انقاذ نحو 250 مهاجراً سورياً قبالة سواحل شمال قبرص... دي ميستورا يدرس مقترحات لربط «تجميد» القتال بالحل السياسي وموسكو لعقد حوار سوري - سوري ومؤتمر دولي

هجوم عنيف للمعارضة على قريتين شيعيتين في ريف حلب والمعارضة تحقق خرقا على صعيد آخر البلدات الخاضعة لسيطرة النظام في ريف حلب الشمالي بعد حصار طويل لبلدتي نبل والزهراء الشيعيتين

تاريخ الإضافة الثلاثاء 25 تشرين الثاني 2014 - 6:29 ص    عدد الزيارات 2484    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

هجوم عنيف للمعارضة على قريتين شيعيتين في ريف حلب
 (أ ف ب)
دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة السورية، بما فيها جبهة النصرة، وقوات النظام في محيط قريتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب في شمال سوريا، نتيجة هجوم ينفذه المقاتلون على القريتين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أمس.

وذكر المرصد ان «الاشتباكات العنيفة مستمرة منذ ما بعد منتصف ليل السبت الأحد بين مسلحين موالين لقوات النظام من جهة وكتائب مقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة اخرى في محيط بلدتي نبّل والزهراء المحاصرتين في ريف حلب واللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية».

واوضح ان المعارك اندلعت «اثر هجوم نفذه مقاتلو النصرة والكتائب في محاولة للسيطرة على البلدتين».

كما اشار الى تقدم لهؤلاء عند الاطراف الجنوبية لبلدة الزهراء والى «معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، بينهم ثمانية مقاتلين معارضين، ومدني قتل نتيجة القصف على الزهراء.

وتقاتل في نبل والزهراء، بحسب المرصد، قوات الدفاع الوطني وعناصر من «حزب الله» اللبناني ومقاتلون شيعة من جنسيات اخرى.

ووصف مدير المرصد رامي عبد الرحمن الهجوم بانه «الاعنف» منذ بدء حصار هاتين القريتين منذ سنة ونصف السنة.

وشن مقاتلو المعارضة مرارا هجمات على البلدتين، لكنها المرة الاولى التي يحرزون فيها تقدما على الارض. وحصلت مرارا اتصالات تدخلت فيها اطراف اقليمية ودولية لوقف الهجمات على البلدتين، بحسب ما يقول ناشطون مطلعون على الوضع، «بهدف تجنيب المنطقة مجازر على اساس طائفي».

وتم خلال الشهور الماضية ادخال قوافل عدة من المساعدات الى البلدتين اللتين تعانيان من نقص في المواد الغذائية والطبية، بعد اتفاقات وتسويات بين النظام والمعارضين تمت بتدخلات دولية او محلية.

ويقول المرصد ان مقاتلي المعارضة يسعون من خلال هذه المعركة الى تخفيف الضغط عنهم على جبهة حندرات المشتعلة منذ اسابيع شمال مدينة حلب حيث احرزت قوات النظام بعض التقدم.

في ريف دمشق، قال المرصد ان «ما لا يقل عن 25 عنصرا من قوات النظام قتلوا يوم (أول من) أمس في بلدة زبدين في الغوطة الشرقية في معارك وكمائن» مع مقاتلي المعارضة.

واوضح ان قوات النظام كانت تمكنت من دخول البلدة، لكنها وقعت في كمين لمقاتلين معارضين «ما اضطرها الى الانسحاب».

واكد الخبر مصدر في «حزب الله» الذي يقاتل الى جانب قوات النظام في عدد من المناطق السورية. وقال لصحافيين «بعد دخول الجيش السوري الى بلدة زبدين في الغوطة الشرقية واثناء تنظيفه البلدة وتفكيك العبوات الناسفة المزروعة، تفاجأ بكمائن نصبها المسلحون، ما ادى الى تراجعه في اتجاه مزارع زبدين».

وتحاول قوات النظام منذ اشهر طويلة السيطرة على الغوطة الشرقية، معقل المعارضة المسلحة القريب من دمشق. وتحاصرها من جهات عدة. وتعاني منطقة الغوطة التي تعرضت لهجوم بالاسلحة الكيميائية في صيف 2013، من نقص شديد في المواد الغذائية والطبية.
 
انقاذ نحو 250 مهاجراً سورياً قبالة سواحل شمال قبرص
 (اف ب)
ذكرت وسائل الاعلام التركية ان سلطات «جمهورية شمال قبرص التركية» المعلنة من جانب واحد وغير المعترف بها دوليا، انقذت فجر أمس نحو 250 مهاجراً سرياً سوريا، كانوا في مركب يواجه صعوبات قبالة سواحل كيرينيا شمال الجزيرة.

وقالت صحيفة «حرييت» التركية ان هؤلاء المهاجرين، وبينهم عدد كبير من النساء والاطفال، كانوا في سفينة صيد تنزانية، وتم انقاذهم بعد ساعات من العمل الشاق في احوال جوية سيئة وبحر هائج.

واضافت ان مهربي هؤلاء المهاجرين وقائد السفينة اطلقوا نداء استغاثة على بعد نحو 300 متر عن شمال قبرص، قبل ان يغادروا المركب على متن سفينة اخرى.

ونقل المهاجرون السريون الذين كانوا يريدون التوجه الى ايطاليا على الارجح الى قاعة رياضية في كيرينيا.

وتقول المفوضية العليا للاجئين ان اكثر من 2500 شخص غرقوا او فقدوا منذ مطلع 2014 خلال محاولتهم عبور البحر المتوسط.
 
