أخبار سوريا..بأربعة صواريخ..قصف إسرائيلي يستهدف مطار حلب الدولي..الصفدي: مبادرة أردنية للحل في سوريا..مقتل 81 من قوات النظام السوري في منطقة «خفض التصعيد» منذ مطلع العام..الغلاء والفقر يغيبان استعدادات رمضان عن أشهر الأسواق الدمشقية..بلا طعام ولا فرح..يستقبل النازحون شهر رمضان في شمال غربي سوريا..آلاف يشيعون 4 أكراد قتلهم موالون لأنقرة أثناء احتفالهم بـ«النوروز» في شمال سوريا..

تاريخ الإضافة الأربعاء 22 آذار 2023 - 5:01 ص    عدد الزيارات 721    التعليقات 0    القسم عربية

        


بأربعة صواريخ.. قصف إسرائيلي يستهدف مطار حلب الدولي...

دبي - العربية.نت... أفاد مراسل "العربية/الحدث"، فجر الأربعاء، بسماع دوي انفجارات متتالية في عموم مناطق شمال غرب سوريا واللاذقية وحلب. وقال إن قصفا اسرائيليا استهدف مطار حلب الدولي، مشيرا إلى خروجه عن الخدمة. كما أوضح المراسل بأن القصف الاسرائيلي كان بأربعة صواريخ باتجاه مطار حلب الدولي من ناحية الغرب، مشيراً إلى أن شهود عيان رأوا أعمدة الدخان تتصاعد من المطار. من جانبه، أفاد التلفزيون السوري، بسماع دوي انفجارات في حلب ومحيطها.

في أسبوعين

ويأتي القصف بعد أسبوعين من تنفيذ ضربة سابقة في 7 مارس/آذار الجاري، فقد أعلنت وزارة الدفاع التابعة للنظام السوري أن الجيش الإسرائيلي نفذ "عدواناً جوياً من اتجاه البحر المتوسط غربي اللاذقية مستهدفاً مطار حلب الدولي"، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية في المطار وخروجه عن الخدمة. ويُستخدم مطار حلب عادة كوجهة رئيسية لاستقبال طائرات المساعدات الإنسانية التي تدفقت إلى سوريا منذ الزلزال المدمر الذي ضربها وتركيا المجاورة في السادس من فبراير الفائت، ودمر عشرات الأبنية في مدينة حلب.

ضربات إسرائيلية متكررة

يذكر أنه على مر السنوات الماضية، استهدفت الضربات الإسرائيلية مطار حلب مرات عدة، وقد أخرجته عن الخدمة في سبتمر 2022 لعدة أيام. كما شنت تل أبيب مئات الضربات الجوية في الداخل السوري طالت مواقع لجيش النظام وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله بينها مستودعات أسلحة وذخائر في مناطق متفرقة. إلا أنها خلال الأشهر الماضية بات تركيزها ينصب بشكل أكبر على المطارات ومحيطها. ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ تلك الضربات، لكنها كررت أكثر من مرة أنها ستواصل تصديها لما تصفها بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

