أخبار سوريا..تركيا: القضاء على «التنظيمات الإرهابية» مفتاح الحل في سوريا..وكالات التجسس الدنماركية صامتة بشأن إرسال «جواسيس» إلى سوريا..«حزب الله» يواصل السطو على عقارات جنوب دمشق..«قسد» تعتقل 60 من «داعش» بينهم «والي الرقة»..الفقر والبرد في سوريا يزيدان السرقة والتحطيب الجائر للأشجار..سوق الثياب المستعملة صارت مقصداً لجميع شرائح المجتمع في جنوب سوريا..

تاريخ الإضافة الجمعة 27 كانون الثاني 2023 - 3:50 ص    عدد الزيارات 525    التعليقات 0    القسم عربية

        


تركيا: القضاء على «التنظيمات الإرهابية» مفتاح الحل في سوريا..

الشرق الاوسط... أنقرة: سعيد عبد الرازق... أكدت تركيا أن القضاء على التنظيمات المصنفة على قوائم الإرهاب لديها، في إشارة إلى «حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب الكردية» التي تعد أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، من شأنه «أن يفتح باب الحل في سوريا». وجاء في بيان صدر عن «مجلس الأمن القومي» التركي، ليل الأربعاء–الخميس، في أول اجتماع له في العام الحالي برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، أن «حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية وداعميهما، يشكّلون أكبر عقبة أمام تحقيق الشعب السوري السلام والاستقرار والازدهار، وأن القضاء التام على تلك التنظيمات، سيفتح الطريق أمام حل شامل يقوم على أساس سلامة الأراضي السورية وسيادتها». وتتهم تركيا الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، إلى جانب دول أوروبية، بتقديم الدعم ﻟ«وحدات حماية الشعب الكردية»، التي تعدها أنقرة امتداداً سورياً ﻟ«حزب العمال الكردستاني»، بوصفها حليفاً في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي. ويشكّل التعاون في مجال «مكافحة التنظيمات الإرهابية» بنداً رئيسياً في أجندة المحادثات الرامية إلى تطبيع العلاقات مع نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، برعاية روسيا. وتوجه أنقرة اتهامات إلى كل من الولايات المتحدة وروسيا، بعدم الالتزام بتعهداتهما في مذكرتَي تفاهم وُقِّعتا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 لوقف عملية «نبع السلام» العسكرية التي استهدفت مواقع «قسد» في شرق الفرات، مقابل سحب هذه الأخيرة، إلى عمق 30 كيلومتراً جنوب حدودها مع سوريا. وتطرح روسيا صيغة تقوم على سحب «قسد» بأسلحتها من المناطق الحدودية وإحلال قوات النظام محلها، أو تعديل اتفاقية أضنة الموقَّعة عام 1998 بين أنقرة ودمشق، للسماح للقوات التركية بالتوغل لمسافة 30 كيلومتراً في الأراضي السورية في حال وجود خطر يهدد حدودها، بدلاً من مسافة 5 كيلومترات تنص عليها الاتفاقية، التي استهدفت بالأساس تمكين تركيا من ملاحقة عناصر «العمال الكردستاني» داخل الأراضي السورية. وهدأت التصريحات مؤخراً