المعارضة تهاجم معقلي النظام في حلب... ومقتل 25 جندياً قرب دمشق
لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب -
هاجم مقاتلو المعارضة السورية من ثلاثة محاور على قريتين شيعيتين تمثلان معقلاً عسكرياً لقوات النظام السوري في ريف حلب شمالاً، في وقت قتل مقاتلو المعارضة ما يقل عن 25 عنصراً نظامياً قرب دمشق. وأسقط عناصر «الدولة الاسلامية» (داعش) مروحية سورية في شمال شرقي البلاد.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان «ان مقاتلي المعارضة سيطروا على منطقة المعامل الواقعة عند الأطراف الجنوبية لبلدة الزهراء، التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية، عقب اشتباكات مع عناصر الدفاع الوطني ومسلحين آخرين من أهالي البلدتين»، مشيراً الى حصول «اشتبكات عنيفة» بين الطرفين بعد «الهجوم الذي يعد الأعنف الذي بدأ مقاتلو جبهة النصرة والكتائب المعارضة من جهة مزرعة الحلبي في شمال بلدة نبّل، في محاولة من المقاتلين إشغال قوات الدفاع الوطني المتواجدين على هذه الجبهة، لينفذ عناصر النصرة ومقاتلو الكتائب هجومهم من 3 محاور وهي ماير - الدوار والزيارة - الزيدية وبيانون وماير - الزهراء الشرقية».
وتابع «المرصد» ان مقاتلي المعارضة يحاولون «السيطرة على منطقة الزهراء الشرقية التي تتوسط الطريق الواصل بين بلدتي بيانون وماير، في محاولة لوصل الطريق بين حندرات وماير مروراً ببلدتي حيان وبيانون»، مضيفاً ان «الاشتباكات اسفرت عن استشهاد ومصرع ما لا يقل عن 8 عناصر من «جبهة النصرة» والكتائب، ومعلومات مؤكدة عن مصرع وجرح عدد من عناصر قوات الدفاع الوطني ومسلحي البلدتين، كما استشهد مواطن جراء إصابته في قصف من مقاتلي النصرة والكتائب على البلدتين، إضافة إلى أنه فُقِدَ الاتصال مع رجل وزوجته وابنتهما من بلدة الزهراء».
وشن مقاتلو المعارضة مراراً هجمات على البلدتين، لكنها المرة الاولى التي يحرزون فيها تقدماً على الارض. وحصلت مراراً اتصالات تدخلت فيها اطراف اقليمية ودولية لوقف الهجمات على البلدتين، بحسب ما يقول ناشطون مطلعون على الوضع، «بهدف تجنيب المنطقة مجازر على اساس طائفي».
وتم خلال الشهور الماضية ادخال قوافل عدة من المساعدات الى البلدتين اللتين تعانيان من نقص في المواد الغذائية والطبية، بعد اتفاقات وتسويات بين النظام والمعارضين تمت بتدخلات دولية او محلية.
وقال «المرصد» إن مقاتلي المعارضة يسعون من خلال هذه المعركة الى تخفيف الضغط عنهم على جبهة حندرات المشتعلة منذ اسابيع شمال مدينة حلب وحيث احرزت قوات النظام بعض التقدم، وسط تردد معلومات عن نية النظام الوصول الى هاتين البلدتين لإطباق الحصار على حلب كما حصل في مدينة حمص وسط البلاد لفرض تسوية وفق منهج «الجوع او الركوع».
وأشار «المرصد» الى ان الهجوم تزامن «مع هجوم للكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة انصار الدين التي تضم جيش المهاجرين والانصار وحركة فجر الشام الاسلامية وحركة شام الاسلام وجبهة النصرة على مراكز قوات النظام المدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات ايرانية وافغانية من جهة أخرى، في منطقتي البريج والمناشر بالمدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب، بالتزامن مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك، وأنباء عن اسر الكتائب المقاتلة لأربعة عناصر من قوات النظام».
في ريف دمشق، قال «المرصد» ان «ما لا يقل عن 25 عنصراً من قوات النظام قتلوا في بلدة زبدين في الغوطة الشرقية في معارك وكمائن» مع مقاتلي المعارضة. وأوضح ان قوات النظام كانت تمكنت من دخول البلدة، لكنها وقعت في كمين لمقاتلين معارضين «ما اضطرها الى الانسحاب».
وأكد الخبر مصدر في «حزب الله» الذي يقاتل الى جانب قوات النظام في عدد من المناطق السورية. وقال لصحافيين: «بعد دخول الجيش السوري الى بلدة زبدين في الغوطة الشرقية واثناء تنظيفه البلدة وتفكيك العبوات الناسفة المزروعة، تفاجأ بكمائن نصبها المسلحون، ما ادى الى تراجعه في اتجاه مزارع زبدين».
وتحاول قوات النظام منذ اشهر طويلة السيطرة على الغوطة الشرقية، معقل المعارضة المسلحة القريب من دمشق. وتحاصرها من جهات عدة. وتعاني منطقة الغوطة التي تعرضت لهجوم بالاسلحة الكيماوية في صيف 2013، من نقص شديد في المواد الغذائية والطبية.
وفي شمال شرقي البلاد، قال «المرصد السوري» ان تنظيم «الدولة الإسلامية» أسقط امس طائرة حربية للنظام «بعدما تمكن من إصابتها، وشوهدت الطائرة وهي تهوي على الجبل المطل على مدينة دير الزور». وقال انها أول مرة يسقط فيها تنظيم «الدولة الإسلامية» طائرة، منذ سيطرته على دير الزور.
ويأتي إسقاط الطائرة هذه بعد 20 غارة نفذتها طائرات النظام الحربية منذ منتصف ليل أمس على أماكن في منطقة حويجة صكر عند أطراف مدينة دير الزور.
على صعيد المواجهات بين «داعش» والمقاتلين الاكراد في مدينة عين العرب (كوباني) شمال سورية وقرب حدود تركيا، قال «المرصد» ان «اشتباكات عنيفة دارت قبيل منتصف ليل السبت - الأحد بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «الدولة الإسلامية» في منطقة سوق الهال في المدينة، بينما شهدت جبهات ومحاور عدة في المدينة وأطرافها اشتباكات وتبادل إطلاق نار بين مقاتلي وحدات الحماية والكتائب المقاتلة من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى».
وتابع «المرصد» ان مقاتلات التحالف العربي - الدولي نفذت فجر امس ضربة استهدف تمركزات لتنظيم «الدولة الإسلامية» في جنوب شرقي مدينة عين العرب، لافتاً الى ان «وحدات الحماية وقوات البيشمركة الكردية قصفت التنظيم في المدينة ومحيطها، في مقابل قصف تنظيم «الدولة الإسلامية»، بـ 8 قذائف على الأقل مناطق في مدينة عين العرب».
 
