سوريا..البغدادي يظهر في تسجيل مصور: المعركة في «الباغوز» انتهت..نشاط متزايد لمهربي الوقود من لبنان إلى سوريا...فشل اجتماع آستانة يُعيد «الدستورية» إلى جنيف والتصعيد إلى إدلب...«حصار» روسي خانق لمخيم لاجئين قرب قاعدة أميركية في سوريا.. ..انتفاضة دير الزور ضد "قسد".. غضب كامن تشعله صهاريج النفط...إيران تخلي مواقعها في دير الزور بسبب "طائرة مجهولة"...أردوغان وترامب يناقشان مستجدات الملف السوري...أورينت تفتح ملف مخابرات الأسد وأسباب التنافس بينها في قتل السوريين!...

تاريخ الإضافة الثلاثاء 30 نيسان 2019 - 5:03 ص    عدد الزيارات 2446    التعليقات 0    القسم عربية

        


البغدادي يظهر في تسجيل مصور: المعركة في «الباغوز» انتهت..

الكاتب:(أ ف ب),(رويترز) ...الراي... ظهر زعيم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أبو بكر البغدادي، اليوم الاثنين، للمرة الأولى منذ خمس سنوات في فيديو دعائي نشره التنظيم المتطرف عبر قنواته على تطبيق «تلغرام». وفي الفيديو الذي يحمل عنوان «في ضيافة أمير المؤمنين»، يظهر البغدادي بلحية طويلة بيضاء ومحناة على الأطراف، واضعا منديلا أسود على رأسه، ويفترش الأرض إلى جانب آخرين أخفيت وجوههم. وليس واضحا تاريخ تصوير الفيديو، غير أن البغدادي يقول في بدايته إن «معركة الباغوز انتهت»، في إشارة إلى طرد التنظيم من آخر جيوبه في شرق سورية قبل ما يقارب الشهر. وقال البغدادي في الفيديو إن التنظيم سيثأر لقتلاه وأسراه، مضيفا أن مقاتلي «الدولة الإسلامية» نفذوا 92 عملية في ثماني دول «ثأرا لإخوانهم في الشام». وكشف البغدادي أن تفجيرات عيد القيامة في سريلانكا جاءت انتقاما لخسائر الدولة الإسلامية في الباغوز السورية.

الأردن يطبق عقوبات "سيزر" على سوريا

المصدر: independentarabia.. دخلت العقوبات الأمريكية على سوريا فصلا جديدا بتطبيق الأردن قانون عقوبات "سيزر" الذي يمنع التبادلات التجارية. وأفادت صحيفة "الإندبندنت" بأن عمّان "بررت قرارها بـ"المعاملة بالمثل"، كاشفة عن معاملة سيئة من الجانب السوري للتجار والبضائع الأردنية، ورفع الرسوم على البضائع ووسائل النقل. وخفّفت وزارة الصناعة والتجارة الأردنية من حدة القرار الذي أثار استياء شعبيا، مشيرة إلى أن الحظر يشمل سلعا ومنتجات تصدر إلى سوريا ومنها طين البحر الميت الذي يمثل خاما لمصنوعات في سوريا تصدّر للأردن. وأعلن الناطق باسم الوزارة أن قرار حظر استيراد بعض السلع جاء في إطار المراجعات التجارية، وبعد سلسلة خطوات شملت عقوبات أوروبية، وتجميد أرصدة لمسؤولين ورجال أعمال سوريين، ومعاقبة الحكومات والشركات التي تتعاون مع السلطة السورية. وأثار القرار الأردني الاستياء في الأوساط الاقتصادية الأردنية لما يشكله من خسارة تجارية، فيما اعتبر مراقبون في الداخل السوري أن الجانب الأردني يحاصر نفسه تجاريا قبل أن يحاصر سوريا، بعدما تبخرت الآمال التي عوّل عليها السوريون والأردنيون يوم فتح معبر نصيب الحدودي بين البلدين في 15 يناير 2018. ونقلت "الإندبندنت" عن الخبير الاقتصادي عمر المحمد قوله إنه "في حال التزام دول الجوار الأردن، ولبنان والعراق بتطبيق الحصار على سوريا، فإن معاناة السوريين ستزداد. في المقابل، قللت مصادر مطلعة على الشأن الأردني من هذه التبريرات وأشارت إلى إملاءات أمريكية، خصوصا مع استدعاء عدد من الاقتصاديين في وقت سابق، وتنبيههم لعدم التعاون التجاري مع سوريا، فيما رأى محللون أن الأردن يتعرض للضغوط على قراره الاقتصادي والسياسي. وقالت "الإندبندنت" إن القارئ بين السطور لا يشكك في تخلي الحلفاء عن دمشق، وما اتفاقية ميناء طرطوس مع روسيا إلا خطوة من خطوات فك الحصار بشكل خفي عن سوريا، مشيرة إلى أنه "ضمنيا لا تأبه دمشق بالقانون الأمريكي وتعتبره عرضة للتبدل، مراهنة على مخزونها النفطي ودعم روسيا وإيران. يذكر أن قانون عقوبات "سيزر"، قد سمي بهذا الاسم نسبة لمصور عسكري سوري انشق عن جيشه عام 2014، و"سرّب" صورا لسجناء، أكد أنها لـ"آلاف السوريين قتلوا تحت التعذيب". وأطلق اسم "سيزر" على هذه العقوبات لإخفاء هوية صاحب الصور التي عرضت في مجلس الشيوخ الأمريكي، وأثارت ردود فعل غاضبة. دمشق تنفي جملة وتفصيلا صحة هذه الصور، وتؤكد أنها و"سيزر"، جانب من حملة الفبركة الأمريكية والتضليل الإعلامي ضد سوريا وحكومتها.

وفد أميركي يصل إلى اسطنبول لبحث الشأن السوري

المصدر: دبي - العربية نت.. يصل تركيا اليوم وفد أميركي يتقدمه كل من ممثل وزير الخارجية الأميركي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري مع المبعوث الخاص لسوريا، نائب مساعد وزير الخارجية، جويل رايبورن. وأكد بيان للخارجية الأميركية أن الزيارة ستشمل مباحثات حول الشأن السوري ستستمر حتى الخميس المقبل. وسيتوجه الوفد بعدها إلى مدينة جنيف السويسرية، لعقد لقاءات مع ممثلي مصر، وفرنسا، وألمانيا، والأردن، والسعودية، وبريطانيا، وعدد من الجماعات السورية. وكانت المعارضة السورية قد رأت في بيان مشترك للجبهة الوطنية للتحرير والجيش الوطني ردت فيه على تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن النظام السوري أن نظام الأسد تحوّل إلى ميليشيات إرهابية. وأشار البيان إلى أن المقاتلات الروسية كانت تحرق القرى والبلدات في أرياف حماة وإدلب وترتكب أشنع المجازر، وذلك بالتزامن مع صدور البيان الختامي لمؤتمر أستانا. واعتبر البيان أن قصف المدنيين، وهدم المساجد، والمنازل، والمدارس، واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا ليس مؤشرا على الانتصار. كما أكد أن استمرار الدعم الروسي للنظام السوري يعني دوام القتل والتدمير، مشيراً إلى أن المقاومة مستمرة حتى في المناطق التي تخضع لسيطرة النظام.