عن الاجتماعات بين وزراء أتراك وسوريين، بعد أن أعلن النظام السوري أن المحادثات يجب أن تجري «على أساس انسحاب القوات التركية من شمال سوريا، ووقف تركيا دعمها لفصائل المعارضة الموالية لها وإدراجها على قوائم الإرهاب». وأكد «مجلس الأمن القومي» التركي، أن أنقرة تتمسك بحل الأزمة في سوريا عبر تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم «2254»، كما أكدت أنقرة مراراً أن أي اتفاق بينها وبين النظام السوري «لن يكون على حساب السوريين اللاجئين لديها، أو الموجودين في مناطق المعارضة شمال غربي سوريا». في السياق ذاته، استبعد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، التوصل إلى حل في سوريا قريباً، قائلاً خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، ليل الأربعاء–الخميس، حول الوضع الإنساني والسياسي في سوريا، إن «الحل في هذا البلد ليس وشيكاً». وأضاف في سلسلة تغريدات عبر حسابه في «تويتر»، إنه «بينما ننتقل إلى عام 2023، لا يزال الشعب السوري محاصراً في أزمة إنسانية وسياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية وأزمة حقوقية شديدة التعقيد وذات نطاق لا يمكن تصوره تقريباً». وأكد بيدرسن أن «هذا الصراع يحتاج إلى حل سياسي شامل لأنه لا شيء آخر يمكن أن ينجح»، مضيفاً: «هذا الحل للأسف ليس وشيكاً... الأمم المتحدة تواصل التركيز على الإجراءات الملموسة، التي يمكن أن تبني بعض الثقة، وتخلق عملية حقيقية لتنفيذ القرار الأممي 2254». في سياق متصل، أعلنت ولاية غازي عنتاب الحدودية مع سوريا القبض على 16 من عناصر «داعش» من بينهم شخص كان يعمل «قاضياً» في صفوف التنظيم الإرهابي، في عملية أمنية لجهاز الشرطة المحلي (قوات الأمن العام) في مدينة الباب بمحافظة حلب شمال سوريا، بالتنسيق مع «فرقة سوريا الخاصة» التابعة لقيادة الدرك التركي. وقالت الولاية، في بيان اليوم (الخميس)، إنه تم خلال تفتيش منازل المشتبه بهم ضبط بندقيتي مشاة ومسدس و85 خرطوشاً، والكثير من المواد الرقمية العائدة للتنظيم الإرهابي، وإنه بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة، تقرر توقيف 15 من المضبوطين، وإطلاق سراح شخص واحد. وتقع مدينة الباب ضمن نطاق سيطرة القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة في المنطقة المعروفة بـ«درع الفرات» في حلب. على صعيد آخر، سيّرت القوات الروسية ونظيرتها التركية، اليوم، دورية عسكرية مشتركة في ريف الدرباسية بريف الحسكة الشمالي، انطلقت من قرية شيريك غرب الدرباسية بمشاركة 4 عربات عسكرية من كل جانب، وسط تحليق مروحيتين روسيتين في أجواء المنطقة، وجابت الكثير من القرى قبل العودة إلى نقطة انطلاقها. ويتم تسيير الدوريات المشتركة بموجب مذكرة التفاهم التركية - الروسية الموقَّعة في سوتشي في 22 أكتوبر 2019، بشأن وقف عملية «نبع السلام» العسكرية التركية.