دي ميستورا يدرس مقترحات لربط «تجميد» القتال بالحل السياسي
الحياة....لندن - ابراهيم حميدي
يبحث خبراء دوليون مع فريق المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في جنيف اليوم سيناريوات لـ «تجميد» الصراع في سورية ووقف النار وآليات حصول ذلك بدءاً من مدينة حلب شمالاً، بينها ورقة تقترح ربط اتفاقات وقف النار المحلية في سورية بعملية سياسية تتضمن عناصر عدة بينها مراجعة «دور الرئيس بما يحول دون تركيز الصلاحيات ويؤدي إلى انتخابات حرة».
وكان فريق دي ميستوراً بعث إلى المشاركين أوراقاً خلفية لإطلاق المناقشات يغيب عنها الخبراء السوريون الرئيسيون في مجال وقف النار والمصالحات المحلية في 35 نقطة في البلاد، على أمل الخروج بمقترحات تصاغ بـ «خريطة عمل» تعرض على المسؤولين السوريين في دمشق في الأسبوع الأول من الشهر المقبل وعلى المعارضة السورية قبل ذهاب دي ميستورا إلى نيويورك لإيجاد مجلس الأمن.
وبحسب ورقة أعدها «مركز صنع السلام النرويجي» (نوريف)، فان أي حل في سورية يجب ألا يتجاهل البعد المحلي للصراع، بعدما كان التركيز دائماً على البعدين الإقليمي والدولي باعتبار أن بعض جوانب الصراع بات «حرباً بالوكالة»، إضافة إلى «البعد الوطني» وفق صيغة عملية جنيف التي تنص على مفاوضات بين ممثلي النظام والمعارضة للوصول إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة. وأفادت أن هناك «أربعة أبعاد للصراع: محلي، وطني، إقليمي، دولي».
وإذ يرى معدو الورقة أن تعيين دي ميستورا يشكل «فرصة» للبناء على جهود سلفيه كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي لـ «وضع أساس لمحادثات سورية بناءة»، مدركين أهمية التفاهمات الإقليمية والدولية خصوصاً بعد ظهور مخاطر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، يؤكدون أن «تأسيس عملية سلام طويلة الأمد، يعتمد على السوريين أنفسهم. ويجب ربط اتفاقات وقف النار المحلية المتعلقة بالمخاطر العاجلة باستراتيجية سلام شاملة».
لذلك، فان المركز يؤكد ضرورة وضع أي اتفاق لوقف النار في حلب، ضمن إطار «حل سياسي شامل» لملء الفراغ بدلاً من أن يقوم تنظيم «داعش» بذلك، فيما يدعو «مركز كارتر» التابع للرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر في ورقة أخرى إلى ضرورة مواجهة «داعش» في حلب لأن هذا التنظيم يشكل «تهديداً» على القوات النظامية ومقاتلي المعارضة و «وحدات حماية الشعب الكردي» التابعة لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» برئاسة صالح مسلم. وقال إن تقدم تنظيم «الدولة الإسلامية» من شرق حلب حيث يملك نفوذاً يمتد إلى مدينة الرقة معقله في الشرق، إلى مدينة حلب سيؤدي إلى «عواقب وخيمة» على باقي أطراف الصراع السوري.
ومنعكسات «سقوط» حلب بأيدي القوات النظامية أو «داعش»، جاءت تفصيلاً في ورقه ثالثة أعدتها «مجموعة الأزمات الدولية» حيث أن المطروح في ثاني مدينة سورية «ليست انتصار النظام، بل هزيمة المعارضة». وأضافت إن منع «سقوط حلب الكبرى تحت سيطرة النظام أو التنظيم» يعتمد على أحد أسلوبين: الأول، الدخول فوراً في مفاوضات لوقف النار بين النظام والمعارضة المعتدلة المناهضة لـ «داعش» مع الإشارة إلى أن «هذا غير ممكن». الثاني، تقديم دعم ذي صدقية وعاجل إلى المعارضة المسلحة المعتدلة من حلفائها بما يزيد كلفة الصراع على النظام بعدما يميل ميزان القوى لمصلحة المعارضة، و «دفعه» إلى التسوية و «الأمر الواقع».
كما وزع فريق دي ميستورا على المشاركين ورقة كان صاغها ديفيد ليش كاتب سيرة الرئيس بشار الأسد والخبير جورج صغير، شددت على ضرورة أن يتضمن أي حل استعادة السوريين لـ «الكرامة» بجوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فيما اقترح دليل أعدته الحكومة الألمانية عن «مناطق السلام» اعتماداً على تجارب بينها الفيليبين، موضحاً أنه عموماً هناك أهداف متداخلة لهذه المناطق تتعلق بـ «تنظيم تنقل المجموعات المسلحة» وحركتها بين دوائر مجمدة عسكرياً، ثم «تشجيع الحوار» بما يؤدي إلى تعددية ضمن «عملية بناء السلام»، وصولاً إلى «تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية» باتجاه تأسيس سلام وازدهار دائمين. وحذر معدو «الدليل الألماني» من أن «مجموعة مسلحة واحدة يمكن أن تهدد منطقة السلام»، لذلك يقترحون «خطة مراقبة» لضمان تنفيذ الاتفاقات التي يجري التوصل إليها بين الأطراف المحلية.
غير أن الورقة الأكثر إثارة، كانت تلك التي أعدها «مركز الحوار الإنساني» ومقره جنيف باعتباره كان أحد المراكز الرئيسية التي استند إليها المبعوث الدولي الجديد في اقتراحه بـ «تخفيف العنف وإيصال مساعدات إنسانية عبر الحدود وزرع بزور الحل السياسي». وتناولت ورقة «مركز الحوار الإنساني» الجديد مقترحات لـ «تجميد القتال على المستوى المحلي في سورية». واستعرضت ثلاثة خيارات: الأول، تجميد عسكري للقتال من دون أي إشارة للعملية السياسية. الثاني، الأخذ في الاعتبار عملية سياسية واسعة في اتفاقات الهدنة. الثالث، عملية السلام مؤسسة أو مرتبطة باتفاقات الهدنة وقف النار.
وتضمنت آليات رقابة ومراقبين ومسودات لبعض الاتفاقات ومخاطر التي يمكن أن تواجه الاتفاقات، إضافة إلى وسائل إدخال المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات. وكان لافتاً أنها تطرقت بعمق إلى البعد السياسي، بينها ضرورة التأكيد أن «مبادئ وقف النار خطوة لها علاقة للتسوية السياسية» وأن تتضمن الإشارة إلى خطوات تنطلق من التجميد العسكري للقتال إلى «استعادة الخدمات وتمكين الحكومات المحلية وإنجاز اتفاق شامل للسلام» وتحديد هيئة تشرف على إعادة البناء وعملية السلام و»هيئة إدارية» تلزم الأطراف المعنية «من النظام والمجموعات المسلحة» للوصول إلى أمور عدة بينها «التزام حل سلمي للصراع وحماية السوريين من المتطرفين ولامركزية إدارية وحكومات محلية وحماية الدولة وأولوية إصلاح قطاع الأمن والجيش ثم باقي المؤسسات».
ويقوم «منطق» المركز السويسري المعروف بترتيب مفاوضات «المسار الثاني» لصنع السلام في مناطق النزاع على مقاربة «من تحت إلى فوق» بدءاً من اتفاقات لوقف النار وإدارات محلية ثم انتخابات محلية وبرلمانية ضمن عملية سياسية. وتابعت الورقة: «عندما تسمح الظروف (يجب) بدء عملية وطنية تسفر عن تغيير وإصلاح شاملين في النظام السياسي بحيث دور الرئاسة لا يتضمن صلاحيات مركزة (في أيدي الرئيس السوري) وتؤدي إلى انتخابات حرة»، إضافة إلى خروج كل المقاتلين الأجانب و «المحاسبة والعدالة الانتقالية» مع بدء المصالحة وإعادة الإعمار «عندما تسمح الظروف».
وكانت الحكومة السورية أبلغت دي ميستورا أن اقتراحه «تجميد» الصراع بدءاً من حلب «يستحق الدرس» وأنها تنتظر «تفاصيل الخطة»، فيما ربط «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الموافقة بربط الاقتراح بالقرار 2165 وبضرورة الذي يتضمن وقف النار وإيصال مساعدات إنسانية عبر الحدود ورؤية سياسية، وإصدار الخطة بقرار من مجلس الأمن على الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، بحسب مصادر مطلعة.
 
