أخبار سوريا..سقوط 19 قتيلاً بضربات أميركية «دقيقة» استهدفت الميليشيات الإيرانية شرق سورية..تحذير إيراني غداة قصف أميركي لقواعد عسكرية شرق سوريا..أميركا - إيران.. تَصادُم في سورية ليس بعيداً عن الحرب الأوكرانية..قطر تعلن دعمها لمبادرة الأردن..السورية..واشنطن: لن نطبّع مع نظام الأسد ولن نُشجّع الآخرين على التطبيع..

تاريخ الإضافة الأحد 26 آذار 2023 - 3:39 ص    عدد الزيارات 437    التعليقات 0    القسم عربية

        


بايدن: لا نسعى لمواجهة ومستعدون للتحرّك «بقوة»...

سقوط 19 قتيلاً بضربات أميركية «دقيقة» استهدفت الميليشيات الإيرانية شرق سورية

- إحدى أعنف المواجهات بين الولايات المتحدة والقوات الموالية لإيران منذ أعوام

الراي....شنّ الطيران الحربي الأميركي غارات جوية جديدة أمس، على نقاط عسكرية للميليشيات الموالية لإيران شرق سورية، رداً على تعرّض قواعد أميركية ليل الجمعة، لهجمات، بينما أكد الرئيس جو بايدن أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكنها مستعدة للعمل بقوة لحماية شعبها. وفي إحدى أعنف المواجهات بين الولايات المتحدة والقوات الموالية لإيران منذ أعوام، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بارتفاع حصيلة قتلى الميليشيات جراء ضربات جوية «دقيقة» أميركية في شرق سورية ليل الخميس - الجمعة، إلى 19، بينما سقط متعاقد أميركي وأصيب العديد من الجنود. ونقل مراسل «الجزيرة» عن مسؤول عسكري ان القوات الأميركية تعرّضت لهجومين منفصلين ليل الجمعة بالصواريخ والمسيّرات الانتحارية، أسفرا عن إصابة جندي أميركي. وأوضح أنه قبيل الساعة 11:00 مساء بالتوقيت المحلي في سورية تعرّضت قاعدة «كونوكو» التابعة لقوات التحالف لهجوم صاروخي، أسفر عن إصابة جندي حالته مستقرة. وأضاف أن قاعدة «القرية الخضراء» تعرّضت أيضاً لهجوم بـ3 مسيرات انتحارية قبيل منتصف الليل، مؤكداً أن الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط اثنتين منها، في حين أصابت الثالثة القاعدة وألحقت أضراراً في أحد المباني. وبعد الهجوم، شنت مقاتلات «إف - 15» غارات على نقاط عسكرية لمواقع الميليشيات في دير الزور ومنطقتي البوكمال والميادين شرقاً، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان. في سياق متصل، أعلن الجيش الأميركي أنه أرسل 6 من جنوده ومتعاقداً أصيبوا بجروح جراء هجمات ليل الخميس - الجمعة إلى العراق لتلقي العلاج. بدوره، أعلن المرصد السوري، في بيان أمس، أن الغارات الأميركية تسبّبت في مقتل 11 من السوريين العاملين ضمن المليشيات الموالية لإيران، بالإضافة إلى 3 عناصر من قوات النظام، و5 من المليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية. وفي أوتاوا، أعلن الرئيس الأميركي، الجمعة، «أعطيت تعليماتي بالرد السريع بعد الهجوم على قواتنا الخميس في سورية من قبل جماعات مدعومة من إيران». وعما إذا كانت إيران ستدفع ثمناً باهظاً، قال بايدن «نحن لن نتوقف». وبدأت جولة التصعيد الجديدة، حين قامت مسيرة قادمة من العراق باستهداف قاعدة خراب الجير التابعة للتحالف الدولي في ريف الحسكة، الخميس، الأمر الذي أدى لمقتل متعاقد أميركي وإصابة 6 جنود. ورداً على ذلك قصفت طائرات أميركية مواقع تابعة للمليشيات، ليل الخميس - الجمعة، مستهدفة مستودع سلاح وذخيرة في مركز الحبوب ومركز التنمية الريفية مقابل سكن الضباط في حي هرابش في مدينة دير الزور، ومواقع أخرى في بادية البوكمال وأطراف الميادين الجنوبية، موقعة قتلى وجرحى بالإضافة لخسائر مادية. في غضون ذلك، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين أن نظام الدفاع الجوي الرئيسي في قاعدة التحالف في شمال شرقي سورية لم يكن يعمل بكامل طاقته عندما تعرّضت القاعدة لهجوم من مسيرة إيرانية الصنع. وذكرت مصادر الصحيفة أنه لم يتضح ما إذا كان المهاجمون اكتشفوا هذه الثغرة أم أن إرسال المسيرة صادف ذلك.

