مواجهات في بغداد والعبادي واثق من الانتصار على «داعش» وحزب بارزاني يرفض تقليص مقاعد الأقليات

شهد حي زيونة في بغداد اشتباكات بين مسلحين حاولوا الاستيلاء على أحد المباني الحكومية، أسفرت عن إصابة عدد من رجال الأمن، فيما جدد رئيس الوزراء حيدر العيادي ثقته بقرب تحقيق النصر على «داعش».

وجاء في بيان لمكتب العبادي أن «القائد العام للقوات المسلحة زار مقر العمليات المشتركة واجتمع بالقادة الأمنيين واطلع على سير الأمور في مختلف القطعات التي تحارب داعش»، وأضاف: «تمت مناقشة الخطط الأمنية التي من شأنها تحرير المناطق التي يسيطر عليها داعش»، وأشار إلى أن «العبادي أصدر عدداً من التوجيهات التي تساهم في تعزيز روح الانتصارات لدى قواتنا الأمنية والعسكرية». وأشاد «بالانتصارات المتحققة على العصابات الإرهابية في مختلف القطعات»، مشيراً إلى أن «النصر قريب وسندحر داعش ونحرر جميع الأراضي العراقية».

في الأثناء، أعلنت خلية الإعلام الحربي في بيان أن «مجموعة من الأشخاص تستقل سيارات مدنية استولت على مبنى حكومي قيد الإنشاء وهو عبارة عن مستوصف في منطقة زيونة، شرق بغداد، موضحة أن «المجموعة حاولت اتخاذ هذا المبنى مقراً عسكرياً من دون الحصول على ترخيص بذلك»، وأردفت أن «القوات الأمنية طوقت المكان من منطلق الدفاع عن حرمة القانون والنظام ومنعاً لأي انفلات أمني يتسبب بإشكالات للمواطنين ويسمح للأفراد بالتصرف خارج الضوابط»، مشيرة إلى أن «التعليمات صدرت بالتعامل بحزم مع هذا الخرق»، وحذر البيان «أي شخص أو مجموعة من التلاعب بالأمن الداخلي مهما كانت النوايا أو تحت أي مسمى كان».

وقال شهود لـ «الحياة» أن مسلحين مجهولين يستقلون سيارات مدنية اشتبكوا مع القوات الأمنية في منطقة زيونة قرب المستوصف، وأشارو إلى أن الاشتباكات أسفرت عن إصابة رجلي أمن.

في الأنبار، أعلنت خلية الإعلام الحربي قتل عشرة عناصر من «داعش» وتدمير صهريج مفخخ وسيارة تحمل مفرزة هاون في عملية استباقية شرق الرمادي، وأوضحت في بيان أن «قوة من الشرطة الاتحادية تمكنت من تنفيذ عملية استباقية على أحد أوكار داعش في منطقة حصيبة، شرق الرمادي».

وأفاد مصدر أمني بأن عدداً من عناصر «داعش» قتل خلال هجومهم على قاعدة عين الأسد الجوية في ناحية البغدادي، وأكد أن القوات الأمنية صدت الهجوم وأحرقت 3 سيارات تحمل أسلحة أحادية. وأوضح أن «مسلحين من تنظيم داعش هاجموا الساتر الترابي قرب قاعدة عين الأسد الجوية في ناحية البغدادي بسيارات تحمل أسلحة أحادية، وقد تصدت القوات الأمنية للمهاجمين وتمكنت من إحراق ثلاث منها». وأعلنت وزارة الدفاع عن قتل سبعة عناصر من «داعش» بقصف جوي في ناحية الصقلاوية، شمال الفلوجة.

من جهة أخرى، حض رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت شيوخ العشائر على تطويع أبنائهم في الجيش والشرطة للمشاركة في تحرير المحافظة، وقال في بيان «نحض جميع شيوخ العشائر والوجهاء على تطويع أبنائهم في الجيش والشرطة لمقاتلة تنظيم داعش والمشاركة في عمليات التحرير من زمر التنظيم».