موسكو لعقد حوار سوري - سوري ومؤتمر دولي
الحياة...موسكو – رائد جبر
تستعد موسكو لاستقبال وفد من النظام السوري برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم وقد بلورت ملامح تحرك ديبلوماسي يهدف الى احياء مسار المفاوضات بين ممثلي النظام والمعارضة.
وحمل الاعلان عن احتمال استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للوفد السوري الذي يضم اضافة الى المعلم المستشارة السياسية والاعلامية في الرئاسة بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد، اشارة الى الاهمية التي توليها موسكو للزيارة، خصوصاً بعدما دار حديث عن «افكار روسية» ستكون موضع بحث وتهدف الى دفع العملية السياسية المجمدة منذ مؤتمر «جنيف2».
وقال لـ «الحياة» مصدر قريب من الخارجية الروسية ان «الافكار» المطروحة لم تتبلور بعد في مبادرة روسية متكاملة، لكن موسكو بدأت التداول في شأنها مع اطراف عدة عربية وغربية، وهي تستند الى مساعٍ لاطلاق عملية حوار بين النظام من جهة واطراف المعارضة المستعدة للمشاركة من الجهة الاخرى بحضور مشاركين من روسيا وبلدان اخرى وتركز على ثلاثة عناصر أساسية هي: «التهدئة الميدانية والتعاون في الحرب على الارهاب ومستقبل العملية السياسية».
وأطلقت أطراف عدة على التحرك تسمية «موسكو1»، وفي حين ان جهات عربية وصفت اللقاء بأنه «سوري - سوري»، في حين تتحدث المصادر الروسية عن مساعٍ لعقد «مؤتمر دولي» يجري بأوسع تمثيل ممكن اقليمياً ودولياً. وعلى رغم ان المصادر شككت في احتمالات نجاح الجهود المبذولة بسبب عمق الخلافات مع الغرب خصوصاً مع توقعات بمقاطعة اوروبية واميركية، لكنها اشارت الى ان موسكو تسعى الى ترتيب اوسع حضور ممكن في حال اعلانها عن اطلاق المؤتمر.
وقالت المصادر ان «جمع أطراف من المعارضة مع النظام سيكون بحد ذاته نجاحاً ديبلوماسياً لموسكو ويضع الادارة الاميركية امام خيارات صعبة»، الأمر الذي اكدته قالت رئيسة قسم الشرق الاوسط في معهد الدراسات الاستراتيجية في موسكو الينا سوبونينا. وأوضحت ان احد عناصر التحرك الروسي يقوم على اعادة محاولات تقريب وجهات النظر الى الواجهة، واذا كانت واشنطن «جادة في حربها على الارهاب وفي التزامها بمسار التسوية السياسية سيكون عليها دعم جهود موسكو والتخلي عن تلميحات التدخل العسكري بأشكاله المختلفة تسليح المعارضة او القيام بعملية برية».
وأشارت اطراف روسية الى عنصرين بارزين يتعلقان بالجهود الروسية الحالية: الأول، الموقف من مبادرة المبعوث الاممي ستيفان دي ميستورا التي «لا تتعارض مع المواقف الروسية على رغم ان موسكو لا ترى فيها افاقاً رحبة للحل لأن اي هدنة من دون تسوية سياسية لن تعيش طويلاً».
وبهذا المعنى فإن نشاط دي ميستورا وخصوصاً ما يتعلق بعنصر «تجميد» القتال بعض الجبهات لا يزعج موسكو بل يحظى بترحيب، في المقابل فإن تحركات موسكو لا تعرقل خطط المبعوث الاممي.
الثاني، يتعلق بـ «النقطة الخلافية الأبرز مع اطراف اقليمية ودولية، والمقصود دور وصلاحيات الرئيس السوري بشار الاسد في المرحلة الانتقالية». وفي هذا الاطار تؤكد مصادر عدم وجود مؤشرات الى تغيير في الموقف الروسي، مشيرة الى ان الاشارة الى اتفاق «جنيف1» في بيان رسمي لا تحمل جديداً، باعتبار ان الفقرة في الاتفاق المتعلقة بتشكيل هيئة انتقالية ذات صلاحيات كاملة كانت موضع خلاف في التفسير منذ اللحظات الاولى لتوقيع الاتفاق قبل اكثر من عامين بين روسيا من طرف والاطراف الاقليمية والغربية من الطرف الآخر. وقالت المصادر «ان هذا الموضوع ليس مطروحاً للبحث في اطار الجهود الروسية الحالية واللقاء المنوي تنظيمه في موسكو».
 
خلاف بين «الائتلاف» والخطيب حول تمسك روسيا بالأسد
لندن، دمشق - «الحياة»، أ ف ب -
أكد مسؤول «الائتلاف الوطني السوري» المعارض عدم وجود اي جديد في موقف روسيا «المتمسكة» بالرئيس بشار الاسد وبقاء النظام، مقللاً من رهان الرئيس السابق لـ «الائتلاف» معاذ الخطيب، في وقت استقبل الاسد امس وفداً برلمانياً روسياً قبل زيارة وفد من النظام الى موسكو بعد يومين.
وأفاد موقع «سراج برس» المعارض بأن الخطيب زار «مخيماً للضباط المنشقين عن جيش الأسد في ريف مدينة أنطاكيا التركية قرب الحدود السورية، وناقش مع ضباط رفيعي المستوى بعضهم أعضاء في المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر نتائج زيارة قام بها مؤخراً الى موسكو».
وأشار الى ان «روسيا والعديد من الأطراف الدولية تخلّت عن شخص الأسد، وأن إيران الدولة الوحيدة التي رفضت مبادرة لحل سياسي»، لافتاً الى «الدول الداعمة للمبادرة كلفّت تركيا للتواصل مع طهران لتليين موقفها للتوصل إلى حل يطيح الأسد ويحافظ على الدولة السورية.
ويتضمن الحل المقترح من قبل عدة جهات تنحية الأسد عن السلطة مع عدد من رموز حكمه والشروع بمرحلة انتقالية تكون على رأسها شخصيات من النظام والمعارضة، مع الابقاء على مؤسسات الدولة بما فيها مؤسستا الجيش والامن، ودمج الفصائل العسكرية (المعتدلة) في الجيش».
وأضاف الموقع أن «أغلب الضباط المنشقين الذين حضروا الاجتماع مع الخطيب وافقوا على الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية بما فيها الدفاع والداخلية، مقابل التخلص من بشار الأسد ومن المقربين منه الذين تلطخت إياديهم الدم السوري بعد تأكدهم بأن سبل الحل العسكري باتت مستحيلة، حيث لا أحد يستطيع تحقيق حسم عسكري، ويجب البدء بحل سياسي ينقل السلطة إلى مؤسسات سورية شرعية ترضي كل الأطراف المتنازعة من دون وجود الأسد».
في المقابل، قال القيادي في «الائتلاف» منذر اقبيق إن ما سمعه الخطيب من وزير الخارجية سيرغي لافروف «لا يختلف عن ما سمعه الرئيس السابق للائتلاف احمد الجربا من لافروف المشهور بدهائه. حيث قال له في باريس قبل بدء الجولة الاولى من مؤتمر جنيف (بداية العام) ان روسيا غير متمسكة بالأسد وان الحل يجب ان يكون بين السوريين انفسهم من دون تدخل خارجي. لكن تبين في ما بعد ان الامر لم يكن موقفاً يمكن البناء عليه». وأضاف ان روسيا «لم تمارس اي ضغط على الاسد في جنيف، ويحاول مسؤولوها التغطية على مواقفهم بالقول ان نفوذ روسيا لدى الاسد ليس كبيراً كما يعتقد البعض، ولكن بعد تلك التجربة فان الموقف الروسي اصبح واضحاً تماماً، روسيا ما زالت تريد الحفاظ على نظام الاسد ومتمسكة بالأسد نفسه وليس بنظامه فقط، وكل ما يقوله الروس غير ذلك هي عبارة عن اساليب سياسية تجر من خلالها الآخرين الى مواقع معينة تفيدها وتفيد الاسد».
وبحثت الهيئة السياسية لـ «الائتلاف» في اسطنبول اموراً عدة بينها نتائج زيارة الخطيب الى موسكو بمشاركة اعضاء في «الاتئلاف» والزيارة المرتقبة لمسؤولين سوريين.
وفي دمشق، أكد الاسد خلال استقباله وفداً برلمانياً روسياً امس ان مكافحة الارهاب تتطلب «جهوداً جدية» و «ممارسة ضغوط فعلية» على الاطراف الداعمة له، بحسب ما أوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).
وعبر الأسد عن تقديره لدعم موسكو لبلاده، ذلك قبل ايام من لقاء مرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير الخارجية السوري وليد المعلم للبحث في احتمالات ايجاد حل للنزاع المستمر منذ حوالى اربع سنوات.
ويترأس الوفد الروسي نائب رئيس مجلس الاتحاد في الجمعية الفيديرالية الروسية الياس اوماخانوف. وعبر الاسد عن «تقدير الشعب السوري لسياسات روسيا المبدئية الداعمة لاستقرار الدول وسيادتها واستقلالية قرارها»، لافتاً الى «اهمية استمرار التنسيق بين سورية وروسيا على جميع الصعد... لمواجهة الارهاب والافكار المتطرفة الغريبة عن مجتمعاتنا».
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت انه اجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأميركي جون كيري بحث خلاله في ضرورة «تحريك في أسرع وقت ممكن البحث عن حل سياسي وديبلوماسي للازمة السورية وتوحيد الجهود لمحاربة الارهاب على اساس القانون الدولي».
وتخوف من ان تكون العمليات الاميركية ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) غطاء يمهد «لعملية لتغيير النظام (السوري) بعيداً من الأضواء».
ويلتقي لافروف وفداً سورياً يقوده المعلم في 26 من الجاري في موسكو للبحث في تحريك مفاوضات السلام بين النظام والمعارضة.
وخاض وفدان من النظام والمعارضة مفاوضات مباشرة برعاية الامم المتحدة في جنيف في بداية العام، من دون تحقيق اي تقدم في سبيل التوصل الى حل سياسي للازمة.
وتعتبر موسكو من اقوى مؤيدي نظام الاسد وقد مارست حق الفيتو لمنع اتخاذ قرارات ضده في الامم المتحدة. وتسبب النزاع في سورية بمقتل اكثر من 195 الف شخص منذ آذار (مارس) 2011.
 