نشاط متزايد لمهربي الوقود من لبنان إلى سوريا.. تغير في اتجاه التصدير يغطي ربع حاجة دمشق من البنزين

(الشرق الأوسط)... بيروت: سناء الجاك... فتحت أزمة المحروقات في سوريا باب التصدير اللبناني لهذه السلعة الحيوية، إما بطريقة قانونية أو بالتهريب من المعابر غير الشرعية. وفي حين يستورد بعض التجار السوريين مادة البنزين اليوم من لبنان بمعدل مليون لتر يومياً، لتغطية ربع الاستهلاك اليومي، يتم تهريب ما يقارب 100 ألف لتر يومياً، تمر من منطقة المصنع الحدودية عبر طريق عسكري من دون رقابة أو مساءلة، كما يقول لـ«الشرق الأوسط» نقيب أصحاب محطات الوقود في لبنان سامي براكس. والمفارقة أن آية التهريب انقلبت رأساً على عقب، ففي يونيو (حزيران) من العام الماضي، أعلن وزير الدولة السابق لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني أن «الوزارة تبلغت من جهات موثوقة عن عملية تهريب كميات من البنزين من سوريا إلى لبنان وتبلغ نحو مليون لتر يومياً، أي ما يوازي 50 ألف صفيحة، الأمر الذي يشير إلى أن 8 آلاف ليرة لبنانية لكل صفيحة تخسرها مالية الدولة وتصبّ في جيوب بعض المهرّبين». مسؤول أمني تحفظ عن ذكر اسمه، يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «ما يهرب بالقرب من المصنع، تُهرب مقابله كميات لا يمكن إحصاؤها. فالمعلومات الدقيقة تشير إلى تهيئة الحدود الفالتة بين لبنان وسوريا وتزفيتها في جنتا وزرغايا ويحفوفا في منطقة بعلبك، حيث لا نقاط للجيش اللبناني ولا مراكز مراقبة أمنية، وحيث سيطرة حزب الله، والصهاريج تعبرها بشكل طبيعي ناقلة البنزين إلى الجانب السوري. كذلك في منطقة القصر في الهرمل حيث الأرض منبسطة، وتتوفر فيها أنابيب كانت تستخدم في الماضي لتهريب المازوت من سوريا إلى لبنان، وهي تستخدم اليوم لتهريب البنزين من لبنان إلى سوريا. والجيش اللبناني لا يعرف أماكن وجود هذه الأنابيب». ومن عاين المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا في البقاع، يعرف أن بعض المنازل تقع على أراض سورية ولبنانية في الوقت ذاته، ما يسهل التهريب من دون حسيب أو رقيب. كما أن مد الأنابيب يمكن أن يكون قد تم في أملاك خاصة من الجانبين. ويروي المسؤول أنه صادف قبل أيام في منطقة بحمدون على طريق الشام «أكثر من خمسين صهريجاً لنقل الوقود بلون فضي ولوحات سورية من حمص وحماة وغيرهما، وهي تمر عبر المصنع بشكل نظامي وبموجب عقود بين الشركات اللبنانية والحكومة السورية، أما خط التهريب فله وضع آخر». ويشير إلى أن «القوانين اللبنانية لا تنص على منع تصدير النفط أو غيره من السلع. وإدارة الجمارك لا علاقة لها إذا مرت أي سلعة لبنانية إلى سوريا، أو حيث تشاء، المهم أن تكون ضمن القانون، ولا تتضمن مخدرات أو تهريب أموال. أما إذا ضبطت عند المعابر غير الشرعية فعلى القوى الأمنية والعسكرية ملاحقتها وتوقيفها». ويوضح براكس أن «قسماً من البنزين الذي يأتي إلى لبنان عبر مرفأ بيروت، هو في الأساس لشركات سورية، يمر بطريقة الترانزيت إلى سوريا ومن دون جمرك. ولا يزال الأمر على حاله في هذا الشق القانوني». وأضاف أن «لا شيء تغير مع ما يتردد عن وجود تحذير أميركي يمنع إدخال البنزين من لبنان إلى سوريا وفق القوانين، أما التهريب فهو ممنوع بحظر وتحذير أميركي أو من دونه». مواطن سوري عاد من حلب إلى بيروت قبل أيام يروي لـ«الشرق الأوسط» أن «سيارات وشاحنات صغيرة تعبر يومياً بين سوريا ولبنان صنعت لها خزانات سرية غير منظورة لتمرر فيها الوقود بالتهريب. ويباع لتر البنزين النظامي التابع للدولة بـ450 ليرة سورية، ليصبح ثمن الصفيحة نحو 19 دولاراً. أي أن سعره تضاعف أكثر من خمس مرات». لكن الحصول على الوقود النظامي قد يستوجب البقاء ثلاثة إلى أربعة أيام بانتظار الدور في محطات التوزيع، ليحصل سائق النقل العمومي على 20 لتراً، في حين يحصل صاحب السيارة الخصوصية على 10 لترات. أما وقود السوق السوداء فيباع بألف ومائة ليرة سورية أو دولارين، لتصبح الصفيحة بأربعين دولاراً، «والمهربون وراءهم رؤوس كبيرة تحميهم». وأضاف أن «سائقي الأجرة السوريين يتوجهون إلى لبنان أكثر من مرة يومياً ولو كان معهم راكب واحد، فقط لملء خزاناتهم بالبنزين حتى يتمكنوا من تحصيل رزقهم». ويقول مواطن في منطقة البقاع إن «محطات البنزين تفرغ من الوقود كل مساء، الأمر الذي لم يكن يحصل سابقاً». ويشير براكس إلى أن «المحطات القريبة من الحدود السورية ينفد منها الوقود أكثر من غيرها». ويضيف أن «سوق استيراد الوقود إلى لبنان مفتوح. ونسبته ارتفعت في الفترة الحالية، وبيع البنزين إلى سوريا يزيد أرباح الشركات أكثر مما يزيد أرباح محطات البنزين، كما يزيد أرباح الخزينة اللبنانية لأن الدولة تتقاضى 8 آلاف ليرة (نحو 5 دولات ونصف الدولار) عن كل صفيحة بنزين». لكنه يشكو من أن «المحطات التي تشتري الوقود من الشركات بالدولار وتبيعه بالليرة اللبنانية، تواجه وضعاً صعباً هذه الأيام، لأن المصارف تتحفظ على بيعنا دولارات، ما يضطرنا إلى شراء الدولار من السوق السوداء لنتمكن من الدفع إلى الشركات».

لافروف: لكل شيء حدود ولن نقبل بالإرهابيين في إدلب إلى الأبد

روسيا اليوم...المصدر: وكالات... أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف، أن روسيا لن تقبل ببقاء الإرهابيين في إدلب ومناطق أخرى من سوريا، وشدد على حق الحكومة السورية في ضمان سلامة مواطنيها. وقال لافروف، في ختام مباحثاته مع وزير خارجية بنغلاديش أبو الكلام عبد المؤمن: "نسعى جاهدين لتحقيق الاتفاق بين روسيا وتركيا في ما يتعلق بحل مشكلة "جبهة النصرة" في منطقة وقف التصعيد في إدلب، وكما قال الرئيس بوتين، فلا يمكننا طبعا بأن يبقى هؤلاء الإرهابيون هناك وكأنهم في محمية طبيعية، ولا يجوز المساس بهم". وشدد لافروف على أنه توجد حدود لأي صبر، ولا يمكن القبول ببقاء الإرهابيين في بعض مناطق سوريا إلى الأبد. وأضاف: "نحن سننطلق من أن الحكومة السورية تملك الحق الكامل في ضمان أمن مواطنيها على أراضيها". وتابع: "الوضع لا يمكن أن يبقى على حاله إلى ما لا نهاية مع استمرار نشاط "هيئة تحرير الشام"، ولدى الحكومة السورية الحق الكامل في تطهير جميع تلك المناطق من الإرهاب". وذكر لافروف، أنه لم يسمع بجدار عفرين، وقال: "أنقرة أكدت أن جميع إجراءاتها ضد الإرهاب مؤقتة في الشمال السوري"، مشددا على ضرورة العمل باتفاق أضنة. وأضاف: هناك ازدواجية في المعايير. فمن جهة يتم التعامل مع ملف مكافحة الإرهاب بالسجون السرية وغوانتانامو، والاعتقالات التعسفية، ومن جهة تتحدث الولايات المتحدة عن إمكانية الإفراج عن الجهاديين الأجانب المعتقلين لدى "قسد"... لا يمكن التعامل مع الأمر من منطلق المصالح الآنية". وتطرق لافروف إلى نيّة الأمريكيين والأكراد إطلاق سراح الإرهابيين الأجانب الذين تم اعتقالهم في سوريا والعراق بعد رفض الدول الأوروبية عودتهم إلى أراضيها، وأكد أن ذلك سيشكل جريمة مروعة. وقال، إن الدول الأوروبية "ترفض استرداد هؤلاء المجرمين وسمعت، بأن هذه الدول تحاول إقناع العراق بالاحتفاظ بهم". وأضاف لافروف، أنه إذا تم التعامل مع الإرهابيين بشكل مزاجي ووفقا للمصلحة الآنية، سيكون ذلك قصر نظر في غاية الخطورة.

