الإماراتيون يؤكدون أن ملف المبعدين "لوجيستي غير مذهبي".. ومصدر إيراني يحذر من "خلفيات حساسة جدًا تزعزع الإستقرار"

تاريخ الإضافة الثلاثاء 6 تشرين الأول 2009 - 7:06 ص    عدد الزيارات 3897    التعليقات 0    القسم عربية

        


محمد شمس الدين
\"\"
 

مرة ثانية وفي أقل من شهر على ما عرف بـ"تفليسة صلاح عز الدين" يعود النقاش حاميا الى دوائر المسلمين الشيعة في لبنان في قضية اخرى يبدو أنها تخصهم أكثر من غيرهم في قضية باتت تعرف هي أيضا بـ" قضية اللبنانيين المبعدين " من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تتسارع الخطى بعد الذي بادر به "المتضررون" ما أوجب استدعاء وجهه رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة الى سفير الإمارات في لبنان لاستيضاحه أسباب الإبعاد، في حين تغيب السفارة في بيروت عن السمع ويرفض القيمون عليها الغوص في غمار القضية مكتفين بعدم التعليق على ما اعتبروه "أمورا لوجستية وإدارية بحتة لا تتعلق بالمذاهب والطوائف".

تأتي قضية إبعاد اللبنانيين من قبل السلطات الإماراتية في سياق منفصل عن العلاقات المميزة التي تجمع الدولتين في كافة المجالات وخاصة في ما يتعلق بقضية الجنوب ودعم أبنائه في مواجهه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة عليهم، وقد تجلى الدعم الإماراتي بوضوح أثناء وبعد عدوان تموز 2006 من خلال تكفل الإمارات بإعادة إعمار عدد من القرى المهدمة فضلاً عن تكفلها ببرنامج نزع الألغام التي خلّفها العدوان الإسرائيلي منذ التحرير عام 2000.

ويرى مراقبون متابعون لسياسة الإمارات العربية المتحدة في المنطقة بشكل عام وفي لبنان على وجه الخصوص، أن ما قامت به السلطات الأمنية الإماراتية بحق بعض اللبنانيين إنما يقع في إطار عملية "الكر والفر" المتبادلة بين طهران وأبو ظبي وخاصة بعد منحى التوتر التصاعدي الذي اتسمت به العلاقة بين العاصمتين وخاصة بعدما هددت الأخيرة، العام الماضي، باتخاذ إجراءات انتقامية رداً على إنشاء إيران مكتبين رسميين لها في جزيرة أبو موسى المتنازع عليها مع جزيرتين أخريين (طنب الكبرى وطنب الصغرى) بين البلدين، بعد أن كانت الإمارات قد قدمت مذكرة احتجاج رسمية إلى الأمم المتحدة بهذا الخصوص.

ويفسر المراقبون الخطوة الإماراتية "بالإبعاد" بأنها وسيلة للضغط على إيران باعتبارها "المسؤول المعنوي" عن المسلمين الشيعة في لبنان وفي مقدمهم الموالين منهم لحزب الله، على اعتبار أن هذا "الضغط الهائل على شريحة استنزفت قدراتها في عدوان تموز 2006 من جهة، وفي تفليسة رجل الأعمال صلاح عزالدين من جهة ثانية، لا بد وأن تؤتي ثمارها في مكان ما".

وفيما يتجه المبعدون إلى تصعيد تحركهم وإعداد ملف قضائي "من أجل رفع دعاوى في المحافل المختصة"، مؤكدين أن تعرضهم لهذا "التدبير التعسفي" مرده تعاطفهم مع "المقاومة في لبنان وفلسطين"، تكثر التحليلات الصحفية لما يجري، وليس آخرها ما تناقلته وسائل إعلامية عن مصادر دبلوماسية عربية في أبو ظبي أنها تملك تقديرات مفادها أن ما يجري بحق لبنانيين وعراقيين وفلسطينيين من لون سياسي معين "إنما هو ترجمة دقيقة لقرار استخباراتي وأمني أميركي لا تستطيع بعض الدول الوقوف بوجهه، وهذه المسألة ليست محصورة بدولة الإمارات العربية، بل هناك حالات إبعاد غير معلنة حصلت أو هي على وشك أن تحصل في دول عربية أخرى، سواء في الخليج أو المشرق العربي".

من ناحيتها فقد غابت السفارة الإيرانية ايضا عن التعليق على هذا الموضوع لكن مصدرا إيرانيًا مقربا قال إن "الخطوة الإماراتية غير مبررة" مشيرا الى أنه "إذا الخلاف مع إيران هو سبب ذلك فإنه يجب ان يعالج معها مباشرة وليس بالضغط على الناس الآمنين في أعمالهم وبين عائلاتهم خصوصا وانهم مندمجون كليا في المجتمعات التي يعيشون فيها وهذه التوصية ليست فقط للمسلمين الشيعة من اهل البلاد التي ينتمون إليها، وإنما ايضا هي موجهة لمن اختار هذه الدول بحثا عن الإستقرار الإقتصادي والإجتماعي علما أنه لم يُسجل اي خلل امني أو ضرر الحقه هؤلاء بأية دولة استضافتهم عدا عن أنهم قد ساهموا مساهمات فعالة في بنائها العمراني والإقتصادي".

واعرب المصدر الإيراني عن خشيته من أن تكون خطوة الإمارات "إنما تأتي ضمن سلسة إجراءات مطلوبة ونصائح غربية بهدف إجراء تغييرات "ديموغرافية" في الخليج برمته تحدثت عنه مشاريع مشبوهة تحت عنوان "التنقية" يبدو أن الإمارات قد قررت أن ينطلق منها"، مشيرة الى أن "هذا الأمر من شأنه زعزعة الإستقرار في المنطقة خصوصا وأن خلفياته حساسة جدا". وتطرق هذا المصدر الى "ما أقدمت عليه الإمارات من إنشاء قواعد عسكرية غربية"، في إشارة الى القاعدة البحرية الفرنسية التي افتتحها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في ايار من العام الجاري ترافقت مع تهديدات وجهها الرئيس الفرنسي الى إيران التي عبرت بدورها عن امتعاضها وقلقها من هذه الخطوة. غير أن المصدر نفسه قال إنه "لا ينبغي أن تصبح أرزاق الناس ومصالحهم في مهب الخلافات بين الدول".

وعليه فإن مصير "المبعدين" من الجنسيات الثلاث يبدو أنه سيبقى "معلقا" نتيجة تجاذب المصالح بين الإمارات العربية المتحدة وإيران بانتظار "صفقة" سياسية ما قد تعيدهم إلى أعمالهم وأرزاقهم، في حين أن هذه الفرصة تبدو سانحة في ظل الهدوء السائد على "الجبهة" الأميركية - الإيرانية، والتي بدورها تُرجمت بهدوء متنقل على جميع الجبهات وحتى العربية - العربية منها، ما يسمح بنقل الرسائل من النوع "الحميد" بين المتصارعين.


المصدر: موقع لبنان الأن

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,137,205

عدد الزوار: 6,756,171

المتواجدون الآن: 128