الصفدي: مبادرة أردنية للحل في سوريا

عمان: «الشرق الأوسط».. أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، أن جهود بلاده مستمرة، «لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، استناداً إلى مبادرة أردنية تنطلق من دور عربي مباشر، للانخراط مع سوريا في حوار سياسي لحل الأزمة وتفرعاتها الأمنية والسياسية». وأوضح الصفدي، بعد لقائه المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن، أن الأردن «ينسق مع الأمم المتحدة بخصوص إطلاعها على المبادرة وتفاصيلها، كما يشمل ذلك تنسيق جهود تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا، وتسبب بتبعات مؤلمة». وأشار الصفدي إلى أن اللقاء بحث في المبادرة «من زاوية التنسيق مع الأشقاء العرب، وتفاصيلها، وموعد إطلاقها بهدف التحرك العربي الجاد لحل الأزمة السورية والتحرك وفق مبدأ خطوة مقابل خطوة»، مشدداً في الوقت ذاته على «القناعة الراسخة بأن الأزمة في سوريا لا يمكن أن تستمر، وأن الحل السياسي هو مفتاح إنهاء الأزمة، ونحن كعرب أولى أن نكون من يتصدر طاولة الحوار لأن سوريا بلد عربي، وتبعات الأزمة تؤثر علينا أكثر من غيرنا». وفي حين شدد الصفدي خلال اللقاء على دعم الأردن لجهود المبعوث الأممي بيدرسن للتوصل لحلٍّ سياسي للأزمة وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254 ووفقاً لمبدأ خطوة مقابل خطوة، وضع بيدرسن، الصفدي في صورة الجهود التي يبذُلها للوصول إلى حلٍّ سياسي، مؤكداً أهمية التعاون المستمر بين المملكة والأمم المتحدة في هذا المجال، ومشيداً «بالدور الإنساني الكبير الذي تقوم به المملكة في تقديم المساعدات إلى سوريا بعد الزلزال الأخير، وباستضافة اللاجئين السوريين، وتوفير الحياة الكريمة لهم». وفي لقاء منفصل، بحث الصفدي ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث (الثلاثاء)، الأوضاع في سوريا، و«التعاون القائم في مساعدة الأشقاء السوريين جراء الزلازل الأخيرة، والتحديات الناجمة عن تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين والدول المستضيفة». وشدّد الصفدي، خلال اللقاء، على أن المملكة «مستمرة في مد يد العون للأشقاء في الجمهورية العربية السورية والجمهورية التركية لمساعدتهم على مواجهة تبعات الزلازل الأخيرة التي ضربت البلدين في فبراير (شباط) الماضي»، مؤكداً استمرار الأردن في إرسال المساعدات إلى البلدين.

مقتل 81 من قوات النظام السوري في منطقة «خفض التصعيد» منذ مطلع العام

لندن: «الشرق الأوسط»... تشهد منطقة «خفض التصعيد» في سوريا، الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية، وصولاً إلى الضواحي الشمالية الغربية لمدينة حلب مروراً بريفي حماة وإدلب، منذ مطلع العام 2023، تصعيداً كبيراً من قِبل «هيئة تحرير الشام» والفصائل المسلحة، ضد قوات النظام والمسلحين الموالين لها. ويتمثل التصعيد باستهدافات برية، وعمليات تسلل واشتباكات شبه يومية. وتقود «تحرير الشام» هذه العمليات، موقعة خسائر بشرية فادحة. ويقابل هذا التصعيد، عمليات قصف واستهدافات متكررة من قِبل قوات النظام تطال الهيئة والفصائل، بالإضافة إلى مواقع المدنيين أيضاً، مخلفة خسائر بشرية في صفوف الجانبين. «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، تمكن من توثيق أكثر من 55 عملية، تنوعت ما بين هجمات وعمليات قنص واشتباكات واستهدافات، منذ مطلع العام 2023، تسببت بمقتل 114 من العسكريين والمدنيين، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 60 من العسكريين و12 من المدنيين، بينهم أطفال وسيدتان بجراح متفاوتة.

وتوزع الضحايا، وفقاً لـ«المرصد» على الشكل التالي:

في شهر يناير (كانون الثاني)، وثّق «المرصد السوري» مقتل 58 من العسكريين والمدنيين، خلال 26 عملية، تنوعت ما بين هجمات وعمليات قنص واشتباكات واستهدافات، كما أصيب أكثر من 48 من العسكريين و6 من المدنيين، بينهم أطفال... والقتلى هم: – 3 من المدنيين بقصف بري لقوات النظام – 37 عنصراً من قوات النظام بينهم 4 ضابط – 16 من «هيئة تحرير الشام» من ضمنهم فرنسي – 2 من فصيل «أنصار التوحيد الجهادي»

وفي فبراير (شباط) قُتل 38 من العسكريين والمدنيين، خلال 16 عملية تنوعت ما بين هجمات وعمليات قنص واشتباكات واستهدافات. والقتلى هم:– 2 من المدنيين بقصف بري لقوات النظام – 27 عنصراً من قوات النظام بينهم ضابطان – 8 من «هيئة تحرير الشام» من ضمنهم فرنسي– 1 من حركة «أحرار الشام الإسلامية».