دمشق: مرفأ طرطوس سوري ستديره دولة عظمى صديقة

المصدر: سانا.. أكد وزير النقل السوري علي حمود أن دمشق لم تتخل عن مرفأ طرطوس، مشددا على أن المرفأ سوري وسيبقى كذلك وستديره دولة عظمى وصديقة، في إشارة إلى روسيا. وصرح علي حمود"، في مقابلة مع الفضائية السورية، بأن عقد استثمار المرفأ مع الجانب الروسي هو مشروع استراتيجي سيؤدي إلى استثمارات كبيرة تسهم في إعادة إعمار سوريا وتحقيق إيرادات اقتصادية كبيرة جدا مع الحفاظ على العمال الموجودين واستقطاب عمال جدد. وبين وزير النقل أن سوريا لا تقبل بشراكات مع شركات من الدول، التي حاربت الشعب السوري الذي ضحى وتحمل كل المعاناة من أجل أن يبقى القرار السيادي سوريا. وبخصوص تفاصيل وحيثيات العقد، أوضح حمود أن المدة الزمنية للاستثمار هي 49 عاما وهو إجراء في مثل كل العقود التي تتم على مستوى العالم حيال مشاريع كبرى كهذه وبحكم الأموال التي تضخ فيها فمن الطبيعي المدة الطويلة للمشاريع الاستراتيجية. وقال الوزير إنه تم الاتفاق مع الجانب الروسي على إدارة واستثمار المرفأ ووضع استثمارات جديدة لافتتاح مرفأ جديد يتناسب مع موقع سوريا الجغرافي يؤدي إلى استثمارات كبيرة تسهم في إعادة الإعمار ومرور البضائع عبر الترانزيت إلى دول الجوار لتحقق فائدة اقتصادية كبيرة. وأضاف أن توسيع المرفأ للحصول على أعماق كبيرة تستقبل سفنا تصل حمولتها أضعاف حمولة السفن الحالية يتطلب عمالا آخرين سيكونون من سوريا، مشيرا إلى أن مرفأ طرطوس سيكون من أهم المرافئ على البحر الأبيض المتوسط.

قصف سوري على تخوم نقطة تركية في إدلب وطائرات روسية تواصل غاراتها... وفصائل تستهدف قوات النظام

لندن: «الشرق الأوسط».... شنت طائرات روسية وسورية غارات على مناطق في ريف إدلب شمال غربي البلاد، وسط تعرض نازحين لقصف من قوات النظام في ريف حماة حاولوا بعده اللجوء إلى نقطة مراقبة تركية، في وقت واصلت فيه فصائل متطرفة استهداف نقاط لقوات النظام السوري. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأنه «لا يزال التصعيد الجوي والصاروخي متواصلاً في يومه التاسع على التوالي، حيث نفذت الطائرات الحربية الروسية 4 غارات ظهر (أمس) الاثنين مستهدفة خلالها مناطق قرية ترملا وأطرافها بجبل شحشبو في ريف إدلب الجنوبي الغربي، كما سجلت مشاركة الطائرات الحربية التابعة للنظام بعمليات القصف، حيث نفذت غارة مستهدفة أماكن في قرية شولين بجبل شحشبو، كما استهدفت بالرشاشات الثقيلة بلدة قلعة المضيق بسهل الغاب، وسط تحليق متواصل للطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع في سماء ريفي إدلب وحماة، في حين قصفت قوات النظام أماكن في بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي ومناطق أخرى في محور كبانة والتلال المحيطة بها في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي وقريتي الشريعة والحويز بريف حماة الشمالي الغربي، دون أنباء عن إصابات، فيما جددت قوات النظام قصفها لمناطق في بلدة قلعة المضيق وقرية الصهرية بريف حماة الشمالي الغربي». وشنت قوات النظام قصفاً مدفعياً مكثفاً «على منطقة مخيمات للنازحين ومحيط قرية شير مغار التي (تتواجد) فيها النقطة التركية في ريف حماة الشمالي الغربي، ما أسفر عن مقتل مواطنين اثنين وسقوط جرحى، حيث عمد النازحون بوقت سابق إلى إقامة خيم بدائية على مقربة من النقطة التركية هرباً من هول العمليات العسكرية المتصاعدة، لعل اقترابهم من نقاط الضامن التركي يقيهم من الموت». وأبلغت مصادر بأنه «بعد عملية القصف اليوم (أمس) حاول المواطنون اللجوء إلى النقطة التركية للاحتماء بها، إلا إن عناصر النقطة عمدوا إلى إطلاق النار بالهواء في محاولة لمنع الناس من دخول النقطة، أعقبها إطلاق نار جرى من قبل مسلحين من النازحين». على صعيد متصل، استهدفت الفصائل العاملة في ريف حماة الشمالي بقذائف الهاون مناطق في قرية العزيزية بريف حماة الغربي، والخاضعة لسيطرة قوات النظام، فيما صعدت الطائرات الحربية الروسية من قصفها على مناطق في قرية الجابرية بريف حماة الشمالي وأطراف قرية بعربو بريف إدلب الجنوبي الغربي. وقال «المرصد»: «مع سقوط مزيد من الخسائر البشرية، ترتفع حصيلة الخسائر البشرية في التصعيد الأعنف والمتواصل في يومه التاسع، إلى 163 شخصاً ممن قتلوا خلال الفترة الممتدة منذ صباح 20 الشهر الجاري». وكان «المرصد» قال: «تواصل الفصائل والمجموعات الجهادية عمليات التصعيد في هجماتها على قوات النظام والمسلحين الموالين ضمن المنطقة منزوعة السلاح الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية، وصولاً إلى الضواحي الشمالية الغربية لمدينة حلب، مروراً بريفي حماة وإدلب». وعلم أن «(جيش أبو بكر الصديق) المنضوي تحت (هيئة تحرير الشام) عمد مع ساعات الفجر الأولى إلى تنفيذ هجوم عنيف على حاجز الآثار التابع لقوات النظام والذي يقع شرق بلدة قلعة المضيق بالقطاع الشمالي الغربي من الريف الحموي، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين ترافقت مع استهدافات متبادلة؛ الأمر الذي أسفر عن خسائر بشرية بين الطرفين؛ حيث قتل ما لا يقل عن 8 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فيما قتل 3 على الأقل من عناصر (تحرير الشام)، وعدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى؛ بعضهم في حالات خطرة». وكانت فصائل معارضة أعلنت أول من أمس الأحد مقتل 9 أشخاص وإصابة أكثر من 15 آخرين بينهم نساء وأطفال جراء قيام طائرات حربية روسية بقصف ريف حماة الغربي. وقال مصدر في الدفاع المدني التابع للمعارضة السورية لوكالة الأنباء الألمانية إن طائرات حربية روسية شنت أكثر من 11 غارة على مدينة قلعة المضيق وقرية الحواش في ريف حماة الغربي، مشيراً إلى أن الطيران الروسي استهدف عدداً من المدن والبلدات في ريف حماة، إضافة إلى سقوط عشرات القذائف الصاروخية والمدفعية من قبل القوات الحكومية. وأكد المصدر أن «عملية نزوح كبيرة تشهدها المدينة وريفها القريب منذ فجر الأحد (الماضي) بعد تعرضها لغارات متتالية». من جانب آخر، أعلن فصيل سوري معارض رفضه تسيير دوريات تابعة للجيش الروسي في منطقة خفض التصعيد في ريف حماة وإدلب. وقال «جيش العزة» التابع لـ«الجيش السوري الحر»، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه: «رفعت القوات الخاصة الجاهزية الكاملة وأعدت الخطط والمعدات اللازمة من أجل استهداف أي عنصر من القوات الروسية أو القوات الحكومية التي ستدخل معها إلى المناطق المحررة». ودعا «جيش العزة»؛ «المدنيين في مناطق خطوط الاشتباك إلى الابتعاد عن الدوريات الروسية باعتبارها ستكون هدفاً لـ(جيش العزة)». ويأتي إعلان «جيش العزة» استهداف القوات الروسية بسبب الغارات التي تشنها الطائرات الروسية على مناطق سيطرة المعارضة في إدلب وريف حماة. إلى ذلك، أعدمت «هيئة تحرير الشام» الاثنين «عميلين للنظام أحدهما ضابطٌ برتبة عقيد رمياً بالرصاص، وذلك ردّاً على التصعيد العسكري على المناطق المحررة في شمال سوريا». ونقلت وكالة «إباء» التابعة للهيئة: إنَّ «عناصرها نفّذت حكم القتل بحقِّ اثنين من عملاء النظام».