وزاد أن «عشائر الأنبار لديها مقاتلون يمتلكون مقدرة عالية على مواجهة الخطر الإرهابي، لكنهم في حاجة إلى دعم الحكومة المركزية بكل ما يحتاجونه من سلاح وعتاد والجوانب الأخرى للمشاركة في عمليات التحرير ومسك الأرض».

في الأثناء، قال رئيس رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى صادق الحسيني أن «داعش المتمركز في قضاء الحويجة جنوب كركوك اعتقل أكثر من 40 من عناصره بينهم قيادة ميدانية، فروا من مواقعهم في منطقة مطيبيجة على الحدود الفاصلة بين ديالى وصلاح الدين عبر مسارات في تلال حمرين باتجاه القضاء».

وتابع أن «المعلومات الأمنية تؤكد أن التنظيم نقل معتقليه إلى إحدى المحاكم الشرعية في الحويجة ويشرف عليها المدعو أبو بكر الحجازي، وهو سعودي الجنسية»، مبيناً أن «العشرات من داعش هربوا خلال عملية تحرير منطقة مطيبيجة قبل يومين».

وأكد مصدر أمني في صلاح الدين وصول تعزيزات إلى الجيش و «الحشد الشعبي» في بيجي، شمال مدينة تكريت، وقال أن «المعارك دارت في مناطق حي السكك، جنوب غربي القضاء والسوق»، وأردف: «هناك قصف عنيف ينفذه طيران الجيش والتحالف على ناحية الصينية قرية السكرية (غرباً) ومعمل البتروكيماويات» (شمالاً).

إلى ذلك هاجم تنظيم «داعش» أمس مناطق غرب سامراء، وقال مصدر عسكري أن قتالا شديداً اندلع في منطقة الخط السريع، غرب سامراء، وأكد أن «القتال اندلع عندما هاجم الإرهابيون المنطقة وتصدت القوات لهم»، وأشار إلى أن «طيران الجيش تدخل في المعركة».

 

أعلن الحزب «الديموقراطي الكردستاني»، بزعامة مسعود بارزاني، رفضه محاولات تقليص مقاعد الأقليات النيابية في كردستان بذريعة أنها «مقاعد الظل»، فيما جدد كل من حزب «الاتحاد الوطني»، بزعامة جلال طالباني، وكتلة «التغيير» تمسكهما بمشروع الحد من صلاحيات الرئيس في الإقليم، وانتخابه في البرلمان.

وحذرت كتل «كوتا» الأقليات من محاولات تقليص عدد مقاعدها، واعتبرتها خطوة مخالفة لمبادئ التعايش الديني والقومي وإلغاء خصوصية الأقليات، وذلك على خلفية مقاطعة ممثليها، باستثناء نائب مسيحي إلى جانب كتلة «الديموقراطي» جلسة خصصت لتعديل قانون رئاسة الإقليم.

وأعلن «الديموقراطي» في بيان أمس أن «المكونات (الأقليات) جزء أصيل من كردستان سجلت عشرات المواقف التاريخية في النضال التحرري، فضلاً عن تعرضها لمظالم خلال حكم نظام البعث الشوفيني، ونشدد على أن نظام الكوتا حق الجميع ولا يجوز المساس به، والحزب سيقف ضد أي توجه لتهميش هذه المكونات»، وأضاف أن «هذه المكونات لم تكن في كل المراحل النضالية وإلى اليوم ظلاً، لذلك سنقف ضد أي خطاب سياسي يحاول المساس أو يوجه الإساءة إلى ممثليها السياسيين والاجتماعيين والدينيين».

في المقابل، نفت كتل «الاتحاد» و»التغيير» و «الاتحاد الإسلامي» و «الجماعة الإسلامية» في بيان مشترك «ما أشيع عن محاولات لتقليص مقاعد المكونات»، وأكدت أن «لا يوجد اليوم ولا مستقبلاً أي توجه في هذا الإطار، وبالعكس ندعم بقوة مطالب وآمال هذه الشريحة التي تتضمن تنظيم التمثيل الحقيقي لها والوقوف في وجه تحويله إلى ظل، والمحافظة عليهم من المشاركة في الخلافات السياسية لمصلحة أي من الأطراف».