أما منذ مطلع شهر مارس (آذار) الحالي، فوثق «المرصد السوري» مقتل 18 وإصابة 9 من العسكريين، بالإضافة إلى إصابة 6 مدنيين بجراح متفاوتة، خلال 13 عملية تنوعت ما بين هجمات وعمليات قنص واشتباكات واستهدافات، والقتلى هم:– 17 عنصر من قوات النظام – 1 من «هيئة تحرير الشام».

واعتبر «المرصد»، أن تلك الوقائع تعني تصعيداً كبيراً جداً، حيث إنه مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2022، قُتل 35 شخصاً بين مدنيين وعسكريين، أي ثلث الذين قضوا وقُتلوا منذ مطلع العام الحالي.

الغلاء والفقر يغيبان استعدادات رمضان عن أشهر الأسواق الدمشقية

ركود غير مسبوق يسيطر عليها... و«وجبة الفطور» تكلف راتب شهر

دمشق: «الشرق الأوسط»... فرض الارتفاع الجنوني للأسعار، وانعدام القوة الشرائية للمواطنين، حالة من الركود غير المسبوق على الأسواق في مدينة دمشق، وحرما الغالبية العظمى من الأهالي من فرحتهم المعتادة التي تسبق قدوم شهر رمضان المبارك. وقامت «الشرق الأوسط» بجولات عدّة صباحية ومسائية وليلية، على مدى أيام في سوق حي الميدان الدمشقي (الجزماتية) التي تعد واحدة من أشهر أسواق العاصمة السورية، رصدت من خلالها الاستعدادات لاستقبال شهر الصيام. وتضم سوق (الجزماتية) أشهر محال صناعة الحلويات والمأكولات السورية العريقة، والوجبات السريعة والمحلات الضخمة المختصة ببيع المواد الغذائية، وتفتح على مدار 24 ساعة، وكانت عادة ما تشهد في كل عام قبل أكثر من أسبوع من قدوم الشهر، استنفاراً في هذه الفترة، وازدحاماً كبيراً بالمتسوقين للتزود بمؤنة الشهر، لدرجة يصعب على المرء إيجاد موطئ قدم له بسهولة. ولكن هذا العام، غابت الزينة الرمضانية عن هذه السوق إلا ما ندر. وكذلك الاستعدادات لاستقبال الشهر المبارك من قبل أصحاب محال بيع المواد الغذائية وصناعة الحلويات، الذين كانوا في السنوات السابقة، يجلبون كميات كبيرة من المواد لعرضها على واجهات محالهم وأمامها، حيث بدا المشهد هذه المرة، أقل من عادي، لا بل لوحظ أن هناك تراجعاً في كميات العرض عن الأيام العادية بالنسبة للسوبر ماركات؛ إذ اقتصرت عروضها على المواد الموجودة سابقاً، كما بدا تراجع ملحوظ في عملية عرض أصناف الحلويات على طاولات كبيرة على الرصيف. واللافت في السوق هو ضعف حركة المارة، وندرة وجود زبائن في داخل المحال التجارية بكل تخصصاتها، مع ترقب شديد لأصحابها والعاملين فيها لأي شخص يتوقف أمام واجهاتها المعروض فيها كل أنواع المواد الغذائية وأصناف الحلويات، حيث يسارعون إليه للترحيب به ودعوتها للشراء، ولكن معظم الزبائن عندما يشاهدون الأسعار يعرضون عن الشراء، وقليلون منهم يشترون كميات بسيطة (وقية، نصف وقية). صاحب محل ضخم لبيع المواد الغذائية، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الغالبية العظمى من أصحاب المحال لم تقم في هذا الموسم بالاستعدادات التي كانوا يقومون بها في المواسم السابقة، وفضلوا عدم جلب كميات إضافية من المواد. وقال: «التوقعات ألا يحصل إقبال على الشراء؛ لأن الناس منهكة جداً من الناحية المادية، وهي بالكاد تتدبر أمرها». ولفت إلى أن «وجبة السحور البسيطة تكلف العائلة في اليوم أكثر من 75 ألف ليرة وراتب الموظف الشهري لا يصل