ذهبت إلى الفرن اصادف أشخاصاً يتوسلون للحصول على رغيف أو قطعة صمون أو كعك، وليس لدي القدرة على تلبية تلك الطلبات فأنا اشتري الحد الأدنى من حاجتنا! وفي الوقت نفسه أشعر بالعجز والمهانة؛ إذ كيف لا أمنح الجائع رغيفاً؟» وتضيف هنادي «أن البعض من المحتاجين يضطر إلى السرقة». وكشفت، عن أنها تعرضت لذلك قبل أيام قليلة، حين اشترت كيلو لحم دجاج وفي حين كانت تهم بالتوجه إلى بائع الخضراوات، خطف صبي الكيس من يدها وهرب. ويشار، إلى أن الحكومة حددت عام 2021، مخصصات لمادة الخبز بربطة واحدة لكل عائلة، أي أقل من رغيفين للفرد يومياً إذا كان عدد أفراد الأسرة أربعة أشخاص، علماً بأن الخبز هو المادة الغذائية الوحيدة لآلاف العائلات السورية. والتسول لا يقتصر على المال والغذاء بل الأهم: الدواء. صيدلي في دمشق يقول، إن كثيراً من الصيدليات باتت تخصص ركناً للأدوية المجانية التي يتبرع بها من لم يعد له حاجة إليها، أو العينات المجانية الدعائية التي توزعها شركات الأدوية، لكن هذه الطريقة تلبي القليل جداً من الحاجات، فهناك أدوية ثمنها مرتفع، ويومياً، هناك من يأتي ويطلبها كمساعدة، إما من الصيدلية بشكل مباشر أو من المشترين. وشكلت سلسلة ارتفاع الأسعار المتتالية أزمة غذاء واسعة وعميقة في مناطق سيطرة النظام. وباتت غالبية الأسر تضع خططاً لشراء حاجيات طبخة واحدة. وبحسب ربة منزل دمشقية، فإن طبخة مثل البامية وإلى جانبها أرز «تحتاج إلى خطة أسبوع: كل يوم يتم شراء مادة... ويتراوح سعر كيلو الأرز ما بين 8 والـ12 ألف ليرة. وسعر أوقية من البامية المجففة 20 ألف تقريباً. وسعر أوقية لحمة 20 ألفاً. وبالعموم قد تصل تكاليف الوجبة إلى 50 ألف ليرة، وهذا مبلغ صعب دفعه مرة واحدة». ويشار، إلى إن تقارير الأمم المتحدة وضعت سوريا في المرتبة السادسة على مستوى العالم، من حيث عدد الأشخاص الذين يعانون من فقدان الأمن الغذائي، والذين يبلغ عددهم قرابة 12.4 مليون سوري. في الوقت الذي لا تزال الأرقام الرسمية غائبة... مع إنكار صدقية الأرقام الأممية. ويقول معاون وزير الزراعة لشؤون الثروة النباتية والسياسات الزراعية فايز مقداد «لا يمكن اعتبار هذه التقارير مرجعيات ذات أرقام مسندة أو يمكن الاعتماد عليها»؛ وذلك «لأن المنظمات الدولية العاملة في سوريا، تجري دراساتها وأبحاثها ضمن مشاريع معينة، وتنشر نتائجها من دون الرجوع إلى الجهات الحكومية المختصة لتعطي رأيها بهذه النتائج والتقارير». وبحسب ما نشرته صحيفة «الوطن» المحلية، فإنه لا توجد أرقام أو بيانات واضحة من «المكتب المركزي للإحصاء» حول نسبة الأمن الغذائي في سوريا، علماً بأن المكتب كان يجري خلال النصف الثاني من العام الماضي، مسحاً إلكترونياً للأمن الغذائي للمواطن بعد الحرب، ولم يتم الانتهاء من نتائج المسح حتى الآن. وأقرّ المقداد بوجود «تراجع فعلي بالأمن الغذائي»، نتيجة الارتفاعات المتتالية والمتلاحقة لتكاليف الإنتاج الزراعي؛ ما جعل أسعار المنتجات الزراعية في السوق فوق القدرة الشرائية للكثيرين. وكشف المدير الأسبق للمكتب المركزي للإحصاء الدكتور شفيق عربش، عن تسريبات لنتائج إحصائيات أجريت، تبيّن أن معدل التضخم لعام 2022 تجاوز الـ150 في المائة في ظل عدم وجود أي تحسّن في المداخيل وبخاصة للعاملين بأجر شهري. واعتبر «أن لهذا الأمر انعكاسات كبيرة جداً». وقال «إنه لا يمكن التحدث عن الأمن الغذائي من خلال كمية الحريرات التي يحتاج إليها الإنسان كما فعلت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك سابقاً، لأن الحريرات يمكن تأمينها من أغذية لا تؤمّن للجسم أدنى الاحتياجات من البروتينات والمعادن والفيتامينات اللازمة، وبالتالي لا يمكن تحقيق أمن غذائي يحافظ على مناعة الجسم ضد الأمراض». واعتبر عربش الإجراءات الحكومية «قاصرة عن إدارة النقص كما يجب أن يدار، فمن يمتلك المال يمكنه تأمين كل المواد الغذائية، وهذا يعني أن الحكومة لا يمكنها التذرع بالحصار الاقتصادي المفروض على سوريا».



السابق

أخبار لبنان..نصر الله يردُّ على باسيل والراعي: جلسة الحكومة دستورية ولا نُغيِّب الرئيس الماروني..علاقة «حزب الله» - التيار الحر أمام مفترق..افتراق وأكثر؟..القضاء الأوروبي يبدي ارتياحاً للتعاون اللبناني في تحقيقاته المالية..تَحالُف «حزب الله»- باسيل من الصُداع إلى..التصدُّع..رئيس «التيار الوطني الحر» حَشَرَ نفسَه في الزاوية..نصرالله: مشاركتنا في مجلس الوزراء ليست طعناً بالميثاقية والشراكة..حزب الله والمسيحيون..وما بينهما دولة منهارة..

التالي

أخبار العراق.. قاآني في بغداد بالتزامن مع زيارة لماكغورك إليها..السوداني والمسؤول الأميركي تناولا تعزيز العلاقات..خلافات الأكراد تهدد مصالح إقليمهم في مفاوضاته مع بغداد..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,114,943

عدد الزوار: 6,753,755

المتواجدون الآن: 101