مصادر روسية لـ(«الشرق الأوسط»): مستعدون لنكون وسطاء بين الأطراف السورية وقبل أيام من لقاء مرتقب بين الرئيس الروسي بوتين ووزير الخارجية السوري وليد المعلم

موسكو: سامي عمارة .... قبيل استقبال العاصمة الروسية موسكو وليد المعلم وزير الخارجية السوري الذي يصل إليها على رأس وفد سوري رفيع المستوى في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أكدت مصادر رسمية روسية أهمية وضرورة استئناف الحوار بين السلطات الرسمية في دمشق وكل فصائل المعارضة سواء في الداخل أو الخارج، مؤكدة استعداد موسكو لاستضافة هذا الحوار والقيام بدور الوسيط.
من جهة أخرى، أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله وفدا برلمانيا روسيا أمس الأحد، يترأسه نائب رئيس مجلس الاتحاد في الجمعية الفيدرالية الروسية إلياس أوماخانوف، أن مكافحة الإرهاب تتطلب «جهودا جدية» و«ممارسة ضغوط فعلية» على الأطراف الداعمة له، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وعبر الرئيس السوري عن تقديره لدعم موسكو لبلاده، وذلك قبل أيام من لقاء مرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية السوري وليد المعلم للبحث في احتمالات إيجاد حل للنزاع المستمر منذ نحو 4 سنوات.
ونقلت «سانا» عن الأسد تأكيده أن «القضاء على الإرهاب يتطلب بالدرجة الأولى مواجهة الفكر التكفيري الذي تصدره بعض الدول، وممارسة ضغوط فعلية على الأطراف المتورطة بتمويل وتسليح الإرهابيين وتسهيل مرورهم».
وكشفت المصادر الروسية عن أن موسكو وعن طريق سفرائها في الخارج، على اتصال بكل أطراف المعارضة، بما فيها الموجودة في إسطنبول وباريس وغيرهما من العواصم والمدن الغربية، إلى جانب اتصالاتها المستمرة مع دى ميستورا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للأزمة السورية. وأشارت إلى لقاءات نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف المبعوث الشخصي للرئيس الروسي في الشرق الأوسط، مع ممثلي المعارضة السورية في إسطنبول ومنهم بدر جاموس، إلى جانب استقبال الخارجية الروسية معاذ الخطيب وقدري جميل وغيرهما في موسكو. وأضافت أن المطلوب الآن سرعة وقف إطلاق النار والجلوس إلى مائدة المفاوضات، مشيرة إلى أن موسكو عرضت أكثر من مرة استضافة الحوار المباشر أو غير المباشر بين أطراف الأزمة السورية بمن فيهم ممثلو القبائل والأكراد. وقالت المصادر إن موسكو يمكن أن تكون وسيطا بين الأطراف السورية وتعرب عن استعدادها بالجلوس إلى كل طرف على حدة، على أن تتولى نقل وجهة نظره إلى الطرف الآخر.
وحول ما صدر عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم من تصريحات تقول بوصول إمدادات عسكرية روسية جديدة إلى دمشق بما في ذلك منظومات صواريخ «إس - 300»، قالت المصادر الروسية إنها لا تستطيع أن تؤكد أو تنفي ذلك. وأضافت أنه من المهم الآن عدم إضاعة الوقت في ظل احتدام الأوضاع وتصاعد موجات الإرهاب في المنطقة، والعمل من أجل تقريب المواقف، ومحاولة العثور على القرار المنشود من خلال الحلول الوسط التي تدعو موسكو الجانبين إلى التفكير فيها، بما في ذلك احتمالات عقد «جنيف3» في مطلع العام المقبل.
وتنوه المصادر بأن موسكو سبق أن أبدت اهتمامها بضرورة التوجه نحو بناء سوريا الديمقراطية وتعدد الأحزاب والالتزام بمراعاة قوانين حقوق الإنسان وحرية الكلمة والتوجه نحو الانتخابات، بما يتفق ومعايير الدولة العصرية العلمانية. وقالت إن الأطراف السورية، بما في ذلك السلطات الرسمية في دمشق بما أجرته من تغييرات دستورية، أكدت رغبتها في التوصل إلى مثل هذه الأهداف بعيدا عما يلوح به البعض حول العودة إلى مخلفات القرون الوسطى «ورفع شعارات الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة».
وحول ما إذا كانت الأزمة الأوكرانية أثرت على اهتمام روسيا بالقضية السورية، قالت المصادر الروسية إنها أثرت بالفعل، لكن ليس على الموقف الروسي واهتماماته بالمنطقة، بل من منطلق ما كشفت عنه من دروس وعبر تجعل النظام السوري يعرب عن مخاوفه وشكوكه حيال ما يصدر من وعود غربية، وأعادت إلى الأذهان ما جرى في كييف حيث وقع الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش اتفاقه مع المعارضة بضمان 3 من وزراء الخارجية الغربيين وهم وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبولندا في 21 فبراير (شباط) الماضي، وهو الاتفاق الذي لم يلتزم به ممثلو المعارضة، ومنهم آرسيني ياتسينيوك رئيس الحكومة الحالية، لا سيما في ما يتعلق بتشكيل الحكومة الائتلافية. وقالت إن ياتسينيوك خرج بعد توقيعه على بروتوكول المصالحة بضمانات غربية، لينقلب عليها ويعلن عن خطة تشكيل حكومة المنتصرين!! وتساءلت المصادر عن أي منتصرين يمكن أن يدور الحديث في أوكرانيا! وتابعت أن الدرس الأوكراني والاعتراف بالانقلاب غير الدستوري في أوكرانيا، يجعل النظام السوري يخشى الاحتمالات نفسها «وعدم وفاء الغرب بوعوده وهو الذي سبق ووقف وراء التنظيمات الإرهابية في المنطقة ومنها (داعش)، مثلما سبق ووقف وراء طالبان و(القاعدة) في أفغانستان في حربها ضد القوات السوفياتية في أفغانستان». ولفتت المصادر إلى ما تقوم به اليوم قوى سياسية واقتصادية بعينها لدعم مقاتلي «داعش» من خلال مساعدته في استخراج ونقل ما يبيعه للغرب من نفط يكفل له أكبر ميزانية ومصادر تمويل في التاريخ لقوى إرهابية. وقالت إن الإرهابيين يستفيدون من حالة التشرذم العربية في ظل تبني كثيرين من ممثلي الأوساط السياسية فكرة التغيير على أساس طائفي ديني، مثلما هي الحال في سوريا والعراق حيث يدور الحديث عن تغييرات سنية أو علوية أو شيعية، بدلا من الاستناد إلى مناهج أو مذاهب سياسية، مع القبول بضغوط خارجية بغض النظر عن مصدر هذه الضغوط. وعادت المصادر الروسية إلى مناشدة الأطراف المعنية بالابتعاد عن مثل هذه التوجهات، فيما دعت الأطراف السورية إلى الالتزام باتفاقية جنيف الموقعة في 30 يونيو (حزيران) 2012.
وأعربت المصادر الروسية عن دهشتها إزاء بعض المطالب التي تقول بضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وقالت إن موسكو لطالما طرحت على ممثلي المعارضة ممن قدموا هذا المطلب السؤال حول البديل المناسب الذي يطرحونه مكان الأسد، لتفاجأ بارتباك ومواقف مشوشة من جانب فصائل المعارضة. وخلصت المصادر إلى أن مثل هذه المواقف لن تسفر عن الحلول المنشودة للخروج من الأزمة، بل يمكن أن تفضي في أقصى الأحوال إلى تبادل المواقع بين الأطراف المتحاربة، بما لا يمكن معه وقف الاقتتال وإراقة الدماء. وحذرت من مغبة هدم مؤسسات الدولة السورية، في إشارة غير مباشرة لما سبق أن حدث في العراق، ويحدث حاليا في ليبيا بعد انهيار القوات المسلحة في البلدين.
وحول الحملة المضادة للإرهاب والحرب ضد «داعش» من جانب الائتلاف، قالت المصادر الروسية إنها تفتقد إلى الشرعية ولا يمكن أن توافق عليها روسيا بعيدا عن غطاء الشرعية الدولية والأمم المتحدة. وحملت المصادر الروسية على البلدان العربية لعجزها عن اتخاذ موقف موحد، وخضوع كثير منها لضغط وتعليمات الإدارة الأميركية، وإن أشارت إلى وجود علاقات طيبة مع معظم هذه البلدان.
وفي هذا الإطار، كشفت المصادر الروسية في معرض تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط» عن أن الوزير سيرغي لافروف سيلتقي نظراءه العرب في «المنتدى الروسي - العربي» الذي سوف يعقد دورته المقبلة في الخرطوم في 3 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بمشاركة الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية. وفي حين يواصل الوزير لافروف مباحثاته في الخرطوم مع الجانب السوداني حيث من المقرر أيضا أن يلتقي مع الرئيس البشير، سيغادر نائبه ميخائيل بوغدانوف المسؤول عن ملف البلدان العربية والأزمة السورية، الخرطوم قاصدا بيروت لإجراء عدد من اللقاءات مع القيادات والشخصيات السياسية اللبنانية.
 