وسبق أن اتهمت أحزاب مسيحية قوى كردية «متنفذة» بتوجيه مناصريها في السلك العسكري للتصويت لمصلحة قوائم مسيحية محددة في الانتخابات التي أجريت في أيلول عام 2013، واعتبرت ذلك «تزويراً».

من جهة أخرى، قال عماد أحمد، القيادي في حزب «الاتحاد الوطني» خلال مؤتمر صحافي أمس عقب اجتماع مع قيادة حركة «التغيير»، «نحن متمسكون بمشروعنا لتعديل قانون رئاسة الإقليم وتقليص صلاحيات الرئيس»، وزاد «كما نرى ضرورة الانتقال إلى نظام حكم برلماني وأن ينتخب الرئيس في البرلمان». وقال القيادي في «التغيير» محمد حكيم ان «أفكارنا مع الاتحاد الوطني متقاربة جداً في مسألة تعديل قانون الرئاسة».

 

السياسة...بغداد – وكالات: أظهرت صور جديدة بثها ناشطون ووسائل إعلام تواجد قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني برفقة عدد من قيادات ميليشيات “الحشد الشعبي” على تخوم مدينة الفلوجة, بالتزامن مع تواتر معلومات عن إسناد بغداد مهمة اقتحام الفلوجة ل¯”الحشد”.

وذكر موقع “العربية نت” الإلكتروني أن قرارات استعادة المدن العراقية من قبضة تنظيم “داعش” والتخطيط لإدارة المعارك وأولويتها باتت تتأثر بإرادة ميليشيات “الحشد الشعبي” المدعومة من إيران.

وجعل هذا الواقع من سليماني جزءا من مفردات المشهد الأمني في العراق حتى بات وجوده على جبهات القتال شبه دائم مع الدور الذي يتولاه من تخطيط لسير المعارك وإدارتها بعيداً عن الجيش العراقي الرسمي.

في سياق متصل, فجر “داعش” جسر البوشجل العائم, الذي يربط الفلوجة بناحية الصقلاوية شمال القضاء, لمنع عبور القوات المشتركة ومليشيات “الحشد” إلى داخل الفلوجة, تزامناً مع سيطرة القوات العراقية على مناطق عدة في الصقلاوية, التي تعتبر أبرز خطوط إمداد المتطرفين.

وكان التنظيم نصب نقاط تفتيش على جسور قضاء الفلوجة والبو علوان لمنع خروج المدنيين, كما استعرض في منطقة الحويجة جنوب غرب كركوك بقوة أطلق عليها كتيبة القوقاز.

وأرغم شباب الفلوجة على القتال بين صفوفه, ما دعا مجلس محافظة الأنبار إلى مطالبة القيادات العسكرية بالتنسيق مع المحافظة قبل بدء العملية لإيجاد ممرات آمنة لخروج المدنيين, محذراً من نية “داعش” اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية بعد أن احتجز نحو 20 عائلة شمال منطقة الصقلاوية.

من ناحيته, أعلن أحد شيوخ عشائر البونمر الشيخ نعيم الكعود, أن التنظيم نشر قوات تسمى بقوات النخبة في تلك المناطق, مكونة من مقاتلين أجانب, مؤكداً مقتل نحو 13 مسلحاً منهم.

وطالب الكعود الحكومة بإرسال تعزيزات عسكرية سريعة إلى المقاتلين من أبناء العشائر, خوفاً من نفاذ الأسلحة والعتاد.

إلى ذلك, قتل 11 من “داعش” أمس, في مواجهات مع الجيش العراقي, بمحافظة الأنبار, غرب العراق.

وقال العقيد في قيادة عمليات الأنبار وليد الدليمي, إن “قوة من الجيش التابعة للفرقة الأولى, تمكنت من صد هجوم لتنظيم داعش, على مقر عسكري, في منطقة الصبيحات التابعة لمدينة الكرمة (شرق الرمادي بالأنبار), أعقب ذلك مواجهات بين الطرفين”.

وفي محافظة صلاح الدين بالشمال, قتل ثلاثة من “الحشد” وأصيب سبعة آخرون, في اشتباكات مع “داعش”, قرب مدينة سامراء.