تحذير إيراني غداة قصف أميركي لقواعد عسكرية شرق سوريا

هجوم الطائرة المسيّرة في الحسكة يكشف «ثغرة أمنية»

واشنطن: إيلي يوسف - لندن. طهران: «الشرق الأوسط».. دخلت إيران، أمس، على خط المواجهة بين ميليشيات مرتبطة باستخباراتها، وبين القوات الأميركية في شرق سوريا، إذا حذّرت من رد «حاسم» في حال حصول قصف جديد لقواعد بُنيت بطلب من حكومة دمشق لمواجهة تنظيم «داعش». وليس واضحاً كيف يمكن التمييز بين هذا النوع من القواعد العسكرية وبين القواعد والمراكز الأخرى التي تنتشر فيها ميليشيات مرتبطة بـ«الحرس الثوري» الإيراني في كثير من مناطق شرق سوريا قرب الحدود العراقية. وصدر الموقف الإيراني بعد مقتل 19 مقاتلاً، غالبيتهم من المجموعات الموالية لإيران، جراء ضربات جوية أميركية طالت قواعد عسكرية ومخازن أسلحة في شرق سوريا ليل الخميس – الجمعة، ردّاً على ضربة بطائرة مسيّرة قتلت متعاقداً أميركياً. وليل الجمعة، استهدف مقاتلون موالون لإيران مجدداً قواعد في شرق سوريا توجد فيها قوات أميركية، فيما ردت الأخيرة بتنفيذ ضربات جوية جديدة، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي أشار إلى وقوع أضرار مادية فقط. وطغى هدوء حذر على المنطقة منذ ذلك الحين، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وحذر المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أمس السبت، من رد «حاسم» في حال استهداف قواعد تم إنشاؤها في سوريا بطلب من حكومة دمشق. ونقلت وكالة «نورنيوز» عن المتحدث كيوان خسروي، أن «أي مُسوّغ لاستهداف القواعد التي تم إنشاؤها بناءً على طلب الحكومة السورية للتصدّي للإرهاب وعناصر (داعش) في هذا البلد سيقابل بردّ مضاد وحاسم». وأشارت «وكالة أنباء العالم العربي» إلى أن خسروي نفى اتهامات لمسؤولين أميركيين بشأن تورط إيران في الهجوم على قواعد أميركية في سوريا، قائلاً: «لا يمكن لواشنطن أن تنسب المواجهة الطبيعية والقانونية للدول المحتلة (سوريا) مع القوات العسكرية الأميركية إلى دول أخرى من خلال خلق أزمات مصطنعة ومفبركة». وأضاف أن طهران تحملت ثمناً باهظاً «لمواجهة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار في سوريا، وتعارض أي عمل يهدد استقرار هذا البلد وتقف في وجهه». وليل الخميس استهدف هجوم بطائرة مسيّرة، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، «منشأة صيانة في قاعدة لقوات التحالف قرب الحسكة في شمال شرقي سوريا»، ما أدّى إلى مقتل «متعاقد أميركي، وإصابة خمسة عسكريين أميركيين ومقاول أميركي آخَر». وأعلن «البنتاغون» أنّ أجهزة الاستخبارات الأميركية تعد الطائرة بدون طيار «إيرانية المنشأ». وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إنّه بتوجيهات من الرئيس جو بايدن أذن «لقوات القيادة المركزية الأميركية بشنّ ضربات جوية دقيقة الليلة في شرق سوريا ضد منشآت تستخدمها مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني». وطالت الضربات الأميركية، وفق ما ذكر «المرصد السوري»، مواقع عدّة في شرق سوريا، أبرزها مستودع أسلحة لمجموعات موالية لإيران داخل مدينة دير الزور، ما أدّى إلى تدميره بالكامل. كذلك استهدف القصف مواقع في بادية مدينة الميادين وريف البوكمال. وأسفر القصف، وفق حصيلة جديدة لـ«المرصد»، عن مقتل 19 شخصاً، بينهم 11 مقاتلاً سورياً موالياً لإيران، وخمسة غير سوريين، وثلاثة عناصر من قوات النظام السوري. وأعلن البنتاغون أن طائرتين من طراز «إف - 15» شنتا الضربات رداً على هجوم الطائرة المسيّرة. وأكد المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر: «أردنا أن نوجه رسالة واضحة (...) بأننا سنرد بسرعة وفعالية (في حال تهديد قواتنا)». وأشار إلى أن قواته اتخذت إجراءات «متكافئة ومتعمدة تحد من مخاطر تصعيد وتقلل الخسائر». وبعد ساعات قليلة من الضربات الأميركية، أطلقت عشر قذائف صاروخية باتجاه المنطقة الخضراء، التسمية