في أحسن الأحوال إلى 150 ألف ليرة»... ويبلغ سعر قالب الزبدة وزن 250 غراماً من نوع «لورباك» 20 ألف ليرة، والكيلوغرام الواحد من الجبنة 38 ألفاً، والحلاوة الطحينية 40 ألفاً، واللبنة 20 ألفاً والبيضة بـ800 ليرة، وكيلو زيت الزيتون الجيد أكثر من 35 ألف ليرة. «انظر لا يوجد ناس في السوق. المحلات فارغة إلا من أصحابها والعمال. الموازين لا تتحرك إلا ما ندر». بهذه العبارات رد صاحب محل آخر على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول عملية الإقبال على الشراء من قبل المواطنين. وأوضح أن «الأسعار في تصاعد صاروخي كل لحظة، وقدرة الناس الشرائية تتراجع بشكل صاروخي أيضا. الغلاء ذبح الناس، وذبح أصحاب المحلات». وأضاف «منذ بداية الحرب قبل 12 سنة، يتدهور سعر صرف الليرة (أمام الدولار) وتتدهور معه القوة الشرائية للناس، والإقبال على الشراء في كل سنة يتراجع عن السنة التي قبلها، إلى أن وصلنا إلى هذه الحال من الجمود شبه التام، والذي يعد الأسوأ على الإطلاق في تاريخ البلاد». وأكد أن نسبة المبيعات في هذا الموسم «لا تصل إلى 5 في المائة مما كانت عليه في الموسم السابق». وبعدما أشار إلى أنه «قد يحصل إقبال عشية اليوم الأول من رمضان، ولكن سيكون ضعيفاً جداً»، لفت إلى أن كثيراً من المحال باتت تغلق عند الساعة الثامنة مساء «من قلة البيع»، وكثير من أصحابها يفكر «بالإغلاق بشكل نهائي؛ لأن الوضع صعب والخسائر كبيرة، ووصل الأمر بالبعض إلى عدم القدرة على إنتاج مصروف البيت، عدا عن إيجار المحل والضرائب وأجرة العمال». الوضع لدى محال بيع المواد الغذائية، ينسحب على محال صناعة الحلويات، التي حلقت أسعارها بشكل جنوني بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية على خلفية التدهور القياسي لسعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، والذي يصل اليوم إلى 7500 ليرة للدولار الواحد، بعدما كان قبل الحرب ما بين 45 - 50 ليرة. ويصل سعر الكيلوغرام الواحد من الآسية «الإكسترا» إلى 200 ألف ليرة، والبقلاوة 150 ألفاً، والبرازق والغريبة والبيتفور 60 ألفاً، والهريسة (حلويات الفقير) 50 ألفاً، في حين حلق سعر القطعة الواحدة من «وربات بالفتسق» إلى 5 آلاف، وقرص الكبة الصغير إلى 3500. في الأسواق الشعبية الأخرى المجاورة، لوحظت تحضيرات خجولة لاستقبال شهر الصيام من قبل عدد من أصحاب محال بيع المواد الغذائية والخضار، ولكن في الوقت ذاته اشتكى كثير منهم من إحجام المواطنين عن الشراء بسبب ارتفاع الأسعار. ووصف صاحب بسطة لبيع الخضار في سوق «نهر عيشة» الوضع بـ«المأساوي»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما في بيع ومن يشتري يشتري بالحبة»، بينما قالت سيدة كانت تتجول في السوق «وجبة فطور بسيطة - فروج وكيلو رز وكيلو لبن وكيلو خيار - تحتاج إلى راتب شهر كامل. حتى صحن شوربة العدس لن تقدر عليه الناس». ووصل سعر الكيلوغرام الواحد من الفروج المذبوح إلى 25 ألف ليرة، وأبسط كيلو أرز إلى 10 آلاف، بينما قفز سعر كيلو لحم الخروف إلى 100 ألف، والفاصولياء الحب إلى 15 ألفاً، والفول الأخضر إلى 5 آلاف، في حين تدرج سعر الكيلوغرام الواحد من التمر، حسب نوعيته وجودته، من 10 آلاف إلى 40 ألف ليرة.