فشل اجتماع آستانة يُعيد «الدستورية» إلى جنيف والتصعيد إلى إدلب

بيدرسن يجتمع مع «مجموعة النواة» الجمعة... ودوريات روسية ـ تركية منسقة شمال سوريا

الشرق الاوسط....لندن: إبراهيم حميدي.. بعد فشل «اجتماع آستانة» بين الدول الثلاث «الضامنة»، في العاصمة الكازاخية قبل يومين، يعود مسار تشكيل اللجنة الدستورية السورية والتسوية السياسية إلى جنيف برعاية المبعوث الأممي غير بيدرسن، بالتزامن مع عودة القصف الروسي وهجمات المعارضة والدوريات التركية إلى إدلب شمال غربي سوريا. ويعقد بيدرسن اجتماعاً مع ممثلي «مجموعة النواة» التي تضم أميركا وبريطانيا وفرنسا والسعودية والأردن ومصر، في جنيف الجمعة المقبل، على أن يأتي ممثلو الدول «الضامنة» الثلاث لاحقاً إلى جنيف للقاء المبعوث الأممي ضمن مشاوراته حول الحل السياسي، وتشكيل اللجنة الدستورية، وبحث ملف المفقودين. ومن المقرر أن يقدم بيدرسن إيجازاً إلى مجلس الأمن في الساعات المقبلة. واتفقت مصادر دبلوماسية غربية على «فشل» الاجتماع الأخير لـ«ضامني مسار آستانة»، سواء فيما يتعلق بملف المفقودين والأسرى، وتشكيل اللجنة الدستورية، ومصير إدلب. وأوضحت أنه بالنسبة لملف المعتقلين، فقد انخفض عدد صفقة التبادل من 30 إلى 9 لدى إنجازها بين فصائل معارضة وقوات الحكومة برعاية روسية - تركية عشية «اجتماع آستانة». وعليه، يتوقع أن يكثف بيدرسن جهوده لنقل اجتماعات مجموعة العمل الخاصة بالمعتقلين والأسرى إلى عهدة الأمم المتحدة في جنيف. وينطبق الأمر ذاته على ملف اللجنة الدستورية؛ إذ إن الخلاف لا يزال قائماً حول الأسماء الستة في القائمة الثالثة التي تضم ممثلي المجتمع المدني، وسط إصرار دمشق على حصولها على 30 شخصاً مقابل 20 للمعارضة، إضافة إلى قائمتي الحكومة التي تضم 50 والمعارضة التي تضم 50 مرشحاً. وإذ لا يزال الخلاف قائماً على الأسماء الستة والمحاصصة فيهما، يواصل بيدرسن مشاوراته مع كتلتي «مجموعة النواة» يوم الجمعة المقبل، ثم ممثلي روسيا وتركيا وإيران خلال شهر رمضان على أمل إنجاز حل عقد تشكيل اللجنة ودعوتها للانعقاد بعد شهر رمضان المبارك. ونجحت جهود المبعوث الدولي في وضع آلية تشكيل اللجنة في إطار الأمم المتحدة وخطفها من أيدي «الضامنين»؛ إذ أشار بيان «آستانة» الأخير إلى أن الاجتماع جاء «في إطار تسريع العمل لإطلاق اللجنة الدستورية في أقرب وقت ممكن بما يتماشى مع قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، وقرروا (الضامنون الثلاثة) عقد الجولة التالية من هذه المشاورات في جنيف، وأكدوا استعدادهم التام للمساهمة في جهود المبعوث الأممي، بما في ذلك الحوار الفعال مع الأطراف السورية». وأفادت المصادر بأن اللقاء الأخير بين بيدرسن ووزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق «لم يكن بالإيجابية ذاتها التي كان عليها الاجتماع الأول بينهما»، لكنها أشارت إلى «حصول بعض التقدم فيما يتعلق بالاتفاق على قواعد العمل في اللجنة المتعلقة بآلية التصويت والرئاسة واتخاذ القرارات ومرجعيتها». وسجل توجيه رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري انتقادات حادة إلى تركيا بحضور ممثلي روسيا وإيران. وتقوم «المقاربة الشاملة» لبيدرسن على عدم اقتصار الحوار على تشكيل اللجنة الدستورية، بل توسيع المشاورات مع الدول الكبرى والإقليمية والأطراف السورية لتشمل معايير عمل اللجنة، وملف المفقودين والأسرى، وسبل تنفيذ القرار الدولي «2254». وشمل فشل «اجتماع آستانة» أيضاً، عدم الوصول إلى تقدم ملموس وحسم ملف إدلب، باستثناء تسريع تسيير «الدوريات المنسقة» في «مثلث الشمال» السوري؛ إذ كرر ممثلو الدول الثلاث «عزمهم على التنفيذ التام لاتفاقات إعادة الاستقرار في إدلب، بما في ذلك تسيير الدوريات المنسقة، والأداء الفعال لمركز التنسيق الإيراني - الروسي - التركي المشترك. كما أعربوا عن قلقهم البالغ إزاء محاولات تنظيم (هيئة تحرير الشام) الإرهابي زيادة سيطرته»، وأكدوا «عزمهم على مواصلة التعاون من أجل القضاء نهائياً على (داعش) و(جبهة النصرة) وجميع الأفراد والجماعات والمشاريع والكيانات الأخرى المرتبطة بتنظيمي (القاعدة) أو (داعش)، وغيرها من الجماعات الإرهابية»، إضافة إلى اتخاذ «خطوات ملموسة» ضد الانتهاكات. وبحسب المصادر الدبلوماسية، فإن روسيا وتركيا تبادلتا الاتهامات إزاء مسؤولية التصعيد في إدلب مع بروز «شقوق» بين موسكو وطهران. وتتهم موسكو أنقرة بـ«عدم الوفاء بالتزاماتها بالفصل بين الإرهابيين والمعتدلين وعدم محاربة الإرهابيين»، فيما تتهم أنقرة موسكو بـ«عدم ردع الحكومة السورية ووقف القصف»، على إدلب إضافة إلى حدوث غارات روسية؛ الأمر الذي ترد عليه موسكو بأنه «رد على جماعات إرهابية استهدفت قاعدة حميميم». وحدث في الأيام الماضية خليط من 4 أمور: غارات روسية وسورية على مناطق في إدلب، وتكثيف الدوريات التركية شمال سوريا وإرسال تعزيزات جديدة، وشن متطرفين هجمات على مواقع لقوات الحكومة، وتجديد واشنطن موقفها بالحفاظ على منطقة «خفض التصعيد» في إدلب. بموازاة ذلك، يتواصل الحديث عن عقد صفقة صغيرة بين أنقرة وموسكو وتحفظ طهران، تشمل دخول فصائل موالية لتركيا إلى تل رفعت وانسحاب الجيش الروسي، مقابل دخول موالين لموسكو إلى مثلث غرب جسر الشغور في إدلب. ويعني ذلك فتح شرايين طرق اقتصادية بين حلب وغازي عنتاب شمالاً، وبين حلب واللاذقية غرباً. وفي موازاة «الصفقات الصغيرة»، بحسب مصادر غربية «لا يمكن فصل ما يجري في ملفات اللجنة الدستورية وإدلب ومصير اتفاق خفض التصعيد وشرق الفرات ومصير المنطقة الآمنة، عن المفاوضات بين أميركا وروسيا وتركيا إزاء ملفات كبرى تتعلق بمنظومة (صواريخ إس400) الروسية أو طائرات (إف35) الأميركية والتحديات المطروحة على حلف شمال الأطلسي (ناتو)».