التي تطلقها القوات الأميركية على قاعدتها في حقل العمر النفطي في شرق سوريا، وفق ما قالت القيادة الوسطى للجيش الأميركي «سنتكوم». لم تسفر القذائف الصاروخية عن سقوط قتلى كما لم توقع أي أضرار في المنشأة، لكن إحداها طالت منزلاً على بعد خمسة كيلومترات من القاعدة وأسفرت عن إصابة امرأتين وطفل بجروح خفيفة، حسب الوكالة الفرنسية. واستمر التصعيد الجمعة، إذ أفاد «المرصد» باستهداف المقاتلين الموالين لإيران بقذائف صاروخية قاعدة أميركية في حقل كونيكو للغاز. وردت طائرات التحالف الدولي بقصف مواقع لهؤلاء المقاتلين في مدينة دير الزور. ووثق «المرصد» إثر ذلك استهداف المقاتلين الموالين لإيران لحقل العمر وقواعد أخرى مجاورة. وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، خلال زيارة له إلى أوتاوا، أنّ «الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكنّها مستعدّة للعمل بقوة لحماية شعبها». وفي واشنطن، قال مسؤولان أميركيان إن نظام الدفاع الجوي الرئيسي في القاعدة الأميركية التي تعرضت لهجوم بطائرة مسيّرة في الحسكة «لم يكن يعمل بكامل طاقته» في ذلك الوقت، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان المهاجمون قد اكتشفوا هذه الثغرة واستغلوها، أو ما إذا كان هناك متعاملون من داخل القاعدة على معرفة بالثغرة، أوصلوا المعلومات للمهاجمين، أو أن توقيت الهجوم كان مجرد صدفة. وفيما لم يتضح سبب عدم عمل النظام بشكل كامل، وما الفرق الذي أحدثه في الدفاع عن القاعدة، قال أحد المسؤولين الأميركيين إن نظام الدفاع الصاروخي «أفنجر» في القاعدة، ربما كان يواجه مشكلة في الصيانة. وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الجنرال باتريك رايدر، المتحدث باسم «البنتاغون» مساء الجمعة، قال إن رادار منظومة الدفاع الجوي كان يعمل، لكنه رفض مناقشة أي تفاصيل أخرى للنظام، لأسباب تتعلق بأمن العمليات والتحقيق الذي تجريه القيادة المركزية (سنتكوم)، المسؤولة عن عمليات القوات الأميركية في المنطقة. ورغم أن القاعدة العسكرية التي تعرضت للهجوم، والقريبة من مدينة الحسكة، لديها دفاعات أخرى، لكنها فشلت في صد هجوم الطائرة المسيّرة، التي أكد المتحدث باسم «البنتاغون» أنها إيرانية، من دون أن يقدم دليلاً على ذلك. ورفض البنتاغون ومسؤولون أميركيون آخرون مناقشة أي نقاط ضعف أو إخفاقات محتملة في شبكة الدفاع متعددة الطبقات، لتجنب «منح الخصوم في المنطقة أي ميزة». وقال الجنرال رايدر، «نتخذ مجموعة متنوعة من الإجراءات لحماية شعبنا، ولكن مرة أخرى، إنه مكان خطير بطبيعته». ولدى سؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة تحمّل إيران مسؤولية مقتل المواطن الأميركي، قال رايدر: «إيران تدعم بالتأكيد هذه الجماعات، وبالتالي فهي تتحمل مسؤولية ضمان عدم مساهمتها في انعدام الأمن وعدم الاستقرار. لكن من الواضح أنهم يواصلون فعل ذلك». وتسيطر قوات النظام السوري على الضفة الغربية لنهر الفرات في دير الزور، وينتشر فيها آلاف المقاتلين من مجموعات موالية لإيران، تحديداً المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال الحدودية مع العراق ودير الزور مروراً بالميادين. ويقدّر «المرصد» وجود نحو 15 ألف مقاتل من المجموعات العراقية والأفغانية والباكستانية الموالية لإيران. وتعدّ المنطقة الحدودية طريقاً مهماً للكتائب العراقية ولـ«حزب الله» اللبناني، كما المجموعات الأخرى الموالية لإيران، لنقل الأسلحة والمقاتلين. وتستخدم أيضاً لنقل البضائع على أنواعها بين العراق وسوريا. وغالباً ما يتم استهدافها بغارات تتبنى القوات الأميركية عدداً منها، ويُنسب بعضها إلى إسرائيل. وينتشر 900 جندي أميركي ضمن قوات التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، وضمنها الضفة الشرقية لنهر الفرات في دير الزور، كما يوجدون في قواعد عدة في محافظة الحسكة (شمال شرق) والرقة (شمال).