الخلافات حول المجلس العسكري تعرقل تشكيل الحكومة المؤقتة والمعارضة السورية تنعى خطة دي ميستورا لتجميد القتال في حلب

إسطنبول: «الشرق الأوسط» بيروت: نذير رضا .... نعى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أمس، خطة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الآيلة إلى التوصل لاتفاق لتجميد القتال في مدينة حلب، معتبرا أن الخطة «تفتقد الكثير من النقاط الهادفة إلى حل الأزمة»، وأنها في شكلها الحالي «تساهم في إعادة إنتاج نظام (الرئيس السوري بشار الأسد) وإعطائه قدرة على البقاء»، كما قال عضو الائتلاف هشام مروة لـ«الشرق الأوسط».
وجاء الرفض الضمني للمبادرة في شكلها الحالي بعدما ناقشها الائتلاف في الجلسات الأولى لاجتماع الهيئة العامة في إسطنبول، السبت الماضي، وشكل لجنة من 3 أعضاء لصياغة مشروع بيان يوضح موقف الائتلاف من مبادرة دي ميستورا، قدم إلى الائتلاف قبل ظهر أمس، وحظي بموافقة جميع الحاضرين في جلسات الهيئة العامة، في حين استمع المجتمعون في الجلسات الأخرى إلى برامج الوزراء المقترحة أسماؤهم لتولي حقائب وزارية في الحكومة المؤقتة التي يرأسها أحمد طعمة، قبل أن يصوت الائتلاف على هذه التشكيلة الجديدة.
وقال مروة الذي يشارك في اجتماعات إسطنبول لـ«الشرق الأوسط»، إن خطة دي ميستورا «غير واضحة ويكتنفها الغموض»، مؤكدا تحفظ المعارضة على بنودها بالشكل الحالي، والمطالبة بتوضيح بنودها «كي لا تكون خطة إنقاذ للنظام وإعطائه الشرعية». وأشار إلى أن جميع الحاضرين في الجلسة الأولى من الاجتماع أمس، «سجلوا تحفظهم على الخطة بشكلها الحالي، وطالبوا بحلول جدية وواضحة للأزمة السورية، بينها إجبار النظام على إيقاف القصف بكل أنواعه، ومن ضمنه القصف بالبراميل المتفجرة، والمطالبة بإنشاء منطقة آمنة على الحدود التركية». وأضاف: «بتقديرنا، هذه الخطة تحتاج إلى تعديل بما يوفر الحلول الجدية والواضحة»، مشددا على مطالبة الائتلاف بألا تكون الخطة «جسرا لتعويم النظام وإعادة إنتاجه».
بدوره، رأى عضو الائتلاف الوطني السوري والرئيس الأسبق للمجلس الوطني السوري برهان غليون أن تنفيذ خطة دي ميستورا يعني «مساعدة النظام من قبل حلفائه، الروس والإيرانيين، وتمكينه من قطف ثمار حرب التجويع والتركيع والقتل العشوائي والتهجير المنهجي للسكان، وقتل أي حياة مدنية طبيعية في المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون»، معتبرا أن «صناعة مثل هذا الواقع، لا تعني، في النهاية، إلا قبول السوريين بوضع حد لما يجري، من دون أن يضمنوا أي تغيير، أو تحول في نظام الحكم وفي الحاكمين، بل فقط لقاء السماح لهم بعدم الموت تحت البراميل المتفجرة، وبتلقي المعونات الغذائية الدولية، أي الاعتراف في النهاية والإقرار بالأمر الواقع».
وقال غليون إن دي ميستورا «حاكى بفكرته آمال سوريين كثيرين بإمكانية فتح ثغرة في جدار الحرب الوحشية، والتقدم، ولو خطوة صغيرة، في اتجاه التهدئة، على طريق إيجاد حل سياسي للمحنة السورية المستعصية. ومن الطبيعي أن يثير هذا العرض خيال أبنائنا في المناطق المحاصرة، أو الخارجة عن سلطة نظام الأسد، بمقدار ما يلوح لهم بالخلاص، على الأقل من حرب الجوع والبراميل المتفجرة والحارقة، ومن القنص والتشبيح من كل الأشكال»، مشددا على أنه «ليس في المبادرة أي مشروع لحل سياسي!».
في غضون ذلك، خصصت جلسات اليوم الأخير من اجتماعات الائتلاف أمس، للاستماع إلى خطط الوزراء المقترحين في التشكيلة الحكومية الجديدة، بينها التعرف على السير الذاتية لأسماء وزراء الحكومة الجديدة وإعطاء الموافقة لرئيسها أحمد طعمة لتشكيلها، بغياب أعضاء «الكتلة الديمقراطية» (10 أعضاء) التي ينضم إليها رئيس الائتلاف هادي البحرة، التي كانت هددت أول من أمس بمقاطعة الجلسات، في حال لم يتم حل مشكلة المجلس العسكري الأعلى أولا، الذي كان رئيس الائتلاف قد حله في سبتمبر (أيلول) الماضي بعدما اعتبر أن «انسحاب فصائل أساسية من مؤسسة (الجيش الحر)، جعل مجلس القيادة العسكرية العليا فاقدا لتمثيل الفصائل العسكرية والثورية الفاعلة على الأرض».
إلا أن اللجنة القانونية في الائتلاف اعتبرت أن الاجتماع شرعي في ظل حضور التصويت 60 عضوا، بينما الحد الأدنى المطلوب هو 56 صوتا، علما بأن كتلة الوفاق (المجلس الوطني السوري) وكتلة الأكراد قاطعت أيضا بما يجعل العدد الإجمالي الذي لم يحضر التصويت على الحكومة المؤقتة 40 عضوا.
وقالت مصادر في الائتلاف لـ«الشرق الأوسط» إن أسماء الوزراء «ليست قضية إشكالية كبيرة؛ إذ يمكن حل الخلافات عبر عدم التصويت على أسماء بعض الوزراء واستبدال أسماء جديدة بها تتمتع بالكفاءة، لكن المعضلة الحقيقية تتجسد في قضية المجلس العسكري التي تعد خلافية، نظرا لارتباطاتها بقضايا متعلقة بمستقبل الائتلاف المتجه بعد فترة وجيزة إلى انتخابات عامة». وأضافت المصادر: «هناك تصورات لتوسعة المجلس العسكري وإجراء تغييرات فيه»، مشيرة إلى «إمكانية كبيرة لحلحلة القضية كونها عرقلت الانتخابات الوزارية القائمة في اجتماعات اليوم (أمس)». وتوقعت المصادر التصويت على التشكيلة الحكومية في وقت متأخر من مساء الأحد «إذا لم تتم أي عرقلة، مما يدفع باتجاه تمديد الاجتماعات يوما إضافيا».
وتجدد الخلاف حول المجلس العسكري بين أفرقاء المعارضة السورية في الجلسات، امتدادا لأزمة بدأت في يوليو (تموز) الماضي، لأن المجلس العسكري الذي يضم عددا من مؤيدي «الإخوان المسلمين»، له صوت راجح في انتخابات الائتلاف. وتعارض الكتلة الديمقراطية مشاركة 15 عضوا من المجلس العسكري باجتماعات الائتلاف وبعملية التصويت المنتظرة على التشكيلة الحكومية، وتقول إنهم لا يمثلون أيا من الأطراف الفاعلة على الأرض، وتصر على أن يصار إلى إعادة هيكلة المجلس أولا ومن ثم تشكيل الحكومة المؤقتة.
وكان رئيس الائتلاف حل المجلس العسكري في سبتمبر (أيلول) الماضي، قبل أن يكثف أعضاء المجلس لقاءاتهم لانتخاب أعضاء جدد فيه يتمتعون بتمثيل حقيقي على الأرض، وبفعالية في العمل الميداني.
وناقش أعضاء الائتلاف في الجلسة الأولى أول من أمس الأوضاع الميدانية في سوريا؛ في كل من حلب في الشمال ودرعا وريف دمشق في المنطقة الجنوبية من سوريا، وأصدروا أمس توصيات لدعم الحراك العسكري في حلب والجبهة الجنوبية (درعا والقنيطرة) التي تحقق فيها المعارضة تقدما ملموسا. وأقر إنشاء خلية أزمة لمتابعة حلب والجنوب، إضافة إلى مهمات أخرى، مثل تفعيل الدور العسكري وأن يكون المجلس العسكري على مستوى تقديم خطط عسكرية استراتيجية، كما بحث في موضوع تقديم الدعم لوزارات الصحة والدفاع والخارجية والداخلية، فضلا عن البحث في موضوع اللاجئين.
 
