عقب حادثة الاحتلال الإيراني لحقل الفكة ..الأحزاب العراقية المقربة من طهران تشعر بالحرج

تاريخ الإضافة الإثنين 21 كانون الأول 2009 - 11:06 ص    عدد الزيارات 4076    التعليقات 0    القسم عربية

        


بغداد - DPA 
عادت العلاقات الدبلوماسية بين العراق وإيران إلى التوتر كعادتها عبر الحقب التاريخية، لكن هذه المرة في تصادم مع حكومة يقودها زعيم شيعي، مما يشكل إحراجا لقادة الأحزاب الدينية الشيعية المقربة من طهران.
وحسب مصادر تاريخية فإن إيران، ومنذ عام 1913، كانت تتحين الفرصة خلال مراحل ضعف العراق لترغمه على التوقيع على اتفاقيات لإعادة رسم الحدود بين البلدين لتخرج بمكتسبات على حساب العراق، ويبدو أنها تريد تكرار هذه
اللعبة لاقتطاع أجزاء جديدة من الأراضي العراقية مستغلة ضعف العراق ووقوعه تحت تهديدات الجماعات المسلحة وتنظيم القاعدة رغم أن القوات الأميركية ما زالت في العراق منذ عام 2003 وحتى الآن. وتسلل الجيش الإيراني دون مقاومة عراقية ليحتل منطقة آبار حقل الفكة النفطي في مدينة العمارة على الشريط الحدودي المشترك بين العراق وإيران ورفع العلم الإيراني في المنطقة في دلالة على احتلال المنطقة ومن ثم القيام بإجراء تحصينات وسواتر ترابية للحد من أي محاولة للوصول إليه من قبل الجيش العراقي.
ويعد حقل الفكة الذي اكتشف في سبعينيات القرن الماضي ودخل مرحلة الإنتاج ليشكل إضافة إلى حقلي أبوغرب والبزركان (أبرز حقول مدينة العمارة، 450 كم جنوبي بغداد) حيث يبلغ مجمل إنتاج هذه الحقول 100 ألف برميل في اليوم، فيما تبلغ طاقة حقل الفكة وحده 30 ألف برميل في اليوم في حين يبلغ إنتاج البئر الذي يحتله الجيش الإيراني 2000 برميل في اليوم.
ولم تتقدم أي شركة أجنبية لاستثمار حقل الفكة عندما عرضه العراق للاستثمار في إطار جولة التراخيص الأولى التي أقامتها وزارة النفط العراقية في يونيو الماضي.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ: «حقل الفكة يقع في أراضٍ عراقية وهناك تجاوز عليه من قبل الجانب الإيراني».
وأضاف في تصريحات صحافية: «ندعو الحكومة الإيرانية إلى الحوار والحكمة والعلاقات الطبيعية بين البلدين».
وإذا كانت السلطات العراقية قد دعت إيران إلى الحل الدبلوماسي واحترام السيادة العراقية وسحب قواتها من الأراضي العراقية فإن السلطات الإيرانية مارست سياسة أخرى لا تنسجم وتطلعات الحكومة العراقية التي تجد في إيران أبرز حليف لها من خلال إعلان إيران رسمياً أن الأراضي التي دخلها الجيش الإيراني في حقل الفكة أراض إيرانية وفق اتفاقية الجزائر عام 1975الموقعة بين الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وشاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي لترسيم الحدود بين البلدين.
وفتح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي موضوع الديون وقال إن بلاده لديها ديون على العراق تبلغ أكثر من 1000 مليار دولار جراء الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988).
وقال حسن كاظمي قمي سفير إيران لدى العراق، في تصريحات صحافية نشرت في بغداد، «إن إيران لم تدخل أي قوات عسكرية إلى الأراضي العراقية».
وأضاف «أفند هذه الأنباء جملة وتفصيلا وهناك سياسة تعاون وحسن جوار بين البلدين». وذكر خبراء عراقيون أن إيران لم يسبق لها أن استولت على آبار حقل الفكة منذ اكتشافه عام 1979، وكان حقلا عراقيا خالصا، لكن بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 اعتبر هذا الحقل من الحقول المشتركة بين العراق وإيران حيث سبق للجيش الإيراني أن دخل المنطقة لعدة مرات ومنع العاملين العراقيين من الوصول إليها ودخلت وزارة النفط العراقية مع نظيرتها الإيرانية في جولة مباحثات للتوافق على صيغ مشتركة للإنتاج في هذا الحقل لكنها لم تحقق نتائج إيجابية.
وقال الدكتور حميد فاضل أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد: «يبدو أن الاجتياح الإيراني لحقل الفكة مرتبط بنجاح جولة تراخيص استثمار الحقول النفطية العراقية ورفع معدلات الإنتاج فيها إلى نحو 12 مليون برميل في اليوم بعد ست سنوات؛ حيث تحاول إيران من هذه الاجتياح إرسال رسالة إلى الشركات الأجنبية بصعوبة العمل في العراق خاصة أن عدداً من الحقول يقع في مناطق غير محسومة من خلال المفاوضات بسبب عدم ترسيم الحدود مع دول الجوار».
وأضاف: «أخشى أن يعطى دخول الجيش الإيراني للأراضي العراقية مبررا للقوات الأميركية لتمديد فترة بقائها ومن ثم الرد على الاعتداءات التي تطال الأراضي العراقية».
وقال: «يفترض أن تكون إيران أكثر حكمة ومساعدة للعراق في التخلص من القوات الأميركية خاصة أن هذه القوات تقع على حدودها الغربية». وليس لدى العراق اليوم، منذ الغزو الأميركي عام 2003 وحتى الآن، قوات عسكرية قادرة على الدفاع أو صد أي هجوم عسكري خارجي بعد أن تم تجريد هذا الجيش من جميع وسائل الدفاع من قوات جوية إلى أسلحة دفاعية ثقيلة فضلا عن أن هذا الجيش إضافة إلى الأجهزة الأمنية الأخرى منشغلة حاليا في عمليات أمنية لضبط الأمن الداخلي ومقارعة الجماعات المسلحة.
 


المصدر: جريدة العرب القطرية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,101,933

عدد الزوار: 6,752,787

المتواجدون الآن: 102