أميركا - إيران.. تَصادُم في سورية ليس بعيداً عن الحرب الأوكرانية

الراي.. إيليا ج. مغناير.. للمرة الأولى منذ الحرب السورية التي اندلعتْ عام 2011 وتَواجُد القوات الأميركية وحلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الشمال – الشرقي السوري، تتبادَلَ أميركا وإيران القصفَ والضربات على مدى يومين متتالين على الأراضي السورية وسط تحذيرات متبادلة واضحة وصريحة. فما سبب التصعيد المفاجىء ورفْع مستوى الضربات الإيرانية ضد القوات الأميركية عبر طائرات مسيَّرة في حقليْ العمر وكونيكو والقاعدة العسكرية في الحسكة؟ وما علاقة الحرب الأوكرانية بما يحصل في سورية؟...... تتواجد القوات الإيرانية الاستشارية وحلفاؤها من جنسيات مختلفة، وهي تُعدّ ببضعة آلاف، في سورية بطلب من حكومة دمشق. وتستمر هذه القوات بعملها بسبب احتلال قوات تركية وأميركية الشمال الغربي والشمال الشرقي السوري، عدا عن وجود ميليشيات مدعومة من تركيا على محور إدلب. وهذا ما يمثّل نحو 27 في المئة من الأراضي السورية التي تقع خارج سيطرة قوات نظام الرئيس بشار الأسد، بالإضافة إلى القاعدة العسكرية في معبر التنف الحدودي مع العراق حيث لا تسمح أميركا بدخول أي قوات ضمن محيط 50 كيلومتراً مربعاً في البادية السورية. إلا ان القوات الرديفة للجيش السوري استطاعت السيطرة على معبر البوكمال في الشمال – الشرقي السوري لتأمين التواصل بين سورية والعراق حيث يستمرّ الدعم اللوجيستي لسورية ولحلفاء إيران. وهذا ما يُغْضِب إسرائيل التي تستخدم الوجود الأميركي وقواعده الجوية في سورية في مناوراتها القتالية لضرب أهداف داخل سورية وشاحناتٍ تمرّ عبر البوكمال محمّلة بالدعم الإيراني والمواد المختلفة التي تحتاج إليها سورية وحلفاءها، وهي تنوء تحت عقوبات شديدة أميركية وأوروبية منذ عام 2020، تحت عنوان «قانون قيصر». وقد استمرت الضربات الإسرائيلية ضدّ أهداف متنوعة في سورية في الشمال والوسط والجنوب، وآخِرها قافلة عبرت التنف، وضربات ضد مطار حلب لأن حكومة دمشق ترفض الرد لردع إسرائيل في خرقها للقانون الدولي والاعتداء على دولة ذات سيادة. إلا أن الضربات الإسرائيلية بدأت تطال أهدافاً تابعة لحلفاء إيران ومخازن إيرانية في سورية. وقد اتبعت إيران بعد كل ضربة في سورية سياسة الرد داخل إسرائيل من خلال «ذئب منفرد» أو عمليات خاصة لم يعلن أحد المسؤولية عنها وآخرها «عملية مجيدو» التي قالت إسرائيل إن المُهاجِم عَبَرَ من لبنان بغطاء من «حزب الله» الذي توعّد بالرد المباشر على أي هجوم إسرائيلي أو عملية اغتيال ضد أي لبناني أو فلسطيني في لبنان. وتعتقد مصادر مطلعة أن إسرائيل ردّت من خلال اغتيال المهندس رمزي الأسود القيادي في «الجهاد الإسلامي» في دمشق على يد قنّاص ومن ثم طعنه مرات عدة لإظهار وحشية الردّ. وهذه الضربات المتقابلة بين إيران وإسرائيل من المتوقّع أن تستمر لأنها معركة مفتوحة بين الطرفين. إلا أن قيام إيران بإرسال عدة مسيَّرات انتحارية