بلا طعام ولا فرح.. يستقبل النازحون شهر رمضان في شمال غربي سوريا

(الشرق الأوسط)... إدلب: فراس كرم... في خيام متهالكة مزقتها العواصف وسنوات الحرب والنزوح الطويلة، وفي مراكز إيواء مؤقتة لمنكوبي الزلزال المدمر، والتي غلب عليها الحزن والألم، يستعد أكثر من 3 ملايين سوري في شمال غربي البلاد، لاستقبال شهر رمضان المبارك هذا العام. «أقسى أيام مرت علينا بعمرنا، كانت هذه الأيام مع قدوم شهر رمضان... كيف سنفرح بقدومه، وكثيرون من أحبتنا لن يكونوا معنا على موائد الإفطار؟ لذلك لم نقم بتحضير أي شيء من المأكولات الرمضانية الخاصة بالسحور والمؤن»؛ بهذه الكلمات المؤثرة والحزينة تحدث خالد (33 عاماً)، ابن مدينة حارم (غربي إدلب) الذي فقد 13 من أقاربه، بينهم أمه وأخوه، بالزلزال المدمر. ويضيف: «مع قدوم شهر رمضان هذا العام، تستعيد ذاكرتي مشاركة والدتي وأخي الصغير خلال شهور رمضان الماضية لنا الإفطار، والسهرات الرمضانية العائلية الخاصة التي كانت تضفي أجواء من الفرح والسرور بالشهر الكريم. ولن تغادر ذاكرتي أيضاً مشاركة والدتي لزوجتي، عندما كانت تنهمك في الدقائق الأخيرة قبيل موعد أذان المغرب، بتحضير المائدة وتوزيع الطعام عليها، بينما كان أخي الصغير يجلب لنا شراب العرقسوس والتمر الهندي والجلاب من أحد الباعة بالقرب من منزلنا. كل هذه الأشياء ستغيب عن موائدنا، بعد أن غيّب الموت بالزلزال المدمر والدتي وأخي الصغير، وسيكون الحزن حاضراً مع تحضير وجبات الإفطار». أما أم محمد (41 عاماً)، وهي ربة عائلة منكوبة بالزلزال، ولجأت إلى مركز إيواء أنشأته مجموعة من المتبرعين في دولة الكويت بالقرب من مدينة جنديرس، فقالت عن استعدادها لشهر رمضان، إنها تعيش «حالة من الحيرة والتخبط» لم يسبق لها أن عاشتها سابقاً، بعد أن دمر الزلزال منزلها وأثاثه، بما في ذلك أواني الطبخ وصناعة العصائر، ولجأت إلى خيمة لا تمتلك فيها سوى بعض الأواني القليلة لتحضير الطعام، بينما يغيب عنها الغاز للطهي، ما سيدفعها للجوء إلى إشعال النار بعد تجميع كمية من الحطب وأعواد الأشجار، من المزارع المحيطة بمركز الإيواء الذي تقيم فيه. وتضيف أنها بسبب وضع