«حصار» روسي خانق لمخيم لاجئين قرب قاعدة أميركية في سوريا.. استنزف المواد الغذائية في المخيم... وأكثر من 7000 مدني يرحلون

عمان: «الشرق الأوسط».. عندما بدأ أولاد عبد الله العمور يتضورون جوعاً، قرر أن الوقت قد حان للرحيل عن مخيم الركبان الذي لجأ إليه مع أسرته ليواجه بذلك مصيراً مبهماً تحت حكم الرئيس بشار الأسد. كان العمور تاجر الماشية القادم من مدينة تدمر قد لجأ إلى المخيم الواقع على الحدود السورية مع الأردن والعراق قبل أكثر من ثلاث سنوات، بعد أن دمرت ضربات جوية روسية بيته أثناء استهداف المناطق التي كانت خاضعة في ذلك الوقت لسيطرة تنظيم داعش. والأوضاع في «الركبان» قاسية لكنه يتيح ميزة كبرى لسكانه البالغ عددهم 36 ألفاً، ألا وهي الحماية من الضربات الجوية الروسية ومن القوات المؤيدة للنظام السوري بفضل موقعه قرب قاعدة أميركية. إلا أن مقيمين في المخيم ودبلوماسيين يقولون إن الحياة فيه سارت من سيئ إلى أسوأ حتى باتت شبه مستحيلة في الأسابيع الأخيرة. فقد تدهورت أزمات نقص الغذاء نتيجة للحصار الذي يفرضه النظام وقوات الروس التي تريد تفكيك المخيم وإخراج القوات الأميركية من سوريا. وقال العمور (46 عاماً) لـ«رويترز» هاتفياً من المخيم: «اليوم بتاكل وبكرة ما في شيء يؤكل. الناس ذبحها الجوع». وأضاف أن ابنه حمزة ابن الثلاثة أعوام، أصابه الهزال من جراء إطعامه ماء محلى بالسكر بدلاً من الحليب المجفف». وتقول مصادر محلية إن القوات الروسية وقوات النظام السوري عمدت إلى قطع الإمدادات عن المخيم منذ منتصف فبراير (شباط) وسدت الطرق التي كان المهربون يلجأون إليها بالرشوة عبر نقاط التفتيش التابعة للجيش وإطلاق النار على بعض العربات. ويوم الخميس، حثت واشنطن دمشق وموسكو على السماح بتوصيل مساعدات دولية إلى مخيم الركبان، والامتناع عن سد الطرق التجارية المؤدية للمخيم «لتفادي المزيد من المعاناة». ومع تزايد الأزمات خرج سيل مستمر من اللاجئين من الركبان إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة النظام. وقالت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين إن نحو 7000 شخص رحلوا عن المخيم في الشهر الأخير تقريباً، حيث يتم نقلهم بالحافلات إلى ما تسميه السلطات السورية مراكز إيواء. يقع مخيم الركبان في قلب صراع بين روسيا والولايات المتحدة على السيطرة على جنوب شرقي سوريا، وعلى طريق بري يؤدي إلى العراق وإلى إيران الحليف الإقليمي الرئيسي للأسد. وترى روسيا، التي ساعد جيشها الأسد في استعادة السيطرة على جزء كبير من سوريا، في مخيم الركبان ذريعة أميركية للحفاظ على «احتلال غير مشروع في الجنوب». ويبدو من المستبعد أن يدفع إخلاء المخيم الولايات المتحدة للتخلي عن حاميتها القريبة في التنف ومنطقة منع الصدام التي تشمل الركبان. فقاعدة التنف تعتبر أداة مفيدة في خدمة الأهداف الأميركية في التصدي لإيران. غير أن روسيا عازمة على هدم المخيم. وسيمثل ذلك مكسباً لموسكو في سوريا بعد أن توقف تقدمها العسكري في مناطق أخرى من البلاد، ومن ثم تأكيد نفوذها على منطقة تخضع للسيطرة الأميركية. ونادراً ما يتسلم مخيم الركبان، الذي تخضع الطرق المؤدية إليه لسيطرة دمشق، شحنات من مساعدات الأمم المتحدة. وآخر مرة وصلت فيها قافلة مساعدات من الأمم المتحدة إلى الركبان كانت في أوائل فبراير. ويخشى كثيرون من سكان الركبان العودة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، ويقولون، إن من الممكن احتجازهم أو إرغامهم على الخدمة العسكرية. علاوة على أنه في حالات كثيرة يصعب عليهم العودة إلى مدنهم المهدمة. وقد أخذ المخيم بعض ملامح الديمومة، بما في ذلك بناء منازل من الطوب النيء ومدارس وأسواق. وفتح إبراهيم الناصر متجر بقالة في الركبان إلا أنه اضطر لإغلاقه بسبب نقص السلع. وقال لـ«رويترز» وهو على وشك مغادرة المخيم، إنه لم يعد يهتم بمصيره ولا يريد إلا إنقاذ أولاده من الجوع. وقال أبو أحمد الدرباس الخالدي، رئيس المجلس المحلي الذي تديره المعارضة في المخيم، إن تناقص الإمدادات الغذائية لا يترك لسكان الركبان خياراً سوى الرحيل. وتوقف المخبز الوحيد في المخيم عن إنتاج الخبز هذا الشهر. وأصبح سعر جوال الطحين، إذا ما وُجد، 40 ألف ليرة سورية (70 دولاراً) أي ثمانية أمثال سعره في الأراضي الخاضعة لسيطرة النظام السوري. ونشرت وسائل إعلام تابعة للدولة في سوريا صوراً للراحلين عن مخيم الركبان في حافلات خضراء بمرافقة أمنية تشبه الحافلات المستخدمة في إخلاء المدنيين ومقاتلي المعارضة من أماكن أخرى من سوريا تمت استعادتها من معارضين، مثل شرق حلب والغوطة الشرقية. غير أن مصادر في الركبان قالت إنه تم احتجاز الراحلين عن المخيم لأسابيع في معسكرات احتجاز في حمص قبل نقلهم إلى السجن أو إطلاق سراحهم أو إلحاقهم بالجيش. وقال محمود الهميلي أحد المسؤولين في المخيم، إنه تلقى تقارير أنه تم القبض على أكثر من 20 رجلاً. وقال شكري شهاب الذي يعمل في جهود الإغاثة بالمخيم: «الموت في المخيم أفضل من الموت خلف القضبان».