ضد المواقع الأميركية ليس تطوراً يعطى الضوء الأخضر له من خلال المستشارين، بل هو نابع عن قرار على أعلى المستويات برفْع التصعيد في وجه أميركا في ساحات مختلفة. وهذا ما قاله أحد المستشارين الإيرانيين في سورية حيث حذر «العدو الأميركي من ان إيران تملك اليد الطولى ولديها القدرة على الرد في حال استهداف مراكزنا وقواتنا على الأرارضي السورية وأن الإنتقام لن يكون سهلاً أو بعيداً». وهذا تلميح واضح إلى أن مسرح العمليات ضد القوات الأميركية لن يكون سورية فقط بل سيتوسع أيضاً إلى العراق ومناطق أخرى لأن إيران تجيد «الحرب بالوكالة» ولديها مسارح عمليات مختلفة تستطيع استخدامها والإنطلاق منها. ومن هنا فإن توسيع الهجوم في سورية ضد أميركا لم يأت من فراغ. فقد جهّز الجيش السوري عشرات الآلاف من القوات النظامية لإرسالها إلى الشمال السوري ما دامت تركيا تطلب اللقاء المباشر بين الرئيسين بشار الأسد ورجب طيب أردوغان. بالإضافة إلى ذلك فإن روسيا تريد من القوات السورية التحضّر لإزعاج القوات الأميركية وفتْح عدة جبهات عليها، مثلما تفعل واشنطن في أوكرانيا. وقد قامت الطائرات الروسية بأكثر من 25 طلعة فوق القاعدة الأميركية في التنف من دون الاكتراث لقواعد التنسيق مع أميركا في سورية. بالإضافة إلى ذلك، فإن القرار الأميركي بسحب الطائرات المتطوّرة من الشرق الأوسط واستبدالها بالطائرة A-10 البطيئة يدلّ على نية أميركا – بالنسبة لإيران وروسيا – بالتحضير لتدخُّل أكبر في أوكرانيا والتقهقر أكثر من الشرق الأوسط. وما تريد إيران وروسيا إبلاغه لأميركا بطريقة غير مباشر هو أن قرار تبديل أسراب الطائرات في منطقةٍ اعتبرتْها واشنطن غير ساخنة خاطئٌ لأن المنطقة ينتظرها إرباك وتصعيد. وهذا يدلّ على مقاربة جديدة على صعيد التعاون الإيراني – الروسي على مستوى أوسع وأشمل، وخصوصاً ان الرئيس الأميركي جو بايدن أكد انه لا يريد الحرب ولكنه سيضرب بقوة. إلا أن المصادر المطلعة في سورية تؤكد أن «منزل أميركا من زجاج». وتالياً فإن فتْح جبهات عدة ليس بالمسألة الصعبة وأن جرّ أميركا إلى مواجهةٍ ليس بالأمر المستحيل وخصوصاً بعد رفْع مستوى التحدي حتى تخرج الولايات المتحدة من سورية والعراق. وقد صوّت الكونغرس الأميركي ضد إخراج القوات الأميركية من سورية وكأنها مقاطعة أميركية مكتسبة، وهو خرق واضح للقانون الدولي. إلا أن إيران تخشى أن تحضّر أميركا لفتنة ما في الشرق الأوسط، وتعي ما تلمح إليه واشنطن في هذا الإطار. وهي فتحت صفحة جديدة مع دول الشرق الأوسط تريد الحفاظ عليها، من دون ان يعني ذلك انها لا تستطيع ضرب القوات الأميركية في المنطقة. يبدو أن من الممكن ان تنفتح منطقة الشرق الأوسط على تصادم محتمل ترغب به روسيا التي لم يعد لديها أي اعتبارات للتهدئة مع أميركا التي قررت – بحسب المصادر – أن تهزم روسيا في أوكرانيا مهما كلف الأمر. ولذلك فإن جميع الضربات أصبحت محتلمة ومفتوحة في جبهات مختلفة، بما فيها سورية والعراق.