المعارضة تحقق خرقا على صعيد آخر البلدات الخاضعة لسيطرة النظام في ريف حلب الشمالي بعد حصار طويل لبلدتي نبل والزهراء الشيعيتين

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا .... شن مقاتلو المعارضة السورية أمس هجوما واسعا على بلدتي نبل والزهراء اللتين تسكنهما أغلبية شيعية في ريف حلب، أسفر عن تقدمهم في منطقة المعامل الواقعة عند الأطراف الجنوبية لبلدة الزهراء، في هجوم وصفه «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بـ«الأعنف»، وذلك بعد أكثر من عام ونصف العام على هدوء نسبي كانت تتمتع به البلدتان الشيعيتان في المنطقة.
ويعد هذا الهجوم خرقا كبيرا في هذه المنطقة التي سيطرت فيها المعارضة على 21 قرية تحيط ببلدتي نبل والزهراء قبل عامين، وفرضت حصارا على البلدتين منذ يونيو (حزيران) 2013، لكن الهجمات عليها اقتصرت منذ ذلك الوقت على قصف بالصواريخ المحلية الصنع، وقذائف الموتر.
وتبعد قريتا نبل والزهراء نحو 20 كيلومترا عن حلب المدينة، كما تبعد 12 كيلومترا عن مطار منغ العسكري الذي سيطرت عليه المعارضة الشتاء الماضي، وتعد القريتان الوحيدتين في ريف حلب الشمالي اللتين تخضعان لسيطرة قوات النظام، وهما البلدتان الوحيدتان اللتان يسكنهما الشيعة من السوريين في محافظة حلب. ويقول ناشطون إن البلدتين تحولتا إلى معقل للشبيحة، ونقطة انطلاق لقوات النظام باتجاه جبهات حلب.
وأفاد المرصد السوري بأن «جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)» والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة، سيطرت على منطقة المعامل الواقعة عند الأطراف الجنوبية لبلدة الزهراء، التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية، عقب اشتباكات مع عناصر الدفاع الوطني ومسلحين آخرين من أهالي البلدتين، فيما تواصلت الاشتباكات بين الطرفين في المنطقة. وقال إن الهجوم «أطلقه مقاتلو (النصرة) والكتائب من جهة مزرعة الحلبي في شمال بلدة نبل، في محاولة من المقاتلين لشغل قوات الدفاع الوطني على هذه الجبهة، لينفذ عناصر (النصرة) ومقاتلو الكتائب هجومهم من 3 محاور وهي ماير – الدوار، الزيارة – الزيدية، وبيانون وماير – الزهراء الشرقية».
وأشار المرصد إلى أن مقاتلي «جبهة النصرة» والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية، «يحاولون السيطرة على منطقة الزهراء الشرقية، التي تتوسط الطريق الواصل بين بلدتي بيانون وماير، في خطوة لوصل الطريق بين حندرات وماير مرورا ببلدتي حيان وبيانون»، لافتا إلى أن الاشتباكات «أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 8 عناصر من المعارضين، وعدد من عناصر قوات الدفاع الوطني ومسلحي البلدتين».
وتقاتل في نبل والزهراء، قوات الدفاع الوطني وعناصر من «حزب الله» اللبناني ومقاتلون من الطائفة الشيعية من جنسيات أخرى. وشن مقاتلو المعارضة مرارا هجمات على البلدتين، لكنها المرة الأولى التي يحرزون فيها تقدما على الأرض.
وقالت مصادر المعارضة في ريف حلب لـ«الشرق الأوسط» إن الهجوم «بدأ التمهيد له ليل الجمعة – السبت، قبل أن ترتفع وتيرته ليل السبت - الأحد، حيث شن مقاتلو المعارضة هجوما مكثفا من 3 محاور هي الغربية والجنوبية والشمالية، ترافق مع إطلاق قذائف الهاون باتجاه معاقل الشبيحة في البلدة»، مشيرة إلى أن التحضيرات للهجوم «بدأت قبل نحو أسابيع، مع محاولة قوات النظام فرض طوق على حندرات» التي تشهد أعنف الاشتباكات، وذلك «في محاولة للالتفاف وقطع خطوط الإمداد من نبل والزهراء إلى قوات النظام في حندرات».
وتضم البلدتان ما يزيد على 60 ألف مدني، يحاصرهم مقاتلو المعارضة منذ شهر يونيو 2013، بعد إحكام السيطرة على بلدات محيطة، بينها بلدة براد. وفي السابق، كانت اتصالات تدخلت فيها أطراف إقليمية ودولية، أوقفت الهجمات على البلدتين، بحسب ما يقول ناشطون مطلعون على الوضع. وخلال الشهور الماضية، أدخلت قوافل عدة من المساعدات إلى البلدتين اللتين تعانيان من نقص في المواد الغذائية والطبية، نتيجة اتفاقات وتسويات بين النظام والمعارضين تمت بتدخلات دولية أو محلية. وعمل الأكراد في ريف مدينة عفرين الواقعة شمال نبل والزهراء على إدخال المساعدات الإنسانية إلى السكان.
وأفادت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» اللبناني الذي يقول ناشطون سوريون إن عناصر تابعة له تقاتل على محور نبل والزهراء، بتواصل المواجهات العنيفة «بين اللجان الشعبية من أبناء مدينتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي، والجماعات المسلحة التي هاجمت المنطقة»، مشيرة إلى أن المعارك «تركزت في الجهة الشرقية لمنطقة المعامل المتاخمة لبلدة بيانون»، أحد معاقل «الجيش الحر»، لافتة إلى أن «مدفعية الجيش السوري استهدفت نقاط انتشار المسلحين في المنطقة». وأشارت إلى «وقوع عدد من المهاجمين أسرى بيد اللجان الشعبية، إضافة إلى عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المهاجمين، حيث تم سحب إحدى جثث المسلحين»، وهو ما لم تؤكده أي من مصادر المعارضة.
وأشار المرصد السوري إلى فقدان الاتصال مع رجل وزوجته وابنتهما من بلدة الزهراء، ولا يعلم ما إذا كانوا متوارين عن الأنظار أم إنهم قتلوا جراء القصف على منطقة الزهراء الشرقية، بالتزامن مع هجوم لكتائب المعارضة على تمركزات قوات النظام المدعومة بقوات الدفاع الوطني و«لواء القدس الفلسطيني» ومقاتلي «حزب الله» اللبناني ومقاتلين شيعة من جنسيات إيرانية وأفغانية، في منطقتي البريج والمناشر بالمدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب.
في غضون ذلك، أفاد المرصد بأن مسلحين مجهولين اغتالوا قياديين اثنين في «جيش الإسلام»، بمنطقة حوش الضواهرة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وهما مدير مكتب تأمين المنشقين، وقيادي عسكري في «جيش الإسلام». وكانت قد انفجرت سيارة في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، في 19 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، استهدفت قائد «جيش الأمة»، مما أدى لإصابته بجراح، ومقتل ابنه وأحد مرافقيه.
هذا، وقتل ما لا يقل عن 12 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، خلال الاشتباكات العنيفة مع مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة و«جبهة النصرة» في منطقة زبدين بالغوطة الشرقية، وسط تضارب المعلومات حول سيطرة قوات النظام والمسلحين الموالين لها على أجزاء من البلدة.
 