وكالات التجسس الدنماركية صامتة بشأن إرسال «جواسيس» إلى سوريا

كوبنهاغن: «الشرق الأوسط»... رفضت حكومة كوبنهاغن مراراً وتكراراً الدعوات لإجراء تحقيق في قضية قد تحرج أجهزة المخابرات الدنماركية، بعدما ادعى الدنماركي البالغ من العمر 34 عاماً من أصل سوري، أحمد سمسم، الذي قاتل في صفوف تنظيم «داعش» في سوريا، أمام المحاكم الإسبانية، بأنه كان عميلاً متخفياً لحساب وكالات تجسس دنماركية، حسبما أفادت مجلة «بارونز». يقول سمسم إنه كان يعمل في جهاز «المخابرات الدنماركي (PET) والمخابرات العسكرية (FE)» في سوريا في عامي 2013 و2014، حيث كان يتجسس على المقاتلين الجهاديين الأجانب. وبحسب المجلة، حققت بعض وسائل الإعلام الدنماركية في الأمر، وخلصت إلى أن الدنماركي من أصل سوري لم ينضم أبداً إلى داعش، ولكن جهازي المخابرات الدنماركية رفضا الإفصاح عما إذا كان يعمل لصالحهما. سافر سمسم، الذي يتمتع بسجل إجرامي طويل، إلى سوريا في عام 2012 بمحض إرادته لمحاربة النظام. وحققت معه السلطات الدنماركية بعد عودته لكنها لم توجه أي اتهامات، ثم أُرسل إلى منطقة الحرب في مناسبات عدة، بأموال ومعدات قدمها له جهازا «المخابرات الدنماركية» و«المخابرات العسكرية»، وفقاً لوسائل الإعلام الدنماركية «DR» و«Berlingske»، مستندين في تقاريرهما إلى شهود مجهولين وتحويلات مالية. وفي عام 2017، بعد تهديده من قبل بلطجية كوبنهاغن في تصفية حسابات لا علاقة لها برحلاته إلى سوريا، توجه سمسم إلى إسبانيا، وهناك تم اعتقاله من قبل الشرطة الإسبانية، التي فوجئت بصور له على «فيسبوك» وهو يرتدي علم تنظيم «داعش». وحُكم على سمسم في العام التالي بالسجن ثماني سنوات لانضمامه إلى التنظيم. وقال محاميه في الدنمارك أربيل كايا لوكالة الصحافة الفرنسية: «عندما اعتقل في إسبانيا عام 2017 كان متأكداً بنسبة 100 في المائة أن السلطات الدنماركية ستساعده». ولكن الدنماركيين لم يتدخلوا قط. وقال كايا: «من الصعب للغاية إثبات أنك كنت وكيلاً، وليس الأمر كما لو كان لديه قسيمة راتب أو عقد عمل». يقضي سمسم عقوبته، التي خُففت منذ ذلك الحين إلى ست سنوات، في الدنمارك منذ عام 2020. وفي العام الماضي، رفع دعوى قضائية ضد أجهزة المخابرات الدنماركية لإجبارها على الاعتراف بدورها معه. ومن المقرر سماع القضية في أغسطس (آب) القادم. وقال ماغنوس رانستورب، خبير الإرهاب ومدير الأبحاث في جامعة الدفاع السويدية، لوكالة الصحافة الفرنسية: «من النادر جداً ترك عميل ليقضي عقوبة سجن طويلة... وإن حقيقة اعتقال سمسم في إسبانيا ربما تكون قد زادت من تعقيد وضعه... وإنه في مثل هذه الحالة، يفضل جهاز مخابرات وضع هذا تحت البساط... هذه أشياء لا يمكن كشفها في المحكمة حتى لو لم يعد الوكيل مفيداً، فلا يجب أن يجذب أي اهتمام». وخلال الحملة الانتخابية العام الماضي، قال سياسيون دنماركيون في جميع المجالات، إنهم يريدون تحقيقاً رسمياً. ولكن الحكومة الجديدة التي تتولى السلطة منذ ديسمبر (كانون الأول) رفضت أي تحقيق. وقالت وزارة العدل الدنماركية لوكالة الصحافة الفرنسية: «لحماية مجتمعنا المنفتح وديمقراطيتنا، من الضروري عدم الكشف عن أي شيء يتعلق بأجهزة المخابرات». وندد كايا، محامي سمسم، بموقف الحكومة الدنماركية، ووصفه بأنه «غير مفهوم». وقال: «سيتم الكشف عن الحقيقة ذات يوم، وأعتقد أن هذه القضية ستسمى قضية دريفوس»، في إشارة إلى فضيحة العدالة الجنائية الفرنسية أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين.

«حزب الله» يواصل السطو على عقارات جنوب دمشق

لندن: «الشرق الأوسط»... نشر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اليوم الخميس، معلومات عن استيلاء ميليشيا «حزب الله» اللبناني على مستودعات كانت مخصصة للخضراوات في منطقة «السيدة زينب» جنوب دمشق، واتخاذها مقار لعناصرها وللإيرانيين في المنطقة. كما انتقلت مجموعات من «الحزب» نفسه إلى منطقة الصبورة بدمشق واستولت على فيلات بالمنطقة هناك، بعد أن غادرت مقراً لها قرب فيلا لرامي مخلوف في منطقة «مزة فيلات». وتعمل إيران وميليشياتها على إعادة إحياء مشروعها التوسعي قرب العاصمة دمشق ومد نفوذها إلى بلدات ريف دمشق الجنوبي المجاورة لمنطقة «السيدة زينب»، على بعد نحو 8 كيلومترات من العاصمة دمشق، والتي تعدّ المعقل الرئيسي للميليشيات في ريف دمشق الجنوبي. وأوضح «المرصد» أن سماسرة يعملون لمصلحة الإيرانيين يقدمون عروضاً مغرية لشراء العقارات لمصلحة عائلات مقاتلين من الميليشيات التابعة لإيران، مستغلين عوز المواطن السوري، تبعاً لتدهور الوضع المعيشي العام.