قطر تعلن دعمها لمبادرة الأردن..السورية

واشنطن: لن نطبّع مع نظام الأسد ولن نُشجّع الآخرين على التطبيع

الراي.. أكدت الولايات المتحدة أن موقفها من «التطبيع» مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد «لم يتغير». ونقلت قناة «الحرة» عن ناطق وزارة باسم الخارجية، الجمعة: «لن نطبع مع نظام الأسد ولن نشجع الآخرين على التطبيع في غياب تقدم حقيقي ودائم نحو حل سياسي يتماشى مع قرار مجلس الأمن الرقم 2254». وأضاف: «كنا واضحين في شأن هذا الأمر مع شركائنا... نواصل حث أي شخص يتعامل مع دمشق، على التفكير بإخلاص وبشمولية في كيفية أن يساعد تواصله مع النظام على توفير احتياجات السوريين المحتاجين بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه، وفي تقريبنا من حل سياسي لهذا الصراع». وتابع الناطق «كانت تلك رسالتنا الثابتة لشركائنا في المنطقة»، مشدداً على أنه «في أي تعامل مع النظام السوري يجب وضع اتخاذ خطوات حقيقية لتحسين وضع الشعب في سورية في المقدمة». وحض الناطق، الشركاء «على المطالبة بوصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام ومستقل ويمكن التنبؤ به، بما في ذلك من خلال توسيع استخدام المعابر الحدودية». وكان ناطق باسم وزارة الخارجية السعودية تحدث مساء الخميس، عن محادثات مع سورية لاستئناف الخدمات القنصلية. من جانبها، أعلنت قطر دعمها للمبادرة الأردنية المزمع إطلاقها في سورية، والتي تقوم على دور عربي مباشر ينخرط مع دمشق في حوار سياسي يستهدف حل الأزمة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ماجد بن محمد الأنصاري، إن قطر تدعم كل المبادرات التي تهدف إلى إيجاد السلام الشامل في سورية. وأكد في بيان، أن الموقف القطري، يعتمد على محددين رئيسيين، أن يقوم النظام بما يلبي تطلعات الشعب السوري في الحل السياسي وبيان جنيف واحد، بالإضافة إلى الإجماع العربي.

موائد رمضان في درعا عنوانها «التقشف»

في ظل ارتفاع جنوني بأسعار السلع الأساسية

سكان درعا يشكون من موجة غلاء تحوّل موائد الإفطار الرمضاني إلى موائد «تقشفية»