العائلة المادي المحدود، وعجز زوجها عن العمل بسبب إصابته بالزلزال، ستختلف مائدتها الرمضانية هذا العام عن موائد رمضان في الأعوام الماضية، وستقتصر على المأكولات البسيطة، كالبرغل وقليل من الأرز والخضراوات ودبس البندورة، مع غياب اللحوم بكل أنواعها. أما في الشهور الرمضانية الماضية فكانت «الكبة باللحمة» حاضرة على المائدة الرمضانية تقريباً كل يوم، إضافة إلى «الشوربات» بكل أنواعها، والخضراوات واللحوم. في شارع العشرين وسط مدينة الدانا، لم تبدُ مظاهر التسوق والحركة الشرائية مشابهة هذا العام للأعوام الماضية، فالزبائن عند باعة التمور والحلوى والمأكولات المتعلقة بوجبات السحور، عددهم قليل جداً، وكذلك عند الجزارين. ويعزو «أبو أسامة» وهو صاحب متجر للمواد الغذائية في مدينة الدانا، السبب في تراجع الحركة الشرائية هذا العام، إلى ارتفاع الأسعار الذي طرأ على بعض السلع الغذائية الأساسية، ومن جهة أخرى اقتصار المواطنين على شراء الضروريات من المواد الغذائية الرئيسية، وبكميات محدودة جداً، بسبب الخسائر المادية التي ترتبت عليهم بعد كارثة الزلزال المدمر، والعاصفة المطرية التي ضربت المنطقة خلال الأيام الأخيرة الماضية، وشردت آلاف العائلات التي بات جل همها تأمين المسكن الآمن من الزلزال والعواصف. وكانت عاصفة مطرية غزيرة قد ضربت مناطق شمال غربي سوريا، وتضررت على أثرها مئات العائلات النازحة، بعد أن اجتاحت سيول الأمطار خيامها، وتضرر بداخلها كل شيء، بما فيها المؤن التي عملت العائلات على تحضيرها لشهر رمضان. وقال مسؤول في «مخيم عدوان» الذي يؤوي أكثر من 400 عائلة نازحة بريف إدلب الغربي، إنه «لم يعد لدى العائلات النازحة أي شيء صالح للطعام، بعد دخول المياه إلى الخيام في العاصفة المطرية، فأغلب العائلات تبلل لديها كل ما تملك من حبوب للطعام، كالبرغل والفاصوليا والحمص والأرز، ولم تعد صالحة، وهي التي كانت العائلات قد عملت على جمعها بالتوفير من السلال الغذائية التي تحصل عليها من المنظمات الإنسانية على مدى شهور سابقة. وقد يلجأ الجميع في المخيم إلى طلب يد العون من المخيمات المجاورة، لتأمين الغذاء خلال شهر رمضان».