«قسد» تعتقل 60 من «داعش» بينهم «والي الرقة»

لندن: «الشرق الأوسط»...اعتقلت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، «والي الرقة» لدى تنظيم «داعش» الإرهابي مع عشرات آخرين من عناصره، خلال عمليات المداهمة التي جرت الأربعاء بعد ساعات من بدء حملة «الانتقام لشهداء الرقة»، التي أطلقتها بدعم من «التحالف الدولي» لملاحقة خلايا «التنظيم»، على ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وواصلت «قسد» وقوى الأمن الداخلي (الأسايش)، وبدعم من قوات «التحالف الدولي» حملة «الانتقام لشهداء الرقة» الخميس، وطالت عمليات التمشيط كلاً من: بلدة الكرامة في ريف الرقة الشرقي وبلدة المنصورة في ريفها الغربي، إضافة لبلدة صرين التابعة لعين العرب (كوباني) شرقي حلب، حيث تمكنت القوات المشاركة في الحملة من اعتقال 8 من خلايا التنظيم الإرهابي. وحاول 2 منهم الهروب إلى الضفة الأخرى من نهر الفرات بعد إطلاقهما النار على عناصر «قوات سوريا الديمقراطية»، لكن من دون تحقيق إصابات. ورصد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أيضاً اعتقال «قسد» 60 عنصراً من خلايا تنظيم «داعش»، بعد ساعات من إطلاق حملة «الانتقام لشهداء الرقة»، وورود معلومات عن تواصل أفراد الخلايا مع التنظيم في بادية الرصافة جنوب الرقة، التي تسيطر عليها قوات النظام والميليشيات الإيرانية، بينما شملت عملية التمشيط والمداهمة قرى وبلدات بريف الرقة الشرقي كالكرامة والحمرات والجديدات.