انتفاضة دير الزور ضد "قسد".. غضب كامن تشعله صهاريج النفط

أحمد عطا - أبوظبي- سكاي نيوز عربية... تشهد مناطق شرق الفرات في محافظة دير الزور السورية احتجاجات عارمة ضد ما يصفه الأهالي هناك بـ "الاحتلال الكردي"، لكن شرارة الاحتجاج خرجت هذه المرة من الغضب تجاه سيطرة الإدارة الذاتية الكردية على مصادر النفط، فيما تعاني المنطقة من شح في الخدمات. وقال سكان وقادة عشائر في دير الزور شرقي سوريا، إنهم صعدوا احتجاجاتهم ضد قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة. وشهدت عشرات المناطق في دير الزور احتجاجات واسعة، ومن بينها مناطق البصيرة، ومويلح، والحصين، والمحيميدة، والجنينة، والشنان، والشحيل، وماشخ، الضمان، النملية، طيب الفال، الطيانة والدحلة، بحسب ناشطين. وتمثل هذه المناطق حزاما استراتيجيا للنفط في قلب أراضٍ تسكنها عشائر عربية إلى الشرق من نهر الفرات. وقال النشطاء إن عناصر "قسد" أطلقوا النار باتجاه المتظاهرين في بعض المناطق، خاصة عندما قطع المحتجون الطريق بين دير الزور والحسكة الذي تستخدمه شاحنات قوات سوريا الديمقراطية لنقل صهاريج النفط. وتعليقا على الأحداث، قال ممثل الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، شفان الخابوري، لموقع "سكاي نيوز عربية" إن "من حرر دير الزور هم قوات سوريا الديمقراطية، وكان من بينهم مكون عربي، بلغت نسبته حوالى 85%، كما شارك أبناء العشائر بنسبة تبلغ 95% في الحرب ضد داعش في المدينة. وأضاف "عندما انتصرنا على داعش في الباغوز، توجهت خلايا نائمة إلى دير الزور، وهناك نحن نلاحقهم، وبينما تتم ملاحقتهم يقوم بعضهم باستغلال الشباب للتظاهر (..) الخلايا النائمة تستغل هؤلاء للتظاهر ضد قسد ولصرف الانتباه عن ملاحقتهم".

ثروة النفط

أما الناشط في دير الزور، أبو علاوي الشعيطي، فقال لموقع سكاي نيوز عربية إن "النفط يلعب الدور الأساسي في المنطقة، وخاصة بعد احتكار النفط من قبل قوات سوريا الديمقراطية وتهريبه إلى النظام ومناطق الأكراد في الحسكة والقامشلي". وأوضح أن المظاهرات الأخيرة اندلعت بعد أن وردت معلومات تفيد بتهريب قوات سوريا الديمقراطية للنفط إلى كردستان العراق عبر معبر سيمالكا الحدودي. "يحدث ذلك بينما ارتفعت أسعار المازوت في دير الزور إلى ما يقرب من 180 ليرة في وقت يباع في الحسكة الكردية بنحو 50 ليرة فقط". وتعد دير الزور خزان الوقود السوري، حيث تحتضن أكبر آبار النفط وفي مقدمتها حقل العمر النفطي الذي ينتج ما لا يقل عن 40 ألف برميل يوميا. ويعتبر رئيس التيار العربي المستقل في دير الزور محمد شاكر أن النفط جزء من أزمة أكبر، حيث تعاني المناطق الواقعة شرق الفرات بالمحافظة من سياسة تمييز ضدهم من قبل الإدارة الذاتية الكردية. وقال شاكر لموقع سكاي نيوز عربية إن السكان انتفضوا ضد "المعاملة العنصرية واحتجاز المدنيين وتعنيفهم على الحواجز، وسلب ثروات المحافظة وانتشار عصابات مسلحة تابعة لقسد". وأضاف أن الاحتجاجات نابعة من واقع تهميش المكون العربي الذي يمثل 95 في المئة من السكان في المنطقة. وحذر شاكر من انفجار الأوضاع باندلاع اقتتال عربي كردي، قائلا إن المستفيد منه هما "تركيا وإيران اللتان ستستغلان أي نزاع لفرض السيطرة على شرق الفرات". وقال إن "الأكراد دائما ما رفعوا شعار اللامركزية في مناطقهم وحصلوا على إدارة ذاتية، فلماذا لا يدير العرب مناطقهم بشكل ذاتي؟". وبحسب الصحفي في شبكة فرات بوست صهيب جاسم، يطالب المحتجون بخروج قوات سوريا الديمقراطية من ريف دير الزور، والإفراج عن المعتقلين في سجون الواحد الكردية، وتخفيض أسعار الوقود، ووقف سرقة النفط، بالإضافة إلى تحسين الخدمات طالما أن المنطقة تخضع لإدارة الوحدات الكردية. ويعتبر جاسم أن الوضع في دير الزور يعبر عن حالة عامة تختمر منذ أشهر، وقد سبقت هذه الموجة من الاحتجاجات، موجة أخرى في مدن الرقة والطبقة وريف دير الزور الشرقي . وقال جاسم :" الوضع متوتر بالفعل.. وقد حدث قتال في السابق بين قوات النخبة العشائرية وقسد في ريف ديرالزور الشرقي لذات الأسباب، كما وقع اقتتال بين ثوار الرقة وقسد".

نفي كردي

وينفي مجلس سوريا الديمقراطية أن تكون هناك ممارسات تمييزية ضد السكان العرب في دير الزور، قائلين إن الاحتجاجات تعبر عن رغبة في تحسين الخدمات. وقال المنسق الإعلامي لمجلس سوريا الديمقراطية إبراهيم الإبراهيم لموقع سكاي نيوز عربية:" هي مطالب شعبية بتحسين الأحوال.. هذا شيء طبيعي.. لكن هناك تجاوزات في توصيف الحالة بوجود مواجهات بين أبناء العشائر والأكراد". واعتبر الإبراهيم أن هناك مخططا لدفع أفراد من العشائر لإثارة الفتنة بعد الانتصار التاريخي على داعش. وأوضح بالقول: "ما يجري فعلا مخطط يأتي في سياق ضرب منطقة الشمال من عدة اتجاهات.. هناك قوى إقليمية مثل تركيا وإيران بالإضافة إلى النظام السوري وروسيا لها مصلحة فيما يحدث".

إيران تخلي مواقعها في دير الزور بسبب "طائرة مجهولة"

ترجمات – أبوظبي.. أفادت وسائل إعلام محلية سورية، أن إيران بدأت إخلاء مقارها في منطقة دير الزور شرقي سوريا، الأحد، بعد أن حلقت طائرة مجهولة فوق المنطقة لمدة 30 دقيقة. ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن وكالة "دير الزور 24"، أن الطائرة ليست روسية أو إيرانية أو سورية، وأن مركبات عسكرية انتشرت في المنطقة منذ رصد الطائرة. وذكرت مصادر للوكالة أن الطائرة لم تنفذ أي هجمات، لكنها حلقت حول المنطقة لمدة 30 دقيقة ثم غادرت. وأشارت "جيروزاليم بوست" إلى أن هذه الواقعة تأتي وسط تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن مضيق هرمز. وتسعى إسرائيل إلى الضغط على إيران، بهدف إجبار قواتها في سوريا على الخروج منها، أو على أقل تقدير الابتعاد عن الحدود الإسرائيلية السورية. وتكررت هجمات إسرائيل، التي تعتبر إيران الخطر الأكبر، على أهداف في سوريا تخص إيران وقوات متحالفة معها من بينها جماعة حزب الله اللبنانية. وخطر اندلاع مواجهة مباشرة بين العدوين اللدودين، إسرائيل وإيران، يحدق منذ فترة طويلة في سوريا، حيث أرسى الجيش الإيراني وجودا منذ بدايات الحرب المستمرة منذ نحو 8 سنوات، دعما لحكومة الرئيس بشار الأسد.