(الشرق الأوسط).. درعا (جنوب سوريا): رياض الزين.. في ظل أوضاع اقتصادية متردية، يشكو كثير من المواطنين في درعا، بجنوب سوريا، من ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية، ما يهدد بتحويل موائد إفطار الصائمين في رمضان إلى موائد تقشفية. يقول «أبو فايز» (55 عاماً)، وهو من سكان درعا، لـ«الشرق الأوسط»، إن «السمة الواضحة في موائد الإفطار هذا الشهر هي التقشف... فمع أحوال مادية كارثية ورواتب هزيلة لا تكاد تغطي إفطار يومين من رمضان وغياب أي مساعدات من الجهات صاحبة العلاقة بالأمن الغذائي، تزداد الصورة العامة قتامة، ويبدو المشهد صعباً لا يستطيع العقل السوري تفكيكه إلا بالمزيد من الصبر». ويضيف: «يكافح سكان الجنوب السوري من أجل تأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية لموائدهم الرمضانية. وتسود بين الغالبية منهم ما يمكن وصفه بثقافة (الشراء بالحبة)، أي شراء الخضراوات والفواكه ولوازم الإفطار بأقل القليل اعتماداً على عدد محدد من الصنف المراد تجهيزه». وقد أكد ذلك بالفعل «جمال»، وهو صاحب محل لبيع الخضار، إذ قال إن العائلات بدأت الشراء بهذه الطريقة، «فبعضهم يشتري حبتين من الطماطم أو ثلاث حبات من البطاطا أو حبة من البصل». وأرجع تفشي ثقافة «الشراء بالحبة» إلى «حالة الغلاء المستفحل وغياب القدرة الشرائية» للمواطنين. وتحدث «جمال» (52 عاماً)، عن تغيّرات بدأت تظهر منذ خمس سنوات، مشيراً إلى أنه من عادة أهل درعا الاستعداد لرمضان قبل أسبوع من حلوله، فيقبلون على الأسواق يشترون مستلزمات الإفطار. وقال إن هذا الشهر الفضيل اتسم عادة بذروة الإنفاق الاستهلاكي للأسر على الطعام مقارنة ببقية شهور السنة، أما الآن فيراه كثيرون «عبئاً جديداً» يُضاف إلى الأعباء التي يواجهونها في ظل ظروف مادية صعبة، بعدما وصل سعر صرف الدولار الواحد إلى 7500 ليرة سورية. ويزيد من مفاقمة هذا الوضع أن المرتبات الشهرية للموظفين متدنية بحيث لا تتجاوز 30 دولاراً في حين أن أسعار السلع تُطرح بالليرة السورية ولكن بعد حساب قيمتها بالدولار. «أيهم»، البالغ 56 عاماً، وهو من سكان ريف درعا الشرقي، يقول: «منذ سنوات لم أعد أشعر ببهجة رمضان أو أجوائه، فشغلي الشاغل تأمين مائدة الإفطار بما يليق بالصائمين من أهلي». ويضيف أنه يلجأ إلى الاستدانة من أصحاب المحال ومن الميسورين، ويضطر بعدها لقضاء عام كامل في محاولة تغطية هذا الدين. ويشير إلى أن «ضيق الحال» دفعه إلى إلغاء إقامة ولائم «صلة الرحم»، وهو طقس رمضاني لطالما حافظ عليه في أعوام سابقة. وخلال جولة لـ«الشرق الأوسط» في إحدى أسواق مدينة درعا، تحدث عدد من أبناء المحافظة عن عجزهم عن تأمين الكثير من المواد والسلع الأساسية تحضيراً للإفطار. وأشار العديد منهم إلى أن استهلاك اللحوم والدواجن سيكون حكراً على العائلات الميسورة بعدما وصل سعر الكيلوغرام من اللحم البقري إلى 60 ألف ليرة سورية ولحم الأغنام إلى 70 ألف ليرة، بينما أسعار الدجاج وصلت إلى 23 ألف ليرة للكيلو غرام الواحد، بينما أصناف الخضار فهي تشهد بدورها ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، بحيث إن أرخصها، ربطة البقدونس، باتت تباع بألفي ليرة سورية. وشكا كثيرون من أن الحلويات صارت «من المستحيلات... وستكون (التحلاية) بعد الإفطار عبارة عن كأس من الشاي فقط». ويبلغ سعر الكيلوغرام من الحلويات الشامية المشكلة بين 100 ألف و150 ألف ليرة سورية، ما يساوي راتب موظفي الدرجة الأولى في سوريا. ويأتي رمضان هذا العام وحال البلاد لا تبشر بخير. وتشير تقارير منظمات دولية إلى ارتفاع نسبة الفقر بين السوريين بشكل رهيب، إذ باتت قرابة 60 في المائة من العائلات السورية تعيش تحت خط الفقر. كما أن السوريين خسروا حوالي 700 في المائة من قوة دخلهم الشهري، ويعيش ذوو الدخل المحدود من السوريين على أقل من 30 دولاراً في الشهر.



السابق

أخبار لبنان..الأجهزة الإلكترونية تفقد ذكاءها وحركة الطيران تتكيّف بصعوبة وتلويح بعصيان..لبنان نقطة تلاقٍ سعودي - أميركي..وطهران تُظهِر انفتاحاً..الخلافات السياسية تقسم لبنان إلى توقيتين..«قلة الموارد» تهدد بصدام اجتماعي لبناني ـ سوري..بخاري يلتقي جعجع: دور السعودية في اللجنة الخماسية يصبُّ في مصلحة لبنان..قطاع الاتصالات على شفير الانهيار..

التالي

أخبار العراق..العراق يوقف صادرات النفط من كردستان بعد الفوز بقضية ضد تركيا..البرلمان العراقي يواجه اختباراً صعباً لتمرير قانون الانتخابات..الجيش العراقي يتحرك لسد الثغرات الأمنية على الحدود مع سوريا..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,053,874

عدد الزوار: 6,750,194

المتواجدون الآن: 105