الفقر والبرد في سوريا يزيدان السرقة والتحطيب الجائر للأشجار

تنافس في الشوارع على النفايات القابلة للاشتعال

دمشق: «الشرق الأوسط»... بعد عودته من العمل آخر النهار، يعكف إياد على فرز ما جمعه أطفاله من الشوارع من نفايات بلاستيكية وورقية وعيدان يقصها ويشذبها ويفرزها في أكياس، ليستعملها في إشعال حطب التدفئة... فالحطب الذي يشترونه غالباً ما يكون رطباً، ويحتاج إلى مواد سريعة الاشتعال. ينظر إياد إلى كفيه وهو يقلبهما متسائلاً: «هل هاتان يدا بني آدم أم خُفّا جمل؟». ويعمل إياد أجيراً على بسطة خردة ولوازم منزلية في منطقة البرامكة منذ أن فقد بيته وعمله في الحجر الأسود خلال الحرب عام 2013. ويشعر بالامتنان، لأن أطفاله، وعددهم أربعة (5 و7 و10 و13 عاماً) بات بمقدورهم إعانته. أكبرهما (10 و13) يعملان بعد المدرسة؛ أحدهما في ورشة تصليح سيارات، والآخر في محل بيع خضراوات، بالإضافة إلى عمل زوجته في رعاية المسنين، ويقول: «مجموع دخلنا يصل إلى 700 ألف ليرة (ما يعادل 100 دولار)؛ ما يكفي بالكاد لإيجار بيت ومعيشة. ومع اشتداد أزمة المحروقات والغلاء هذا العام باتت مصاريف المواصلات والتدفئة تكسرنا، حيث ندفع كل أسبوع ثلاثين ألف ليرة ثمن حطب، حيث إن سعر الكيلوغرام منه يتراوح بين 2500 و3000 ليرة. كما نحتاج إلى لتر مازوت للتشعيل بـ9 آلاف ليرة». ويضيف: «أحياناً كثيرة، وللتوفير، نرمي بالمدفأة كل ما يمكن إشعاله؛ من ملابس قديمة وشحاطات بلاستيك ونفايات، بغض النظر عن الروائح الخانقة المنبعثة عنها». ويضيف: «لم يبقَ في بيتنا شيء للحرق إلا وحرقناه... البيت نظيف على الآخر». لذلك يجهد طفلاه الصغيران (5 و7 سنوات) في جمع نفايات من الشارع، وقد عرَّضهما ذلك للضرب على أيدي الأولاد المحترفين في نبش الحاويات الذين يعتاشون من بيعها لمعامل التدوير، حيث تعرض الطفل ذو السبع سنوات إلى ضرب عنيف من أحد النباشين، بسبب التنافس على عبوة بلاستيكية كبيرة، إلا أن هذه الحادثة لم تمنع إياد من الاستمرار في إرسال طفله لجمع النفايات، بل أرسل معه الأشقاء الأكبر، ومشى هو خلفهم من بعيد، ليتدخل إذا لزم الأمر، وذلك «كي لا تظن عصابات النبش والسرقة أن أولادي ضعفاء، وكل ما نريده الحصول على شيء للتدفئة». وأشار إلى «جشع النباشين؛ فهم لا يتورعون عن سرقة وتحطيب الأشجار من البساتين وحدائق البيوت لبيعها بأسعار حسب مزاجهم». وفي ظل أزمة الطاقة والوقود اللازم للتدفئة التي اشتدت في موسم الشتاء الحالي، عادت مدافئ الحطب ونواة الزيتون وقشور الفستق إلى منازل معظم السوريين، وبات المشهد الأكثر شيوعاً في الشوارع رؤية الباحثين عن مواد قابلة للاشتعال وهم يحدقون بالأرض، أو حاويات القمامة، أو أغصان الأشجار. رجل مسنّ كان يجر قدميه جراً في وسط العاصمة دمشق، انحنى والتقط من الأرض عدة عيدان يابسة، وقال: «الحمد لله، الله يديمها نعمة»... قال عبارته بصوت مرتفع، وهو يخبئ العيدان في «عبّه» حالماً ببعض الدفء عندما يعود إلى بيته مساء. ومع ازدياد الطلب على تلك المواد، وأي مواد قابلة للاشتعال، تفشَّت ظاهرة التحطيب غير الشرعي للأشجار، ووصلت إلى حدائق المنازل. يحكي نعيم الذي يسكن في إحدى ضواحي دمشق الغربية أنه غادر منزله ليومين فقط، وعندما عاد فوجئ باختفاء ثلاث أشجار سرو كبيرة من حديقته، بينما عبَّر أحد سكان بلدة صحنايا عن حزنه العميق لسرقة عدة أشجار زيتون من بستانه، وقال: «عائلات تعيش من خير تلك الأشجار، وقطعها قطع للرزق. الشجرة روح، وقطعها يعادل جريمة قتل إنسان». ولا يقبل صاحب أشجار الزيتون أي تبرير للسارقين، حتى لو قيل إن «البرد قاتل»، بحسب تعبيره. بدورها، أكدت سيدة من مدينة حمص زيادة معدلات الوفيات في منطقتها بسبب البرد، وقالت: «غالبية الحالات إما لمصابين بأمراض مستعصية، أو لعجائز مناعتهم ضعيفة، وجاء البرد ليقضي عليهم»، مشيرة إلى انتشار سرقة المدافئ والمازوت، وقالت: «كانت سرقة جرار الغاز المنزلي الأكثر شيوعاً، أما الآن، فقد أضيفت إليها سرقة المدافئ والمازوت إن وُجِدت. كما لم تعد السرقة تقتصر على البيوت، بل وصلت إلى المدارس». ومؤخراً، سُرق من مدرسة في الحي الذي تقطنه المدافئ والمازوت ومقاعد خشبية. وتفيد الأرقام الرسمية لمديرية تربية حمص بوقوع أكثر من 113 حادثة سرقة للمدارس في المدينة وريفها خلال العامين الدراسيين الماضي والحالي. ويعاني السكان في مناطق سيطرة النظام من شتاء يُعد الأصعب خلال سنوات الحرب، بسبب غياب الكهرباء لأكثر من عشرين ساعة في معظم المناطق، بالإضافة إلى عدم توفر الغاز المنزلي والمازوت اللازم للتدفئة، بالترافق مع ارتفاع الأسعار جراء انهيار سعر الليرة.