 منحة كويتية بقيمة 18 مليون دولار لدعم اللاجئين السوريين في الأردن
تكلفة علاج اللاجئين السوريين على الأراضي الأردنية تصل إلى 30 مليون دولار
جريدة الشرق الاوسط
عمان: محمد الدعمة
وقعت الحكومة الأردنية أمس (الأحد) مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، اتفاقية منحة بقيمة 18 مليون دولار خاصة بدعم اللاجئين السوريين في الدول المستضيفة لهم.

وقال وزير التخطيط الأردني إبراهيم سيف الذي وقع الاتفاقية نيابة عن الحكومة الأردنية، إن «هذه المنحة تأتي لمساعدة الحكومة الأردنية في جهودها الرامية لمواجهة التحديات والتداعيات التي أثرت على الأردن نتيجة لتدفق أعداد هائلة من اللاجئين السوريين إلى المملكة».

وأضاف في بيان لوزارة التخطيط الأردنية أنه «تم توجيه هذه المنحة لدعم قطاعي الصحة والشؤون البلدية في المناطق التي يوجد فيها اللاجئون السوريون، وتم اختيار المشاريع في هذين القطاعين من الخطة الوطنية لتمكين المجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين للأعوام (2014 - 2016)، والتي أعدت بنهج تشاركي ما بين الحكومة الأردنية ومنظمات الأمم المتحدة والدول المانحة».

وقال إن «المنحة ستساهم في رفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة في مجال الرعاية الصحية الأولية والتخصصية بقيمة 15 مليون دولار، بالإضافة إلى المساهمة في رفع مستوى الخدمات البلدية في محافظتي إربد والمفرق (شمال) الأكثر تأثرا باستضافة اللاجئين السوريين، وذلك من خلال دعم مشاريع في قطاع البلديات لضمان استمرارية تقديم الخدمات المطلوبة في هذه المناطق بقيمة 3 ملايين دولار».

وأعرب سيف عن شكره لدولة الكويت على الدور الذي تلعبه في دعم جهود التنمية التي تتبناها الحكومة الأردنية، مشيرا إلى الدعم الذي قدمته دولة الكويت إلى المملكة في إطار مساهمتها في المنحة الخليجية للأردن، والنشاط الدبلوماسي الذي لعبته مؤخرا من خلال استضافة مؤتمرات للمانحين للدول المتأثرة باللجوء السوري، حيث يعتبر توقيع هذه الاتفاقية إحدى الثمرات الطيبة لهذه المؤتمرات، بالإضافة إلى ما قدمه الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية من دعم تمثل في توفير قروض ميسرة ومنح إلى الأردن.

وبدوره، أكد مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية عبد الوهاب البدر الذي وقع الاتفاقية عن الجانب الكويتي، وقوف دولة الكويت ومن خلال الصندوق الكويتي إلى جانب الأردن لمواجهة التحديات التي يمر بها نتيجة لحالة عدم الاستقرار التي تمر بها المنطقة، وعن استعداد الصندوق الكويتي للنظر في المتطلبات التنموية للحكومة الأردنية.

يشار إلى أن الصندوق أسهم خلال الفترة (1962 - 2013) بتمويل 25 مشروعا ذات أولوية اقتصادية واجتماعية بلغت قيمتها نحو 172 مليون دينار كويتي (الدينار الكويتي يعادل 3.56 دولار أميركي). وقد وزعت المشاريع التي تم تمويلها من خلال هذه القروض الميسرة على القطاعات الإنتاجية كالفوسفات والصناعة والطاقة، وقطاعي المياه والبنية التحتية، وقطاع المشاريع الاجتماعية كالصحة والتعليم.

وكان مجلس الوزراء الأردني قد قرر إلغاء الامتيازات التأمينية التي كان يحظى بها اللاجئون السوريون في كافة مناطق المملكة والمتعلقة بمعالجة اللاجئين السوريين في المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة، والعودة إلى ما كان عليه الأمر قبل اتخاذ قرارات من قبل تلك الحكومات وبالتالي ستتم معاملة السوريين كالأردنيين غير المؤمنين، واستيفاء أجور المعالجة والمطالبات المالية بشكل مباشر.

يشار إلى أن التكلفة الإجمالية لعلاج اللاجئين السوريين الموجودين على الأراضي الأردنية تصل إلى 30 مليون دولار، وترتفع التكلفة العلاجية للاجئين نظرا لارتفاع نسبة إصابتهم بالأمراض المزمنة، لا سيما السرطان والسكري والضغط والأمراض القلبية ومعاناتهم من سوء التغذية.


المصدر: مصادر مختلفة

..Toward a Plan B for Peace in Ukraine...

 الإثنين 28 تشرين الأول 2024 - 4:12 ص

..Toward a Plan B for Peace in Ukraine... Russia’s war in Ukraine has become a war of exhaustion.… تتمة »

عدد الزيارات: 175,852,560

عدد الزوار: 7,800,453

المتواجدون الآن: 0