أردوغان وترامب يناقشان مستجدات الملف السوري

أورينت نت – متابعات.. بحث الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، المستجدات في سوريا وسبل مكافحة الإرهاب في المنطقة. ونقلت الأناضول عن الرئاسة التركية، أن الرئيسين ناقشا الملف السوري واتفقا على استمرار التعاون الوثيق في مكافحة الإرهاب، كما طرح أردوغان على نظيره الأمريكي مقترح تشكيل مجموعة عمل بشأن شراء تركيا منظومة "إس-400" الدفاعية الروسية. وبحسب المصدر، فقد بحص الرئيسان قضايا ثنائية (لم تفصح عنهما) وأكدا مجدداً على هدف الارتقاء بحجم التبادل التجاري إلى 75 مليار دولار سنويا.

تقدم في المفاوضات

ويأتي حديث الرئيسين بعد يومين من تسريبات عن تقدم في المفاوضات بين الجانبين بشأن الملف السوري، حيث قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن مناقشات تجري بين الولايات المتحدة وتركيا بهدف تسيير دوريات مشتركة في المنطقة الآمنة التي من المفترض أن تقام بعرض 32 كلم على طول الحدود الشمالية الشرقية لسوريا مع تركيا، وذلك بحسب مسؤولين من كلا البلدين. ويتضمن المقترح الجديد سحب القوات الكردية التي قاتلت إلى جانب الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم "داعش" في تراجع جديد تقدمه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي كانت تأمل في تامين المنطقة من قبل القوات المحلية أو الدول الحليفة. وستتولى القوات الأمريكية مهمة القيام بالدوريات على الرغم من القرار الصادر بتخفيض عددها بأكثر من النصف ليصل إلى 1,000 عسكري خلال الأشهر القادمة. ورفضت كل من بريطانيا وفرنسا الطلب الأمريكي بالوقوف كحاجز بين تركيا وبين "قسد" المصنفة إرهابياً بحسب أنقرة، على الرغم من أن لدى البلدين قوات عسكرية في سوريا تشارك في جهود مكافحة الإرهاب.

اتفاق مبدأي حول الحدود

أعرب كبار المسؤولين في إدارة ترامب عن أملهم في تحسن العلاقات مع تركيا، خصوصاً بعد الانتخابات البلدية التركية التي تمت في أواخر آذار. وعلى الرغم من الجهود الحثيثة المبذولة، سواء على المستوى الدبلوماسي، أو العسكري والتجاري، خلال الأسابيع القليلة الماضية؛ إلا أن الخلافات لم تشهد أي تحسن إلا فيما يخص مسألة الحدود. وقال مسؤول حكومي رفيع المستوى "لا تزال هنالك خلافات واضحة، ولكن هنالك رغبة في كلا الجانبين للتوصل إلى حلول مشتركة". وأضاف المسؤول إن الإدارة ترغب في تضييق المنطقة الآمنة عن 32 كلم، وهي المساحة التي تطلبها تركيا في الوقت الحالي.

أهالي غربي حلب يرفضون تسيير الدوريات الروسية.. بماذا هددوا؟

أورينت نت – متابعات.. أعلنت عدة مجالس محلية غربي حلب، رفضها لأي اتفاق يقضي بمرور دوريات روسية ضمن المناطق المحررة، وسط دعوات للتظاهر تنديداً بما سرب حول ذلك.

الأهالي يهددون

واعتبرت بيانات صادرة عن المجالس المحلية ومنها "دارة عزة، بلدة الشيخ علي، معارة الأتارب، بسطرون، باتبو، معارة الأرتيق"، أن روسيا هي عدو للشعب السوري، ولا يمكن لها أن تسيّر دوريات في المناطق المحررة، وهي من قتلت وشردت وهجرت الأهالي. وأكدت البيانات أن الاحتلال الروسي، لا يمكن أن يكون ضامناً أو راعياً للحل السياسي في سوريا، كما هددوا باستهداف تلك الدوريات، وطالبوا الفصائل المقاتلة باتخاذ كافة التدابير التي من شأنها أن تمنع دخول الدوريات الروسية، إلى المناطق المحررة. وقبل أيام أفادت تقارير صحفية أن الأطراف المشاركة في جولة "أستانا 12"، اتفقت على تسيير دوريات مشتركة بين روسيا وتركيا في إدلب، لوقف إطلاق النار والقصف الذي تتعرض له المحافظة، على أن يسبق ذلك تسيير دوريات مشتركة روسية- تركية على خط الجبهات، مطلع أيار المقبل، في وقت ارتكب فيه طيران الاحتلال الروسي بالتزامن مع محادثات أستانا 12، وبعدها، عدة مجازر في ريف حماة، وأوقع قتلى في ريف إدلب. وفي الأسبوع الأول من شهر آذار الماضي، بدأت القوات التركية بتسيير دوريات عسكرية ضمن المنطقة "منزوعة السلاح" في أرياف إدلب وحلب وحماة. وأفاد مراسل أورينت وقتها في ريف حلب "إبراهيم الخطيب"، بأن الدوريات بدأت بالسير من "خطوط التماس" المتمثلة في نقطتي "عندان والعيس" إضافة لنقطة "دارة عزة". وكان وزير الدفاع التركي "خلوصي أكار"، أعلن في آذار الماضي، انطلاق دوريات روسية في المنطقة الحدودية خارج إدلب، وأخرى للقوات المسلحة التركية في المنطقة منزوعة السلاح، قائلاً إن "الدوريات التركية والروسية في إدلب تعد خطوة هامة لحفظ الاستقرار ووقف إطلاق النار".

أورينت تفتح ملف مخابرات الأسد وأسباب التنافس بينها في قتل السوريين!

أورينت نت - عمر حاج أحمد.. اعتمد النظام منذ تولّي حافظ الأسد السلطة وحتى اللحظة على مبدأ التنافسيّة وخلق العداء بين أجهزة أمن، وكان لهذا العداء والتنافس فيما بينها دوره الجوهريّ بفرض القبضة الأمنية على السوريين، وخلق عشرات الأجهزة والأفرع المافياويّة التي رسّخت حكم الأسد لعدّة عقود من الزمن. وأسس "حافظ الأسد" أربع أجهزة مخابرات رئيسية (المخابرات الجويّة وأمن الدولة والأمن العسكري والأمن السياسي) يُشرف عليها مكتب الأمن الوطني، ويتبع لهذه الأجهزة أكثر من 48 فرعاً رئيسياً بالإضافة لعشرات الأفرع الإقليمية في المحافظات السورية، والتي يصعب التحكّم بها من قبل نظام أسد، مما جعله يخلق جواً من التنافس والعدائية فيما بينهما لكسب ولاء هذه الأجهزة، وتحقيق بعض المزايا لها ولمسؤوليها.

مؤشّر الأداء حسب الولاء

وفيما يخصّ أسباب التنافسيّة والعداء بين أجهزة الأمن السورية، يقول المساعد أول المنشقّ عن جهاز الأمن السياسي "أحمد الحسين" لأورينت نت، "يوجد لدى نظام الأسد عشرات الأجهزة والأفرع الأمنية والمخابراتية، ولكن المُلاحظ هو عدم وجود علاقات ارتباط فيما بينها، وكل جهاز يعمل دون التنسيق مع الأجهزة الأخرى، حتى وصل بهم هذا إلى حدوث صدامات عدة فيما بينهم إن كان قبل ثورة عام 2011 أو خلالها". وأوضح الحسين قائلاً "اعتمد حافظ الأسد ومن بعده بشار الأسد على مبدأ تقييم أداء هذه الأجهزة بحسب ولائها له، وهذا ما جعل بعض الأجهزة تتنافس مع بعضها على الأكثر ولاءً لرأس هذا النظام وقيادته، وانعكس ذلك على أدائها الحقيقي مقابل كسب ولائها، وحتى أن الأداء بات يُقاس ضمن الجهاز أو الفرع الواحد بحسب الولاء لرأس النظام أو قيادته الأمنية والعسكرية". وبنفس الإطار، قال المساعد المنشق عن جهاز المخابرات الجوية "وليد العبدو" لأورينت نت، "بسبب إظهار ولاء هذا الجهاز أكثر من ذاك الجهاز، أو هذا الفرع أكثر من الفرع الآخر، كان ضباط وعناصر كل جهاز يكتبون التقارير الأمنية بحقّ ضباط وعناصر الأجهزة الأخرى، حيث يُظهرون بهذه التقارير شدّة ولائهم لقيادتهم وسوء أداء وولاء باقي الأجهزة والأفرع الأمنية".

