عزلة متزايدة للدولة العبرية

كتبت جريدة لوفيغارو الفرنسية افتتاحية أكدت فيها تزايد عزلة اسرائيل دبلوماسيا بعد استهداف جيشها لقافلة انسانية كانت متوجهة الى غزة، في وقت هو الاصعب بالنسبة لحكومة بنيامين نتانياهو.
وقالت «لوفيغارو» بان المنظمة غير الحكومية التركية، التي نظمت القافلة الانسانية، كانت تهدف الى لفت انتباه المجتمع الدولي الى الحصار الذي تعانيه غزة، ونجحت في ذلك، وان كان نجاحها بسبب النتائج الدرامية التي خلفها الهجوم الاسرائيلي خاصة.
اما الدبلوماسية التركية فقد فرضت وجودها بحسب الصحيفة، بفضل تصريحاتها، بعد ان ندد الوزير الاول رجب طيب اردوغان بـ«ارهاب الدولة» الذي مارسته اسرائيل، وارسل وزير خارجيته الى نيويورك ليعبر عن ادانة بلاده للدولة العبرية في مجلس الامن.
الازمة بنظر «لوفيغارو» سياسية الآن، بعد ان أصبح الحصار على غزة على الاجندة الدولية وبعد ان اجبر نتانياهو على الغاء زيارته الى البيت الابيض في وقت تتميز فيه العلاقات مع واشنطن بالتوتر، وتشير الصحيفة الى ان اسرائيل أصبحت في عزلة بحق منذ ان دعاها مؤتمر متابعة معاهدة منع الانتشار النووي الى الانضمام الى المعاهدة ووضع منشآتها تحت تصرف الوكالة الدولية للطاقة.
وأما صحيفة ليبيراسيون الفرنسية فقد أكدت افتتاحيتها ان لا شيء يبرر العملية الاسرائيلية التي استهدفت القافلة الانسانية، فيما وصفت تفسيرات الدولة العبرية بالمثيرة للشفقة، ذلك ان النشطاء الانسانيين لم يشكلوا ابدا تهديدا لاسرائيل. كان على اسرائيل بنظر «ليبراسيون» ان تفسر جيدا ما حصل او تعتذر لكن الحكومة الاسرائيلية فضلت الكذب. تقول الصحيفة مرة اخرى ترى اسرائيل نفسها فوق القوانين، ومرة اخرى يدفع المدنيون الثمن ويسقطون ضحايا. اسرائيل تتهم النشطاء الاتراك بارتكاب اعمال غير قانونية، لكن الحصار على غزة التي كانت القافلة الانسانية تحاول كسره، أليس حصاراً غير قانوني بحسب المجموعة الدولية؟ ان اسرائيل ترفض الخضوع للقانون بحجة امنها، لكن ان شاءت الانضمام الى المجموعة الدولية فعليها ان تحترم القواعد، على المجموعة الدولية ان تفرض نفسها بعقوبات رادعة لان اسرائيل لا يمكن ان تستفيد باستمرار من اللا عقاب الذي يرعاه الغرب والولايات المتحدة الاميركية في المقدمة. ان امن اسرائيل، بحسب الصحيفة، لا يمكن ان يتحقق الا باحترام الالتزامات الدولية المشتركة بين جميع الدول، لتنتهي ليبيراسيون الى القول «على اسرائيل ان تكون دولة مثل باقي الدول».

لوفيغارو