سوق الثياب المستعملة صارت مقصداً لجميع شرائح المجتمع في جنوب سوريا

(الشرق الأوسط)... درعا (جنوب سوريا): رياض الزين..تزدهر في عموم سوريا، خصوصاً مناطق الجنوب، تجارة جديدة لبيع الملابس المستعملة المعروفة محلياً باسم «البالة»... وفي حين أنه قبل خمس سنوات تقريباً لم يكن في المنطقة سوى بضع محلات موزعة على وسط مدينة درعا والسويداء، فإنها اليوم امتدت لتدخل إلى كل أرياف ومدن المنطقة، وأصبحت وجهة كثير من الأهالي لكسوة أنفسهم وأبنائهم. يقول حسام، وهو أحد تجار «البالة» في دمشق، لـ«الشرق الأوسط»، إن أسواق الملابس المستعملة (البالة) تلقى رواجاً كبيراً، «ونشطت وازدهرت بفعل الارتفاع المهول في أسعار الملابس الجديدة، متأثرةً بالانخفاض الحاد في الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية... أصبحت الملابس المستعملة بالنسبة لكثيرين مقبولة، في ظل ظروف معيشية صعبة، والأولويات لديهم اختُصرت في الطعام والشراب وتأمين تكاليف دراسة الأولاد، بعد أن اكتسح الغلاء كل جوانب الحياة في سوريا»، مضيفاً أن «العين لا تخطئ الازدحام الكبير للأشخاص وهم يستعرضون أكوام الملابس على الطاولات أو المعلقة على الجدران، مما يدفع للتفكير في مدى سوء الأحوال التي وصل إليها الناس مع تقلبات الوضع الاقتصادي». وأوضح همام، وهو مالك لأحد محلات الثياب المستعملة في ريف درعا، بدوره، أن «نمط الاستهلاك لدى الناس قد تغير مع التغيرات الاقتصادية والغلاء؛ معظمهم لم يعد يهتم كثيراً بصورته الظاهرية حين الدخول إلى محال (البالة)، وأولوياتهم أصبحت التوفير من أجل الأهم»، مضيفاً: «الناس أصبحت على شفير الجوع، والأسعار هنا، في (البالة)، مقبولة ومعقولة لغالبية الشرائح في المجتمع». وقال: «لم نعد نستقبل الشريحة الأكثر فقراً فقط، كما كان الحال منذ 3 سنوات. اليوم يدخل محل (البالة) جميع شرائح المجتمع، وفي هذا الشارع خمسة محلات لـ(البالة)... وفي المواسم والأعياد يكون الازدحام كبيراً، وهذا دليل على أن سوق (البالة) في عموم مناطق جنوب سوريا تشهد نمواً سريعاً، وتكتسب شريحة أوسع من المواطنين، حتى تكاد تستوعب ما نسبته 70 في المائة منهم». أحد المتجولين في سوق «البالة»، ويُدعى سعيد (47 عاماً) من مدينة درعا، ويعمل في قطاع حكومي يقول: «لديّ خمسة أبناء يحتاجون خلال فصل الشتاء إلى ملابس دافئة يذهبون بها إلى المدرسة، وجئت إلى سوق (البالة) لأنتقي لهم ما يناسبهم ويناسب دخلي الشهري البالغ 94 ألف ليرة سورية، وسعر المعطف الشتوي الجديد يتجاوز 50 ألف ليرة؛ إذا كان متوسط الجودة وصناعة محلية». ويقول: «منذ عامين فقط، كان الأمر أفضل، لكن أسعار الملابس الجديدة ارتفعت بشكل جنوني مع أزمة ارتفاع الأسعار التي بدأت قبل عام تقريباً، حيث وصل سعر البنطال الجديد بجودة متوسطة إلى أكثر من 35 ألف ليرة سورية، والقميص المنسوج من الصوف الصناعي يُلبس في الشتاء (الكنزة) إلى 25 ألف ليرة