السيطرة والنفوذ

وبجانب آخر، رأى المساعد المنشقّ وليد العبدو أن الخلاف والتنافس بين أجهزة المخابرات يعود كذلك بسبب بسط السيطرة والنفوذ والتحكّم أكثر بالمقدّرات السورية، وبيّن ذلك بقوله: "أكثر أجهزة الأمن تنافساً وعداءً هما جهازيّ المخابرات الجوية والأمن العسكري، وكانت تصلنا تعاميم من إدارة المخابرات الجوية بعدم السماح لعناصر وضباط جهاز الأمن العسكري بالتحرّك أو العمل ضمن مناطق نفوذنا أو قطاعاتنا العملياتيّة". وتابع "هذه الخلافات والمنافسة ليست وليدة أيام الثورة والاختلاف على مناطق السيطرة فيما بين ميليشيات هذه الأجهزة وتعفيش مناطق سيطرتهم، وإنما هي منذ بداية حكم آل الأسد لسوريا وخاصة منذ ثمانينيات القرن الماضي، حتى أن كل جهاز أو فرع له مناطق نفوذ معينة أو مؤسسات يُشرف عليها، ولا يحقّ لأحد من باقي الأجهزة والأفرع التدخّل بها إلا بإذنه". وأشار العبدو إلى أنه "بعد ثورة عام 2011 ظهر جلياً الخلاف والنزاع بين هذه الأجهزة الأمنية والميليشيات التابعة لها، وتحوّلت كتابة التقارير و "طقّ البراغي" فيما بينهم إلى اشتباكات مسلحة بينها لفرض سيطرتهم ونفوذهم أكثر، أو لتدخّل جهاز بعمل ومناطق نفود الجهاز الآخر".

مصالح شخصية

وأما المساعد أنس الأحمد المفصول من فرع الأمن الجنائي بدمشق، أرجع سبب هذه التنافسية والعداء إلى مصالح شخصية يكتسبها ضباط ومسؤولو هذه الأجهزة والأفرع، خاصة بعد إطلاق يدهم لعمل أي شيء مقابل بقاء نظام الأسد بقوته وهيمنته. وبيّن ذلك بقوله، "خلافات المصالح الشخصية بين ضباط وعناصر الأفرع الأمنية جعلتهم بحالة عداء متزايد، وسبب فصلي من فرع الأمن الجنائي مثلاً كان لمصالح شخصية بين ضباط الفرع وضباط الأمن السياسي التابعين معاً لوزارة الداخلية، وذلك بسبب كشفي لأوكار دعارة يُديرها ضباط من الأمن السياسي والمخابرات العسكرية فاستغلّ ذلك ضباط الأمن الجنائي لابتزازهم وبالنهاية أنا فُصلت وهم بقوا يتنافسون ويبتزّون بعضهم". وأكمل الأحمد "نظام الأسد أفسح المجال لعناصر وضباط أجهزة الأمن لتحقيق مصالحهم الشخصية وتكوين الثروات الطائلة والنفوذ الأمني الكبير، مقابل حماية عرشه من السقوط خلال العقود الأخيرة، ولذلك زاد التنافس والعداء بين مسؤولي هذه الأجهزة لكسب أكبر قدر من مقدّرات السوريين والدولة السورية، ولكن هذه المصالح الشخصية تبقى قيد المراقبة وإنهائها وزجّ صاحبها بالسجن أو التخلّص منه نهائياً بحال تعارضت مصالحه مع مصالح الأجهزة الأخرى أو مع بقاء الأسد في الحكم".

تسلّط أمني وبقاء الأسد

وبسياق مختلف، أوضح الناشط الحقوقي والعامل سابقاً في المحكمة العسكرية، المحامي خالد الشبيب لأورينت نت آثار هذه العداءات والتنافسية بين أجهزة الأمن على السوريين بقوله، "كانت غاية حافظ الأسد إبّان ثمانينيات القرن الماضي زيادة العداء بين أجهزة الأمن من أجل فرض سيطرته على البلاد واستمراريته في الحكم، خاصةً بعد ظهور الخلاف بينه وبين أخيه رفعت الأسد الذي كان يُسيطر على بعض هذه الأجهزة، ولذلك استغلّ نظام الأسد عبر رئيسه هذه الخلافات التي أنشأها بين الأجهزة ليبقى في سدنة الحكم كل هذه المدة، وحتى اللحظة". وأردف الشبيب قائلاً "وكذلك زاد التسلّط الأمني على رقاب السوريين بسبب التنافس بين أجهزة الأمن وإظهار قوتهم على الشعب السوري مقابل ولائهم لنظام الأسد، وهذا ظهر للعيان قبل الثورة السورية وزاد أكثر خلالها بارتكاب آلاف المجازر واعتقال مئات آلاف المدنيين". واستدرك قائلاً "وبسبب كثرة هذه الأفرع الأمنية وخلافاتها فيما بينها سًرقت موارد البلد الاقتصادية والخدمية والتنموية، ولم يبقَ إلا بقايا وطن تحكمه عصابات سلطويّة أمنية لتحقيق مكاسبها الشخصية، والمحافظة على نظامٍ متهالكٍ أساسه القبضة الأمنية وأجهزة المخابرات".



السابق

أخبار وتقارير...تحذير من هجوم إسرائيلي بسبب تجاهل لبنان «معلومات سرية»...المعارضة: نظام الأسد تحوّل إلى ميليشيات إرهابية....زيلينسكي يردّ على بوتين ويعرض على الروس الجنسية الأوكرانية..الزياني: دول «مجلس التعاون» عازمة على مواجهة التحديات...إيران تهدد بإغلاق هرمز.. فهل تتخطى الأقوال إلى الأفعال؟...روسيا: مستعدون لاتفاقات جديدة مع أميركا للحد من الأسلحة.....لماذا لا تستطيع إيران إغلاق "هرمز"؟ الإجابة عند "فرس النبي".."مليارات خامنئي" تثير أزمة ثلاثية.. بغداد وواشنطن والمنامة...10 آلاف إيراني لجأوا لأوروبا في 2018.....كشف حقيقة فيديو "أبابيل" الإيرانية والمدمرة الأميركية..بولتون: إيران تمثل تهديدا عالميا والعقوبات أثرت عليها....من "الذئاب المنفردة" إلى خلايا "التماسيح".. بريطانيا تستنفر وداعش يعلن استراتيجية جديدة.. خليل زاد يقول إن لا سلام في أفغانستان اذا لم تتكيف طالبان مع التغيّرات..

التالي

اليمن ودول الخليج العربي...بومبيو: إيران سبب استمرار حرب اليمن....الحوثيون يختطفون قيادات من حزب المؤتمر....«التحالف» يدمر طائرات «مسيّرة» حاولت استهداف مجلس النواب اليمني....الميليشيات تواصل خرق الهدنة في الحديدة وتستميت لاستعادة الدريهمي..تحالف دعم الشرعية يحذر الحوثيين من المماطلة في تنفيذ اتفاق استوكهولم ..السعودية: نرفض التدخّل في شؤون البحرين...ماكرون يستقبل الثلاثاء الملك حمد بن عيسى آل خليفة..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,902,267

عدد الزوار: 6,971,201

المتواجدون الآن: 94