آلاف يشيعون 4 أكراد قتلهم موالون لأنقرة أثناء احتفالهم بـ«النوروز» في شمال سوريا

جنديرس (سوريا): «الشرق الأوسط».. شيع آلاف الأكراد، الثلاثاء، 4 مدنيين من عائلة واحدة قتلوا أثناء احتفالهم بـ«عيد النوروز» برصاص مقاتلين موالين لتركيا في شمال سوريا. وفي وسط بلدة جنديرس في منطقة عفرين، تظاهر آلاف المشيعين، هاتفين: «الحرية لأجل عفرين، الحرية لعفرين»، أثناء انتظارهم وصول الجثامين الأربعة التي لفت بالعلم الكردي. وقالت كولي محو (70 عاماً)، التي قتل أبناؤها الثلاثة وحفيدها، باكيةً: «أولادي أشعلوا النيران أمام محلهم... قتلوا أولادي من دون سبب، أولادي الذين ربيتهم بالعذاب والتعب». وأضافت المرأة التي تعيش مع عائلتها في خيمة منذ الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة الشهر الماضي، «نخاف أن نرفع رؤوسنا أمامهم، كيف لا يضربوننا... ليس لديهم ضمير». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن عناصر من فصيل «أحرار الشرقية» أطلقوا النيران على المواطنين الأكراد الأربعة في جنديرس، فيما اتهم بذلك سكان من المنطقة فصيل «جيش الشرقية»، وهو مجموعة منشقة عن الفصيل الأول. ومنذ سيطرتها على المنطقة إثر هجوم تركي، يتّهم سكان الفصائل الموالية لأنقرة بانتهاكات، بينها مصادرة أراض وممتلكات ومحاصيل زراعية، وبتنفيذ اعتقالات عشوائية خصوصاً لمواطنين أكراد، وإدارة المنطقة بقوة السلاح والتخويف. وسبق أن اتهمت «منظمة العفو الدولية» تلك الفصائل، بارتكاب «جرائم حرب»، وتنفيذ عمليات إعدام عشوائية خارج القانون. وجنديرس مدينة حدودية، تهجر غالبية سكانها الأكراد على غرار كافة منطقة عفرين، إثر هجوم القوات التركية والفصائل الموالية لها في 2018... وبعدما تهجر جزء كبير من سكانها الأكراد، انتقل نازحون من مناطق أخرى إليها. وقال أبو جان (42 عاماً) خلال مظاهرة رافقت التشييع: «نتظاهر ضد الفصائل، لا يسمحون لنا أن نتحرك بحرية، كل شيء يجري بأمر منهم، نحن دائماً مظلومون، لا يتركوننا نعيش بأمان». وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية: «يتعاملون معنا كمواطنين من الدرجة الرابعة أو الخامسة. عيد النوروز عيد قومي، دعونا نحتفل به». ودعت إلهام أحمد، الرئيسة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية»، الذراع السياسية لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى التحقيق في الحادثة. واعتبرت أن تركيا و«الفصائل الإرهابية المدعومة منها مسؤولة عن الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في عفرين». ويتقاسم نحو 30 فصيلاً منضوياً في إطار ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة، السيطرة على المنطقة الحدودية الممتدة من جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، إلى منطقة عفرين في ريفها الغربي. ويُعد فصيلا «أحرار الشرقية»، و«جيش الشرقية»، وغالبية عناصرهما من محافظة دير الزور (شرق) من بين الأكثر شراسة، وينتمي إليهما، وفق منظمات حقوقية، عناصر قاتلوا سابقاً في صفوف تنظيم «داعش» الإرهابي. وفي 2021، فرضت الولايات المتحدة على «أحرار الشرقية» عقوبات بعد قتل القيادية الكردية هفرين خلف بعد إخراجها من سيارة كانت تقلها في أكتوبر (تشرين الأول) 2019.



السابق

أخبار لبنان..الدولار «المتوحِّش» يُشعل الأسعار في رمضان..ويدفع الشارع إلى النار..باربرا ليف في بيروت غداً..وهذا ما استشفّه جنبلاط من زيارته للكويت..هل تفرج «خلوة النواب المسيحيين» عن الاستحقاق الرئاسي اللبناني؟..رئيس قبرص يؤكد دعم لبنان داخل الاتحاد الأوروبي..إصابة جنديين إسرائيليين بلغم على الحدود اللبنانية..مظاهر الخراب تتزايد: الدولار خارج السيطرة..تفاصيل مناورة جنبلاطية أسقطها سمير جعجع..

التالي

أخبار العراق.. رئيس الوزراء العراقي في تركيا لبحث قضايا المياه والأمن..إردوغان استقبل السوداني بمراسم رسمية في أنقرة..ترحيب كردي بـ«اتفاق الحدود»: «إعلان بكين» يثمر في العراق..اعتقال رئيس «الوقف السني» السابق في العراق..إردوغان يتعهّد بـ«حل» مشكلة المياه العراقية: ماذا توقّع في المقابل؟..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,140,183

عدد الزوار: 6,756,521

المتواجدون الآن: 124