سورية، ولو أردتُ شراء ملابس جديدة لأبنائي، فإن الراتب لن يكفي لكسوة طفل واحد منهم. هذه الأسعار دفعتني مع غيري من الناس إلى التفكير في بدائل أقل تكلفة مادية» حيث يصل سعر البنطال الجيد في «البالة» إلى 15 ألف ليرة سورية أو أقل، والمعطف الشتوي بجودة عالية من 30 إلى 50 ألف ليرة، والكنزة حسب الجودة؛ من 10 إلى 20 ألف ليرة سورية. وسعاد من ريف درعا الشرقي سيدة في الخمسين من العمر، وهي ربة منزل، تقول: «ازدادت مشقة أولياء الأمور في تدبير شؤون عائلاتهم مع الغلاء الجنوني، حيث إن للدولار وسعر صرفه اليد الطولى في تحديد الأسعار. أنا أشتري ملابس لأبنائي من (البالة)، لم يعد أحد يفكر في درجة الجودة العالية أو الماركة المصنّعة، لأننا أمام الحل المعقول، وكل ما نفكر فيه الآن انتقاء الملابس التي تناسب أولادنا، وليس الناس». وبحسب ما يقول رعد (52 عاماً)، وهو صاحب متجر لبيع الملابس الجديدة في درعا، فإنه أغلق ثلاثة فروع من محلاته منذ عامين وحتى الآن، كان يعمل فيها نحو عشرين موظفاً جرى تسريحهم بعد أن ضعفت القوة الشرائية، ويحافظ على الفرع الرئيسي في مدينة درعا، ويديره ابنه فقط. وعند سؤاله عن تأثير سوق «البالة» على سوق الملابس الجديدة، قال إن «التأثير الأساسي يعود لحال البلد الاقتصادي والغلاء الذي سيطر على جوانب الحياة، خصوصاً بعد ارتفاع سعر المحروقات وندرتها بالأسواق، حيث وصل سعر اللتر الواحد من البنزين إلى 12 ألف ليرة سورية، والمازوت إلى 6 آلاف ليرة سورية؛ ما ضاعف 3 مرات سعر نقل البضاعة وإنتاجها في المصانع. أضف إلى ذلك انهيار سعر الصرف لليرة السورية أمام العملات الأجنبية، وهذه التجارة تقوم على التعامل بالدولار وفقاً لسعر السوق السوداء، وحين بيعها، نبيعها أيضاً بقيمتها بالدولار، بعد حسابه بسعر الصرف لليرة السورية... سوق الملابس المستعملة (البالة) أصبحت بديلاً عن محلات الملابس الجاهزة».



السابق

أخبار لبنان..هيبة العدالة تحت أقدام حُماتها: آخر فصول التجربة العونية المتهالكة!..تعرُّض نواب لبنانيين للضرب من مرافقي وزير العدل..القاضية عون تطالب مصارف برفع السرية المصرفية عن كبار موظفيها..المواجهة القضائية والعسكرية: التيار على مفترق سياسي..بري: كلام جعجع خطير وغير جدي..ولبنان كالذرّة إذا انشطر انفجر..فرنجية بعد لقائه مع الراعي: لستُ مرشح «حزب الله»..«النكبة القضائية» ترفع حمى التوتر في لبنان..

التالي

أخبار العراق..بعد تنديد بارزاني بـ"الموقف العدائي".. هل ينهار "تحالف إدارة الدولة" في العراق؟..بارزاني شبهها بـ«محكمة الثورة» في عهد صدام..«الاتحادية العليا» تهز أركان إدارة الدولة..القضاء العراقي يعلن فرار معظم المتهمين بـ«سرقة القرن»..القضاء العراقي يصدر أحكاما بإعدام 14 «إرهابيا» في قضية «مجزرة سبايكر»..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,149,196

عدد الزوار: 6,757,189

المتواجدون الآن: 124