العفو الدولية: حكومات المنطقة لا تتسامح مع الانتقادات

لندن- يو بي أي- قالت منظمة العفو الدولية في تقريرها السنوي عن حالة حقوق الإنسان في العالم، إن حكومات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ظلت تبدي قدراً كبيراً من عدم التسامح مع الانتقادات. وأضافت أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «شهدت في العام الماضي أنماطاً من عدم تسامح الحكومات مع الانتقادات في بلدان مثل تونس والسعودية وسوريا، ومن القمع المتصاعد كما هي الحال في إيران».

تجديد الطوارئ
وقالت المنظمة إن مصر «جددت حالة الطوارئ الطويلة الأمد لمدة عامين آخرين، واستمر استخدام سلطات الطوارئ في التضييق على المعارضين بما في ذلك اعتقال النشطاء السياسيين المنخرطين في حركة «6 ابريل» وأعضاء تنظيم الإخوان المسلمين».
وأضافت أن السلطات المصرية «عمدت إلى استخدام القوة المفرطة لفض بعض التظاهرات».
وحول العراق، قالت المنظمة «إن الجماعات المسلحة المناوئة للحكومة ولوجود القوات الأميركية نفّذت هجمات دامية».
مشيرة الى ان الهجمات استهدفت أشخاصاً بسبب انتمائهم الديني، أو هويتهم العرقية، أو جنسهم، أو أنشطتهم المهنية، أو غيرها، مثل الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان».
وذكرت ان التوترات تصاعدت «في إقليم كردستان، حيث استهدفت الاعتداءات وأعمال القتل، وغيرها من الانتهاكات الصحافيين المستقلين، وأنصار حزب جديد معارض خاض الانتخابات منافساً للحزبين الكرديين الرئيسيين في الإقليم».

غياب العدالة
وفي إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، قال التقرير «إن المساءلة لم تتحقق حتى الآن بعد سنة على انتهاء الصراع الذي دام 22 يوماً في قطاع غزة وجنوب إسرائيل».
واتهمت منظمة العفو إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي خلال العملية العسكرية في غزة.
وقالت المنظمة «إن القوات الإسرائيلية شنت هجمات غير متناسبة، ومن دون تمييز على المدنيين، واستهدفت وقتلت عدداً من العاملين في المجال الطبي، واستخدمت مدنيين فلسطينيين كدروع بشرية، وأطلقت قذائف الفوسفور الأبيض من دون تمييز على مناطق سكنية مزدحمة بالسكان».
وقال التقرير إن إسرائيل «كثيراً ما منعت دخول المعونات الدولية والمساعدات الإنسانية إلى غزة».
وأضاف التقرير أن القوات الإسرائيلية «لجأت على مدار العام إلى استخدام القوة المفرطة والمميتة أحياناً ضد المدنيين الفلسطينيين».

اليمن
وفي اليمن، قال التقرير «إن القتال بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين في منطقة صعدة انتهى، لكن الأوضاع لا تزال غير مستقرة، واستمرت تظاهرات الاحتجاج ضد الحكومة في جنوب البلاد، حيث يشكو المتظاهرون من تمييز السلطات».
وأضاف «أن ممارسات قوات الأمن من أساليب القمع والبطش، بما في ذلك الإعدامات المزعومة خارج نطاق القضاء، والإفراط في استخدام القوة المهلكة في إطار جهودها لقمع التظاهرات الاحتجاجية، أجج سعير التظاهرات ضد الحكومة».

ضمان العدالة
وقال تقرير المنظمة «إن 2009 كان عاماً مشهوداً بالنسبة إلى العدالة الدولية، وشهد حدوث تقدم كبير في ما يتعلق بضمان العدالة للضحايا، وضمن المحاسبة عن انتهاكات حقوق الإنسان».
وفي لبنان «حدث تقدم بخصوص إمكانية محاكمة المسؤولين عن قتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وما يتصل بها من هجمات بعدما تم رسمياً تشكيل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان».