الملف النووي الإيراني يؤجج الصراع بين "الموساد" وشعبة الاستخبارات العسكرية

تاريخ الإضافة الجمعة 20 تشرين الثاني 2009 - 6:24 ص    عدد الزيارات 3705    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

عباس إسماعيل
 
أشار تقرير نشره معلق الشؤون الأمنية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رونين بيرغمان، إلى وجود صراع خفي بين جهاز "الموساد" وبين شعبة الاستخبارات العسكرية " امان"، لا يدور حول التقديرات بشأن الملف النووي الايراني فقط، بل حول من يمكنه ان يوقفه وبالتالي من ينبغي ان يتحمل المسؤولية عن ذلك ويتلقى الميزانيات اللازمة له، حيث تميل الأرجحية في هذه الصراع لمصلحة "الموساد" حتى الآن.
واشار التقرير إلى أن الأنباء الأخيرة الواردة من إيران، والمتعلقة بتطور المشروع النووي الإيراني، ستفاقم اكثر فاكثر الصراع الخفي، لكن القاسي، الجاري في الاشهر الاخيرة بين الجيش الاسرائيلي، وعلى نحو خاص شعبة الاستخبارات لديه، ورؤسائه، وبين "الموساد" ورئيسه اللواء احتياط مئير داغان. ويتصدر الصراع الشكل والمسؤولية اللتين ينبغي فيهما معالجة الموضوع الايراني.
ويشير التقرير إلى أنه قبل نحو ثلاثة اشهر، فجر داغان قنبلة حين قال في لجنة الخارجية والامن انه يقدر بأن تكون لايران قدرة على اطلاق صواريخ نووية على اسرائيل في 2014. في "الموساد"، قالوا في حينه بابتسامة ان داغان قال ذلك فقط كي يضمن لنفسه المنصب الذي يحبه جدا حتى 2015 على الاقل.
ويضيف التقرير أن داغان تلقى انتقادا حادا على هذا التصريح وكأنه أبعد موعد التهديد الايراني ولم يكن واضحا لماذا يتحدث هو بهذا الشكل وهو الذي يفترض به ان يكون "المنبه رقم واحد" من الخطر الايراني. لكن قلة فقط فهموا بأن هذه الاقوال كانت طرف الجبل الجليدي في صراع داغان للاحتفاظ بـ"المسؤولية العامة" عن الملف النووي الايراني، وهي المسؤولية التي تنطوي على قوة هائلة وميزانيات من دون حدود.
ويشير التقرير إلى أن المواجهة بين شعبة الاستخبارات و"الموساد" تجري لسنوات طويلة ولم تبدأ في عهد داغان. ولكن داغان يتميز ايضا، بحسب التقرير، باسلوب فظ وهو يميل الى الاستخفاف بشعبة الاستخبارات ووحداتها. في المقابل، يدعون في شعبة الاستخبارات بأن خروج داغان من مسار التأهيل للوحدة الخاصة التابعة لهيئة الاركان العامة " سييرت متكال" هو الذي يقبع في اساس عدائه لشعبة الاستخبارات العسكرية بشكل عام ولـ"سييرت متكال"، التابعة للشعبة، بشكل خاص.
ويعيد التقرير التذكير بإنجازات "الموساد" في عهد داغان، من دون ذكر تفاصيل عنها، فيتحدث عن "سلسلة من الانجازات المثيرة للانطباع" حققها الموساد في عهد داغان، "والتي معظمها لن يكشف النقاب عنها لسنوات طويلة اخرى". وبحسب التقرير، فإن" النجاحات بارزة على نحو خاص في ضوء الفشل العسير للجيش الاسرائيلي في حرب لبنان الثانية. حيث إن داغان كان المسؤول الكبير الوحيد الذي لم يخرج جريحا من هذه الحرب".
ويتطرق التقرير إلى سلسلة المواجهات التي نشبت بين داغان وشعبة الاستخبارات، فيذكر رفض داغان تنفيذ قائمة المهمات التي تلقاها من شعبة الاستخبارات، وقوفه ضد رأي شعبة الاستخبارات في موضوع استعداد الرئيس السوري بشار الاسد للسلام. ولكن مركز المواجهة يدور حول المسألة الايرانية.
ويسوق الخصوم الكثيرون الذين خلقهم داغان، وعلى رأسهم كبار مسؤولي الجيش، لا سيما مع رئيس الاركان الحالي غابي اشكنازي حيث يدور بين الرجلين نزاع شديد، جملة من الاتهامات ضده يتهمونه فيها بأنه يستغل موقعه وعلاقاته ليبث الاسرار في آذان السياسيين المنفعلين لعمق ما يفعله، ويبقي الاحساس بان اسرائيل بوسعها ان توقف الى الابد المشروع النووي الايراني. وحسب اقوال خصوم داغان، حين وصلت المعلومات المقلقة عن التقدم الهائل الذي حققه الايرانيون، كان هناك بعض من السياسيين الذين فوجئوا جدا.
وينقل تقرير "يديعوت" عن مصدر في شعبة الاستخبارات انه "حتى بحسب تقدير الموساد، قبل ان يعدله داغان وفقا لتطلعاته التنظيمية، من شأن ايران ان تصل الى القنبلة في موعد ما بين 2010 و 2011. وفي اللحظة التي تصل فيها الى القنبلة، لن يكون بوسع الموساد القيام بردة الى الوراء في المسيرة، بمعنى عكسها. بتعبير آخر، في الوضع الناشئ فان امكانيات الموساد استنفدت نفسها جدا وليس لاسرائيل وقت لتضيعه. الان ينبغي سحب المسؤولية من الموساد".
وتدعي محافل في شعبة الاستخبارات بأنه قبل نحو ثلاثة اشهر، على خلفية طلب داغان ابقاء المسؤولية العامة عن الملف النووي الايراني في يد الموساد، ذُهلوا فجأة لسماعهم مسؤولي الموساد وهم يغيرون دفعة واحدة تقويمهم للوضع، بحيث انه بدلا من الحديث عن 2010 ـ 2011 بدأوا فجأة يتحدثون عن 2014. وتفسر المحافل هذا التغير بأنه يهدف إلى القول أنه لا يزال هناك مزيد من الوقت لعمل "الموساد".

المصدر: جريدة المستقبل

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,046,076

عدد الزوار: 6,976,656

المتواجدون الآن: 74